الحلقة 5
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): سلامٌ من الله عليكم أحبابنا وأهلا بكم، مشاهدينا تحرر بيت المقدس بجيش من العلماء أعدّه عماد الدّين الدين زنكي وولده نور الدّين، وجيش من المحاربين قاده صلاح الدّين الذي قرّب منه العلماء وكان هو نفسه عالماً، في زمن عماد الدين زنكي وولده نور الدين كان العلماء وطلبة العلم يأتون للجهاد من أقاصي الأرض، هؤلاء العظماء كانوا يدركون أنّ المواجهة الفكرية والتربية والإعداد ساحة معركة، وأن مواجهة العدو لا تكون بالقرارات السياسية المجرّدة أو بقرارات رئاسية فقط، علماءنا سؤال المشاهدين لكم في هذه الحلقة هو: ما دور العلماء وهيئات العلماء والجامعات في تأسيس وإعداد جيل التحرير؟ ولماذا تكتفي بعض هيئات العلماء بإصدار بيان لا يرتقي إلى مستوى الحدث؟
أعزاءنا ضيفا هذه الحلقة هما أستاذ التربية والتنمية الإعلامي الدكتور محمود رشدان، وكذلك معنا الأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج الدكتور نواف تكروري.
حياكما الله الدكتور محمود الرشدان والأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج، طبعاً نحن في البرنامج نشكركم كرعاة لهذا البرنامج دكتور نواف، حياكم الله ونفع الله بكم، دعني أبدأ معك دكتور نواف، في عهد الأيّوبيين وقبلهم الزنكيين لم يكن هناك هيئات علماء أو روابط علماء أو اتحاد علماء، لكن هناك بطانة البطانة الصالحة كما ورد في البخاري حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضّه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضّه عليه، والمعصوم من عصمه الله) لو حدّثتنا عن أهمية البطانة بجانب الحاكم عن مجموعات العلماء في سدّة الحكم وسدّة القرار.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، بالتأكيد مما لا شكّ فيه أن الحكّام وولاة الأمر لمن حولهم للبطانة التي حولهم أثر كبير، لذلك الله سبحانه وتعالى حذرّنا في كتابه فقال: (لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودّوا ما عنتّم)، بينما عندما تكون البطانة من أهل الخير وأهل الصلاح وأهل الفلاح، أضف إلى ذلك إذا كانت من أهل العلم وإحسان التوجيه والتسيير في الخط الصحيح، لا شكّ أن هذا يرتقي بعمل وليّ الأمر والمسؤول، وعلى مدار التاريخ وجدنا أنّ الصالحين من ولاة الأمر إمّا أن يكونوا علماء بأنفسهم كالخلفاء الرّاشدين، كانوا هم علماء سيّدنا أبو بكر وسيّدنا عمر وسيّدنا عثمان وسيّدنا علي، ومع ذلك رغم أن هؤلاء كانوا علماء لأنهم أيضاً كانوا يبحثون عن البطانة الصالحة، فسيّدنا عمر رضي الله عنه يمنع بعض أكابر الصحابة من الهجرة ومن الخروج حتى إلى الجهاد من أجل أن يبقى له بطانة حوله، من أجل أن يحسن التوجيه وأن يصدر القرار السليم، بل سيّدنا عمر رضي الله عنه في أحد مجالسه لمّا استدعى امرأة غانية أساءت وتجاوزت فمن الخوف والرهبة أسقطت حملها، فجمع عمر رضي الله عنه الصحابة رضي لله عنهم يستشيرهم، ما ترون عليّ؟ فالصحابة وأنا ربّما أوافقهم في عمومهم قالوا لا نرى عليك شيئا إنما أنت تقوم بواجبك، ولم يتكلم سيدنا علي رضي الله عنه، فقال: ما تقول يا أبا الحسن؟ قال: ما أرى عليك إلّا أن تدفع الدّية لا تقوم من مقامك حتى توزّعها على مستحقّيها، فهنا الحاكم الصالح أو الذي يريد الخير يجتهد أن تكون بطانته من أهل الصدق أهل الصدح بالحق.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب هذا الجانب الذي ذكرته في زمن أجدادنا الصحابة، الآن هل هيئات العلماء والبطانة الصالحة قريبون في سدّة الحكم من التجارب؟
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): الحقيقة أو دعنا نقول على الأقل على مدار التاريخ في عهد صلاح الدين وعماد الدين ونور الدين بل أن أقول رجاء بن حيوان هو الذي أحيا الحكم من جديد، وأعاد له سمته الحقيقي وأعاده إلى الخير والصلاح من خلال إشاراته إلى سليمان بن عبد الملك بتعيين عمر بن عبد العزيز وتجاوز إخوته، فالعلماء الصالحون عندما يكونون بطانة مثلا سلمان بن عبد الملك اتخذ رجاء بن حيوان مستشاراً وبطانة له كان هذا سبب في صلاح آخرته إن شاء الله، وأقنعه بذلك وبذل جهوداً، ثم إن شاء الله في صلاح الأمة التي جاءها عمر بن عبد العزيز الذي الخلافة الراشدة كما نعلم جميعا، عندما أراد عماد الدين ونور الدين وصلاح الدين أن يعودوا بالأمة إلى عزّتها وكرامتها، علموا أنه لا بدّ لهم من بطانة خير فكان مستشاروه من العلماء، عماد الدين اتخذ عدداً من العلماء ونور الدين، وصلاح الدين كان مستشاروه ومساعدوه من آل قدامة المقدسي وموسى الجيلاني وغيرهم من العلماء الكثر الذين كانوا إلى جانب صالحهم إلى جانب هؤلاء الحكّام، لأن الحاكم مهما بلغ من الإمكانيّات والقدرات إن لم يكن حوله بطانة ترشده فإنه يتيه، في زماننا، أراك مستعجل على زماننا؟
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): لأن الوقت يعني الدكتور أيضا نريد أن نسمع منه في البداية يعني…
