الحلقة 2
الدكتور عماد الدين خليل والدكتور محمد موسى الشريف
عمر الجيوسي (المقدم): السلام عليكم ورحمة الله مشاهدينا في كل فلسطين وفي كل مكان، في هذه الحلقة نحن مع الجزء الثاني من موضوع العظماء الثلاثة، نكمل ونجمل بعض الإعداد الاقتصاد والسلاح والخطط الحربية، الدواوين والمحاكم العليا والسفارات، وسائر وسائل العمران، وإذا كان السلاح في بلادنا الآن للاستيراد وللاستعراض فقد طور صلاح الدين الأيوبي سلاح النفط والحرب الكيميائية، وصنع الألغام المائية، مشاهدينا العظماء الثلاثة ورغم انشغالهم بالحروب وإعداد الجيش إلا أنهم تنبهوا لأمور كثيرة، عماد الدين الزنكي تنبه في زمانه لخطورة الانقلابات العسكرية، نور الدين الزنكي تنبه للدولة الدينية والدولة ذات المرجعية الدينية، البيت الأيوبي اهتم جداً بدراسة الطب.
مشاهدينا وصلت مراحل التربية والإعداد في عهد عماد الدين وولده نور الدين الزنكي مرحلة جهّزت جيل التحرير لصلاح الدين الأيوبي، ورسمت لنا الطريق على خطا صلاح الدين.
مشاهدينا قبل الخطوة الأولى نرحب بضيفينا عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الكاتب والمؤرخ الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل، وكذلك عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمشرف على موقع تاريخ دوت كوم الدكتور محمد موسى الشريف.
عمر الجيوسي (المقدم): إذاً مرحبا بكما ضيفيّ الكريمين في حلقة ثانية في نفس موضوعنا في العظماء الثلاثة نتكلم عن ثلاثة مراحل التربية الإعداد الجهاد، عن المئة واثني عشر سنة هذه التي نتكلم فيها، ولو بدأنا من عند الدكتور محمد موسى الشريف، في العظماء ذكرتما يعني مواقف ومواصفات كثيرة جداً نريد أن نعيشها ونركز على جانب الإعداد فيها بعد قليل، لكن يعني رحم هذه الأمة غير عاجز عن أن يأتي بعظماء آخرين، لو قلنا ما هي مواصفات الزعيم الذي سيحرر القدس مرة أخرى وقد ثبت في الأحاديث أنها ستُحرر، وستكون الخلافة الأخيرة في بيت المقدس، دكتور محمد موسى.
الدكتور محمد موسى الشريف: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي الأمين وآله وصحبه أجمعين، جزاكم الله خيراً على هذه الفرصة الجيدة لنتحدث عن هذا الموضوع المهم.
عمر الجيوسي (المقدم): ونستحضر الأجر لنا ولكم بإذن الله وفريق البرنامج.
الدكتور محمد موسى الشريف: إن شاء الله.
عمر الجيوسي (المقدم): تقديم هذا النموذج.
الدكتور محمد موسى الشريف: نعم، وبمعية أستاذنا الدكتور عماد الدين خليل الذي تتلمذنا طويلاً على كتاباته ورؤاه.
عمر الجيوسي (المقدم): بالتأكيد.
الدكتور محمد موسى الشريف: ونظراته جزاه الله خيراً، المواصفات المهمة أولاً على رأس كل المواصفات الالتزام التام بدين الإسلام.
عمر الجيوسي (المقدم): نعم.
الدكتور محمد موسى الشريف: أن يكون الدين الإسلامي هو الملتزم عند هذا القائد، هو الذي يحركه، هو الذي يوجهه، هو الذي يبني عليه تطلعاته وآماله، هو الذي يحركه في غاياته وأهدافه … إلخ، هذا أمر لابد منه، وفيه تفاصيل مثل الإخلاص، مثل التجرد، المهم كل هذه تندرج تحت الالتزام التام بدين الإسلام، هذا أمر مهم يعني، الأمر الثاني في ظني هو وجود الهدف، وجود الهدف الذي يحرك هذا القائد، وكلما عظم الهدف زادت الحركة، وزادت الحماسة للوصول إلى هذا الهدف، والعكس طبعا معلوم، فلذلك هؤلاء القواد وبالذات نور الدين وصلاح الدين رحمة الله تعالى عليهما، كان عندهم هدف واضح جداً جداً، وهو أن يحررا بيت المقدس، هذا هدف واضح.
عمر الجيوسي (المقدم): يعني لو لخصنا صفات الزعيم الذي سيحرر بيت المقدس الآن، فقط بدون شرح.
الدكتور محمد موسى الشريف: بدون شرح، قلت لك الالتزام التام بدين الإسلام، وجود الهدف، الهمة العالية للوصول إلى ذلك الهدف، والهمة كما كانا رحمة الله عليهما مجتهدان _همة_ همة عالية وقوية، وفي الوقت نفسه مواكبة جماهير الأمة له، هذه مهمة جداً أن يستطيع أن يحرك جماهير الأمة باتجاه هدفه.
عمر الجيوسي (المقدم): نعم.
الدكتور محمد موسى الشريف: أظن هذه الأربعة.
عمر الجيوسي (المقدم): دكتور بالتأكيد عندك تتمة لهذا، يعني أنت ما شاء الله كاتب مسرحي، وناقد، ومؤلف، ولغوي، وشرعي ما شاء الله عليك، يعني كنت بدأت الحلقة بأن نور الدين له ميزة أنه أعد الأمة أيضاً يعني، لا يكفي الدولة الراشدة والخليفة الراشدة، إنما الأمة الراشدة أيضاً، بالتالي يعني هل هؤلاء القادة ربما يكونون موجودين بيننا؟ وجيل، المشكلة في جيل النصر غير جاهز؟
الدكتور عماد الدين خليل: والله هي صناعة القادة العظام، والأمم التي تتبعهم، وتقود الطرفين إلى النصر المحتوم إن شاء الله، لابد من التجذر في اثنتين في العقيدة والتاريخ، في العقيدة كما ذكر أخي الدكتور محمد موسى، أن يكون الإسلام معايشتهم اليومية، أن يكون الإسلام دخل شرايينهم، فكرهم، وحتى تكوينهم النفسي والسايكولوجي والجسدي، أن يكون الإسلام طعامهم وشرابهم، أن يكون حياتهم اليومية، كل شيء يجب أن ينبض بالهمة الإسلامية، والرؤية الإسلامية، هذه مسألة معروفة، إنما التجذر في التاريخ، القرآن الكريم أكثر من نصفه تاريخ، قصص الأنبياء تاريخ، فهو يعلمنا يقول لنا أن التاريخ ممكن أن يكون معلم كبير.
عمر الجيوسي (المقدم): حتى الثورات سردية لألف سنة من التاريخ.
