د. محمد الخضري
د. عبد الله المشوخي
د. عمر الجيوسي (المقدم): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم مشاهدينا في فلسطين وفي كل مكان، هل يمكن أن تُحرر القدس أو تُحتل من غير إعداد عالمي؟ وكيف نفسر انتصار الكفار واحتلالهم القدس مراراً؟ بعض الجماعات الإسلامية ترفع شعار (وأعدوا) وربما أعدوا أكثر مما أعدته الدول، وهناك حركات جماعات إسلامية لا تتبنى إلا نوعاً أو نوعين من الإعداد رغم أننا نكتشف من كلمة واحدة في القرآن وهي (وأعدوا) أنواعاً كثيرة من الإعداد، الإعداد العقائدي والروحي والبدني والإعداد العسكري والأمني واللوجستي، أيضاً الإعداد الإعلامي المهني الأخلاقي النفسي، والإعداد العلمي وغير ذلك الكثير من أنواع الإعداد الموزعة على جغرافيا الثغور، مشاهدينا صلاح الدين قائد أحيا الله به أمة الإعداد فما خطوات الإعداد التي حرر بها بيت المقدس؟ ولماذا نقلب نحن سلم الإعداد لتحرير القدس؟ بينما يستمر الصهاينة في صعوده، مشاهدينا كيف حدث هذا الإعداد الأعجوبة ليهود متفرقين في العالم وفي التاريخ؟ وكم المسافة والفجوة بيننا وبين الكيان الصهيوني في الإعداد؟ مشاهدينا أيها التواقون لتحرير القدس طوال حلقات هذا البرنامج نحاول معكم وضع برنامج وخطوات تضعنا على طريق تحرير القدس في ظلال آية الإعداد، ونؤسس لهذا كله بحلقة اليوم وهي بعنوان (ما استطعتم من قوة) ويصحبنا عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين في الخارج الدكتور عبد الله المشوخي، ويصحبنا كذلك الدكتور الطبيب محمد الخضري، مرحباً بكما ضيفي الكريمين حياكما الله في هذا البرنامج على خطوات صلاح الدين، طبعاً نحن في البداية نرحب فيكم باسم المشاهدين وباسم فريق البرنامج حياكما الله.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): بسم الله الرحمن الرحيم، تأذن لي دكتور عمر أولاً في البادئ أبتدئ أنا أتوجه بالشكر إلى هيئة علماء فلسطين في الخارج التي لها دور كبير وعظيم في خدمة القضية الفلسطينية، وحشد كل طاقات الأمة في الخارج من أجل خدمة القضية الفلسطينية من كل الجوانب، كما أتوجه بالشكر إلى أهلنا في الأرض المحتلة في فلسطين العزيزة في الضفة الغربية، وأهلنا المرابطين في قطاع غزة وأتمنى لهم التحرير والصمود والثبات في وجه الأعداء إن شاء الله.
د. عمر الجيوسي (المقدم): أكرمك الله، دكتور هل تحب أن توجه إلى الأهل في غزة أي كلمة أو الأهل في فلسطين عموماً؟
د. محمد الخضري (الضيف): إني أود أن أتكلم نيابة عن أهلنا في غزة أرض العزة بأنهم على طريق التحرير طريق صلاح الدين لإنقاذ القدس وتحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الصهيوني.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يا رب يا رب، دكتور عبد الله دعني أبدأ معك وأنت عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج، الإعداد قصة كبيرة له شواهد في النص الشرعي الشواهد هذه التزم فيها الأنبياء، التزم فيها الصحابة، المحررون، وكذلك يعني لو أخذنا أنواع الإعداد سنجد -وأنا أفكر في كلمة وأعدوا قبل أن نعد الحلقات هذه- وجدتُ أنه يعني خرجت على الأقل بـ18 عنواناً من أنواع الإعداد ذكرنا بعضها في المقدمة، لكن السؤال من الناحية الشرعية نريد أن نأخذه على جزأين من الشرع يعني بعض الشواهد التي يستحضرها الإنسان الذي يريد أن يحرر القدس أو القائد، ومن الواقع أنه هل يمكن أن يحرر القدس أو يحتل القدس أمة ما أو شخص ما من غير إعداد عالمي؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): لا هو يعني أولاً لو نظرنا إلى الإعداد نلاحظ أنه سنة شرعية، فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن نعد العدة من البداية في قوله تعالى “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” كما أننا نلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ بالأسباب ويعد العدة، فيجهز الجيش وينطلق من قاعدة صلبة ويقسم الجيش إلى ميمنة وميسرة ومقدمة ومؤخرة وقلب، ويواري ويأخذ بكل الأسباب سواء في الغزوات أو في الدفاع، والأدل على ذلك أنه في غزوة الخندق أخذ بكل الأسباب وحفر الخندق، والحقيقة عندما نتأمل في إعداد الرسول صلى الله عليه وسلم نلاحظ أن الإعداد يعود إلى أمرين، أمر مادي يعني يتعلق في إعداد السلاح وحفر الخندق ويعني التجهيزات التامة للمعركة من كل الجوانب، والإعداد المعنوي وهو أن يحفز الجنود على الجهاد في سبيل الله وعلى الصبر وعلى الثبات في كل الجوانب.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب نحن سنتناول الإعداد المعنوي في حلقة كاملة، على كل هذا منهج النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك أنا سألت شقاً ثانياً من السؤال للدكتور محمد ممكن يساهم معنا في هذه، إن الإعداد لتحرير القدس لا بد إعداد يعني لاحتلال القدس وإعداد لتحرير القدس، لا يمكن أن يكون من العرب فقط أو من اليهود فقط أو من صحابي فقط، لا بد من أن الأمة توصل مرحلة الأمة يعني، لا بد من العالمية في الإعداد وفي الاحتلال.
د. محمد الخضري (الضيف): هذا صحيح لأن قضية القدس ليست قضية محلية ولكنها قضية تتداخل فيها الأديان وتتقارب فيها الأطماع الدولية، وبالتالي لا بد من إعداد عالمي على مستوى العالم الإسلامي يواجه الأطماع الدولية التي لها مصلحة في دعم الصهيونية، فالإعداد العالمي أساسي في النجاح في تحرير القدس.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب أعود لك دكتور عبد الله الإعداد إذن واجب شرعي وهو سنة كونية، يعني لا يمكن أن تفعل شيئاً من دون إعداد حتى لو أردت أن تفعل أبسط شيء في حياتك يعني، حتى للحلقة، للدراسة لأي شيء، لأولادك لأي شيء لا بد من الإعداد فهو سنة كونية، الإعداد الضخم المطلوب لاحتلال القدس أو لتحرير القدس هو يعني إعداد كبير، الكفار أعدوا إعداداً كبيراً والمسلمون في مرات يعني لكن احتُلت القدس مراراً، كيف نفسر أن الكفار ممكن أن يحتلوا القدس ونحن الأمة المؤمنة ونحن أصحاب رسالة القرآن والأمة الخاتمة يعني، هل القدس مرتبط بالإيمان فقط؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): هو لا شك أننا إذا قلنا أن موضوع القدس مرتبط بالإيمان لكن لا بد أن نأخذ مفهوم الإيمان بشموليته، لأن مفهوم الإيمان بشمولية يتطلب أن نأخذ بالأسباب، ومن هنا عندما تخلينا عن الأخذ بالأسباب في مواجهة الأعداء وأخذ الأعداء بكل الأسباب المادية والمعنوية كان من السهولة بمكان احتلال القدس، الأصل أننا أن نأخذ بكل الأسباب كما ذكرنا قبل قليل أن هذه سنة من سنن الله الشرعية، وأيضاً سنة كونية، وأيضاً من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الأخذ بكل الأسباب، لكن نجد أننا كيف نحن نريد أن ننتصر على أعدائنا ونحن لم نأخذ بأسباب لا مادية ولا معنوية، ولا إعداد ولا عدة ولا تجهيز الأمة ولا تربيتها، نحن أمة كما يعلم الجميع أمة متفرقة متشتتة أمة لا تضع هدف التحرير أو القتال في الأولويات، أمة تهتم بتوافه الأمور.