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): لا شك أنه في زماننا لأن الحكّام في عامتهم لا يريدون الصلاح، حتى من قرّبوهم من العلماء هم من ضمنوا توجّهاتهم وضمنوا تبصيمهم أنّهم بصّيمة يسايرون الحكّام كما يشاؤون، وبالتالي غشّوا أنفسهم باختيار هؤلاء، وأيضاً على العلماء الصادقين أن لا يصمتوا حتى ولو لم يخترهم الحكّام أن يكونوا مستشارين، فالصدح بكلمة الحق يحتاج إلى مبادرة من العلماء أنفسهم.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب يعني كنت أريد أن أسأل لكن سأؤجل السؤال رغم أني طرحته أنه عن تجربة مثلاً التجارب الإسلامية التي لم تستمر، أو ما زالت يعني تتعكّز في تقريبهم للبطانة الصالحة أوالمستشارين الدينيين الشرعيين لكن سنؤجله، بالنسبة لما ذكر الدكتور نوّاف دكتورنا الفاضل، عماد الدين زنكي كان يقرّب الفقهاء، حتى الذي عيّنه أميراً للموصل هم الفقهاء، وهناك الشهرزوري أيضا عائلته كانت عائلة علماء وتهتم وهم الذين ساهموا في تثبيته أيضاً وبالذات في محاولة انقلابية ضد السلاجقة أو الملك السلجوقي، نريد منكم أن تصف العلاقة بين العلماء والقادة في العصور الذهبية، وكذلك في العصور التي استُبعد فيها الفقهاء.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): والله يثور السؤال أنا في ذهني مما سمعته ضمن أسئلتك بأنّه هل نحن نعاني في عصورنا هذه أو في أي عصر من قلّة علماء أم من نوعية العلماء؟ يعني حملة الشهادات العليا في الفقه وفي جميع علوم الشريعة كثيرون جداً أكثر بكثير بين قوسين ممن كانوا يحملون الشهادات الرسمية إن جاز التعبير، ويبقى السؤال حقيقة هو المثار هل هم قلّة علماء بمعنى قلّة من يحملون هذا العلم ولا يعملون به أو بواجباته؟ أم فيه مشكلة أخرى هي علّة الأشخاص وهكذا؟ هذا السؤال أظن يعني يحتاج إلى إجابة، أنا ليس عندي الإجابة الصحيحة لكن الإعطاء مثلاً عل ما سمعته من أخي الدكتور، أنا سمعت القصة التالية بسرعة من أحد علماء مصر، يقول هو عن نفسه لن أسميه طبعاً، هو يقول عن نفسه: استدعي أحد المرات على عجل ليذهب إلى التلفزيون ليس في هذا العهد في العهود الغابرة ليعطي فتوى، وقال له _ بسرعة نستعجل_ في الطريق أخذه في السيارة يسأل المرافق الحكومة عايزه ايه؟ أقسم أنني سمعتها من فمه من فم صاحب هذه القصة ويفتخر بذلك.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): الحكومة عايزة ايه؟
الدكتور محمود رشدان (الضيف): الحكومة عايزة ايه؟
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): ليس رغماً عنه.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): ما يطلبه المسؤولون لا يطلبه الشرع.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): يستشهد من النصوص ويقلّبها في معناها وفي تفسيرها إلى ما، لماذا؟ لأنه يقول أنّ النصوص حمّالة أوجه، يعني أنا ما يعذبني أن أجد النص الذي في الحكومة وهكذا… قضيّة الحكّام والأمراء والعلماء، دور الحاكم في اختيار البطانة لا يقل عن دور البطانة في نصيحة الحاكم، يعني هذان دوران مهمان جداً وكأنهما يعني شيء لا أريد أن أقول يغسل أحدهما الآخر لأشير أن أحدهما يوسّخ كثيراً والآخر يغسله، لا هم يحافظان على نظافة بعضهما البعض بحيث إذا غفل العالِم ذكّره الأمير، وإذا غفل الأمير ذكّره العالم، فمن يختار البطانة عليه مسؤولية كبيرة وكذلك طبعاً من اختير لهذا المنصب، وأظن هذه القضية كيف يختار الأمراء بطانتهم، ومن هي البطانة التي تقبل لا سمح الله بأن تكون مستشارة وناصحة للأمراء الذين يعرفون فسادهم، ولا يخلو هذا العصر وأرجو أن أؤكد صحيح فيه لسوء الحظ كثير ممن نراهم بطانة لبعض الحكام أنفسهم، لكن أعتقد جازماً أن هذه الأمة لا تخلو من العلماء الصالحين الذين يقولون للحاكم هذا لا يجوز وهذا، وينصحونهم بما أمر الله ورسوله يعني هذه مسألة.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): لو سألتك أثر هذا الذي تفضلت به إذا قرّب الحاكم هيئات العلماء بجانبه على يعني جيل التحرير أن يتقن جيل التربية أن يحرر، أثره على التربية؟
الدكتور محمود رشدان (الضيف): هو هذا الذي أودُّ أن أضيفه بأن جزءاً من مشكلة ضعف تأثير العلماء على كثرتهم، أن العلماء الصادقين المخلصين أهل العلم يحتاجون إلى إن شئتَ أن تقول روابط هيئات، والآن فات حتى الفتية لم تعد فتية فردية في قضايا المسلمين.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): المجلس الأوروبي لإفتاء هيئة الأمور.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): حتى في البلاد العربية فيها هيئات، مؤسسات لأن أية قضية فيها أبعاد كثيرة اقتصادية وسياسية وداخلية وخارجية …إلخ، فيجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، فهذه البطانة تأثيرها على الأجيال لأن هؤلاء كثير من جيل الشباب ينظر إليهم، فإذا لا سمح الله زلّة العالم ليس كمثل زلّة الشخص العادي، العالم يعني لا سمح الله حتى لو أخطأ بدون قصد تأثيره…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): بعضهم الآن شركاء بالدم الذي يسيل.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): نعم تأثيره كثير جداً على العلماء، وكثير من الناس الذين كانوا مقبولين وأظن جميعنا نعرف بأنه هناك شباب نفروا من أيّة دعوة دينية أو إسلامية بسبب من يمثّلها رسمياً، يقول لك يعني إذا فلان شيخ، وإذا فلان دكتور شريعة وفلان لا أعلم ماذا لا أريد أستغفر الله العظيم لا أريد الدين، طيب نحن كنّا سبباً في تنفيره بدلاً من سبب في تحريره، وهذه قضية أظن نحتاج إلى أن نذكّر الشباب بها، بأنه أنت لا تتدين ولا تلتزم بهذا الدين من أجل فلان، وأنت يا أيها الشيخ يا أيها العالم انتبه، يعني خطيئتُك أنت تسببت ليس فقط في خطيئتك لكن بخطايا ناس كثيرين، أضللتهم عن هديهم والله أعلم.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتورنا دكتور نواف يعني صلاح الدين الأيوبي أخذ عقيدته يعني على الدليل، يعني يدل على أنه كان عالماً و كان حافظ القرآن، ويعني كان يحفظ كتاب التنبيه وكان فقيهاً شافعياً يعني، صلاح الدين الأيوبي فعل هذا وبالبحث العلمي وكان حوله كبار الفقهاء، في أيامنا هذه كيف تصف الفجوة بين الحاكم والاحتكام لآراء الفقهاء؟