الدكتور عماد الدين خليل: كل كل، معلم كبير للأمم والجماعات والقيادات أيضاً، هو الذي يضنعها تأخذ منه الخبرة التي تحدثنا عن جانب منها وسنتحدث عن جوانب أخرى، يأخذ من التاريخ الخبرات الكثيرة التي يمكن أن تشكل الزعيم المعاصر والجماعة الأمة المقاومة المعاصرة، القرآن الكريم صحيح أنه يضعنا في التاريخ في أكثر من نصف مساحته لكنه في نفس الوقت يحررنا من التاريخ، شيء غريب، القرآن دائماً يخاطب الصحابة وكل الأجيال برؤية متوازنة برؤية مزدوجة إذا صح التعبير، برؤية ذات جانبين، يدير المنظور على جانبين، فهو يضعنا في التاريخ وهو يحررنا من التاريخ في آيتين تنطويان تتضمنان الكلمات نفسها وهما (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) بمعنى أنكم أنتم أبناء عصركم عليكم ألا تلتفتوا أكثر مما يجب إلى الماضي، أن تتغنوا دائماً بالأمجاد، وتتكئوا عليها اتكاءاً زائلاً على الأمجاد كما يقول مالك بن نبي يضيعون اللحظات الراهنة، لابد أن نتمركز في اللحظات الراهنة وأن ننظر إلى المستقبل، ونجعل التاريخ معلم، لكن ليس يمسكنا من رقبتنا، إلى الحد الذي يجعلنا دائماً منفذين أمره.
عمر الجيوسي (المقدم): لكن دائماً نفكر في ما فوق السماء وما تحت الأرض، والمواصفات والرؤية الإسلامية فقط، يعني بالتأكيد هناك جانب عملي على الأرض وعلوم الدنيا يجب أن يكون القائد أيضاً خبير بها وفيها كما ذكرت عن نور الدين وصلاح الدين وسنأتي إلى تفصيلات كثيرة من الجانب العسكري الذي أجلناه معاً في الحلقة السابقة.
الدكتور عماد الدين خليل: نعم نعم.
عمر الجيوسي (المقدم): لكن لم تذكرا شيئاً عن من يستطيعون أن يكونوا في السماء وما تحت الأرض صالحين، لكن كيف يمشون على الأرض؟ كيف يتعاملون مع مكونات الغرب والشرق؟ وهذه مكونات التقنية و …
الدكتور عماد الدين خليل: هذا الدين دين التوافق بين الثنائيات كافة، بين الله والإنسان، الروح والجسد، الدنيا والآخرة، السماء والأرض، العدل والحرية، الفرد والجماعة، الغيب والتجريب، التجريب نقطة أساسية وقد أهملناها فضعنا في هذا العالم، التجريب التعامل مع فيزياء العالم، اختلاف قشرة الأرض من أجل توظيف هذا الذي سخره الله لهذه الأمة، من أجل أن تبني نفسها وتحمي وجودها من العدوان وتمضي إلى أهدافها حرة من أي تبعيات، هنالك صورة بكاملها.
عمر الجيوسي (المقدم): الأمة بعيدة عن هذا.
الدكتور عماد الدين خليل: بعيدة بعدت بعدا شديداً منذ قرون طويلة، بعدت عن مفاهيم سورة الحديد.
عمر الجيوسي (المقدم): والآن ما فيها علماء في التجريب دكتور محمد موسى مثلاً؟
الدكتور محمد موسى الشريف: يعني أكمل فكرته.
الدكتور عماد الدين خليل: سورة بكاملها باسم سورة الحديد، في آخر مقطع منها يقول: (أنزلنا الحديد فيه بأس شديد _للتصنيع العسكري_ ومنافع للناس _للتصنيع السلمي للثلاجة والسيارة_ وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز) أي أن قوة هذه الأمة، وعزتها المستمدتين بالنسبة المطلوبة.
عمر الجيوسي (المقدم): نعيد أنواع التصنيع مرة أخرى في الآية.
الدكتور عماد الدين خليل: وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد للتصنيع العسكري، ومنافع للناس للتصنيع السلمي، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز، أي أن قوة هذه الأمة وعزتها المستمدتين بالنسبة المطلوبة من قوة الله وعزته لن تتحقق في هذا العالم ما لم ننشب أظفارنا في الأرض _نحن لم_ وعندما يتحدث القرآن عن الحديد يقصد كل خامات الأرض، يقصد كل ما سُخّر في هذا العالم للإنسان بما فيها النفط الذي عجزنا عن أن نكسر القشرة الخارجية ونستخرجه بأنفسنا، فتركنا الآخر يستخرجه ويسومنا به سوء العذاب.
عمر الجيوسي (المقدم): الله، طيب.
الدكتور محمد موسى الشريف: يعني أخي هو قاعدة في ظني لابد أن نفهمها، هو عالم الشهادة الذي سماه الدكتور عالم التجريب، عالم الشهادة مطالب فيه المرء بأمرين، بالعمل والتوكل على الله، فإذا عملت أنت فيما يمكن، الله يأتي لك بغير الممكن، يعني مثال الشيخ أحمد ياسين لما جاء وخطب في غزة ويذكر هذا في مذكراته، وذكر عبد الناصر بسوء عقب النكبة العظمى طُرد من المسجد وضُرب وكاد يُقتل لأنه ذكر عبد الناصر، الرجل اشتغل في وضع صعب جداً، وضع غير مواتي أبدأً، لكن الله سبحانه وتعالى مكّنه ومكّن له أصحاباً في بضعة أشخاص صاروا اليوم الحمد لله أسياد فلسطين، فأخي الكريم يعني أنت تعمل وتجتهد وتبذل وتتوكل على الله سبحانه وتعالى والله هو المسؤول أن يقرب لك العقول والقلوب، أنا لماذا أقول هذا؟ حتى لا نضخّم المسألة على الناس ونقول الآن الوضع صعب، وكيف نعمل، وكيف نفعل، و … الأمر أسهل من هذا أنت مطالب بطاعة الله سبحانه وتعالى والعمل لدينه في الأرض، وهو المسؤول جل جلاله أن يمكن لك في الأرض، كما قيل يعني كما الله سبحانه وتعالى ذكر في هذا أحسب الناس أن يُتركوا أم أنهم لا يُفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم ونريد أن نمنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، بنو إسرائيل قدموا ما يستطيعون، قالوا أُذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم، عسى ربكم أي هو الذي يستخلفكم في الأرض بعد أن بذلوا كل ما يمكن عسى ربكم أن يتدخل الأمر الإلهي أخي، فلذلك الأبطال موجودون العظماء موجودون الحمد لله في الأمة، الأمة في مرحلة صحوة رائعة، أنتجت ما يُعرف بالربيع العربي وهو هدية أيضاً رائعة جداً من الله سبحانه وتعالى، تخلصنا فيه من طواغيت سامونا سوء العذاب طويلاً والأمة مقبلة على خير إن شاء الله كبير جداً.
عمر الجيوسي (المقدم): طيب أسألك دكتور في نفس الموضوع الذي كان الدكتور يوضحه، موضوع التدريب من خلال الآية الكريمة وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم، نور الدين، عماد الدين، صلاح الدين، هؤلاء لم يعدوا أنفسهم وبيوتهم فقط إنما أعدوا الأمة وهذا الذي جعلهم في مصاف العظماء يعني، طبعا لحرب الصليبيين في ذلك الوقت، أعدوا الاقتصاد، أعدوا السلاح، أعدوا الجيوش، أعدوا الدواوين، أعدوا النظام الاجتماعي، النظام، الدكتور كتب عن الأنظمة كلها في كتابه نور الدين، أعدوا خططاً حربية أيضاً، من خلال الآية وأعدوا، ومن خلال تطبيقات هؤلاء القادة العظماء، يعني نريد أن نوضح أن الإعداد هنا المقصود في الآية ما هو الإعداد؟ هل هو السلاح فقط؟ أم الذي ذكرناه وتضيف؟
الدكتور محمد موسى الشريف: ذكرته نعم، ذكرت أنواع الإعداد أخي، حتى نكون منصفين هم شاركوا في الإعداد، شاركوا الأمة كلها شاركت في الإعداد، حتى نقول نور الدين وصلاح الدين هما اللذان أعدا كذا وكذا وكذا وكذا، يعني إرادة سياسية نعم، لكن الأمة شاركت في الإعداد هذه نقطة مهمة.
