الحلقة 56 أحكام الاندماج بالكيان الصهيوني

    

ضيف الحلقة: الشيخ حامد البيتاوي   رئيس رابطة علماء فلسطين

المقدم: د. عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 03/03/2011م

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشاهدينا الأعزاء اعتذر عن المشاركة في هذه الحلقة بعض كبار العلماء، وتم تأجيل تصويرها عدة أشهر لصعوبة الفتوى في موضوعاتها حيث تراجع البعض عن ما أفتى به، وترك لأهل الداخل الفلسطيني الفتوى في هذه المسائل الشائكة، خصوصا في الأحكام التي تتعلق بمشاركة الفلسطيني كعضو في الكنيست وكذلك في أمور تتعلق باندماج الفلسطيني مضطرا في الحياة السياسية مع الكيان الصهيوني خصوصا أهلنا في مناطق 48، وتوافقنا مع رعاة البرنامج هيئة علماء فلسطين في الخارج أن نعتذر لمن تقدم من الضيوف الذين تبرعوا لمناقشة هذا الموضوع ذلك أن خصوصية الواقع الذي يعيشه أهلنا في أراضي الـ48 تحت الاحتلال تحتاج أن يكون الضيف معايشاً لتفصيلات حياتهم قبل أن يفتي في هذه الحلقة، في هذه الحلقة لن تكون فتاوى على الهواء ولكن سنفتح ملفات الواقع وملفات الفقه الذي يخص أحكام الاندماج مع الكيان الصهيوني المحتل، لعل ضيفنا يشير إلى علماء الداخل والخارج كي يتابعوا هذه الأحكام الشرعية لاحقا في مؤتمراتهم وندواتهم ومؤلفاتهم، ومن هذه الأحكام مثلا، ما حكم تشكيل حزب أو جماعة خاصة بالمسلمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة للمطالبة بحقوق الفلسطينيين الذي يصادرها العدو المحتل في ظل تخلي الأنظمة العربية عنهم، ما حكم مشاركة الفلسطينيين في الترشيح أو الانتخابات أو بالدعاية أو بالترويج أو بإنفاق الأموال من أجل ذلك، ما حكم المشاركة في السلطة القضائية وما حكم المشاركة في الدوائر الداعمة في الجيش والشرطة الإسرائيليين، هذه المواضيع وغيرها نتحاور فيها في حلقة بعنوان أحكام الاندماج في الكيان الصهيوني مع ضيفنا الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني

حياك الله شيخ حامد في برنامج فقه القضية

الضيف: حياك الله يا أخي، حيا الله فضائية القدس التي تحمل هم شعبنا وأمتنا

المقدم: دعنا نبدأ بالموضوع مباشرة، الكيان الصهيوني أعلن مشروع يهودية الدولة كمؤسسات ومنظمات وكأرض وسكان أيضا، لكن في ظل ثورات بعض الشعوب العربية الآن وما حققته من تغيير لبعض الأنظمة العربية الداعمة للمشروع الصهيوني، كيف يرى الشيخ حامد البيتاوي نجاح مشروع يهودية الدولة الذي أعلنه الكيان؟

الضيف: بسم الله االرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى إخوانه الطيبين الطاهرين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، اسمح لي أخي الدكتور عمر أن أحيي عبر فضائية القدس شعب تونس وشعب مصر، الذين نجحوا في انتفاضتهم وثورتهم ضد الطغاة، الحكام الظلمة وأعوانهم، ونهنىء كذلك شعب ليبيا الذي ثار وانتفض ضد هذا الطاغوت المستبد القذافي، هذه الشعوب التي ثارت ضد الأنظمة المستبدة الظالمة لأن هؤلاء الحكام وبطانتهم السيئة حكموا هذه الشعوب بالحديد والنار وصادروا حرياتهم ونهبوا المال العام وجعلوا من أنفسهم ودولهم تبعا للأعداء لأمريكا وأوروبا وإسرائيل وصارت هذه الأنظمة تقوم بالنيابة عن هذه الأعداء بمحاربة الإسلام والمسلمين لكن قدر الله عز وجل فوق قدرهم فما حصل من ثورات في تونس ومصر وما يحدث الآن في ليبيا وغيرها هو بشارة لإنهاء مرحلة التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مرحلة الاستبداد والظلم والقهر لاستقبال مرحلة جديدة خيرة وهي مرحلة الخلافة الإسلامية كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (تكون فيكم نبوة تبقى فيكم ما شاء الله أن تبقى ثم يرفعها الله إذا شاء ثم تأتي خلافة راشدة على نهج النبوة وتبقى فيكم ما شاء الله أن تبقى ثم يرفعها الله إذا شاء ثم يأتي ملك  عضوض نظام وراغم فيبقى فيكم ما شاء الله أن يبقى ثم يرفعه الله إذا شاء ثم يأتي ملك جبري)  أي أنظمة مستبدة وظالمة وهذه الأنظمة التي هي في عالمنا العربي والإسلامي والتي هي موجودة منذ أكثر من ثمانين سنة، ينطبق عليهم هذا إلا من رحم ربك وقليل ما هم ثم تأتي خلافة راشدة، ثم تأتي الثورات التي حدثت في تونس ومصر وتحدث الآن في ليبيا وسيحدث في غيرها هو تمهيد للخلافة الإسلامية القادمة والتي ستكون في فلسطين وستكون عاصمة الخلافة الإسلامية في القدس وهذا يعني زوال هذا الكيان الإسرائيلي

