الجامعات تقود جيل التحرير

    

الحلقة 10

الدكتور عبد الجليل عبد المهدي أستاذ الأدب العربي

الدكتور ناصر عبد الجواد أستاذ الحديث الشريف وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا في كل فلسطين وفي كل مكان، مشاهدينا في تاريخ المساجد كان هناك ما يُسمى المساجد الجامعية، المسجد النبوي، المسجد الأموي في دمشق، والأزهر وابن طولون في مصر، والمنصور في بغداد، ومسجد الزيتونة في تونس، وكذلك جامع القرويين في المغرب الذي عُدّ أول جامعة في العالم، مع العلم أنه قيل أنّ جامعة نالندا في الهند هي الأولى، مشاهدينا مَن يعرف أن التعليم الصهيوني على أرض فلسطين قد بدأ عام 1912م عبر معهد التخنيون في حيفا طبعاً، والذي يُستخدم لأغراض عسكرية خفية، ومن يعرف أنّ الجامعة العبرية قد تأسست سنة 1925م، بيريز في كتابه (شرق أوسط جديد) يقول: (إن القوة في العقود القادمة في الجامعات وليس في الثكنات)، مشاهدينا في عصور الإسلام كنا سادة العلوم والاكتشافات، وفي عهد نور الدين زنكي وُضع قانون التفرغ العلمي بإجازة مدفوعة الراتب، وكان المسجد الأقصى بمثابة جامعة إسلامية كبرى، والآن نسأل أنفسنا إلى أين يسير التعليم الجامعي في بلادنا، وكم هي مناهج الجامعات بعيدة عن تربية جيل مطلوب منه شرعاً وعرفاً تحرير الأقصى، ولماذا يُسمح لرجال الدين بالتدخل في المناهج التعليمية في الكيان الصهيوني، بينما في بلادنا يُمنع المتدينون من العمل في المناهج وتُراقب مناهجنا بدقة؟ وبعد هذه الأسئلة يبقى السؤال هل من مبشرات بأن هناك جيلاً يمشي على خطى العلماء المحيطين بصلاح الدين ونور الدين وعماد الدين زنكي؟ مشاهدينا حلقة اليوم بعنوان الجامعات تقود جيل التحرير، ونستضيف الدكتور عبد الجليل عبد المهدي أستاذ الأدب العربي، وكذلك نستضيف الدكتور ناصر عبد الجواد أستاذ الحديث الشريف وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني.

حياكما الله ضيفيّ الكريمين بصراحة أنا يعني مسرور كثيراً أن يكون ضيفي الدكتور عبد الجليل والنائب ناصر عبد الجواد، حياكما الله سيدي.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): حياكم الله أهلاً وسهلاً بك.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): إذا بدأنا معك دكتور عبد الجليل يعني، في حقبة زمنية التي نتحدث عنها طوال خطوات هذا البرنامج نحن نتكلم يعني بفترة زنكي وهو يُرتَب الخليفة الراشدي السادس بعد عمر بن عبد العزيز في رأي العلماء، كان العلم في عصره متطوراً مزدهراً، وكان قانون التفرغ العلمي _يعني أنتم كأساتذة جامعات تحتاجون هذا التفرغ العلمي_ وكان في زمانه مدفوعاً الراتب من أجل أن يتفرغ العلماء لإنجاز مشاريع ضخمة مثلاً التأليف أو غيره، الآن لو قلبنا الصفحة باتجاه تاريخنا نجد أن الآن الأستاذ الجامعي في منطقتنا _هناك مبدعون لا شك_ لكن كثير منهم مشغولون ببيع المذكرات إذا كان الأستاذ في الطب في العيادة بعد ذلك، إذا كان أستاذاً في الصيدلة في الجامعة فهو مشغول بمشاريع صيدلانية إلخ، إلى أين يسير التعليم الجامعي في بلادنا؟ الإيجابيات والسلبيات كي لا نظلم أحداً.

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): أنت تحدثتَ عن ثلاث أفكار أو ثلاث قضايا، القضية الأولى التفرغ العلمي، الحقيقة التفرغ العلمي في ذلك الوقت أيام نور الدين زنكي هذه ظاهرة صحية، هذا مظهر من مظاهر الاهتمام بالعلم الذي كان سائداً في أيام نور الدين زنكي، ومن ثم في أيام صلاح الدين الأيوبي كانوا يشجعون العلم والعلماء، أنشؤوا المدارس لذلك، أنشؤوا المستشفيات والمستشفيات لم تكن مستشفيات للرعاية الصحية فقط وإنما كانت أيضاً تعلم الطب، وبالمناسبة كان في المستشفيات في أيام نور الدين وبعد نور الدين أقسام متخصصة، العلاجات تُصرف للمرضى، يدرّسون الطب من مصادر عربية ومصادر إسلامية، يعني كان هناك عناية بالعلم كبيرة جداً، والعناية بالعلم إذا سمحت لي إلى جانب العناية بإعداد المجتمع عسكرياً، رفْع راية الجهاد والعمل والسعي إلى الوحدة الإسلامية الحقيقية، الوحدة بين المسلمين الحقيقية وليست الوحدة التي تكون بين شخصين إذا ما قلنا الآن عن طريق تبويس اللحى، ولا يتنتج عنها لا وحدة ولا اتحاد بل فشلتْ وذهبتْ إلخ، فالعلم والسياسة والجهاد نحن نعده سياسة، الجهاد والإعداد له والوحدة الإسلامية ورفع راية الجهاد إلى غير ذلك، كل هذا كان في أيام نور الدين زنكي ونور الدين زنكي انتقل بعده إلى صلاح الدين الأيوبي، الآن النقطة الثانية الحقيقة يعني أنا أتمنى عليك دكتور عمر أن يعني تحوّر في هذه الألفاظ، الأستاذة أو أعضاء هيئة التدريس الذين يُعنون بكرّاساتهم أو بكتبهم أو … ليسوا هم الغالبون ليسوا غالبين، إنما يجب أن يعني ننظر إلى أنه يعني على سبيل المثال ما قمتُ به لم أتلق دعماً إنما أقدمها للجامعة والجامعة تحكّمها ومن ثمّ توافق عليها وتُنشر بمبلغ بسيط طبعاً تعطيه الجامعة، لا أقررها للطلبة أضعها مراجعاً.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هي ظاهرة ولكن ليست منتشرة.