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): يعني أنا اسمح لي ابتداء أن أقول ما تفضل به الدكتور محمود إجابة على سؤال هل عندنا قلّة في العلماء؟ لا شك أننا عندنا قلّة كبيرة في العلماء؛ لأن العلماء…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): وطرح الإشكالية يعني ليس العدد المهم.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): عندنا قلّة في العلماء العاملين، في العلماء الدعاة، في العلماء الذين يحملون الهم، والذين يصدحون بالحق، عندنا ندرة بأمثال العز بن عبد السلام إن وجد، في أمثال ابن تيمية، في أمثال العلماء الذين يجأرون بالحق ويصدحون به في كل مكان، لا تأخذهم في الله لومة لائم، الله سبحانه وتعالى أخذ على العلماء الميثاق أن يبيّنوا هذا الدين ولا يكتمونه.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): على قلتنا دكتور اسمح لي: أليسوا هم أحوج إلى أن يأتوا مع بعض ويشكلوا فريقاً وليس حزباً، أنا أقول فريق يعني مؤسسة.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): حديثنا عن هيئات، هيئات علماء.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): المؤسسة يعني إذا كانوا هم قلّة وندرة هم أحوج أن يتكتلوا، وأن يكون صوتهم صوت واحد وأن يعني أن يذكر بعضهم بعضاً.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): بالتأكيد يعني الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)، أعتقد العلماء في هذه الفترة يعيشون هذه المرحلة، أنهم ينبغي أن يصدحوا بالحق وأن يقولوه والشعوب تنتظر، الحقيقة إذا كان الحكام يقودون الناس بالعصا وبالسطوة وبسطوة السيف وبالتخويف والسجن والاعتقال، فالعلماء يأسرون القلوب، العلماء الصادقون، ويسيرون الجماهير والأمة على وفق إرادتهم، العز بن عبد السلام عندما نحتضر نتذكر ونستذكر موقفه في مثل هذه الأيام عندما أراد بيع، السلطان أراد بيع السلاح للنصارى في دمشق، فوقف وأفتى وحرّم أن يُبَاع السلاح، فغضب منه واعتقله، ثم بعد ذلك لمّا أراد أن ينفيه و أن يخرجه ، أو لمّا قرّر عفواً العز بن عبد السلام أن يخرج من دمشق خرجت دمشق كلها خلفه.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب لحد الآن أنتظر جوابك دكتور، الفجوة بين الحاكم والاحتكام الى آراء الفقهاء الآن، كم يُبعَدون هؤلاء الفقهاء و هذه الروابط والهيئات؟
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): لا شك أخي الوضع القائم في حال أمّتنا لا يعني الحكام أن يكونوا على تصالح مع الفتوى الشرعية الصحيحة، والحكام في عامتهم في زماننا يعنيهم أن يصنعوا لأنفسهم مجموعة من العلماء المصنوعين على أيديهم، ينفّذون مرادهم ويفتون لهم كما تفضل الدكتور ما يطلبه المستمعون أو ما يطلبه…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): الجمهور.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): لا ليس الجمهور، الحكام، ما يريده الحكام لكن هذا هل يمنع دور العالم؟ بالعكس، هنا تزداد الأمانة وتأتي المهمّة بشكلها الذي ينبغي أن نصل إليه، وهو أن نصنع المؤسسات العلمائية القوية، وأنا أقول ينبغي ألّا تكون هيئاتنا، أنا الحقيقة عندما أريد أن أعدد من روابط العلماء وهيئاتها وأبدأ بهيئة علماء فلسطين في الخارج، ورابطة علماء أهل السنّة في تركيا كوننا في تركيا، والاتحاد العالمي ورابطة علماء المسلمين ورابطة علماء العراق، ورابطة هيئة علماء العراق ورابطة علماء اليمن وهكذا… الحقيقة حتى مؤسساتنا العلمائية جيد أن تكون مثل هذه المؤسسات لكن لا بدّ أن يكون بينها رابط وإن كان الاتحاد العالمي بفضل الله تعالى يحل جزئياً أو جزء من هذه المشكلة، ولكننا بحاجة حقيقةً أن يكون الرابط بين العلماء أكبر مما هو عليه الآن، أن تكون فتاوى المؤسسات العلمائية، أن يكون العلماء يداً واحدة، والآن نحن بحاجة أن يكون عندنا فيما أعتقد أن يكون عندنا مجلس علمائي منعقد لا سيما في هذه الظروف القاسية التي تمر بها الأمة في هذا الزمان، تصب عندهم القضايا ويدرسوها دراسة علمية ليست بعلماء فلسطين ولا بعلماء الخليج ولا بعلماء اليمن ولا بعلماء…،وإنما علماء الأمة وأكابر علماء الأمة.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): على كلّ لغاية الآن لم أفهم المقصود من المجلس العلمائي، أريد أن أفهمه بعد فاصل، إذا كان مقترح نخرج به من الحلقة فشيء جميل جداً، على كلّ أعود إليك دكتور بعد فاصل قصير، مشاهدينا انتظرونا بعد فاصل إن شاء الله.
أهلا بكم من جديد مشاهدينا على خطى صلاح الدين بصحبة الأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج، والدكتور محمود الرشدان أستاذ التربية والتنمية والإعلامي المعروف.
