ضيف الحلقة: الدكتور عطاء الله أبو السبح الوزير والمستشار السابق وأستاذ الفقه المقارن
المقدم: عمر الجيوسي
تاريخ الحلقة: الأحد 31/12/2009
يوتيوب:
المقدم: اضرب لغزة وحدها بزغ القمر اضرب لنابلس الأغاني والدرر
والقدس نار ولهب والقدس للدنيا القمر
رحل الصليبيون, ذهب المغول, وضاء ألف بدر, واليوم ضلت دربها الإبل, وتكون يا ولدي, أول من طعن, هذا زمان مسيلمة, هذه وربي المظلمة, شعب يدع إلى الفيافي مظلمة, شعب يقاد لحتفه, وأخوه يقتات دمه, من أيها الأعراب منكم ألهمه, من عَلمه ومن جهادي حرمه, هذه فلسطين الحبيبة, لن تكون مقسمة, والدرب مهما طال تقطعه الحشود المسلمة, وطني جهنم للغزاة, وشعبنا ما أعظمه, فاليوم يوم الملحمة.
الملاحم ابتلاءات ومحن, وحين تضع الحرب أوزارها تبقى تحت الرماد أسئلة تشتعل, ومعنا عبر الأقمار الصناعية من غزة الدكتور عطا الله أبو السبح الوزير والمستشار السابق وأستاذ الفقه المقارن
مشاهدينا الكرام في فلسطين وأينما كنتم هذه حلقة خاصة في الذكرى الأولى لحرب غزة لحلقة جديدة من برنامج فقه القضية, هذه الحلقة بعنوان فقه الواقع في حرب غزة، ضيفنا الدكتور عطا الله أهلاً وسهلاً بك في قناة القدس, ونحب بالبداية أن نبدأ بالسؤال عن فتوى من خلال سؤال قدم للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى, ما تقول الشريعة في جهاد الفلسطينيين الحالي طالما هو دفاع عن الأرض وعن الحرية، فكان الشيخ قد أفتى رحمه الله تعالى بأن جهادهم أي جهاد الفلسطينين واجب وهم مظلومون من اليهود, وكذلك فقد أوجب في هذه الفتوى على الدول العربية والإسلامية تأييدهم ودعمهم في هذه الحرب، هل من فتاوى مع أو ضد هذه الفتوى؟
الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين, بداية أتوجه لهذه القناة العملاقة بكل التحية والتقدير, وواجب علي أيضاً أن أتوجه بأحر التعازي لأسرة بلبل التي فقدت اليوم مصور قناة القدس هنا أسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجعله في الصديقين والشهداء وحَسن أولائك رفيقاً آمين يا رب العالمين أما بخصوص سؤالكم أخي الكريم فنحن شعب مسلم لا شك أنه مظلوم وهذا الشعب المسلم الذي طرد من دياره سنة 48 وطرد ولاحقه اليهود سنة 56 يذبح جيلاً كاملاً ثم سنة 67 ثم82 ثم الحرب الأخيرة الضروس, التي استعمل فيها اليهود كل أصناف الأسحة المحرمة دولياً والمحللة دولياً كل الإجرام التي قصرت فيه أيدي النازيين أن تأتي بمثله ولا الفاشيين ولا التتار, هذه الحرب الهمجية التي قتلت 1400 إنسان فلسطيني من بين امرأة وطفل وشيخ كبير ودمرت الاقتصاد الفلسطيني والبيت الفلسطيني, وها هي القدس الآن تهود والأقصى يعرض لأبشع جريمة للتدمير, وهناك شبكة عنكبوتية هائلة للأنفاق تحته سيرى العالم الإسلامي في يوم من الأيام أن الأقصى أصبح أثراً بعد عين, هذه جرائم اليهود نحن شعب مسلم وبالتالي فإن الشيخ ابن باز رحمه الله
عندما أفتى بذلك أفتى بعين الصواب, نحن شعب مسلم نقاتل هؤلاء الناس ونحن يصدق فينا قول الله تعالى{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا }وبالتالي عندما توجه الشيخ ابن باز رحمة الله عليه, إلى العالم الإسلامي وإلى العالم الحر وإلى الأغنياء والملوك وإلى الرؤساء, أن يدعم جهاد الشعب الفلسطيني هي بالصواب لكن في هناك من وأسأل الله عز وجل أن يسامحهم وأن يشرح صدورهم ينظر إلى جهاد الشعب الفلسطيني على أنه مقتلة وعلى أنه عبث, كما يقول لنا الشيخ محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية إذا جاز لي أن أعبر بهذا التعبير, معتمداً على بعض الفتاوى لتنابلة السلاطين والذين قد وظفوا أنفسهم لإصدار فتاوى على المقاس, مقاس الزعيم ومقاس الملك ومقاس الرئيس, الذين لا يريدون إلا سلاماً ولا يريدون إلا إذعاناً ولا يريدون إلا أن يكونوا في ذيل المشروع الاستعماري الأمريكي الإسرائيلي الإحلالي, الذي يطردنا من بلادنا وهذا الأمر لا نتوقف عنده طويلاً بل ولا بد أن نكرس, أن هذا الدم الفلسطيني لا بد أن يذود عن الأرض الفلسطينية وعن الأقصى, وإذا لم يكن هناك جهاد في فلسطين وبلاد الله فإن عرى الإسلام ستتفكك وإن حصون الإسلام ستنهار وإن ثغور الإسلام ستخترق للأسف الشديد, ولكن هذا الأمر إن شاء الله لن يطول وهذا الهوان لن يطول بأي حال من الأحوال, فإن عزة الإسلام في الجهاد في سبيل الله
المقدم: دكتور يعني
الضيف: رسول الله صلى الله عليه وسلم نصر الإسلام هو بالجهاد في سبيل الله نعم