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): ليست ظاهرة إنما هناك عدد وأنتَ في بعض ما كتبت يعني الأساتذة وفي بعضها أظن هنا كُتب بعض، فكلمة بعض كلمة جميلة…

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): من ثلاث إلى تسعة يا سيدي، طيب أنا أريد أن أعطيك مثالاً ليس عنك وإنما عن زميلك الدكتور ناصر، دكتور ناصر يعني يمكن أول فلسطيني حصل على الدكتوراه من داخل السجن عبر موبايل مهرب، وكانت مناقشة طويلة حقيقية هذا إنجاز عظيم صراحة يعني نفتخر به على الهواء، الآن _حياك الله، سعيدون جداً أنك معنا وتكبدتَ عناء السفر_ دكتور يعني لو سألنا سؤالاً شرعياً كونك عضو رابطة علماء فلسطين ودكتوراه في الشريعة في الحديث تحديداً، يعني دعم هذه المشاريع العلمية كلها تحتاج إلى دعم، الدكتور ألّف كتباً كثيرة كانت فرحته بالمنتج وليس بالمكافأة المالية، وربما الذي يحصل كثير من المؤلفين على مبالغ يعني كما يحصل في بعض الدول، دعم هذه المشاريع هل يجوز من مال الزكاة أو الوقف أو الصدقة أو …إلخ من بيت المال مثلاً؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، في زماننا هذا زمان التقدم العلمي والثقافي أصبح العلم والثقافة جزءاً من الجهاد، بل هو من أعظم وأكبر أساليب الجهاد في الإسلام، وعندما شرع الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز موضوع الزكاة، وضع هناك مصرفاً خاصاً في سبيل الله للمجاهدين، وأيضاً فإن معظم الطلبة في بلادنا هم من الفقراء والمساكين الذين تجوز لهم الصدقة، وهذا حقيقة يُعدّ ليس جائزاً فقط، أنا أعده من الواجبات أن يتم دعم كل المشاريع الثقافية والفكرية والعلمية في بلادنا وخاصة طلاب الجامعات المميزين، وأن يكون هناك حقيقة مصادر دخل ثابتة لهذه المرابط.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): وينطبق هذا الجواز أو الوجوب الذي ذكرته على القنوات الملتزمة الدينية إذا كانت تحتاج إلى تبليغ رسالة كما هو الكتاب، كما هو طالب العلم، كما هي الجامعة؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): بلا شك هذا أمر في تقديري وفي اجتهادي أنه أمر مفروغ منه، لأن هذا جزء كما قلت جزء من الجهاد في سبيل الله، وحقيقة أنا أعجبت في تركيا اطلعتُ على وقفيات كثيرة لرجال أعمال، لدعم مشاريع بحثية ودراسية وفكرية وإستراتيجية على مستوى الأمة التركية.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني ماليزيا وتركيا نماذج جميلة.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم ويسمون ذلك وقفاً يعني يسمون هذا الأمر وقفاً، أنا اطلعتُ على معهد الفكر الإستراتيجي في أنقرة وفوجئت أنا هناك مئة من رجال الأعمال الأتراك الذين أنعم الله عليهم بالمال يساهمون في دعم هذا المعهد، وهذا المعهد رأينا إنجازاته الكبيرة والعظيمة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هنالك إنجازات كبيرة دكتور يمكن المكتبة السليمانية وغيرها، خمسة ملايين وثيقة، طيب على كل دعني معك أيضاً لفتة سريعة في الموضوع الشرعي، المسؤولية الشرعية يعني شرعاً وعُرفاً عن السماح لكم كأساتذة محاضرين في الجامعات في فلسطين، السماح لكم هل يُسمح مثلاً للأستاذ الجامعي أن يشارك في المؤتمرات، يعني غزة بالتأكيد محاصرة لكن عندكم في الضفة في الثمانية وأربعين يعني هل من ضغوطات أن تبقوا في أماكنكم؟ أم بسهولة تنطلقوا وتشاركوا؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): مع الأسف الشديد الجامعات تاريخياً كانت هي منبع الفكر المقاوم ومنبع الفكر الذي يدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وخرّجت هذه الجامعات معظم القيادات السياسية والعسكرية والاقتصادية في فلسطين، مع الأسف الشديد يبدو أن الاحتلال انتبه إلى خطورة وأهمية الجامعات في هذا المجال، وبالتالي أصبحت الجامعات مع الأسف مستهدفة من قبل الاحتلال، وأصبحت حديثة مستهدفة مع اللأسف من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تلاحق الكثير والعديد من الأساتذة الموهوبين المشهود لهم بالثقافة والعلم، ويلاحق أيضاً الطلبة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني يُفصلون يُمنعون من السفر؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): يضيق عليهم في كل المجالات، ويمنعون من السفر أحياناً ويمنعون من قبل الاحتلال غالباً يعني.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): فقط لأنهم يؤمنون برسالتهم الفلسطينية الشرعية؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم مع الأسف الشديد، وهناك ليس فقط الأساتذة حتى الطلاب أيضاً يُلاحقون ويُضيق عليهم ويُحرموا يعني من ممارسة هواياتهم ومواهبهم في خدمة المجتمع، في خدمة القضية الفلسطينية.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب نأتي فقط لنقطة معك دكتور ممكن…

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): إذا سمحت لي، الحقيقة أيضاً إلى جانب ما ذكره الدكتور ناصر مشكوراً، الحقيقة نجد في الجامعات في الأردن على سبيل المثال، يأتي العديد من الأساتذة من جامعة النجاح من جامعة بيرزيت من جامعة الخليل من جامعة بيت لحم من الجامعات الفلسطينية المختلفة ويشاركون في المؤتمرات ويقدمون أوراقهم، أنا لا أعرف إنما أراهم يأتون الحقيقة أعداد ليست بالقليلة، والجامعات التي ذكرتُها على سبيل المثال.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): أنت ذكرت دكتورنا أنك كل عشرة أيام تقريباً تذهب إلى فلسطين، دكتور مقيم ومسافر إلى فلسطين، على كل بالنسبة للمساجد الجامعية دعني أسألك عنها وأنت متخصص في هذا المجال …