دكتور استوقفني الاقتراح الذي قدمته لو خرجنا فيه من الحلقة بشيء عملي سيكون شيئاً جميلاً، مجلس علمائي لم أفهم أنا ما المقترح.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): الآن أنا كيف أقصد وقد طرحته الحقيقة على فضيلة الدكتور علي القرضاوي الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين، وعلى عدد من العلماء، وأن يكون هناك دعوة للهيئات والعلماء التابعة للاتحاد وغير التابعة للاتحاد لكي ترسل مندوبين، وأعتقد أنه سيكون شيئاً قريباً يعني للتواصل في هذا الاطار، بحيث نخرج بمجلس علمائي موحّد ينظر في قضايا الأمة الحساسة الخطيرة، قضايا العبادات على أهميتها وعظم شأنها لأنه بلا عبادات لا يصدر لنا شأن والمعاملات و…، هذه قضايا ربما يكون كثير من اليسير أن يبحثها أفراد العلماء، أما القضايا السياسية وما يداهم الأمة من خطوب عظيمة، الحقيقة تحتاج أن يكون عندنا مؤسسات علمائية كبيرة، وحتى مؤسسات الحركات الاسلامية ينبغي ألّا تبقى كل حركة نحن في مواجهة عدو، وأعتقد أننا بإذن الله تعالى في الخطا المتقدمة للخلاص من هذا العدو، ولذلك نحن أردنا أن نكون على خطى صلاح الدين.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب أسأل على هذه النقطة خطوة من هذه الخطوات التي رسمها نور الدين زنكي في موضوع هدف التعليم بصفة تربوية دكتور محمود الرشدان، تخريج كان هدفه يعني بالضبط تخريج جيل يعي حقيقة الصراع والأخطار المحيطة بهم من باطنية وصليبية، الآن هذا الوعي ضد الباطنية والصليبية ما مدى انسجام هذا الهدف الذي رسمه نور الدين مع هدف مؤسسات وجامعات فلسطين والوطن العربي؟
الدكتور محمود رشدان (الضيف): يعني شكراً لك سؤالك وأريد يعني بأن أضيف وأعزز بأنه حين نستخدم هيئة العلماء أظن أنه الأنسب أن لا نظن فقط كلمة هيئة علماء أو العلماء أو بطانة الأمة من العلماء، هم علماء الفقه الاسلامي وعلماء خريجي كليات الشريعة، لأنه لا هناك دولة ولا مجتمع ولا حاكم يمكن أن يكتفي بهؤلاء العلماء خاصة إذا صارت الصورة أننا نحن نعطي الحكم حلال وحرام، وأنتم أيها السياسيون أيها الاقتصاديون أيها التعليميون أنتم تسمعون وتطيعون، هذا ليس ممكناً ليس هناك الآن دولة ولا مجتمع، أنا أحب أننا حينما نتكلم عن العلماء نتكلم عن مجموع هذه التخصصات كل في محله، وثم عندما يريدون أن يعطوا رأيا لا أريد أن أقول فتية، الفتية لها ظلال لستُ ضدها، لكن لها ظلال في إدارة الدولة نأخذها على معنى …
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): استشارة شرعية يعني.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): استشارة لا أنا أريد رأيي موثّق اشترك في صياغته الاقتصاديون، السياسيون، علماء السياسة الخارجية….الخ، حتى يأتي الموقف متكاملاً لا تأتيه ثغرة من أحد الأبعاد.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): فالمناهج التربوية يبدو لي والله أعلم يبدو لي أنها لا تسد هذه الثغرات لا تأتي أولا فريقاً متكاملاً، الاقتصادي لا يعرف أي شيء عن السياسة، والسياسي لا يعرف شيء عن الاقتصاد، والشرعي لا يعرف شيء عن الاقتصاد.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هي لا تسد هذه الثغرات بسبب أن الحكام حريصون بأن لا يأتوا بالعلماء المخلصين المتخصصين إلى …
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): زمن الاختصاص الزمن الذي نحن فيه.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): والله أنا ألوم أهل الاختصاص أكثر.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني في السياسات يُستَبعد من يفهم هذه القضية أصلاً.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): فليكن، لكن ما الذي يمنع علماء التربية علماء الاقتصاد أساتذة الجامعات بشكل عام، ما الذي يمنعهم أن يعملوا مناهجاً مناسبة لهذه الظروف لتخرج الأمة من الغثائية إلى الخيريَة، ما الذي يمنعهم؟ لا أحد يمنعهم، حتى في ظل الديكتاتور.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): كيف دكتور لا أحد يمنعهم؟ يعني الذي يصل بشهادات ضخمة إلى منصب يكون بالوكالة إلى أن يستبدل واحد تابع …
الدكتور محمود رشدان (الضيف): فليكن فليكن، لكن الحريات في الجامعات حتى في الدول الديكتاتورية أكبر بكثير، الحريات العلمية والفكرية داخل إن جاز التعبير بين قوسين أسوار الجامعة _لاحظ الاسوار نقول_ المهم أنه يتوفر لهم من الحريات العلمية والفكرية ما لا يتوفر لأي فئة أخرى، حتى العلماء الشرعيين لا يتوفر لهم الذين يفتون، الحرية تتوفر لأساتذة الجامعات في كل التخصصات، لأن أنت تناقش فكراً أنت أصلاً وظيفتك في الجامعة ليس أنك تحصر الطالب أو المتعلم برأي واحد، بالعكس هو وظيفتك أن تعرفه على آراء مختلفة ويحللها ويقارن بينها، ويختار بينها ويضع المعايير.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هدف نور الدين كان أن يخرّج جيلاً يعي حقيقة الصراع ضد الباطنية وضد الصليبية، الآن مدى انسجام هذا الهدف مع مخرجات الجامعات في فلسطين وفي الوطن العربي يعني، لكن هل يعي هذا الجيل حقيقة الأخطار المحدقة به من الصهيونية والفتن الطائفية؟
الدكتور محمود رشدان (الضيف): كل زمن له أخطار معينة، يعني الآن الأولوية ليست لدين البعض في رأيي، ليست لدين الباطني والإسماعيلية، يعني الأمة الآن تواجه أخطار الصهيونية، البلاد الإسلامية وعلى رأسها فلسطين محتلة، فأنا الآن أريد أن أخرّج جيلاً يدرك أولويات الخطورة وأولويات الواجبات، حس الأولويات فقه الأولويات يجب أن يُعطى أولوية أكثر في كل مناهج التعليم، سواء أكانت في الشريعة أم التربية أم غير ذلك، فقه الأولويات شبه منعدم على المستوى الفردي وعلى مستوى الأسرة، وعلى مستوى الجامعة، وعلى مستوى الرابطة، يجب أن نؤسس لعلوم الأولويات فقه الأولويات للأمة، ولأي مجتمع من مجتمعات هذه الأمة ولأي بيئة من هذه الأمة، حتى مواردنا المتاحة ما تُبدد في أولويات هي صحيحة بذاتها لكن هناك أولى منها.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور ذكرت نقطة أريد أن أرجع لها دكتور نواف، يعني هناك هيئات كثيرة ذكرت بعضها في تركيا وفي دول مختلفة، وفي الخليج وفي اليمن وفي السودان وفي العراق وفي فلسطين، في فلسطين أكثر من أربع هيئات ممكن.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): لا أعتقد.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني رابطة علماء فلسطين في الضفة، رابطة علماء في غزة، رابطة علماء فلسطين في الخارج، الحركة الإسلامية في الداخل، بالتأكيد هي شيء واحد لكن سؤالي عن …
