د. محمد سعيد بكر
د. وليد قصّاص
د. عمر الجيوسي (المقدم): السلام عليكم ورحمة الله، وتحية خاصة لكم مشاهدينا، مشاهدينا صلاح الدين الأيوبي فردٌ لم يتكرر منذ فتح حطين لأنه تكاملت فيه صفات كثيرة، ومن هذه الجوانب أنه كان شخصاً رياضياً صلاح الدين الأيوبي كما كان أستاذه الملك نور الدين حيث كانا لاعبي بولو أو الصولجة كما كانت تُسمى، لم يكن هذا اللعب من باب اللهو ولكن من أجل أن يتم تدريب الخيل على سرعة الانعطاف في الكر والفر في المعركة، وكي يكون لدى قادة التحرير جسد قوي قادر على تحمل الأعباء والمشقات، نفتخر كذلك بتميز وتفوق المهنيين المرابطين والاستشهاديين والمقاومين خصوصاً أنهم في فوّهة الجهاد، ويواجهون بل ويرصدون معركة الإعداد البدني لشباب وجنود الكيان الصهيوني، مشاهدينا لنكن صريحين مع أنفسنا فمنذ فترة وأنا أبحث عن ضيف من علماء الشريعة يكون شخصاً رياضياً ولم أجد، وهذا يدل كم نحن مقصرون تجاه أجسادنا، لكن أخيراً هذا الانتظار أثمر ووجدنا ضيفاً يُعدّ أول مسلم وأول عربي يؤسس رياضة قتالية معترف بها عالمياً وصار لها بطولات عالمية، وأخذ اسم هذه الرياضة القتالية من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فعُرفتْ عالمياً باسم (قوة الرمي)، وهذه الرياضة تلتزم الآداب الإسلامية فليس فيها سجود للمدرب ولا للملعب ولا للخصم، هذا المؤسس والمدرب يحمل أحزمة وألقاباً وبطولات وشهادات دكتوراه متعددة، نرحب بالدكتور وليد قصّاص في هذه الحلقة ضيفاً عزيزاً، ويصحبنا كذلك الدكتور محمد سعيد بكر مدير ومؤسس مجموعة (أحسن للتنمية المتكاملة) وعضو رابطة علماء الأردن، حياكم الله، دكتور محمد سعيد دعني أبدأ معك يعني كنا مثل ما ذكرنا في البداية منذ فترة وأنا أبحث عن ضيف من علماء الشريعة يكون مثلاً حاصلاً على بطولات، يكون عنده نادٍ رياضي، يكون متخصصاً في الرياضة القتالية، أنا بالنسبة لي ما وجدتُ، قرأت نصاً لابن تيمية “جسدك مطيتك إلى الآخرة” ما توجيهكم لعلماء الشريعة في هذا المجال الذي على الأغلب نحن مقصرون فيه؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): بارك الله فيكم سيدي وجزاكم الله خيراً، الذي أعلمه أنّ العلماء هم ورثة الأنبياء، الواجب على علماء الشريعة أن يأتسوا بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يحرض المؤمنين على الإعداد بالحالة أو بالمقال، فكان صلى الله عليه وسلم متسابقاً عند السباق من الدرجة الأولى، وكان مصارعاً عند المصارعة من الدرجة الأولى عليه الصلاة والسلام، وهو بهذا يدفع باتجاه يقتدي به أصحابه ومن بعدهم ابتداء، فيحثهم بذاته وبنفسه على التدريب الجسدي والبناء الذاتي.
د. عمر الجيوسي (المقدم): ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مصارعاً، تقصد مثل قصة ركانة؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): نعم صرع ركانة وصرع غيره صلى الله عليه وسلم، الأمر الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث على التدريب وعلى بناء الجسد وعلى الرماية، فقد روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل على قوم وهم ينتظلون السهام، يرمون بالسهام، فقال صلى الله عليه وسلم: “ارموا بني إسماعيل فإن أباكم رامياً” تشجيعاً، فأمسك الطرف الثاني عن الرماية لأن النبي صلى الله عليه وسلم شجّع بني إسماعيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارموا أنا مع بني فلان، فأمسك بنو إسماعيل عن الرماية باحتساب أن النبي صلى الله عليه وسلم سيكون مع الطرف الثاني، فقال صلى الله عليه وسلم: “ارموا وأنا معكم كلكم”، دخل النبي صلى الله عليه وسلم مع الفريقين مشجعاً وحاثاً، وهنا يكمن دور القائد في التشجيع بحاله أو بمقاله بحيث يشكل النموذج في بناء الجسد، وهذا ينبغي على علمائنا أن يأتسوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن يكونوا فعلاً مثله بقوة أجسادهم وبقوة ألسنتهم التي تحث الناس على التدريب ورفع الجاهزية.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني لو قلنا الحكم الشرعي للإعداد البدني؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): الحكم إذا كان الجهاد في سبيل الله فرض كفاية، فإن الإعداد فرض عين على كل مسلم ومسلمة في كل زمان ومكان.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب قل ذلك من أول الحلقة.
د. محمد سعيد بكر (الضيف): نعم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسند صحيح: “ستفتح عليكم فتوح ويكفيكم الله _يعني القتال_ فلا يعجزن أحدكم أن يلهو بأسهمه” هذا يعني أن الإعداد واجب حتى في حال السلم والأمن والأمان.
د. عمر الجيوسي (المقدم): إذن هو الإعداد البدني فرض عين؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): فرض عين على كل مسلم ومسلمة ولا يجوز للمسلم أن يهمل جسده.
د. عمر الجيوسي (المقدم): هنيئاً لك دكتور وليد قصاص، الدكتور وليد يعني نموذج بصراحة من الناحية العلمية الأكاديمية ما شاء الله أكثر من رسالة دكتوراه في مجال الرياضات القتالية، وهذا بعض كتبه وكتب تحت الطباعة، عشرة دان أيضاً في الأحزمة في ألعاب أخرى واتحادات وإلخ سنأتي لها بالتفصيل، لكن دكتور وليد قصاص يعني بعد معاناة وبعد جهد وبعد خبرة أسست لعبة أخذتها من حديث النبي صلى الله عليه وسلم “ألا إن القوة الرمي” حصرها بالرمي، كون هذا البرنامج دينياً تاريخياً ما الملامح التي تقول أن هذه اللعبة غير أنها من الحديث النبوي تخص ملامحها الالتزام الديني وثقافتنا الإسلامية؟
د. وليد قصّاص (الضيف): اسمح لي في البداية أن أتوجه بتحية شكر وتقدير إلى حضرتك دكتور عمر ولأسرة برنامج على خطى صلاح الدين لدعوتي إلى هذه الحلقة، نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما فيه خدمة أمتنا وشبابنا وجيلنا القادم، في البداية أود أن أعرّف عن معنى كلمة القتال، القتال إلى ماذا يشتمل؟ القتال بشكل عام يشتمل على اللكم اللكمات والركلات والرمي والتثبيت، الرمي بمعنى رمي الخصم على الأرض والتثبيت على الأرض، بالإضافة إلى القتال بالأسلحة المتنوعة كالرماية بالسيوف والنبال والرماح، كل المعدات التي كانت تمتاز فيها بالحروب قديماً الصحابة والأجيال التي كانت تحارب في ذلك الوقت، حقيقة كنا نبحث علماً أنه لدينا إثباتات تاريخية تدل وتشير على أن هذه الفنون القتالية ابتدأت من منطقتنا، ونحن مع الأسف نهمل كل ما لدينا وأي شيء يأتينا من الخارج نلحق به، كنا نفكر أننا نحن…
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني عفواً قلتَ جاءت من منطقتنا، يعني هل هناك صور أو منقوشات تدل على ذلك؟
د. وليد قصّاص (الضيف): هناك صور فوتوغرافية ومنقوشات على الجدران منذ حوالي 3500 سنة قبل الميلاد تدل وتشير على أن هذه الفنون من لكْم وركل برسومات موجودة على الجدران، من لكم ورمي وتثبيت كالمصارعة وغيرها كما ذكر الدكتور رسولنا الكريم أيضاً مارس المصارعة وهذه تدل وتشير، وهناك آيات وأحاديث كثيرة تدل كيف يكون القتال، من هنا أتينا بتأسيس رياضة نهدف من خلالها إلى أن نرجع إلى تاريخنا وحضارتنا، ولم نجد أفضل من تسميته بقوة الرمي، قوة الرمي كما ذكرت…
د. عمر الجيوسي (المقدم): حضرتك شخصياً اخترت هذا الاسم (قوة الرمي) انطلاقاً من حديث النبي؟
د. وليد قصّاص (الضيف): بعد معاناة طويلة كنا نفكر بماذا نسمي هذا الأسلوب؟ لم نجد أفضل من تسميته بقوة الرمي من قول الرسول عليه الصلاة والسلام: “ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي”.