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): أو إذا سمحت لي أن نقول المساجد الجامعة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): أنا أقصد الجامعة والجامعية لأنه هناك مسجد جامع وهناك مساجد تحولت إلى جامعة، أنا هذا الذي أريد أن أصل إليه، النبي صلى الله عليه وسلم أول ما فعله بناء المسجد في المدينة المنورة، فكان المسجد النبوي ومسجد قباء يعني جامعة مصغرة، وكذلك الأمر في البصرة والمسجد الأموي ومسجد ابن طولون والأزهر والمنصور في بغداد والزيتونة في تونس، مسجد القرويين أيضاً الذي كان مسجداً وتحول إلى جامعة أريد أن أناقش هذه النقطة، مسجد أو جامعة القرويين في مدينة فاس في المغرب هي أول جامعة في العالم، قبل ذلك أريد أن تحدثنا عن ما علاقة الجامعة بالجامع؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): العلاقة وثيقة لكن قبل ذلك أنت تحدثتَ عن المساجد.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): كانت وثيقة والآن ليست وثيقة، العلاقة بين الجامع والجامعة.

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): يجب أن تكون وثيقة، الحقيقة أنت ذكرت عدداً من المساجد الجامعة التي فعلاً تُعد جامعات والتي تؤدي رسالتها على ما يرام، في المجال العلمي وفي مجال العلوم المختلفة، إذا ضربنا أمثلة الأزهر الدور الذي قام به في هذا المجال وهو دور كبير، جامع عمرو بن العاص الذي أرجو أن يرد هنا، جامع عمرو بن العاص كانت تُعقد فيه إحدى وأربعون حلقة علمية، يعني كأنه واحد وأربعون تخصص، واحد وأربعون علم كل علم مختلف.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): واحد وأربعون مساق جامعي.

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): واحد وأربعون مساق جامعي إلى غير ذلك، المساجد التي ذكرت منها المسجد الأقصى وأنا لأنه أشرتُ إلى ذلك دون أن نذكر أسماء، في هذا الكتاب الحركة الفكرية في ظل المسجد الأقصى يعني مما ساءني أن أحدهم من المشتغلين في العلم يقول في كتابه المسجد الأقصى لا دور له، بعد أن تحدث عن الأزهر وتحدث عن الأموي، واسمح لي أن أقول دورهما كبير دور كل منهما.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): لماذا قال هذا الكلام والأدلة أكثر من سبعين جامعة حول المسجد؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف):  لأنه لن يكلف نفسه أن يقوم بالبحث الذي ينبغي، إلى جانب البعد الإسلامي هذا الذي استفزني أجل أن المسجد الأقصى طبعاً بمفهومة كل ما داخل سور الحرم الشريف كما حدده مجير الدين العليمي الحنبلي صاحب كتاب (الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل)، نجد فيه عدداً من الجوامع وعلى رأسها المسجد الأقصى أو الجامع القبلي ومسجد قبة الصخرة، نجد المدارس هذي المدارس التي كانت بلغت في العصرين الأيوبي والمملوكي من قرابة سبعين مدرسة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): كلها ذكرتها في هذا الكتاب؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): لا لا في المدارس هذا، في هذا الكتاب المدارس يقع في جزأين هذا الجزأ الأول منه، من هذه المدارس ما هو خاص بالعلوم الشرعية مدارس الفقه، والفقه على المذاهب الأربعة، وإذا سمحت لي والفقه على المذاهب الأربعة، رعاية المذهب السني الذي كان نور الدين يعني يرعاه رعاية كبيرة هناك، أيضاً رعاية المذهب السني ومقاومة المذهب الإسماعيلي الذي كان قائماً في ظل الدولة الفاطمية هذا قام به، المدرسة من الأمثلة على هذه المدارس المدرسة الأشرفية نسبة للأشرف قايت باي، وهذا يا صديقي لا أعلم يظهر على التلفزيون أو لا يظهر هذه واجهة مدرسة من المدارس في القدس، نعم هذه الصورة صورة الغلاف اخترتها، والصورة الثانية هي من داخل مسجد الصخرة المشرفة، فالمدرسة الأشرفية ممكن أنا أزيدها لو سمحت، الأشرفية والصلاحية، الأشرفية وتجد لها مكتبتها والحديث عنها طويل جداً وماليتها وشؤونها المالية، المدرسة الصلاحية عند باب الأسباط المدرسة الصلاحية كأنها جامعة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): ما أهمية المدرسة الصلاحية على بقية المدارس؟ أنا هذا السؤال في ذهني من الصباح يعني.

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): نعم، هي مدرسة الذي كان يُعين معيداً في المدرسة الصلاحية يمكن أن يُعين مدرساً في مدرسة أخرى، نحن أليس عندنا بروفسور اليوم و…إلخ، هذه ألقاب في تاريخ الفكر التربوي الإسلامي، الشيخ والمدرس ونائب المدرس والمعيد، فالشيخ هو الذي كان …

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هذه الألقاب من أي عصر؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): من القديم، من القديم.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): قبل الزنكي؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): من القديم نعم، وتكرستْ في أيام الزنكيين والأيوبيين والمماليك الحقيقة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب أريد أن أسألك دكتور ناصر عن جامعة القرويين هذه الجامعة التي ظهرت قبل أي جامعة أوربية بمئة وواحد وثمانين سنة، يعني سنأتي إلى التفصيلات من أول جامعة وكذا لكن مئة وواحد وتسعين سنة قبل أوربا إلخ، وهناك المسجد الأقصى قبلها بمئة وسبع وثمانين سنة أيضاً، نريد أن تحدثنا تعبوياً وتربوياً عن دور هذه الجامعات تجاه الجيل، دور الأزهر، دور المسجد الأقصى الذي ذكره الدكتور عن الجامعات هذه بشكل عام.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): حقيقة هذا الموضوع في غاية الأهمية وآمل أن يفسح الوقت لتوضيح هذه القضية، لا أحد ينكر دور المساجد تاريخياً في مشروع النهضة للأمة، ومنذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى العصر الحاضر يعني بنسب متفاوتة، كان للمساجد الدور الأكبر في التثقيف والتعليم ونشر الثقافة والوعي إلخ، والمساجد كانت هي إما أن المساجد جامعات أو أنه كان يُلحق بالمساجد ما يسمى بالجامعات.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): الآن بالعكس الجامعات فيها مصلى.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم بالضبط، الآن نحن لا نريد حقيقة في هذه الأيام أن ننقل الجامعات إلى المساجد، أعتقد هذا من الناحية العملية يعني شبه مستحيل.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): سنتحدث هيكلياً بعد قليل.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم ولكننا نريد أن تأخذ المساجد دورها حقيقة في هذا المشروع، روّاد المساجد غير روّاد الجامعات، وإذا أرادت إذا كان هناك نية لمشروع على مستوى الأمة لإنقاذ الأمة من التخلف والجهل الذي يعني يحيط بها لا بد أن تُستغل المساجد بجانب الجامعات المعاصرة في هذه التوعية وهذا النهوض، فالمساجد اليوم…