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): لا قصدي رابطة علماء فلسطين في الضفة وغزة معلوماتي أنهما شيء واحد ولكن الفواصل بينهما، نحن في الخارج لا شك لسنا نفس الشيء لأننا لا يمكن أن نكون شيئاً واحداً في هذه الظروف.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): وهذا سؤالي أريد أن أحدده أكثر، يعني رؤيتك أنت الأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج، رؤيتك لكثرة الهيئات الشرعية هذي وتشابهها في آليات العمل في توفير مبالغ وجهود وإلخ، يعني هل هذه كثرتها وتشابهها علامة صحة؟ أم الذي تقدمتَ به من مقترح يسوي المسألة؟
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): لا هو لا أعتقد أن كثرة الروابط علامة صحة، لا شك أن الأفضل أن يكون العمل مشتركاً ما أمكن، لكنّ هنالك ظروفاً تحول دون أن يكون أحياناً الناس يعملون مع بعضهم البعض، مثلاً فلسطين ظروف احتلال ربما يحول أن تكون رابطة علماء فلسطين هي هيئة علماء فلسطين مشتركة مع بعضها، إمكانية اللقاء إمكانية التدارس، لكن أيضاً هذه الهيئات الموجودة وربما نحتاج أن نراعي ظروف الأقاليم لإيجاد هذه الهيئات، لكن على أن تكون هذه تنظر في الأمور المتعلقة في هذه الأقاليم، ولكن الأمور الشاملة الكاملة ينبغي أن يكون عندنا مجلس إسلامي واحد أعلى نسميه على شاكلة الاتحاد، ولكن يشمل من لم يشملهم بحيث يكون عند ائتلاف علماء واحد.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب أريد أن أسألك عن جزئيات أخرى أيضاً في نفس السؤال لو سمحت لي دكتور محمود، يعني الدكتور لفتنا إلى موضوع ناقشناه في حلقة أخرى وهو العلماء ليس المقصود بهم علماء الفقه والشريعة فقط، إنما العلماء بشكل عام، هل يلزمكم مثلاً أو هل من الضرورة أن يكون العلماء المتخصصون في مرحلة قادمة ينضمون إلى هيئتكم؟ هذه النقطة الأولى ومازال هناك اثنتان.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): لا انظر الآن الهيئة أو أي هيئة أو أي مؤسسة لها نظامها الذي يحدد عضوية أعضائها.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): إذاً باختصار يعني هم الشرعيون المقصودون بهذا.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): الآن بالنسبة لنا هيئة علماء المقصود فيها العلماء الشرعيون، لكن ليست هذه هي المعهود لها بالقيام على كل شؤون الحياة في فلسطين أو بالشأن الفلسطيني، بالتأكيد هي عامل اختصاص، فالرسول صلى الله عليه وسلم أكد على الاختصاصات لزمانه، فقال أقربكم وأفضاكم وأعلمكم بالحلال والحرام.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): تجربتي بحضور المؤتمرات والهيئات ومشاركات هذي وجدتُ والله أعلم مجرد سؤال لك وأنت الأمين العام والدكتور التربوي وعضو في هيئات كثيرة أيضاً، ألا تحتاج كل هيئة كل اتحاد كل رابطة علماء بغض النظر عن التخصص شرعي أو غير شرعي إلى أن تُنقل أنشطتها عبر الفضاء وعبر الإعلام، فبالتالي تحتاج إلى متخصص، يعني أنتم هيئة علماء فلسطين أوكلتم لي هذا الأمر يعني، ولذلك استشعرتُ الدور، فكل الراوبط ربما تحتاج يعني هذه الزاوية أن تركز عليها، ولو اشتغلت يعني تحت الفضاء تحت الهواء لا أحد يعرف، يعني الكاميرة الواحدة إذا كان الشارع فيه مظاهرة فيها مئة شخص ونقلتها عشرون وسيلة فضائية أحسن من أن يحضرها مليون في الشارع ولا أحد يراها من الفضائيات، أنا أجبت عن السؤال صح؟ طيب السؤال فقط الجزئية المهمة على العنصر النسائي الذي يخاطب شريحة دعني أسميها (نصف غائبة)، وأنا داخل عندكم في الهيئة وجدتُ أن الرؤية أيضاً هي تقوم على علماء من الرجال ومن النساء، هل لديكم عناصر نسائية في هيئة علماء فلسطين؟
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): نعم في الهيئة بفضل الله تعالى يوجد عناصر نسائية، ونحن جادون الحقيقة في الفترة هذي من أجل تأسيس لجنة عمل نسائية أو شُكّلت ولكن ما زالت لم تفعل الفعل اللازم، نحن نريد أن تكون المرأة لها دور كبير، وأول العالمات عائشة رضي الله عنها ومن أسبق علماء الإسلام في هذه الأمة، فنحن بحاجة لا شك إلى أن تكون المرأة موجودة وأن يكون لها دورها، ولا شك أن المرأة لها تأثيرها وخصوصيتها في بناء الجيل وإعداد الأمة الإعداد الصحيح، فلا يُجزئ وجود العلماء الرجال عن وجود العالمات من النساء.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب أكيد يعني عملنا عصفاً ذهنياً دون أن نقصد، والدكتور يعني نظراته يقول أنه عنده شيء، وأنا يهمنا المتخصصين كما قال الدكتور، يعني أن يكون الشرعيون ويكون في جانبهم المتخصصون تربوياً وتنموياً دكتور لهذه الهيئات المحاور التي طرحناها مع بعضنا بم تعلّق؟
