الحلقة 65 نكبة فلسطين…حوار شرعي

    

ضيف الحلقة: الشيخ الدكتور  همام سعيد   أستاذ الحديث النبوي والمراقب العام ‏للإخوان المسلمين في الأردن ‏

المقدم: د. عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 12/05/2011م

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله، مشاهدينا حين تبدل الأرض غير الأرض والسكان غير السكان، ويصبح اليهود هم الذين يرفعون شعار {لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا} بعد أن وعدهم الغرب لندخلنكم الأرض من بعدهم فينجح الكيان الصهيوني بخلق نكبة عامة لكل الفلسطينيين ثم تطورت بسببنا إلى نكبات يومية، فها نحن نعيش الذكرى الثالثة والستين للنكبة، وبعد أيام نستقبل ذكرى النكسة ونكبة القدس، نكبتنا بالنسبة للصهاينة هي احتفال لقيام دولتهم على أرضنا ومقدساتنا وهم يعتقدون أن الفلسطينيين يضخمون أسطورة النكبة، ويعتقدون أن النكبة اليهودية أكثر خطورة من النكبة الفلسطينية، هؤلاء الصهاينة يعتقدون أنهم يتقربون إلى الله بسفك دمائنا ومصادرة أرضنا، فقد جاء في التلمود أن اليهود يساوون أنفسهم مع العزة الإلهية، فالدنيا وما فيها ملك لهم ويحق لهم التسلط على أي شيء ووصل الأمر إلى أن صادقت الحكومة الإسرائيلية على مشروع قانون سيحال الأسبوع المقبل على الكنيست يرمي إلى حظر إحياء يوم النكبة وينص على فرض عقوبة بالسجن حتى ثلاثة أعوام ضد مخالفي بنوده، ومقابل كل ذلك فهناك غيبوبة وعي ديني لدينا تمثلت باستيراد أفكار علمانية وشيوعية وقومية أطالت أمد النكبة، لكن سنة التدافع وسنة تمايز الصفوف والمبشرات الواردة في النصوص الشرعية وكذلك بعض المستجدات على الأرض قد بدأت ترسم نهاية النكبة، فالمسيرات الشعبية المنطلقة في ذكرى النكبة في مايو الجاري سواء مسيرة العودة باتجاه الحدود اللبنانية الفلسطينية أو مسيرة النكبة التي تقيمها النقابات الأردنية أو المسيرة المليونية في مصر، وكذلك المسيرات المتوجهة إلى السفارات الصهيونية في مختلف العواصم الغربية وكذلك المسيرة التي دعت إليها حركة المقاومة الإسلامية جماهير الشعب الفلسطيني بالتوجه إلى البوابة الرئيسية في معبر بيت حانون، كل هذه المسيرات سيكون لها في المستقبل علاقة لإنهاء النكبة وستشرق الأرض بنور ربها حتما، فالنكسة قد بلغت أربعينها والنكبة قد بلغت شيخوختها بإكمالها ستين عاما، مشاهدينا نكبة فلسطين حوار شرعي مع أستاذ الحديث النبوي الدكتور همام سعيد المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن

دكتور همام حياك الله في برنامج فقه القضية

الضيف: حياكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، دكتور هل من فرق بين النكبة والنكسة والهزيمة في رأيكم

الضيف: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وسلام الله عليكم أيها الأخوة المشاهدون

المقدم: وعليكم

الضيف: ورحمة الله وبركاته، هذه المصطلحات النكبة والنكسة هي مصطلحات تخفف من وطأة المصيبة العظيمة التي أصابت الأمة، في الحقيقة مصيبة فلسطين ليست فقط مجرد نكبة، بل هي مصيبة عظيمة أصابت الأمة، أصابت الأمة من مشارقها إلى مغاربها، لأن فلسطين ليست محدودة بحدودها الجغرافية وإنما حدودها المعنوية تتسع للدنيا كلها، الأرض كلها حدود فلسطين

المقدم: جميل

الضيف: لأن هذا المسجد الأقصى الذي أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إليه هو قلب هذه البركة وقلب هذه الأرض التي لم يحدد القرآن لها حدود عندما قال {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} فالنكبة إذا هي شيء عظيم، لكن المشكلة فيما جاء بعدها النكسة، كلمة نكسة تعني أن إنسان صحيح ثم أصابه شيء من المرض فانتكست صحته، والحقيقة أن ليس ضياع القدس نكسة بل هو أعظم من النكبة، وهذه المصطلحات كما عودونا أن يسموا مثلا الدفعة الأولى التي خرجت من فلسطين لاجئين والدفعة الثانية نازحين وهذه كلها مصطلحات تخفف من وطأة المشكلة ووطأة الهزيمة على الناس، لكن لابد أن تسمى الأمور بمسمياتها الصحيحة وهذا الذي يجعل هؤلاء يتخذون لكل مصيبة من هذه المصائب لافتة جديدة واسم جديد يخففون من خلاله وطأ المشكلة على الناس

المقدم: دكتور عفوا، السياسيون والمفكرون يركزون على موضوع النكسة عام 67 ولا نجد الكثير من الحديث عن موضوع نكبة ال48 لماذا

