أسرى فلسطين.. نظرة فقهية وواقعية

    
الشيخ الدكتور عماد الدين رشيد  نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية

المقدم: عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 17/12/2009

يوتيوب:

المقدم: سلام من الله عليكم مشاهدينا الكرام أسرانا الصابرين {أحَسبَ الناس أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولوا آمَنا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَد فَتَنا الذّينَ مِن قَبْلهِم فلَيعْلَمنّ الله الذينَ صَدَقُوا ولَيعْلمنَ الكَاذِبِينَ}، الأسر ابتلاء وكيد وتمحيص, وإن كان وقوع إخواننا في الأسر هو إبتلاء من الله عز وجل فهو أيضاً من كيد الاحتلال الصهيوني، وعلى الرغم من وجود المواثيق الدولية التي تتعلق بمعاملة الأسرى وتحرم تعذيبهم كما تحرم قتلهم, فإن مجمع الحاخامات الإسرائيلي السندهريم قبل أيام يفتي بل يطالب بقتل الأسرى الفلسطينيين, وعلى الرغم من تقصيرنا تجاه أسرانا وأسيراتنا وتجاه عائلاتهم, إلا أننا في حلقة اليوم نكون مع الأسرى ونتعرف معاناتهم وعذاباتهم في سجون الاحتلال ونفتح معهم ملفات فقهية ونتعرف على بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالأسرى وضيفنا في هذه الحلقة هو الدكتور عماد الدين رشيد نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية في سوريا, أهلاً بك دكتور.

الضيف: أهلاً وسهلاً.

المقدم: دكتور هناك مفاهيم تتداخل في هذه الأيام بعضها ببعض, أسير سجين معتقل رهينة أسير حربي معتقل مدني, ما الفرق بين الأسير المحارب والمعتقل المدني كالذي يعتقله الصهاينة مثلاً.

الضيف: باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله ومن والاه وبعد: بداية أشكر قناة القدس على هذه التحية المباركة, ونهنئها بهذه النجاحات والإنجازات بهذه الفترة الصغيرة من عمرها قياساً للفضائيات الأخرى, لا شك أن موضوع الأسرى موضوع مهم جداً وبغاية الأهمية, تتجلى أهميته باللحظة الراهنة التي نحياها ونعيشها, ونحن كما تفضلت بأمس الحاجة لأن نميز هذه المفاهيم الدقيقة لغلبة المصطلحات الغير محددة العائمة على الوسط السياسي والوسط الفكري والاجتماعي, مفهوم الأسير, دعني أبدأ بداية بالرؤية الشرعية, الأسير كما عرّفه الفقهاء وباختصار هو من ظفر به العدو, سواء كان بقتال أو بغير قتال, سواء ظفر به العدو مباشرة ألقى القبض عليه أو أن هناك وسيطاً أوصله إلى العدو, أياً كان فإن هذه الصور كلها تسمى أسيراً بالرؤية الفقهية, فالأسير هو من وقع بيد العدو, بغض النظر عن كونه بقتال أو بدون قتال حتى ولو أنه في زمن غير القتال, طالما بيننا وبينهم عداوة, فوجود حالة الظفر بأحد المسلمين يجعل منه أسيراً.

المقدم: لكن دكتور الفقهاء على ما أعتقد نصوا على أن الأسير هو الذي يأخذ أو يعتقل في بداية الحرب أو نهايتها.

الضيف: بالواقع الفقهاء ما ميزوا هذا التميز, الفقهاء القدامى, ولكن ربطوا بظفر العدو به يسمى ساعتها أسيراً.

المقدم: وعلى الحالة الفلسطينية.

الضيف: في الواقع, نحن الآن لو أحببنا أن نتكلم ودعني أقارب مع الحالة القانونية, القانون يحدد, القانون الدولي الإنساني في المادة الثالثة تحدد, المتعلقة بحماية الأسرى, أن أسرى الحرب هم الذين يقعون بحالتين الحالة الأولى الحرب, ويقصد بالحرب إما النزاع المسلح وإما الاحتلال, هذه من ناحية مفهوم الحرب, من الناحية الثانية من هو المحمي فيها؟ من هو الأسير؟ في الواقع المادة الرابعة الفقرة ألف البند الثاني منها, يحدد الأصناف الذين تحميهم هذه الاتفاقية, في الواقع هم أعضاء حركات التحرر وحركات المقاومة الذين سواء كان بقاتل أو بغير قتال سواء سلاح, لم تحدد السلاح مطلقاً المادة وإنما اشترطت أن يكون لهم رئيس وقيادة, اشترطت أن يكون لهم شارة يتميزون بها, اشترطت أن يراعوا ما يتعلق بما يتعلق بقانون الحرب, اشترطت أن يكونوا أعلنوا جهاراً حملهم للسلاح, فهؤلاء بالواقع هم أسرى حرب بتعريف اتفاقية جنيف الثالثة, فاتفاقية جنيف, أما الفقهاء المسلمون ربطوها بالعداوة, نستطيع أن نميز مفهوم المعتقل من خلال التعريف الدولي

المقدم: دكتور الحالات يلي ذكرتها الثلاثة موجودة.