الدكتور محمود رشدان (الضيف): أنا أريد أن أضيف ما يلي: التأكيد على أن كل رابطة ليس كثرتها المشكلة، بالعكس أنا أريد أن أكثّر ولكن على شرط أن كل رابطة تتخصص في حماية ثغر من هذه الثغور، وهذه الثغور بينها ما ينسق بينها ويكمل بعضها البعض، المشكلة ليست في كثرة الروابط، البلدان المتقدمة تجد في المجال الواحد مليون رابطة ورابطة، لكن المشكلة أن هذه الرابطة يعني تضيع ما هي موكلة به وتشتغل في ما غيرها موكل به، فيصير فيه يعني تبديد للموارد، وبالنسبة لقضية الروابط أو الهيئات يعني ماشي الحال، اسمحوا لي أن أعطي مثلاً لماذا أنا أتكلم عن المسلمين الملتزمين في الخارج استطاعوا أن ينشئوا روابطاً كان للمرأة فيها ولا يزال دور رئيسي جداً، على سبيل المثال جمعية علماء الاجتماعيين المسلمين في الولايات المتحدة هذه للمتخصصين، فيها الرجال والنساء، بل رئاسة هذه الجمعية أكثر من مرة امرأة، ولأنها عالمة، الاتحاد الإسلامي لأمريكا الشمالية وهو يضم يعني كل الأجناس، رئيسته على دورتين حتى الآن امرأة على دورتين متتاليتين، وهي امرأة ليست من أصل عربي هي امرأة مسلمة أصلها أمريكي، لكن الذي أعنيه أنه ودور المرأة في المؤتمرات وفي كل شيء، وكذلك جمعية العلماء والمهندسين المسلمين إلى غير ذلك، يبدو نحن أنه وأتكلم عن المسلمين الملتزمين القوميين الملتزمين العرب الملتزمين…، أي واحد عنده هم أمته بغض النظر عن اسمه، أنا لا أريد أن أقسّم الأمة إلى يساريين وقوميين وإسلاميين ولا أدري ماذا ويمنيين، أنا في ظني هذا.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): عن الأعداء أنت نظريتك بشكل عام؟
الدكتور محمود رشدان (الضيف): هذه أمة كلها مظلومة، لازم القومي واليساري والمسلم وكذا يدركون بأن هذه الجبهات أن يحميها، يجب أن تتكامل مثل هذه.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): على كل لا أدري إذا كانت هيئة علماء فلسطين في المستقبل، سيكون للمرأة يعني.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): هي تعني الآن أكثر من أي وقت يا رجل، الآن ليس في المستقبل، الآن تعني فلسطين أكثر من أي وقت آخر وغير فلسطين، لكن نحن الآن نركز على المسجد الأقصى على أولى القبلتين، ماذا تعني فلسطين تعني مينمار، تعنيها الآن وتعنيها من أمس و قبل أمس، أنا آسف لانفعالي ولكن في قلبي هم كبير جداً.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هذا كلنا نرجوه طبعاً.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): نحن لا نتهم أي إنسان بإخلاصه، نحن نريد أنه نقول يا جماعة اعملوا تركيزاً على الأولويات خاصتكم، واحموا الثغور التي أنتم موكلون بحمايتها.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): عدم وجود دور للمرأة في زماننا كامل، الحقيقة السعي باتجاه وجود دور للمرأة قائم، ونحن حريصون واليوم الأول الذي يصيغ فيه الميثاق والنظام الهيئة …
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب اسمح لي أنا عندي حلقة كاملة عن موضوع المرأة ودورها في جيل التحرير، فلنترك بعض الأسئلة لي حتى أسألهم في الحلقة، طيب حان دور الفاصل أيضاً، مشاهدينا انتظرونا بعد فاصل قصير إن شاء الله.
أهلاً بكم من جديد مشاهدينا على خطى صلاح الدين بصحبة ضيفينا الكريمين الكريمين الأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج الدكتور نواف التكروري، والأستاذ التربوي في التربية والتنمية الدكتور محمود الرشدان، دكتور محمود نرجع قليلاً لصلاح الدين، صلاح الدين الأيوبي كان مغرماً بالجهاد بمعنى مغرم، يسكنه موضوع الجهاد وتحرير الأقصى، ويعيش من أجل هدف محدد، كان إذا أراد أن يقرب إنساناً يتكلم معه في موضوع يحدّثه في الجهاد هذا هو تخصصه يعني، حتى أعوانه والمقربين الذي يريد أن يتقرب منه كان يتكلم معه في الجهاد، وفي الوقت نفسه كان صلاح الدين الأيوبي يسند ويطلب العلماء أن يؤلفوا في الجهاد كما فعل الأصفهاني والقاضي والفاضل وبهاء الدين بن شداد، حتى الذي كتب هو نفسه الذي كتب محاسن اليوسفية في كتاب سيرة صلاح الدين يعني، في المقابل في واقعنا نريد أن نسألك وأنت في مجال وميدان التربية منذ سنوات طويلة جداً كيف تقيّم تعامل حكوماتنا الرشيدة مع مناهج وكتب ومكتبات وقنوات ومطبوعات، وكم من موافقات أمنية من أجل أن تدخل فقط مساقاً واحداً لموضوع القدس في جامعة مثلاً من الجامعات أو غيره، حتى إذا أردتَ أن تكتبَ بالجهاد السلمي يعني الفجوة كبيرة؟
الدكتور محمود رشدان (الضيف): شكراً، أنت أثرتَ هموماً والله دكتور، أنا أشهد أنه في الخمسينات وكنتُ صبياً في ذلك الوقت كنتُ في المرحلة الإعدادية، حُب الشباب للجهاد خاصة في فلسطين وقبل أن تُغتصب القدس، كان لا يمكن أن يشذ عنه ولا خمسة في المئة من الشباب الذي عمره 14 أو 15 سنة دع عنك الذي عمره عشرون، وأقسم برب العالمين والذي هذا الذي يستطيع أن يبرهن غير ذلك في الخمسينات كان معظم شباب الأمة الأغلبية الساحقة يتمنون أن يستشهدوا في فلسطين، لا أقول القدس لأن القدس لم تكن محتلة في ذلك الوقت، لماذا؟ وكان التحدي الاستعماري ومعاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور والحركة الصهيونية لا يستطيع حاكم وحتى المعروف عنه بأنه جاء ونُصّبَ من قبل الفرنسيين أو الإنجليز، لا يجرؤ أن يتخذ أن يتكلم بكلمة، دع عنك أن يتخذ سياسة، تحرم هؤلاء الشباب من هذه الأمنيات، ما الذي حصل إلى أنه بعد خمسين سنة الأمم تتقدم على المستوى، الشباب إذا وطئ العدو والرسول صلى الله عليه وسلم، كأنه حديث للرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا وطئ العدو شبراً _ليس الأقصى_ شبراً من أرض المسلمين _حتى لو كان في أذربيجان أليس كذلك قال الفقهاء_ بات الجهاد فرضية على كل مسلم ومسلمة)، نحن في مؤتمر أظن مؤتمر الرباط مؤتمر المنظمة الإسلامية في الرباط، كأنهم أبطلوا الجهاد أصلاً يعني حذفوه حكامنا المحترمون، حذفوه أصلاً من المناهج حتى من السياسات.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): ربما في السنغال كان هذا التحريف.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): في السنغال أم في الدار البيضاء لا أعرف في أحد المؤتمرات قبل سنوات اجتمعوا وقرروا الآن ما الجهاد هذا، لماذا تحرضون الشباب على الجهاد وما إلى ذلك؟ علموهم أشياء أخرى، دعوهم يتنعموا دعوهم يروا حياتهم، أحضروا مساعدات أجنبية وهنالك مساعدة أجنبية بشكل مباشر أو غير مباشر، لا يكون أحد مهرها لا أقول حتى ثمنها بأنه تلغون من مناهجكم من تربيتكم على كل المستويات فكرة أنّ اليهود عدو، وأنّ الجهاد فريضة؟