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): عند اليهود يفعلون ذلك في فلسطين؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم نعم بلا شك، اليهود مع الأسف الشديد لهم الحرية المطلقة لليهود ورجال الدين اليهود في دور العبادة وفي الجامعات، وفي كل مناطق الدولة ومؤسسات الدولة هناك حاخام.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): أقصد الكنيس هل يكون فيه حلقات علم؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): طبعاً بلا شك الكنس اليهودية والأحياء المتدنية اليهودية اليوم ورجال الدين هم حاضرون في كل مرافق الدولة في دولة الاحتلال، وبالتالي نحن مع الأسف الشديد في زماننا في زماننا هذا أُقصيت المساجد عن أداء دورها الفكري والثقافي والتوعوي، وبالتالي يعني نأمل أن يتوقف مع الأسف الشديد استهداف المساجد، معظم الآن في الضفة عندنا في الضفة مع الأسف الشديد معظم الخطباء المؤثرون والوعّاظ والعلماء ممنوعون من التدريس في المساجد، وممنوعون من الخطابة والوعظ وتثقيف الناس مع الأسف الشديد.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): ليست فلسطين فقط في كثير من الدول العربية.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم وبالتالي المساجد مع الأسف الشديد لا تقوم بدورها، ونحن نطالب حقيقة بأن يعود المسجد إلى القيام بدوره الحضاري والتاريخي والثقافي والعلمي، الذي سمعنا من الدكتور تفاصيلاً عنه.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): نعم اسمح لي، يعني هناك آراء في عد أول جامعة في العالم وأول جامعة في الوطن العربي إلخ، موقع ويكيبيديا على النت يعني يستثني جامعة القرويين التي ذكرناها كأول جامعة، لا أدري إذا كنت تؤيد أو لا تقبل هذا مسلّماً به.

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): هذا ظلم مجحف.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): فيقولون قد لا تجد مؤسسات التعليم العالي الأخرى التي كانت قائمة في كل من اليونان القديمة يعني وروما القديمة والإمبراطورية البيزنطية والعالم العربي والهند مدرجة هنا، استثنونا نحن والهند واليونان والبيزنطيين بسبب الاختلاف التاريخي والثقافي والهيكلي، يا ليت بقيوا على الهيكلي فقط، عما كانت عليه الجامعات الأوربية في العصور الوسطى، هل هذا الكلام _أنا أتجنى عندما أقول ذلك_ حتى قيل أن جامعة نالندا في الهند هي أول جامعة، يعني ما أول جامعة في العالم وفي الوطن العربي؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): يا سيدي هذا الحديث هذه الجامعات إذا وافقنا على تسميتها كذلك هي نشأت في ظل الكنيسة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): تقصد في أوربا في العصور الوسطى؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): في أوربا طبعاً في العصور الوسطى في أوربا، وأرجو أن نوضح المقصود بالعصور الوسطى، العصور الوسطى في مرات يغيب عنا الأمر، العصور الوسطى أو العصور المظلمة ليست بالنسبة لنا بالنسبة إلى المسلمين، إنما هي بالنسبة إلى الأوربيين وليست بالنسبة للمسلمين.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): في أي قرن؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): في الحروب الصليبية، يعني كان المسلمون متقدمين وهم الذين كانوا يغطون في الجهل والظلام، ولو أردتُ أن أحدثك عن الحالة الطبية عندهم أذكرلك أن امرأة اشتكت من ألم في رأسها، فجاء الطبيب لمعالجتها قال احلقوا شعر رأسها، معاذ الله من امرأة قرعاء، حلقوا شعر رأسها لم يذهب الألم، قال أحضروا سكيناً أحضروا السكين فتح صليباً، قال أحضروا ملحاً أحضروا ملحاً، دعك، أخذ يدعك إلى أن توفيت، وهذا ما يذكره لنا أسامة بن منقذ في كتابه وهم معجبون بأسامة بن منقذ ويعدونه موضوعياً ليس في هذا أي تجني، وبعض الحوادث الأخرى التي يذكرها أسامة عن الآخر هم الذين كانوا يغطون في العصور المظلمة وليس المسلمين، المسلمين كانت الحركة العلمية عندهم دليل المدارس هذه ودور الحديث ودور القرآن والمستشفيات والطب.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب جامعة القرويين؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): أيضاً يمكن أن نعدها أول جامعة، وتُذكر هنا فاطمة الفهرية جامعة القرويين هي أول جامعة بالنسبة يعني أفضل جامعة، وتاريخها 245هـ/ 859م، قبل أن تظهر أي جامعة أوربية كما ذكرت بـ 191 سنة، إذا سمحت فقط تتمة السؤال أنه قيل أن أول جامعة في أوربا في إيطاليا جامعة بولونيا سنة 1880م.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): وهناك جامعة نابلس.

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): نعم أعجبتني كلمة نابلس، وهناك قبلها سلمنكا في إسبانيا 1218م، وبدوا في إيطاليا 1222م، ونابلس وغيرها، وبعدها نحن نذكر الحقيقة في الوطن العربي أنت ذاكر جامعة القاهرة 1980م، والجامعة الأمريكية في بيروت التي كان اسمها كلية البرتستانتية السورية أيضاً في تاريخ متقدم، جامعة القريين هي الجامعة الأولى هي أقدم جامعة عالمية. 