الضيف: نعم

المقدم: احتلال وحرب وعداوة كلها موجودة, في هذه الفترة في حرب تشنها إسرائيل

الضيف: لذلك بناء على حالة الاحتلال كل من يعتقل في بيته ويأخذ على خلفية الاعتقال يسمى أسيراً, هذا بالتعريف الدولي هذا يلزم التعريف الدولي, أما نحن بتعريفنا الإسلامي فتعريفنا واضح جداً, كل من ظفر به العدو قتالاً أو غير قتال, العدو مباشرة أو العدو بواسطة, كل هؤلاء يسمون أسرى في الرؤية الشرعية, لذلك المعتقل غير الجنائي

المقدم: بواسطة الأجهزة الأمنية مثلاً.

الضيف: أنا أتكلم الآن العدو مباشرة أو جهة أخرى غير العدو سلمته للعدو فبالواقع هذا يسمى أسيراً.

المقدم: هذا ينطبق أيضاً على النساء والأطفال, والأطفال الذين يولدون داخل المعتقل.

الضيف: كل من يعتقل على هذه الخلفية في الواقع هو يكون أسيراً, كل من ظفر به العدو سواء كان صغيراً أو كبيراً رجلاً أو امرأة هو أسير, في الاتفاقية كل من كان على خلفية الاحتلال أو على خلفية المقاومة المباشرة يكون أسيراً

المقدم: طيب دكتور أهل فلسطين عامة, حواجز بالعشرات جدار فاصل, ممنوع من حق الارتحال, هل هؤلاء يعتبروا أسرى, كامل أهل فلسطين.

المقدم: دكتور عمر, علينا أن نميز بين قضيتين مهمتين, القضية الأولى المعنى الإنساني هم بالعرف الإنساني العرف العام, لا نستطيع أن نقول إنهم أسرى, لكن في المعنى الذي يترتب عليه أثر فقهي, فبالواقع لا نستطيع أن نقول بأن كل من هو في بيته هو أسير, هو محاصر نعم وتحت الاحتلال نعم, هذا ينبغي أن نلحظ حمايته, في الواقع الشريعة رعت حمايته, وأيضا القانون الدولي, اتفاقية جنيف الرابعة أيضا تحدد المدنين بزمن النزاع, وحددت النزاع كما ذكرت النزاع المسلح, فهم بالواقع أشخاص تحت سيطرة الاحتلال لهم حقوق, وهم يشبهون الأسرى ولكنهم لا يأخذون حكم الأسرى تماماً بكل وجه, وإنما يأخذون حقوق خاصة بسبب كونهم خضعوا لسلطة احتلال, وهذا بالواقع حتى نكون دقيقين كل فلسطين محتلة, بعد الدولة العثمانية قامت دولة فلسطينية, أين هي؟ ثم جاء الاحتلال البريطاني, الاحتلال البريطاني وضع يده على المنطقة، خرج الاحتلال البريطاني, ثم جاء نوع من المليشيات والعصابات قامت باحتلال جديد, يأسف جداً أن شرعة الأمم المتحدة تتعامل مع دولة الكيان بحدود 48 على أنها دولة في حين أنها محتل وافد لم يشكل دولة, فلسطين هي الدولة والفلسطينيون هم أصحاب الدولة أنا لا أتكلم عن الأرض إنما أتكلم عن الدولة, صح غابت سقط نظام الدولة لذلك كل من على أرض فلسطين بالواقع مما يعتقل بـ48 وفي الـ67 كل هؤلاء ممن يعتقل في الأرض الفلسطينية هم تحت الاحتلال أو بسبب الاحتلال يسمى أسيراً.

المقدم: كلمة أسير دكتور أو أسرى واردة في القرآن طبعاً.

الضيف: نعم.

المقدم: مثلاً.

الضيف: الأمثلة كثيرة {مَا كَان لِنَبي أن يَكُونَ لَهُ أسْرى حَتَى يُثْخِن في الأرْضِ}، هناك العديد من النصوص الشرعية تكلمت عن ذلك

المقدم: دكتور {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} الآية التي ذكرت والآية الأخرى {قل لمن في أيديكم من الأسرى}, يعني في الحالتين من الآيات تدل نحن أقوياء الأسرى عندنا والواقع الذي نطرحه في حلقة اليوم أنه لدينا آلاف الأسرى عند الصهاينة, الآن نحن في ميزان القوة والضعف, يعني كيف ترى المشهدين؟

الضيف: في الواقع لا شك المسألة لا تتوقف على هذه القضية فقط وعلى ضعف المسلمين فيما يتعلق بالأسر وإنما تتعلق بضعف حاكمية الإسلام فيما يتعلق بالواقع, الإسلام بالواقع لما ابتعدت هذه الأمة عن التمسك بشرعة الله وأقامت ما أراده الله سبحانه وتعالى من تمكين لهذا الدين حصل تراجع كبير ليس في موضوع الأسرى فقط, تكلم عن السيادة الإسلامية في الأرض الإسلامية تكلم عن القوة الإسلامية عندما كان العالم يتكلم العربية عندما كان العالم  كان يقف هارون الرشيد ويتحدى الغمام في الواقع حتى نعود, أنا أحمل المسؤولية لجهتين الجهة الشاملة المسلمون يحتملون جزءاً  كبيراً من المسؤولية بسبب إعراضهم عن الشيء الثمين الذي هو الإسلام والشيء الثاني أنا أحمل السلطة الإسلامية عندما كانت تمتد رويداً وتأخذ حتى المشروعية الدينية في يدها فأصبحت سلطة الجيش في يدها وأصبحت هي كل شيء، فغياب شخص الحاكم غياب شخص الخليفة, سبب سقوط الدولة الإسلامية وهذا سبب تقهقر في الدولة حتى وصلنا إلى ما وصلنا, إذاً المسلمون عموماً والسلطة السياسية الإسلامية هي المسؤول أو هما المسؤولان عما وصلنا, وأسأل الله تعالى أن يردنا

المقدم: آمين، دكتور سواء كان المسجونون في فلسطين أسرى أو معتقلين, لهم حقوق في المواثيق الدولية والمواثيق الدولية هي كما قرأنا أبجديات إسلامية وفي ذلك أدلة, ما هي الحقوق التي تضمنتها المواثيق الدولية والشريعة الإسلامية بشكل موجز من أجل أن ندرك حجم الفراغ والمسافة التي يقف بينها واقع الأسير في السجن والنص، هناك فراغ وهوة كبيرة بين النص والواقع.