المقدم: هل من فتاوى مع فتوى ابن باز عدد الفتاوى أو حجمها أو نسبتها
الضيف: 100% أخي العزيز، نحن كل يوم نجد رابطة علماء فلسطين, الشيخ يوسف القرضاوي كم يمثل من ثقل إسلامي عظيم, الشيخ الزنداني, الشيوخ في باكستان, في الهند في اندونيسيا إنهم يدعمون جهاد الشعب الفلسطيني في كل بقعة من بقاع الأرض وفي كل بقعة يسكنها مسلم, هؤلاء يتحرقون شوقاً ويدعمون فتوى ابن باز, وأما أولئك الذين ينعقون بما لم يفهموا وبما لم يفقهوا ولا يسمعون ولا يفقهون إلا من الزعيم الذي ارتكس في حمأة المشروع الصهيوني, هؤلاء لا وزن لهم في نظر الشعب الفلسطيني وسيكون عليهم وبالاً إن لم يتراجعوا أمام الله تبارك وتعالى.
المقدم: دكتور نحن نعرف عند سقوط الخلافة, للأسف تغير وضع علماء الأمة فمنهم من تم تهميشه ومنهم من تم توجيهه, أو بعضهم استبدل بعلماء رسميين, هل هذا هو زمن قبض العلماء والقبض عليهم أيضاً, ولكن إذا كان كذلك, فهل من رسالة من علماء فلسطين وعلماء غزة ترسلونها إلى بقية علماء العالم؟
الضيف: أخي العزيز الحمد لله رب العالمين الخير كثير, وليس هذا زمن القبض وليس هذا زمن التهميش, إن هناك طائفة منصورة ستظل على حدود هذا الوطن, وعلى حدود هذا الدين لا يضرهم من عاندهم ولا يضرهم من قاتلهم ولا يضرهم من حاربهم ولا يضرهم من شنأهم بأي حال من الأحوال, هذه الطائفة هي التي ستظل تحمل راية الإسلام, إن الإسلام مر في مراحل من الهوان, ومر في مراحل من الاحتلال ومن الاحتراب الداخلي, ولكن دائماً أبداً كان يقيض الله لهذه الأمة من يوقظ فيها جذوة الجهاد, ويوقظ فيها ضمائرها, نحن نتأسف بيوم من الأيام كان هناك يسيطر على العالم الإسلامي الهوان, ويسيطر عليه الترف الفكري, وقد اجتاحت جيوش المغول والتتار بلاد الإسلام والمسلمين وداست سنابكهم جثث المسلمين وجرى أنهر دجلة والفرات بدمائهم وبمداد علمائهم ويخرج علينا بعد ذلك العز بن عبد السلام, ليقود المعركة الفكرية العقدية ويوقظ جذوة الجهاد, في صدر سيف الدين قطز, وبالتالي هذا الرجل لم يركن ولم يرهبه سيف المعز, ولا ذهبه, بأي حال من الأحوال, ولكنه استطاع أن يحقق في صدر الزعيم, وبصدر القائد قطز تلك الحمية للإسلام والمسلمين
المقدم: دكتور
الضيف: انتصروا في عين جالوت, نفس المنطق الذي كان قد دفع صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين, ونحن اليوم نمر بنفس المرحلة بأن هناك علماء قد نذروا أنفسهم لله تبارك تعالى, ويحيون بالأمة ضمائرها, ويحيون في الأمة روح جهادها, ولن تستكين أبدا, وليس هذا هو زمن قبض العلماء ولا انتهاء الأرض منهم
المقدم: ولكن دكتور هناك بالتأكيد اختلال في ميزان القوة, فزمن العز بن عبد السلام يختلف عن زمننا هذا, فبعض هؤلاء العلماء يقولون إن الإقبال على الجهاد, هو إلقاء للنفس بالتهلكة وهو ضرب غير محسوب, هل من فرق بين زمانهم وزماننا وهل هذه تهلكة؟ وإلقاء بالنفس في التهلكة؟ أم هو استشهاد؟
الضيف: يا أخي العزيز, عندما أنطق رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه جهاد وقال الله تبارك وتعالى في هذا الجهاد} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} الله تبارك وتعالى قال { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ } إذا ًكما قال الشاعر “كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول” إذا لم يكن روح الأمة التي لا تستطيع أن تصنع الاستشهاديين, ولا تصنع الموت, الأمة التي لا تستطيع ولا تتقن فن صناعة الموت, هي أمة مرتكسة وأمة ذيلية وأمة منهزمة, هؤلاء الذين يبثون هذه الروح, إنما هم ليسوا من العلماء ولا يفقهون شيئاً في هذا الدين وفي هذا الجانب حتى وإن تسموا باسم العلماء, ولكن العالم الحقيقي هو الذي يحرض الأمة على القتال ذلك النداء العلوي السماوي الذي خاطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه من فوق سبع طباق {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} العالم ماذا دوره, ودور العالم أن ينشأ أو أن يبث روح الجهاد والاستشهاد في هذه الأمة, ولكن أن يقال بأن هذه تهلكة معنى ذلك بأن حياض المسلمين ستنهار وتتهدم ويقضمها الوحش الصهيوني, ثم بعد ذلك, وماذا بعد إذا كان اليهود, وإذا كان النصارى يموتون في سبيل قضيتهم الباطلة حتى وإن كان, ويقعد المسلمون, معنى ذلك أن المسلمين قد هلكوا (ومن قال بأن المسلمين قد هلكوا فهو أهلكهم) وفي رواية هلكهم هؤلاء الذين يقولون بذلك هم أهلك أصناف المسلمين وضروري جدا أن ننبذ فتاواهم إلى جانب ولا نأخذ بها.