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور ابن خلدون يقول أن التعليم لم يكن صناعة يعني كان دكتور في كتب يذكر أن المسجد الأقصى كان جامعة، ويرى بعض الباحثين أن المسجد الأقصى كان جامعة إسلامية كبرى ليس فقط جامعة، الآن يعني ابن خلدون يقول أنه طالما لم يكن الطب والهندسة وأورد أنا هذا الكلام لابن خلدون أن التعليم لم يكن صناعة ولكنه كان تعليماً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لكن عندما نعود إلى الكتب نجد الجدول فيه ترجمة وفيه لغات وفيه الطب وفيه الهندسة وفيه…إلخ، وعلم الحركة والميكانيك، ثم يقول في أواخر العهد العباسي انتشرت المدارس في أواخر العهد العباسي، وأصبح العلم من جملة الصنائع والحرف، سؤالي الشرعي لك دكتور هل أجر العلم المهني والصناعي هو يساوي أجر العلم الشرعي والعلماء يعني مثل روابط العلماء؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم يعني هو حقيقة لا شك أن من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فلا أحد ينكر فضل العلم الشرعي والعلوم الشرعية في هذا المجال، لكن هناك ما سماه الفقهاء بفروض الكفاية، فالعلماء عدّوا العلوم المهنية والصناعية والطبيعية عدّوها من فروض الكفايات، لكن لا أحد يقلل من أهمية فرض الكفاية، لأنه قبل أن يكون كافياً لتحقيق كل المتطلبات للدولة الإسلامية والأمة الإسلامية يبقى فرض عين خاصة على المتخصصين، فلا يقل الأجر وفضل العلوم الطبيعية والصحية والصناعية والمهنية وغيرها لا أحد يقلل من قيمتها من الناحية الشرعية، بل إن هذه في بعض الأزمنة قد تصبح يعني أكثر فرضية وأكثر أهمية خاصة في زماننا هذا زمان العلم والتكنولوجيا والتخصصات، وأصبحت هذه العلوم هي مرتكزات أساسية لمشروع النهضة للأمة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): حتى هناك حروب إلكترونية، وحروب اقتصادية…

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): بلا شك يعني، المسلمون والعرب إذا لم ينتبهوا لهذه العلوم ويتخصصوا بها ويسموا ويرتقوا بها فستبقى حال الأمة على ما هو عليه، هي من أهم الأسس لمشروع المقاومة ومشروع النهضة للأمة هو في تبني هذه العلوم وإجراء عليها كل ما يلزمها من دعم مادي ومعنوي وسياسي… وإلخ. 

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب نحن على كل سننتقل إلى نقاط أخرى كثيرة مع ضيفينا الكريمين ومنها المقارنة بين الجامعات الصهيونية، ووضع التعليم أيام الصليبيين ووضعنا في جامعاتنا لكن بعد فاصل، مشاهدينا انتظرونا بعد فاصل قصير إن شاء الله.

أهلاً بكم من جديد مشاهدينا بصحبة ضيفين كريمين الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد المهدي أستاذ الأدب العربي، وعضو رابطة علماء فلسطين الدكتور ناصر عبد الجواد، دكتور ناصر لو سألتك عن الرسالة رسالة العلماء الذين يحملون المسجد الأقصى، الذين رسالتهم الأولى والأخيرة هي حماية الثوابت وعلى رأسها قضية القدس، كيف تقيّم اقتراب الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي والخريجين بشكل عام من اقترابهم وبعدهم عن ثوابت الأمة وعن القدس؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم بسم الله الرحمن الرحيم، لا شك أن الكل يعرف دور العلم والعلماء ودور الجامعات في هذا الزمان في ما يتعلق بمشروع الأمة بشكل عام، والنهوض بالأمة من الوحل الذي تعيش فيه والذي عاشت فيه خلال العقود الماضية، الجامعات بأساتذتها وطلابها كان لهم دور كبير في تاريخ القضية الفلسطينية في المرحلة السابقة، وخاصة في مرحلة الانتفاضتين الأولى والثانية، وهذه الجامعات كما هو معلوم خرّجت معظم القيادات الفلسطينية السياسية والعسكرية بكل التخصصات. 

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): ولذلك أُبعدوا إلى مرج الزهور وأُبعدوا بطرق كثيرة يعني.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم بلا شك، وهذا الأمر كما قلت وأنا أؤكد عليه مرة أخرى بأن الجامعات أصبحت مستهدفة من قبل الاحتلال، وهذا الأمر يعني جعل الاحتلال يضع هناك العراقيل والكثير من الاجراءات الأمنية وغيرها لعرقلة دور الجامعات الفلسطينية، من خلال اعتقال العديد من الطلاب والنشطاء من الطلاب، وأي طالب يقوم بأي نشاط حتى نشاط أكاديمي أو نشاط مرافق للتعليم الأكاديمي فيتم اعتقاله ويتم يعني التحقيق معه وسجنه لفترات طويلة، وبعض الطلاب مكث في الجامعة أكثر من عشر سنوات وهو يدرس دون أن يحصل الدرجة العلمية بسبب غيابه المتواصل في سجون الاحتلال، هذه الحقيقة تعطينا درساً كبيراً نحن كفلسطينيين بشكل عام في أن تنتبه النخب التربوية والفكرية في أمتنا إلى دور الجامعات، وأن يعود لهذه الجامعات هذا الدور الذي نريده ونأمله، لكي تقوم بهذا الدور الكبير، الآن مع الأسف الشديد خلال السنوات القليلة الماضية تأثر هذا الدور كثيراً سلباً، بسبب إجراءات الاحتلال من جهة وبسبب إجراءات مع الأسف من قبل بعض الأطراف خاصة في الضفة الغربية. 

