ضيف الحلقة: الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الداعية الإسلامي
المقدم: د. عمر الجيوسي
تاريخ الحلقة: 17/02/2011م
المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشاهدينا الكرام يمضي المرشحون لصناعة النصر على طريق النصر على درب السلف الذين يعمرون المحراب ويعدون الحراب ورغم الاتهام بالإرهاب فالصحوة الإسلامية تحسم المسافة بين الجيل وعتبة النصر، سنن النصر لا تجامل أحداً فالحق لا ينتصر دون قوة تسنده ودون جيل ينشده، هذا النصر له مقومات تحدده ثلاث آيات من سورة الأنفال وله معوقات يصنعها الأعداء ومن والاهم ممن يصدون عن دين الله وعن الجهاد في سبيل الله، النصر مقوماته ومعوقاته هو عنوان حلقة اليوم من برنامج فقه القضية أما ضيفنا فهو الداعية الإسلامي الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
الضيف: بارككم الله أهلا وسهلا
المقدم: دكتور بداية، كما الجميع يعرف فلسطين هي قضية القضايا، ولا بد أن لك نظرة في عالمية هذه القضية، فماذا تقول في ذلك؟
الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار، ونسأل الله عز وجل أن يلهمنا الرشد فيما نقول وفيما نفعل، أولا أحب أن أقول بأن ما يسمى بالقضية الفلسطينية هي سرطان فرض على العالم العربي والإسلامي، لكن طبعا وكما نعلم جميعا الكتلة السرطانية عادة تتوضع في مكان معين من الجسم، ثم أن الجسم كله يعاني من أقابيل وآفات هذا المرض، إذاً مشكلة فلسطين هي مشكلة العالم العربي والإسلامي أجمع وليست كما قد يتوهم مشكلة سكان هذه الأرض المقدسة، وآية ذلك دلائل كثيرة لكنني أحب أن أذكر بأهم آية أو دليل على هذا أن بلفور عندما أعلن وعده ومشى في طريق التنفيذ صرح لمستشاريه في أكثر من مناسبة بأنه إنما يجعل من مشكلة فلسطين في فلسطين مرض يسري في العالم العربي والإسلامي من أجل أن تحكم بريطانيا قبضتها على العالم العربي والإسلامي وليس على بقعة معينة وهي فلسطين، إذا رؤيتي وأعتقد أنها رؤية كل من يتبصر الأمور أن مشكلة فلسطين ليست مشكلة الفلسطينيين إنما هي مشكلة العالم العربي والإسلامي ومن ثم فإن الذين يتحملون مسؤولية حل هذه المشكلة وتطهير هذه الأرض المقدسة من الكيان الصهيوني، المسؤولية منوطة بالعالم العربي والإسلامي قادة وشعوب من منطلق ما قد أريد للعالم العربي والإسلامي وما قد خطط للعالم العربي والإسلامي فالأمر هكذا، طبعا من جملة المكائد التي تمت فيما مضى والتي تستمر في تعميقها تحويل القوى المستعمرة والقوى التي تتربص بعالمنا العربي والإسلامي، تحويل هذه المشكلة إلى مشكلة إقليمية، فالكيان الصهيوني مدعوما بالقوى الاستعمارية في العالم، ولا ندري أيهما السبع الضاري وأيهما المخلب
المقدم: الولايات المتحدة أم
الضيف: أيهما لا ندري، على كلٍّ هم يخططون لتضييق المشكلة ثم لجعلها في بقعة يتحملها الفلسطينيون ففي حال وجدوه فقد يكون هو الحل والعالم العربي والإسلامي يجب أن يظل بعيداً عن ذلك، هذا الوضع الخطير يفتح مجالات لقادة العالم العربي والإسلامي أن يتخذوا الأماكن التي يشاؤون فمن مراءٍ للمتربصين بحقوق هذه الأمة ومعين لها، ومن ساكت وغير مبال في الموضوع نهائيا، طبعا هذه الطريقة لا أقول هي التي تزجنا في اليأس ولكن هي التي تعقد المشكلة وتجعل الطريق لحلها مظللاً بالكثير من الضباب، هذا باختصار ما يمكن أن أقوله عن نظرتي فيما أعتقد نظرة كل المتبصرين بالمشكلة الفلسطينية
المقدم: هذه الدوائر ضاقت وضاقت وتحولت من قضية القضايا وقضية المسلمين والعرب الأولى إلى قضية جهة فلسطينية أو أقل أو قضية مستوطنات، لكن هل ستبقى هذه القضية من منظوركم إلى الأبد؟