الضيف: طبعا لأن هناك تغيير في الذهنية السياسية العربية حتى بما فيها أهل فلسطين، وأساسا أهل فلسطين المنظمة والسلطة وبعض الأحزاب الفلسطينية التي ما عادت تنظر إلى النكبة وإلى فلسطين التاريخية وإنما اكتفت فقط بالنظر إلى احتلال ال67 باعتباره هو الجزء المطالب أو المطلوب عودته إلى أهله بينما الجزء الأول أصبح في غياهب التاريخ وأصبح حتى بعيدا عن الذهن العربي وحتى عن الفكر الذي تمثله السلطة وتمثله الجهات النافذة سواء في فلسطين أو في البلاد العربية هذه قضية أصبحت معلومة عند الأنظمة العربية جميعا، أن الطلب ليس لفلسطين كلها إنما الطلب لما احتل عام ال67، ولذلك جاء التركيز على النكسة فقط لا على النكبة

المقدم: نعم، إذا هي مسألة مرسومة سياسيا، طيب دكتور الآن نعيش أجواء مصالحة بين الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية أيضا، وهناك ترتيب لتكون فعاليات إحياء ذكرى النكبة هذه المرة معا، حماس وفتح بالتحديد، أين تضعون هذا من الناحية الشرعية من جهتكم

الضيف: النتائج الإيجابية لأي مصالحة هي على الأرض حيث ينبغي أن تتوجه هذه المصالحة إلى حمل القضية والثبات على المبادئ الأساسية للقضية، فنحن الآن في اختبار نريد أن نتبين ماذا ستفعل السلطة وماذا ستفعل حماس غدا، وماذا سيفعل الشعب الفلسطيني في الضفة وفي غزة غدا، الفعل الذي تفعله الشعوب غدا لاشك أنه يبين أن هذه المصالحة في الاتجاه الصحيح الذي يسعى إلى تحرير الأرض وإبعاد هذا الاحتلال وهذه الهيمنة اليهودية عن أرض فلسطين أم لا، الذي نتمناه أن تفتح غدا المجالات للشعب الفلسطيني ليعبر عن موقفه الحقيقي للجهاد ولنصرة قضيته والخروج إلى الشوارع والخروج إلى الساحات العامة وأن يكون يوم غد أو يوم 15 أيار يوم غضب على اليهود يعيد لنا الانتفاضة الفلسطينية الأولى في انتفاضة فلسطينية ثالثة

المقدم: سنأتي بعد قليل على موضوع إحياء النكبة والمسيرات، لكن سؤالي كان لك عن أجواء المصالحة أن هناك ترتيب ولأول مرة منذ الانقسام بين فتح وحماس، نريد التوجيه الشرعي لهذا الموضوع

الضيف: في الحقيقة كل مصالحة تقوم على الثوابت ولا يتنازل فيها صاحب الحق عن حقه ولا عن ثوابته فهي مصالحة مطلوبة وجائزة شرعا، عندما تكون فيها تنازل عن أي مطلب أو عن أي ثابت من الثوابت الشرعية لا تكون هذه المصالحة جائزة ونرجو أن يكون ما توصل إليه إخواننا في هذه القضية ضمن هذه الثوابت والمبادئ

المقدم: نأتي الآن إلى موضوع أسباب النكبة وربما الآن نستشرف نهاياتها، نبدأ أن قبل ثلاث سنوات نستذكر أن البابا بيندكت بابا الفاتيكان أعرب عن نواياه الصادقة وعن أمانيه الصادقة تجاه الشعب اليهودي أثناء احتفالهم وأثناء قيامهم للمرة الستين على أرضنا فلسطين، وقال أنا أشكر الرب على امتلاك اليهود لأرض أجدادهم، لعلنا نتفهم العلاقة والدعم من المسيحية الرسمية على الأقل لليهودية والعلاقة بين المسيحية واليهودية، كيف نتفهم العلاقة بين المسيحية والصهيونية

الضيف: الحقيقة أن الصليبية العالمية التي خاضت في بلاد المسلمين حروب طويلة ثم هزمت هزيمة منكرة بقيت تفكر بالثأر لما أصاب بلاد المسلمين، ومن هنا جاء التحالف الصليبي بين معظم دول الغرب على إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين، لا حب باليهود لكن ثأر من المسلمين الذين هزموهم في هذه البلاد وأخرجوهم منها، ولذلك إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين كان حلم يراود الصليبيين الأوائل مثل نابليون مثلا الذي جاء إلى عكة، وأعلن المناداة لإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين ونادى اليهود في العالم أن يتوجهوا إليه ليقيم لهم هذه الدولة على أرض فلسطين، وهكذا فعلت بريطانيا مجرد أن لاحت أول فرصة من ضعف الأمة وكان هناك اختراق في صف الأمة كان أول عمل قامت به بريطانيا هو إقامة هذه الدولة على أرض فلسطين وورثتها أمريكا والغرب في حمل هذا المشروع باعتباره أهم مشروع مناقض للمشروع الإسلامي على هذه الأرض المباركة

المقدم: نأتي إلى سبب آخر من أنفسنا، ما كسبت أيدينا، نحن في أثناء النكبة كنا مغيبين وكنا مصابين بحالة فقدان وعي بخطر هؤلاء اليهود، أريد أن أسألك دكتور همام وأنت أستاذ الشريعة عن موضوع الربط بين إننا سبب في نكبتنا وبين سنة التدافع في الآية الكريمة {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ} من خلال هذه الآية ومن خلال واقعنا كيف تشخص أسباب النكبة