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): الأجهزة الأمنية.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم بالتأكيد، فهذا الدور حقيقة منع الطلاب من الارتقاء بواقعهم وأنفسهم والاستفادة من فترة الجامعة لكي يؤهلوا في المستقبل أن يكونوا يعني قيادات حقيقية للشعب الفلسطيني، وأن يكملوا المشوار الذي قامت به…

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هو أهمية الجامعة يعني دعني أطرح نقطتين سريعتين، الدليل على أهمية الجامعة حتى عند الجانب الصهيوني الذي سنتناوله بالتفصيل الآن بعد ما أسأل الدكتور عبد الجليل سؤالاً، أن بيريز في كتابه شرق أوسط جديد يقول أن القوة القادمة هي في الجامعات وليس في الثكنات، أيضاً الدليل على أن بعض الدول التي يجري فيها انقلابات أن المؤشرات في الجامعة كانت يعني هي ما زالت المعيار الحقيقي النابض الذي يُحكم عليه أنه مَن الرئيس الذي يمشي على المنهج الذي تريده الأمة؟ إذا كانوا في الجامعات اعترضوا عليه يدل على أنهم نخبة يعني، ويؤخذ بما يعني اعترضوا عليه، أما مثلاً في انقلابات صارت في بعض الدول العربية الطلاب لم يخرجوا على ذاك الحاكم بل خرجوا على هذا فيؤخذ بعين الاعتبار هذا المقياس الدقيق، دكتور عبد الجليل فقد دعني أسألك سؤالاً لأنه ليس لدينا وقت كافٍ، لو استعرضت دكتور عبد الجليل الإشكاليات والإمكانيات لدى الخريجين طالما نتحدث عن الخريجين، سواء الخريجين القدماء في المدارس التي ذكرتها في كتبك، يعني نوعية هذا الخريج ونوعية الخريج الآن، نرى كم هذه المناهج والجامعات بعيدة عن تربية جيل يمشي على خطا نور الدين وصلاح الدين.

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): يا سيدي الفرق كبير والبون شاسع، يعني أنت عندما تتحدث عن المدارس القديمة في ظل نور الدين زنكي وفي ظل صلاح الدين الأيوبي، هي المدارس أُنشئت من أهدافها مقاومة الاحتلال، تحرير ما احتُل من ديار المسلمين، في القدس وفي غيرها في مصر والشام والعراق، الآن يعني أنت عندما… ما أهداف نور الدين زنكي؟ ما أهداف صلاح الدين الأيوبي؟ يعني لماذا فتحوا المدارس؟ لماذا فتحوا دور الحديث؟ لماذا فتحوا دور القرآن؟ لماذا أنشؤوا الخوانق والزاويا؟ هي ليست للدروشة، كان لها دورها العلمي ودورها السياسي ودورها الاجتماعي.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): حتى الطب في عهد صلاح الدين كان…

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): حتى الطب في عهد صلاح الدين يعني الطب في القدس كان يعني متقدماً، والوقت لا يسمح لكن أعيد للمشاهد أو أطلب من المشاهد أن يعود لكتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة يجد عشرات الأطباء، ويجد أننا يعني كنا متقدمين في هذا المجال، بينما الآخر غارق ويستعين بنا وإذا ما اشتغل بالطب يعني لا يصل إلى النتيجة المرجوة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): لكن في المقابل أتساءل إذا كانت صحيحة المعلومة الطبيب صلاح الدين الأيوبي لم يكن من العرب أو المسلمين؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): لا هي مهمة، لا من العرب أو المسلمين، يعني الطبيب صلاح الدين الأيوبي الذي ذهب وعالج، يا سيدي هذا يعني كان هناك حرية، يعني أنت تجد معظم الوظائف وظائف المسيحيين أو النصارى في مجال معين، أنت تجد وظائف اليهود في مجال معين وكانت الدولة الإسلامية تستخدمهم فهم من أهل الذمة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): على كل نقسمها وزارات تنفيذ وتفويض هذا في باب آخر، طيب يعني لو رصدتَ لنا دكتور إيجابيات الجامعات والابتكارات في المناهج لو قارنّاها أيضاً.

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): فقط إذا سمحت لي الحقيقة العلماء في هذا المجال كان لهم دورهم الكبير، في الماضي كان لهم دورهم الكبير لنتذكر العلماء من رجالات صلاح الدين؟ البهاء بن شداد الحلبي، البهاء بن شداد كان، ثم القاضي الفاضل ثم العماد الأصفهاني، هؤلاء هم رجال صلاح الدين رجال حكومة صلاح الدين، هم الذين يسيرون الأمور إلى جانب صلاح الدين، الآن الأديب والمفكر والعالم يبعدونه ويقولون هذا في الجامعة أبعدوه لا يستطيع أن يقوم بالأمر، الآن إذا سمحت لي أيضاً العلماء في العصر الحاضر لا نهضمهم حقهم، يعني العلماء في الأقصى من العلماء، الخطباء، الأئمة، نذكر الشيخ رائد صلاح في هذا المجال كم دوره في الوقت الحاضر؟ الشيخ عكرمة صبري، رائف نجم والدور الذي قام به في أيضاً في تصنيف في التصنيف وفي الدفاع عن القدس، كامل العسلي، إلى غير ذلك.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): نعم الدكتور ناصر عبد الجواد يعني أنت عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني ودكتور في الشريعة وعضو رابطة علماء فلسطين، فمعني بأسئلة كثيرة في هذه الحلقة ولكن سريعاً يعني ذكرت نقطة يجب أن نسلط عليه الضوء وليس بجانبها، وهي التطرف الديني يُتّهم به تُتهم به المناهج في الدول العربية والإسلامية، بينما وأنت مواكب لمناهج اليهود في فلسطين يغلب عليها التطبيع الديني، ويغلب عليها الروح الدينية الصهيونية، ويُسمح لرجال الدين بصياغة المناهج بل وحضور كل مرافق الحياة ليس فقط في التعليم، ما علاقة الدين بالتعليم عند الصهاينة؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم، معروف تأثير الدين على حياة الناس بشكل عام، معروف أن الدين هو من أكبر المحفزات للإبداع والإنتاج والتضحية وعمل المنجزات الكبيرة والعظيمة، وبالتالي اليهود استغلوا هذه الحقيقة وأصبح الدين عند اليهود في دولة الاحتلال يدخل في كل صغيرة وكبيرة، نقرأ يعني في كل المأكولات والمشروبات والوجبات الصحية كلمة (كشير) كشير يعني حلال باللغة العبرية، وبالتالي في كل منطقة هناك حاخام يهودي يشرف على مناحي الحياة، في الجيش الإسرائيلي هنالك حاخامات وهناك يعني مفتون يهود يعني يعطون الفتاوى للجيش في كل صغيرة وكبيرة وأقوالهم محترمة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): حتى العلماني يحترمهم.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): حتى العلماني، وهم مجبرون ويعتبرون تنفيذها واجباً يعني سياسياً وواجباً دينياً عندهم، ولا أحد يستطيع أن يخالف أوامر هؤلاء، مع الأسف الشديد نحن كعرب ومسلمين عندنا الدين الإسلامي العظيم هو أعظم الأديان وأكثر الأديان تأثيراً، وأكثر الأديان يعني يعطي محفزات للإبداع والإنتاج والتقدم والازدهار، مع الأسف يُقصى هذا الدين عن واقع الحياة، ويُقصى رجال الفكر والثقافة الذين يعدون مناهج التربية والتعليم عن إدخال الدين في واقعنا وفي حياتنا بحجة أن تجفيف ينابيع الإرهاب ومحاربة العنف ومحاربة التطرف، بهذه الحجة يبعدون مع الأسف الشديد…