الضيف: ما ينبغي أن تبقى بهذا الشكل ما ينبغي، السؤال ما ينبغي أن يوجه بشكل إخباري وإنما ينبغي أن يوجه بشكل إنشائي، نعم أقول يجب على العالم العربي والإسلامي أن ينظر إلى هذه المشكلة من هذه الزاوية التي أقولها وأن يصحح النظرة إلى المشكلة الفلسطينية من منظور تاريخي ومن منظور سياسي، ما نعيشه اليوم يعني ما يتعلق بالمنظور التاريخي، عندما غزا الصليبيون هذه البقعة وتوضعوا في فلسطين، هل كان عن طريق الفلسطينيين؟ يعني صلاح الدين الأيوبي كان فلسطينيا، لا كان واحداً من قادة العالم العربي والإسلامي، نور الدين زنكي ومن كانوا معهما، لم يكونوا جماعة يعيشون في فلسطين ومن ثم كانت المشكلة هي مشكلتهم
المقدم: وهل ترون دكتور أنه يتكرر هذا الدور على دورنا، الآن إذا كان صلاح الدين الأيوبي هو كردياً وكذلك الأتراك وغيرهم الذين ساهموا ويساهمون، هل من الممكن أن يرجع نفس الحل بنفس الطريقة؟
الضيف: نعم لا بد، يعني دائما الحل، منطقيا، الحل يكمن في نقيض المشكلة
المقدم: في نقيضها
الضيف: نعم، فإذا كانت المشكلة التي فرضت علينا أن تكون مشكلة فلسطين خاصة بالفلسطينيين كي لا يقوى الفلسطينيون على حلها وعلى الخروج من تحت أقابيلها وآفاتها، إذاً ينبغي أن نصحح هذه المشكلة بأن نفرض على العالم كله بأن مشكلة فلسطين ليست مشكلة الفلسطينيين وإنما هي مشكلة العالم العربي
المقدم: إذاً المشكلة الآن هي لماذا؟
الضيف: لأن المرض الذي يستشري، لا يستشري داخل بقعة فلسطين إنما يستشري في جسم العالم العربي والإسلامي أجمع، إذاً مشكلة فلسطين هي سرطان العالم العربي والإسلامي كله.
المقدم: نعم دكتور، إذاً هذه هي المشكلة، الآن ننطلق إلى الحل ونريد أن نعرف بالنسبة لكم ما هي مقوماته؟ نبدأ مثلا موضوع الطاعة، في القرآن الكريم ورد العبادة والطاعة والفرق بين العبودية والتعبد وكانوا لنا عابدين، و {عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيد}، كذلك ابن القيم ذكر خمسين فائدة للطاعة ومنها الانتصار نريد منكم دكتور محمد سعيد رمضان البوطي الربط بين العبودية والانتصار
الضيف: الآن أنا وضحت لك المشكلة
المقدم: نعم
الضيف: أما إذا أردنا أن نتكلم عن العبادة أو عن العبودية أو عن طاعة الله عز وجل، هذا الكلام ينبغي أن يتوجه إلى من يعيشون هذه المشكلة وإلى من يسري هذا المرض في كياناتهم من العالم العربي، يعني قادة العالم العربي والإسلامي والشعوب، هذا العالم العربي والإسلامي، فأنا إذا أردت أن أتكلم عن الطاعة فينبغي أن يكون حديثي موجهاً إليهم وخاصة إلى قادة العالم العربي والإسلامي والشعوب، أما ما يتعلق بالفلسطينيين حديثي معهم تحصيل حاصل، وأنا أعني الناس الذين يتفاعلون مع هذه القيم التي ذكرناها الآن، إخواننا في فلسطين الذين يتعاملون مع هذه القيم هم، لا أقول هو العامل الأوحد إنما هم نواة النصر
المقدم: لماذا ؟
الضيف: لماذا؟ لأنهم ارتضوا العبودية ولأنهم أعلنوا عن عبادتهم التي هي ثمرة العبودية ولأنهم أعلنوا عن طاعتهم لله عز وجل
المقدم: جميل
الضيف: لكن هذا الوضع غير كاف، اليد الواحدة لا تفعل شيئاً، أليس كذلك؟ ما هي اليد الأخرى؟ اليد الأخرى هي العالم العربي والإسلامي بقادته وشعوبه، إذاً حل المشكلة يكمن قولا واحدا، في أن نخاطب العالم العربي والإسلامي، نسأل قادتهم أأنتم مؤمنون بالله عز وجل؟ أأنتم خاضعون لسلطان العبودية لله سبحانه وتعالى؟ طبعا الجواب نعم ولا شك في ذلك، إذاً لماذا لا نضع الأمور في أماكنها؟ ولماذا لا نضع النقاط على حروفها؟ ينبغي إذاً أن تعلموا أن هذه المشكلة مشكلتكم، وينبغي أن تعلموا أن المرض الذي يستشري ليس دائرا ومراوحا داخل الأرض الفلسطينية، بعض أمراضكم التي تعانون منها من أقابيل هذه الأرض التي احتلت من أقابيل وجود الكيان الصهيوني، إذا ينبغي وأنتم تقولون بحقيقة العبودية لله، إذا ينبغي أن تكونوا مطيعين لأوامر الله، العبادة هي ثمرة العبودية، إذا وأنتم تقولون ذلك ينبغي وأنتم تتلون الكتاب أو تسمعونه ماذا يقول الله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } طيب هذا ما يقوله القرآن، إذا لماذا لا تضعون النقاط فوق الحروف، أنا أريد أن أقول شيئا وهذا ليس سرا ينبغي إخفاؤه، أبو عمار رحمة الله عليه عندما اجتهد وقاده اجتهاده إلى المعاهدة التي تمت بها أوسلو وغاب عن هذه البلد مدة طويلة ثم إنه رجع إليها وكانت هناك مقابلة بعد مدة طويلة مع الرئيس الراحل، كلاهما رحلا رحمهما الله تعالى، يقول حافظ الأسد رحمه الله، يقول استقبلته وعبر عن شوقه و و، وهو صادق في ذلك، ثم قلت له يا أبا عمار نحن نعتقد وما نزال أن القضية الفلسطينية ليست قضية خاصة بسكان هذه الأرض وإنما هي قضية العالم العربي والإسلامي أجمع، لأننا نحن جميعا نعاني من أقابيلها وهي خلقت لكي تكون سببا، ولتسقط العالم العربي والإسلامي فيما تقرره دول الشر في العالم، ولكنكم أنتم في هذه المعاهدة فرضت علينا نقيض ذلك، الآن أصبحت أنشطتنا أنشطة فضول، هناك من يقول لك ما شأنكم بالقضية نحن حللنا مشكلتنا مع الفلسطينيين وانتهت القضية
المقدم: نعم واضح
الضيف: هذا الرجل الذي قضى نحبه وتوفي رحمه الله أدرك أن القضية قضية العالم العربي والإسلامي أجمع لماذا لا يدرك بقية قادة العالم أصلحنا الله وإياهم ونصرنا وإياهم ونصرنا الله وإياهم، لماذا لا يدركون ذلك؟! من نتائج هذه المصيبة والله هي ليست خاصة بفلسطين وهي كانتشار السرطان في الجسم كله من رأسه إلى قدمه
المقدم: بمعنى، كيف القضية الفلسطينية ليست قاصرة؟
الضيف: نحن نعلم أن هذه البقعة الفلسطينية هي منطلق للقوى التي تريد أن تتحكم بالعالم العربي والإسلامي باقتصادنا بسياساتنا وبأخلاقياتنا ونحن نرى بأعيننا نتائج ذلك وأنا قلت لك، بلفور عندما خطط لما خطط له ووعد الكيان الصهيوني بما وعد به، أعلن أكثر من مرة في مجالس استشاريه والوثائق موجودة وتحت يدي موجودة وعندما تشاء ممكن أن أظهرها لك، أعلن أن الهدف من وراء ذلك أن يكون العالم العربي والإسلامي تحت سلطة بريطانيا وكانت بريطانيا آن ذاك هي الشرطي الذي يريد أن يتحكم بالعالم، لم تكن أمريكا آن ذاك نضجت في أوكارها، هذا هو الشاهد على ذلك
المقدم: نريد الآن دكتور تقييمك لمحاور ومعاني مقومات النصر، الآن قدمت تقدمة مهمة في موضوع الطاعة والعبادة ولكن إذا كانت نخبة المجتمع فيهما من الطاعة والعبادة ما يكفي، يرى البعض أنه إذا كانت النخبة صالحة ومتعبدة ومتدينة، لا يعني ذلك، إذا كانت الأمة وراءها منخرطة في حياتها ومتكئة على شهواتها أنه لن يتحقق النصر، هل يشترط فقط إصلاح وصلاح النخبة أم الأمة بكاملها؟
الضيف: لاحظ الكلام الذي قلته، أنا ممن يحسن الظن بالأمة، الشعوب العربية والإسلامية في غالبيتها العظمى هي مفطورة على الصلاح ومستعدة للصلاح والانقياد لأوامر الله في المسألة التي نتحدث عليها، لكن المسألة تحتاج إلى من يقود تحتاج إلى تربية، نحن نعاني، ودعني أقول لك بصراحة
المقدم: ونحن نريد الصراحة في هذا البرنامج
الضيف: نعم، هذا الجيل الذي ينبغي أن يحمل مسؤولية هذه المشكلة ويحمل مفاتيح النصر فيها ينبغي أن يتلقى التربية المثلى، هذه التربية المثلى التي ينبغي أن يتلقاها الجيل منذ النشأة وثم وثم وثم، إلى أن تنضج في أفكارهم القيم المختلفة مفقودة، التربية التي يتلقاها الجيل في عالمنا العربي ثم الإسلامي تقليدية يا سيدي، تصور لو هؤلاء الأطفال منذ نشأتهم بثت في نفوسهم أقابيل الفكرة ونتائجها وآثارها وتبصروا بالخطط الصهيونية الرامية إلى تغير هيكلية العالم العربي والإسلامي وبثت في نفوسهم عاطفة وفي عقولهم إدراك، هذه التربية لسوف تجد أمامك جيل ينهض لحل هذه المشكلة تماما كالجيل الذي حلها أيام صلاح الدين، وآية ذلك أن صلاح الدين، كيف، عن طريق هذه التربية زرع بهذه المدراس وأطلال هذه المدارس لا تزال موجودة، وأيضا على أطلال قاسيون هذه المدارس وكان مشرفا على هذه المدارس، متعلما آناً فيها ومعلما آناً، وبعد عدة سنوات كون نواة جيشه من خريجي هذه المعاهد، لم يكن الخريجون خريجين تقليديين كاليوم، وإنما خرج أناس تلتهب بين جوانحهم مشاعر الشعور بالمشكلة، ومن ثم تصور الخطة التي ينبغي أن تنفذ لحلها فكان النصر بسبب هؤلاء الذين اتخذهم