د. عمر الجيوسي (المقدم): أنا رأيت التسميات التي ذكرتها ست أو سبع تسميات باللغة الإنجليزية.
د. وليد قصّاص (الضيف): نعم رددها ثلاث مرات، ولو أخذنا المعنى اللغوي لكلا الكلمتين نجد أن القوة هي كل الفنون القتالية بشكل عام يدرب لتحقيق القوة، قوة العقل والروح والجسد، وأيضاً الرمي بمعناه رمي اللكمات هي رماية، ورمي الركلات هي رماية، ورمي الخصم على الأرض هي رماية، وبالأسلحة هناك أيضاً رماية بالنبال والرماح والسيوف كلها من أنواع الرماية، والرماية لا تقتصر فقط على رمي الأسهم.
د. عمر الجيوسي (المقدم): دكتور كلمة رماية هل تعني لك شيئاً آخراً؟ يعني كأنك سرحت في كلمة رماية.
د. محمد سعيد بكر (الضيف): نعم كلمة رماية لا يعني فقط أن ترمي شيئاً بمعزلاً عنك، أفضل وأشرس وأكثر أنواع الرماية شجاعة أن ترمي بنفسك، ومن هنا جاءت فكرة الانغماس بالعدو لصناعة حالة أكبر من حالة يعني إصابة أو إصابتين في هذا العدو، بل إصابة العدو في مقتله، أن تلتمس وأن تُشعر هذا العدو أنك شجاع كما كان يفعل أبو دجانة وغيره من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ينغمس انغماساً كاملاً، ويريهم منه بأساً رضوان الله تعالى عليهم.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب أنا تركت جزئية معك دكتور وليد أعود لك، لكن دعني فقط أكمل سؤالاً يعني ذكرتً نماذجاً من حياة النبي صلى عليه وسلم، والدكتور ذكر نموذجاً لرياضة الرمي التي هو مؤسسها وواضع قوانينها والزي الذي فيها، سنأتي إلى تفاصيلها ونتعرف عليها أكثر، لكن بالنسبة لصلاح الدين الأيوبي يعني بالتأكيد هذا الفارس كان له صفات بدنية هائلة لأن بعض الناس يقولون أنه كانت رجلاه تأخذ شكل ظهر الفرس من كثرة إمضاء كثير من وقته فوق ظهر الفرس، بالتالي يعني إذا كان هناك مرجع أو معلومات عن ملامح شكله لصلاح الدين الأيوبي؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): هو كل من يرسم صورة لصلاح الدين الأيوبي يرسم شكل إنسان يظهر عليه أنه حاد الذكاء، متألق روحياً وإيمانياً هكذا تشعر كأن له صلة خاصة بالله تعالى، ويظهر عليه أيضاً من ملامحة قوة الجسد وقوة البنية، هو كان يمارس رياضات عديدة منها رياضة البولو وغيرها، أنا أظن أن الثقة بالنفس لا تأتي إلا من الممارسة ومن التدريب ومن التجريب، هو حصل على شيء من الثقة بالنفس شكّلت شخصيته وهذا التكامل في شخصيته ما أدى به إلى أن يهزم هو ومن معه بقوة قلبه وجسده وفكره أكثر من 11 ملكاً من ملوك الصليبيين، حتى وصل إلى فتح بيت المقدس.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب مدى أهمية وتلازم البنية الجسدية بالقائد العسكري المجاهد؟ هل يمكن أن ينفصلا عن بعضهما؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): الحقيقة قوة الجسد تمنح صاحبها ثقة كما أنها تمنح من يفتي ثقة، الآن أنت في ميدان معركة هذا الميدان يحتاج إلى قوة ذهنية متقدمة وقوة روحية أيضاً متقدمة، تريد أن تتصل بالقوي سبحانه وتعالى حتى تمارس القوة، أيضاً الجسد لكن يعني إذا أردنا أن نقول أن هناك تلازماً أكيداً وأنه ما من قائد عسكري إلا وكان يملك قوة جسدية لا نستطيع أن نقطع بذلك، عندنا نماذج في تاريخنا المعاصر والقديم تقول بأن القائد العسكري إن ملك القوة الإيمانية والقوة الفكرية وقوة التخطيط والإدارة هذا يكفي مبدئياً، وتحته جيش من الطاقات والقدرات البدنية وغيرها، أحمد ياسين وسنأتي أظن في تفصيلنا في هذه الحلقة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دعنا نرجع فقد قاطعنا الدكتور بسؤالك، كنا نسألك عن الملامح التي تتكلم عن أنّ رياضة قوة الرمي فيها التزام، التزام في ثقافتنا وديننا، طبعاً أنا أقدم هذا السؤال وقبله كان يجب أن أقول أنك أنت أول مسلم وأول عربي يضع رياضة عالمية لها بطولات ولها امتدادات في أكثر من دولة.
د. وليد قصّاص (الضيف): نعم بعد التوفيق من عند الله سبحانه وتعالى بتسمية هذه الرياضة بقوة الرمي، أخذنا كل ما في هذه الرياضة وضعنا لها أنظمة وقوانين خاصة بها مستنبطة من واقع تراثنا وأخلاقياتنا وديننا الحنيف، كما ترى هناك الأساليب المتعددة المنتشرة في دول العالم، هذه الشعوب أوجدت أساليب خاصة لها تنشر من خلالها ثقافاتها وحضارتها ولغتها وفي كثير من الأحيان معتقداتها الدينية، هذه الشعوب التي أوجدت أساليباً خاصة بها كالصينيين واليابانيين وغيرهم من الشعوب، وحتى التسميات نراها عند الكونغفو بمعنى الكونغفو كلام صيني، اللعبة الكورية الرياضات الكورية التاكواندو هي كورية، الكيكبوكسنغ اللكم والركل أمريكي أو كندي، الكاراتيه بمعنى لو ترجمنا الكلمتين الكاراتيه ما معناهما باللغة العربية؟
د. عمر الجيوسي (المقدم): في الرياضة أنت مارست الكيكبوكسنغ يعني؟
د. وليد قصّاص (الضيف): كل الألعاب، أنا من مؤسسي رياضة الكيكبوكسنغ.
د. عمر الجيوسي (المقدم): لكن معك عشرة دان في أي لعبة؟
د. وليد قصّاص (الضيف): بشكل عام بالكيكبوكسنغ وقوة الرمي وأساليب القوة والدفاع عن النفس.