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني في نصوصهم ومناهجهم قمة التطرف حتى في نشيدهم الوطني، حتى في قصائدهم.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): نعم صحيح، لذلك حقيقة يعني مشكلتنا مشكلة كبيرة، هي مشكلة فكرية ومشكلة ثقافية في الأساس وهي مشكلة أيضاً في الفهم وفي الوعي، اتجاه حقائق الدين العظيم.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): لكن في منطقتنا تُراقب مناهجنا من قبل بني جلدتنا ويُمنع المتدينون من الوصول، ولو وصل أحدهم وهذا حصل في بعض الدول العربية وكلنا يعرف ذلك أن وصل الشخص بكفاءته ليكون مديراً للمناهج يقولون بالوكالة، يعني حتى في هذه يُحرم، طيب أريد أعيش مع الدكتور أنا أنت ضيفنا دكتور ناصر، أن نقارن بين الجامعات الصهيونية والجامعات في الوطن العربي والإسلامي من ناحية ست نقاط، منها المقارنة بين المخرجات والمنشورات والرسائل الجامعية وبراءة الاختراع ونوعية الطلاب وعدد الباحثين بشكل مجمل طبعاً.

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): الحقيقة يعني نجد في الجامعات الصهيونية وفي الجامعات العربية منشورات في هذه وتلك، نجد الطلاب الذين يتخرجون في هذه وتلك، نجد الابتكارات في هذه وتلك، ولكن للأسف الشديد في الجامعات الصهيونية كل ما فيها وكل ما يُدرس ويُدرّس يُبرمج لتحقيق أهداف معينة، وأهداف يعني ترسيخ وجود هذا العدو؛ لأنه يشعر أنه غاصب يشعر أنه محتل، يريد أن يُرسخ وجوده بصورة قصوى، بالنسبة لعالم الجامعات العربية للأسف الشديد ولا نقول كل الجامعات عدد من الجامعات منها ما يقوم بدوره، ومنها مالا يقوم بالدور الذي يجب أن يقوم به، المفروض أن الجامعات في العالم العربي تهيئ المجتمع العربي كما هيّأ نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي المجتمع الإسلامي آنذاك، فأنشأ المدارس التي تحقق يعني أهدافاً رنا إليها، يجب أن نعمل كما عملوا نقتدي آثارهم آثار نور الدين وصلاح الدين، نرفع راية الجهاد، هل يُسمح برفع راية الجهاد؟ أخي هل يُرفع راية الحرب؟ كلمة الجهاد أصبحت تخوف وكما تذكر أنه مرة في مؤتمر من المؤتمرات في السنغال ألغوا مصطلح الجهاد، هل يُسمح برفع راية الجهاد؟ هل يُسمح بالحديث عن الوحدة الإسلامية؟ هل تُعطى الحرية الأكاديمية الكاملة؟ هل تُسير الأمور في جامعاتنا لتحقيق الأهداف الأهداف الكبيرة، ولكن الهدف الأكبر الأكبر الأكبر وهو تحرير المحتل من ديار العرب وعلى رأسها فلسطين وعلى رأسها درتها القدس، هل الجامعات العربية تتعامل من أجل هذا؟

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): تدخل فيها النظرية إذا كان لديك جدول أو مقارنات للأمور التي طرحناها، الخريجين الرسائل الجامعية براءة الاختراع، أم وددتَ أن تعطي الصورة؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): والله الصورة عامة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب أريد أن أسأل موضوع يعني قريب منه التعليم الصهيوني لو أنا سألت المشاهدين الكرام، متى تتوقعون بناء؟ متى تمت أول جامعة أو أول معهد لليهود على أرض فلسطين؟ يعني أنا سألت بعض الناس بالتأكيد في ذهنه بعد 1948م بعد النكبة بعد الاحتلال، لكن المدرسة التقنية (التخنيون) في حيفا كان قبل ذلك بكثير سنة 1912م، ثم الجامعة العبرية أيضاً قبل الاحتلال عام 1925م، نعم إذن ما دلالة ذلك دكتور؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): دلالة ذلك على أن الاحتلال فهم قيمة التعليم والدراسة الجامعية وقيمة البحث العلمي في إقامة الدول وقوة الدول واستمرار الدول.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): قبل أن يصير الاحتلال كان هذا.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): قبلهم كانوا يعدون العدة منذ أن حصل مؤتمر بال في سويسرا عام 1897م، بدأ يعد العدة من يومها، وكانت جامعات التخنيون والجامعة العبرية هي جزء من الإعداد لإقامة الدولة اليهودية التي أقيمت في عام الثمانية وأربعين كما هو معلوم، وهذه يعني انتباهة مهمة جداً نحن ينبغي نحن أولى بأن ننتبه، نحن أمة العلم أمة اقرأ أمة الثقافة وأمة خير، يعني هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، الأمة التي اهتم بها الإسلام بالعلم والفكر والثقافة، نحن أولى في مشروعنا النهضوي ومشروعنا المستقبلي أولى من اليهود بأن نقيم هذه الجامعات وأن نركز على البحث العلمي، وأن نركز على…