المقدم: هل هناك من يتمثل هذه الخطى؟ أنا كنت أود أن أقترح مقارنة فبدأت بزمن صلاح الدين الأيوبي، لكن الآن هل هناك من يمشي على خطاهم داخل فلسطين ؟
الضيف: داخل فلسطين هناك ولله الحمد من يسير على هذه الخطى، وربما وأرجو أن لا أكون مبالغا من تجاوز هذه الخطى أيضا
المقدم: يا سلام
الضيف: لكن يا سيدي أنا قلت لك هذا الذي نراه في فلسطين نواة النصر
المقدم: النواة
الضيف: نعم والنواة لا تكفي ينبغي أن يكون في عالمنا العربي والإسلامي من هذه النماذج الكثير، ولعلك تقول هناك الكثير لكن هذا الكثير راقد، هذا الكثير مرابطون في أماكنهم وتغلي المشاعر بين جوانحهم وأنا أؤكد هذا، إنهم لا يستطيعون حراكا، لماذا لأنهم في هذه الحالة بحاجة إلى من يقودهم، في هذه الحالة قادة عالم العربي والإسلامي هم الذين ينبغي أن يقودوا وأن يستثمروا هذا الموجود في شعوبهم
المقدم: إذا هو سؤال عن القادة، القيادة الحكيمة، حاكم وحكيم هل هو شرط الآن ومن مقومات النصر؟ فلا نتفاءل الآن
الضيف: قبل اشتراط الحكمة، اشتراط العقيدة
المقدم: العقيدة
الضيف: العقيدة أولا، والحكمة ثانيا، فالحكمة في فراغ لا تفعل شيئا، أنا أريد من قادتنا أسأل لهم التوفيق، لا أتحدث عن قادة بلد بعينه، قادة العالم العربي والإسلامي عليهم أريد منهم أن يعودوا فيبحثوا عن المعتقد الإيماني بين جوانحهم أن يبحثوا عن معتقد العبودية التي سألتني عنها بين جوانحهم، أهم يمارسون العبودية فعلا لله عز وجل؟ أن يقفوا أمام مرآة الدهر قليلا
المقدم: نعم
الضيف: فإن هم فعلوا ذلك تيقنوا بأنهم عبيد لله عز وجل ولقاؤهم عما قريب، عمر الدهر قصير فما بالك بعمر الإنسان؟ إضافة إلى ذلك عليهم أن يعاهدوا الله عز وجل عليهم أن يكونوا كما قال {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} يقول قائلهم، اللهم إنا قد عاهدناك على أن نسير على النهج الذي أمرت ونحن مرتبطون بظل العبودية لك، نحن ضعاف لكننا نستلهم التوفيق من عندك،
المقدم: دكتور، أنت تصف القادة الذين كانوا أيام الفتوحات والتحرير، لكن الآن هل ينطبق هذا الوصف؟
الضيف: أقول هذا واجبهم، وأنا أقول ولا أخبر، أنا أذكر وآمر إن جاز التعبير، قادتنا أسأل الله لهم التوفيق أن يعوا وأن يدركوا أنهم عبيد لله عز وجل، وأن يدركوا المهام المنوطة بأعناقهم، ليست المهمة عبارة عن المحافظة على هذه الكرسي وإنما المهمة هي المحافظة على هذه الكرسي من النفس، المهم أن يتعاونوا في السير على تحقيق الهدف لهذه الأمة، هذا ما أقوله وعندئذ يأتي دور الحكمة
المقدم: عندئذ الحكمة، نعم واضح جزاك الله خيرا
نريد أن نتوقف عند موضوع الحكام ونتناول مقومات أخرى بعد هذا الفاصل إذا سمحت لنا
مشاهدينا نلتقيكم بعد فاصل قصير فانتظرونا
من جديد نرحب بكم مشاهدينا في حلقة بعنوان النصر مقوماته ومعوقاته وضيفنا هو الداعية الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
دكتور كنا قبل الفاصل نتحدث عن الفئة الحاكمة وهي مقوم من مقومات النصر، استندت استنادا صحيحا واعيا للشرع وللواقع، لكن الآن الحديث الذي يقول لك (لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم) نريد أن نرصد واقع هذه الطائفة بما هو متحقق في فلسطين وعلى قادة الشعب الفلسطيني؟ الفريقان الذان يقودان الشعب الفلسطيني