المقدم: شيخنا بخصوص ما ذكرت

الضيف: وأعود للإجابة على السؤال على ما تفضلت به عن يهودية الدولة

المقدم: شيخنا، قبل أن ندخل في الموضوع أريد أن تتجه الحلقة باتجاه عنوان الحلقة بشكل أسرع قليلا، يعني مثلا التغيرات التي ذكرتها وما يحصل في الثورات العربية وكذلك يهودية الدولة التي ذكرت وخصوصية الواقع الفلسطيني واحتمال حل السلطة والواقع المتغير على الأرض فلسطينيا، لننطلق من خارج فلسطين ابتداء ما حكم المشاركة في المجالس النيابية بشكل عام؟

الضيف: أولاً تسأل عن يهودية الدولة؟

المقدم: نعم

الضيف: هذه الدعوة التي يطالب بها هذا الكيان الإسرائيلي تنم على عنصرية هذا الكيان الغاصب المحتل، وخطر هذه الدعوة لأنها تخطيط لتهجير إخواننا سواء كانوا في المنطقة المحتلة عام 48 أو في الضفة أو في غيرها، والتهجير جريمة توازي جريمة القتل وقد قال الله عز وجل {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم} فتهجير الإنسان أو تهجير الناس من المدن والقرى خاصة من فلسطين الحبيبة هذه جريمة كبرى توازي جريمة القتل، ومن أخطر هذه الدعوة القضاء على حق عودة 6 ملايين فلسطيني ومهجري عام 48 و67 وما بعده، إذا هذه الدعوة مرفوضة من الناحية الشرعية لأن فلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها هي أرض فلسطينية عربية إسلامية وهذا المشروع الصهيوني يلي بطالبوا فيه بيهودية الدولة هذا فشل رغم مضي أكثر من ستين سنة فما عاد شعبنا وما عاد شعوب العالم العربي والإسلامي أن تقبل بشرعية هذا الاحتلال

المقدم: طيب في ظل هذه الأوضاع جميعا التي ذكرنا بإعلان يهودية الدولة وكذلك ما يجري الآن على الأرض العربية والداخل الفلسطيني، نريد أن نثبت حكما شرعيا بشكل عام أولا خارج فلسطين ما حكم الدخول والمشاركة كبرلمانيين أو في مجلس النواب سواء في دولة إسلامية أو عربية أو دولة لا تقيم الإسلام دستورا لها

الضيف: التأصيل الشرعي في المشاركة في الانتخابات سواء في المجالس البلدية أو المجالس النيابية في العالم العربي والإسلامي أنه جائز لأن الحكم الشرعي يدور حيث دارت المصلحة، فهناك مصلحة وهناك مفسدة من اشتراك الناس في مثل هذه الانتخابات في المجالس المحلية في العالم العربي والإسلامي وهناك مفاسد لكن المصالح أكثر لذلك أبجديات الحركة الإسلامية في عالمنا العربي والإسلامي بالذات هو المشاركة في الانتخابات وعدم المشاركة هو أمر طارئ ثانوي واستثنائي

المقدم: إذا شيخنا بعد هذه العموميات دعنا نخصص الشأن الفلسطيني بشكل أكبر، في حدود المواطنة كما يزعم العدو الصهيوني إذا كانت مشاركة الفلسطيني اختياريا  في قبول الجنسية ولا أدري كيف يكون الوضع في 48، لكن ما الفرق بين المنكر الذي يريد البعض تغيره في البلاد الإسلامية وبين المنكر الذي يريد البعض تغيره في الداخل الفلسطيني

الضيف: في الحقيقة وسائل التغيير هي وسائل كثيرة من ضمنها المشاركة في الانتخابات النيابية والمجالس المحلية، هذه صورة من أشكال التغيير، ما حدث في مصر وفي تونس وفي ليبيا لم يكن عن طريق الانتخابات وإنما هي هبة جماهيرية، أما بالنسبة لتغيير المنكر هنا هو عن طريق المقاومة فقط وأن تحشد الأمة العربية والإسلامية طاقاتها وكل إمكانياتها لتدخل في المعركة ضد هذا الكيان، فواجب تحرير القدس وفلسطين ليس فقط على الفلسطينيين وإن كانوا هم رأس الحربة وإنما هو واجب العرب والمسلمين وأنا واثق أن فلسطين ستتحرر إن عجزنا نحن لا قدر الله في هذا الجيل فلسوف يخرج الله عز وجل من أصلابنا من يحرر فلسطين، لكن ليس عن طريق مفاوضات ذليلة كما حصل مع بعض الدول العربية في اتفاقاتها أو كما يحدث مع السلطة الفلسطينية، وإنما يحدث التحرير عن طريق المقاومة وإعداد القوة، { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} هذه الطريقة الوحيدة التي حرر بها المسلمون هذه البلاد من الصليبيين في عهد سيدنا البطل صلاح الدين الأيوبي وتحررت كذلك في عهد التتر وفي عهد المماليك، عندما طرد التتر والمغول من فلسطين ومن المنطقة كلها