الضيف: في الحقيقة المدافعة تدل على الحياة والحيوية في الجسم، الآن الجسم عندما يواجه الأمراض ترتفع حرارته ويقوم بعملية الدفع، دفع الأمراض وهذا الدفع يدل على حيوية الجسم وعلى نشاط هذا الجسم، لكن جسم الأمة عندما جاء اليهود وحملت بريطانيا بهذا المشروع المجرم إلى الأرض الإسلامية والعربية كان هذا الجسم الإسلامي في غاية الشلل كان معطل لجميع إمكانياته، أولا سقطت دولة الخلافة ولم تجد من يبكي عليها، ولا من يتظاهر من أجل إعادتها وسقطت وحدة الأمة وقسمت وحدة الأمة، في الحقيقة نكبة فلسطين هي إحدى النكبات، في الحقيقة عندما جاءت نكبة فلسطين كنا قد نكبنا بنكبات كبيرة، هو موضوع سايكس بيكو وتقسيم بلادنا لهذه المزق وهذه المزع والأقسام أيضا نكبة، إقامة الأنظمة السياسية المناسبة لإقامة الدولة اليهودية، في الحقيقة الأنظمة السياسية التي تسمح لإقامة الدولة اليهودية كانت نكبة أخرى على الأمة، ولذلك جسم الأمة فعلا كان في منتهى الموت ومنتهى فقد الحراك في هذا الجسم والحيوية في هذا الجسم، يضاف إلى ذلك تعطل الحياة الإيمانية في الأمة والحياة الإسلامية في الأمة، تعطل القرآن في الأمة لم يكن للقرآن نصيب في الأمة، الأمة كانت أمية تماما، رجعت إلى أميتها تماما، وهذا ما أشارت إليه سورة الجمعة في قول الله تبارك وتعالى  {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} ثم قال{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} وهؤلاء الآخرون ربما نحن المقصودون بهذا، نحن جئنا بعد جاهلية وبعد أمية، يعني الأمية التي كانت في الجاهلية قبل النبي صلى الله عليه وسلم، هي الأمية التي ضاعت فلسطين في ظلها والتي جاء اليهود من خلالها، كنا في حالة من الأمية وحالة جهالة جهلاء لا نفقه دينا ولا نفقه حقوقا ولا نفقه وحدة أمة ولا نفقه معنى كلمة أمة ولذلك ضاعت فلسطين في ظل هذا المشهد العجيب من ألوان الضعف

المقدم: دكتور طيب، في هذا المشهد العجيب كنا بعيدين عن الدين وكنا في حالة أمية ثم تقدمت الأفكار المستوردة بالذات أفكار العلمانيين والشيوعيين الذين ينادون بالأممية وغيره، روجوا لفكرة التعايش مع الصهاينة أيضا حتى لو على أرضنا ولو على البسيطة كاملة، الآن سؤالي ما حكم التعايش مع اليهود أو مع الصهاينة على أرضنا المنكوبة بالذات ما هي الشروط الواقعية لذلك

الضيف: أولا حالة الأمية استمرت مع وجود هذه الأحزاب وهذه الأنظمة لأن هذه الأنظمة لم تعمل في نطاق إزالة الأمية من الأمة، بل رسخت مفهوم الأمية في الأمة، ثم جاءت الأفكار الوافدة التي طبعا وردها الغرب، الغرب الذي احتل فلسطين وسلم فلسطين لليهود هو الذي أورد لنا هذه الأفكار وروج هذه الأفكار وأقام لها المؤسسات في بلادنا ورعاها حق الرعاية حتى أصبحت ظاهرة في بلادنا وأصبحت حاكمة ومسيطرة على مقدراتنا وهي التي تقضي في أمرنا وتحسم الأمور نيابة عنا، ولذلك حملت هذه الأفكار فكرة التعايش مع اليهود على أرض فلسطين وكأن فلسطين ليست الأرض المقدسة وليست الأرض المباركة وليست مسرى النبي صلى الله عليه وسلم وليست آية في كتاب الله تبارك وتعالى وليست بشارة من بشارات النبي صلى الله عليه وسلم وليست من البلاد التي بذل الصحابة فيها دماءهم وأنفسهم ومهجهم حتى أصبحت مسلمة واستعادها المسلمون مرات ومرات كانوا يدفعون في سبيلها أغلى الأثمان، ولذلك في الحقيقة هذا المفهوم مفهوم التعايش يدل على أنه مفهوم نقيض للإيمان هذا المفهوم لا يتعامل مع فلسطين على إنها أرض بركة ولا على أنها أرض الأمة، يتعاملون معها على أنها أرض للبيع كبيع أي إنسان شقته أو بيته لأي أجنبي ولكن فلسطين لا تباع ولا تملك رقبتها لأي أجنبي، هذا أمر من لوازم الدين ومن ثوابت الإسلام

المقدم: إذا هناك أسباب أخرى بالإضافة إلى العلمانية والشيوعية هناك الأفكار الداخلية من ناصرية وبعثية وقومية، نريد أن نناقشها معك دكتور همام سعيد ولكن بعد الفاصل إذا سمحت لنا

مشاهدينا نلتقيكم بعد فاصل قصير فانتظرونا

أهلا بكم من جديد، دكتور همام كنا نواصل الحديث حول أسباب النكبة وكنت أريد أن أسألك قبل الفاصل عن الأفكار المستوردة لكن بسبب داخلي منها التيارات الفكرية التي سعينا إليها في غياب الدين في تلك الحقبة التي سببت النكبة منها الناصرية والقومية والبعثية والاشتراكية والأفكار التحررية عن الثوابت طبعا، الآن نعيش حالة تمايز صفوف واختفاء جزئي لهذه الأفكار، هل لكم من توضيح العلاقة بين سنة التمايز الواردة في القرآن الكريم ونهاية النكبة