د. عمر الجيوسي (المقدم): لكن هؤلاء كفار كيف يأخذون؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): الكفار لا شك أن هؤلاء كفار ولكنهم أخذوا بكل الأسباب، نحن نلاحظ مثلاً على سبيل المثال القدس متى ضاعت؟ عندما أخذ الكفار بكل الأسباب وعندما نحن تخلينا عن الأسباب، اشترك في يعني احتلال القدس الملوك مثل ريتشارد وفيليب وأوسطين وغيرهم من الملوك والباباوات وحشدوا الكنيسة معنوياً ومادياً، وحشدوا مئات الألوف بل أحياناً يعني يصل إلى…
د. عمر الجيوسي (المقدم): إذن كما يقول سيد قطب هذا الدين طبيعته، هذا الدين لا يعمل بالطريقة السحرية أو يجامل أحداً هي سنن كونية، سواء عمل بها الكفار أم المسلمون.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): سنن كونية، بالضبط يعني من يأخذ بالأسباب له الغلبة ولكن نحن لم نأخذ بالأسباب، نحن من أهم الأسباب في الانتصار هو أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى أن ننصر الله امتثالاً لقول الله عز وجل إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، نحن تخلينا عن منهج الله تخلينا عن الأخذ بالأسباب، تخلينا عن الأسباب المادية، تخلينا عن الأسباب المعنوية وهم أخذوا بكل الأسباب فمنطق طبيعي أن تكون الغلبة لهم.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب، تفضل.
د. محمد الخضري (الضيف): أنا أود أن أشير إلى أسباب تخلف النصر عن المسلمين أن فيها أسباب متعلقة بالإخلاص مثل ما حدث في معركة حنين وهم مسلمون من الصحابة، أسباب متعلقة بالالتزام كما حدث في أحد، فالنصر ممكن يتخلف عن المسلمين إذا أنا تخليت عن هذه، وجود الانحرافات في الأمة يتنزل البلاء بها، فإذا جاءت أسباب التخلف عن النصر فلا نلم إلا أنفسنا.
د. عمر الجيوسي (المقدم): تمام، طيب دعني معك دكتور يعني أنت دكتور طبيب، وما شاء الله يعني ساهمت وشاركت فعلياً في حرب الاستنزاف وكنت موجوداً يعني كنت جزءاً من الإعداد في تلك الحرب وساهمت مع القوات الكويتية التي حاربت أيضاً في حرب الـ67 كطبيب يعني، لكن الآية “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” لماذا ربطت الآية الإعداد بالقوة ثم قالت ما استطعتم، يعني مقدار الاستطاعة يعني ما قال القوة كلها، وإنما قال ما استطعتم.
د. محمد الخضري (الضيف): أهمية كلمة الاستطاعة معناها بذل غاية الجهد أقصى ما تستطيع، وأهمية هذه النقطة ليست في كمية القوة التي جمعتها ولكنها مرتبطة بالإرادة، لأنك إذا بذلت أقصى ما تستطيع معنى ذلك أن إرادتك بلغت القمة، ومعروف في الجيوش وفي الحروب التي نعرفها حتى في الكراسات، الجيوش عندما يعطون السلاح مكتوب تحتها لا يتحقق النصر بنوع السلاح وقوته ولكن بإرادة المقاتل وإخلاصه واستعداده للتضحية وهمته العالية.
د. عمر الجيوسي (المقدم): أنا الآن سمعت شيئاً جديداً، مفهوم الاستطاعة هذا الذي طرحتَه أنا جديد بالنسبة لي، نعيده مرة ثانية.
د. محمد الخضري (الضيف): الاستطاعة هي أقصى ما تستطيع أن تفعله، أهم قضية في الاستطاعة هنا إذا بذلت ما تستطيع أن إرادتك بلغت القمة رغم أن إمكانياتك المادية لم تبلغ، هذه الإرادة هي أهم من القوة ذاتها لأنها تفتح أمامك الترقب لجميع الفرص المتاحة، وتتجه إلى أنه هي تلتقط المناسبات، فكل فرد يكون إرادته متأهبة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): لكن أنا يعني لماذا قلت أنه طرح جديد؟ لأنه نميل عادة ما استطعتم من قوة يعني اعمل الذي عليك يعني الهوينا لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، لكن الطرح يعني أقصى ما يطيقه الذي يعد يعني هذا مفهوم جميل، طيب ونحن نتأمل في كلمة وأعدوا نكتشف أنه هناك إعداد نفسي وإعداد معنوي وإعداد روحي وإعداد عقائدي وإعداد علمي وإعداد عسكري وإعداد أمني وإعداد اقتصادي وإعداد مهني وإعداد أخلاقي، يعني أليس من الممكن أن يكون جيش صلاح الدين يواجه أوربا كلها الصليبيين أقصد، ولا يكون جيش من المهنيين جيش من العلماء جيش من الدعاة معه يعني بالتأكيد يعني ومخططين اقتصاديين إلخ، الآن القدس تحتاج منا كل هذا وأكثر، ما حكم كل أنواع الإعداد؟ يعني الآن عندما يسمعك الناس عبر هذه الشاشة كل واحد في مهنته أكيد سيفرح عندما تقول له الحكم الشرعي.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): نعم، أولاً إذا تسمح لي فقط أعود إلى الآية القرآنية “وأعدوا” أمر والأمر يقتضي الوجوب، “ما استطعتم من قوة” كما تفضلتم قبل قليل أي نبذل أقصى جهد إلى أن نصل إلى أعلى المستويات في الوصول إلى القوة، للقوة يعني واضحة الآية القرآنية أنها وردت نكرة وتعني كل أنواع القوة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): سنأتي إلى هذا المثال لكن دعنا في الحكم.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): بالحكم، بما أنه يعني هناك قاعدة أصولية تقول ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، هذه قاعدة أصولية عند علماء الأصول، القوة هي قوة كما تفضلت قبل قليل قوة اقتصادية وقوة مادية وقوة إعداد، قوة أدوات قتال، قوة معنوية، يعني كل أنواع القوة التي تفضلتَ بها قبل قليل تدخل في أنواع القوة، وبما أن كل هذه الأمور تصب في نهاية المطاف إلى القوة الشاملة فيكون كل مساهمة في هذا الأمر واجب شرعي على الأمة الإسلامية، لأنه عصب القتال المال، فالقوة المادية تعد من إعداد القوة، عصب القتال الثبات والصبر، فالقوة المعنوية تعد من أسباب القوة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): وتحمل حكمها يعني.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): نعم فكل أمر يساهم في القوة يكون واجباً في إعداد القوة على الأمة كافة، فإذن الصناعات تكون واجبة في حق الأمة، الإعداد الاقتصادي الزراعي الاكتفاء الذاتي المعنوي التربوي الإعلامي التقني، المعلومات كل هذه الأمور وكل من يساهم في هذا الأمر له الأجر العظيم إن شاء الله في سبيل الله يكون.