المقدم: نحن ذكرنا في بداية الحلقة وفي بعض الأسئلة أن هناك خصوصية يعيشها أهل فلسطين في ظل تخلي الأنظمة العربية عنهم وفي ظل قمع السلطات الصهيونية لهم، أريد أن أذكر بعض الأمثلة ثم أسأل وهذا السؤال لكم شيخ حامد البيتاوي، ليصل للمشاهد ما هي المعانة الني يعيشها أهل فلسطين وليبتكروا وسائل للمطالبة بحقوقهم، في موضوع المياه، المياه الزراعية يستهلك الصهاينة حوالي مائة ضعف عما يستهلكه الفلسطيني، أما أساتذة العرب في الجامعات حوالي عشر أساتذة فقط في الجامعات العبرية مقابل 5000 أستاذ جامعي يهودي، أيضا ليس هناك مدير عربي واحد من بين 600 مدير في اتحاد العمال، ضمن هذه المعطيات ما مدى اعتبار هذا ضرورة لتحصيل هذه الوسائل ما مدى اعتبارها ضرورة حقيقية معتبرة شرعا

الضيف: باعتبار الكيان الصهيوني يتشبث ويرفع شعار المساواة بين المواطنين العرب وغيرهم وهم كاذبون، هناك تمييز عنصري واضح ضد الرعب في 48 أو في الضفة الغربية، فكما تفضلت ليس فقط التمييز في التعليم أو في جانب المياه أو في جانب الصحة، يا أخي لا يسمح للمواطنين العرب في يافا وفي حيفا وفي عكا أن يعيدوا بناء حمام، في حين نبشوا القبور وأقاموا عليها المستوطنات والفنادق، الآن لا يسمح للعرب المقديسيين أن يبنوا في مدينة القدس، وإذا بنو الرخصة تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات، إذا واضح التمييز بين المواطنين العرب وهم أصحاب الوطن الحقيقيين وبين هؤلاء وبين هؤلاء الذين جاؤوا من شذاذ الآفاق، يعني إذا كانت الهيمنة لهؤلاء اليهود {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا}

المقدم: طيب شيخنا نريد أن نعرف بعد قليل أن هذه هي ضرورة معتبرة شرعا هل فيها مصلحة حقيقية أم مصلحة متوهمة باتجاه التأصيل الفقهي، لكن إذا سمحت لنا شيخنا، مشاهدينا لكرام نلتقيكم بعد هذا الفاصل فانتظرونا

من جديد نرحب بكم مشاهدينا في حلقة مع الشيخ حامد البيتاوي بعنوان أحكام الاندماج بالكيان الصهيوني        

شيخ حامد كنا قبل الفاصل نتحدث عن الوسائل والوضع الذي يضطر فيه أهل ال48 بالذات لاستنهاض وسائل جديدة، فمثلا المبالغة لا يمكن إلا أن  تكون عبر قنوات ونص القانون الإسرائيلي يقول لا يسمح لكل من لا يعترف بحق اليهود بالوجود كدولة يهودية على أرض فلسطين بأن يرشح نفسه لانتخابات الكنيست، يعني طرفي جذب لهذه المعادلة لأهلنا، والسؤال ونريد الجواب الشرعي إذا ممكن، ما حكم الانتماء للأحزاب الصهيونية أو اليهودية في الأحزاب السياسية أو الأحزاب الدينية أو العلمانية

الضيف: لا يجوز شرعا لمسلم أي كان الدخول في أحزاب وتنظيمات الكيان الصهيوني ولا أن يدخل الجيش ولا أن يدخل الشرطة لأن هذه كبيرة من الكبائر تندرج تحت قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} ضع خطا بل خطوط تحت هذا الشطر من الآية الكريمة{وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} من يوالي اليهود في الدخول في جيشهم وفي شرطتهم وفي مخابراتهم وفي أحزابهم وفي تنظيماتهم فهو منهم، إذا هذا أمر لا خلاف في هذا فيه عند علماء المسلمين

المقدم: إذا هذا من باب الولاء للأعداء، من باب الولاء والبراء

الضيف: نعم

المقدم: في المقابل إذا كان هذا لا يجوز، فهل يحق لأهلنا في ال48 أن يشكلوا جماعة أو حزبا أو جماعة خاصة بهم أي كان شكلها في هذه المنطقة مثلا