المقدم: نعم، دكتور دعنا نرجع إلى الشهور الماضية وبداية حرب غزة, اضطر الناس من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى التترس بالمدنيين, نظرا لأنها حرب داخل مدينة, نريد بعض التوضيح على موضوع التترس, فمثلاً قد شاهدنا بعض الحالات وسمعنا أن بعض الصهاينة كان يختبئ خلف مدنيين فلسطينيين, كي لا يجرؤ المجاهدون في غزة على قتالهم, ما هي شروط جواز قتل المسلمين للمسلمين, في هذه الحالة؟ وهل جائزة أصلاً؟ وهل هناك شروط لها؟
الضيف: أخي الحبيب جزاك الله خيرا, أقدم اليهود على ذلك وتترسوا بالفلسطينيين لينالوا من المجاهدين وليصلوا إليهم إلى مقاتلهم, وإلى مواقعهم, الحكم في ذلك, فيما لو تترس العدو بالمسلمين وجعلوا منهم ترساً, يتقون به ضربات المجاهدين, فنحن أمام أمرين إما أن يستطيع اليهود أو يستطيع الأعداء أن ينالوا ويحققوا أهدافهم بالوصول إلى المجاهدين, وإلى مواقعهم وإلى حصونهم, فيحدثوا بهم مقتلاً عظيماً ويحققوا أهدافهم, أو أن يضحى بهذا الترس, وبالتالي يدفع الضرر الأكبر بارتكاب الضرر الأدنى, إذا كان لم يكن بد من قتل الترس لوقف الزحف المجرم من الكفار, وينال المجاهدون من المجرمون الكفار, فلابأس, ونسأل الله عز وجل أن يكتب للترس الشهادة, لكن ضروري جداً أن يعمل المجاهدون قدر استطاعتهم أن يتقوا الضر بالترس, وهذه قضية مهمة, ولكن إذا لم يكن من بد فلابأس, ومن هنا لابد أن نحقق أعظم نتيجة بأقل خسارة.
المقدم: وهذا مغتفر لهم بشريعتنا بإذن الله.
الضيف: نعم نعم نعم وهذا ما أجمع عليه علماء المسلمين.
المقدم: طيب دكتور
الضيف: السابق واللاحق
المقدم: للأسف
الضيف: هؤلاء إنما يريدون تحقيق أهدافهم, وإحداث هزيمة وإحداث مقتلة في صفوف المسلمين, وهذا لا يجوز بأي حال من الأحوال, أن نترك لهم المجال بأن يسرحون ويمرحون قتلا وتعذيبا, ونحن نخاف على الترس إذا كان هناك خمسة أو خمسة عشر, ويقتل في سبيل ذلك المئات.
المقدم: المترس بهم دكتور هل ينالوا حكم الشهداء؟
الضيف: نعم, إن المتترس بهم, وهم مرغمون على ذلك, وكذلك الحال المجاهد لم يقصدهم هم ابتداء بالقتل فإذا ما حدث ذلك فلهم أجر الشهادة إن شاء الله.