د. عمر الجيوسي (المقدم): تمام، يعني من أجل أن نميز يعني لو أحد الآن يسمعك دكتور وأنت دكتور في الشريعة والآن تتكلم عن حكم شرعي، لو أحد يعمل في مهنة ما مهنية أو إعلامية أو عسكرية أو شرطي أو كذا، ما الفرق بينه وبين إنسان حتى يأخذ أجر وأعدوا؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): لا انظر ورد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله في فقد غزا، ويشترك في السهم ثلاثة لهم أجر في دخول الجنة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله يُدخل ثلاثة نفر الجنة بسهم واحد” من هؤلاء؟ من جهز هذا السهم والممد له والمجهّز له وكذلك من خلف غازياً، فإذن كل شخص ساهم في القتال بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة يأخذ أجر.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب نأخذ من الواقع يعني نفهم مع بعض من خلال تجربتك كطبيب عسكري ومؤلف في مجال القدس والآيات القرآنية، يعني ماذا تقول لمن شارك معك؟
د. محمد الخضري (الضيف): الحقيقة من مشاركاتي في ميدان القتال ليس المقاتل هو العنصر الوحيد الذي يتحقق به النصر أو الأهم، الحقيقة أهم قضية التي أشرت إليها في موضوع الأجر أجر المجاهدين هو النية الصادقة بأنه يعمل هذا الشيء مخلصاً لله، صدق التوجه أنه لا يعملها كمهنة لكن يعملها…
د. عمر الجيوسي (المقدم): إذن الفارق بالنية، العادات بالنية تصبح عبادات.
د. محمد الخضري (الضيف): تصبح عبادات النية إخلاص العمل لله، في ميدان القتال قد يكون الطبيب مهماً جداً إذا جُرح القائد فيسعفه وتستمر المعركة، الطباخ حتى أو الذي يعد الطعام الجيد للجندي يستطيع أن يصمد له نفس الأجر، هذي العناصر…
د. عمر الجيوسي (المقدم): كم من جيوش هُزمت بسبب الجوع والثلج.
د. محمد الخضري (الضيف): العناصر اللوجستية في الجيش مهمة جداً، فكل إنسان حتى لو كان بعيداً عن ميدان المعركة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): نعم، دكتور عبد الله مرة أخرى كنت تريد أن تتكلم عن تنكير أو نكرة كلمة قوة، “ما استطعتم من قوة” ما قالت الآية ما استطعتم من القوة (من قوة)، الصحابة، الزنكيون، الأيوبيون حتى الصليبيون والصهاينة في موضوع القدس أعدوا قوتهم التي استطاعوا وإلا ما نجحوا للوصول للتحرير أو للاحتلال، يعني ما الحكمة أو ما الفرق بين قوة و القوة؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): هو وردت كلمة قوة نكرة لكي نأخذ بكل أنواع القوة ولها أيضاً دلالة عجيبة جداً وبلاغية في القرآن الكريم، فالقوة من زمن إلى زمن تتفاوت، فعندما تكون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً كانت أعمال القوة تقوم على السهام والرماح والخيل مثلاً على سبيل المثال وكل أنواع القوة التي كانت في ذلك العصر، لكن كما لأنها وردت نكرة فتصبح في كل زمان ومكان، ربما قوة حالياً في هذا العصر الحديث تعتمد على قوة المعلومات قوة التقنية قوة التكنولوجيا قوة الأسلحة يعني الحديثة، فإذن نحن مأمورون أن نأخذ بكل أنواع القوة ما استطعنا أن نبذل أعلى الجهد في الوصول إلى أعلى أنواع القوة، ونلمس في السياق القرآني أن الله سبحانه وتعالى لم يأمرنا أن نأخذ بالقوة مثل عدونا إنما لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ما نستطيع من جهد أن نصل إليه هذا واجب علينا وهذا أمر للوجوب أن نأخذ بكل أنواع القوة، فإذن وردت نكرة لتصلح لكل زمان ومكان، ووردت نكرة حتى نأخذ أفضل جهد، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب على كل نحن إذا هناك تعليق للدكتور لأنني شعرتُ أن هناك مفهومين لكلمة استطاعوا قوة حتى نخرج إلى فاصل.
د. محمد الخضري (الضيف): أنا أنظر إلى موضوع (ما استطعتم من قوة) أنه يجب عليكم أن تبذلوا ما استطعتم، يعني إنسان يستطيع أن يقدم مليوناً قدم خمسمئة ألفاً، استطاعته مليون يُفهم أنه مقصر هنا، فالاستطاعة أن تقدم أقصى ما تستطيع فهو يطلب منك قوة، والربط الآخر أنها القوة ظاهرة وباطنة ركزتْ في هذا الميدان ورباط الخيل لأنها القوة الظاهرة، والهدف من ذلك ليس قوة نظرية قوة ترهب العدو، فإذن أنت لازم أن تركز عناصر قوتك في الاتجاه الظاهر والباطن الذي يشعر من خلاله العدو أنك قوي وقادر عليه.
د. عمر الجيوسي (المقدم): وهذه المعلومة تلزمنا في حلقة خاصة بالحرب النفسية، على كل…
د. عبد الله المشوخي (الضيف): إذا تأذن لي يا دكتور فقط كلمة (من) هنا لها دلالة بلاغية عجيبة جداً أن (من) هنا للاستغراق.
د. عمر الجيوسي (المقدم): ما رأيك أن نؤجلها إلى بعد الفاصل؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): أجلها نعم.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب نتكلم عن إعدادنا وأعدائنا لكن بعد الفاصل، مشاهدينا إذن نلتقي بعد فاصل قصير إن شاء الله.
أهلاً بكم من جديد مشاهدينا على خطى صلاح الدين بصحبة عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين في الخارج الدكتور عبد الله المشوخي، وكذلك يصحبنا الدكتور الطبيب محمد الخضري، دكتور عبد الله كنتَ تتحدث وقاطعناك بفاصل.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): الحقيقة أنا فقط أعود إلى الآية القرآنية الكريمة هناك لفتة بلاغية يعني كبيرة جداً في الآية القرآنية، “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” من هنا للاستغراق وكأن الآية القرآنية تقول لنا يجب عليكم أن تأخذوا بأسباب القوة في كل النواحي.