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني استبدل المنهاج الآن في بعض الدول العربية، استبدل المدرّس بمدرس أجنبي.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): إذا سمحت للحقيقة أن يعني يبدو أنه نفذ صبري في هذا الموضوع، يا أخي لا معنى للمقارنة بين نور الدين وعماد الدين وصلاح الدين مع هؤلاء الذين يتربعون الآن على الحكم في بلاد العرب والمسلمين، هؤلاء يُقارنوا بما كانوا قبل نور الدين وصلاح الدين، حيث كانت البلاد مجزّأة مقسمة، ولاة عليها يقومون إذا شعر بخطر أو خوف من جاره والي مدينة من المدن تآمر مع الصليبيين عليه، هذا حال حكامنا اليوم، حكام اليوم يمثل حال ما قبل نور الدين وعماد الدين، ونحن بحاجة إلى العلماء، بحاجة إلى أن يلتقطوا وأن ينتبهوا إلى هذا التحرك الشعبي الذي حصل في الأمة، وأن يقودوه لكي يكون في الأمة صلاح الدين وعماد الدين ونور الدين والغزالي والجيلاني وابن قدامة علماء وقادة، أما أن نبقى نقارن ما بين أؤلئك الأفذاذ الذين ملأ الهم قلوبهم، وعاشوا عندما يبني نور الدين المحراب في المنبر في حلب انتظاراً لكي يحمله صلاح الدين بعد ذلك، وتبقى الفكرة هي الفكرة مع الفارق في التشبيه مع خطط اليهود الذين يضعون مخططهم في 1898م لكي يتم 1948م، هكذا كان يخطط هؤلاء القادة، أما أن نكون هؤلاء الذين تربعوا عندما رأوا الخطر يحدق بهم بدؤوا ينادون الأمريكان والروس وغيرهم من أجل أن يتخلصوا من المد الشعبي الذي ضاق ذرعاً، وربما لم يتحرك به العلماء بالمعنى الكامل، ولم تفِ حركته.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور هذه مداخلتك، سؤالي الذي كنتُ أريد أن أستدركه في الموضوع، يعني النصوص الشرعية ماذا تقول وأنت عضو في هيئة علماء فلسطين وعضو مكتب تنفيذي، ما النصوص الشرعية التي يجب أن يستحضرها العلماء الذين يجبنون ويخافون، ولا يقبلون أن يكونوا أعضاء في أي هيئة تعمل بجد يعني بعيداً عن بلاط السلطان، يعني برأيكم لماذا يرفضون أصلاً؟
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): هؤلاء العلماء أصناف، وكما هم السلاطين أصناف، كما هم القضاة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أصناف، العلماء أيضاً أصناف، العلم ليس حفظ النصوص، العلم هو أن تمتزج النصوص في قلبه ووجدانه، وأن يعيش هذه النصوص أن تصبح جزءاً من كيانه، هؤلاء الله سبحانه وتعالى خاطبهم ويعلم الناس أن النفس لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، ومع ذلك عندما يقفوا مع هذه النقطة كثير من الشباب المجاهد الذي انطلق في مواجهة الطغاة، حدثنا عن علمائه كيف أنه كان يسمع منهم الدروس ويسمع منهم العظات أنّ الآجال مكتوبة، اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فلما تحركت الأمور فقدوه فلم يجدوه، هذا الذي حافظ على الأقل على شيء من دينه، ولكن هناك كم؟ لا نريد أن نخوض في العلماء في الحقيقة، هناك كم ترك وابتعد، فالله سبحانه وتعالى يعلمنا ويبلغنا في كتابه وعلى لسان رسوله أنّ الآجال مكتوبة والأعمار مكتوبة، وسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن كلمة الحق أمام السلطان الجائر هي أولى الجهاد وأعظمه، ومداد العلماء يوازي دماء الشهداء لأن كلمات العلماء وتصرفاتهم ووجودهم في مقدمة الصف محرك للأمة ومفعل لها، فالآن علينا أن نلتقط _الذي أريد أن أقوله_ علينا أن نلتقط ما يجري في العالم العربي والإسلامي لأنه بداية الخير ولأنه بداية جمع هذه الأمة، أنا أعتقد أن بعد أن تتم هذه العمليات التي تأخذ فيها الشعوب حريتها، الشعوب بغير حرية لن تحرر لنا الأقصى.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): وأنا أريد أن أقول شيئاً، الشعوب بغير حرية لمن تعطي حرية؟ الشعوب أليس عليها مسؤولية؟
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): نعم هي تحركت وبدأت، على الأقل دعنا نسير في هذا، نشجع هذا من الناحية الشرعية، مواقف العلماء، قيادتهم لهذه المسيرات.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): طيب سأكمل كلامي شكراً لك، جزاك الله خيراً، أنا من الشعب الآن والشعب الذي يتكلم أعطه فرصة، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، الشعوب أليس عليها مسؤولية؟ أنا معك، تركيز المسؤولية على العلماء والأمراء مئة في المئة، لكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض، هذا خطاب لمن؟ للعلماء أم لعامة الناس؟ أنا أظن أنه بفضل الله بدأت الشعوب تستيقظ ان عليها مسؤولية لا تقل عن مسؤولية من يظلمهم، المظلوم عليه مسؤولية إذا قبل بالظلم، كثير من المجازر والمصائب التي نراها نحن في بلاد العرب والمسلمين الآن صباحاً ومساءً من سنتين أو ثلاث سنوات، أكثر من مئة وخمسين ألف قتلوا وآلاف مؤلفة في السجون، لأنه حُبّذ الاستضعاف، يعني قبل هذا المسلم هذا الراعي من الرعية هذا الفرد من الشعب قبِل أن يُستضعف، يجب أن نوجه نحن أيضاً النصيحة كما نوجهها للأمراء ويجب أن نأمل ببعضنا خيراً إن شاء الله، إذاً أيضاً للشعوب لا تقبلوا أن تُستضعفوا لا تقبلوا، وأنتم يا حكام اتقوا الله وخافوا على أنفسكم، اتقوا بغيركم واتقوا بما حصل في بيوتكم، والعلماء نفس الأمر يعني ألا تعتبروا؟ يعني أليس هنالك عبرة في الأحداث؟ في آدكو بالذات…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب جزاك الله خيراً، طيب دكتور نواف مرة أخرى يعني روابط العلماء مثل ما ذكرنا كثيرة جداً، هناك علماء مقتدرون علماء روابط في الخليج تحديداً يعني في بعض الدول أيضاً مقتدرون، لديهم إمكانيات للوصول إلى المؤتمرات للمشاركات لدعم مادي للوصول إلى أصحاب المؤسسات الإعلامية والتجار ورجال الأعمال ودعم هذه الهيئات العلمائية يعني، يعني تقييمك لهؤلاء وكلمتك لمن يحاول أن يمتنع أو يبتعد عن هذا الدور.