المقدم: دكتور, في موضوع قد يكون غريباً عن البعض, أن بعض العرب الجهلة للأسف يخدمون بالجيش الإسرائيلي جيش العدو, وإن كان عددهم قليلاً, وبعض علماء فلسطين أفتى أن هؤلاء لا يصلى عليهم صلاة الجنازة, ولا يدخلون إلى مساجدنا, الآن الوضع فيه إشكالية, من الذي يحكم على أن هؤلاء إذا دخلوا في اشتباك, وكانوا من بين هؤلاء العرب, أن هؤلاء هم من الأعداء, من الذي يحكم على هذا, الذي يحكم على هذا المقاتلون أم العلماء؟
الضيف: أخي الحبيب, أولا مسألة الجهل مسألة لا أسلم بها, لأن العلم ميسور وتحصيل العلم ميسور وهناك من أهلنا في داخل الخط الأخضر 48 منهم من العلماء ومنهم من المجاهدين ومنهم من رفض حتى وإن طبق عليه القانون اليهودي الجائر بالحبس أو بالإبعاد أو بسحب الهوية, ولا عذر في دار الإسلام بالجهل, والفضائيات منتشرة ومحطات الإذاعة منتشرة والكتب منتشرة, ويعلم القاصي والداني من العموم من الأمور المعلومة من الدين أن القتال للفلسطينيين إلى جانب اليهود هذا حرام, وبالتالي أولئك تولوا أولئك, وعليه لا يميز بينهم وبينهم, إذاً لا يتذرعون علينا بالجهل على الإطلاق, لأن ربنا سبحانه وتعالى يقول { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } والعلم ميسور لم يعد هناك جهل بأي حال من الأحوال, وعليه فيما لو كان أحد منهم في صف الإسرائيليين , فبه فابدؤوا أيها المجاهدون, اقتلوهم وعلى هذا لا عذر لهم بأي حال, ومن الذي يفتي هل هو القائد أم المفتي, القائد الإسلامي في صف الفلسطينيين المجاهدين له من العلم ومن الفقه ما يكفيه لكي يفتي بأن هؤلاء لابد من قتلهم, وهذه المسألة إلا إذا كانوا مضطرين, كاضطرارهم في مسألة الترس أن يكونوا ترسا, ولكن أن يحملوا سلاحا على المسلمين فهذا ما لا يجوز شرعاً على الإطلاق.
المقدم: إذاً مع هذا الاستثناء
نتوقف ضيفنا الكريم ومشاهدينا الكرام مع فاصل قصير لثوان معدودة ونعود إليكم بإذن الله فانتظرونا.
المقدم: أهلاً بكم من جديد, مشاهدونا الكرام, في هذه الحلقة الخاصة بعنوان فقه الواقع في حرب غزة وضيفنا هو الوزير والمستشار السابق الدكتور عطا الله أبو السبح.
أهلاً بك من جديد دكتور, دكتور قبل أن نواصل في هذا الموضوع من جانب آخر بحيث إن هناك بعض ممن ينقلوا المعلومات بطريق مباشر أو غير مباشر, بما يسمى الآن في الإعلام التنسيق الأمني, وهذه المعومات تفيد وتخبر عن مواقع المجاهدين, وتتسبب باستشهاد عدد من المجاهدين ومن المدنيين, ما الوصف الشرعي في رأيك لمثل هذا العمل؟
الضيف: هؤلاء جواسيس, والجاسوس يقتل بقدر جريمته, فمن قتل يقتل, وإلا فلا بد أن يكف عن فعله بالحبس أو بالمنع, وحتى وإن أدى الأمر إلى تعطيل بعض أوصاله وبعض أطرافه, لأن الذي يعيل العدو على المسلمين وعلى المجاهدين, إنما هو منهم ومن يتوله منكم فإنه منهم, الإسلام والمسلمون لم يغفروا لحاطب ابن أبي بلتعة أن يرسل برسالة رغم أنه قد برر الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أوحي إليه يقول ( لعل الله اطلع على قلوب أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم ). وكان حاطب من أهل بدر، لكن يا سيدي إن الذي يجري على الأرض الفلسطينية, من هؤلاء المجرمين الذين يدلون الأعداء على المقاتلين وعلى المجاهدين وعلى أماكن عملهم, ويساعدونهم بإلقاء القبض عليهم وفي كشف مواقعهم وفي كشف مخازن أسلحتهم, أنهم أشد ضرراً من الكفار على المسلمين, أشد ضرراً من اليهود, والله تبارك وتعالى يقول { هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ } وفي واقع الأمر فإن العمل الاستخباري لا يعتمد على التكنولوجيا وحسب, بل العنصر البشري هو الأهم في العمل الجاسوسي, وبالتالي فإنهم لو كان لديهم واحد بس يدلهم على (شاليط) لتوصلوا إليه, ولكن الحمد لله رب العالمين هو في دائرة مغلقة والذي جرى كثيراً من اغتيال عبد العزيز الرنتيسي واغتيال إبراهيم المقادمة واغتيال الشيخ أحمد ياسين, بفعل أولئك المجرمين, ومن هنا إذا تمكن المجاهدون من رقابهم فلا يرحمونهم أبداً.