الضيف: أريد إن أعلق على قضية القانون الدولي كما تفضلت قام على أبجديات إسلامية وقضايا إنسانية شاملة يؤمن بها البشر جميعاً فمفاهيم الحرية مفاهيم الحقوق هذه قضايا مسلمة, دعك من التطبيق, التطبيق قد يكون مشوهاً, كل الأمم تتفق بالمفاهيم, لا أحد يحب القتل لا أحد يحب السرقة ولا أحد يحب الاعتداء على الآخرين وسلب حرياتهم, القانون الدولي قام ضمن هذه المفاهيم لكن لا بد أن نلحظ وحتى لا يفهم مني أني أمجد القانون الدولي بالواقع أنا أحترمه بما يحمل من مضامين جيدة وأنتقد مضامين معينة فيه, ولكن ونحن نعيش في هذا العالم الذي يحمله الشرع الدولي فنحن بحاجة لأن ننظر: عين على هذه الشرعة الدولية وعين على ما لدينا، ولا شك أن أحكامنا وشرعتنا ستكوّن رؤيتنا الشرعية, القانون الدولي بالجملة ولد نتيجة الصراع الذي عاشته الكرة الأرضية تحديداً الغرب بعد الحربين الكونيتين, العالمية الأولى والعالمية الثانية, ثم رأوا أنهم بحاجة لأن يطمئنوا، بحاجة لأن يؤصلوا مفهوم الدولة لحقوق الإنسان، طبعاً مع تضحيات لا نستطيع أن ننكر الغرب خلال ألفي عام أو أكثر  كافح حتى يصل لجملة حقوق وجملة مفاهيم معينة ووصل إليها.

المقدم: ربما تكون هذه الحقوق, حقوق إنسانهم أكثر من أنها عامة

الضيف: نعم هي حقوق إنسان قولاً واحداً، ولكن الذي أود أن أقوله بأنها تراعي حقوق الإنسان الغربي بعقليته بثقافته, انظر لإعلان حقوق الإنسان في سان فرنسيسكو في الواقع لا يراعي إلا اللون الغربي، يريدون يصبغوا العالم بالحقوق الغربية بالرؤية الغربية للحرية للرؤية الغربية لمفهوم الثقافة.

المقدم: دكتور ممكن نقول بأنه كانت الرؤية الغربية موجودة أما الآن قد تكون الأمركة, وهي العولمة قد تكون المرحلة التي نعيشها؟

الضيف: يمكن ذلك, هذه خطوة ثانية ففي الواقع عندما وصلوا إلى الرؤية الغربية انتقلوا إلى رؤيتهم في واقع أدق ولا تزال.

المقدم: طيب دكتور أهم الحقوق التي يريدها هذا المعتقل الذي يعيش بسجون الاحتلال الإسرائيلي؟

الضيف: الواقع من ناحية شرعية قبل أن نتطرق إلى القانون الدولي, الإسلام راعى جملة حقوق أهم  هذه الحقوق حق الاحترام الشخصي حق الآدمية حق الإنسانية حق هذه الخلقة المنتصبة حق هذه الروح التي نفخها الله سبحانه وتعالى في هذا المخلوق البشري وأسجد له ملائكته هذا الحق الأساسي لا بد أن يكون مضمونا, هناك الحق الديني إقامة الشعائر، النبي صلى الله عليه وسلم في الواقع ضمن مثل هذا للأسرى, وأيضاً الشرعة الدولية نصت على مثل هذه للإنسان, فإذا لم يكن من الأسرى من هو من رجال الدين حتى يكون قيماً على الأسرى بإقامة شعائرهم عموماً, اتفاقية جنيف الثالثة تلزم جهة الاحتلال أو جهة النزاع جهة الأسر بأن تؤمن شخصاً يرعى الحقوق الدينية من دين هؤلاء المعتقلين ويتكلم لغتهم، فإذا لا بد من مراعاة هذا الحق, حق عدم التعذيب, حق المأوى, حق الملبس, حق المكان والشروط المناسبة للمكان بأن لا يكون تحت الأرض بأن يكون في مكان واضح تماماً, حق التعليم, حق الصحة, حق اللباس, حق الثياب, بالواقع هناك جملة حقوق, الأسير إنسان

المقدم: وللتعبد حقوق

الضيف: وللتعبد حقوق كما ذكرت, الأسير إنسان يحتاج حقوق الإنسان أن تكون كاملة معه, ما مارس القتال ليحرر نفسه في حالة أصحاب الحقوق وليس في حالة العدوان, نحن نتكلم عن الأسير المسلم فهو بالواقع صاحب حق, ينبغي أن يكون كذلك الأمر فهو إنسان, وامتهان آدميته مرفوض

المقدم: على كلٍّ الحقوق كثيرة ومن حقنا أن نأخذ فاصلاً قصيراً

مشاهدينا فاصل ونعود إليكم

المقدم: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا الكرام بحلقة اليوم بعنوان الأسرى نظرة فقهية وواقعية, دكتور الواقع الأليم الذي يعيشه الأسرى في السجون الإسرائيلية المؤسسات المناهضة للتعذيب رصدت أكثر من 80 شكلاً من أصناف وأشكال وأنواع طرق التعذيب التي أبدع فيها العدو الإسرائيلي، 20 شكلاً للشبح فقط, تسليط كلاب مسعورة على المساجين، أيضاً حقن الأسير بإبر سامة ومخدرة، حبس طفل مع مجرمين مدمني مخدرات في السجون, عكس ما يعرف باتفاقية حقوق الطفل, أنواع كثيرة يصطدم الإنسان وهو يقرأ فكيف بالذي يعيش هذه يومياً ويمارس عليه هذه الأشياء, يتذكر ما فعله الصحابة وأتباع الأنبياء هل صحيح ممكن أن تعقد مقارنة, والأجر نفسه للمشهدين

الضيف: لا شك أننا لا نستطيع أن ننكر أن ما يمر به الفلسطينيون بالأرض المحتلة هو ألم شديد ولا نستطيع أن ننكر أن ما يمر به الأسرى على وجه التحديد, السنوات الطوال وهذا الألم الشديد, ابتعاد الآباء عن الأبناء ابتعاد الأمهات عن الأبناء ابتعاد الإخوة عن الأخوات في حالة الفصل الشديد بالواقع معاناة كبيرة, ومؤثر أيضاً حتى في أهل الشتات, هؤلاء نزحوا عانوا عاشوا في مدارس عاشوا في خيام مرت بهم لحظات مؤلمة جداً, هذا كله لا يمكن أن ينكر, لكن علينا أن نتذكر أن طريق الجنة مزروع بمثل هذه الأشواك, علينا أن نتذكر أن الصحابة الكرام الذين نشروا الإسلام والذين ساحوا في بلاد الله تركوا أوطانهم علينا أن نتذكر ما عاناه النبي صلى الله عليه وسلم, كل ما يتعلق برسالة الأنبياء بالواقع له ثمن وله قيمة, فما عاناه الشعب الفلسطيني هو جزء مما يعانيه المسلمون, ولا شك كانت المعاناة أكبر في الفترة المعاصرة, عانى الجزائريون من الاحتلال فترة طويلة لكن أكرمهم الله سبحانه وتعالى بالتحرير, الآن الفلسطينيون يمرون بمرحلة احتلال غاشم أكثر من ستين عاماً يجثم على الصدور احتلال بالواقع ليس لديه أي نوع من أنواع القيم من أجل هذا بالواقع نستطيع أن نقول, لهم أجر عظيم, يمكن أن نقابل فيما يتعلق بالأجر، ولكن أنا أود أن يبقى لعصر الصحابة ولمعاناة الصحابة مكانته الخاصة, لما عاناه المصطفى صلى الله عليه وسلم مكانته الخاصة، إنما لو تكلمنا فيما يتعلق بالثواب نعم أسأل الله تعالى

المقدم: حتى فيما يتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم هو ضرب مثلاً من العهد الذي قبله وقال: (قد كان فيما قبلكم يؤتى بالرجل فيحفر له في الأرض) والحديث معروف (فيفرق بالمنشار ما دون) لكن نريد بعض المشاهد والأمثلة عن بعض ما يعيشه الإنسان الفلسطيني بالمعتقل

الضيف: إذا تكلمنا باللغة الإنسانية العاطفية وأنا أحب هذه اللغة فبالنهاية أنا إنسان وأنت إنسان والمشاهد إنسان, فلو تكلمنا بهذه اللغة

المقدم: وربما هم يشاهدون بالمستقبل وربما للأسف يعني كل من في فلسطين مرشح للأسف أن يكون أسيراً ذات يوم

الضيف: نعم أسال الله أن يحفظ هذه الأمة, أريد أن أقول في الواقع دعنا نتكلم عن السجن الكبير الذي اسمه فلسطين وبالمعنى الإنساني وليس بالمعنى القانوني, هذا عندما تلد امرأة على الحاجز ما قيمة هذا في شرف الأمة, عندما تنتهك حرمة امرأة في المعتقل نفسه, ما قيمة شرف هذه الأمة, عندما يقع حالات اغتصاب ما شرف هذه الأمة, عندما يقع حالة تسليط من العذاب وتفنن في العذاب, هذه الأمة تدرك ذلك لأنها ذاقت العذاب على يد نبوخذنصر وغيره, فهي ذاقت هذا اللون ولكنها للأسف لم تتأدب بذلك

المقدم: عقدة النقص

الضيف: نعم لا تزال تمارس هذه الوحشية بهذا الأسلوب الهمجي على خلق الله تعالى, لذلك لا نستطيع أن ننكر بأن ما عاناه أهل فلسطين كبير, لكن بالوقت نفسه لهم سلوان بإخوانهم, 30 ألف امرأة تغتصب بالبوسنة والهرسك, بالواقع نحن أمام معاناة للمسلمين, مليون ونصف مسلم يقتل بالأندلس, ففي الواقع فلسطين جرح دامي وجرح كبير جداً لكن له أسوة بإخوانهم, لذلك يجب أن يكون هذا حافزاً ليصبر ويثبت هؤلاء الذين بذلوا أرواحهم

المقدم: طيب دكتور العذابات والآلام والحرمان معادلة صعب أن يضع الإنسان نفسه فيها لماذا يصل الفلسطيني, يعني يبعد نفسه عن رغد الحرية وعن العيش الكريم مثل بقية الشعوب ومثل بعض الناس الذين يعيشون في فلسطين لماذا يذهب بنفسه إلى كل هذه المعاناة والآلام؟

الضيف: شيء واحد يجب أن ندركه جميعاً، المسلمون كلهم عاشوا على رغد ثقافة واحدة ثقافة المقاومة, هذه الثقافة يفهمها ابن الأطلنطي إلى ابن الاندلسي, الذي قام به هؤلاء الأشخاص أنهم قرروا واختاروا أن يدفعوا ضريبة الإسلام ضريبة الانتماء لهذا الدين ولكن نحن وكثير من الآخرين لم يقرروا بعد لذلك لا يمكن لرجل مثلي في حالة من حالات التقصير أن يقيم ويجيب عن قرار أشخاص قرروا واتخذوا القرار بأن يقدموا شيئاً لهذا الدين، شيئاً لأوطانهم، شيئاً لأمتهم، لذلك أرى أن القضية مرتبطة بمدى التمسك بالعقيدة, انا أتكلم عن فلسطين ما قدمنا نحن لفلسطين لم نقرر بعد ما الذي قدمه المسلمون حتى هذه اللحظة, قدموا أشياء مساعدات وجزاهم الله خيراً, سيارات للموتى وللجرحى والدعاء وأشياء كثيرة, لكن بالواقع نحن الآن بحاجة لشيء أكبر من ذلك, نحن الآن بحاجة لتحميل مسؤوليات للشوارع التي تخرج بمجرد كل ألم مرت به فلسطين، الملايين تخرج إلى الشوارع، ثم بعد ذلك ماذا يحدث, ماذا يحدث, أنا لا أتكلم عن الأنظمة العربية لها خصوصيتها، أنا أتكلم عن الشعوب العربية، ما الذي قدمته لفلسطين؟, لا أتكلم عن شيء خارج فلسطين, إذا كانت فلسطين أرض الإسراء والمعراج، وإذا كانت فلسطين تمثل ذلك الموقع المقدس للمسلمين الذي قدسه القرآن وبارك الله فيه إذاً فلها مسؤولية في الأعناق, مسؤولية كافة المقدسات ما الذي قدمته الشعوب حتى هذه اللحظة؟ ما الذي قدمه

المقدم: دكتور لا شك أنه واضح أنه ثمة تقصير, قبل أيام مر خبر بأن مجمع الحاخامات الإسرائيلي أفتى وطالب بقتل الأسرى الفلسطينيين, إلى ماذا يستندون؟

الضيف: سيدي الفاضل لا شك إذا رجعنا إلى الأدبيات التوراتية, أو الأدبيات التي يرونها مقدسة لديهم فسنجد الأشياء الكثيرة, أنا كتبت أشياء, لو أذنت لي أن اقرأ شيئاً من ذلك

المقدم: من التوراة يعني

الضيف: نعم من التوراة, أو فيما يقولون بأنه التوراة، بسفر اشعياء: “كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم ها أنا ذا اهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة ولا يسرون بالذهب حطموا العصي الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن ولا تشفق عيونهم على الأولاد” في سفر العدد: “فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة اقتلوها” فإذا كانت هذه النصوص وهذه ليست أبداً بمقاربة مع قوله تعالى: {مَنْ قَتَلَهَا فَكأنمَا قَتل الناس جَمِيعًا وَمَنْ أحياهَا فَكَأنما أحيا…} ثقافة سبي بابل كتبه أولئك القوم برحلة السبي، وسموه كلام الله تعالى، أنا هنا بالواقع أضم صوتي بقوة لما ذكره وزير الأوقاف السوري فيما يتعلق بهذا، قال: أنا لا أتكلم عن الصهيونية ولكن أتكلم عن اليهودية الموجودة اليوم, وأنا أضيف: هذه هي اليهودية, اليهودية اليوم لا أقول يهودية موسى.

المقدم: دكتور اليهودية كتبت بعد موت موسى عليه السلام بحوالي 900 عام وهذه ليست الموسوية الحقيقية

الضيف: لذلك هذه الثقافة هي ثقافة سبي بابل، ثقافة القوم الذين تفضلت وقلت عقدة النقص فيهم

المقدم: دكتور نحن نريد إن نحدد الأسرى الذين في السجون والأسرى الذين كانوا سابقاً عند المسلمين عندما كان لنا أسرى, نريد أن نعرف مقارنة بين: كيف عامل النبي صلى الله عليه وسلم أسراه وكيف يعامل اليهود اليوم أسرانا؟

الضيف: في الواقع لا يمكن, فأين الثرى من الثريا, وجه المقارنة سيكون بعيداً قولاً واحداً, النبي صلى الله عليه وسلم سماه الله رحمة للعالمين, فهذه الرحمة تختلف كلياً عن مثل هذا الأمر، النبي عليه الصلاة والسلام اتخذ محبساً في المسجد كان يحبس أسراه في مكان عبادته عليه الصلاة والسلام, النبي عليه الصلاة والسلام كما ذكر أحد أسارى قريش ثم أسلم فيما بعد قد تكلم وهو أبو عزيز بن عمير, كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر المسلمين ويقول “استوصوا بالأسارى خيراً” وكيف أنه كان يأمرهم بإطعامهم مما يأكلون، بل من أحسن ما يأكلون, فيذكر أبو عزيز أنه كان مع جماعة من الأنصار فإذا جاؤوا بالطعام وكان معهم خبز قدمه لي وأكلوا التمر, أنت تعلم أن الخبز أنفس من التمر، الخبز من البر والبر يؤتى به من الشام, إذاً هذا طعام إفرنجي جاء من الشام وليس من المدينة المنورة فكانوا يأكلون التمر ويطعمون الأسير الخبز, قال فكنت أستحي فيدفعونه ويردونه إلي, النبي عليه الصلاة والسلام وجد جماعة من أسارى اليهود يوم قريظة وجدهم قد وقفوا بالشمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تجمعوا عليهم حر هذا اليوم وحر السلاح)، عليه الصلاة والسلام فقال: (قيلُوهم حتى يبيتوا) اتركوا لهم المجال حتى يستقروا, وهم يهود بني قريظة الذين نكثوا العهود مع النبي صلى الله عليه وسلم, قضية مراعاة حق الأسير في الثياب, النبي عليه الصلاة والسلام وجد العباس كان أسيراً من بدر ليس عليه ما يستر كل جسده فنظر فقيّس عليه ثوب عبد لله بن أبي فألبسه إياه, فكان عليه الصلاة والسلام يطعم الأسير بيده امتثالاً لقوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطعَام عَلى حُبهِ مِسْكِينا ويتيمَا وأسِيرَا}

المقدم: والأسير هنا ليس من المسلمين

الضيف: نعم ليس من المسلمين

المقدم: نعم النبي صلى الله عليه وسلم خلع رداءه في حادثة وألبس أسيراً, دكتور اسمح لنا بفاصل

أعزائي الشاهدين فاصل آخر ونعود إليكم

المقدم: نرحب بكم من جديد مشاهدينا الكرام ونرحب بضيفنا اليوم الدكتور عماد الدين الرشيد والحلقة بعنوان أسرى فلسطين نظرة فقهية وواقعية

المقدم: الواقع دكتور الذي يعيشه الناس في فلسطين وضع استثنائي والأسير يعيش وضعاً غير طبيعي والإسلام أوجد خصوصيات في حالات أقل من هذا بكثير, وهناك أحكام خاصة تتعلق ولكن كلها ضمن علم المقاصد, الضروريات والكليات الخمس, الدين الإسلام العرض المال العقل, ربما لها توزيع أفقي وتوزيع عامودي, كيف يوزع الإسلام هذه الكليات الخمس, في الحالة الخاصة التي يعيشها الأسير

الضيف: في الواقع مما ينبغي أن يتنبه له المسلمون جميعاً, وأخص الدعاة وأخص من كان لهم مشروع, التي سينتهي به إلى هذه الحالة التي نتكلم عنها, ينبغي أن يكون لديه فهم دقيق لمقاصد الشريعة, مقاصد الشريعة بالواقع هي غايات الأحكام, الغايات التي شرعت من أجلها الأحكام, وهذه المقاصد بالواقع تمثل روح الحكم, الحكم الشرعي يعتمد على النص الوارد, وروحه وتحقيق أفضل المصالح تكون بانطباق المقاصد مع الحكم, الكليات الخمس بالواقع هي نوع من أنواع سلم المقاصد, تبدأ بغايات الأحكام ثم بإحكام الأبواب ثم نأتي إلى الكليات الخمس قبل أن نصل إلى المقاصد العليا, الكليات الخمس وهي أول شيء الدين ثم النفس ثم العقل ثم المال ثم العلم

المقدم: نحن اليوم يهمنا الحديث عن النفس

الضيف: هو بالواقع كلها نحتاج إليها, نحتاج إليها جميعاً

المقدم: ولكن سريعاً

الضيف: نعم فهذه الكليات الخمس يكون ترتيبها على هذا النحو: أول شيء يكون الدين, ثاني شيء يكون النفس, لكن في الترتيب الآخر العرضي الذي تفضلت بتسميته الأفقي, عندنا بالواقع الضروريات الحاجيات التحسينات, الضروريات يراد بالضروريات المصالح التي تسبب الحرج بحيث تفوت النفس

المقدم: دكتور أفقياً دعنا نتوقف بس مع اتصال ونرجع, معنا أحمد الخوالدة من الأردن تفضل

المتصل: السلام عليكم يا دكتور عمر

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي

المتصل: دكتور حمد الخوالدي, الله يحفظك

المقدم: الله حياك يا دكتور حمد

المتصل: كيفك يا دكتور عمر

المقدم: الله يحفظك تفضل

المتصل: كل عام وأنت بخير إن شاء الله

المقدم: وأنتم بخير

المتصل: بمناسبة العام الجديد إن شاء الله ونسأل الله أن يفرج على أسرانا إن شاء الله, وأن ينصر إخواننا المجاهدين, والموضوع جميل جداً الذي تطرحونه, ونحن بأمس الحاجة حقيقة لهذه المواضيع, إحياءً للقضية وإحياءً لقضايا إخواننا الأسرى, وجميل أن تلفت انتباه الأمة جميعاً أن تدعو لهؤلاء المجاهدين وهؤلاء الأسرى عسى الله

المقدم: وأنت تدعو معنا إن شاء الله, هل لديك سؤال؟

المتصل: جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم على هذا البرنامج الجميل

المقدم: بارك الله فيك

المتصل: السلام عليكم

المقدم: تفضل دكتور

الضيف: في الواقع توزيع المقاصد الأفقي هو الذي يحدد ما الذي ينبغي أن يقوم به المكلف, يعني عندك ترتيب الضروريات, الضروريات يترتب عليها بقاء النفس, الحاجيات نقع في مشقة شديدة, التحسينات بالواقع نقع في بعض الحرج, الضروريات مثلاً كذهاب النفس كلياً, ذهاب الدين كلياً أو ذهاب المال كلياً, هذا اسمه ضروري, ضروري نفسي ضروري مالي

المقدم: طيب نحن ننتقل من المصطلحات إلى واقع الأسير, يعني عنده دينه وعنده نفسه وعنده عرضه, إذا كانت أسيرة مثلاً

الضيف: هذه القضايا الثلاث في غاية الأهمية له, أما ما وراء ذلك, وأيضاً عقله يحتاج إلى عقله أيضاً, أما ماله سلب كل ماله فلا نتكلم عن ذلك, الآن إذا تعرض لحالة من الحالات من المضايقة فلينظر إلى الضروري حيث وجد, على الحاجة حيث وجد, فالضروري المالي يقدم على الحاجي الديني, لأن الدين أعلى رتبة, فالرجل إذا ذهب إلى صلاة الجمعة يوشك اللصوص أن يدخلوا بيته ويسرقوا ماله, فنقول له: اجلس في بيتك صلّ الظهر واحفظ مالك, لأنه إذا ذهبت إلى الصلاة ذهب المال كله, بينما إذا فاتتك صلاة الجمعة فلا يذهب دينك, دينه موجود, فإذاً هي حاجة دينية هذه المقايسة فيما يتعلق به من حياته من المشقة من التعذيب سنجد لها تطبيقات إن شاء الله تعالى

المقدم: دكتور إذا كان هذا الشخص ضمن هذا الطرح, الشخص هذا أسير لديه معلومات خاصة بالجهة التي كان يجاهد معها, بعض الناس يقول بأن ينتقم منهم انتقاماً, من شدة التعذيب لا يحتمل, وبعضهم يقول: إذا فرط الشخص بهذه المعلومات فتعتبر خيانة, هل لهذه الاعترافات من درجات أولاً؟ وهل لهذا مدخل فقهي أو كلام فقهي حول هذه الدرجات وجواز وحكم جواز الاعتراف تحت التعذيب هل لها أحكام؟

الضيف: سيدي الفاضل هذه المسألة ترتبط, ليست جديدة هذه المسألة أولاً, هذه المسألة عرضت على مفتي السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في أثناء الجهاد الجزائري, فكان الفرنسيون يعذبون الجزائريين فكانوا يخافون إذا اعتقلوا أن يدلوا بأسرار خاصة جداً, فأفتى لهم بأنه يجوز أن يقتل نفسه والمسألة بغاية الأهمية في الواقع.

المقدم: خلينا بالاعترافات وبعدين قتل النفس دكتور

الضيف: نعم, هل يجوز له أن يعترف طبعاً لا, لا يجوز له أن يعترف, لكن لو اعترف بعد التعذيب وصدر عنه ذلك, جاز له أن يقول كلمة الكفر, لكن الأولى

المقدم: إذا هي درجات

الضيف: نعم من يحدد هذه الدرجات, صاحب المشكلة نفسه يحدد هذا المستوى من الضرورة ومن الحاجة من يكون لديه المعلومات, أنا كشخص أفتي, ما عنده من المعلومات وما قيمة هذه المعلومات هو من يدرك ذلك لذلك أقول: سلم المصالح لكل من جند نفسه ليكن على هذا المشروع فينبغي أن يفهم سلم المصالح جيداً لأنه سيحتاج اليه وكل داعية يحتاج إلى ذلك.

المقدم: إذاً هو الذي يقدر حجم المعلومة

الضيف: نعم وما ينبني عليها بالواقع

المقدم: إذا اعترف دكتور بالآخر هو إنسان وله طاقة

الضيف: إذا جاز له أن يصرح بكلمة الكفر وهو مطمئن, طبعاً هذا الكلام لا يكون إلا في النهاية وهذا مبني على كما قلت سلم مصالح, من يرى أن الكلام خطير جداً بحكم منصبه بحكم موقعه, ربما هو يكون رجل قيادي مجهول لديه معلومات يخشى, فيقدر

المقدم: في موضوع القتل, من شدة العذاب لم يطق فقتل نفسه, وفي شواهد بالسيرة, هل هذا جائز

الضيف: فيما يتعلق بشدة العذاب أن يقتل نفسه لا, لا يفتى بذلك, حتى أفتى بعض حتى نكون دقيقين, عامة من تكلم في هذه المسألة لم يبح أن يقتل نفسه من شدة العذاب أو الألم, أباح بعض دكاترة الجامعة الإسلامية في غزة أباح ذلك وألحقه بقضية أنه كالذي لديه أسرار خطيرة, فالذي لديه أسرار خطيرة كثير من الفقهاء أباح له ذلك كما قلت لك مفتي السعودية سابقاً, أنا أركز على أن الفقه أمران شرعي ومعرفة الواقع, لذلك أنا أرى أن فقهاء الأراضي المحتلة هم المخولون قبل غيرهم

المقدم: بالنسبة للمرحلة, من الكليات الخمس قضية العرض, المرأة الأسيرة من شدة التعذيب والأمور التي تخدش الحياء, قد لا تحتمل هذا, فهل يجوز لها مثلاً أن تقتل نفسها؟

الضيف: بالواقع لا, خلينا نطبق سلم المصالح, الآن لو قتلت نفسها فات ضروري نفسي, الآن لو اعتدي عليها, ما الذي سيفوت, سيفوت شيء يتعلق بالعرض, هذا تحت الاثنين ضروريات لكن هذا بالسلم الأدنى, فلذلك أجاز لها الإسلام أن تقول كلمة الكفر, فلذلك والله أعلم يصعب أن يفتى لها أن تقتل نفسها.

المقدم: طيب دكتور أحكام سريعة بالفقه

الضيف: معذرة أنا هنا لا بد أن أبين شيئاً, حتى من منع في مثل هذه الصور أن يقتل نفسه بين أن هذا لا يعد بحكم المنتحر, ليس كمن يقتل نفسه جزعاً, الدكتور عبد الرحمن البراق والدكتور يوسف الأسطل أفتى بأنه لا يجوز أن يقتل نفسه ولو كان لديه معلومات, طبعاً قضية المعلومات تحتاج إلى تحرير, أرجو من قناتكم الكريمة وحفاظاً على وقت الحلقة أن تخصص لها حلقة حتى لا تأخذ, وأنا أكره فتاوى التلفزة التي تجزأ

المقدم: هذا واقع الاستوديو, نقطة سريعة ونريد الرأي الأرجح فيها مثلاً قضية الطهارة بالسجن

الضيف: طالما الطهارة المائية موجودة يقوم بالغسل والوضوء، غير موجودة يقوم بالتيمم, هذا من ألف باء الأحكام الشرعية, والتيمم يكون بكل ما ظهر على الأرض بقول أبي حنيفة ولو بالحجر, قول الشافعي فيما لو بالغبار, حائط مغبر له أن يتيمم فيه, وفي كل وقت يتيمم ويصلي, فيما يتعلق بصلاته إذا كانت متاحة الصلاة يصلي ويلتزم كالرجل المقيم في سكنه

المقدم: وإذا كانت ممنوعة الصلاة.

الضيف: وإذا كانت ممنوعة, فإن خاف كما قال الله تعالى: {فَإن خِفْتُم فَرِجَالاً أو رُكْبانَا} فليصل كيفما أمكنه.

المقدم: طيب دكتور بالنسبة للميراث بس, أيحق له أن يرث ويورث هل هو بكامل أهليته؟

الضيف: الأسير إنسان تصرفاته المالية نافذة ما لم يكن مكرها, فأي تصرف أكره فيه غير نافذ, أما يرث وإذا استشهد فحالة ثانية, أما كل تصرفاته صدقاته هباته وزكاته واجبه, سد الديون لا تزال تلزمه وديون الآخرين عليه وجب أن ترد وهكذا

المقدم: يعني هبة وإعارة وصدقة وتوكيل مجاز, طيب الإكراه سريعاً.

الضيف: الإكراه نميز بين قضيتين, الإكراه مخالفة مدركة كأكل الخنزير، كلمة الكفر، مثل هذا مع الضغط الشديد, الإكراه الملجئ يجوز يسع المكلف أن يفعل ذلك, الضرورات تبيح المحظورات, أما فيما يتعلق بالقتل, مثلاً لو أكره بأن يقتل أسيراً آخر فلا يحل له ذلك لأن نفسك, ليست روحك أولى من روح ذاك, وإذا قتل تأكدنا من فوات أسير واحتمال أن يقتل هو أما لو امتنع فلا نزال أمام احتمال قتلين.

المقدم: طيب دكتور من ظلمة السجن وخصوصية أحكامه نريد بنهاية هذه الحلقة أن نتذكر أن سيدنا يوسف عليه السلام حول السجن إلى مركز للدعوة والتعليم, وحصل هذا في العصر هذا أيضاً, ابن تيمية حوله إلى خلوة يناجي بها ربه, غيره حوله لمركز لحفظ القرآن الكريم والتدارس غيره أتم دراسته الجامعية فيها, هل ممكن أن السجن يتحول من محنة إلى منحة.

الضيف: لا شك قولاً واحداً سيدنا يوسف خرج من البئر إلى القصر وخرج من السجن إلى القصر فلذلك لا شك أن هذا متحقق, وأنا أضرب مثالاً بالواقع بشيء يشبه الأسر, ما فعله إخواننا بمرج الزهور, المبعدون في مرج الزهور أقاموا جامعة, جامعة ابن تيمية جلسوا على مقاعد الدراسة فيهم أساتذة وحققوا أشياء كثيرة من هذا القبيل, لذلك أخي صاحب العقيدة أينما وجد له أثر, لذلك في كل حالة هو مع الله سبحانه وتعالى

المقدم: وله أجره, على كلّ دكتور نشكرك بختام هذه الحلقة ونسأل الله تعالى أن يفك أسر المأسورين وأن يخلص أسرانا ومسرانا من أيدي المحتلين.

في الختام نشكركم مشاهدينا الكرام والشكر موصول لضيفنا مرة أخرى للدكتور عماد الدين الرشيد نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية في سوريا وإلى اللقاء في الأسبوع القادم وحلقة بعنوان أسرى فلسطين واجب الأمة نحوهم

نستودعكم الله وهذه تحية فريق البرنامج وتحيات محدثكم عمر الجيوسي والسلام عليكم ورحمة الله.