الضيف: كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حق وكلام صادق ومنطبق إلى قيام الساعة، ومعنى (لاتزال طائفة من أمتي)، لكن لاحظ هنا طائفة (لاتزال طائفة من أمتي) من الفئات الكثيرة ستظل ملتزمة بالنهج وبكل ما يتعلق بأمور الدين والدنيا، هذه الفئة الصغيرة تنطبق على فئة من الحكام وتنطبق على أناس من الشعوب وتنطبق على أناس قلوا أو كثروا في الدول المختلفة لأن هذه الطائفة منتشرة في البقاع في العالم العربي والإسلامي أجمع وأنا أعتبر
المقدم: من فضلك دكتور، هي تنطبق على المجاهدين؟
الضيف: دعني أكمل، وأنا أعتبر أن كلمة طائفة التي عناها المصطفى صلى الله عليه وسلم تنطبق أول ما تنطبق على النخبة الذين لا يزالون في خنادق الجهاد في داخل فلسطين على النحو الذي شرع الله واعتمادا على توجيه أوامر الله وابتعادا عن ما يسخط الله أعتقد أن هذه النخبة في مقدمة من يمثل الطائفة التي عناها الله، والتي طبعا ليست مقتصرة في فلسطين أيضا في العالم العربي والإسلامي يوجد من هذه الطائفة قليل أو كثير، يوجد في قادة العالم العربي والإسلامي من يكونون ضمن هذه الطائفة قلوا أو كثروا، وقد لا يكونوا كثيرين ولكن يجب أن لا نحصر هذه الطائفة في فئة معينة فالرسول الكريم قال من أمتي
المقدم: يعني هذا من أجل الواجب الذي ذكرناه في بداية الحلقة واجب على الحكام والعلماء، وذكرنا الطائفة، الآن كيف يقيم الدكتور البوطي دور الحكام والعلماء حقا وعلى الأرض تجاه القضية الفلسطينية؟
الضيف: تحدثنا عن دور الحكام ولا داعي للمزيد أما عن دور العلماء في الواقع هو دور خطير ومهم جدا، وأعني بدور بكلمة خطير دقيق، علماؤنا أولا مسؤولون أن يتحققوا بعبوديتهم لله في أنفسهم، وأن يطهروا قلوبهم من الشك وأن يطهروا قلوبهم ونفوسهم من المصالح وأن لا يجعلوا من المراكز التي ربما يتبوؤونها في بلدانهم أو أماكنهم لا يجعلوا منها متكأ للوصول إلى المغانم، إذا تحقق هذا الشرط فإن من نتائجه الكبرى، أن الثقة تتوضع في قلوب القادة والحكام نحو مصالحهم، وما لم يتحقق هذا الشرط الثقة لا توجد، يعني أنا مكلف أن أنبه الحكام وأن أنصحهم
المقدم: كعالم
الضيف: نعم، كعالم ولكن لكي يصغي هؤلاء القادة إلى صوتي وكي يثقوا بصدق كلامي ينبغي أن يلاحظوا أنني لا أطمع بكراسيهم وإنما أطمع بعقولهم ينبغي أن يطمئنوا أنني لا أريد مصلحة دنيوية لي، لا أنشد سياسة معينة أبتغي من ورائها، هم طبعا مراقبون إن وجدوا في كلامي فلسوف يصغون السمع، فإذا أصغوا كانت الفطرة الإيمانية موجودة تستيقظ بين جوانحهم التوجه إلى الله عز وجل، نعم هذا هو الشرط الذي ينبغي أن يتوفر لدى العلماء، إن توفر أعدهم دائما أن يصغوا، لكن طبعا إن وجد هذا الشرط الذي أقول، وأن يكون النصح مقيدا بالحكمة مقيدا بمشاعر الشفقة مقيدا بمشاعر الحب هذه حقيقية، لكن ما الفرق؟ الفرق أن علماء ذلك الزمان كانوا من الإخلاص
المقدم: نعم دكتور، لكن نريد على الأرض، هناك علماء القبور وهناك علماء القصور كما كل عصر ولكن الآن تكاد المراهنة تتكرر ولكن بثقل أكثر باتجاه علماء الفنادق والمؤتمرات والندوات أكثر من الذين يساندون الواقع، لماذا؟