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم):…أن يكون أول قلت مؤتمر بال 1897م متفقين طبعاً هذا تاريخ، ولكن أن يكون 1912م قبل الاحتلال بسنوات أن يكون أول معهد التكنيون أو التخنيون يكون يُستخدم لأغراض عسكرية خفية، ما هذا الدهاء في التخطيط يعني؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): هي بلا شك يعني هي جزء من الوعي عند اليهود لإقامة مشروعهم الصهيوني في فلسطين، وهي انتباهة مبكرة لأهمية العمل العسكري والعمل الحربي بكل أدواته وبما فيها تصنيع السلاح.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هذا من زاوية معهد تخنيون، من زاوية الجامعة العبرية كانوا يعدون المستوطنين والقادمين الجدد والمهجرين أيضاً إعداداً تربوياً، ونحن كل حلقاتنا الفترة هذه عن الإعداد التربوي، دكتور اسمح لي أن أنتقل إلى الدكتور عبد الجليل في نقطة أيضاً في نفس الموضوع، يعني هناك ما يدل على عسكرية التعليم وعنصرية المناهج في الكيان الصهيوني هل لك من كلمة؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): نعم نعم، يا سيدي يعني كان في عمان في قسم المناهج قسم الدراسات الإسرائيلية ثم أُلغي، وفعلاً انظر انت في الكتب كيف يصورون في كتبهم في كتب التعليم العام قبل التعليم الجامعي كيف يصورون العرب، في هذا حقيقة في هذا بين يدي أوراق بعنوان اعرف عدوك، التعليم في الكيان الصهيوني، خصائص نظام التعليم في إسرائيل تعليم مركزي وزارة المعارف والثقافة، ما الهدف من المركزية هذي؟ تحقيق التماسك والوحدة الوطنية للمجموعات الصهيونية التي تسعى إلى كما قال الدكتور ناصر إلى إقامة الدولة، هم يؤسسون لإقامة دولة، هم كل الجيوش العربية من حيث العدد حتى وليس من حيث الأسلحة لم يكن عددها يصل إلى عدد الجيش الإسرائيلي الذي كان يتدرب مع الإنجليز، فلذلك هم كانوا يعدون العدة كما قلتم منذ إنشاء الكلية التطبيقية العسكرية التخنيون سنة 1912م، ثم إنشاء الجامعة العبرية وحتى إنشاء الجامعة العبرية بعض رموز الأدب العربي، أو الرموز العرب حضروا افتتاح الجامعة العبرية، الطابع الديني للتعليم، خصائص نظام عسكرية التعليم، عنصرية التعليم، التقدم العلمي والتكنولوجي للمؤسسات التعليمية، هل نجد هذا عندنا؟ تطور التعليم في إسرائيل قبل قيام الدولة، وهنا يأتي الحديث عن التخنيون وعن الجامعة العبرية.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب على كل اسمح لي ليس لدينا وقت الآن سوى دقيقتين لنهاية الحلقة، دقيقة دقيقة لكل ضيف، يعني دكتور ناصر بالنسبة لطلب العرب في الداخل الفلسطيني الذين يعني غصباً عنهم يدرسون في الجامعات العبرية، حتى يعني في بعض التخصصات في الفيزياء والكيمياء وعلوم الذرة يُمنع الطلبة العرب بحجج أمنية من دراستها، إذا كان ليس لديهم جامعات هل نبقى أميين؟ أم ما الحكم الشرعي في أن يدرس العربي الفلسطيني في جامعة عبرية؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): أنا مطلع على وضع يعني إخواننا في منطقة الثمانية وأربعين، وأوضاعها.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): زرتها؟

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): أنا درّستُ في أم الفحم حوالي ثلاث سنوات في كلية العلوم الإسلامية، ومطلع على أوضاع الطلبة هناك، وأعرف الظروف الصعبة التي تواجه طلبة الجامعات في منطقة الثمانية وأربعين، والعقبات التي يضعها الاحتلال أمام الطلاب والمبدعين في الالتحاق في الجامعات، والنسبة القليلة جداً من الطلبة أن يدرسون في الجامعات العبرية، وهذه حقيقة إشكالية كبيرة.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): وعليهم ضغط ومراقبة.

الدكتور ناصر عبد الجواد (الضيف): وعليهم مراقبة وضغوط ويُمنعون من ممارسة نشاطتهم المرافقة للتعليم الأكاديمي بمختلف مستوياته، وإن كان هناك يعني لهم حراك ولهم كتل يعني لهم نشاط مشكور حقيقة، ونحن نشجع هذا الأمر وندعو إلى الارتقاء بمستوى التعليم مع نصيحة لهؤلاء خلال دراستهم وفي أثناء دراستهم في الجامعة الصهيونية ألّا ينسوا ثقافتهم وأخلاقهم وثوابتهم حتى لا يتأثرون بموجة…

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): في نصف دقيقة نختم بها معك دكتور، أنا محضّر لك أكثر من سؤال لكن اختم بأفضل جملة ممكن تختم فيها يعني هذا الموضوع.

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): أنا أتمنى بل أدعو ليس أتمنى أدعو الدول العربية جميعاً، وخاصة الدول المحيطة بالقدس أن تعدوا العدة العلمية والاقتصادية والاجتماعية محتذية ما يجب أن يُحتذى، محتذية البعد الديني، محتذية البعد التاريخي.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني مقتدية؟

الدكتور عبد الجليل المهدي (الضيف): مقتدية بالسلف الذي استطاع أن يحرر بيت المقدس وفلسطين والمحتل من ديار الإسلام، وأن يبتعدوا عن التنازل قيد أنملة، أن لا يتنازلوا عن شيء إطلاقاً.

الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب على كل هذا ما سمح به الوقت لتناول موضوع الجامعة والخريجين في دورهم أن يكونوا على خطا صلاح الدين، مشاهدينا لم يبق إلا أن نشكر ضيفينا الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد المهدي أستاذ الأدب العربي، وكذلك ضيفنا الدكتور ناصر عبد الجواد أستاذ الحديث وعضو رابطة علماء فلسطين وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، إلى أن نلقاكم على خطوة أخرى من خطى صلاح الدين، هذه تحيات فريق البرنامج، ودمتم في أمان الله والسلام عليكم.

لمشاهدة جميع حلقات برنامج (على خطى صلاح الدين):

https://www.youtube.com/playlist?list=PLH5y7ZzK7PCBHWfVeDLcBGgcf0t5ou2de