الضيف: لا شك جائز شرعا للأخوة المواطنين العرب في المناطق المحتلة عام 48 أن يشكلوا جماعات أو أحزاب أو تنظيمات لضمان مصالح هؤلاء الأخوة في المنطقة المحتلة عام 48 وأن تخدم دينهم نحن نرى وجوب الحقيقة أنه هناك سواء كان بالنهج العلماني أو النهج الإسلامي موجودة وهي تقدم خدمة لأبناء عرب ال48 ونسأل الله عز وجل أن يوفقهم، على أن لا يكون هناك تفرقة في الصف الفلسطيني لأن قوتنا في وحدتنا وأن ضعف الأخوة في أراضي ال48 هو في فرقتهم، نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقهم ويوفقنا وأن يوفق العرب والمسلمين

المقدم: شيخنا، هل هناك تشكيل معين يلم هذه الجهود لأهلنا في ال48

الضيف: نعم يا أخي هناك في الجقيقة عمل جماعي يشكر عليه الأخوة وهم من يحملون الهم الفلسطيني الإخوان في ال48، ثم لا ننسى دورهم المشرف في دعم الشعب الفلسطيني خاصة في انتفاضته الأولى والثانية، نعم أنا بحكم أنني كنت عضوا في لجنة الزكاة في مدينة نابلس صدقوني أيها الأخوة أن ما كان يقدمه العرب في أراضي ال48 من دعم في المواد التموينية من طحين وسكر ورز وغيره، لا أبالغ إن قلت أنها أكثر مما قدمه بعض الدول العربية للشعب الفلسطيني، فجهودهم تشكر ونحن نعرفهم لأن اليهود لم يستطيعوا أن يصهروا هؤلاء الناس بل لهم شخصيتهم المستقلة فنسأل الله أن يحفظهم ويحفظنا يا رب العالمين، بالرجوع إلى الرأي الآخر وجود فلسطينيين في أحزاب صهيونية أو إسرائيلية مضطريين خصوصا كما وجهنا باتجاه ال48، يرى البعض رأي من باب أنه من ناحية الضرورة والمصلحة أن وجودهم كأعضاء في هذه الأحزاب يساهم في ثبات وبقاء الفلسطينيين  في أراضي ال48

المقدم: يا أخي هو التأصيل الشرعي كما قال سادتنا العلماء خاصة في أصول الفقه، ليس هناك أمر فيه محض منفعة ولا محض مفسدة

المقدم: جميل

الضيف: يعني في كل عمل، مشاركة هؤلاء في الأحزاب فيها مفسدة وفيها مصلحة فإذا غلبت المفسدة على المصلحة فلا قيمة للمصلحة ولذلك إذا تبرء البعض من دخولهم في الأحزاب الصهيونية إن كان الليكود أو حزب العمل أو غيرها فيه فائدة لكن فيه أضرار كثيرة لأن هذه الأحزاب الكثيرة ما أوجدها الصهاينة إلا لمصلحتهم والله تبارك وتعالى يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء}

المقدم: كأنك تشير إلى أن لدى الفقهاء بعض الشروط لمن أراد أن يغير بوسائل مباحة شرعا

الضيف: يا أخي وظيفة الأخوة في منطقة ال48 أن يحافظوا على شخصيتهم وأن يرابطوا في هذا الوطن، صدقني يا أخي أن وجود إخواننا العرب في ال48 في يافا وحيفا واللد والرملة وأم النور وكفر قاسم وغيرها، هؤلاء يشكلون شوكة في حلوق الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك لماذا الآن بدأووا يطالبون بيهودية الدولة ويطالبون بطرد العرب، الآن هناك وزير خارجية العدو ليبرمان وغيره من الأحزاب، يطالبون بطرد العرب من المدن والقرى لكن شعبنا قالوا كلمتهم نحن نعيش على هذه الأرض إما أحياء أو أن نموت فيها، انتهت مرحلة التهجير والطرد أي يستحيل

المقدم: جميل

الضيف: إخواننا العرب في ال48 أن يتركوا مدنهم وقراهم، هم أصحاب البلاد الحقيقية وهؤلاء الصهاينة هم طارئون

المقدم: إذا أراد الشيخ حامد أن يعمل جدول لفكرة القبول بالاندماج في هذه الأحزاب التي يرأسها الصهاينة وبالمقابل المفاسد التي تحدثت عنها في الأدلة الشرعية بشروط العلماء والفقهاء، يرى البعض أن هناك مصالح ويى البعض أن هناك مفاسد وأنت ترجح أن المفاسد أكثر والحكم الشرعي واضح، فما هي المصالح التي يتوخونها