د. عمر الجيوسي (المقدم): إذن هذا يدعم رأيك دكتور.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): نعم وأؤكد ما تفضلت…
د. عمر الجيوسي (المقدم): إذن هنا من للاستغراق، من في القرآن لها معان كثيرة.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): من للاستغراق، أي للقوة المادية والمعنوية وكل الأسباب التي يجب أن نأخذ بها، “ترهبون” يعني أيضاً يعني الهدف هنا لفتة لا يعني من يملك القوة يُشترط أن يستخدم هذه القوة، يعني قد تكون هذه القوة أنا أمتلكها من أجل كما يعني تتمم الآية القرآنية ترهبون به عدو الله…
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب سنأتي إلى الإرهاب وترهبون.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): فإذن من هنا للاستغراق أي يجب علينا أن نأخذ بكل أسباب القوة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور محمد الخضري النبي صلى الله عليه وسلم ربط في حديث صحيح بين القوة والرمي وقال: “ألا إن القوة الرمي” وكررها، الحروب تعتمد على الرمي وأنت كنت في صفوف الجيوش في حرب الاستنزاف، يعني ألا إن القوة الرمي مهما فكرنا في هذا الحديث سنجد فيها إعجاز للنبي صلى الله عليه وسلم، القوة هل هي محصورة بالرمي (ألا إن)؟
د. محمد الخضري (الضيف): هنا المقصود أنها أعلى نتائج يعني الرمي يحقق أعلى نتائج النتائج بأقل الخسائر؛ لأن الرمي عن بعد.
د. عمر الجيوسي (المقدم): فيعني عبر قارات وقبة حديدية وقبة فولاذية وصواريخ بالستيك كل هذا رمي؟
د. محمد الخضري (الضيف): رمي نعم كله رمي، الطيران الصواريخ المدافع، حتى الرصاص في الحديث كله رمي لأنه يستهدف العدو ويكون الجندي بالتالي تتضاعف قدرته في تحقيق النصر، وهذه معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم، والآن الحروب تتجه حتى إسرائيل نفسها تتجه إلى الحروب الإلكترونية الكيان الصهيوني إلى استعمال الإمكانات الإلكترونية؛ لأنه ثبت أن الجندي الإسرائيلي أمام الجندي المسلم أنه هو ينهزم ويفشل، فالآن تتجه اتجاهاتهم إلى أن يعتمدو على الطيران للرمي على المدافع، الحرب الإلكترونية.
د. عمر الجيوسي (المقدم): هل لديك اطلاع دكتور حول وضع المقاومة الفلسطنية هل تمتثل لهذا الحديث وتركز على الرمي؟
د. محمد الخضري (الضيف): هي الحقيقة مما شاهدناه من المقاومة في غزة أنها استطاعت في ثلاث حروب مع العدو الصهيوني رغم إمكانياته اجتمع لها أمران: أمر القوة الإيمانية وأمر الرمي في الصواريخ في آخر معركة مع الكيان الصهيوني، هي التي حسمت المعركة وأجبرت إسرائيل على أن تستجيب لشروط المقاومة، حيث جنوب إسرائيل جميعه ظل أسبوعاً معطلاً.
د. عمر الجيوسي (المقدم): نحن بالنسبة لنا في هذا البرنامج نتحفظ على جنوب إسرائيل وعلى إسرائيل، لأنه ليس لها أي حقيقة.
د. محمد الخضري (الضيف): مما فرض على اليهود وبماذا؟ بقوة الرمي في الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب هذا في الجانب الفلسطيني المقاوم، في الجانب الصهيوني الجيش الصهيوني يعني هل فعلاً يعتمد على الرمي وما زال مقتنعاً؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم قال “ألا إن القوة الرمي” هل في الجانب الصهيوني أيضاً هم ملتزمون بتفوقهم في جانب الرمي؟
د. محمد الخضري (الضيف): لا شك الجانب الصهيوني منذ البداية يطورون إمكانياتهم التقنية ونسبة إنفاقهم في الميزانية ضخم جداً على مستوى تطوير إمكانيات الرمي ومواجهة الرمي، هم الآن طوروها مثل صواريخ ضد الصواريخ، فهذي عندهم يضعون لها ميزانيات يدربون، عندهم جيش من العلماء في هذه النواحي نعم.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور عبد الله في موضوع الآية اقتربت من موضوع ترهبون، القوة التي ترهب عدو الله “ترهبون به عدو الله وعدوكم”، “وآخرين” يعني ما معنى وآخرين هنا؟ يعني فشرّد بهم من خلفهم يعني؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): لا يعني هنا أحياناً يكون هناك كما يطلق الساسة أو الناس الطابور الخامس يعني، أحياناً هناك بعض العملاء، عندما يكون هناك…
د. عمر الجيوسي (المقدم): الذي هو الدليل من الآية “لا تعلمونهم الله يعلمهم”.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): نعم الله يعلمهم، أولاً أنا فقط أنا أريد أن أقول عندما أنت تكون تملك القوة تكون صاحب هيبة ورهبة لا يطمع فيك عدو ولا يفكر فيك بالإعداد، كذلك الطابور الخامس إذا كان هناك نفوس مريضة تخدم الأعداء وهذا كان يحدث في السابق من بعض المنافقين في السابق والباطنيين في أيضاً…
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني حذيفة بن اليمان كان يعدد عليهم 16 شخصاً، لأن هناك قوة.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): نعم يسمون بالمنافقين حقيقة، هؤلاء عيون للأعداء، وحتى يعني الآن في الحرب الحديثة بيننا وبين الكيان الصهيوني هناك أيضاً بعض العيون يعني النفوس المريضة موجودة في كل زمان ومكان.
د. عمر الجيوسي (المقدم): وهو العميل الذي له أحكام شرعية خاصة.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): فعندما أنت تكون صاحب قبضة قوية وقوة يكون لك هيبة، هذه الهيبة تحول بين استغلال الطابور الخامس الذين لا نعلمهم من الداخل في خدمة العدو من الخوف والرهبة، وأيضاً تحول بينك وبين أطماع العدو عليك، وتعقيباً على ما تفضل به الدكتور حول قضية الرمي حقيقة أنه بعد استخدام المقاومة في قطاع غزة للرمي وهو أعلى أنواع القوة، نجد أن هناك عدداً كبيراً جداً من الكيان الصهيوني بدأ يفكر بالهجرة إلى الخارج، لا يشعر بالأمان في هذا البلد، تعطلت مصالح اليهود…
د. عمر الجيوسي (المقدم): رأينا مناظرهم عبر شاشات التلفاز كيف يختبئون، حتى الجنود.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): يختبئون في داخل الملاجئ حتى المجاري وما شابه بهذا الأمر، لا يشعرون بالأمن والأمان، تتعطل مصالحهم، يعني كل هذه الأمور…
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دعنا تاريخياً نستفيد من وجودك معنا عن استخدام صلاح الدين الأيوبي هذه القوة قوة الرمي البحرية والبرية، لأن صلاح الدين الأيوبي في زمانه كانوا متطورين في موضوع، حتى كان في طرابلس في لبنان مصنع للأساطيل البحرية لصلاح الدين الأيوبي.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): الحقيقة صلاح الدين الأيوبي استخدامه لقوة الجيش فعل الآتي: أولاً قام بتكوين جيش نظامي وتكوين جيش من متطوعين وتكوين حتى جيش من البدو والقبائل البدوية.
د. عمر الجيوسي (المقدم): هذا ما مهمته؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): هذا للكر والفر وتشتيت العدو والإغارة عليه وعدم الاستقرار له، يعني كان لها دور، صلاح الدين الحقيقة كان له إستراتيجية في القتال تعتمد على الآتي: أولاً بالنسبة للجيش البري كان يقيم الحصون والثغور والتحصينات ويعتمد على الخيالة ويعد لهم المادة القتالية، يعني يقال أنه 400 جملاً محملاً بالنبال في إحدى المعارك كان يعد لها و70 ناقة محملة بالرماح، لا يريد للإمداد العسكري أن يتوقف…
د. عمر الجيوسي (المقدم): لأن الرمي من زمان كان معروفاً بالرماح والنبال والسهام، يعني لم يكن هناك…
د. عبد الله المشوخي (الضيف): نعم والخيل، وكان يحث الناس على الجهاد وأيضاً يهتم بالأهالي سائر القادة حقيقة، أما بالنسبة للجانب البحري حقيقة أنشأ صلاح الدين الأيوبي حوضَ السفن وبناء السفن، لأن المعارك كانت في السابق يحسمها أحياناً القتال في البحر، وكان يعتمد على المغاربة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أجراً أكبر.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): أكثر بعشر أضعاف في بعض الروايات، وأعطى الحقيقة أولوية للمقاتلين المغاربة الذين لما لهم خبرة قتالية في البحر، فكان عماد القوة البحرية لصلاح الدين الأيوبي من المغرب العربي، أيضاً لهم خبرة ودراية في صناعة السفن، فأنشأ حوض السفن وأنشأ الأبراج ووضع المناوير، والمناوير يسمونها هذه الإنارات يعني كانت تعطي أو تشعل النيران بالليل أو الدخان بالنهار.
د. عمر الجيوسي (المقدم): حتى الآن قنابل الإنارة ما زالت.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): نعم إذا اقترب العدو بالنهار كان الدخان، وهناك نوع من الطبل والنفير والإنذار، فكان يحصن الحصون والحقيقة أن السفن كان يعتمد على السفن الكبيرة والصغيرة والمتوسطة، فاهتم هو بالإعداد العسكري سواء على مستوى البر أم على مستوى البحر لمواجهة الصليبيين.
د. عمر الجيوسي (المقدم): تمام، دكتور محمد بعد خبرة وحشد من الخبرات لديك في التأليف ووجودك في أرض المعركة، يعني دعنا نقيّم مع يعض خطوات الإعداد طالما الإعداد ذكرنا يعني ممكن 12-15-18 نوعاً لا أذكر، يعني أين نحن من الإعداد هذا؟
د. محمد الخضري (الضيف): الحقيقة كون الأمة خرجت من تحت الاحتلال الغربي للأمة العربية والإسلامية وتقسيم الدول يعني أصبحت الأمة كمن ينهض من كبوة شديدة، ولذلك لم تستطع الدول أن تعد الإعداد الصحيح لمواجهة المشروع الصهيوني، ثم قامت حكومات ترفع راية تحرير فلسطين لكنها استغرقت في الاستبداد وفي حكم الشعوب مما عطل حركة الشعوب، يعني نحن الاستعداد يجب أن يكون أو كنا نتوقع على مستويين، مستوى الدول والحقيقة أنه من الناحية النظرية كانت الدول دائماً تعلن أنها تريد أن تواجه المشروع الصهيوني وتعد بقدر ما تستطيع، إلى أن وصلنا إلى حرب 67 فتوقف هذا الأمر على مستوى الدول.
د. عمر الجيوسي (المقدم): كانت الدول يعني حقيقة يريدون أن يعدوا أم فقط ظاهرة صوتية؟
د. محمد الخضري (الضيف): يعني المعلن أنهم يريدون أن يعدوا لكن عينهم على السلطة أكثر، لكن موجود هذا التوجه لا ننكره، لكن بعد الـ67 توقف هذا الاتجاه وتم توقيع اتفاقات بعد 73 اتفاق كامب ديفيد، وخرجت الأمة من الصراع مع العدو الصهيوني كدول، أما الشعوب لم تتخل عن هذا المطلب وخاصة الحركات الوطنية والإسلامية، ثم بعد توقيع اتفاق أوسلو خرجت الحركات الوطنية من المواجهة المباشرة وإن ظلت تحتفظ بنظرية المواجهة وبقيت الحركات الإسلامية داخل فلسطين هي التي تتعامل مع هذا الموضوع، والحقيقة يعني من أجل أن نكون موضوعيين الدول عجزت لأن لم تعد إسرائيل أولوية لها، والضغوط الدولية عليها أيضاً تمنعها، وأما على مستوى الشعوب فالحصار الذي طرأ عليها والخلافات والتنافس أثّر فيها، فمعطيات الإعداد عندنا موجودة من الناحية النظرية، ولكن من الناحية العملية استطاع الغرب والعدو الصهيوني أن يفكك هذا الأمر.
د. عمر الجيوسي (المقدم): أنا أريد أن أعيد السؤال مرة أخرى هذه المعوقات والتحديات لكن تقييمك لخطوات الإعداد بأنواعه الشاملة التي ذكرنا، كيف تقيمها؟
د. محمد الخضري (الضيف): الحقيقة إذا قارناها بما عند اليهود من استعدادات فهي متدنية جداً ضعيفة جداً في معظم المجالات، لكن موجود…
د. عمر الجيوسي (المقدم): أين تكون الإشراقات؟ حتى لا نُهزم نفسياً.
د. محمد الخضري (الضيف): الإشراقات على مستوى الشعوب هي الموجودة المقاومة الموجودة في قطاع غزة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): دكتور عندك إشراقات أخرى؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): يعني الحقيقة أنه عندما ننظر إلى يجب أن نفرق بين الأنظمة العربية وبين واقع الشعوب، في واقع الشعوب هناك تطلعات يعني عند الشعوب وأمل بالتحرير والجهاد والتضحية من كل الجوانب، والأدل على ذلك أنه عندما يحدث هناك مواجهة بيننا وبين الكيان الصهيوني نجد أن كل الشعوب يعني تحاول وبحماس شديد جداً أن تشارك في هذا، هذه حقيقة الروح العظيمة الموجودة في واقع الشعوب توحي أن هناك أمل في التحرير، أمل في حشد الأمة، أمل في النصر إن شاء الله، ولكن الأمر ليست تأتي بالعاطفة إنما لا بد أيضاً من يتبنى هذه الشعوب ويوجهها التوجيه السليم ويرتبها الترتيب الحسن.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دعني معك دكتور في موضوع الجماعات الإسلامية، بعض الجماعات الإسلامية كالإخوان المسلمين يرفعون شعار (وأعدوا) وبعض الجماعات الإسلامية لا تتبنى غير نوع أو نوعين من الإعداد، يعني لو قلنا أن هذه الجماعات في مجملها تمتثل لأمر رب العالمين (وأعدوا) أكثر مما امتثلت الحكومات، لا أدري إذا كان تقييمي نفس تقييمك، يعني أليست هذه الجماعات أقرب إلى (وأعدوا) من هذه الحكومات؟ وماذا تقول برسالتين للحكومات وللجماعات المقصرة والتي تمشي باتجاه (وأعدوا)؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): يعني بداية انا أود أن أفرق بين يعني إعداد الحكومات وإعداد الشعوب، الحقيقة لم يكن هناك إعداد حقيقي على مستوى الحكومات لتحرير القدس، إنما كان هناك إعداد يعني إعلامي ولم يكن هناك إعداد حقيقي، بالنسبة للجماعات الإسلامية أنا قبل ما أدخل وأخوض في موقف الجماعات الإسلامية من الإعداد نعود نقول أنه: (خير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخير الكلام كلام الله)، الله عز وجل أمرنا أن نعد الإعداد الكامل كما تفضلنا في بداية الحديث، الرسول صلى الله عليه وسلم كان إعداده للمعركة من كل الجوانب المادي والمعنوي، بعض الجامعات الإسلامية أحياناً ترفع شعار (وأعدوا) وتأخذ بكل يعني تأسياً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما يحدث الآن يعني في داخل قطاع غزة مثلاً، على سبيل المثال هناك الإعداد المادي والمعنوي والعسكري والتعبوي من كل الجوانب، هذا هو الإعداد الذي يمكن أن نقول أنه يعني يتوافق وينسجم مع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، هناك بعض الجماعات الإسلامية ربما يعني تأخذ فهم الإعداد إما يعني بقصور أو تأخذ بجانب واحد، ربما تركز على جانب يعني إعداد الشخصية الإسلامية، القيم الإسلامية، الأخلاق الإسلامية، أو الإصلاح أو ما شابه ذلك وتهمل الإعداد المادي، وحقيقة إن المواجهة مع الأعداء لا يصح لها إلا من كل الجوانب، فإذن يعني بعض الجماعات الإسلامية قد اقتصرت في تصور على الإعداد في جوانب معينة قد لا تكون على مستوى المواجهة، وبعض الجماعات الإسلامية أخذت بشمولية الإعداد حتى تكون على قدر الحدث والمواجهة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): نعم، يعني هو للأسف يعني هناك حكومات لا تريد الإعداد وتعاقب من يعد، وهناك جماعات إسلامية تعتقد أن النظام الدولي سينتصر، تدّعي أنها إسلامية في دولة غير عربية طبعاً وتقول بالتالي نحن ميكافيليين هم نوقف مع هذا المنتصر ضد أبناء الحركة الإسلامية في البلد الذي يترشح أبناؤه للإعداد، على كل كنت تتحدث دكتور في المعوقات هنالك معوقات في وجه هذه الجماعات الإسلامية في وجه الشعوب ونحن منها، لو قارنا يعني وشفنا خريطة المعوقات في فلسطين في الداخل وفي خارجها من قِبل الصهاينة من قِبل الحكومات من قِبل أنفسنا.
د. محمد الخضري (الضيف): الحقيقة الصهاينة يعلمون خطورة الشعب الفلسطيني في الداخل ولذلك يضعون جميع الإجراءات التي تحول دون تحرك الشعب الفلسطيني، ليس فقط بالقوة المسلحة ولكن بالاستعانة ببعض ضعفاء النفوس بأنهم فقدوا الروح والهمة على هذا الموضوع، على مستوى الدول العربية تشعر أن هناك حصاراً مفروض على تحرك الشعب الفلسطيني، الأصل أن المعركة مع الكيان الصيوني.
د. عمر الجيوسي (المقدم): بالمناسبة الصليبيون استخدموا الحصار أيضاً مع أهل فلسطين، يعني حتى أهل غزة في ذلك الوقت أكلوا القطط.
د. محمد الخضري (الضيف): نعم، فالأصل أن المعركة مع الكيان الصهيوني أو الفكرة الصهيونية أنها فكرة عالمية ودعم غربي، فالأصل أنه الفلسطينيون في الداخل هم رأس الحربة لكن ذراع الحربة واليد التي تمسك بها الأمة، نحن الآن يوجد حربة وصبر أهلنا في فلسطين هو تثبيت أو إبقاء للجذوة الموجودة حتى إذا جاء إذا تحرك العالم العربي والإسلامي وأيدهم الموقف الدولي، ولذلك يجب على الحراك الفلسطيني بجناحيه داخل وخارج أن يكون همه هو أن يحيي الأمة العربية والإسلامية، وتحاول أن تفتح الآفاق على مستوى الأمة، وتفتح الآفاق على المستوى الدولي، والحقيقة موجود بؤر في العالم العربي والإسلامي، الآن هي عاجزة ولكنها قابلة أن تتطور إذا تغيرت الظروف الإقليمية والدولية، مثل الجامعة العربية ممكن أن تعيد التوحيد ولنا في التاريخ الجامعة العربية التي أنشأت منظمة تحرير في يوم من الأيام، منظمة المؤتمر الإسلامي تستطيع أن تحشد الطاقة، فنحن عندنا المستقبل والآفاق لكن نريد أن نقدّر الوضع الدولي.
د. عمر الجيوسي (المقدم): تمام، دكتور عبد الله يعني نفس المعوقات كان يعيشها المجتمع ونفس التشرذم ونفس المد الفاطمي، يعني نفس المشاكل تقريباً وبعد الناس عن الدين كان هناك دور لعماد الدين ونور الدين الزنكي، دعنا نتحدث عن المعوقات في زمانهم كيف استطاعوا التغلب علها واستنقذوا القدس من الصليبيين والاحتلال؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): يعني نظرة تاريخية للفطرة التي سبقت عهد عماد الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، نجد أن الفرقة والتشتت والتشرذم قد دب في جسم الأمة الإسلامية، هناك مثلاً نجد بويهيين هناك نجد مثلاً الحمدانيين، هناك مثلاً نجد العبيديين أو ما يسمى الفاطميون بلاد الشام مثلاً، وهكذا نجد أن هناك فرقة بل في الإقليم الواحد نجد هناك فرقة يعني تشتت وخلاف على المناصب وعلى القيادة وعلى النواحي المادية، وآخر ما يفكرون فيه يعني أخطار الأمة سواء كانت في الداخل أم في الخارج، الحقيقة أنه عندما ننظر إلى منهج صلاح الدين الأيوبي وقبله نور الدين وقبله عماد الدين نجد أنهم انطلقوا من قاعدة صلبة جداً، هذه القاعدة تقوم أول ما تقوم على وحدة الأمة، فنجد أنه كان هم عماد الدين زنكي توحيد الأمة وكذلك هذا الأمر بالنسبة لنور الدين وكذلك بالنسبة لصلاح الدين الأيوبي، نحن كان هناك الشام والعراق واليمن والحجاز ومصر وأمراء وخلافات فيما بينهم، فكانت اول خطوة يخطوها عماد الدين زنكي أول هم لديه هو توحيد هذه الأمة وطاقات هذه الأمة، والهدف تحقيق الهدف وجمع الأمة نحو منهج واحد وهدف واحد والقضاء على الفتن الداخلية، ثم الإعداد العسكري، ثم الإعداد العسكري، وهذا حتى يذكرنا بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم عندما انطلق بالتوحيد بين المهاجرين والأنصار والأوس والخزرج قبل ذلك وتوحيد الهدف، فإذن القاعدة الصلبة التي انطلق منها هؤلاء القادة العظام سواء عماد الدين أو نور الدين أو صلاح الدين الأيوبي هو أولاً توحيد الأمة، وتصفية الأمة من الشوائب والمشاكل التي تشوبها والحرف والانحراف والبدع التي، ثم الإعداد العسكري ثم الانطلاق، فهذا المنهج هو الصحيح الذي إذا…
د. عمر الجيوسي (المقدم): ركز نور الدين على التربية تربية الجيل، يعني عماد الدين صنع الأمة ووحدها وبنى الدولة.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): أنا أذكر هنا الأصول وإلا لو ننتقل إلى الفروع نجد أن تسخير العلماء والفقهاء، وإنشاء المدارس والاهتمام بالعلم وهكذا هذا سوف…
د. محمد الخضري (الضيف): الحقيقة هنا أريد أن أشير لحاجة أن توحيد الأمة ليس هناك قائد يستطيع توحيد الأمة إلا إذا كانت البوصلة محددة بأن هناك هدفاً، فبوجود الهدف يستطيع من خلاله ينطلق في مشروعه بناء الأمة حول هذا الهدف والتوجه إليه، فبالتالي تتوحد الأمة خلفه، إذا لم تكون البوصلة واضحة أن هناك عذواً نتجه إليه وهو غير موجود الآن، البوصلة تشتت عندنا الآن لكن لذلك لو أتت توحد الأمة ليست موحدة لأن المشروع ليس واضحاً.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب نرجع إلى مشاركتك في هذا سلم الأولويات لكن حان وقت فاصل ونعود لك دكتور عبد الله، مشاهدينا نلتقي بعد فاصل قصير إن شاء الله.
أهلاً بكم من جديد مشاهدينا دكتور عبد الله نريد أن نرتب سلم الأولويات، هذا السلم يبدو أنه سيضعنا خارج القدس مع الازمات المتتالية المتعمدة المدروسة، نعد شيئاً بسيطاً ويعدون شيئاً ضخماً، نريد أن نرتب مع بعض سلماً إن شاء الله في الأخير يوصلنا إلى تحرير القدس.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): الحقيقة أن سلم الأولويات لو عدنا مثلاً على سبيل المثال كتجربة عملية خاضها البطل القادة البطل المظفر صلاح الدين الأيوبي، كان لديه سلم أولويات حول ثلاث قضايا أساسية، أولاً توحيد الأمة هذه النقطة الأولى، الأمر الآخر تحرير البلاد المقدسة، الأمر الثالث طرد الصليبيين، وبناء على ذلك وضع صلاح الدين الأولويات من أجل تحقيق هذه الأهداف الثلاثة، فقام في بناء الفرد المسلم والمجتمع المسلم وإعداد جيل رباني يُقبل على المعركة بروح قتالية مقدسة ترى هي إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة، لكن لو تأملنا في الأولويات في العصر الحديث كما يعني أشار زميلي الدكتور نجد أن هناك عكس الأولويات تماماً، لا نجد بإعداد جيل رباني مجاهد في سبيل الله، بل إننا نجد أحياناً اهتمامات في تهميش هذه القضية وإلهاء الأمة في أمور لا تغني ولا تسمن من جوع.
د. عمر الجيوسي (المقدم): تمام، طيب يعني لو نأتي الآن المشاهدون دائماً يحبون القصة، يحبون الأرقام، يحبون أشياءً تعلق في الذهن، دعنا نزودهم ببعض اللقطات من التاريخ، نماذج من الإعداد سواء صلاح الدين أو نور الدين أو عماد الدين، نبدأ معك دكتور محمد في صلاح الدين مثلاً؟
د. محمد الخضري (الضيف): الحقيقة أن صلاح الدين في تاريخه حافل بالمواقف التي تبين أنه متمسك بهذا الهدف ولن تُضعف عزيمته المواقف التي كان رغم أنه يشعر بالفارق الضخم بينه وبين الصليبيين، ففي هذه عهد صلاح الدين كان همه ليس الاستعجال في تحقيق النصر، ولكن كان همه أن يصمد وأن تبقى معنويات المسلمين عالية حول الهدف.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني توحيد الأمة الذي ذكره الدكتور عبد الله كان بالنسبة لصلاح الدين الأيوبي هو الهدف الأول، ونحن يجب أن نستفيد من هذا الدرس لا يمكن أن تُحرر القدس إلا إذا توحدنا قصدك دكتور.
د. محمد الخضري (الضيف): نعم.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دعنا نعش اللقطات التي أنت عشتها في إحدى الحروب يعني مع بعض الجنود يعني، هل هم يعيشون نفس هذي النماذج يتمثلونها؟ أم كان هدفهم عسكرياً ويذهب وظيفة للدولة فقط؟
د. محمد الخضري (الضيف): أنا أضربلك مثلاً، الروح التي كانت عند الجيش الكويتي الذين كنت معهم.
د. عمر الجيوسي (المقدم): الجيش الكويتي؟
د. محمد الخضري (الضيف): اه لما كان.
د. عمر الجيوسي (المقدم): كم عددهم تقريباً؟
د. محمد الخضري (الضيف): حوالي ألف لواء.
د. عمر الجيوسي (المقدم): في الـ67 تقصد؟
د. محمد الخضري (الضيف): في الـ67 نعم، كانت روحهم المعنوية تجاه القضية روح تحرير فلسطين وإنقاذها.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني كنت تسمع جملاً في هذا الاتجاه؟
د. محمد الخضري (الضيف): نعم وكانت روحهم المعنوية عالية، وكان المفهوم الإيماني عندهم عالياً، في حرب الاستنزاف كان الناس لا تكاد ترى الهزيمة في الـ67 كانوا متواجدين على الخط لمدة سنة ونصف، روحهم المعنوية ممتازة، تبع ذلك نحن كنا في وسط الجيش الثاني المصري على قناة السويس عند منطقة الدفرسوا، بدأ الجيش المصري يضع في نفوس الجنود المعنى الإيماني، والشاذلي الذي كان يعد الخطة وجدَه يرسل العلماء من الأزهر إلى كل كتيبة أو كل فصيل، لتكون المعركة في نفس كل واحد أنها معركة جهادية.
د. عمر الجيوسي (المقدم): هذه الروح المعنوية.
د. محمد الخضري (الضيف): هذه الروح المعنوية العالية، هذي خلّت موضوع الصمود يستقر، واستمر الصمود حوالي سنة ونصف حتى انتقلوا إلى مرحلة بعضهم يعبر ويحارب اليهود، يعني قصدي كانت هناك مشاهد من الصمود والتي أسست للحرب في الـ73، والتي كانت تسمى العاشر من رمضان في حينها لأن الناس دخلوا تحت موضوع إيماني في ظل السياق، فموضوع صور الصمود الحديثة موجودة، صور الصمود في غزة اليهود عندما دخلوا في عامود السحاب وغيرها وحجارة السجيل كان الصمود فيها واليهود انسحبوا، ولا نقول هُزموا لكن عدم تحقيق النصر هو هزيمة لهم، هزموهم بصمودهم.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني هذه المعنويات للجيش الكويتي والجيش المصري الذي أنت كنت معهم كطبيب مقاتل، الآن يعني لا أريد أن أسأل ما المعنويات في الجيوش العربية، أظن أنه ليس وارداً كثيراً هذه الأيام.
د. محمد الخضري (الضيف): أصبحت همها داخلياً وهذه أهمية القائد وأهمية التوجه والبوصلة، الشعوب مهيئة أنا أقول لك الشعوب إذا وضحت لها البوصلة ووجهتْ إليها الحشد يأتي وليس هنالك مشكلة إذا لم تفقد بوصلتك.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب، لو رجعنا تاريخياً لنفس اللحظات التي فُتحت بها أو حُررت بها القدس، نور الدين زنكي أعد نفسه استعدادته الانضباطية عالية جداً، عماد الدين زنكي أعد دولته وأمته، يعني ماذا عن هذين النموذجين؟
د. عبد الله المشوخي (الضيف): نبدأ بالأب قبل الابن، نبدأ بالقائد الكبير الفذ عماد الدين زنكي، الحقيقة أنه لو تأملنا في الإعدادات التي قام بها عماد الدين نلاحظ أول خطوة كما ذكرنا قبل قليل أولاً توحيد الأمة وجهود هذه الأمة والقضاء على الفتن الداخلية، ثم بدأ بسلم الأولويات وهو تكوين الجيش، فأنشأ ديوناً للجيش مهمة هذا الديوان ترتيب الجيش والرتب العسكرية وتوزيع الرواتب والتصنيف، أيضاً يعني من الأشياء الجميلة التي قام بها عماد الدين التجنيد الإجباري لا سيما…
د. عمر الجيوسي (المقدم): كان عنده تجنيد إجباري.
د. عبد الله المشوخي (الضيف): نعم كان لديه تجنيد إجباري لا سيما للمناطق المحاذية للصليبيين، فأيضاً إنشاء قوة تطوعية تدعم هذا الجيش، وربما هذا الجيش المتطوع يصبح إلزاماً عليه إذا كان قريباً من نقاط الصليبيين، الأمر الآخر نحن نلاحظ أنه استفاد من قضية العيون كما نسمي الجواسيس فكان له تنظيم خاص بنقل الأخبار الدقيقة، وكان يتصف عماد الدين زنكي بالوقوف على أدق التفاصيل لأن المعركة تحتاج إلى المعلومات ودقة المعلومات، فكان لديه يعني حقيقة يعني جماعة قوية جداً من العيون تنقل إليه الأخبار الصغيرة والكبيرة، أيضاً الحقيقة كان يعتمد على التخصص الجانب التخصصي، فمثلاً يأتي بالنقابيين الذين ينقبون الحصون ويقومون بحرقها، يعني هذي أيضاً أشياء التي هي الاستفادة من التخصصات في الجوانب العسكرية لتحقيق النصر، وأيضاً استخدم الحصار أسلوب الحصار الاقتصادي، فهذي يعني من إنجازات عماد الدين.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دعنا الآن معنا دقيقتان لنهاية الحلقة، يعني فقط سريعاً دكتور محمد الخضري يعني هناك نموذج مازلت أتوقف عنده منذ سنين طويلة، نموذج الصهيوني في الإعداد في مؤتمر بال في سويسرا عام 1897م عندما اجتمعوا وقال هرتزل في ختام المؤتمر بعد خمس سنوات وعلى الأكثر بعد خمسين سنة سيعترف العالم أجمع بدولة إسرائيل بين قوسين، وفعلاً في الـ47 بداية قدوم المعركة هذي إلى 1897 خمسون سنة بالضبط، كيف يخطط؟ يعني نحن لو أردنا أن نذهب رحلة مدرسية نصفها يفشل من النقاط، لكن هم عندهم قدرة في التخطيط، كم المسافة والفجوة بين تخطيطنا وإعدادنا وبين إعداد الأعداء؟
د. محمد الخضري (الضيف): الحقيقة أن أعداءنا قد أجهد لأنك كما ترى علماء المسلمين بدؤوا في إعداد الأمة، ثم نور الدين استغل هذه الصحوة التي حدثت تبعه نور الدين تبعه صلاح الدين، أما عندنا فقد أجهضت هذه من خلال أن نحن لم نستطع أن نكمل مسيرة الإعداد ولم يعد هناك القائد الذي تجتمع عليه الأمة، أما اليهود أما الصهيونيون فهم تمثلوا نموذجاً فريداً متقناً في الإعداد أشير إليه، أولاً عندما خططوا للذهاب إلى فلسطين أنشؤوا فكرة الصهيونية التي تجمع بين الديانة اليهودية وبين العنصر اليهودي، فحشدوا اليهود حول فكرة العودة إلى أرض الميعاد، تخطيط لاستكمال المتطلبات الذاتية مال رجال سلاح، تخطيط لاستكمال التحالفات الإقليمية والدولية الإستراتيجية على مستوى العرب مستوى البريطانيين وانتقلوا بتحالفاتهم بخطوات تقبل استمرار هذا التحالف، تخطيط للاستيطان في الأرض وضعوا فيه أهمية كبرى، إزالة العقبات أمام هذا المشروع ومن أهمها: إزالة الخلافة، تقسيم الأمة الدول العربية لم تعد دولة واحدة، الاستمرار في مراكمة القوة الذرة العلوم الاقتصادية وحرمان العرب والمسلمين منها، وضرب مقدماتها، حرب الـ67، ضرب مفاعل عراقي، فهم يخططون ويتبعون، والنقطة الأخيرة الحقيقة فرض معاهدات تمنع استعادة هذه القوة معاهدة كامب ديفيد.
د. عمر الجيوسي (المقدم): على كل هم أصلاً سنة 1912 بدؤوا بتأسيس معهد التخنيوم للدراسات العسكرية الخفية قبل الـ48 بمسافة كبيرة، وسنة الـ25 أنشؤوا الجامعة العبرية، مواضيع الإعداد كثيرة جداً إن شاء الله في 18 حلقة قادمة أو 17 سوف نستكمل كل أنواع الإعداد التي ذكرناها أثناء هذه الحلقة، وكلنا شكر لضيفينا الكريمين الدكتور عبد الله المشوخي عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين في الخارج، وكذلك الدكتور الطبيب محمد الخضري المؤلف والمعد السابق في جيوش الإعداد على ثرى فلسطين، كما نشكركم مشاهدينا في نهاية هذه الحلقة باسم الفريق العامل على خطى صلاح الدين، دمتم في أمان الله والسلام عليكم، وموعدنا القدس إن شاء الله.