الضيف: أنا أشاركك في أن الكثيرين من العلماء جندوا علومهم ووظائفهم لمغانمهم الدنيوية، أنا معك في هذا لكن كل شيء خاضع للإصلاح، أنا أقول هذا الكلام وربما الكثير من العلماء الذين هم أفضل مني يعرفون هذا الكلام، ربما تتداخل بين جوانحهم المشاعر، يعني مثلا لاحظ سليمان بن عبد الملك دخل المدينة وسأل عن العلماء الذين فيها، ودل على علماء منهم سلمة بن دينار وهو من كبار علماء المدينة، ذهب إليه سليمان بن عبد الملك، وجلس إليه جلسة المريد بين يدي شيخه، لماذا؟ لأن سلمة بن دينار كان معروفا بزهده كان معروفا بربانيته وبعبوديته كان معروفا بابتعاده عن المصالح الدنيوية، كلام بسيط جعل سليمان بن عبد الملك يبكي وتذرف عيناه الدموع، قال له يا سيدي لماذا نكره الموت؟ قال لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم آخرتكم فكرهتم أن تنتقلوا من دار عمارة إلى دار خراب، لذلك أنا أريد من نفسي أولا ومن علمائنا أن يكونوا بهذا الشكل، عندئذ أنا على يقين بأن كلماتهم ستدخل في القلوب وسوف تذهب إلى العقول
المقدم: طيب، دكتور ننتقل إلى مقوم آخر مهم من مقومات النصر وهو موضوع الإعداد، هل الأمة تعد فعلا لمقومات النصر ولتحرير فلسطين؟ كيف تقيم مرحلة الإعداد؟ والإعداد له مناح كثيرة
الضيف: إذا سألتني عن الإعداد المادي، أقول لك الإعداد المادي متوفر أكثر مما كان متوفرا أيام النصر الذي قيده الله للمسلمين، العدد المادية موجودة، يعني المال موجود والعالم العربي والإسلامي أنظمة الدول عامة بما تبطنه أرضها وبما يظهر على أرضها، كذلك الأسلحة، لكن كل هذا يا سيدي قيمته كما قيمة الجسد الذي يحتاج إلى الروح، الروح التي ينبغي أن تسري في هذا الجسد، هذا الإعداد المادي، مرة أخرى أقول لك الإيمان بالله عز وجل وليس الإيمان التقليدي، الإيمان بالمصير الذي سنصل إليه خلال سنوات بين يدي الله عز وجل، اليقين بالعبودية لله عز وجل والرسالة التي حملني الله إياها، إذا لم يوجد هذا الأمر فالأسلحة ستتكدس في مجتمعاتنا، بعض الدول الآن جاءت بأسلحة تتجاوز 6 مليارات دولار وأكثر، ماذا عسى أن تصنع هذه الأسلحة، والله الذي لا إله إلا هو لو علم من يرسلون الأسلحة إلينا أنها ستفعل شيئا ما أرسلوها
المقدم: يعني هذه للفتنة بيننا
الضيف: علموا ذلك فلم يبخلوا بهذه الأسلحة، إذا الإعداد المادي لا يكفي، ثمرة لشجرة، والشجرة هي عبارة عن، مرة أخرى أقول لك اليقين بذل العبودية لله عز وجل، يا أخي الكريم قارن بين وسائلنا اليوم في الدعوة والجهاد وبين وسائل الأمم السابقة، عقبة بن نافع عندما وصل إلى أرض في تونس الآن موجودة كلها غابات ومليئة بالسباع الضارية أراد أن يتجاوزها، وضع استراتيجية للدعوة، ماذا فعل، بحث عن بقايا الصحابة الموجودين في جيشه، فوجد اثني عشر صحابيا والباقي من التابعين وتابعي التابعين جمعهم في صباح يوم حتى المساء وأخذوا يتضرعون إلى الله أن يرحل هذه السباع وأن يهيئ لهم منطلقا في هذا المكان إلى الدعوة وفي المساء وقف عقبة بن نافع، وقف في مكان بارز وقف يخاطب هذه السباع، ” أيتها السباع جئنا لنبلغ رسالة ربنا إلى الناس، هلا أعنتمونا على ذلك، هلا رحلتم عنا لكي ننفذ برسالة الله عز وجل إلى عباد الله” رؤيت هذه السباع وهي تحمل صغارها وتبتعد
المقدم: وهذا ثابت
الضيف: هذا ثابت نعم، ارجع إلى تاريخ ابن عساكر تجده، وارجع إلى تاريخ ابن كثير تجده، هي معروفة نعم، نريد هكذا قادة قناعاتهم الدينية الإيمانية على هذا المستوى وسنرى النصر كيف يكون،
المقدم: طيب، دكتور الإعداد بالقوة {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} الصهاينة خططوا واستطاعوا في بازل في سويسرا، صمموا مراحل الدولة وقالوا بعد خمسين سنة على الأكثر سيعترف العالم أجمع واعترف واعترف العرب أيضا وأخذوا وامتلكوا مقدارا كبيرا من القوة، ما هي أنواع القوة اللازمة بعيدا عن التحمس؟ ما هي أنواع القوة اللازمة لتحرير المسجد الأقصى؟ وهل هي متوفرة الآن وبدأت؟ وهل هي الآن في يد جهة معينة داخل فلسطين؟ وسامحني على تكثيف السؤال من أجل الوقت