الضيف: يا أخي هذه المصالح في الحقيقة لا قيمة لها أمام المفاسد، يا أخي في الدين حتى عندما سئل عن الخمر والميسر سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، كان الجواب من الله تبارك وتعالى{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} يعني أضرار ومفاسد ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما، أي واحد يريد أن يفتح خمارة قد يكسب مكاسب كبيرة لكن لا قيمة شرعا لهذه المصالح أمام المفاسد الكبيرة، فإذا هؤلاء الأخوة الذين ارتؤوا وهم في الحقيقة قلة، أنا لا أعرف أن هناك مواطنين من عرب ال48 يدخلون وينضمون لأحزاب صهيونية إلا القلة القليلية، لأن كافة أو معظم سكان عرب ال48 يدركون خطورة مشاركة العرب مع اليهود في هذه الأحزاب التي وجدت لخدمة المشروع الصهيوني

المقدم: يعني أنا أتكلم بصراحة أن بعض العلماء اعتذر عن التحدث في هذا الموضوع، وأنا هنا أقصد الشيخ يوسف القرضاوي حيث كان أفتى بحرمة الاندماج مع هذه الأحزاب ثم توقف عن هذه الفتوى لما أحدثت من أثر وأنا طالبته قبل أيام للحديث في هذا الموضوع وقال ليس من المصلحة الحديث في هذا الموضوع وغيره الكثير من العلماء عرض رأيه الفقهي بالتحريم مثل الشيخ عمر سليمان الأشقر وغيرهما، وبالتالي ألا وجود لاعتبار لرأي من يجيزون ذلك للمصلحة الحقيقية وليست المتوهمة

الضيف: أخي نحن لا نشك بإخواننا العرب في ال48 خاصة أبناء الحركة الإسلامية بشقيها الشمالي والجنوبي لأن لكل من هؤلاء لهم اجتهاداتهم ونحن ندرك إخلاصهم، في الذين وافقوا على المشاركة في الكنيست لا نشك في إخلاصهم ولا نشك كذلك في إخلاص من لا يرتئي المشاركة في الكنيست، فنحن نود من أنفسنا وإخواننا العلماء في الخارج، نحن نطالب الإخوة العلماء أن يكونوا عونا لإخواننا في المنطقة المحتلة في ال48 وبالذات أبناء الحركة الإسلامية إلى من يوحدهم لا أن نفرق بينهم ونزيد الطين بلة، ونسأل الله عز وجل أن يؤلف بين بين قلوب أبناء إخواننا في المنطقة المحتلة في ال48 خاصة أبناء الحركة الإسلامية

المقدم: شيخ حامد ربما يقول البعض أن الدليل الذي استشهدت به {لاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء} لا يكفي للتحريم، هل هناك أدلة من الحديث أو في واقع الرسول صلى الله عليه وسلم أو في حياة الصحابة أو حياة التابعين بما يشبه هذه المشاركة أو المصلحة

الضيف: يا أخي الكريم الله عز وجل أفضل بديل في سورة يوسف عليه السلام عندما رأى عزيز مصر وكان طبعا كافر، رأى في المنام الرؤية يلي مشهود بها {إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ

سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ }  فأول هذه الرؤية سيدنا يوسف عليه السلام فأراد أن يكافئ عزيز مصر سيدنا يوسف بأن يسلمه منصب {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مكِينٌ أَمِينٌ} فرد سيدنا يوسف بلا تردد {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} إذا سيدنا يوسف عليه السلام قبل أن يتولى الوزارة بلغتنا العصرية وهي وزارة المالية أو وزارة التموين في ظل دولة ليست إسلامية، أنا لا أريد أن أشجع ولا أن أحرم هذا الأمر، أنا في الحقيقة قلت أن نبتعد

المقدم: هذا ربما يقول البعض أنه شرع، أي حدث قبلنا قبل الإسلام، ربما يقول البعض أن هذا شرع من قبلنا

الضيف: جائز يا أخي أن نأخذ بشرع من قلنا

المقدم: جائز

الضيف: نحن الآن يجب أن لا نتسرع في التحريم أو في الإباحة بمشاركة إخواننا في ال48 خاصة من أبناء الحركة الإسلامية في الدخول في الكنيست، نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حق وأن يرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطل وأن يرزقنا اجتنابه وأن يؤلف بين قلوب إخواننا في المنطقة المحتلة عام 48 بين إخواننا العرب وخاصة أبناء الحركة الإسلامية

المقدم: إذا بعد الفاصل نريد شيخنا أن نناقش معك أحكام تترتب على مثلها، مثل المشاركة في الوزارات أو في السلك القضائي أو في الجيش لكن بعد هذا الفاصل إذا سمحت شيخنا

مشاهدينا نلتقيكم بعد فاصل قصير

إذا من جديد مشاهدينا نتابع هذه الحلقة التي هي بعنوان أحكام الاندماج بالكيان الصهيوني مع رئيس رابطة فلسطين وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني الشيخ حامد البيتاوي

شيخنا دعنا ننتقل في نفس السياق إلى مشاركة فلسطينية أخرى على احتمال، مثلا ما حكم المشاركة بالوزارات الإسرائيلية هل هي أولى بالتحريم كونها سلطة تنفيذية وليست تشريعية

الضيف: اسمح لي دكتور عمر، أن أعقب على موضوع الحلقة أحكام الاندماج في الحياة الإسرائيلية

المقدم: هو العنوان عدل إلى أحكام الاندماج بالكيان الصهيوني

الضيف: في كلمة الاندماج لو تكرمت

المقدم: الادماج

الضيف: في الواقع الذي درس تاريخ الأمم والشعوب عبر التاريخ فإنه يرى الأمم والشعوب، الأمم والشعوب نوعان، أمة ضعيفة هذه االأمة الضعيفة إذا حدث فيها كارثة أو نكبة أو احتلها عدو فسرعان ما تستسلم ثم تندمج وتندثر في حياة المحتل وبصبح هذه الدولة الضعيفة المهزومة أثر بعد حين، يعني كيف الآن نسمع الكلدانيين والفينيقيين انتهوا، وهناك أمم من نوع الأمة القوية، حتى الأمة القوية عرضة أن تحل بها كارثة أو هزيمة، فالأمة القوية حتى وإن حلت بها كارثة كأمتنا العربية والإسلامية عبر التاريخ فإن الأمة القوية لا تستسلم ولا تستكين للمحتل بل تمضد جراحها وتعيد بناءها عقائديا وسياسيا وعسكريا ثم تثور فتهب كالبركان فتنتزع حريتها من المغتصب

المقدم: جميل

الضيف: شعبنا الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية عامة هي من النوع الثاني من الأمم القوية، كم حدث من كوارث عندما احتل الصليبيون وبيت المقدس وغيرها، هذه الأمة لم تستكن ولن تستكين وهبت كالبركان وتحررت من هذا الغاصب وكذلك شعبنا الفلسطيني، اليهود حاولوا عبر أكثر من ستين سنة وعملوا بكل الوسائل الدنيئة تغيير التاريخ وتحريف التاريخ عن طريق الإعلام وعن طريق التعليم عن طريق نشر الفساد المخدرات والدعوة إلى الفواحش ونشرها وخاصة ركزوا على الشباب إلا أن هذا الكيان فشل في تذويب الشعب الفلسطيني عامة وفي أراضي ال48 خاصة، فشل وسيفشل، إذا لا يمكن أن يندمج بمعنى أن يذوب الشعب الفلسطيني لأن الله عز وجل يريد للأمة العربية والإسلامية أن تكون مستقلة متميزة في عقيدتها وأخلاقها وقيمها ونظم حياتها، هناك أمور حياتية لا بد أن يندمج المواطنون، مثلا يشتروا يبيعوا ويعملوا بالزراعة وغيرها هذا لا بد منه، لكن أن يندمج الشعب الفلسطيني خاصة في ال48 في أحزابهم وتنظيماتهم وجيشهم وشرطتهم ومخابراتهم فهذه كبيرة وهذه جريمة من الجرائم مرفوضة شرعا وقانونا وسياسة

المقدم: إذا السؤال مازال قائما هل المشاركة في الوزارات الإسرائيلية الصهيونية أولى من التحريم في المشاركة في الأحزاب

الضيف: نعم بل أشد

المقدم: وما الحكم، بالرجوع إلى موضوع الترشيح والانتخاب والدعاية من أجل المشاركة، يعني مش عضو وليس وزيرا وليس مستشارا إنما هو يساهم في الدعاية بالانتخاب بالترشيح ما حكم هذا العمل

الضيف: أنا ذكرت يا أخي بأن هذا الموضوع يثير حساسية لدى إخوتنا عرب ال48 خاصة أبناء الحركة الإسلامية، قلت أن ننأى بهذا الموضوع والحديث عن هذا الموضوع، لأنه كما قلت هناك من يقول أنه في إيجابيات للمشاركة والدعاية وهناك من يقول أن فيه سلبيات وبالتالي هذا الأمر عمل شرخا وفرقة بين إخواننا عرب ال48

المقدم: سنتابع هذا الشرط مع بعض التفصيلات، لكن نريد أن ننأى كما طلبت مني أن ندخل فيه كي لا نزيد هذا الشرخ، لكن ما حكم المشاركة في السلك القضائي أو في السلطة القضائية الصهيونية، إذا كان ضرورة

الضيف: السلطة القضائية، هناك نوعان، في قضاء شرعي ما يتعلق ابلزواج والميراث والوكالات وهذا الأمر جائز شرعا، لذلك هناك قضاء شرعي وقضاة شرعيون ومحاكم شرعية في عدة مدن وبلدات في المنطقة المحتلة عام 48، وإن كان الكيان الإسرائيلي قد أضعف هذا القضاء الشرعي لأنه في الغالب لا يولي القضاء لأصحاب الكفاءات، بل لا بد أن يتملق هؤلاء القضاة للأسف، أو بعض هؤلاء القضاة إلى الكيان الإسرائيلي، إذا جائز أن يدخل المسلمون والعرب في ال48 للقضاء الشرعي، أما فيما يتعلق في القضاء المدني، أنا ما عندي صورة في الحقيقة للقضاء المدني لدى عرب ال48

المقدم: تقصد أن هناك قضاء خاص بالأحوال الشخصية لأهلنا المسلمين في ال48 خاص بهم، طيب سؤالي الآن عن المحامين العرب الذين يدافعون عن الأسرى الفلسطينيين، هل هذا أيضا ضمن الاعتراف أم أنه مطلوب شرعا

الضيف: هذا، في الحقيقة نحن نحيي إخواننا المحامين الذين يدافعوا عن أسرانا سواء كان هؤلاء المحامون من المنطقة المحتلة عام 48 أو من الضفة أو من القطاع نحن نحيي هؤلاء والجهود التي يقومون بها، هذا واجبهم لأن هؤلاء الأسرى، وهم عشرات الآلاف في سنوات عديدة جدا قد أمضوا زهرة أعمارهم في سجون ومعتقلات وزنازيين العدو الصهيوني، لذلك واجب الأمة بأكملها أن تقف مع الأسرى وأن تعمل على تحريرهم وتخليصهم ورفع المعانة عنهم وعن أسرهم، كل التحية للأخوة المحامين سواء في ال48 أو غيرها يلي بدافعوا عن أسرانا وأبطالنا، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يطلق سراح كافة الأسرى من سجون الاحتلال أينما كانوا

المقدم: الصهاينة دائما يربطون مصلحتهم بأي شيء يقدمونه ومثال ذلك الدخول إلى الجامعة أو الحصول على قرض إسكان معين يربط أحيانا وكما نسمع بين هذا الطلب وأداء الخدمة العسكرية، رئيس الأركان الصهيوني السابق أشكينازي دعا لإلزام الشباب العرب واليهود لأداء الخدمة العسكرية، السؤال الآن الشيخ حامد البيتاوي، ما حكم المشاركة في الشرطة الإسرائيلية أو الجيش أو الدوائر الداعمة لها

الضيف: هذه الدعوة أو هذه المطالبة التي يطالب بها الكيان الصهيوني أهلنا في المناطق المحتلة عام 48 بأن لا يدخل أبناءهم في الجامعات أو في الوظائف أو إلى آخره، إلا إذا خدموا في الجيش الإسرائيلي، هذه الدعوة رفضها أهلنا في المنطقة المحتلة عام 48 رفضا تاما، وقالوا كلمتهم والشرع يدور حيث مصلحة المسلمين، فمن المصلحة أن لا يشارك وأن لا يدخل أي عربي أي مسلم في الجيش الإسرئيلي أو في مخابراتهم أو في شرطتهم لأن هذا حرام شرعا وهو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين ولا تقرها لا المصلحة الشرعية ولا المصلحة الوطنية لأن الله عز ةجل يقول {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء}  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} يندرج تحت هذا الشطر من الآية، ومن يتولهم منكم فإنه منهم

المقدم: شيخنا بالنسبة لاستحالة حق العودة كما يرى البعض لو نظرنا قبل حدوث هذه الثورات وتغير الأنظمة في الوطن العربي، كان العرب النظام الرسمي على الأقل، تسعى باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني فيرى البعض من الداخل الفلسطيني أن المشاركة والاندماج في الحياة السياسية بالكيان الصهيوني هي من باب عدم الانخراط ومن باب تكسير وتكثيف حقوق الفلسطينيين هل تنظر أنت لهذه المصالح بهذه الطريقة

الضيف: أخي حق العودة لشعبنا المهجر وهم بالملايين سواء خارج الوطن أو هجروا إلى مخيمات في داخل فلسطين فحقهم الشرعي أن يعودوا إلى وطنهم كفلت هذا الحق الشرائع السماوية حتى المواثيق الدولية وهذا الحق لا يسقط بالتقادم ولا بالتخاذل ولا يجوز التوطين ولا التعويض أبدا، ولكن حق العودة لا يتم عن طريق الاندماج كما يتشدق بعض الجهلة، وإنما حق العودة لا يتم أيضا عن طريق المفاوضات الذليلة وهذا النفق المظلم الذي دخل فيه بعض الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية في الضفة وإنما حق العودة يعود عن طريق المقاومة والجهاد على طريقة سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا صلاح الدين الأيوبي والشاعر يقول

السيف أصدق أنباء من الكتب        في حده الحد بين الجد واللعب

المقدم: إذا كنت غير متخوف على ضياع الهوية نريد أن نعرف حجم تأثير حرمان حق العودة، حرمان الفلسطيني من حق العودة ما هو تأثيره على الهوية الفلسطينية برأيك

الضيف: ياأخي نحن قلنا الشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية والأمة الإسلامية والعالم الإسلامي نحن نعتز بقوتنا مع العرب مع المسلمين، هذا هو ظهرنا وهذا هو عمقنا وهذا هو دعمنا، إذا كانت الأنظمة بعضها أو كثير منا قصر بحق فلسطين وبشعب فلسطين وقصر بحق القدس وبحق المسجد الأقصى المقدس، فنحن نثق بأن هذه الأمة ستتعافى وسنرى إن شاء الله جحافل المسلمين وهي تدخل فلسطين والقدس وتحرر الأقصى وفلسطين بإذن الله {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا }

المقدم: طيب شيخنا، إذا كان نسبة التكاثر في فلسطين كما يقال يملكون القنبلة الذرية ونسبة التكاثر من أعلى النسب في العالم وأعلى بكثير، أضعاف مضاعفة عن الكيان المحتل، إذا ما هو تأثير حق العودة، كما ذكرت ما هو تأثيره على الهوية اليهودية والصهيونية هناك

الضيف: لا شك يا أخي أن عودة ملايين المهجريين من أبناء شعبنا الفلسطيني إلى فلسطين وإلى مدنهم وإلى قراهم، هذا دعم وتثبيت لشعبنا الفلسطيني المرابط، ثم فيه إضعاف للمشروع الصهيوني ولذلك اليهود وإن تظاهروا بأن حق عودة اللاجئين، أولا كل المسؤولين كل الأحزاب سواء حزب الليكود أو العمل أو غيره يرفضون حق العودة ولذلك هم يماطلون ويستهزؤون ويسخرون بالمفاوضيين الفلسطينيين الذين هم كالسراب، الذي ينظر إلى السراب فيراه، عينك عينك قالت إحدى، رئيسة حزب كديما أن عدد الذين سيعودون من اللاجئين إلى فلسطين هو صفر، نعم صفر، يعني هكذا يجاهر العدو الصهيوني وهكذا يماطل العدو الإسرائيلي يرفض عودة حق أي جزء من اللاجئين إلى فلسطين

المقدم: طيب سؤالنا الأخير شيخ حامد فيما يتعلق بالحلقة، فيما يحصل على الأرض من تغيير لبعض الأنظمة العربية الرسمية، كيف ترى المشهد الفلسطيني وأرض فلسطين سكانا وأرضا في ظل نظريات سابقة كونفدرالية أو وجود غزة تابعة لمصر

الضيف: الحقيقة أن هذه الانتفاضات والثورات التي قام بها شعب تونس البطل المجاهد وشعب مصر وما يقوم به شعب ليبيا الآن وما ستقوم به شعوب أخرى، هذا نصر لقضيتنا الفلسطينية ولشعبنا الفلسطيني وسوف يكون له ضرر كبير على هذا الكيان الإسرائيلي، هذا النظام المصري الذي كان يرأسه مبارك، كان يحاصر شعبنا في قطاع غزة ويتآمر عليهم كما يحاصرهم العدو الإسرائيلي، وكما تحاصرهم أمريكا وأوروبا، إذا طرد هذا الطاغوت ونظامه وحكمه واستبداله بنظام إن شاء الله سيكون فيه خير أولا لشعب مصر ثم لشعبنا الفلسطيني ولأمتنا العربية، مصر عمرو بن العاص ومصر الشافعي ومصر البنا ومصر سيد قطب ومصر عمرو خالد ومصر ال 73 ومصر معركة العبور، ستعود مصر لتأخذ دورها القيادي والريادي ونسأل الله عز وجل أن يحفظ مصر وأن يحفظ شعب تونس وأن يحفظ ليبيا وأن يحفظ شعوب العالم العربي والإسلامي من كل سوء، وأنا واثق بأن شعبنا وأمتنا الآن هم في مرحلة الصعود والكيان الغاصب في مرحلة الهبوط والنزول، نعم وأنا متفائل جدا، إن شاء الله سيفرج الله عز وجل عن شعبنا وعن أمتنا وستتوحد لتأخذ مكانها اللائق لتأخذ الريادة والقيادة بعد أن فشلت الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وبعد أن فشلت وستفشل النظم الرأسمالية في الولايات المتحدة وفي أوروبا

المقدم: إذا شيخ حامد بهذا الربط بين المستجدات وبشائر النصر الذي نستلهمه لعنوان حلقة قادمة إن شاء الله، نشكرك شكرا جزيلا باسم فريق البرنامج، الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين وأحد خطباء المسجد الأقصى وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني نشكرك شكرا خاصا، وسلامنا للأهل في فلسطين المحتلة، كما نشكركم مشاهدينا الكرام وإلى اللقاء في حلقة قادمة من برنامج فقه القضية، هذه تحياتي عمر الجيوسي دمتم في أمان الله.