أولاً: الآن القاضي الفاضل الذي تسعة وتسعون، وتسعة من عشرة من المسلمين لا يعرفونه، ولا يعرفون اسمه من هو أصلاً، ولا يعرفون أثره العظيم في دولة صلاح الدين كما هو، قال فتحت البلاد، لا تظن أني فتحت البلاد بسيفي بل بالقائد الفاضل نعم، والقائد الفاضل بالمناسبة أنا كنت أهديت كتاباً مختصر الروضتين أهديته لدكتور في اللغة العربية، المدير العام للندوة العالمية للشعب الإسلامي في الرياض، الدكتور صالح الوهيبي، هو تخصص اللغة العربية، فاتصل بي بعد مدة قال يا أخي نحن درسنا القاضي الفاضل في الآداب العربية في الجامعة، ما كنا نعرف أن هذا بهذا المستوى الرائع من الجهاد وتثبيت صلاح الدين ومعاونة صلاح الدين، وكان فعلاً …
عمر الجيوسي (المقدم): ونحن ما كنا نعرف أن الدكتور محمد موسى الشريف اختصر لنا كتب الروضتين في أخبار الدولتين الزنكية والأيوبية وهذه هدية جميلة ننتظرها منك صراحة.
الدكتور محمد موسى الشريف: إن شاء الله، استغفر الله، فأنا يعني أقصد القاضي الفاضل من الذي أتى به؟ أتى به الله سبحانه وتعالى لصلاح الدين، كان عند الفاطميين، وكان يعمل تحت _نعم كان رجلاً سنياً متطلعاً إلى التحرر من قبضة الفاطميين_ صلاح الدين والقاضي الفاضل في مصر استطاعا أن يكونا النواة الاولى للإعداد الإعلامي _إذا صح التعبير_ والأدبي في الأمة، فهذي ضروري أن نفهم هذا أن بعض الناس يقول إنّ هذا القائد كأنه نزل من السماء يعني يا أخي.
عمر الجيوسي (المقدم): إذاً الأمة الراشدة يعني كان لها دور.
الدكتور عماد الدين خليل: واستكمالاً لهذا الموضوع حقيقةً، يعني رب العالمين لا يظلم أحداً جل جلاله، يقول في آيته الكريمة (كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً) فعندما تسحب الأمة يدها عن الالتحام بفيزياء العالم، بالأرض بطاقات الأرض، تترك الخصم هو الذي يحكم الأرض، كلا نمد هؤلاء من عطاء وما كان عطاء ربك محظورا، وقد تسلم الغربيون زمام القيادة في العالم، فوضعوا رؤوسنا للأسف الشديد تحت أقدامهم، بسبب من هذا التفلت للأيدي الإسلامية عن الإمساك بالأرض وخامات الأرض وتسخيرات الأرض.
عمر الجيوسي (المقدم): في نقطة دكتور أيضاً في بداية الحلقة لفتّنا إليها، أريد أن أسألك عنها، يعني أنه نور الدين يعني جعل من الدولة فيها رؤية نهوض، وإن كانت دولة ذات مواصفات ملتزمة دينياً، هذا النهوض القائم على إحياء السنة وعلى كتاب الله عز وجل، وقام على البدعة في المقابل، شهادات المؤرخين أيضاً تؤكد حرصه على جعل هذه الدولة أداة لتحقيق كلمة الله عز وجل في الأرض، نريد أن تصف لنا ملامح الدولة، ملامح الدولة الدينية في العهدين الزنكي والأيوبي.
الدكتور عماد الدين خليل: والله كانوا لا يرون في النصر العسكري والسياسي الصرف، يعني كسباً حقيقياً مالم يرتبط بمفهوم الأمة، يعني كل كسب هو عبارة عن إضافة شيئية تكديس للأشياء كما يقوا مالك ابن نبي، ولا يعني شيئاً إن لم يرتبط بجذره الأساسي وهو بناء الأمة التي تستطيع أن توظف هذا النصر السياسي والعسكري لتنمية قدراتها في مجابهة الخصم، فبهذا المفهوم كان نور الدين محمود والناصر صلاح الدين يتحركان من أجل أن يقولوا بأن النصر العسكري وحده لا يكفي، لا بد من إسناده بانتصارات _إذا صح التعبير_ بمعطيات تنزيل الشريعة في واقع حياة الإنسان، بكل مفاصلها وحيثياتها، وهناك يأتي النصر لكي يبني هذا الإنجاز.
عمر الجيوسي (المقدم): جميل، دكتور محمد كونك يعني عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ودكتور في الشريعة، نريد أن نسأل من باب السياسة الشرعية عما يدور الآن في الجولة الأخيرة، ذكرت أن الربيع العربي هدية وربما لم تستقر هذه الهدية بعد، يعني يوماً ما استضفت المقرئ الإدريسي من المغرب، فبداية الثورات في الربيع العربي قال لثلاث موجات قصيرة ومتوسطة وطويلة، وأنا متشائم من الموجة القصيرة الأولى وربما هو له رأيه وشواهده، لكن أريد أن أسألك من باب السياسة الشرعية، ما رأيكم في الخلاف في المصطلح؟ دولة دينية؟ دولة ذات مرجعية دينية؟ دولة إسلامية؟
الدكتور محمد موسى الشريف: والله أنا أخي أنا لي تحفظ على كلمة دولة دينية، يعني كلمة دولة دينية تلقي في النفوس المعنى المعلوم الذي كان في الدولة الكنسية، ويراد خبثاً وكيداً يُنقل في العصر الحالي إلى الدول الإسلامية، من تسلط الكهنة ورجال الدين على الناس والعباد بحق وبدون حق، وفساد عديد في العقيدة والسلوك إلى آخره.
نحن دولة لسنا دولة دينية ولا دولة مدنية أخي، دولة إسلامية، دولة إسلامية تدين بدين الإسلام وهي إسلام ذو صبغة، صبغة فاعلة فيها في كل جانب، في الاقتصاد في الإعلام في الاجتماع في السلوك في الخلق في السياسة الداخلية في السياسة الخارجية، الدولة تُصبغ بالإسلام صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة، فالدولة الإسلامية تعفينا من نقاش طويل، وقال وقيل في قضية نحن دولة دينية أو ليست دينية، هل نحن دولة مدنية أو ….
عمر الجيوسي (المقدم): العلمانيون وغيرهم ضدك.
الدكتور محمد موسى الشريف: نعم، كما قلت دولة إسلامية، الإسلام هو دين الله، وهذه الأمة مختارة، وتحكم بالإسلام.
المقدم: طيب.
الدكتور عماد الدين خليل: قد وصلتني جملة رسائل من طلبة ماجستير ودكتوراه يبحثون في قضية الدولة الإسلامية التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، ماذا تًسمّى؟ هم محتارون كيف يسمونها دولة دينية ودولة إسلامية.