الضيف: في الحقيقة هذه أفكار تسلمت مهمة القضية الفلسطينية من أول أيامها وتدرجت هذه الأفكار في التنازل عن فلسطين شيئا فشيئا، حتى ضاعت فلسطين في ظل هيمنة هذه الأفكار والأنظمة التي أقامتها هذه الأفكار في بلادنا في البلاد العربية ولذلك هذه الأفكار ليست فقط مسؤوليتها مسؤولية فكرية عن ضياع الأمة بل أيضا مسؤولية سياسية ومسؤولية مادية عن تمكين اليهود في المنطقة وإضاعة جهد الأمة، هذه الأنظمة التي بعضها مازال منذ عشرات السنين يحكم في المنطقة ولم يقدم يوما ما للقضية شيء من الإنقاذ أو يحاول استرجاع فلسطين أو الجهاد في سبيل  تحريرها لا بد أنه جزء من النكبة كذلك، يعني نحن نتكلم عن نكبات وليس عن نكبة وهؤلاء جزء من النكبة كذلك ولكن والحمد لله لابد لليل أن ينتهي وينجلي بإذن الله ولا بد للصبح أن يسفر ولابد للفجر أن يبزغ بإذن الله تبارك وتعالى وهذا ما نراه الآن في ظل هذه الثورات العربية وهذه الجماهير المؤمنة التي بدأت تزحف من مشارق الأرض ومغاربها نحو الإمساك بقضية فلسطين والتدخل من أجل استعادة الحقوق على هذه الأرض المباركة

المقدم: دكتور جاء في التلمود أن اليهود يساوون أنفسهم بالعزة الإلهية وأن لهم الحق في التسلط على كل شيء وهناك النصوص الكثيرة في التوراة والتلمود والشروح الكثيرة، ما هي المنطلقات الدينية عند الصهاينة في عدائهم لنا، لماذا يكرهوننا ويحقدون عليها

الضيف: عندما يضع اليهود أنفسهم ليس فقط في موضع الندية مع الله تبارك وتعالى وليعوذ بالله، وإنما يضعون أنفسهم فوق الرب {قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء} {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ} فهؤلاء إذا ليس عندهم قداسة لدين ولا عندهم قداسة لرب أو إله وإنما يجعلون أنفسهم فوق كل اعتبار لايوجد اعتبار لم يدنسه اليهود، الكرامة ليست مقدسة الوفاء ليس مقدس العهود ليست محترمة، لأن مصدر الحق عند اليهود وهو الله تبارك وتعالى يحكمونه ولا يحكمهم، لذلك يقولون أن الميثاق بينهم وبين الله هو ميثاق من طرف واحد، الله ملتزم وهم غير ملتزمين بالميثاق، لذلك العقد الذي بينهم وبين الله، يقولون أن الله ملتزم وهم فالتون وليسوا ملتزمين بشيء وهذا يدل على موضوع إمكانية التفاوض معهم وعقد العقود معهم، إذا كانوا مع الله غير ملتزمين بعقد فكيف يلتزمون مع عقد أو اتفاق مع أي جهة، لذلك هذه قضايا لا بد من التنبه لها لأنها أساسية في ذهن اليهود وفكرهم

المقدم: هم يعتقدون أيضا دكتور أن لهم إله خاص بهم وهو يهوه وإن كانوا أيضا يصفونه أنه باطش وظالم وجبار ويعوذ بالله، على كلا أريد أن أسألك عن قانون رشح للكنيست، أو سيترشح الأسبوع القادم هو حظر إحياء يوم النكبة، وهذا القانون ينص على أن من لا يلتزم بذلك قد تصل عقوبته إلى السجن ثلاث سنوات، لماذا يخاف الصهاينة حتى من مجرد إحياء النكبة

الضيف: أخي الكريم اليهود يعلمون أن لا بقاء لهم على أرض فلسطين، وأقسم أن كل يهود يعلم أنه سيرحل من فلسطين

المقدم: تقسم

الضيف: وأن كل يهودي يعرف أنه في أرض غير أرضه، كالشتل التي يؤتى به في المزرعة ويوضع في أصص صغيرة، هم يعلمون أن لا جذر لهم على أرض فلسطين، لا بقاء لهم على أرض فلسطين لا بد أن يرحلوا، لا يمكن أن يبقى هؤلاء على أرض فلسطين ومن اجل ذلك يحاولون أن يخترعوا قوانين كثيرة، واختراع القوانين دليل على الضعف ودليل على أنهم غير قادرين على إقناع الناس أنهم باقون على أرض فلسطين ولا على إقناع أنفسهم أنهم باقون على أرض فلسطين، ولذلك يأتون بموضوع الجدار العازل جدار الفصل العنصري، يأتون بموضوع يهودية الدولة يأتون بموضوع الولاء للدولة والقسم للدولة وما شابه ذلك وإنزال العقوبات بالناس، وأنا في رأيي أن كل ذلك مشاريع تنحت من وجودهم وتقضي عليهم شيئا فشيئا، الأمة الآن اختلفت عما كانت عليه سابقا، نحن الآن في مرحلة الشعب يريد، فليعلم اليهود ما معنى كلمة الشعب يريد، اليوم نقول الفلسطينيون يريدون فلسطين ويصرون على العودة إلى فلسطين، ولذلك ولو كان عند هؤلاء اليهود عقل فليخرجوا الآن قبل أن يأتي عليهم زمان لا يستطيعون حتى الخروج من فلسطين