د. عمر الجيوسي (المقدم): كنت تقول أن اسمها قوة الرمي يعني عندما الدول الأخرى أو الثقافات الأخرى يأخذون الكلمة كيف يلفظون قوة الرمي يعني؟ يعني صعبة عليهم؟
د. وليد قصّاص (الضيف): قوة الرمي، يعني عندما أقول لك أنا اسمي وليد ما معنى كلمة وليد؟ التسمية أو الاسم؟
د. عمر الجيوسي (المقدم): نقصد يعني سهل أن تسوَق عالمياً قوة الرمي؟
د. وليد قصّاص (الضيف): في البداية نعم، في البداية (قوة) الأجنبي يلفظ كلمة (قوة) أمامي يفهمها، الآن الجميع يقولون قوة الرمي وبكل سهولة كما نحن نقول كاراتيه، كاراتيه باللغة العربية كاراتيه باللغة الإنجليزية كاراتيه باللغة اليابانية، حتى على الزي (البدلة) مكتوب عليها بالأحرف اللاتينية قوة الرمي.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني انتشرت في كم دولة؟
د. وليد قصّاص (الضيف): انتشرت عالمياً، نحمد الله بأنها اليوم أصبحت لدينا في الاتحاد الدولي أكثر من سبعين دولة عضو في الاتحاد.
د. عمر الجيوسي (المقدم): ما شاء الله يعني بالآلاف مئات الآلاف.
د. وليد قصّاص (الضيف): وإن شاء الله خلال أسبوعين لدينا بطولة العالم لقوة الرمي ستُقام في جزيرة سانتوليني في اليونان بإذن الله، أريد أن أكمل ما بدأته حول هذا الموضوع من هنا أتينا، لماذا نحن لا يكون لدينا أسلوب خاص بنا أسوة ببقية السشعوب؟ فأوجدنا هذه الرياضة ووضعنا لها قوانيناً وأنظمة مستنبطة كما أسلفت من واقع تراثنا وحضارتنا وأخلاقياتنا، لماذا؟ لأن من يمارس ألعاب الكونغفو أو الأساليب الأخرى عندما يدخل إلى معبد الشولن يجبرونه على السجود إلى بوذا، وأيضاً من يمارس رياضات ألماتاي أو غيرها من الأساليب أيضاً يؤدون طقوساً دينية، وشبابنا المسلم والعربي يؤديها أيضاً قبل بدء المباريات يؤدون الطقوس.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب ما تحيتكم إذن عندما تدخلون الملعب؟ يعني أنا رأيت صوراً للألعاب شرق آسيوية يسجد للمدرب يركع للاعب الخصم، يسجد للملعب حتى.
د. وليد قصّاص (الضيف): وفي كثير من الفنون الأخرى بعض الرياضات الأخرى اليابانية عندما لا يكون المدرب موجوداً يضع صورة ويسجدون للصورة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): نعم، طيب بالنسبة لكم ما التحية؟
د. وليد قصّاص (الضيف): نحن نعلم هذه الأجيال بأن لا تسجد ولا تنحني إلا لله رب العالمين، لأن الخضوع والانحناء والسجود لا يجوز إلا له سبحانه وتعالى، تحيتنا هي معبرة يقف اللاعبون أو اللاعب أمام المتدرب أو عندما يفوز يضع اليد اليمنى نحو القلب ويلفظ كلمة سلام، كلمة سلام العالم كله الآن ينادي بتحقيق السلام.
د. عمر الجيوسي (المقدم): ما قصدكم عند القلب؟
د. وليد قصّاص (الضيف): يعني تحية من القلب، حتى الحركة معبرة، لو قال لك أحد ما مرحبا ليس السلام عليكم بتحية الإسلام، تقول له أهلاً يا أخي، أهلاً كيف حالك؟ كيف صحتك؟
د. عمر الجيوسي (المقدم): جميل، ما شاء الله الحديث معك مشوق، والتجربة غريبة ورائعة، وتجيب عن أسئلتنا عملياً وهذا ما نبحث عنه في البرنامج، أن نجد آليات لكل حلقة ومبادرات، إذا خرجنا بمبادرة في كل حلقة أو حلقتين واكتشفنا آلية أعتقد أن هذا البرنامج يقدم الشيء المطلوب، دكتور هناك جيش من الميوعة والخنوع والتساهل والتفلّت مقابل هذا الجيش من الملتزمين سواء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أم في صفوف المقاومين الذين يقاومون الاحتلال، يعني ما رسالتك؟ ما رسالة صلاح الدين الأيوبي المتوقعة لمثل هؤلاء المتساهلين الذين يفرطون في شكلهم وفي جوهرهم؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): جميل، الحقيقة هنالك في عالمنا العربي حالة من الغياب عن مثل هذي المعاني القوية الإعداد المتكامل أو إستراتيجية المقاومة الشاملة والإعداد الشامل، فتجد التركيز على الناحية الفكرية وإهمال الناحية التربوية والإيمانية، تجد تركيزاً على الناحية الإيمانية وإهمال الناحية الجسدية، الآن في عالمنا العربي إجمالاً الرياضة تعني بناء الجسد بعيداً عن الروح والفكر للأسف، فينطبق على الكثير يعني مع الحب والتقدير للجميع جسم الكذا وأحلام العصافير، تجد جسداً تجد عضلات مفتولة لكن روح وفكر وبوصلة باتجاه تحقيق شيء معين هذا غير موجود، الله تبارك وتعالى…
د. عمر الجيوسي (المقدم): وهذا يراد عفواً على المقاطعة، وهذا يراد لشباب دول الطوق بالذات.
د. محمد سعيد بكر (الضيف): لماذا؟ لأنهم يريدون للرياضة أن تصبح ميدان تشاكس وليست ميدان تنافس، ميدان تناكف وليس ميدان تعارف، الله تبارك وتعالى يقول: “لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة” ليس هنالك أي إرادة رسمية للخروج لذلك ليس هناك شيء اسمه إعداد العدة، العلماء يقولون لأعدوا له عدة من العُدة العَدد والعِدد، العَدد الأجساد والعِدد الأسلحة، لا يمكن أن يكون هنالك عَدد من غير عِدد أو عِدد من غير عَدد، الرياضة هي التي تجسّر الهوّة بين العَدد والعِدد، رجال يمكن أن يحملوا هذه العِدد وهذه الأجهزة وهذه الأدوات ويقابلوا الخصم دفاعاً على الأقل عن الدين عن العرض عن المقدسات، الآن ما نراه في شوارعنا ميوعة تخلف تخدير تسكين لهذا الشباب، كلمة مراهقة أُطلقت على هذا الشباب من أجل ماذا؟ هذه كلمة دخيلة من أجل إرهاق هذه الأمة، إعطاء هذا العنوان رهقاً وإرهاق.
د. عمر الجيوسي (المقدم): في سورة الكهف فزادوهم رهقاً.
د. محمد سعيد بكر (الضيف): رهقاً تعب، لكن في الأصل هي فتوة وليست إرهاقاً، لو رجعت إلى التاريخ ستجد أن محمد الفاتح كان يحمل من البناء المتكامل الروحي والفكري والجسدي ما أهّله وهو يملك من العمر تقريباً 22 أو 21 سنة ونصف أن يفتح بإذن الله تبارك وتعالى القسطنطينية التي يعني نحن الآن في إستديوهات فيها.
د. عمر الجيوسي (المقدم): نعم نصور في إسطنبول، دكتور وليد دعني إذا ممكن أن تدمج معلومتك بسؤالي لأننا لدينا أسئلة كثيرة معكم، والحلقة من بدايتها قوية وشيّقة، الآن دعنا نعود للإنسان الأول والمهن الأولى، العربي بدأ حياته بقطع الطريق وهناك شعوب بدأت بالصيد وهناك بالقنص، وهناك…، يعني يتأمل الإنسان في الطبيعة فيجد أن حتى القط عندما يريد أن يهجم يخبئ جزءاً من جسده وكذلك اللاعب، يعني كيف اكتشف الإنسان هذه الرياضة؟
د. وليد قصّاص (الضيف): هناك أقاويل متعددة، البعض يقول هذه الفنون أو هذا القتال بدأ في الصين والآخر يقول في اليابان والآخر يقول في الهند، إنما هذه الفنون أو هذه الحركات القتالية كان الإنسان يقلد بها الحيوانات في كيفية القضاء على الخصم.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني المدرب الأول للإنسان هو الحيوان؟
د. وليد قصّاص (الضيف): نعم، أنت تعلم أن الحيوان يدافع عن نفسه بالفطرة، غريزة خلقها الله سبحانه وتعالى فيه كالقط، كما ذكرت القط مثلاً نقطة الضعف عنده الأنف، عندما يريد أن يتعارك مع حيوان آخر تلقائياً يضع يداً عند الأنف واليد الأخرى يحاول أن يضرب بها، فهذه غريزة يغطي بها نقطة الضعف، وأيضاً كما نرى في اللكمات أو الملاكمات نقطة الضعف عند الإنسان هو الفك، ولذلك يغطي الملاكم الفك ويغطي الأضلع، الأضلع نقطة الضعف أيضاً لماذا…
د. عمر الجيوسي (المقدم): حتى عند التمساح الفك العلوي هو فيدافع…
د. وليد قصّاص (الضيف): ويضرب باليد الأخرى، يجب أن يحمي الفكين والأضلع، الأضلع لأنها ضعيفة ليست كالمعدة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): رأيت لقطات كثيرة يعني بطولات وكذا، لكن المكان لا يتسع لها، نعطيه جزءاً، لكن ما شاء الله رشاقة بطريقة استثنائية، لكن الرسالة في موضوع الرسالة هذه البداية، رسالة شبابكم الذين يشاركون في البطولات يختلفون عن الجيش الذي ذكر عنه الدكتور بعض المعلومات يعني الجيش المفرغ من الشباب المائعين، يعني بالتأكيد هناك البطولة هذه تلزم لإعداد الشباب المسلم الملتزم، هل هناك نسبة من الملتزمين دينياً في هذي النوادي والبطولات العالمية؟ بالذات في قوة الرمي؟
د. وليد قصّاص (الضيف): بالتأكيد، بقوة الرمي وبالألعاب القتالية أو الرياضيات القتالية الأخرى هناك كثير من الملتزمين، ولكن أريد أن أشير إلى نقطة هامة، نحن كلنا مقصرون لماذا؟ لأننا مسؤولون عن بعض الأمور، أعطي مثالاً هنالك بعض الرياضيين وأنا أعرفهم شخصياً ابتدؤوا ووصلوا إلى مراكز مهمة جداً في القتال في البطولات العالمية، وحققوا إنجازات مشرّفة وجيدة وفجأة ابتعدوا عن التدريب، ولماذا؟ عندما تواصلنا معهم لماذا هذا الانقطاع فجأة؟ نتفاجأ بأنّ هناك من يفتي لهم بأن الضرب على الوجه حرام، أريد أن أشير إلى هذه النقطة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): صحيح دكتور أن الضرب على الوجه حرام؟
د. وليد قصّاص (الضيف): الضرب على الوجه في حالة التأنيب وليس في حالة إعداد الأنفس، كيف نعد أنفسنا إذا لا نسمح للرياضي أن يتبارى أو أن يلعب خوفاً من الضرب على الوجه، هذا إعداد الأنفس، إعداد الأنفس كان الصحابة رضوان الله عليهم أثناء التدريبات على القتال بالسيوف يخدشون بعضهم بالسيوف أحياناً، في كثير من الأحيان في التدريبات يخدشون بعضهم بالسيوف، فهذا هو إعداد الأنفس، فكيف يكون الإعداد إذا فجأة هذا الرياضي يبتعد بحجة أن الضرب على الوجه حرام، والعلم عند الله نحن نعلم أن الضرب في حالة التأنيب أليس كذلك؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): استثناءات في حالة القتال ليس هنا فقط، حتى الكذب لا يجوز لكنّه في حالة الحرب روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنما الحرب خدعة” هناك استثناءات للإعداد وللقتال تختلف الحقيقة عن واقع الحالة بشكل عام.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب لدينا دقيقة قبل أن نذهب إلى فاصل، (مجموعات أحسن للتنمية المتكاملة) هل تشمل الإعداد البدني؟ أنت مؤسس وأيضاً مدير هذه المجموعة، وهل هي على مستوى الأردن فقط؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): يعني (مجموعة أحسن للتنمية المتكاملة) تسعى إلى هدفين اثنين: نشر الفكر الإسلامي الأصيل هذا أولاً، ثانياً: تأهيل الدعاة إلى الله تبارك وتعالى على بصيرة، وتشتغل بشكل عالمي داخل الأردن وخارج الأردن بما أُتيح لها من وسائل التواصل المختلفة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني يجب أن نتوقف بعد أن نفكر فيها، مشاهدينا نلتقيكم بعد فاصل قصير إن شاء الله.
من جديد نرحب بكم مشاهدينا على خطى صلاح الدين بصحبة الدكتور وليد قصاص مؤسس رياضة قوة الرمي، وبصحبة الدكتور محمد سعيد بكر مدير ومؤسس (مجموعة أحسن للتنمية المتكاملة) ودكتور الشريعة، دكتور محمد دعني معك فقط بنقطة، قلت تعليقاً على كلام الدكتور وليد أن سبحان الله يؤلمنا ويؤسفنا أن حتى الحيونات تدافع عن أنفسها، وننحن في وضع ندافع عن عدونا حتى، الآن لو رجعنا إلى التربية الصحيحة في بيوتنا، ما تعليقك على تقصيرنا وتقصير الآباء ورسالتك إليهم؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): الحقيقة فعلاً الحالة التي وصلنا من استباحة، الضرورات الخمس الدين والعقل والعرض والمال والنفس هذه الحالة محفزة لنا كي نبدأ نزرع من جديد لإنتاج جيل قادر على المقاومة، قادر على المجابهة، قادر على رد الحقوق، الله تبارك وتعالى يقول: “والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون” كيف يمكن أن تنتصر بجزئية من الجزئيات؟ الحق من غير قوة تحميه حق ضائع، وبالتالي ينبغي علينا أن نعلم أولادنا وأن نزرع في أولادنا فكرة البناء المتكامل، فنبني عندهم الناحية الرياضية البدنية من خلال الانتساب إلى عدد من الأندية الملتزمة التي فعلاً توجّه التوجيه الصحيح، الناحية الروحية والإيمانية أنا لا أدري كيف حصل هذا الفصل وهذا الانفصام بين هذي النواحي كلها، إذا كانت الصلاة فيها من الحركات الرياضية، حتى حركة الرقبة وحركة الإصبع هذا كله تعبيراً عن يعني تكامل في البناء، الحج فيه رمي قوة الرمي أليس كذلك؟ وفيه طواف وفيه سعي، عندما نذهب إلى العمرة ما يأتي الشوط السابع ونحن شباب إلا وقد انهارت القوة لأنه ليس هنالك لياقة، لاحظ إذن كل العبادات حتى الزكاة البعض يظن أن الزكاة مبلغ من المال تدفعه، هو عمل عام كامل وكر وفر في الأسواق وهنا وهناك حتى تأتي اللحظة التي تدفع فيها الزكاة، والمزارع عندما يحصد “وآتوا حقه يوم حصاده” إذن هي حقيقة، الإسلام بأركانه الخمس يعزز فينا البناء المتكامل وليس هناك شيء اسمه انفصام نكد بين الروح والفكر والجسد.
د. عمر الجيوسي (المقدم): تمام، دكتور قلتَ في البداية بأن الرياضات في أصلها سواء في عالم الإنسان أم الحيوان أم في كل الألعاب القتالية الشرقية والغربية فيها اللكم وفيها الركل، وفيها إخلال التوازن وفيها التثبيت.
د. وليد قصّاص (الضيف): مجزأة، إنما مجزأة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): نعم الآن يعني هناك شباب في فلسطين يعني بإمكانيات بسيطة جداً يحاولون الخروج، أنا لا أدري إذا عددناها توصية أخرى أيضاً في هذه الحلقة إذا كان وأنت رئيس أكثر من نادي وأكثر من اتحاد على مستوى قارة آسيا وربما أكثر أيضاً، الاتحاد الدولي أيضاً، فأنا أدعو وأطالب كصديق الآن بتوصية أن تولوا رعاية إلى شباب فلسطين لأنهم هم في فوّهة الجهاد مثل ما كرنا في المقدمة، هل تسعون لذلك؟ أو هل يشاركون أصلاً معكم؟
د. وليد قصّاص (الضيف): صدّقني بلا مبالغة نحن نسعى بكل ما لدينا إلى دعمهم ومساعدتهم بكل الأمور، وإنما في كثير من الأحيان عندما ندعوهم للمشاركة في الخارج يجدون صعوبة في الخروج والعودة، هذه المشكلة التي يعانونها، وإنما في بعض الأحيان يشاركون معنا في دورات تدريبية ونسهّل لهم الأمور، عندما نقوم بإحدى الدورات في مصر مثلاً يحضرون ويشاركون في كثير من الأحيان كدورات تدريبية، ويجدون صعوبة إنما في الخروج والمشاركات الدولية في كثير من الأحيان، وإنما من ناحيتنا نحن لا نقصر.
د. عمر الجيوسي (المقدم): ولكن نريد المزيد صراحة.
د. وليد قصّاص (الضيف): المزيد نحن جاهزون بكل ما نستطيع.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني حتى تعميم مشكلتهم في اتحاداتكم الدولية.
د. وليد قصّاص (الضيف): أعطيك مثالاً في الاتحاد العربي عندما قمنا بتأسيس الاتحاد العربي لرياضات قوة الرمي، فوراً هنالك مركز أُعطي فوراً لفلسطين ليكون أحد الأعضاء من فلسطين عضواً في اللجنة التنفيذية دون أن يحضر، هذه مثلاً أبسط الامور أن فلسطين حاضرة عضو في اللجنة التنفيذية، وهذه أيضاً موجودة في قانون واتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية وأوصي كل الاتحادات العربية بأن يكون هناك مركز موجوداً في فلسطين كدعم لإخواننا في فلسطين.
د. عمر الجيوسي (المقدم): دكتور أنا أحب في البرنامج أن أتنقل بين الواقع والتاريخ والنص والتجارب والنماذج الجميلة في حياتنا، يعني لسنا مفصولين عن واقعنا، هناك جيش من المثابرين والأقوياء بنيةً أثبتت غزوة الخندق وجودهم، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم، وفي مشهد عمرو بن الود العامري عندما تحدّى سيدنا علي بن أبس طالب، نريد أن نذهب معك إلى ذلك الخندق.
د. محمد سعيد بكر (الضيف): جميل، هذا الخندق فعلاً يشكّل ذلك النموذج من القوة المتكاملة، قوة التحدي التي تصنع حركة أطياف الفريق وأطياف المجتمع المحب للمشروع الصادق من أجل بناء شيء عظيم، الذي أذكره في مواصفات الخندق أنه بطول سبعة كيلومترات، وبعمق ثمانية متر وبعرض خمسة متر، تتكلم عن جهد عظيم بُني بأدوات بسيطة وبظرف من الخوف، وقد تحزّب الأحزاب دون غطاء آمن، اليهود من ناحية يحاولون اختراق الصف واختراق الجبهة، والمنافقون وجيش من المشركين، النبي صلى الله عليه وسلم يشارك ويحث ويشجع لأنه هو “إذا كنتَ إمامي فكن أمامي” كان في الطليعة وفي المقدمة، حتى في بناء الخندق قيل أنه كان يحمل بدل اللبنة لبنتين عليه الصلاة والسلام، وهو الذي كان يحفر وكان يضرب في الخندق في الصخر، وعندها كان يبشر الصحابة أنه فُتحتْ روما وفُتحتْ كذا، هذا يعطي مدلولاً أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان عن هذه الحالات، والحالة البدنية على الرغم من أنه كان سنه تزيد على خمسين عاماً، في حينها بُعث في البعثة في أربعين 13 سنة يكون 53 يعني تقريباً حوالي 57 عاماً تقريباً كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم عند الخندق، وهذا الحفر أدى إلى تحدي في الطرف الآخر، وجاء عمرو بن ود العامري وأراد أن يتحدى “من يتحداني؟ من يتحداني؟” ووقف له علي رضي الله عنه ذاك الشاب الفحل من فحول الإسلام، قيل أن علي رضي الله عنه عندما ضربه وقطع رجله أن رجله عندما طارت _رجل عمرو بن ود العامري_ هدمت خيمة بأكملها من شدة هذا الرجل وسوءه وبطشه.
د. عمر الجيوسي (المقدم): أنا سمعت رواية أنه هو رمى برجله على المسلمين.
د. محمد سعيد بكر (الضيف): قيل أن هذه الرِجل هدمت خيمة الحقيقة سواء هي طارت أم أنه رماها، هذه يدل على شدة علي رضي الله عنه وصلابته، والحقيقة عندما نعلم أن عدو الإسلام يخاف منا أكثر من خوفه من ربنا سبحانه وتعالى، “لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله” هذا يعني أنهم يخافون من جسد وروح وفكر يعني شيء متكامل.
د. عمر الجيوسي (المقدم): دكتور نرجع إلى بطولاتكم والأندية، هناك شباب صغار في سن معين بالذات لعبة كمال الأجسام، يحذرون الناس لا تربوا أولادكم على كمال الأجسام لأسباب طبية، وأنت لك رسالة دكتوراه في الطب الرياضي ومؤلف أيضاً تحت عنوان الطب الرياضي، يعني هل في الناحية الطبية والناحية النفسية من أثر في التدريب بالذات كمال الأجسام؟ لأن بعضهم يأتي إلى المنزل منفوخاً ومتكبراً ويصرخ على أخواته.
د. وليد قصّاص (الضيف): كما قال الدكتور بناء الجسد يجب أن يوازي بناء الروح والنفس، التوجيهات الأخلاقيات بالدرجة الأولى في الأندية هي مهمة جداً، ولكن ما يؤسفنا من ممارسات خاطئة عند ممارسي كمال الأجسام باسم المكملات الغذائية، يأخذون الإبر الهرمونية وإبر السيليكون والمنشطات، هذي كلها تؤثر سلباً في الصحة في الكبد والطحال وهذي الأمور كلها، تؤثر فيهم لذلك يجب الابتعاد عن كل هذه الأمور أثناء التدريبات، وأيضاً من الأخطاء التي يمارسها رياضيو كمال الأجسام أنهم يهتمون ببناء العضل وينسون مرونة المفاصل وتمدد العضل، في الخارج تجد هناك متخصصين يدربون هؤلاء الشباب على بناء الأجسام وإنما يجب أن يتدرب على الليونة وعلى اللياقة البدنية وكل هذه التدريبات، لأننا نرى عند ممارسي كمال الأجسام يمشي كقطعة واحدة كقطعة خشب، حتى عندما تناديه يلتفت كقطعة واحدة وليس عنده المرونة الكافية، لأنه يهتم ببناء العضل وينسى الأمور الأخرى، هذه من الاخطاء، نعم كالرجل الآلي، وأيضاً ببعض الأحيان ترى بعض الرياضيين يهتمون بالجزء الأعلى من الجسم بناء العضل، وعندما ترى الأرجل أو الجزء الأسفل من الجسم ترى الأرجل ضعيفة جداً، ليس هنالك من تماسك بين الجزء الأعلى والجزء الأسفل بحجة أنه ممكن أن يزهر الجزء الأعلى وأن الجزء الأسفل ليس هنالك من أحد سيراه، ببعض الأحيان يعني.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب سؤال محرج قليلاً يعني أنت متخصص في الطب الرياضي، هل يؤثر هذا على العملية البيولوجية والإنجاب يعني كمال الأجسام؟
د. وليد قصّاص (الضيف): بالتأكيد عندما يأخذ من هذه الإبر الهرمونية ستؤثر على الخصوبة، وكثير من الأمور هناك مضار في العديد من المحاضرات أعطي الابتعاد ثم الابتعاد ثم الابتعاد عن هذه المنشطات وبحجة أنها مكمّلات غذائية، لماذا؟ لأن ممارسي هذه الرياضة يريدون أن تنتفخ العضلة بأسرع وقت ممكن، فهذا لا يمكن أن يكون إلا بأمور ليست طبيعية.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور محمد بأسرع وقت قال الدكتور يعني هناك أناس يبدؤون ينمون بسرعة إلخ، الآن العالم لو سألك أحد ما يعني لا يحتاج كل هذه الرياضات ولا تخصص الدكتور وليد ولا النوادي ولا البطولات، لأن العالم الآن أصبحت الحرب مثل ابننا عندما يلعب بلايستيشن، كبسة زر ليس كبسة رز عند بعض الشعوب يعني، فبالتالي ما الداعي إلى هذه الرياضات يعني؟ الذي يقرأ الكتاب وتحطمت الطائرات عند الفجر، يعلم كيف أن الطائرات في مرابضها في الدول العربية بالذات في مصر وسورية انتهت قصة الطيارين، ما الداعي إلى هذي الرياضات إذن؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): جميل، هناك قاعدة قرأتها في هذا الباب يقولون أنه يمكنك أن تهزم الخصم إلكترونياً، لكن لا يمكنك أن تنتصر عليه إلا من خلال جيش المشاة، يمكن أن تهزمه إلكترونياً بالضرب والقصف وكذا، لكن لا يمكن أن تملك أرضه إلا بجيش المشاة، وجيش المشاة يحتاج إلى لياقة جبارة لياقة بدنية هائلة جداً، الآن في الثورات المختلفة وحتى في فلسطين الجو مكشوف تماماً في غزة الجو مكشوف، لكن في الميدان هناك رجال، وجبن الحالة اليهودية كجيش وكمشاة وكذا هو الذي أدى إلى تراجعهم وانسحابهم في مقابل القوة البدنية الهائلة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب رسالتك إلى هؤلاء الشباب الذين يرابطون في غزة تحديداً، وهي أرض ساحلية مكشوفة وهم ربما يعيشون تحت الأرض أصلاً؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): رسالتنا المزيد من المثابرة والإعداد والتحضير.
د. عمر الجيوسي (المقدم): أنا أتكلم عن الإعداد البدني اليوم.
د. محمد سعيد بكر (الضيف): في الإعداد البدني تحديداً الإعداد البدني، الكلام جميل الذي تفضل به الدكتور القدرة على التعايش مع الظروف المختلفة، المرونة، السرعة، الثبات، حسن إصابة الهدف والاقتراب منه أكثر، الكر والفر، كل هذا يحتاج إلى إعداد.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يخطر في بالي ايضاً في نفس الموضوع يصنعون مصارعاً ضخماً أمريكياً أو أوربياً أو إلخ، وفعلاً ضخم ومتدرب وقوي ولكم وحضور وثبات، لكن في المقابل لو كان هذا عدواً أو كان صهيونياً وجاء إلى الشباب المجاهدين، شباب يعني الواحد منهم ممكن وزنه 50-60 كيلو، يعني نشعر بالتأكيد أن ما له أي قيمة كل الذي تدربه لماذا؟ لأن هناك فارق آخر ما هو؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): هو الحقيقة روى الإمام أحمد بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال _حتى لا يكون هناك غرور واغترار بالقوة كقوة مادية_ يقول صلى الله عليه وسلم: “إنما تُنصرون وترزقون بضعفائكم” أحياناً الضعف بحد ذاته قوة، وكنزي عجزي، بمعنى استشعارك أنك ضعيف أمام قدرة القوي سبحانه أنت تملك شيئاَ، تعد ما استطعت، نحن نعد العدة المستطاعة وليس العدة المكافئة، قد لا نستطيع أن نعد العدة المكافئة لكن العدة المستطاعة من بناء جسدي وروحي وإيماني وفكري وتحضير وخطى….
د. عمر الجيوسي (المقدم): أقصد هل يجرؤ هذا البطل المصنوع صناعة أن يكون بين الوقع؟
د. وليد قصّاص (الضيف): لو سمحت لي أريد أن أوضح هذه النقطة، من تجارب عملية على الأرض في القتال في الاتحام القوة هي قوة العقل قبل أن تكون قوة العضل، وأؤكد لك ذلك؛ لأن هناك نقاط ضعف في جسم الإنسان مهما بلغ من ضخامته، نقاط الضعف عندما يكون هذا الشاب الصغير الحجم يعلم أين نقاط ضعف الإنسان أثناء التدريبات على القتال، فيتغلب عليه وبسهولة، وليست الضخامة هي دليل قوة، أؤكد لك ذلك ومن خلال تجارب عملية على الأرض.
د. عمر الجيوسي (المقدم): جميل، دكتور بالنسبة لرياضة قوة الرمي نحن نعتز بهذا الاسم، ونحن بنينا حلقات كثيرة على حديث النبي صلى الله عليه وسلم ألا إن القوة الرمي أكثر من حلقة، بالتالي دعنا فقط نستفيد أيضاً كمعلومات، نسمع أن هناك حزاماً أبيض وبرتقالي وأسود وأسود واحد دان إلى عشرة إلى أكثر إلخ، الآن في كتبك وأبحاثك يعني رأيت المسألة أو الدرجات تسمونها يمكن في نجمة وهلال وشمس وقبضة وقبضة واحد وقبضة عشرة إلخ، يعني لماذا اخترتم هذا بالذات؟
د. وليد قصّاص (الضيف): بما أنه لدينا أسلوب رياضي قتالي خاص بنا لا نريد أن نقلد الآخرين، كل ما لدينا كما ذكرت في البداية هو مستنبط من واقعنا، وكل ما كنا نمتاز به، يعني مثلاً لماذا أخذنا هذه الدرجات وليس تقليداً للآخرين بعملية تدرج ألوان الأحزمة، أخذنا الدرجات من الرموز التي كانت وما زالت يهتدي بها العرب والمسلمين في أعيادهم وأسفارهم، في علم الفلك عندما يترقبون الهلال في الأعياد بعد رمضان والعيد يترقبون الهلال وهكذا، هذه الرموز لو نظرنا إلى السماء في أثناء الظلام الحالك نرى النور أخف نور في السماء هو نور النجمة، النور الذي يليه هو الهلال قمر غير مكتمل، النور الذي يليه القمر بدراً مكتملاً، والذي يليه الشمس ساطعة بمعنى لو فلسفناه أخذنا الفلسفة الفعلية هو تدرج، إن هذا المتدرب يأخذ يتنور يأخذ من العلم تدريجياً إلى أن وصل إلى درجة القبضة التي تعادل ما تعادل درجة الحزام الأسود.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب رتّبْ لنا أول حزام أو أول درجة.
د. وليد قصّاص (الضيف): الدرجة درجة النجمة، يعني تعادل درجة الحزام الأصفر بالألعاب.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني أقل إضاءة؟
د. وليد قصّاص (الضيف): النجمة يعني نور يعني بعضه بسيط، يعني عنده من العلم القليل، النور الذي شخص تعلم بشكل أكبر درجة الهلال، وضعناهم على فقرات الأصابع، الدرجة التي بعدها القمر، التي بعدها الشمس هو درجة السيف في العربي، بمعنى أن هذا المتدرب حقق القوة الكاملة أخذ كل هذه الدرجات ووصل إلى درجة القبضة، نستطيع أن نقول الآن وكأنه حقق درجة الحزام الأسود، يعني من ناحية لها معنى ومأخوذة من تراثنا من حياتنا من تاريخنا هذه الأمور، وليس بها أي تقليد من الآخرين.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني الدكتور وهو يتكلم كنا نستحضر أنا وإياك يمكن بعض الأدلة الشرعية بحسب تخصصنا، “وعلامات وبالنجم هم يهتدون” “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته” عن الهلال أم لا؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): ولما سئلوا عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم قالوا هو كالقمر، قالوا هو كالسيف، قال لا بل كالقمر.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور يعني الملك الشهيد نور الدين زنكي يعني لم يكن هذا الشخص الضخم إلخ، لكنه يعني أيقظ قواه الخفية وإيمانه القو وأدلة كثيرة سُردت من ضيوفنا في حلقات كثيرة يعني، ماذا عن التواصل المضني بين القلب والإيمان والعقل والعضلات في حياة نور الدين زنكي الذي كان مواظباً بحسب المراجع على ممارسة الألعاب الرياضية المتعلقة بالفروسية وغيرها؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): يعني الحقيقة ما قيل في صلاح الدين يُقال أيضاً في نور الدين، هي المواظبة والمثابرة التي تجعل الإنسان يصل إلى مرحلة من الخبرة المتقدمة، في أي ميدان يريد أن يفتي فيه، أنت الآن ميدان عسكري تريد أن تفتي في هذا الميدان ينبغي عليك أن تتحسس أدوات هذا الميدان، لذلك كانت المثابرة وكانت المواظبة حتى وصل إلى ما وصل إليه في الإفتاء الجهادي والإفتاء القتالي، الإمام الشافعي عليه رضوان الله ما كان يفصل مطلقاً بين قوة العلم وقوة الجسد، قيل أنه كان يرمي عشرة أسهم يصيب منها تسعة أو قيل عشرة، وكأنه هو الذي قال: “ما تعلمنا سداد الرأي إلا من سداد الرمي، ولا سداد الرمي إلا من سداد الرأي” لاحظ.
د. عمر الجيوسي (المقدم): على كل سنأتي لنحدد أكثر مصطلح الإعداد البدني لكن وقت الفاصل حان من فترة، نعود لكم ونعود لكم مشاهدينا بعد فاصل إن شاء الله.
من جديد نرحب بكم مشاهدينا على خطى صلاح الدين بصحبة الدكتور وليد قصاص مؤسس رياضة قوة الرمي، وبصحبة الدكتور محمد سعيد بكر دكتور الحديث النبوي ومؤسس (مجموعة أحسن للتنمية المتكاملة)، دكتور محمد سعيد يعني كثيرة الأمثلة في واقعنا وفي تاريخنا، القعقاع لا يمكن لأحد أن ينساه، كثير من الأسماء قوة خالد بن الوليد، قوة الاستشهاديين الآن يعني بالنسبة للعدو الصهيوني عدّها شيئاً خارقاً لا يمكن السيطرة عليه، رجل قعيد في فلسطين أزعج وحرك المنطقة أيضاً، وقلتَ في بداية الحلقة أنّ الإعداد البدني واجب وفرض عين نعم.
د. محمد سعيد بكر (الضيف): هو الإعداد بشكل عام واجب وفرض عين لأن الله تبارك وتعالى يقول: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل” كل أنواع القوة وإن كانت الآية هنا أشارت إلى القوة البدنية، وفي حديث الإمام مسلم الذي ذكره شيخنا دكتورنا الفاضل “ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي” عدونا يملك نقاط ضعف شديدة، الله تبارك وتعالى يقول: “تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى” هذه نقطة ضعف، ونحن نملك نقاط قوة ويمكن أن نُنصر عليهم بالرعب إن أحسنا الإعداد وأحسنا الاستعداد، وقد حصل أن نُصرنا عليهم بالرعب عندما رأى أعداء الإسلام أنّ جيش الإسلام يملك من القدرة والقوة البدنية والمرونة، بحيث يخرج من مكة المكرمة ويصل إلى أطراف الشام خاف عدو الإسلام وهرب، أحمد ياسين عليه رحمة الله هو في الحقيقة عنده قوة متقدمة جداً يملك تحريك القوة، يقود قدرة وقوة تحريك الطاقات والتأثير والتحريض، “يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك” وحرض المؤمنين، القدرة على…
د. عمر الجيوسي (المقدم): والشيخ كان لا يملك إلا لسانه والتحريض، وجسده بالكامل مشلول.
د. محمد سعيد بكر (الضيف): وهذا بحد ذاته قوة، أن تملك تحريك الموارد البشرية التي حولك بصناعة مشروع مقاوم متقدم هذه أمّ القوى، هذه أمّ القوى بحد ذاتها لأنك لا تملك أن تكون جيشاً كواحد، فأنت بمعية أصحاب القوى الأخرى قوة مالية قوة فكرية قوة بدنية قوة الشباب، القوة المكثفة هي قوة الشباب حقيقة فيها كل أنواع القوة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): والشيخ أصلاً هو فقد قوته البدنية وهو في التمرين للقوة البدنية أيضاً.
د. محمد سعيد بكر (الضيف): صحيح وكان يمارس الرياضة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): نعم، دكتور وليد ببساطة سؤال بسيط مهم جداً في هذه الحلقة، ما البرنامج اليومي العملي المطلوب من الإنسان المسلم الذي يريد أن يبني قوة بدنية؟
د. وليد قصّاص (الضيف): بشكل عام؟
د. عمر الجيوسي (المقدم): بشكل عام حتى غذائياً، لكن بوقت قصير.
د. وليد قصّاص (الضيف): قبل أي شيء يجب عليه أن يضع الهدف، ما الهدف؟ الهدف إعداد الأنفس أن أكون جاهزاً، بمعنى يجب أن أتدرب على تدريبات أكون بها جاهزاً، عند الدفاع عن نفسي عن وطني عن عرضي عن ديني يجب أن أكون جاهزاً، هناك عدة تدريبات منها الجري لزيادة اللياقة، السباحة ممكن أن يمارس السباحة في بعض الأحيان، أنا أتكلم عن الأمور المتاحة أمام أي شخص، عندما يمارس السباحة يذهب إلى البحر يتدرب في بعض الأحيان، الجري يساعد على تنشيط القلب والدورة الدموية في الجسم، بالإضافة إلى حركات التقوية البدنية، ليس بالضرورة أن يذهب إلى نادي رياضي وبه معدات كثيرة، العمل اليومي، لماذا؟ من منا لم يلاحظ أن اليد المنى التي يستعملها الإنسان بكثرة هي أنشط من اليسرى؟ نتيجة التعود على الحركة، وإنما لو أهمل اليد اليمنى واستعمل اليد اليسرى لكانت العكس اليد اليسرى هي الأنشط، فطبقْ هذا المثل على جميع أعضاء الجسم كلما كان الإنسان يعني يدرب أعضاء جسده كلما كان جاهزاً في أي وقت كان، وإنما لا يضيّع أوقاته في التدريبات العشوائية التي هي كملهاة، فقط ألعاب الكرة مثلاً، لا، أتدرب على كيفية الالتحام كيفية الدفاع عن النفس كيفية هذه الأمور والتدريبات العملية التي قد تساعد في إعداد الأنفس أن أكون جاهزاً في حال وُجدتُ في موقع ما في حالة دفاعي عن نفسي عن عرضي عن ديني، هذا هو ما قصدناه بإعداد الأنفس أن أكون جاهزاً في أي وقت كان، فالتدريبات العملية هذه أبسط الأمور التدريبات على أساليب الدفاع عن النفس، كيف أدافع عن نفسي عند الهجوم والدفاع وعملية الركض وإعداد الجسد وهذه الأمور.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب قبل سؤالي هناك سؤال صغير، هناك ألعاب ورياضات قتالية، هناك رياضات تؤدي إلى القتل والموت ما حكمها؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): التدريب ينبغي أن يكون فيه ضوابط وفيه محاذير، وذكر الدكتور الفاضل موضوع الهدف إذا كانت الرياضة لأجل الرياضة يصبح عندنا أزمة أخلاقية وأزمة شرعية وأزمة فكرية، أما إذا كانت الرياضة لأجل بناء جسم لهذه الامة جسم قوي أنا أظن أننا سننأى بأنفسنا عن كل ما يؤذي الخصم، بل على العكس سنجد هناك من التسامح وهناك من التعاطي الإيجابي مع هذا الخصم، وإلا نصل إلى مرحلة القتل، وهناك أنواع من الملاكمات والمصارعة الحرة القاتلة هذه منكرة وهذه محرمة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): الآن سؤالي هذا السؤال خطر في بالي وأنا يعني الدكتور يتكلم، سؤالي الآن في موضوع مختلف لكن ينتمي إلى موضوع الهدف الذي ذكرتماه، صحيفة بديعوت أحرنوت أيام حرب الاستنزاف ذكرتْ أن الكيان الصهيوني طلب من الأمم المتحدة أن تتوقف هذه الفرقة غير الآدمية عن الجيش المصري يتكلم، كانوا طبعاً يعدون أنفسهم بطريقة خصوصاً في أسبوع الجحيم في القوات الخاصة قوات الصاعقة، التدريب العسكري التدريب على الإنقاذ البحري التدريب على الغطس الدفاعي الغطس الهجومي، تدريب أيضاً في برك ذات ملوحة عالية جداً وفيها جراثيم قاتلة، وحرمان متواصل من النوم، يعني تدريب خاص لمهمات خاصة، الآن ماذا عن الهدف في موضوع الجيوش وهذه البنية وماذا عن المقارنة بين أهداف الجيوش الآن؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): كنا نتمنى أن تكون فعلاً هذه الجيوش تُعد إعداداً متكاملاً لمعركة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: “لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود” لكننا وجدنا ولا نزال نرى أنّ هذه يبدو أنها تُعد من أجل يعني قتل شعوبها، من أجل إيذاء الناس، من أجل كذا، فزمزم لما شُرب له، والجيوش لما تُعد له، والأعمال بالنيات فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كان إعداده لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته أو إعداده إلى ما أعدّ إليه، يبدو أن هنالك توجيهاً من أجل صناعة حالة من الحماية والحراسة لأمن وكيان اليهود في المنطقة، ولأجل ذلك تُعد كثير من الجيوش أقولها وأنا أتأسف والله.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور وليد يعني في المقابل هناك مشكلة الأوزان الزائدة سواء في الجيوش أو في الشباب، يعني قرأت عن دولة خليجية صغيرة تستهلك مئة مليون كذا أي العملة شوكولاته في الشهر ويستهلكها شبابها، الأوزان الزائدة كلما زادت الرتبة العسكرية زاد التكرّش.
د. وليد قصّاص (الضيف): صحيح وهناك أدلة كثيرة، نرى كثيراً من الرياضيين يكونون عندنا في الأندية الرياضية يكون اللاعب ذا رشاقة وجيد، ويدخل إلى العسكر أو الجيش أو القوة الأمنية نراه بعد فترة بسيطة انتفخ، هذا دليل على الكلام الذي تفضلتَ به حضرتك، نرجع هنا نرجع إلى الأهداف هل هذه الجيوش لديها أهداف ما؟ إذا كان لديها أهداف ما يجب عليها الإعداد بطريقة ما أن يكون جاهزاً عند الضرورة، فهذا دليل على أنهم…
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني يا جماعة ظهر الهدف هو كل شيء.
د. وليد قصّاص (الضيف): طبعاً لماذا؟ لأنك عندما تضع هدفاً معيناً يجب أن تعد له برنامجاً خاصاً.
د. عمر الجيوسي (المقدم): كي لا نذكر فقط السلبيات ونتندّر بما يحصل لأمتنا، يعني هناك أيضاً جوانب مشرقة في الشباب في دول عربية كثيرة ومنها الخليج العربي، بطولات عالمية يحصلون عليها في الألعاب القتالية والرياضات القوية وقيادة الطائرات والزوارق الحربية تحت حديث النبي صلى الله عليه وسلم _بما أن هناك هدف_ “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف” لكن نختم بهذا السؤال في دقيقة معك دكتور محمد، ما أهم معوقات الإعداد البدني أمام جيل التحرير؟
د. محمد سعيد بكر (الضيف): هناك معوقات الحقيقة نفسية، لو كان هنالك فعلاً وضوح في الرؤية، وجود دافع أن الإعداد فضل وفرض لتحصيل شيء لهذه الأمة، هذا الدافع غاب، لأجل ذلك خارت القوى عن الإعداد، هناك إشكالات أو تحديات وموانع خارجية يعني أنك إذا أردت فعلاً أن تعد نفسك بمستوى متقدم ستُمنع، سوف توضع عليك ملاحظات أمنية، سوف تُلاحق، سوف كذا…، باحتساب أن هنالك من يقوم عنك بمهمة الدفاع عن الأمة وعن الأوطان وعن كذا، أنت مطلوب منك أن تكون عنصراً مستهلكاً أكل شرب نام في هذا المجتمع وفي هذه الأمة، لا يُراد لك أن تفكر ولا أن تبني نفسك بأي مستوى من مستويات البناء، وهذا لا يعفينا الحقيقة من هذا الواجب، الواجب علينا أن نتحرك بشكل فردي، بشكل مجتمعاتي، بشكل تجمع، بشكل روابط، بشكل أندية لنخلص إلى هذه الحالة التي يحبها الله عز وجل.
د. عمر الجيوسي (المقدم): ونحن نخلص في هذه الحلقة إلى مجموعة من الأحكام الشرعية، وتقدير كبير للبطولة التي اكتشفها وأسسها الدكتور وليد قصاص وهي رياضة قوة الرمي، ولبعض المبادرات والتوصيات لضيفي الكريمين، ومنا أيضاً كمقدم وضيوف لفريق البرنامج ولمن بعدهم من مشاهدينا الكرام، الشكر موصول لك دكتور وليد قصاص مؤسس (قوة الرمي)، والدكتور محمد سعيد بكر مؤسس (مجموعة أحسن للتنمية المتكاملة) كما ننقل لكم تحيات فريق البرنامج، ودمتم مرابطين على خطى صلاح الدين، هذي تحياتي عمر الجيوسي وتحيات المنتج أحمد العكلوك، السلام عليكم ورحمة الله.