عمر الجيوسي (المقدم): وأنت ما رأيك دكتور؟
الدكتور عماد الدين خليل: ودولة خدمات أو دولة مجتمع مدني.
عمر الجيوسي (المقدم): طيب.
الدكتور عماد الدين خليل: ومالوا إلى تلك الدولة في المجتمع المدني.
عمر الجيوسي (المقدم): نريد أن نعرف رأيك لكن بعد الفاصل إذا سمحت لنا دكتور.
الدكتور محمد موسى الشريف: الله يجزيك الخير.
عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتاتورية المنتج والمخرج أحياناً مفيدة، مشاهدينا انتظرونا بعد الفاصل.
من جديد نرحب بكم على خطا صلاح الدين مشاهدينا، بصحبة الدكتور محمد موسى الشريف مشرف موقع التاريخ دوت كوم، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأستاذنا الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل المؤرخ المعروف، دكتور استوقفناك عندما كنا نريد ان تحسم لنا في موسوعة المصطلحات (الدولة) دينية، مرجعية دينية، إسلامية، ما الذي تراه؟
الدكتور عماد الدين خليل: أنا مع الدكتور محمد الشريف حقيقة في عدم تسميتها بالدولة الدينية لأن هذا يقودنا إلى العصور الوسطى الأوربية حيث طغيان الكنيسة والإكلوروسية الكنسية على مقدرات الأمور، فهي تلقي ظلالاً سوداء على مفاهيمنا الإسلامية، وهي مرفوضة جملة وتفصيلاً، في نفس الوقت دولة الخدمات تقودنا باتجاه الرؤية العلمانية التي تريد أن تجعل كل معطياتنا مستمدة من رؤية الواقع بعيداً عن الالتزام بالغيب والمنطوق الغيبي، إنما دولة إسلامية خلص بعد، والدولة الإسلامية تنطوي على كل الخدمات التي بدأها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجرد دخوله المدينة قدم جملة من الخدمات، حل مشكلة المهاجرين والأنصار بالإخاء، حل مشكلته مع العلاقات الأخرى بالصحيفة أو الوثيقة، حل مشكلة حماية الدولة والإقليم بالجيش، أنجز جملة من الإجراءات التي سهر عليها الليالي الطوال من أجل خدمة هذه الأمة وبناء الدولة المطلوبة، فهي دولة خدمات ، حتى أنها بحثت…
عمر الجيوسي (المقدم): أريد أن أرجع لموضوع الخدمات بالتفصيل، يعني سؤال خاص لك الآن لكن بعد على التسمية بقي شيء في ذهني، الآن الصهاينة يطالبون بدولة دينية، ويطلبون من عباس أن يعترف بأنها دولة يهودية بالاسم يعني، يعني عام 2010 عام التهويد والتهديد طالبوا بذلك علانية، يعني من حق هؤلاء أن يطالبوا بدولة يهودية دينينة؟ ولا ينتقد المثقفون من العرب المسلمين هذه التسمية، بينما ينتقدون إذا قلت الكلمة هذه دولة إسلامية.
الدكتور محمد موسى الشريف: وليس من حقهم أصلاً، ليس لهم أي شبر في فلسطين أصلاً، لكن إذا أسسوا دولة في مكان في العالم ورضوا بأن تسمى الدولة اليهودية هم أحرار، لكن على أرضنا وبلادنا ان يكون لهم دولة ثم يلزموننا دولة يهودية هذه منتهى الوقاحة يعني، أعوذ بالله، منتهى التعدي على التاريخ طبعاً.
عمر الجيوسي (المقدم): دكتور عماد نريد أن نذهب إلى ما ختمت به، موضوع الجانب الإداري يعني دولة نور الدين ودولة الزنكيين كانوا قد طوروا أنظمة إدارية متطورة فعلاً، نظام الموظفين، محكمة عليا، حتى سفارات، تكافؤ فرص في التوظيف يعني، وكانت مصبوغة بصبغة إسلامية كل مجالات الحياة، نريد أن نذكر مثالاً واحداً لكل من هذه المفردات.
الدكتور عماد الدين خليل: والله كل تفاصيل الحياة الإدارية والقضائية في دولة نور الدين محمود وصلاح الدين والناصر صلاح الدين كلنت مستمدة من نبض من التوجهات الإسلامية، من المبادئ الإسلامية، من المفاهيم الإسلامية، وبالتالي التصنيع العسكري كان مستمداً من هذا المنطوق الذي تحدثنا عنه قليل، من قضية آية الإعداد، وآية الحديد، العدل، العدل الإداري بين الموظفين وبين الناس مستمد أيضاً من كتاب الله وتعاليم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فأُنشئت في عهد نور الدين محمود أُنشئت دار العدل، ليحاسب، لأي غرض أُنشئت؟ لحساب أسد الدين شوقو عم الناصر صلاح الدين، لحساب أسد الدين شوقو الذي تعدى على حقوق بعض الناس، فجيء به إلى هذه المحكمة لكي يُحاسب حساباً عسيراً ويجرد من أمواله.
عمر الجيوسي (المقدم): رغم ما قدم للدولة.
الدكتور عماد الدين خليل: رغم كل ما قدمه، فدار العدل كان يجتمع فيها كل من مارس مظلمة تجاه الناس فيُحاسب عليه الحساب ويُرد الحق إلى أصحابه، فكل مفاصل الحياة كانت الإدارية العسكرية السياسية كانت تنبض بالهم الإسلامي، وتقود بالضبط إلى النقطة الأساسية وهي تشكيل الدولة الإسلامية المقاتلة المجاهدة.
عمر الجيوسي (المقدم): ماذا عن السفارات؟
الدكتور عماد الدين خليل: وُجّه هجوم للسفارات بما فيها مثلاً كتاب أسامة بن منقذ الاعتبار، كتاب رائع، مذكرات شخصية كتبها أسامة بن منقذ وإن كان يشوبها اللهجة العامية السورية في كثير من الألفاظ المشاعة، متمكن هو ومتمرس أسامة بن منقذ، لكن عندما يكتب نثراً يكتبه بأسلوب عامي أحياناً أقرب إلى العامية الشعبية المعاصرة منها إلى أسلوب العربية الفصيح، إنما هي مذكرات قليلة، نحن في تراثنا الحقيقة الإسلامي المذكرات الشخصية، سير الذاتية، وليست التراجم للآخرين قليلة جداً شحيحة جداً، من المنقذ من الضلال الغزالي وصولاً إلى الاعتبار لأسامة بن منقذ، قليلة جداً فهذا كتاب رائع جداً يحدثنا عن السفارات جملة السفارات التي قام بها لنور الدين محمود إلى مصر وإلى غير مصر، وكذلك أبناء الأثير أحد أبناء الأثير وهو ضياء الدين ابن الأثير قام بسفارة إلى بغداد، فالسفارة كانت قائمة، الجيش ابتكر أساساً نظام الحمام الزاجل، عماد الدين الزنكي هو الذي أدخل فكرة الحمام الزاجل الذي يوصل المعلومات بشكل سريع إلى الأطراف المعنية، من خلال محطات يتسلم بعضها الرسالة المعلقة في عنق الطائر ويعلقها إلى طائر آخر ويمضي إلى هدفه إلى محطة أخرى وصولاً إلى الهدف بأيام قلائل، بدلاً من أن تستغرق الأسابيع الطوال، كذلك نظام الاستخبارات الذي أوجده عماد الدين الزنكي _كان لا_ كانت أخبار ما يجري في العاصمة بغداد في بلاد السلاجقة يصف عماد الدين الزنكي.
عمر الجيوسي (المقدم): لكن هناك لفتة أيضاً أنهم لم ينشغلوا بتأسيس الجيش عن الجانب العمراني الاقتصادي في البلد، يعني سريعاً نتعرف على هذا الجانب معك.
الدكتور عماد الدين خليل: والله إن ناصر صلاح الدين لم يتحرك في القدس إلا بعد ما أعاد بناء القاهرة، ومؤسسات القاهرة، وإيصال الماء عبر شبكة محكمة من الأقنية العالية لاتزال موجودة الآن في القاهرة، الأقنية العالية توصل الماء إلى قلعة الناصر صلاح الدين المسماة باسمه، وأوصى بهاء الدين قراقوش أن يلاحظ بقية الأجزاء المعمارية التي سيتركها صلاح الدين ويذهب إلى الشام أن يتولى أمر إتمامها، فحصن القاهرة كي تكون نقطة ارتكاز وملاذ لكل الهجمات الصليبية القادمة في حالة قيام الصليبيين بالهجوم على مصر، أن تكون القاهرة درعاً حصيناً عمرانياً وبالتالي ناصر صلاح الدين لم يأل جاداً في الاهتمام بهذا الجانب على الإطلاق.
عمر الجيوسي (المقدم): في جانب آخر دكتور محمد موسى لما صارت حرب الفرقان وحجارة السجيل، كان إخواننا في فلسطين في غزة تحديداً يعانون من قلة الدعم الطبي وقلة المستشفيات ولا نسمع في الإعلام إلا مستشفى كذا أ كذا، بالتالي يعني لو رجعنا إلى عهد صلاح الدين كانت أسرة مهتمة بالطب، وفي عهد نور الدين كان البيمارستان النوري الشهير وهكذا، يعني نريد إلقاء الضوء على التجهيزات في عهدهم ومدى أهمية ذلك يعني في الإعداد وفي إمداد الناس.
الدكتور محمد موسى الشريف: هي البنية التحتية التي كُوّنت في العصر الوسيط الإسلامي بنية رائعة جداً، وتفوقوا بها فعلاً على ما كان في الغرب، يعني كنت اطلعت على فلم وثائقي يذكر الفارق بين المستشفيات الإسلامية كيف كانت تُكوّن وبين المستشفيات في باريس، وأتوا بوصف كامل في الوقت في الزمن نفسه، في العصر الأوسط، يعني في هذه العصور عصور نور الدين وصلاح الدين وكذا، كيف كانوا يتخيرون الأرض لبناء المستشفى، كيف كانوا يعملون، كيف كانوا يدرسون اتجاه الريح، درجات الحرارة، كيف كيف، ثم يأتون إلى صورة مثل دراما هكذا عن مستشفى في باريس، شيء شيء غريب، الفارق الهائل بين هذا وذاك، مثلاً نور الدين رحمه الله تعالى لما بنى البيمارستان النوري جعله وقفاً، ثم إنه أباح لأغنياء المسلمين أن يأخذوا من الدواء بشرط أن لا يكون في الخارج، إذا ما وجدوا دواء في الخارج ممكن أن يأتوا ويأخذوا الدواء من البيمارستان النوري، هذه نقطة مهمة جداً في طريقة تفكير متقدمة، يعني معروف أن الوقف هو للفقراء، لكن هذا أبداً، حتى الأغنياء ممكن أن يأتو لكن بشرط ألا يكون الدواء في الخارج، أعطى للفقراء حق أخذ الدواء، حق التمريض، حق البيات في المستشفى، حق الغذاء الجيد، كان ياتي مختص تغذية، مختصون تغذية يأتون مخصوصاً من أجل سؤال مريض عما يريد، وهذه مرحلة متقدمة في الطب ما كانت إلا في القرن قبل الماضي، في القرن قبل الماضي بدأت في أوربا في القرن الثامن عشر يعني، أما هنا ما شاء الله سبقوا أوربا بقرون.
عمر الجيوسي (المقدم): عند سنة 1100- 1200م.
الدكتور محمد موسى الشريف: بالنسبة للتاريخ الأفرنجي نعم، سيقوهم بقرون حقيقة، البنية التحتية التي كُوّنت في العالم العربي والإسلامي في العصر الأوسط لو استمرت في العصور المتأخرة لكان الآن للعالم الإسلامي شأن آخر تماماً، لكن للأسف انقطعت، يعني يقولون الأندلسن كنت أنا في زيارة للأندلس مخيم وكذا، فأراني بعض الإخوة شبكة مياه إلى الآن مستخدمة من عصر الأندلسيين المسلمين، قالوا يعني البلدية وجدت أنها شبكة مناسبة وجيدة ورممتها وعَنيتْ بها واستعملتها.
عمر الجيوسي (المقدم): دكتور كنت استوقفتك في موضوعين في الموضوع العسكري والاستخباراتي في عصر الزنكيين والأيوبيين، الآن خلينا ندخل في عالم الإدارة للجيش، صلاح الدين كان عنده أنواع من الجند، الجند السلطاني، هدول متفرغون تماماً للجهاد، وتخصصهم الكمائن، أيضاً كانوا متقدمين في أنه عندهم جند الأمراء، يُستدعون لوقت الحرب ويستريحون بعدها ويذهبون إلى أهليهم في الشتاء، أيضاً كان متطوعون من علماء صلحاء قضاة متحمسين، هؤلاء متطوعون جيوش من المتطوعين، هل لكم أن تقارنوا بين الجيوش العربية والجيش الصهيوني في الإمكانيات النفسية والعقائدية والإنجازات منذ الاحتلال؟
الدكتور عماد الدين خليل: والله الفارق كبير كبير جداً، وأنا عندي إحصائيات حقيقة حول الجهد الهائل الذي تبذله إسرائيل في بناء مؤسساتها العسكرية والاستخباراتية، والجهد الضيق المحدود الذي يُبذل في بناء أنشطتنا العسكرية، وهذا الفارق ازداد بمرور وقت وبمرور أيا اتساعاً يوماً بعد يوم وبالتالي قادنا إلى جملة من الهزائم التي مُنينا بها بسبب عدم الانتباه إلى ملاحقة الخصم في الاداء العسكري، في التفوق العسكري، في التسريح العسكري في كل ما يتعلق بمصادر القوة، وبناء القوة فهذا الذي حدث أدى في القرون في العقود الأخيرة في الحقيقة أننا يعني معركة 67 كانت طرفاً كبيراً بأن جيشاً جاء متعباً من اليمن وأومئ به إلى صحراء سيناء ثم سُحق هناك، والطيارات تحوم في أجواء مصر القوات التي كان أصحابها يغطون في نوم عميق، هذا لا يجوز هذا، يعني ما فقط القوة العسكرية وإنما الإدارة التعامل البشري مع القوة العسكرية أيضاً كان فيه أخطاء كثيرة قاتلة قادتنا إلى هذه المصائب والويلات، نحن في 67 أقف القتال في الوقت الذي لو انساحت القوات الصهيونية في الأراضي العربية لسُحقت في نهاية الأمر، المقاومة الشعبية تستحقها لأنهم ماهو عدد الجنود الإسرائيليين في نهاية الأمر قياساً على الشعوب العربية حتى لو ذهبت إلى المغرب، إلى أين تذهب؟ لكن خوف حكامنا على مناصبهم يجعلونهم يوقفون، كذلك حدث في سنة 73 أوقف القتال وقد تسلل الإسرائيليون إلى مصر ودعهم يصلون إلى القاهرة ثم ماذا بعد؟ والله يضربون ضرباً، عند ذاك وُقِف القتال، وَقْفُ القتال حتى على مستوى الإدارة العسكرية وقعنا في أخطاء قاتلة قادتنا إلى ما نحن فيه الآن.
عمر الجيوسي (المقدم): نعم دكتور ذكرت أنه عندك إحصائيات.
الدكتور عماد الدين خليل: إحصائيات كثيرة والله.
عمر الجيوسي (المقدم): يعني بعضها.
الدكتور عماد الدين خليل: في دقائق معدودات يعني مثلاً ضمت هجرات العدو مجموعات مهنية حرفية وفقاً للإحصائيات استقبل الصهاينة حتى سنة 85 مليونين وأربعمئة ألف مهاجر، كان عدد المهنسين منهم 25878 مهندساً، هذا إضافة إلى المتخصصين الآخرين، كما أن العدو الصهيوني يسعى إلى توفير كافة السبل لأبنائه في تحصيل العلوم والمعارف الحديثة، حيث أن نصيب الفرد الصهيوني يصل إلى 3500 دولار بينما يصل معد الإنفاق في مصر إلى 196 دولار وفي المغرب 1000 وكسور دولار وفي الأردن 2000 وكسور دولار وفي تونس 1000 وكسور دولار، يعني هنالك أيضاً إحصائية أخرى تقول: نرى أن الصادرات الحربية والعسكرية الصهيونية أمام مجموع عشرة بالمئة من مجمل تجارة الأسلحة في العالم، مجمل تجارة الأسلحة في العالم تشكل عشرة في المئة فقط صادرات السلاح فقط الإسرائيلي إلى الخارج، وهنالك أيضاً تصل قيمة صادرات العدو من الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية إلى أكثر من ستة مليارات دولار نهاية سنة ألفين وتسعة، وأصبحت دولة العدو في صدارة قائمة الدول المصدرة للسلاح بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وروسيا، ويعمل أربعين ألف شخص في قطاع الدفاع في دولة الاحتلال إحصائيات وأرقام كثيرة جداً.
عمر الجيوسي (المقدم): نعم، نريد أن نقارن أيضاً الجيش الصهيوني مع المقاومة الفلسطينية لكن بعد الفاصل.
مشاهدينا بعد فاصل قصير نكون معكم إن شاء الله.
من جديد نرحب بكم مشاهدينا على خطا صلاح الدين، دكتور محمد موسى الشريف كنا سألناك قبل الفاصل عن المقارنو بين الجيش الصهيوني في الجوانب التي ذكرها الدكتور عماد الدين خليل، وبين ليس الجيوش العربية وإنما بين قوات المقاومة الفلسطينية الآن.
الدكتور محمد موسى الشريف: أخي الكريم وجميع الإخوة والأخوات أي مقاتل يقاتل عن عقيدة يكون صعب المراس، وبمناسبة أن الحلقات عن صلاح الدين كلن هنالك الصليبيون عندما كانوا يأتون كان هنالك فرقتان دينيتان صليبيتان كانتا تفعلان في المسلمين الأفاعيل، طائفة الداوية وطائفة الاسبتارية، هاتان الطائفتان تربيان على الدين و على الفروسية، لذلك عندما كانوا يأتون كان نور الدين بالذات ومن بعده صلاح الدين يحرصان كل الحرص على تدمير هذه الطائفة في الجيش، وإذا أُسر أحدهم ما يسمحون له بالفكاك والفداء، وذلك أنه كان شديد الخطر عظيم الخطر على المسلمين، اليهود كذلك اليهود قاتلونا ودخلوا بلادنا الإسلامية المقدسة بعقيدة، عقيدة باطلة، لكن دخلوا بعقيدة، نحن بأي عقيدة دخلنا؟ بالقومية العربية، بالناصرية، بالبعثية، بالعروبة، بالاشتراكية، بالماركسية، بكل شيء إلا الإسلام، بكل شيء دخلنا إلا الإسلام.
عمر الجيوسي (المقدم): بالأغاني.
الدكتور محمد موسى الشريف: نعم، لذلك حرب 87 الهجرية النكبة العظمى مثل 67 يعني تحدث في تفاصيلها القادة العسكريون حديثاً مخجلاً، مخجلاً كيف دخل الجنود، ماذا فعلوا في المعركة، كيف كانوا عديمي الروح المعنوية، كيف استسلموا سريعاً لليهود، وماذا فعل بهم اليهود، أنا ما أريد إن هذه حلقات الامل الحمد لله، ما نريد أن نحطم هذا الأمل في نفوس الناس لانهم في رمضان سنة 93 للهجرة 1393 أكتوبر 73 دخلنا بعقيدة أكثر الجند على الأقل يعتنقونها، يريدون الشهادة، التكبير يملأ ساحات القنا، وهذه لأول في التاريخ المعاصر اليهود يواجهون جيشاً عربياً بهذا المدى من التكبير والشهادة وحب الله وحب رسوله وحب الجنة، حتى أن المفتين أفتوهم بوجوب الفطر، كثير من الجيش عصى ودخل وهو صائم يريد الجنة ويريد الشهادة وهو صائم من 87 أو 67 يعني ما كان هناك أين يعني يحكي اللواء أركان الحرب لجمال الدين محفوظ يقول اخترعنا للجنود صيحة، يعني التكبير أخي ممنوع، التكبير محرم كان في الجبهة ما يمكن، ايش الصيحة هذي قال صيحة هاع، يعني إذا خاف هكذا يصيح أكرمك الله كالبهيمة في المعركة هاع هاع، ويقول اللواء يقول نحن رعاع لذلك نصيح هاع، تصور التكبير الذي يقول سعة إن الله رزقكم التكبير وفضلكم فيه بين الأمم في معركة القادسية، وهكذا يصبح الحال، فكان الحال مزرياً بدرجة عظيمة كبيرة جداً جداً فالحمد لله نحن الآن أفضل بكثير جداً، أصبحت الشعوب العربية تدعيم …
عمر الجيوسي (المقدم): التجهيزات، نحن ذكرنا التجهيزات زمن صلاح الدين وأنواع المقاومين، وأنواع الجيوش جيش السلطان، والمتطوعين.
الدكتور محمد موسى الشريف: حتى الجيوش العربية.
عمر الجيوسي (المقدم): ماذا عن المقاومة الفلسطينية الآن؟
الدكتور محمد موسى الشريف: نعم، أما المقاومة النظامية، المقاومة الجهادية.
عمر الجيوسي (المقدم): ليس الآن موجودة.
الدكتور محمد موسى الشريف: هذا يشرف المرء ويرفع الرأس، ماذا تريد أن نتحدث عن قوم يعني يكفي أنهم المجاهدون، ونحن القاعدون، يكفي أنهم هم الذين رفعوا رأس الامة، يكفي، أنا أقول لك شيئاً واحداً يعني كان الفلسطينيون في الممكلة لأنها بلادي أعرفها، وفي صغري كنا نستهزئ بالناس، كنا نستهزئ بالفلسطينيين، يعني كشباب ونقول أنتم كذا أنتم كذا وأنتم وأنتم وأنتم، لما قامت حماس ولما قام الجهاد الإسلامي أصبح أي فلسطيني يحضر لبيت واحد منا يوضع في الصدر يُحترم يُجل، يُعظّم يُرفع من قدره، فقط لأنه فلسطيني، فقط لأنه تابع لذلك البلد التي أنجبت حماساً وأنجبت الرنتيسي، وأنجبت المقادمة وأنجبت أحمد ياسين، وانجبت وأنجبت وأنجبت، فغيّر يعني هؤلاء غيّروا كثيراً في الموازين، فماذا أتحدث عن قوم رفعوا رؤوسنا وغيّروا الموازين وأذلوا أعداء الله وإخوان القردة وفعلوا الأفاعيل الحمد لله واضطروهم للجلاء عن غزة، وأصبحت غزة طاهرة منهم، ماذا أقول عنهم؟
عمر الجيوسي (المقدم): طيب نريد أن نرجع للتاريخ قليلاً لأن الذي ليس له ماضي ليس له حاضر، وليس له مستقبل، يعني نحن لسنا ماضويين، لكن أريد أن أذكر ببعض اللفتات في الإعداد للسلاح والجيش في عهد صلاح الدين ومن قبله نور الدين، يعني كانوا يعدون الخوذ الدروع السابغة المنجنيقات التركية والإفرنجية، وأشياء كثيرة، وحتى النقود والنصال …إلخ، وأيضاً كان يرافق ذلك طلب صلاح الدين من بعض العلماء الذين يجاهدون معه تأييد كتب في هذا الموضوع، يعني نريد أن تلقي الضوء أيضاً على هذا الموضوع أكثر.
الدكتور عماد الدين خليل: والله صلاح الدين كلف القاضي بهاء الدين ابن شداد بأن يؤلف له كتاباً في الجهاد، وكان يسير بهاء الدين عندما يسمع أن صلاح الدين يخصص جزءاً يومياً من ليلته للقراءة في هذا الكتاب، في كتاب الجهاد، حتى يحفزه دائماً على مواصلة العمل والجهاد في سبيل الله، نور الدين محمود ألف بنفسه كتاباً إضافة إلى تلك كل التكلفات التي كلّف بها كتّابه هو نفسه ألف كتاباً في الجهاد، نور الدين محمود مؤلف كتاب في الجهاد.
عمر الجيوسي (المقدم): وهو يمارس مهنة التحديث وصلى.
الدكتور عماد الدين خليل: وجمع جمع الأحاديث الخاصة في الجهاد أيضاً في كتابه الخاص، فكلاهما كانا معنيين بالهم الجهادي تأليفاً وتفكيراً وسلوكاً.
الدكتور محمد موسى الشريف: يعني تتحدث عن مدة تاريخية ماضية صحيح، من كتائب القسام كيف طورت، يعني أنت تقول منجنيق وفعلوا وقغلوا صلاح الدين صحيح، من كتائب القسام طورت الصاروخ البدائي التي بدأت به صاروخ بدائي ما كان حتى مداه خمسة كيلو مترات، الآن الحمد لله وصلوا تل أبيب، وصلوا إلى القدس بفضل الله تعالى في حرب سجيل، أصبح هناك مصانع من كتائب القسام تصنع السلاح وهذا أخي شيء جديد على الثقافة العربية الإسلامية في تاريخنا المعاصر أن نصنع سلاحاً ونؤثر بأنفسنا الحمد لله.
عمر الجيوسي (المقدم): يعني كنا دكتور محمد موسى نصنع السلاح والآن نستورده ونستعرضه فقط للاستيرد والاستعراض، يعني حتى بعض القواعد العسكرية في الدول العربية لا يُسمح لكبار أبنائها أن يدخلوا هذه القواعد.
الدكتور محمد موسى الشريف: هو أخي أنت لا تحاكمني إلى نُظُم جاهلية لا مؤاخذه، نظم بعيدة عن الإسلام، أنا حاكمني إلى ما يجري اليوم في الساحة الإسلامية كبير جداً بفضل الله تعالى بالمعاني الإسلامية الرائعة من مبشرات كبيرة جداً قادمة النصر قريب بإذن الله، وهناك من إخواننا الحمد لله من يبذل جهده ويعمل ليلاً نهاراً في سبيل عودة الإسلام من جديد، فأنا أرجو ألا نطرح المعاني هذه على الجمهور حتى لا يفهم أنها هي الأصل في الساحة العربية والإسلامية، الأصل اليوم في الساحة العربية والإسلامية هو الإسلام، وأن هذه الأمة قادمة إلى خير بإذن الله، وأن هذه الأمة ممكنة عما قريب.
عمر الجيوسي (المقدم): طيب، أيضاً دكتورنا دكتور عماد الدين الخليل يعني صلاح الدين الأيوبي طور أسلحةً من النفط في عصره، وكان سبّاقاً يعني، سلاح النفط استخدمه أيما استخدام، استخدمه لألغام متفجرة تُصنع من زيوت صمغ كبريت مكونات من الخل والشحم وحتى من الحيوانات ونخالة الحنطة وهي تخضع لعمليات شبه كيميائية، واخترع أيضاً _طبعاً بمساعدة الخبراء بالتأكيد طبعاً_ نفط يسير على الماء يعني ما يشبه الآن الألغام المائية، بحيث أنه يصطدم بسفن الصليبيين يغرقها ويحرقها، الآن سلاح النفط في دولنا العربية استراتيجياً ما تقييمكم لاستخدامه؟
الدكتور عماد الدين خليل: والله كما بدأت حديثي قبل حوالي دقائق معدودات أننا تركنا الآخر هو الذي يكتشف النفط في ديارنا في الوقت الذي كنا بمجرد أن نحفر قليلاً بأظافرنا في الأرض نستخرج النفط ونوظفه لمصلحتنا لا لمصلحة الخصم الذي سامنا به سوء العذاب والذي باعنا إياه بأضعاف مضاعفة عما اشتراه منا، فالنفط نقطة سوداء في تاريخنا المعاصر أقولها صراحة، نقطة سوداء تاريخ القيادات والحكومات العربية المعاصرة على الإطلاق، عدم استخدامه بالشكل الصحيح، وتوظيفه بالشكل الصحيح، وإعطاء الفرصة للخصم بأن يستخرجه هو، وأن يقودنا إلى ما نحن فيه الآن.
عمر الجيوسي (المقدم): حتى نفط العراق عندكم.
الدكتور عماد الدين خليل: حتى نفط كل كل الدول العربية على الإطلاق تعاملت مع ظاهرة النفط مع ظاهرة المعادن الأرضية كافة تعاملاً سلبياً ولم تحاول أن تنشب أظافرها في الأرض من أجل استخراج هذه الطاقات التي القرآن الكريم حدثنا عن التسخير وطريقة التسخير أن العالم سُخّر لنا كأمة من أجل أن نكون أمة اعلى في هذا العالم (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) أمة شاهدة على البشرية بعقيدتها بما بها العقيدة، بقدرتها على أن تحمي نفسها بنفسها، وحماية النفس لا تتأتى بكلام يقال ولا بتغني بأمجاد التاريخ ولا ولا ولا بآمال تطرح، وإنما بالالتحام المباشر بالأرض واستخراج خاماتها من أجل أن يكون للأمة نصيب في هذا العالم.
عمر الجيوسي (المقدم): يعني دكتور محمد موسى الشريف يمكن المركزية والشمولية في أنظمة الحكم العربية هي التي خلّت قراراً مثل هذا أن نفط العرب مذخور لمن يعني؟ والقرارات في خوض الحروب والاعتداء على الجيران المسلمين العرب كل القرارات هذه سببها يعني عدم وجود دور الدراسات عدم وجود المختصين، الآن أريد أن أسألك عن صلاح الدين كان يفضل رأي المستشارين الذين حوله في الجيش وفي المدنيين أيضاً، كان يفضلهم على رأيه الخاص تاليفاً لقلوبهم ووصولاً يعني إلى السداد في الرأي تحت قوله تعالى وأمرهم شورى بينهم، الجندي والطاعة في عصره كانت حقيقية الآن الجيش العربي نفّذ ثم ناقش ممنوع النقاش، يعني هذا من أجل العسكرتاريا المزبوطة يعني بالنسبة لهم، حتى في الدول المتقدمة الآن ينفذ دون أن يناقش، لكن ما هي نتائج مبدأ الشورى وتقديم رأي المستشارين على نفسه على صلاح الدين الأيوبي في عصره.
الدكتور محمد موسى الشريف: الشورى مزيّة جاء بها الإسلام خصيصاً لهذا الدين العظيم، الإسلام أتى بخصائص لم تكن في دين من قبل ولا في مذهب أرضي ولا أبداً نهائي منها الشورى، وأسست في القرآن الكريم في آيتين، (وأمرهم شورى بينهم) والآية الأخرى، الآيتان هاتان هاتان الآيتان أسستا مبدأ الشورى الذي النبي صلى الله عليه وسلم رسخه المجتمع المسلم أيما ترسيخ، وأخذ به خلفاؤه من بعده، الشورى كان نور الدين يعقد مجالس الشورى وكان كما وُصف كثير الاستخارة وكثير الاستشارة لقواده ولجنده، الشورى في الحقيقة معنى نحن إلى الآن لم نستطع أن نحوله من نظرية سياسية إسلامية إلى واقع مُعاش، لأسباب كثير، ممكن الآن الوقت لا …
عمر الجيوسي (المقدم): لكن هل يصلح الشورى في السلطة في الجيش؟ هل يصلح؟
الدكتور محمد موسى الشريف: يصلح طبعاً، بس يصلح في مستويات معينة مستويات معينة ما يصلح أن تجعلها للجيش كله، ولا يصلح أيضاً أن تعدمها من الجيش، بل هي مستويات معينة لابد منها، لكن الشورى في النظام السياسي الإسلامي هي كلها تحتاج إلى حلقة ربما أكثر من حلقة في أننا كيف أخفقنا في تحويل هذه المزية الرائعة والخصيصة الرائعة لنظام سياسي يحكم في الأرض، وفيه مزايا رائعة جداً تفوق بكثير مزايا الديمقراطية والمعبودية في الدول المدنية، لكن للأسف.
الدكتور عماد الدين خليل: نحن عندنا مؤشرات في كتاب الله في اسماء السور تقودنا إلى أن نكون سادة في هذا العالم ثلاث سور، واحدة باسم الشورى أي الحرية، والأخرى باسم القلم أي العلم، والثالثة باسم الحديد أي القوة، الحرية العلم القوة بما يتفوق علينا الغربيون اليوم سوى بالحرية التي أعطوها لأنفسهم ولم يعطوها لغيرهم، وبالعلم وبالقوة، لو أننا التزمنا بمنطوق هذه السور ذات العناوين الواضحة التي ترفع بأعلى صوتها أيتها الأمة لن يكون لك مكان في هذا العالم مالم تتحققي بالحرية وبالقوة وبالعلم فهذه المسألة أيضاً تقدم.
عمر الجيوسي (المقدم): دكتور كنت أريد أن أسألك عن موضوع طرحته، أخرناه للآخر به نختم يعني، بالنسبة للجبهة الداخلية يعني إن شاء الله نتحدث فيها بالتفصيل يعني لكن الآن سريعاً هناك دلائل على أن الجبهة الداخلية في عصر الدولتين الزنكية والنورية كان مميزاً كان الناس بلا خوف، كانوا بلا فساد، نريد منكم تسليط ملامح الأمن والإعمار أثرها على هذا الأمن خصوصاً أنه كان في جانب آخر عند صلاح الدين خليني أدمج السؤالين ببعض موضوع الجواسيس يؤثر في الأمن وفي الإعمار وفي كل شيء، فكما فعل أيضاً في كشف ملك الألمان خبره ملك الألمان الذي اخترق عسكره بعض جنود صلاح الدين، واستخدام الحمام كما ذكرتم الحمام الهادي كانوا يسمونه في نقل الرسائل في حرب عكا أظن كما نستخدمه، يعني في هذا الإطار.
الدكتور عماد الدين خليل: حتى عماد الدين الزنكي كانت تصله ما يجري في سوح في بلاطات السلاجقة والخلفاء العباسيين في بغداد، ما يجري دقيقاً يصله بشكل متواصل من أجل أن يتخذ الاحتياطات الكافية لمجابهة الموقف الذي يتطلب رداً، إنما المهم أن الأمن والإعمار وصل حداً قد نجده في شهادة ابن جُبير الرحالة الجغرافي المعروف الذي زار دمشق في عصر ما بعد عصر نور الدين محمود، يقول بأن حلب ودمشق من كثرة ما ضاقت بها مساحات البناء أخذت بناء عمودي لأول مرة في التاريخ يُبنى البناء العمودي الدور من عدة طوابق بحيث أصبحت حلب ثلاثة مساحاتها بسبب وجود هذه العمارات ذات الطوابق، ودمشق أصبحت ثلاث مساحات عما كانت عليه قبل أيام نور الدين محمود والناصر صلاح الدين، إذاً الأمن كان محققاً، والناس بدأت تتهافت بسبب وجود هذا الأمن على دمشق من كل مكان، من المغرب ومن المشرق ومن كل مكان علماء وقضاة ومفتين ودارسين وطلبة.
عمر الجيوسي (المقدم): في عشر ثواني عفواً دكتور انتهى الوقت هذا فوق الوقت، حكم العمل في الاستخبارات مثلما وظفهم صلاح الدين.
الدكتور محمد موسى الشريف: واجب شرعاً، واجب شرعاً أن يكون للمسلمين أعين عند العدو يراقبون ما يجري وينقلون الخبر، واجب شرعاً، فرض كفاية.
عمر الجيوسي (المقدم): نعم، إذاً حتى موعدنا في حلقة قادمة، وحتى تحرير بيت المقدس سنبقى معاً على خطا صلاح الدين، ضيفيّ الكريمين الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمؤرخ العالمي المعروف الدكتور محمد موسى الشريف أيضاً عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمشرف على موقع تاريخ دوت كوم، هذه تحيات فريق البرنامج دمتم في أمان الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.