المقدم: دكتور، في صحفي في صحيفة معاريف الإسرائيلية اسمه بندردور يرى أن الفلسطينيين يضخمون أسطورة النكبة وأن النكبة اليهودية أكبر من النكسة الفلسطينية أو النكبة الفلسطينية، هؤلاء يلوون ألسنتهم بالكتاب ويحرفون ما شاؤوا، وهذا ورد في القرآن الكريم، هل من شواهد في السيرة على ذلك

الضيف: على كل حال عندما نقول نكبة فالآثار موجودة على الأرض وفي المجتمعات، يعني الآن من هي الشعوب الموزعة في الأرض غير الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني الآن 7 ملايين أو 8 ملايين من أبنائه خارج فلسطين، اليوم خرجت وثيقة تقول أن الذين خرجوا من فلسطين أو أخرجوا من 67 حتى الآن، 140 ألفا من الفلسطينيين الذين فقدوا هوياتهم مجرد أن خرجوا من فلسطين وهؤلاء الآن لكل واحد منهم أسرة، يعني هؤلاء عددهم الآن لا يقل عن مليون هؤلاء أخرجوا بطريقة سحب الهويات، اليوم هذا الخبر كانت تتداوله وكالات الأنباء، فالحقيقة هذا هو التحريف، هم لا يحرفون آية أو حديث أو نص، هم يحرفون الحياة كلها ولذلك أقاموا دولة على أرض ليست لهم، وأقاموا مجتمع في مكان ليس لهم وطردوا شعبا عن أرضا هي له، هذا كله تحريف هذا هو الباطل الذي يفعله اليهود والذي للأسف انطلى على الكثيرين من هذه الأمة ولكن جاء الزمن الذي يكشف به الزيف وتزول به الأباطيل بإذن الله، ويظهر الحق ويتم تحرير فلسطين بإذن الله وظهور أهل فلسطين المجاهدين على قضيتهم بإذن الله

المقدم: دكتور نعيش الآن الذكرى الثالثة والستين للنكبة منذ ال48 ولغاية الآن، وبعد أيام هناك ذكرى النكسة عام ال67 وكذلك تتضمن ذكرى نكبة القدس، وهناك عندنا في المقابل غياب للاستراتيجيات وللأولويات التي يجب أن نوضحها تجاه مدينة القدس التي تتعرض كل يوم للتهويد وللأسرلة، ماذا عن وسائل إيقاف نكبة القدس، لا نريد أن ننساها

الضيف: أول هذه الوسائل إحياء القرآن في نفوس الأمة والحمد لله هذا تحقق، يعني الآن القرآن في مشارق الأرض ومغاربها يتلى في كل بيت من بيوت المسلمين صباح مساء ويتلى على الوجه الصحيح، وهذا يجعل كل مسلم يتنبه إلى أن القدس والمسجد الأقصى هو آية من آيات الله تبارك وتعالى ولا يجوز أن يتخلى عن المسجد الأقصى ولابد أن يبذل الدم والمال وكل شيء في سبيل تحرير المسجد الأقصى، اليوم أعجبني مثلا أن تنطلق مسيرة من الإسكندرية وأخرى من القاهرة عدا مسيرة عودة، وطبعا هؤلاء الذين يطالبون بالعودة هم مصريون ليسوا من أبناء فلسطين لكن هذا يعني أن الأمة بدأت تشعر أن الأمة من فلسطين كل الأمة من فلسطين كل الأمة من القدس، ابن اندونيسيا من القدس وبن الإسكندرية من القدس وبن المغرب من القدس ولذلك هذه الزحوف، وأنا أتصور أن هذه بداية الزحوف القادمة بإذن الله تبارك وتعالى القضية الآن خرجت من إطار محدود وأصبحت في إطارها الواسع في إطار كتاب الله تبارك وتعالى ولذلك إن شاء الله البشريات كثيرة وتحرير القدس قادم بإذن الله تبارك وتعالى، والذين يتسلمون زمام القدس الآن كثيرون من البشر، أما أهلها فلابد أنهم متمسكون بها ولكن معهم من المدد والرفد الشيء الكثير إن شاء الله

المقدم: ذكرت دكتورنا مبشرات إنهاء النكبة وذكرت المسيرات وكما نطالع في وسائل الإعلام أن هناك مسيرة على الحدود اللبنانية والمسيرة التي ذكرتها في مصر ومسيرة الإسكندرية سيقف شباب وشابات على بعد 13 كيلو متر ويلبسون قمصان مرسوم عليها خارطة فلسطين، وكذلك عندكم في الأردن المسيرة التي تجهزها، مسيرة النكبة التي تجهزها النقابات المهنية وكذلك هناك خطوة مميزة وهي مسيرة باتجاه العواصم الغربية عند السفارات الصهيونية سيتجمع هناك بعض الناس، في كل هذه الزحوف وهذه المسيرات في ذكرى النكبة، ما موقف الشرع منها إذا كان عندك تحفظ أو محاذير أو توجيه أو نصائح لهذه المسيرات

الضيف: أولا هذه المسيرات هو جزء من الجهاد الذي يفرضه الله تبارك وتعالى علينا  {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} فالجهاد قد يكون بالسلاح وقد يكون بالتظاهر وقد يكون بالمؤتمرات وبالكلمة وبالمحاضرة وقد يكون الجهاد في هذه الأيام قد يكون بالمظاهرات والمسيرات، المظاهرات والمسيرات غيرت مجتمعات، يعني النظام المصري تغير بفعل هذه المظاهرات ما تغير بفعل السلاح، وكذلك النظام التونسي وكذلك النظام اليمني وكذلك ما يحدث في سوريا وما يحدث