الدكتور نوّاف تكروري (الضيف): ابتداء نقول لا شك أن كثيراً من الهيئات العلمائية تقوم بواجب كبير، يعني نحن _دعنا نقول_ جلدنا العلماء كثيراً في هذا اللقاء ربما، لكن أنا موقن وأرى أن كثيراً من الهيئات العلمائية وهذه المؤسسات لديها غيرة وتتحرك بفاعلية سواء بالقلم وباللسان وبالتأثير على أصحاب المال، وبالضغط على أصحاب القرار وكل هذا، لكن كما قلت لك هي تُفضّ في جوانب عدة، وتكون شهادتي لها بهذا لا يعني أننا قمنا بالذي علينا وأن المهمة قد اكتملت، لا شك أن على العلماء وعلى الهيئات العلمائية أن تبذل قصارى جهدها وكل ما لديها من نفوذ لدى أصحاب المال، ولدى أصحاب الجاه ولدى أصحاب السلطة، وفوق ذلك كله الآن لدى الشعوب، الذي تفضل به الدكتور إذا سمحت لي الحقيقة لدى الشعوب، نحن بحاجة أن تتحرك العلماء الآن بعد أن بدات الشعوب تدب فيها الحياة، بعد سُبات طال بدأت الشعوب الآن تدب فيها الحياة، الذي يستطيع أن يوجه هذه الحياة التي بدأت …
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب بقي معنا سؤال واحد للدكتور الرشدان في نهاية الحلقة، دكتور يعني يُستباح الأقصى يُستباح الدم الفلسطيني، تأتي هيئة كذا أو رابطة كذا أو اتحاد علماء كذا وتصدر بياناً أو تعقد مؤتمراً من أجل قضية أخرى، ماذا تطلبون من هيئات العلماء؟
الدكتور محمود رشدان (الضيف): والله هؤلاء ساقطون بدون طلب ما يمكن إنسان فيه ذرة من …
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): نتكلم عن هيئات العلماء الشرعيين.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): نتكلم عن هيئات العلماء، هؤلاء ساقطون لا تأثير لهم، أنا أزعم أن مثل هؤلاء ليس من زمن سقطوا، دائماً مؤتمرات وإلخ، ولكنهم لم يكن لهم تأثر، والله التأثير أما الزبد فيذهب جفاء.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): نتكلم عن العلماء المجاهدين وليس أتباع السلطان الذين تؤسسهم حكومة ما، يعني جهات حكم نتكلم عن الناس المخلصين الذين يعني يجاهدون ويسافرون ويقابلون العلماء والمتخصصين، يعني وهم الشرعيون يعني، ما الرسالة التي تطلبها منهم؟ بالإضافة للمؤتمر وبالإضافة للاستبانة والبيان.
الدكتور محمود رشدان (الضيف): أظن بأنه يجب أنّ هؤلاء العلماء يكونون القدوة، أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، أن يكونوا قدوة خاصة لجيل الشباب، لا يخاطبون أجيالهم فقط، يجب أن نتوجه بالخطاب وبالأعمال وبالسلوك الشخصي على المستوى الشخصي ويكون قدوة لجيل الشباب، جيل الشباب يتأثر كثيراً بعالم القدوة، وسامحني لأن أقول هذا المثل لأنه حصل في الموضوع، إذا رأيتَ أي عالم _وأنا أبغا جيل الشباب أيضاً_ إذا رأيت أي عالم يبني قصراً ولا يستكثر على نفسه أن ينفق خمسة ملايين أو عشرة ملايين في بناء قصر له، ثم يستكثر مليون دولار لبناء مدرسة لأيتام المسلمين هذا عالم لا تتبعه، وأنت يا عالم إذا أنت رأيت نفسك تبيح لنفسك وتقول هذه من المباحات وأن تبني لنفسك قصراً بعشرة ملايين، وأنا أتكلم عن نماذج واقعة، أنا أقول للعلماء المخلصين لا تقعوا في هذه الشبهات، أنتم يا مخلصين لا تفسدوا إخلاصكم لا تشوّهوا إخلاصكم بمثل هذه السلوكات.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): جميل، على كل جزاك الله خيراً على هذه النصيحة الأستاذ الدكتور محمود الرشدان، والأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج الدكتور نواف التكروري، وباسمكم فريق البرنامج نشكر مشاهدينا الأعزاء، وهذه تحياتي دمتم في أمان الله، والسلام عليكم ورحمة الله.
لمشاهدة جميع حلقات برنامج (على خطى صلاح الدين):
https://www.youtube.com/playlist?list=PLH5y7ZzK7PCBHWfVeDLcBGgcf0t5ou2de