الضيف: أنا قلت لك ضوابط الإعداد وضوابط القوة هي هذا الذي ذكرته لك ولا أعيد، فإذا وجد ذلك يأتي دور {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} هنا الحديث عن القوة المادية، ينبغي أن يوفر العالم الإسلامي كل ما يمكن توفيره من العدد المادية ومن أنواع الأسلحة المتطورة لأن أعداءنا لا يعتمدون إلا عليها ولا يخافون إلا منها، فهذا واجب، وباختصار أقول له كل ما يظهره العقل الإنساني من العدة ومن الوسائل ومن الأسلحة المتطورة ينبغي أن يتوفر ذلك في أيدي المسلمين ولكن ينبغي بعد كل هذا أن يستنبت في تربة هذا الإيمان
المقدم: يعني هل ينطبق هذا الإعداد ولو كان قليلا على جهة معينة داخل فلسطين؟ وهل ممكن أن ينتصروا بجهدهم وحدهم، العالم الغربي الآن متفرج
الضيف: أولا يا أخي إن هذه الطائفة ونستعمل كلمة رسول الله، أن هذه الطائفة التي توجد على أرض فلسطين لا يتأتى لها أن تستعمل الوسائل المادية الكافية هذه واحدة، هي محرومة من الكثير من الوسائل والعدد التي تتمتع بها وتستعملها أقل بكثير مما ينبغي، الشيء الثاني هل هذا القدر يكفي في مجال الجهاد لتحقيق النصر دون أن يجد من يدعمه من الخارج، هل يكفي هذا؟ ونحن نعلم أن جل العالم العربي والإسلامي يقف موقف المشاهد على المسرح يعني ينظرون وإذا اشتركوا يشتركون في التصفيق فقط، الجواب من حيث سنن الله في العالم لا يكفي، من حيث الخوارق ولله خلق الخوارق، والله كل ما لا ترجوه أرجو مما ترجوه، فنحن نقول إن وجد أناس يقومون في جنح الليل ويلتجئون إلى الله ويستنزلون النصر من عند الله، نعم في ضراعة دائمة لرجال ونساء، حتى النساء اللاتي لا يملكن شيء من السلاح ففي هذه الحالة سهام الأسحار تفعل أكثر مما تفعله سهام الأبكار،
المقدم: هناك الكثير من النقاط في موضوع المقومات، كالثبات والدعاء لكن أريد أن أسأل عن وحدة الصف، وحدة الصف العربي ووحدة الصف الفلسطيني، أريد أن أؤكد عليها الآن، الأعداء الآن لا يريدون أن يكون هناك وحدة، هناك فيتو على وحدة فلسطين وأنت تعرف شيخ حالة الإنقسام التي يعيشها الفلسطينيون الآن، ما مدى ارتباط هذه الوحدة بشرط النصر؟
الضيف: أنا قلت لك يا أخي، شروط النصر مفقودة ولكن هذا الذي تشير إليه موضوع وحدة الصف، وحدة الصف داخل فلسطين مفقودة مع الأسف والسبب في افتقاد وحدة الصف أن وحدة المبدأ مفقودة، ووحدة المبدأ هي التي تحقق وحدة الصف، أنا أرفع الرأس عاليا الآن بموقف حماس والجهاد وعندما أرى ثباتهم وجهادهم أذكر عهد الصحابة عهد السلف الصالح، لكن يا أخي دعني أقول لك، ما يمنعني من التفاؤل وما يقربني من اليأس وأرجو أن لا أقع في غماره، الفلسطينيون أيضا عندما أجد المسؤول الأول في القضية الفلسطينية ينسف القضية وينسى الآلام فيها، وينشغل في تكريم الممثلين والممثلات وتوزيع المال، والمال من صندوق القضية الفلسطينية، طيب كيف يمكن أن أتفاءل مع وجود هذا التقاطع في الصف الفلسطيني الذي ينبغي أن يكون واحدا؟ لماذا يكون الكيان الصهيوني منطلقا من خطة واحدة، لماذا يكون الكيان الصهيوني منطلقا من المقياس للصهيونية العالمية وهي تخطط وأمريكا تنفذ؟ لماذا؟ في حين أننا نحن نظل متخالفين ومتخاصمين ويا ليتنا كنّا متخاصمين مع السكوت، لا، في الكثير من الأحيان متحاربين أيضا، إذاً هذه المسألة التي تسألني عنها مسألة مؤلمة جدا، موضوع وحدة الصف
المقدم: أنت تفرق بين فريقين، فريق تنسيق أمني ومفاوضات، وفريق يقاوم ويجاهد ويخرج حفظة القرآن كما ذكرت يخرج جيلا يذكرك بالصحابة، هل إمكانية وحدة الصف يمكن أن تكون شرعا وواقعا؟
الضيف: أنا قلت لك لله خلق العوائد، يعني يمكن أن يهدي الله عز وجل هؤلاء، هل سيهديهم أم لا؟ طبعا الشيء الذي يصدق على داخل فلسطين يصدق أيضا في عالمنا العربي والإسلامي
المقدم: الآن أخذنا معظم الحلقة في موضوع المعوقات وهي كثيرة، وننهي هذه الحلقة في هذا، هناك كتابات لك عن فلسطين وما زلت تكتب، لندخل قليلا في معوقات النصر في نهاية هذه الحلقة، وبالذات عن موضوع أنت متخصص به وهو عن أثر المعاصي وظهور الفواحش في تأخير النصر