المقدم: وهي مسيرات سلمية

الضيف: مسيرات سلمية وتحقق هذه النتائج وهذا يدل على أن هذه المسيرات هي جزء من الجهاد والذين يقومون بها مأجورون عليها وقتلاهم شهداء وجرحاهم مأجورون، ولذلك عندما تقوم وتنشأ هذه المسيرات وعندما نتذكر غزوة تبوك، غزوة تبوك لم يجر فيها قتال وإنما عملية استعراض للقوة، ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك ثم قال (أصبت بالرعب من مسيرة شهر ) والقرآن قال ذلك {لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} وأيضا قال {وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ

وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} هذا يدل على أن هذه التظاهرات وهذه المسيرات، أولا هي مشروعة ثانيا هي جهاد في سبيل الله تبارك وتعالى لأنها في مواجهة هذا المجرم المحتل

المقدم: تقول دكتور أن قتيلهم شهيد وجريحهم مأجور، هي جهاد في سبيل الله، برأيكم ما هي الخطوة التالية بعد هذه المسيرات، كل هذه الزحوف تتقدم باتجاه الحدود من لبنان ومن الأردن ومن مصر وقد تكون أنت دكتور غدا قد تشارك هذه المسيرة لا أدري، وتكون أيضا من جهة مصر وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}

الضيف: أنا أتصور أن هذه المسيرات تأتي الآن في لحظة تاريخية من زمان الأمة ومن تاريخ الأمة، هذه اللحظة جاءت بعد مجمل الثورات التي قامت في البلاد العربية، والثورات الناشئة والصاعدة الآن في بعض البلاد العربية الأخرى، وهذا المشهد المحيط بفلسطين وهذا المشهد الذي كان مسؤول عن ضياع فلسطين تغير

المقدم: جميل

الضيف: الآن المشهد الخارجي المهم، وهو عمق فلسطين قد تغير وأصبح هذا المشهد داعما لفلسطين، وقائم على قضية فلسطين، ولذلك أنا أتصور أن الخطوة التالية بعد هذه الثورات هي الوحدة بين أبناء الأمة الواحدة، تحطيم سايكس بيكو، تحطيم هذه الحدود وجمع الأمة في أمة واحدة وسيكون أول هدف لهذه الأمة الواحدة هو تطهير فلسطين من اليهود، ولذلك أنا متفائل أن هذا الأمر لن يطول وأنه إذا لم يتحقق، وأنا لا أقول بسنوات، أنا أرجو أن يتحقق بأشهر قليلة بإذن الله تبارك وتعالى

المقدم: آمين، إذا أنت ترى أن الخطوة التالية هي جمع الأمة في أمة واحدة ومن جديد ستتحطم سايكس بيكو ووعد بلفور وغيره وأملنا بالله تعالى كبير،

نتابع الحوار الشرعي معك عن نكبة فلسطين ولكن بعد هذا الفاصل إذا سمحتم لنا مشاهدينا

أهلا بكم مشاهدينا مع الدكتور همام سعيد أستاذ الحديث الشريف والمراقب العام للإخوان المسلمين، دكتور كنا نتكلم عن المسيرات ونتابع سيرنا فيها، هناك في المقابل بعد التشجيع الشرعي الذي ذكرته، هناك من يرى دكتور همام أن هذه المسيرات سيقابلها الصهاينة بالدماء، بالتأكيد هو يخاف وقادته، قذف الله عز وجل في قلبه الرعب، ما جدوى هذه المسيرات إذا كانت ستسيل فيها دماء كثيرة

الضيف: في الحقيقة الدماء هي التي تعطي لهذه المسيرات ألقها وتؤدي وظيفتها ولذلك بمقدار ما تكون التضحيات وتكون الدماء، أمس مثلا كان هناك شهداء في ساحة التحرير في مصر، هؤلاء الشهداء هل هم خسارة يعني، دماءهم ذهبت خسارة، مقابل تخلص الشعب المصري من ذلك الطاغوت، والدماء التي سالت في تونس أو في ليبيا، هل هي خسارة، الدماء التي سالت في فلسطين في معركة الفرقان هل هي خسارة، الحقيقة لا يمكن لهذه القضية أن تعود إلى الصدارة وأن تصبح فاعلة في حياة الأمة إلا بما يكون هناك من تضحيات ودماء والذي يضحي في هذه المسيرات هو شهيد والله إن الشهادة أصبحت الآن مطلب نفكر فيه صباح مساء نتمنى هذه الشهادة ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا هذه الشهادة، هل يريد الإنسان أن يموت كما تموت البهيمة كما يموت الحمار يلقى هنا وهناك، أم تكون هذه الشهادة الرافعة العظيم إلى الجنان العالية، في الحقيقة هذه الشهادة هي مطمح ورغبة عظيمة في نفوس عباد الله الصالحين وأنا أظن أن الأمة متوجهة إلى الشهادة راغبة في الشهادة تصب في خير الأمة وفي تحرير أراضيها المقدسة

المقدم: لكن دكتور هناك تخوف أنه في حالة انطلاق هذه المسيرات هناك جيوش عربية في المقابل عندها اتفاقيات، وهناك من يتخوف فعلا أن يحصل اشتباك بين الذين يخرجون في هذه المسيرات بمناسبة النكبة وفي ذكرى النكبة وبين هذه الجيوش التي من واجبها أن تصد هؤلاء عن الحدود بحسب الاتفاقيات الدولية

الضيف: في الحقيقة النموذج المصري والنموذج التونسي والنموذج اليمني في المظاهرات والمسيرات السلمية يعطي الناس قدوة كيف يتصرفون، لا تكن عبد الله القاتل وكن عبد الله المقتول، في الحقيقة نحن نقول لا تواجهوا هذه الجيوش لا بالعصي ولا بالقوة وإنما واجهوها بالثبات وواجهوها بالورود وواجهوها بالصبر على مطالبتكم بقضيتكم المقدسة، هذا المنهج هو الذي يسكت الذي يريدون الانتقام من الشعوب أو تنفيذ مخططات اليهود أو الحفاظ على التزاماتهم مع اليهود، تفقدهم كل الذرائع أمام شعوب صابرة ومناضلة ومصممة على الثبات عند قضاياها

المقدم: دكتور بعيد عن كل هذا هناك أيضا طابور خامس من المنافقين الذين ذكرتهم سورة المنافقون

{يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ } دائما يطلبون من الناس التراجع وربما بعضهم مفكرين وبعضهم إعلاميين، فماذا تقول لهم

الضيف: أولا أقول لهم خاب مسعاكم، الأمة الآن في حال تقدم، النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أراد الغزو (اللهم أنت عضدي وأنت نصري اللهم لا حول ولا صول ولا قوة إلا بك ) فالحقيقة الأمة الآن هذا شعارها، اللهم أنت عضدي وأنت نصيري لا حول ولا صول ولاقوة إلا بك، الآن المثبطون الذين حاولوا في الكثير من الأحيان تثبيط الأمة، انتهى أمرهم إلى بوار وبقيت الأمة ماضية في طريقها والآن ليوفر هؤلاء على أنفسهم عناء هذه الجهود التي ستذهب هدرا أمام أمة هادرة متوجهة نحو أهدافها بإذن الله تبارك وتعالى

المقدم: دكتور سؤال فقهي بحت، هذه الزحوف والأعداد الكبيرة والمجاميع الكبيرة يكون أعدادها مئات الألوف ربما وهناك ربما يحصل اختلاط أو محاذير شرعية، لو توجهون كلمة فقهية لتوجيه المسيرات بطريقة شرعية

الضيف: في الحقيقة يحب أن تكون هذه المسيرات منضبطة، النساء لهن مناطق معينة أن لا يكون هناك اختلاط ومزاحمة بين النساء والرجال، لكن مشاركة النساء في هذه المسيرات واجب شرعي لأن هذه المسيرات عبرة عن احتجاج مثل صلاة العيد، صلاة العيد تحضرها حتى المرأة الحائض لتشهد الخير والبركة ودعوة المسلمين وكذلك هذه المسيرات فيها الخير والبركة وإعلان موقف الأمة كل الأمة، والمرأة مطالبة أن تعلن موقفها كما هو الرجل مطالب أن يفعل ولذلك بعيدا عن ما يسمى المزاحمة والاختلاط الذي يؤدي للنيل من العورات وكذا، يكون هناك الأدب والحشمة والعفة كما نرى الآن في بعض الساحات العربية كيف تحدث هذه المظاهرات والمسيرات مع الضوابط المطلوبة

المقدم: في موضوع المسيرات في ذكرى النكبة، قيل في الإعلام أمس أنه تخوف من هذه المسيرة وهو يريد ضبط، ويطلب من جيشه عدم الاحتكاك، وفي هذا دلالة عدم الاحتكاك بهؤلاء وفي المقابل حركة المقاومة الإسلامية تدعو إخوانها في أراضي ال48  وباقي مناطق أن يتوجهوا إلى بيت حانون أو ما يسمونه معبر إيريز نصرة لإخوانهم في غزة، أولا ما حكم مناصرة ومؤازرة أهل فلسطين وأهل الضفة وسعيهم لكسر هذا الحصار من الداخل قبل الخارج

الضيف: أنا أتصور أن الأمر من الداخل أوجب منه في الخارج لأن هؤلاء الذين يعيشون على أرض فلسطين، الدوائر الآن والمؤامرات اليهودية تدور حولهم وعلى رؤوسهم وهم الذين سيدفعون الثمن هم الذين سيفقدون بيوتهم هم الذين ستنالهم القوانين اليهودية من موضوع القسم كل هذا سينالهم، ولذلك المطلوب من إخواننا داخل فلسطين أن يقوموا قومة رجل واحد ضد هذه المشاريع ولذلك أنا أقول أنه يجب أن تكون هناك انتفاضة ثالثة والأمة الآن كل الأمة مهيأة لانتفاضة ثالثة، كل الأمة، المناخ الموجود حول فلسطين الآن يساعد أهل فلسطين على أن تكون انتفاضتهم الباسلة القادمة مؤثرة جدا في مجريات الأحداث في فلسطين

المقدم: كنا نتحدث عن المسيرة التي ستقوم، المسيرة المليونية في ذكرى النكبة التي ستكون في القاهرة وفي الإسكندرية، يعني الحمد لله الآن بدأ يرجع الدور المصري وهناك مطالبة لفتح السفارة في غزة، السفارة المصرية أقصد، ومصر كما جاء في الأثر فيها خير أجناد الأرض، فهل بدأت العوائق وما هي العوائق التي كانت تمنع مصر من أداء دورها تجاه غزة وفلسطين عامة

الضيف: في الحقيقة ليست عوائق وإنما كان النظام المصري يمثل الوجه اليهودي تماما ويحافظ على اليهود أكثر مما كان يحافظ اليهود على أنفسهم ولذلك قال أحدهم أن حسني مبارك كان منجل لليهود كان منجل استراتيجي لليهود، ولذلك في هذا الأمر كان حليفا ولا أقول حليفا فقط هو أكثر من حليف، وبزوال هذا المنجل وهذا الوجه أصبحت الأمور مفتوحة للشعب المصري أن يأخذ دوره كما هو عبر التاريخ، كيف كان الشعب المصري يوم أن هب لتحرير فلسطين من الصليبيين ولتحرير فلسطين من المغول وإن شاء الله الآن سيهب مع الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين من اليهود إن شاء الله

المقدم: دكتور حركة الجهاد الإسلامي حذرت أمس من شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين مقابل الاعتراف بالدولة، يعني هذه المسيرات بعض الناس يحملون مفتاح العودة ويحلمون ويحملون شعارات العودة وحق العودة، ما حكم التنازل عن حق العودة

الضيف: التنازل عن حق العودة أنا أصنفه في دائرة الكفر، لأن معنى أن تتنازل عن حق العودة يعني أن تصبح الأرض الإسلامية أرض يهودية ورضيت أن يكون المسجد الأقصى هيكل لليهود ورضيت أن تكون حقوق المسلمين والعرب في أرض فلسطين حقوق لليهود، هذا معنى التنازل، ولذلك هذا تفريط في الدين، وهذا تصرف في حقوق الأمة، الذي يتنازل عن فلسطين يتنازل عن حق المليار ونصف المليار المسلم في الأرض المقدسة، ولذلك هذه جريمة كبيرة تلحق أصحابها بأهل الكفر وتسلبهم الإيمان

المقدم: ولو كان حق العودة هذا مقابل الاعتراف، لو أعطونا دولة فلسطينية على أراضي 67 فما حكم هذا الاعتراف

الضيف: أولا هذا الاعتراف باطل، والأمة مطالبة أن تبطل كل هذه الاعترافات، هذا اعتراف باطل ولا يلزم الأمة بأي التزام، والأمة مطالبة بالخروج عن هذه الالتزامات والخروج عن هذه الشرائع السيئة وهذه المعاهدات السافلة، لا بد أن تخرج الأمة عن كل هذه الاعترافات، ليست ملزمة للأمة، وليس على الأمة طاعة فيما أوجب الحكام عليها في هذه المعاهدات وهذه العهود

المقدم: دكتور كانوا يتحدثون قبل فترة عن التعويض ما حكم التعويض، وطبعا نحن كفلسطينيين خسرنا المليارات عبر هذه السنين وربما أكثر من المليارات، لو أعطونا تعويض، ما حكم هذا التعويض دون التنازل عن حق العودة

الضيف: القبول بالتعويض يعني التنازل عن حق العودة والتنازل عن الأرض والتنازل عن الأقصى، وبالتالي الأرض لا تعوض ولا يتنازل عنها، ولذلك يجب أن يبقى هذا الحق للأجيال وإذا كان هذا الجيل غير قادر على تحرير أرضه فالجيل القادم بإذن الله سيحررها، نحن على ثقة أن التحرير قادم وفي كتاب الله {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا} لا تخدعنكم هذه العمائر الشاهقة وهذه الأحزمة المحيطة بالقدس كلها ستدمر كلها ستدمر بإذن الله، القرآن واضح في هذه المسألة

المقدم: دكتور نريد أن ننهي الموضوع بكيف ننهي هذه النكبة، يعني هناك سيناريوهات كثيرة، منهم من يرى أن التفاوض لا بديل له إلا التفاوض ومنهم من يرى أنه إذا كان هناك دولة ذات دفع رباعي، أي الشروط الرباعية وطبعا ستكون ملغمة بالمستوطنات وليست ذات سيادة وربما قابلة للذوبان أيضا، ومنهم من يرى انتفاضة ثالثة هي الحل ضد المحتل الصهيوني ومنهم من يرى أن التاريخ يثبت أن الحق لا يسترد إلا بالقوة كما أخذ بالقوة، فكيف تنتهي نكبة فلسطين

الضيف: تنتهي نكبة فلسطين بالجهاد (لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم) يقاتلون يجاهدون، الجهاد هو الحل لهذه القضية، شروط الجهاد بدأت تتوافر، الأمة الآن بدأت تصحو على قضيتها وتجتمع للمطالبة بحقها عندما تصبح المطالبة عامة في الأمة وعندئذ تكون هناك بوادر من أرض فلسطين كما حصل من إخواننا في حماس في غزة عندما خاضوا معركتهم مع اليهود وجدوا العالم الإسلامي كله إلى جانبهم وكذلك عندما تقوم انتفاضة على الساحة الفلسطينية، المسلمون يلبون النداء ويستجيبون للاستغاثات ويهبون لنصرة إخوانهم على أرض فلسطين وإن شاء الله تكون النتيجة بإذن الله جيوش جرارة تأتي من كل بلد إسلامي للدفاع عن فلسطين واسترجاعها والقضاء على هذه الدولة الإفك التي أنشأت عليها

المقدم: يبدو أن النكبة شيخنا قد بلغت شيخوختها وأعمار هذه الأمة ما بين الستين والسبعين وهذه النكبة عمرها الآن 63 عام نسأل الله أن تنتهي نكبتنا ونشكرك شكرا خاصا في نهاية هذه الحلقة، دكتور همام سعيد أستاذ الحديث والمراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن كما نشكركم مشاهدينا، هذه تحياتي عمر الجيوسي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.