المقدم: نعم دكتور, اليهود عندهم متخصصون في اختيار الأسماء واختيار التواريخ, بدأت حرب غزة يوم السبت, ويوم السبت عندهم هو يوم مقدس, وشاعرنا يقول
“فمتى ستأتي جمعتنا لنا هل سنبقى بين سبت وأحد” فهل هم اختاروا لكم هذا الموعد عن دراية وعن دراسة وعن قصد؟
الضيف: أولاً, اليهود لا يدينون بدين موسى, وليس لديهم شرع مقدس, وكما قال شامير في يوم من الأيام بأن الأوقات غير مقدسة, وقالها كذلك رابين, وقالها كل المفاوضين, بأن المسألة بل خانوا الله تعالى وخادعوا المؤمنين وخادعوا موسى عليه السلام في الاصطياد في يوم السبت, وعليه أن ليس لديهم شيء مقدس, وينظرون إلى الشعب الفلسطيني على أنه مجموعة من الصراصير والسحالي والأفاعي والجرذان, ينظرون إليهم على أنهم مجموعة حشرات, يجوز قتلهم في أي وقت, وحين هذه الفتوى التي قالها يوسف عباديه وكبار حاخامات إسرائيل, يفتون بذلك وعليه فيما لو أتيح لهم أن يضربوا في كل وقت وحين, لا يمكن أن يمنعهم شيء, أنا أُذكر هنا في شيء واحد, بأنه في القناة العاشرة عندما جيء بقائد الطائرة التي قصفت بيت أخونا الشيخ نزار ريان, عندما قالت, عندما ضربت وجدت عشرات الآلاف من الصراصير تجمعوا حول البيت, فلو كان لدي من أمر لقصفتهم جميعاً, هذه نظرتهم إلينا فما
المقدم: سنتحدث عن أخلاقيات الجيش الإسرائيلي بعد قليل, دكتور سنتحدث عن أخلاقيات الجيش الإسرائيلي, بين قوسين أخلاقيات, لكن هناك احتراف المخادعة, والحقيقة هي أكثر شيء غائب في حالة غزة, لأسباب خاصة, لكن قول الحقيقة على المجاهد وعلى أهله مكلف جدا, هذا يقودنا لموضوع التورية, هل لك أن تعرفنا ما هي التورية؟ وهل لها تفصيلات؟ وهل هناك تورية واجبة؟
الضيف: أولاً التورية هو أن يسلك مسلكا أو يتصرف تصرفاً غير الظاهر منه, ويقصد به غير الظاهر منه, والرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يريد أن يغزو قوما أو يتجه باتجاه يوري بغيرها قبل أن يتجه شمالاً يتجه جنوباً, كما حصل له في غزوة فتح مكة, عليه السلام, وعليه على المجاهد أن يتزين ويتحدث في أمور يخدع فيها عدو الله تبارك وتعالى, الرسول صلى الله عليه وسلم أباح لنعيم بن مسعود خذل عنا فإن الحرب خدعة, وكان نعيم بن مسعود حديث عهد بالإسلام, واستطاع أن يضرب المشركين في غزوة حنين مع اليهود, دون أن يعلمه أحد أنه من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم, وبالتالي أعيد بأن الحرب خدعة, وهذا حديث للرسول صلى الله عليه وسلم، إذاً (خذل عنا) وعليه فإذا استطاع المجاهد أن يخذل بسلوكه بلباسه بزيه بلكنته بإفضاء معلومات ليست هي في الواقع باعترافاته بكذبه على اليهود هذا كله يجوز شرعا لنا, يقال بأن الكذب يباح في ثلاثة مواضع منها الكذب على أعداء الله تبارك وتعالى, ولصيانة الصف المسلم, ولحماية المجاهدين, وعلى هذا الأساس نجد بأن كثيرا من إخواننا الذين يسطلون بسياط أعداء الله تبارك وتعالى أثناء فترة التحقيق يمكن أن يعطوا معلومات ليس هي بالواقع, ويدلوا باعترافات ليست هي الحقيقة, ليخذلوا عن المسلمين ويعموا أعداء الله تباك وتعالى.
المقدم: للأسف دكتور هناك في زمن الحرب الصعب, طائفة من الناس تسمى الطابور الخامس, يبثون روح الانهزام والتراجع والإحباط بين الناس, وربما هذا حصل في غزة, لا أدري أنتم هناك كيف واجهتم, أو ما هو السبيل الأمثل لمواجهة هذه الحالة؟
الضيف: الحقيقة الطابور الخامس, هذا تعبير قاله هتلر في يوم من الأيام, عن مجموعة كانت تبث الإرجاف وتثبيط الهمم والهزيمة في نفوس الناس, المجاهدون كانوا يعملون صباح مساء على أن يمحوا كل أثر من آثار أولئك المرجفين, في الصف المسلم في الصف الفلسطيني, أنا أذكر واقعة بسيطة جداً, أن واحدا منهم وقف أمام سوبر ماركت قال بأن بيت فلان سيقصف أي بيت فلان في الحارة, ثم ذهب إلى مكان آخر في تجمع آخر ليقول نفس الكلمة, وفي تجمع ثالث, وقال نفس العبارة فالحارة كلها كادت أن تفر وتخلي المنازل خشية أن يصيبها القصف الذي سيصيب بيت فلان, ولكن كان هذا الفلان قد خرج في الحارة ليثبت الناس في منازلهم, ويقول لهم لا تخرجوا ها أنا ذا, وعليه فإن الذي كان يجري في بلادنا وفي شعبنا في هذه الحرب, نعم بأنهم قد أثروا تأثيراً, ولكن الحمد لله رب العالمين,لم يكن كبيراً, إذ كان ينبغي لهم الشرفاء والمجاهدون والثابتون والدعاة والعلماء والمدرسون ليثبتوا الناس في هذا الموقف, ومن هنا عندما نجد أن العلماء والمفكرين والدعاة والمجاهدين عندما يتقدمون الناس فإن الناس يتأسون بهم, ولم نجد مجاهدا ولم نجد عالما ولم نجد مثقفا ولم نجد مفكرا ولم نجد داعية قد ترك المكان, وإلا لانخذل الناس وانهزموا, والحمد لله رب العالمين أعطوا صورة رائعة جداً من الثبات والصمود, كما كان لهم دور آخر بأن أولئك كانوا يبثون الرعب في نفوس الناس بالأسواق والمنتديات وفي التجمعات السكانية وفي المآتم ولكن دائماً أبداً كانوا يجدون من يصك على وجوههم بالحجة الدامغة وبالفداء وبالعطاء وبالثبات والحمد لله رب العالمين.
المقدم: هناك قبل الحرب وبعد الحرب تصرفات وأخلاقيات للجيش, سواء الجيش المسلم أو جيش الأعداء, مثلاً وصايا الخلفاء سابقاً, كان حريصاً على كل من يجده يواجه المسلمين, فمثلاً كان عمر بن الخطاب يوصي “لا تجهزوا على جريح لا تقتلوا مدبراً لا تهيجوا النساء بأذىً وإن شتمن أمراءكم وإن سببن أو شتمن أعراضكم فإنهن ضعيفات” قلب عمر بن الخطاب حتى على زوجة هذا العدو, بينما إذا انتقلنا إلى حرب غزة نجد أن شواهد وقصصاً مروعة عن أخلاقهم, فمثلاً أحد الضباط يعترف بأنه قتل أماً فلسطينية وابنتيها لأنهم فهموا الأمر خطأ بدل اليمين مشوا يساراً فأطلق عليهم قذيفة من دبابة تصور, تصور قذيفة من دبابة, مثال آخر وللأسف أعتذر للمشاهدين من أنه مقزز, اعترف بعضهم في القناة التلفزيونية العاشرة الإسرائيلية, بأنه ومن معه كانوا يبصقون في الطعام الذي كان يقدم عن طريق كرم أبو سالم, ثم يذهب إلى غزة, الصورة مفارقة عجيبة بين المسلم وغير المسلم لهذه الأخلاقيات ما الذي يجعل المسلم ينضبط بأخلاقيات عالية رغم انحطاط جيش الأعداء بالمقابل وفي نفس الحرب؟
الضيف: أولاً هذا الدين عظيم, وهذا الدين رفيق بالناس, ويجعل الأخوة الإنسانية أخوة عظيمة { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} فالأخوة الإنسانية هي ضابط, ثانياً هذا الدين دين رحمة وليس دين ملحمة وليس دين قتل ولا ظلم ولا تبشيع ولا مثلة لا يمكن أبداً بل الإسلام حرم المثلة ولو في الكلب العقور, وهذه الوصايا قد أخذوها عن الرسول صلى الله عليه وسلم, حتى إنه لما خالد, رضي الله عن خالد, أنه قد أحدث مقتلة وأن امرأة قد قتلت في فتح مكة, وهذا أمر يأباه الإسلام والمسلمون, لا تكثفوا لا تجهزوا لا تقتلوا لا تقطعوا لا تقطعوا شجرة لا تروعوا الرهبان ولا العباد في كنائسهم أو في كنسهم , هذا هو الإسلام, الإسلام دين رحمة, لكن اليهود يا سيدي أولئك الذين يقتلون النبيين ويقتلون الذين يأمرون بالقسط بين الناس, ذبحوا وقتلوا وبقروا بطون الحوامل في دير ياسين, وشنقوا أجنتهم بأمعاء أمهاتهم دمروا قرى فلسطينية بالكامل, آل السموني جمعوهم في عمارة واحدة ونسفوا العمارة على آخرها, لكم أن تروا جميلة الهباش التي بترت ساقاها, وتروا لؤي الذي فقئت عيناه, هؤلاء الأطفال الذين شوهوهم بالفسفور الأبيض, هؤلاء هم أنفسهم الذين قتلوا الأسرى المصريين سنة56 وذبحوهم في سيناء وفي سنة 67, هم الذين قتلوا الأطفال طلاب المدارس في بحر البقر وفي العامرية, وفي قانا1 وقانا2 هم الذين مزقوا أجساد أهلنا في جسر الباشا وتل الزعتر, هم الذين قتلونا في كل مكان وزمان هؤلاء اليهود لا رحمة لهم, ربنا سبحانه وتعالى يقول { كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ} لا ذمم لهم ولا كرامة للفلسطينيين, اليهود اغتصبوا الكثير من نسائنا واغتصبوا الكثير من أطفالنا سرقوا أموالنا أنا سجنت عند اليهود خمس مرات يا أخي كانوا لا يرقبون فينا إلاًّ ولا ذمة أبداً الشيخ أحمد ياسين رحمة الله عليه كانوا يدفعونه وهو على الكرسي المتحرك وهو لا يستطيع أن يذب الذباب عن وجهه ولا أن يهشه كانوا يكفؤونه على وجهه والرجل صدره كان مليئاً بالبلغم يمارسون عليه كل صنوف التعذيب يعذبون موضع الحياء من جسده مواضع الحياء من جسده بإبر الدبابيس حتى تورمت, هذا هو الجيش الإسرائيلي, الجيش الإسرائيلي هذا جيش حقير سخيف مجرم هذا الجيش الإسرائيلي لا أخلاق له ولا كرامة ولا يمكن أن يكون في قلبه مثقال رحمة من إنسانية, يقولون بأنه جيش راقٍ وجيش حضاري هذا جيش هذا, هذا ليس جيشاً, انظروا إلى عجائزنا انظروا إلى تجريف منازلنا ومزارعنا, هذا الجيش الإسرائيلي, أما الإسلام فمهمة الجيش, مهمة الجيش أن يرضي الله تبارك وتعالى, وبالتالي من ألقى سلاحه فلا يُقاتل من كسرت شوكته فلا يُقاتل, وبالتالي نحن في الإسلام من الإيمان أن نكرم الأسير { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } هذا هو الإسلام وذاك دين الكفر ونعوذ بالله.
المقدم: دكتور نضطر إلى فاصل قصير دكتورنا العزيز مشاهدينا الكرام لحظات ونعود إليكم إن شاء الله.
المقدم: أهلاً بكم من جديد, مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة وهي بعنوان فقه الواقع في حرب غزة وضيفنا هو الدكتور أستاذ الفقه المقارن الدكتور عطاء الله أبو السبح.
دكتور ننتقل إلى القانون والمحاكم والمنظمات الدولية, المنظمات والمحاكم في كل مرة تتوقف عن التحقيق فجأة, كما حصل في صبرا وشاتيلا, وفي قانا كما ذكرت, وفي مجزرة جنين وفي بيت حانون وغيرها, وفي حالتكم, وفي حالة غزة تم قصف المساجد والمستشفيات وبيوت العزاء وسيارات الإسعاف حتى مقرات الأنروا قصفت بالفسفور الأبيض, لماذا دكتور يتغير القانون بملاحقة هؤلاء المجرمين, مجرمي الحرب وهذا حصل في قانون بلجيكا وتغير أيضاً في إسبانيا والآن ينتظر أن يتغير في بريطانيا كرمال ليفني وبعض المجرمين هؤلاء, لماذا يتغير هذا القانون؟
الضيف: ببساطة يا أخي لأن قضيتنا هي أعدل قضية, والمحامون من أفشل المحامين, ولو كان هناك نظام عربي يتبنى قضيتنا, والجامعة العربية تتبنى قضيتنا, وتلاحق القوى الخفية الصهيونية, وتوظف المال العربي, الذي هو مكدس في البنوك السرية في أوروبا في سويسرا وفي فرنسا وفي أمريكا, هذا المال الذي لو وظف من أجل القضايا العربية والعزة العربية والكرامة العربية لما كان حالنا على هذا الحال ” ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام” بالمقابل المال الصهيوني المكدس, ليس مكدساً في البنوك السرية ولا على النزوات ولا على الأهواء, رغم أنهم قوم بهت, ولا يتناهون عن منكر فعلوه أبداً, ولكن الأموال التي تجمع لمحاربة العرب والمسلمين إنها موظفة باتجاه حقيقي, لماذا لا يكون لنا لوبي عربي, ولماذا لا يكون هناك قوى ضغط, وقوى الضغط الصهيونية بالعالم هي التي تحرف البوصلة, لأننا للأسف الشديد المحامون العرب والنظام العربي يتفرج علينا, وخليني أقول إذا كان اليهود يقتلوننا بدم بارد, فإن النظام العربي يتفرج علينا أيضاً بدم بارد, ومن هنا ضروري جداً أن لا نعيب على الآخرين, نعيب أنفسنا, نظامنا جامعتنا العربية, الرأس المال العربي, المليارديرات العرب, لماذا لا يوظفون طاقاتهم وجهودهم وعقولهم وما درسوا من قانون ومكانتهم, للوقوف بوجه جماعات الضغط السرية, ليقنعوا بالقضية الفلسطينية, وأنا أناشد من منبركم هذا كل الشرفاء وكل الأحرار والرأس مال والأنظمة العربية, أن تقف وقفة عز لأننا إذا ما أكلنا اليوم, سيؤكلون غداً, هذا أمر مؤكد لأن هكذا هم اليهود, إذا نذرت له إصبعك أكل ذراعك بالكامل حتى الكتف ثم ثنى برأسك وهذا الذي يجري.
المقدم: على كلّ, في موضوع الجثث, والموضوع الذي بثته القناة الإسرائيلية, ومعهد أبو كبير حيث تم هناك تسجيل وإثباتات, تثبت انتزاع أعضاء بشرية من جثث الشهداء الفلسطينيين, وانتزعوا القرنيات وأخذوا الجلد, هذا مما انفضح وهناك مما لم يفضح الشيء الكثير بالتأكيد, لكن من جانب الفلسطينيين أنا كفلسطيني في غزة شاهدت الحرب مثلاً هناك, أهلي بعضهم بتر طرف له أو يحتاج قرنية, نأتي الآن في ظل هذا المشهد سؤال, هل يجوز لنا أن نتبرع ببعض الأعضاء البشرية بعضنا لبعض؟
الضيف: أولاً, دعني أولاً, قبل أن أجيب عن هذا السؤال أقول, عن الجيش الحضاري اليهودي, ليس جديدا عليهم أن يسرقوا أعضاءنا, وأن يرقعوا جلودهم وأجسادهم بأجسادنا, أو بأجزاء من أجسادنا وهذا ليس في الحرب فقط, ولكن على مدار الوجود اليهودي في المنطقة, إنهم يفعلون ذلك في هالاسا وفي تلهاشومير وفي أشكولوم وفي أسوتوتا هذه المستشفيات عندما كان يذهب بالجثث العربية, وعلى فكرة المجمع الطبي الذي تتجمع فيه الجثث من كل أنحاء إسرائيل عرب أو غير عرب هي منطقة أبو كبير, نعم وهذا كان يؤتى عندما يكون هناك حادث سيارة أو حادث عامل يموت في معمله, يأتي وقد أفرغت أحشاؤه وممكن أن يحشى بالطين, هذا ليس جديدا على اليهود, وهذا يؤكد همجية ووحشية ولوصوصية أولئك, ولكن يا ترى هل نحن يمكن أن نتبرع في الإسلام بالأعضاء, نعم ياسيدي إذا لم يضر بالمتبرع فممكن جداً أن يتبرع بكلية بحالة وجود كليتين
المقدم: وفي حالة القلب الذي تتوقف عليه حياة كاملة أو في حالة القرنيتين
الضيف: ياسيدي هنا لا
المقدم: تتوقف على مهجة المريض
الضيف: مهجة المريض يعني حياة المريض, ليست بأولى بالبقاء والاستمرار من حياة المتبرع ومن فعل ذلك فإنما قد انتحر, لا يجوز إذا ما أضر بجسده وكان تهديدا لحياته أو عرضه لموت مؤكد, فلا يجوز التبرع, ولكن إذا كان هناك أعضاء يمكن أن يعوض الجسد بعد فقدها وتعطى لجسد آخر فلا بأس بذلك.
المقدم: نعم دكتور, ننتقل إلى تفصيلات فقهية تلزم بحالة الحرب التي حصلت, مثلاً البيوت القريبة من خطوط الاحتكاك والاقتتال, كان يضطر المجاهدون إلى دخولها وهي فارغة بالطبع من غير استئذان وكانوا بالطبع يستخدمون مرافقها, وربما يأكلون أو يشربون فيها, هل من وجه شرعي لذلك؟
الضيف: إن الله تبارك وتعالى يأمرنا {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ
فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} والله تبارك وتعالى يقول: { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ } فالمسكن يا سيدي من المال والله أمرنا أن نجاهد بأموالنا وأنفسنا في سبيل الله, نجاهد بأموالنا وأنفسنا, فصاحب البيت الذي تركه كأنما فيما لو, وقد يؤجر المرء رغم أنفه, فكأنما الله سبحانه وتعالى كتب له الأجر, لأنه يستعمل للذود عن حياض المسلمين, وعن حدودهم وإنسانهم وحياتهم وعن قضيتهم العادلة, ففيما لو استعمل المجاهدون ذلك, كتب الأجر لصاحب المنزل, ولكن يستحب في هذه الحالة أن يستأذن صاحب المنزل, ثانياً أن لا يتسقط أسرار المنزل, ممن دخله من المجاهدين, ثالثاً أن يستعملوا من أدواته ما يكون من حد الضرورة, افرض أن هناك طعاما أو شرابا أو أدوات أو غازا أو إلى آخره يستعملون بحد الضرورة, ما يقيم أودهم أو يحقق مصالحهم, ولكن أن يكون هناك سرف في الأمر فلا يجوز.
المقدم: دكتور لضيق الوقت معنا السؤال الأخير الآن, ويكون هذا السؤال قد وردنا في الإيميل, عن موضوع كثير ما يتحدثون فيه لماذا لا يحترم الحكام إرادة الشعوب, أم إن الخذلان من الشعوب, الشعوب تذهب بمظاهرة تهتف في هذه المظاهرة هتافات مؤقتة, تفريغ مؤقت, ثم تحتقن الحناجر يتفرغ الاحتقان وتنتهي المسألة وهذا هو المشهد الذي يتكرر بعد كل مجزرة, فالمشكلة هنا جدلية الشعب والحاكم.
الضيف: يا سيدي أولاً كما يقال
المقدم: في دقيقة دكتور
الضيف: في العرف السياسي بأن الأنظمة العربية أنظمة شمولية, والاستبداد يحني هامات الشعوب, والسياط التي تأكل من جلودهم ولحومهم تمنعهم من ذلك, الشعوب لا حول لها ولا قوة, ومعنى أن الحكام يتسلقون, كما قال في دراسته العظيمة الشيخ عبد الرحمن الكواكبي في “الاستبداد وطبائع المستبدين” هذا أمر ممكن جداً, أن يحني هامة الشعوب, وعليه فإن الشعوب فيما لو وقفت وقفة عز, فإنها تجد من الأمن والمخابرات والمباحث والجلد والضرب والقتل والسجون وتقطيع اللحوم والأوصال, أسأل الله أن يعين الشعوب على أن تقف وقفة عز في يوم من الأيام وتنصر القضية الفلسطينية, بعد أن يلهم الصبر والصواب والرشاد للحكام.
المقدم: جزاك الله خيرا دكتور, مشاهدينا الكرام في ختام هذه الحلقة الشكر موصول لكم, ولضيفنا عبر الأقمار الصناعية من غزة الدكتور عطا الله أبو السبح الوزير السابق والمستشار السابق وأستاذ الفقه المقارن بجامعة غزة.
كما أن أسرة قناة القدس تتقدم بأحر التعازي لذوي زميلنا في غزة المصور محمد البلبل الذي وافته المنية أمس نسأل الله أن يتقبل روحه بخير ما تقبل به روحاً
السلام عليكم.