الضيف: هذا الشيء الذي تسألني عنه قتل بحثا، بلساني ولسان الكثير من العلماء في محاضراتهم وكثير من المؤلفين في كتاباتهم، ماذا يفيد أن أحدثك عن المعاصي وآثارها، أنا أقول شيئا واحدا
المقدم: هي تأخر النصر
الضيف: نعم، المعاصي إذا كانت صادرة من ضعف ومن غرائزه التي سلطت عليه مع علم هذا الإنسان العاصي بأنه ينبغي أن لا يعصي الله، وبأنه ينبغي أن يكون ملتزما وأن يلتزم بأوامره ونواهيه، أقول لك ولهؤلاء الإخوة: المعاصي لا تحرم الأمة من النصر، لماذا؟ لأن هذا العاصي في النار وهو يعصي بيده، لكن متى تكون المعاصي سببا للخذلان؟ هذا إذا كان منطلق المعاصي الاستخفاف بالدين ومنطلق المعاصي الاستخفاف بالمعصية، الفرق كبير بين من يعصي وهو يعلم أنه عاص ويتألم من ذلك في قرارة نفسه بأنه عصى الله وأنه معرض لسخط الله، تمر الساعات وهو يتضرع إلى الله، هؤلاء معاصيهم لا تحرمهم من النصر
المقدم: ولكن أليست هذه المعاصي، وأريد أن أسأل فقط لا أن أقرر، المعاصي هذه أريد أن نشخص حالة التدين والمعاصي في المقابل في لحظات وفي أعوام قليلة، منذ احتلال فلسطين، كان الشيخ البوطي يشاهد هذا الاقتراب والابتعاد من التدين؟
الضيف: أنا طبعا في كل مرحلة من المراحل هناك ملتزمزن وهناك شاردون، والشاردون قسمان، منهم من يعلمون أنهم شاردون ومتألمون لشرودهم ومنهم متباهون لشرودهم، أنا لا أقول بأنه في عام 67 كان الالتزام أكثر أو كان أقل لكن أنا أقول لك شيئاً: في العام 67 عندما وقعت الهزيمة، هكذا شاء الله عز وجل، ثلة من الجنود رجعوا في الطريق ووجدوا أن وقت الصلاة قد حان، فاتخذوا أماكنهم وقاموا يصلون كانوا آنذاك خبراء سوفيت عندنا وهم كثير في ذلك الوقت، مر على هؤلاء وأخذوا ينظرون إليهم وهم يصلون، وخاطبهم أحد هؤلاء الخبراء، وقال لماذا تصلون؟ إن الإله الذي تصلون له لم ينصركم، فقال له أحدهم وأظنه الإمام، قال: نحن نصلي له لأنه لم يخسف بنا الأرض، نحن كنا نستحق أكثر من ذلك، صحيح أننا ملتزمون لكن ثمة منا المنافقون، فينا من هم مراؤون، هم مجاهدون في الظاهر ومخططون مع العدو في الباطن، هذه الصورة التي كانت في الأمس، ممكن أن أقول اليوم موجودة أيضا صورة قريبة
المقدم: نعم، إذاً نختم بموضوع المبشرات، أنت قلت قبل قليل وكنت متفائلاً وقلت من على الأرض من الطائفة المنصورة تذكرك بالصحابة، منهج التغيير يفرز دائما إذا كان صحيحا في الاعتماد على الله مبشرات، ما هي المبشرات التي يراها الشيخ البوطي في أقل من دقيقة إذا تكرمت؟
الضيف: هذه المبشرات الكيان الصهيوني يرونها فكيف لا نراها، الكيان الصهيوني يعلم أن المسلمين سينتصرون لكنهم يقولون فيما بينهم ليس هؤلاء المسلمون الذين سيتغلبون علينا، جيل آخر، وأنا أقول: إن نصر الله عز وجل آت لا ريب فيه، وكيف أشك بكلام قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قولا واحدا الكيان الصهيوني سيلاقي جزاءه في الدار الدنيا ولسوف يكون هذا الجزاء عبرة لكثير من الناس في الدار الدنيا، قولا واحدا، لكني لا أستطيع أن أضع تاريخا، فهذا الكلام يعلمه الله عز وجل، شيء ثان أن جهود هؤلاء الفلسطينيين وغير الفلسطينيين لن تذهب هدرا
المقدم: بإذن الله تعالى نأمل أن هذه المبشرات، نشكر الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الكاتب والمجرب والمعايش للدعوة وللسيرة زمناً طويلا، وأسأل الله أن يجزيه خيرا، انتهى وقت الحلقة نشكرك شكرا خاصا باسم فريق البرنامج كما نشكركم مشاهدينا وإلى اللقاء في الحلقة القادمة من برنامج فقه القضية، ونلتقي في الأسبوع القادم دمتم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله