د. أمل خليفة
د. حياة المسيمي
د. عمر الجيوسي (المقدم): سلام من الله عليكم أحبتنا في فلسطين وفي كل مكان، مشاهدينا بالتأكيد هناك نساء خرّجن جيل صلاح الدين الذي واجه التحديات واسترجع المقدسات، زوجات السلاطين في فترة نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي رغم الدور الكبير في القصر وفي الحياة العسكرية إلا أن الواحدة منهن كانت تعد نفسها للآخرة، فمثلاً السيدة زمرد خاتون تصدقت بأموالها حتى وصلت أن تغربل القمح والشعير وتعيش بأجرة، السيدة عصمت خاتون التي تزوجها صلاح الدين بعد وفاة نور الدين نامت عن وردها من القرآن فأصبحت غضبى لذلك، فأمر نور الدين بضرب الطبول في القلعة لكي يوقظ النائمين للصلاة، كذلك ست الشام أخت صلاح الدين وتاج النساء والشيخة عائشة والكثيرات في ذلك العصر من المقرئات والمحدثات والفقيهات والأديبات والعالمات، حتى أن ابن عساكر قد أخذ العلم عن بضع وثمانين امرأة، مشاهدينا المرأة في الكيان الصهيوني تقوم أيضاً بدور استخباراتي على العرب وتُسقط مسؤولين كباراً، وفي الكيان الصهيوني كذلك يُفرض التجنيد الإجباري على المرأة وليس ذلك في العالم إلا عندهم، والصهاينة يعدون المرأة ضمن مواصفاتهم وقوانينهم منذ قرارهم باحتلال فلسطين، أما عندنا الآن فإعداد المرأة ينضج في الجامعات ثم في النقابات ثم في البرلمان والعضويات كما هما ضيفتا هذه الحلقة، لكن منذ سنوات قليلة مثلاً تأسست رابطة علماء فلسطين وهيئة علماء فلسطين في الخارج وقبل ذلك الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء الخليج، وكذلك في المغرب العربي الروابط كثيرة لكن العنصر النسائي في الهيئات العلمائية لا يكاد يُذكر، فلماذا؟ وما الإعداد الخاص لذلك؟ وما الإعداد المطلوب للمرأة حين ينشأ شباب فلسطين في ظروف أمنية لا تكاد الأم ترى ابنها المطارد أو المجاهد؟ وما الإعداد المطلوب للمرأة الفلسطينية حين ترابط في المسجد الأقصى نيابة عن الأمة لتحميه من اليهود ومن الجنود ومن المستوطنين؟ مشاهدينا إعداد المرأة في جيل التحرير هو عنوان حلقة اليوم وتصحبنا الدكتورة حياة المسيمي عضو مجلس أمنا مؤسسة القدس الدولية، وتصحبنا كذلك الدكتورة أمل خليفة مسؤولة لجنة القدس في اتحاد الأطباء العرب، دكتورة أمل خليفة لو بدأت معك في العنوان (إعداد المرأة في جيل التحرير) ماذا يعني للدكتورة أمل هذا العنوان؟
د. أمل خليفة (الضيفة): الملاحظ أننا إذا تحدثنا عن فلسطين نجد أن الأغلبية ممن ينجذبون إلى هذا العنوان وممن ينجذبون إلى العمل من أجل نصرة فلسطين نساء فتيات، هذا الأمر لا ينكره أي إنسان، يعني من العجيب أنني وجدت في أكثر من قطر وليس مصر فقط، فهذه الظاهرة تلفت الأنظار إلى أن يعني استغلال هذا الإقبال من الفتيات على هذه القضية يعني إذا استُثمر بالطريقة المناسبة وتم إعطاؤه أهمية وأولوية سنجد هذه القضية قضية فلسطين حية في نفوس الأمة عن طريق هؤلاء، ويقمن بإعداد الجيل الذي يتناسب مع المهام المطلوبة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتورة حياة المسيمي يعني في كل عصر حركات التجديد والإصلاح أحكمت وأتقنت دور المرأة بشكل جميل ومميز إعداد المرأة، جيل صلاح الدين تخرج من المدرسة التي هي الأم وواجه التحديات وحرر المقدسات إلخ، هناك نساء مميزات في عصر صلاح الدين منهن تاج النساء ومنهن الشيخة عائشة وأسماء كثيرات أنتِ ربما تذكرين لنا بعض هذه الأدوار.
د. حياة المسيمي (الضيفة): بسم الله الرحمن الرحيم، بداية نحن بحاجة إلى مشروع، ونساء صلاح الدين أو من ظهرن في عهد صلاح الدين كنّ ثمرات هذا المشروع كما كان صلاح الدين الأيوبي ثمرة لهذا المشروع، وأعتقد أن هذا البرنامج إن شاء الله هو لبنة في هذا المشروع نتوقع ذلك إن شاء الله رب العالمين، أنا لا أريد أن أتحدث على وجه الخصوص عن بعض النساء على أهمية ذكر أدوارهن يعني هناك أمثلة، لكن أريد أن أتحدث عن ميزات عامة كانت تميز النساء في الدولة الأيوبية والزنكية قبلها، يعني كان جمع هؤلاء النساء مجموعة من الصفات العامة المشتركة وهذا ما وجدته يعني، الميزة الأولى لهؤلاء النساء أنهن كنّ يعني يتحدثن بهمّ الأمة وكنّ يحملن هم الأمة، كان هناك قضية مركزية تعيش الأمة لها كلها برجالها ونسائها وأطفالها، هذه القضية احتلال كانت احتلال بلاد المسلمين وخاصة بيت المقدس، كان عند الناس هذا الهم العام، حمل النساء على أن يتقدمن في ميادين مختلفة، فتقدمن في ميدان الأسرة، تقدمن في ميدان الفقه والحديث، تقدمن في ميدان الجهاد الحق على أرض المعركة، حتى في مواضيع مثل الزواج وبناء الأسرة واختيار الزوج كان هناك هدف هو هل يخدم هذا المشروع الصغير هل يخدم المشروع الكبير الأمة؟ ولذلك شاع ما يمكن أن نتحدث عنه الزواج الرسالي كما سموه أو الزواج السياسي، كان هدفه أن يبني خطوة جديدة في حقل الأمة أو في حقل معركة الأمة، ولذلك عندما تزوج نور الدين من عصمت الدين خاتون كان الهدف أن تتوحد الموصل ودمشق أو حلب ودمشق، كان هذا هدفه، يعني دعاها إلى الموافقة على هذا الزواج ودعتْه إلى الزواج بها كان لهدف رئيسي، لم يكن الهدف ما نعرفه نحن من أهداف الناس العاديين في الزواج، سمة عامة وجدناها أن هؤلاء النساء لم تكتف الواحدة منهن في دورها في الأسرة أو دورها مع زوجها، بل بالعكس لم نقرأ كثيراً عن هذا الدور، ربما لم نجد من يؤرخ له ولكن قرأنا عن من أنشأت المدارس ومن بنت أماكن العبادة والتصوف، ومن كان لها دور في المجتمع هنا ودور في المجتمع هناك، ولذلك هنّ خرجن عن الإطار العام الضيق لأن المرأة التي تريد أن تحدث شيئاً لا بد أن يكون لها دور خارج نطاق الأسرة مع نطاق الأسرة، يعني نطاق الأسرة دور مهم لكن هناك أيضاً الدور الآخر وهو دور المجتمع، ولذلك سنجد باستعراضنا التاريخي أن هناك مدارساً كثيرة كانت سمّيت أو بُنيت بأسماء هؤلاء السيدات وهنّ كثر كما قلنا، وقد نتعرض لهنّ في نواح أخرى، مُيّزتْ النساء في تلك الفترة أيضاً بالعبادة والصيام والقيام والصدقة والفقه والحديث وحفظ القرآن، وبالتالي هذا معنى أن هذا الجيل الذي يعني سيكون له دور في تحرير بلاد المسلمين وفي الدفاع عنها لا بد أن يكون عبادة كما وصفهم رب العالمين، ولذلك هذه المرأة العابدة ستربي عابدين وهذه المرأة الحافظة ستربي حافظين، وهذه المرأة المجاهدة ستربي مجاهدين، ولذلك لم يكن غريباً أن يخرج هذا الجيل من هذه النساء، ولم يكن غريباً أن تخرج هذه النساء من الجو العام، أختم نحن بحاجة إلى جو عام مختلف، ما نفتقده الجو العام جو المشروع جو القضية جو الهم العام للأمة الذي سيُخرج نساء ورجالاً وأطفالاً وشباباً عاملين للأمة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): على كل حال أنا يعني شدّني فيما ذكرتِ توزيع الأفكار إلى مشروع وجو مشروع وهدف واستعراض تاريخي، يعني جزاك الله خيراً لا أستطيع أن أقول سوى هذا، الدكتورة أمل خليفة الآن نعيش مرحلتين تحرير القدس وفتح القدس، فكل ما ذكرنا لغاية فتح القدس الفتح الأول، نريد استعراضاً سريعاً لهذه الأمور.
د. أمل خليفة (الضيفة): يعني حقيقة الإسلام حينما جاء رفع الإنسان على وجه العموم فرفع الرجل ورفع المرأة، فربما كانت المرأة في وضع يعني مغبونة كثيراً فظهر هذا الأمر، لكن التكريم كان للإنسان على وجه العموم، ونرى في عصر النبوة نماذجاً كثيرة ربما إذا استُعرضت الآن نجد لها من يعارضها، يعني نجد كثيراً من المواقف للنساء في عصر النبوة يعني نحن نتجاوزها أو نمر عليها مرور الكرام ولا نستدل بها مطلقاً، يعني أن أذكر مثالاً واحداً يعني حينما دعا النبي صلى الله عليه وسلم أهل المدينة لبيعة العقبة الثانية، هذه البيعة كانت سرية إلى أقصى درجة، ولو سمعت بها قريش لأدى الأمر إلى أن يُقتل هؤلاء الناس، وأتوا في كتمان شديد جداً وفي الليل والناس نيام، حتى من كانوا يبيتون معهم في الفرش لم يستطيعوا أن يعني يلتقطوا خروج هؤلاء الناس، نحن نعرف تماماً أن هذه الوقعة حضر فيها ثلاثة وسبعون رجلاً وامرة، هذه الوقعة معروفة وعليها من الشواهد الكثير ومتواترة، يعني نقف عند هذه الوقعة بالتأكيد هم قد أحصوا العدد لأنه لا يستطيع الإنسان أن ينظر إلى عدد ويقول هؤلاء ثلاثة وسبعون، هم أحصوهم أنهم ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأة، هذه الوقعة كانت فيها خطورة، فأليس من المتبادر للذهن أن يقال لمن حضرنَ للسيدتين ممن حضرن أن يُقال لهن اجلسا واستمعا واعرفا نتيجة ما حدث في الجلسة من زوجك من أخيك من ابنك، طيب لكن هذا الأمر لم يحدث، هل قبل النبي صلى الله عليه وسلم أن تتواجد امرأتان في وسط ثلاثة وسبعين رجلاً؟ بما يضاف عليهم على هذا الجمع من النبي صلى الله عليه وسلم ومن جاء مع النبي صلى الله عليه وسلم، إذن كان هناك امرأتان في جمع من الرجال يتجاوز السبعين رجلاً، ممكن يصلون إلى ثمانين رجلاً، إذا حدث مثل هذا الأمر الآن وكان هناك مؤتمر أو كذا وكان يحضره الرجال وحضرت فيه امرأتان، يعني كم المشايخ سينظر إلى هذا الأمر على أنه اختلاط مذموم، وأنه لا يجوز للنساء أن تندس الواحدة منهن في وسط الرجال وتتعامل معهم، إذا قسمنا يعني قلنا أن هناك من المشايخ من يرفض هذا الأمر ورعاً، ونحن نقول أنه لم يكن هناك أورع ولا أكثر ورعاً من النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعلم منه بالحلال والحرام، نحن لن نكون أكثر ورعاً من النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فالنبي صلى الله عليه وسلم ورعاً لم يرفض هذا الأمر، فإذا قلنا أن هناك عدداً من المشايخ سيرفضون هذا الأمر سيبقى الباقي، الباقون ممكن أن يوافقوا يوافقون على هذا الأمر، لكن كم من هؤلاء الباقي سيقبل أن تكون زوجته واحدة من الاثنين؟ هو قد يقبل لعموم النساء لكنه سيرفض أن تكون زوجته واحدة من الاثنين، عندنا من الأمثلة الكثير جداً وأنا حقيقة تعرضت لمثل هذا الموقف حتى في حياتي الشخصية، يعني كان هناك حملة نظافة في الشوارع في مصر بعد الثورة يعني، والناس تفاعلت وتفاءلت وكذا وأحبوا أن ينظفوا الشوارع، فخرجت الفتيات خرجت البنات والنساء يعني يساهمن في عملية النظافة، فخرج بعض الأزواج معترضين من باب الشرع والدين والستر أن هذا الأمر لا يجوز، فأنا تعرضت لشاب من هؤلاء يحاول أن يمنع زوجته أنها تشارك في هذا الأمر، فقلتُ له ألم تقرأ في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد امرأة كانت تقم المسجد، هذه المرأة كانت تجمع القمامة من المسجد، لماذا لم يقل لها أحد من الصحابة أن الرجال سيكفوكِ هذا الأمر، يقومون به، لكنهم لم ينهوها عنه بل على العكس عندما توقفت عن دورها قام النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال عنها وتفقدها، ولما علم أنها ماتت غضب لأنهم لم يخبروه بأنها ماتت، فإذن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر فعلها بل أثنى عليه، فهذا الشاب يعني من ثقل العادات ومن ثقل وطأة التقاليد على ذهنه أحب أن يخرج من هذا الأمر فقال لي ربما كانت تدخل إلى المسجد في غير أوقات الصلاة، فقلتُ له إذن أنا أزيدك كانت تدخل وهي ترتدي لفّة، يعني أنت تريد أن تخرج من الأمر بأي شيء؟ لو كانت تفعل هذا خُفية لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرفها، ولما كان الناس يتحدثون عنها أنها تقوم بهذا الدور، وهكذا وهكذا كثير من المواقف التي تدل على أن مشاركة المرأة كان سقفها مرتفعاً جداً أكثر مما نتخيل، لكن نحن نرفض المشاركة الآن مشاركة المرأة الآن في كثير من المجالات بدافع الدين وبالفتوة الدينية هي التي تمنع، وهذا أمر غريب جداً أننا نحن يعني ليست العادات والتقاليد لكن بالدين.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور حياة دعينا نأخذ شريحة من النساء وهي زوجات السلاطين أو سيدات المجتمع، ويا عيني على سيدات المجتمع زوجات الزعماء عندنا في حالة مختلفة تماماً، أنا هنا أريد أن أطرح الصورة المغايرة، يعني زمرد خاتون كانت قد تصدقت بأموالها حتى اضطرت أن تغربل القمح والشعير لتقتات وتعيش من أجرة هذا، عصمت خاتون التي كانت زوجة نور الدين بعد ذلك صارت زوجة صلاح الدين وأنت تكلمتِ عن الزواج السياسي أيضاً، في يوم من الأيام القصة اللطيفة المشهورة نامت عن وردها فأصبحت غضبى، فنور الدين أيامه يعني أمر بأن تُضرب في القلعة -قلعة الحكم- الطبول من أجل أن توقظ الناس للصلاة، كذلك المشهورة أيضاً أخت صلاح الدين ست الشام، نريد أن تحدثينا عن سيدات المجتمع هذه الطبقة في دولة نور الدين وصلاح الدين.
د. حياة المسيمي (الضيفة): يعني فقط لو سمحت لي أنا أضيف نقطة على موضوع الفتح الأول، لأنه ما ربط الفتح الأول بالتحرير لو سميناه الفتح الثاني ما ربط بينهما أن الأمة كانت تعيش قضية بيت المقدس يعني، في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام الحديث الشهير عندما سألت السيدة ميمونة بنت الحارث رسول الله عليه الصلاة والسلام قالت أفتنا في بيت المقدس، ما الذي دعا السيدة ميمونة تتحدث عن بيت المقدس في ذلك العمر المتقدم من الدعوة الإسلامية؟
د. عمر الجيوسي (المقدم): وكان عبارة عن ساحة تُلقى فيها النفايات يعني.
د. حياة المسيمي (الضيفة): فعلاً ولم يكن حتى يعني عند المسلمين له ذلك الحديث الذي نعرفه الآن.
د. عمر الجيوسي (المقدم): عفواً كأنك تشيرين أن المرأة كانت مهتمة ببيت المقدس قبل أن يُنشأ ويصبح المبنى.
د. حياة المسيمي (الضيفة): نعم مهتمة، وهذا كان جو عام لأنها هي مهتمة لأنه هناك حديث عنه، هناك من يندب للحديث عنه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ومن حوله، فقال الحديث (ابعثوا زيتاً يُسرج في قناديله) وبالتالي كان هناك هم عام، بدأ ذلك الهم العام وأخذ يستمر وعندما يعلو هذا الهم العام نعمل لبيت المقدس وعندما يهبط لن نعمل لبيت المقدس، الجو العام الذي عاشت فيه زوجات السلاطين كان بإمكان زوجات السلاطين مؤونة العمل، أن يكفين أنفسهن مؤونة العمل لبيت المقدس والتحرير بحجة أن الرجال يقومون بهذا الأمر، وبحجة أنه يعني الرجال كثر والكل مهتم، ولكن مع ذلك نجد أن من تصدى للعمل ببيت المقدس هم من كانوا حول الأمراء والسلاطين، من كانوا حول صلاح الدين، من كانوا حول نور الدين، وظهر هذا الأمر جلياً في الدولة الزنكية والأيوبية كان جلياً، ونحن نعرف أن الدولة الزنكية والدولة الأيوبية كانتا حصيلة عشرات السنين من العمل في تغيير العقلية الإسلامية، أنا أريد فقط أن أقف عند بعض النقاط عند عصمت الدين خاتون لأنها شخصية مميزة، هي زوجة نور الدين زنكي زواج سياسي ثم زوجة صلاح الدين زواج تكريمي لنعده، لأن زواج صلاح الدين أراد أن يُبقي على تلك العلاقة القوية التي ربطته بنور الدين زنكي، وأن يستمر في تلك العلاقة وكأنه أراد أيضاً أن تبقى تلك الوحدة بين الموصل ودمشق، أراد صلاح الدين ذلك لأن بعد ذلك التاريخ يحمل لنا بعض الخلافات التي حدثت بين الدولتين، في بيت المقدس في تحرير بيت المقدس كان يقال عنها أنها تُستشار من نور الدين، وفي رواية أعتقد أنها قد لا تكون موثقة كثيراً لكنني أحببتُها يعني أجد أنها يمكن الاستناد إليها، أن نور الدين كان يأخذ برأيها ويقول لها أن رأيها يشبه رأي القاضي الفاضل، ونحن نعرف من القاضي الفاضل، فتضحك هي قائلة وتقول ولكنني أجمل منه يعني أنها سيدة، ولكن كان يأخذ رأيها، وكان أيضاً صلاح الدين يستشيرها أيضاً، يعني هو صلاح الدين كان يأخذ رأيها ونور الدين زوجان يأخذان برأيها إذن هي تمتاز برجاحة العقل، هذا أكيد إذن هي كانت راجحة العقل.
د. عمر الجيوسي (المقدم): جميل، طيب نأخذ بقية الأمثلة بعد الفاصل ممكن، أشكرك دكتورة حياة، مشاهدينا إذن نتواصل معكم بعد فاصل قصير فانتظرونا بعده إن شاء الله.
أهلاً بكم من جديد مشاهدينا على خطى صلاح الدين وبصحبة الدكتورة أمل خليفة مسؤولة لجنة القدس في اتحاد الأطباء العرب، وبصحبة الدكتورة حياة المسيمي النائب السابق في البرلمان الأردني وعضو مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، دكتورة حياة قاطعتك وأنتِ تتكلمين عن أمثلة من حياة سيدات المجتمع زوجات السلاطين.
د. حياة المسيمي (الضيفة): نعم، السيدة عصمت الدين خاتون كان لها المدرسة الخاتونية، يعني بعرفنا الحالي أنشأت منظمة، الآن يعني المنظمات هي المكان الذي توجه فيه الأمة المسلمة سواء كانت منظمات معادية أو منظمات مؤيدة ولذلك أنشأت المدرسة الخاتونية، لم يظهر ذلك فقط قد يقال أحياناً أن زوجات السلاطين والأمراء يقمن بإنشاء المدارس والمؤسسات للتعريف بهن، لكن في أدوار أخرى تكون مغيّبة، لكن السيدة عصمت الدين خاتون كانت في أبنائها مميزة، حتى أنها أحسنت تربيتهم ويقال أنّ بعض أبنائها الذين تولوا الملك كانوا أيضاً يمتازون بالصلاح وسداد الرأي.
د. عمر الجيوسي (المقدم): أولادها من صلاح الدين؟
د. حياة المسيمي (الضيفة): هي أولادها لا ليس من صلاح الدين، وإنما أولادها بعضهم من نور الدين كان عندها ولدان، أحدهما تولى الملك وكان كما يقولون تقياً وورعاً وأُثِرت عنه القصص الكثيرة، كما قلنا كانت أيضاً تنفق على المدرسة التي أنشاتها وهذا أيضاً يؤكد أن كثيراً من هؤلاء لم يكن معهن مال بعد موتهن، لأن أغلب المال كُنّ ينفقنه في سبيل الله وفي سبيل إنشاء المدارس وفي يعني تسويق العلم من خلال هذه المدارس، ست الشام أخت صلاح الدين أريد أن أقف ليس عند إنشائها للمدارس ولكن فقط عند نقطة واحدة، هي مدرستها التي أنشأتها اسمها المدرسة الحسامية ومن حسام الدين؟ ابنها الذي استشهد في حطين، يعني لها ابن استشهد في حطين فسمّت المدرسة بالمدرسة الحسامية، إذن هي قدمت، هي قدمت للأمة أهم من المدرسة قدمت للأمة ابنها، يعني هو الشهيد حسام الدين وهو أحد الشهداء الذين استشهدو في -كما قلنا- في معركة حطين، الأخيرة التي أريد أن أتحدث عنها التي هي زمرد خاتون والتي تحدثتَ عنها أنتَ أنها كانت منفقة، كانت كثيرة النفقة وكثيرة الصدقة لدرجة أنه لم يبق معها شيء، وعندما لم يبق معها شيء وذهبت إلى المدينة المنورة لتمكث فيها أخذت تغربل القمح لتقتات وتعيش منه، مع أنها كانت طوال حياتها السابقة كانت ملكة وأميرة وصاحبة مال وبنَتْ المدارس وأنفقت عليها ولكنها في الأخير لم يبق شيء لكثرة ما كانت تنفق من صدقات، فأصبحت تغربل القمح وتقتات مما ينتج لها وماتت في المدينة المنورة، إذن هم لم يسعوا أبداً إلى شهرة أو جاه أو مال، وإنما جاءتهم الشهرة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): حتى هذا يذكرنا طبعاً بسيدتنا عائشة بنت أبي بكر، أبوها رجل مليونيراً كان، فكانت عندما تتصدق تعطر الدرهم وتقول أنه يقع في يد الله قبل أنم يقع في يد المحتاج، على كل هل لكِ تعليق دكتورة أمل على سيدات المجتمع في العصر الحالي زوجات الزعماء؟
د. أمل خليفة (الضيفة): يعني هو حقيقة الذي يلفت الانتباه أمران، الأمر الأول أن ذكر هؤلاء النسوة غائب تماماً عنا، وهو أمر ليس بغريب لأنني أنا سبق لي أن جربت أن تعاملت مع الشباب الذين هم من المفترض أن يُحسبوا على الشباب المثقف فقلتُ لهم يعني اذكروا ما تعرفونه عن صلاح الدين، فلم أجد شيئاً، فإذا كان صلاح الدين نفسه مغيباً ولا يعرف عنه الشباب حتى أنا كنت دائماً أمزح معهم أقول لهم أخبروني ماذا تعرفون عن صلاح الدين بخلاف أنه أحمد مظهر، فليس من إجابة يعني نحن لا نعرف شيئاً عن صلاح الدين، ربما يكون حتى صلاح الدين أكثر وأوفر حظاً من نور الدين محمود، يعني أنا حدث معي موقف أنني كنت في دمشق -فكّ الله كربهم- كنت في دمشق منذ سنوات طويلة فهناك نور الدين مدفون في مسجد معروف باسم مسجد الشهيد رغم أنه لم يستشهد في معركة لكنه كان يعرف باسم الشهيد.
د. عمر الجيوسي (المقدم): لكثرة ما كان يدعو ربنا أن يميته شهيداً.
د. أمل خليفة (الضيفة): لكثرة ما كان يتحدث عن الشهادة ويطلبها وكذا فسمي بالشهيد وهو لم يستشهد في معركة، فهو مدفون في مسجد اسمه مسجد الشهيد والشارع الذي فيه هذا المسجد اسمه شارع الشهيد، أنا سألت بعض المارة وبعض الناس حتى سألتُ واحداً من سائقي سيارات الأجرة من هذا الشهيد؟ الشارع اسمه شارع الشهيد والمسجد اسمه مسجد الشهيد فلم يعرف، الناس لم تعرف من هو هذا الشهيد، فيعني نور الدين لا يعرفه أحد وأنا أتساءل يعني مَن من المفروض من الذي يفخر بنور الدين؟ أو من المفروض يفخر بعماد الدين زنكي؟ عماد الدين زنكي ونور الدين إذا بحثنا عن موطن كل منهما بل الكثير من العلماء سنجد أنهم في بلدان ممكن تكون بلدان وسط آسيا وكذا، من المفروض أن يفخر بهؤلاء إن لم يكن هناك وحدة إسلامية ونظرة إلى الأمة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): مع العلم أن العلماء والمؤرخين يصنفونه على أنه الخليفة الراشدي السادس.
د. حياة المسيمي (الضيفة): بعد عمر بن عبد العزيز.
د. أمل خليفة (الضيفة): لا أحد يعرف عنه شيئاً، لا أحد يعرف عنه شيئاً، فأنا لا ألوم أحداً أنه لا يعرف زمردة خاتون ولا فاطمة خاتون ولا عصمت الدين خاتون، لا ألوم أحداً إذا كان هؤلاء الرجال الذين كان لهم القيادة ولهم الذكر والتاريخ، وكتب التاريخ زاخرة بأفعالهم وكذا ونعرف عنهم معلومات كثيرة جداً في الكتب.
د. عمر الجيوسي (المقدم): هي لو عملت على -لو خرجنا بشيء عملي يعني- على شكل مسلسل أطفال كرتوني وبإخراج جيد، بالتالي نحل هذا الإشكال يعني.
د. أمل خليفة (الضيفة): بالتأكيد يعني نحن لدينا…
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب ماذا عن سيدات المجتمع في العصر الحالي زوجات وأبناء وأنسباء الرؤساء لو قارنتِ يعني؟
د. أمل خليفة (الضيفة): أين الثرى من الثريا، ليس هناك وجه للمقارنة أصلاً يعني، الملاحظة الأولى هي هذه الملاحظة أننا نحن لا نلوم أحداً أنه لا يعرف هؤلاء النسوة وإن كُنّ قد ذكرن في بعض الكتب، يعني هي الكتب التي ذكرتهن معدودة ومحدودة جداً، يعني ممكن أن نجد أن الكتب هي أربعة أو خمسة كتب هي التي تحدثت عنهن، فنحن لا نلوم الشباب المثقفين ولا نلوم أحداً أنه لا يعرفهم، الملاحظة الثانية التي لفتت انتباهي في حياة هؤلاء النسوة أنهن لم يكن خيرهنّ قاصراً على أنفسهن، يعني يتبادر إلى ذهن الإنسان عندما يريد أن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى أنه يصلي ويصوم ويزكي، حتى المدرسة قد يقوم بالمدرسة تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى، لكن كان لهم أدوار غريبة أنها أدوار حساسة جداً يعني أخت صلاح الدين ست الشام قامت بافتتاح مصنعاً للأدوية، فيعني هذا الأمر لا ينتبه إليه شخص مجرد أنه هو يريد أن يتقرب إلى الله بالتعبد أو كذا، لكن هذا الأمر أمر دقيق جداً أنها تقوم بمصنع للأدوية هذا أمر غريب، تفرغهن لهذه الأمور يدل بالفعل على أن الهم كان مسيطراً على أذهانهنّ بصورة تفوق مجرد التقرب إلى الله سبحانه وتعالى فقط.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب هناك نقطة في المرأة أم صلاح الدين الأيوبي، وأنا قلت المراجع قليلة في الموضوع لكن أنا بالنسبة لي لأنني أكتب البرنامج هناك أكثر من 400 مرجعاً عن صلاح الدين، وهناك عن نور الدين يمكن هناك قلة وهذا البرنامج يعني نحاول أن نقارب بين صلاح الدين ونور الدين، لأنه لا يمكن فك وجهي عملة النصر هذي، لكني أنا بالنسبة لي فشلتُ أن أجد مرجعاً موثقاً يتكلم أو يذكر والدة صلاح الدين الأيوبي، فاتصلت بالدكتورة سناء القضاة وهي معها رسالة دكتوراه في هذا التخصص عن المرأة في العصر الأيوبي، وقالت أنا أيضاً بعد أن بحثتْ وتأكدتْ أنني لم أجد ذكراً لها، اتصلت مع بعض المؤرخين فقال لي أصلاً ما كانوا يهتمون بالمرأة في ذلك العصر، لكن الحقيقة هذا الكلام خطأ لأنه موجود عن عصمت خاتون وموجود عن ست الشام وموجود عن أيام ابن عساكر في ذلك الوقت، ولذلك هل عثرت ضيفتاي الكريمتان على ذكر لوالدة صلاح الدين الأيوبي؟
د. حياة المسيمي (الضيفة): يعني أريد أن أتحدث في نقطة الكتب القديمة نعم أنا أعتقد أن الكتب القديمة تحدثتْ…
د. عمر الجيوسي (المقدم): فقط أجيبيني عن سؤالي ومن ثم تعودين، وجدتِ شيئاً عن والدته؟ ولماذا؟
د. حياة المسيمي (الضيفة): لم أجد شيئاً إلا ما يصلح أن يقال أنه سيناريو فيلم حديث، يعني ليس صحيحاً والمعلومات ليست موثقة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): على الإنترنت هذا ممكن.
د. حياة المسيمي (الضيفة): نعم وروايات أعتقد كما قالت الدكتورة أمل روايات غير حقيقية، أنا أعتقد أن يعني عيش صلاح الدين في قلعة عسكرية بداية يعني بداية في بعلبك وثم بعدها، ثم أيضاً استمرار الجو العسكري لحياته خاصة أنه كان يقال فيما بعد أن أغلب وقته كان يقضيه في الخيمة وعليه عتاده، لذلك أعتقد هو كان غائباً عن أسرته الأولى التي هي الأم والأب كان غائباً عنهما، الزوجة حتى في الحديث عن الزوجة يعني عن عصمت الدين خاتون وغيرها كان هناك مراسلات، يعني تقول الكتب أنه كان بينهما رسائل إذن كان هناك بُعد، أما الأم فأنا أعتقد يعني قد يكون السبب أنه العيش العسكري هو كان مبرراً قد يكون، ولكن لا أعرف سبباً موثقاً لهذه الغيبة لأم صلاح الدين.
د. عمر الجيوسي (المقدم): غير ظاهر الاسم ولا السبب.
د. حياة المسيمي (الضيفة): لا.
د. عمر الجيوسي (المقدم): دكتورة؟
د. أمل خليفة (الضيفة): بالفعل القصص التي تُروى عن أم صلاح الدين وعن صلاح الدين وطفولة صلاح الدين فيها كثير من المبالغات، وقد يعني يظهر حتى من سياق القصة أنها قصص غير حقيقية وغير موثقة، يعني دائماً من يذكرها لا يذكر من أين أتى بها هي انتشرت ولم يعرف أحد، يعني قصة صلاح الدين كان يلعب مع الغلمان وجاء أبوه ورفعه وكذا هذه القصة لا يذكرها أحد مطلقاً، من أين أتوا بها؟ غير موجودة في الكتب التاريخية، لكن نحن إن لم نعرف من هي أم صلاح الدين فنحن نعرف صلاح الدين ونعرف ست الشام، وهناك بعض الروايات كذلك عن أخت أخرى، يعني ربيعة هذه أخت أخرى هي أقل في الذكر من ست الشام، لكن حينما نعرف أن ست الشام كانت تذهب مع أخيها مع صلاح الدين لتلقي العلم فإذن لا بد أن ندرك من غير أن نقرأ أن وراء هذا الفعل أم واعية وأب واعي يدفعان بالأبناء سواء الرجال أو النساء.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب سؤال دعيني معك دكتورة أمل، الدكتورة حياة قالت -ما شاء الله تركيبة اسميكما مفيدة للبرنامج حياة وأمل- طيب القلعة العسكرية التي ذكرتها في بعلبك أو غيرها أيضاً هناك القلعة التي ذكرها عماد الدين زنكي وأولاده، كان أولاد السلاطين ينشؤون في قلاع عسكرية بظروف خاصة ربما تبعدهم عن الوالدة وتبعد الوالدة عنهم، والتدريب والانشغال بالعسكرتارية هذي وحتى زوجة نور الدين وصلاح الدين انشغلت بالحياة السياسية والعسكرية، والآن أيضاً الأم الفلسطينية منشغلة وأولادها مشغولون عنها بالرباط وبالجهاد وبالاستشهاد وبالأسر وإلخ، نسأل عن كيف تربى صلاح الدين بدون والدة؟ ما الأساليب التي أفادته حتى أصبح بطلاً مظفراً؟ هل النشأة في قلعة وحجارة وسيوف تفيد؟ وإرهاصات لقائد؟
د. أمل خليفة (الضيفة): يعني ليس هناك عنصر منفرد ينشّئ فرداً، لا بد أن هناك كثير من العناصر تتضافر بعضها مع بعض ونحن نعرف كثيراً من القصص لبعض القادة وبعض العلماء كذلك، كانوا يعيشون حياة لا أقول حتى حياة عادية قبل ذلك ولكن بعضهم كان يعيش حياة الغول ثم يحدث شيء في حياته تنقلب بالبوصلة، وتنقلب بموازين حياته كلها، فإذا كان حتى صلاح الدين عاش حياة ربما تكون في شبابه ليس فيها شيء من مميز…
د. عمر الجيوسي (المقدم): وقد قيل هذا في بعض الكتب.
د. أمل خليفة (الضيفة): صحيح.
د. عمر الجيوسي (المقدم): نشأة صلاح الدين وليس عيباً أن نذكر ذلك في برنامجنا، يعني عمر بن الخطاب كانت نشأته في الجاهلية لكن صلاح الدين الأيوبي هناك كلام كثير حول طفولته وشبابه في البداية.
د. أمل خليفة (الضيفة): نعم يعني إذا كان هذا الأمر موجوداً فنحن نقول أن اكتمال الشخصية يكون بعناصر كثيرة، منها الجو العام الذي يجعل من السلاطين ومن القادة يجعلون أبناءهم معهم في نفس المجال، يعني دائماً نجد الشخص الذي -يعني حتى في الواقع- يعني نجد الشخص السياسي المحنك الكذا، نجد أولاده مرفهين لأنه هو يجعل ثمرة ما يقوم به من أموال وكذا يجعلها لأولاده، فتكون النشأة فيها كثير من الترفيه لكن الجو العام نحن أمام أناس لا يعيشون حياة طبيعية، يعني حياة غير طبيعية، حياة ليس فيها دفء الأسرة التي تعيش حياة عادية، ويتجمعون في المساء وهكذا ليس موجوداً هذا الأمر، يعني صلاح الدين في الفترة الأخيرة لا أقول في الفترة الأخيرة السنوات الأخيرة ولكن العشرين سنة الأخيرة من عمره، يعني من الثلاثين ومن بعد ذلك تجد أن حياته لم تكن أبداً طبيعية في وقت في الأوقات، يعني أنا حاولت في مرة من المرات أن أقوم بتجربة عملية أن أسير على خطى صلاح الدين بحقيقة، يعني أنه انتقل من هذه المدينة إلى هذه المدينة إلى هذه المدينة، حاولت أن أفعل هذا الأمر ليخرج في النهاية خط سير، صارت الخريطة في النهاية سوداء لأنه كان كثير التنقل بصورة غريبة، بصورة ملفتة للنظر، كان يحقق النصر اليوم ثم يبقى في مكانه يعني القائد حينما يحقق نصراً هو بذل جهداً، جهد عصبي وجهد جثماني فلا بد أن يستريح وحتى أن يحتفل بانتصاره لمدة يوم اثنين ثلاثة، كان من الممكن أن يحقق النصر اليوم ثم ينتقل في اليوم التالي مباشرة إلى مدينة أخرى، يعني حتى لا يحتفل بانتصاره.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دعيني أستعير نصف السؤال الذي سألتك إياه للدكتورة حياة، أنا أخذت الجانب الذي أجابت عنه الدكتورة والآن نكمل معك الجانب الثاني، نفس الظروف الصعبة عدم التواصل مع الوالدة والوالدة مع ابنها موجود هذا الكلام في أرض فلسطين، الأبناء إما معتقلون أسرى إما مجاهدون إما مرابطون يعني في نفس الأساليب، كيف يعني الأم أو ما الأساليب التربوية التي تفيد رغم هذه القسوة في إنشاء قادة عظام فاتحين محررين؟
د. حياة المسيمي (الضيفة): يعني لا بد أن نؤكد أن العدو الواضح من ناحية والهدف تجاه هذا العدو، والهدف الواضح من ناحية ثانية يساهمان في خلق جيل التحرير، ما يوجد في أرض فلسطين أن العدو أمامهم واضح وهو ما لا يوجد في الدول الأخرى، أو على الأقل غير واضح في الدول الأخرى، ما يوجد في أرض فلسطين وجود العدو المحتل ووجود هدف لطرد هذا العدو المحتل، هذا بالدرجة الأولى يعطي الشباب هناك وجهة معينة يمشون إليها وهو ما يدفعهم إلى العمل، الأمر الثاني أن الشباب في فلسطين تولوا المسؤولية وهم صغاراً، أحياناً تولوا مسؤولية الأسرة بغياب الأب المعتقل سابقاً قبل الابن، أحياناً تولوا العمل المسلح داخل فلسطين، أحياناً تولوا العمل الدعوي داخل فلسطين وهم صغار، تولي المسؤولية والطفل والشاب في بداية عمره عندما يتولى مسؤولية عظيمة مثل هذه هذا سيؤدي في النهاية إلى أن يصبح قائداً ويتمكن من عمل شيء، أهل فلسطين تولوا هذه المسؤولية لا ننسى أيضاً أن هؤلاء الشباب في فلسطين وعندما نستعرض مثلاً نماذج الاستشهاديين على سبيل المثال، هم من حفظة كتاب الله الصوامين القوامين من الناس المعروفين بحسن أخلاقهم، من المعروفين في مجتمعاتهم إذن هم تربوا تربية إسلامية يعني مهمة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): دخلتِ فلسطين أوعاينتِ ذلك؟
د. حياة المسيمي (الضيفة): أنا دخلت فلسطين 1992م آخر مرة يعني بعد الانتفاضة الأولى، لكن القراءة والمتابعة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور أمل زرتِ فلسطين؟
د. أمل خليفة (الضيفة): زرتُ غزة.
د. حياة المسيمي (الضيفة): أنا زرتُ غزة أيضاً صح غزة قريب.
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني عاينتم ورأيتم هذه النماذج؟
د. حياة المسيمي (الضيفة): نعم.
د. عمر الجيوسي (المقدم): على كل يعني إذا كان هناك وقت بعد الفاصل سريعاً مع الدكتورة أمل، تخبرنا عن نماذج للناس الذين مشوا على خطى صلاح الدين والقادة الفاتحين الذين تربوا بنفس الظروف تقريباً، مشاهدينا إذن ننتظركم وتنتظرونا بعد فاصل قصير إن شاء الله.
أهلاً بكم من جديد مشاهدينا على خطى صلاح الدين بصحبة الدكتورة حياة المسيمي عضو مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، وبصحبة أيضاً الدكتورة أمل خليفة مسؤولة لجنة القدس في اتحاد الأطباء العرب، دكتورة أمل كنتِ ستذكرين لنا نماذجاً من القادة الميدانيين على أرض فلسطين، وفي الأمة الذين كانوا وما زالوا على خطى صلاح الدين.
د. أمل خليفة (الضيفة): يعني حقيقة من زار غزة يعني علامة فارقة في حياة من يزورها، هو يجد فيها نسمات ممن ساروا على خطى صلاح الدين، ولذلك أنا أعد أن كل من يعني استشهد في غزة ممن كانوا يحملون السلاح هم كل واحد فيهم نموذج، وسبحانك يا ربي يعني فعلاً يعني نجد الأمارات التي تدل على أن هؤلاء الناس يعني فعلاً وهبوا حياتهم، ويعني هذا الأمر ليس بالأمر السهل أن يتنازل الإنسان عن الحياة الطبيعية لكل شاب في مثل عمره ويحمل الهم، نحن أحياناً كنا نتحدث مع بعض الشباب كان الواحد فيهم يعني حينما يتكلم وهو يشرح نجد أنه ينسى نفسه في بعض الأوقات، يعني أنا كنت أشعر بهذا الأمر أنه حينما ينظر إلى المستعمرات من أمامه وهي مضاءة على مرأى البصر، وهو يحكي أن هذه كذا وهذه كذا نجد أنه بعينيه بريق وهو ينظر إليها ويكاد ينسى نفسه أنه يحكي لنا ويتحدث عن أننا نحن غداً سنغزوهم ولن يغزونا، فأنا أعد كل من رأيناهم في فلسطين في غزة تحديداً هم كانوا على خطى صلاح الدين، وأنا دائماً كنتُ أقول أنه إذا كانت أحلك لحظات الليل هي التي تسبق الفجر مباشرة فإن الفجر قد بدا، والفجر لا يحل على الناس هكذا مرة واحدة وإنما هو عبارة عن شعاع يتلوه شعاع يتلوه شعاع، من أراد أن يعرف أشعة الفجر لهذه الأمة فهم الشهداء، ولذلك أنا أقول أن أهل غزة لن يفضلهم أحد في الفضل، لن يسابقهم أحد في الفضل لأنهم هم من بدؤوا هذا الشعاع، شعاع النور بدأ أولاً في غزة ثم انطلق من باقي الدول لكن شعاع الفجر بدأ من أهل غزة.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب الآن دعينا نأخذ جوانباً عملية في الإعداد إعداد المرأة في جيل التحرير، سواء كيف تعد نفسها أو تعد من هم في مسؤوليتها، نأخذ مثالاً في العلم ومثالاً في الأسر ومثالاً في الرباط وهكذا، النساء زمن صلاح الدين وزمن نور الدين كان لهن شأن عظيم محدثات مقرئات إلخ أديبات عالمات، حتى ابن عساكر أخذ العلم عن بضع وثمانين امراة منهن العالمة الفقيهة المحدثة التي ألّفت الكتب العالمة فاطمة الفقيهة اسمها، الآن هناك هيئات علماء هيئة علماء فلسطين في الخارج ، رابطة علماء الخليج، رابطة علماء فلسطين، رابطة علماء الأردن، رابطات في المغرب العربي وهكذا، العنصر النسائي دكتورة حياة فيهم قليل جداً، ما تقييمك والسبب يعني؟
د. حياة المسيمي (الضيفة): العنصر النسائي في هيئات العلماء قليل، العنصر النسائي في العمل السياسي قليل، العنصر النسائي في العمل النقابي قليل، العنصر النسائي في الكتابة والتأليف قليل لماذا؟ هو سؤال مطروح.
د. عمر الجيوسي (المقدم): وهذا لم يكن في عصر صلاح الدين.
د. حياة المسيمي (الضيفة): في عصر صلاح الدين كانت هناك يعني نقلة كبيرة، نقلة كبيرة لكن عاد بعد ذلك الأمر في المماليك ليصبح يعني حتى دون الطبيعي يعني دون المستوى الطبيعي، السؤال المطروح لماذا هو السؤال الذي يجب أن يطرحه أصحاب المشروع، لماذا المرأة تغيب؟ أو لماذا غُيّبتْ؟ أو لماذا غابت؟
د. عمر الجيوسي (المقدم): تقصدين القائمين على هيئات العلماء؟
د. حياة المسيمي (الضيفة): مشروع الأمة من يحملون مشروعاً للأمة يجب أن الدعاة والعلماء وغيرهم، يجب أن يجيبوا عن هذا السؤال، الجواب الأول وهو الذي تحدثنا عنه كثيراً في هذه الحلقة وفي هذا اللقاء الطيب هو الجو العام، الجو العام غير مشجع على العمل، الجو العام أُحبط، الجو العام لا يقدم، الجو يؤخر، الجو العام هو متهم رئيسي، لكن الجو العام نحن من صنع الجو العام يعني من صنع الجو العام؟ نحن من نصنعه، ولذلك الحل بيد من يصنعون هذا الجو العام، الأمر الثاني ما زال خاصة في المشرق العربي وهو يختلف عن المغرب العربي، المشرق العربي ما زال عنده عقدة الذكورية وآسفة أن أتحدث بهذا الأمر، المشرق العربي ما زال يتعامل مع المرأة بعقلية الحماية وعقلية الاهتمام وعقلية إبعادها عن المشاكل، هي هكذا تبدو، وأحد الناس الذين أرادوا أن يفسروا هذا الأمر قالوا أن المشرق العربي تعرض لفترة طويلة لحكم المماليك والعثمانيين الذين كانت عندهم حروب كثيرة، فحموا المرأة ثم تحولت من الحماية إلى الحرملك، يعني التي هي لا تفعل شيئاً يجب أن تكون دائماً تحت العناية المركزة، ولذلك نحن نقول لا بد من إعادة النظر في التفكير في المرأة أين تكون، لابد من إحياء الشريعة لا بد من إحياء السيرة الأولى سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام الذي رفع النساء من لا شيء لتصبح تشارك من بيعة العقبة وفي الجهاد وفي الرباط وفي غيره، ولذلك هذه النظرة هي التي يجب أن يتم تعديلها إذا عُدّلتْ هذه النظرة ستقدم النساء، عندنا عالمات شريعة عدد كبير من يحملن درجات عليا في الشريعة لماذا لا يكنّ أعضاء هنّ مؤهلات علمياً مثل الرجال، ولكن تُفتح الأبواب للرجال ولا تُفتح الأبواب للنساء الأبواب الإعلامية وأبواب المؤتمرات والمهرجانات وغيرها، ولذلك نحن بحاجة للتغيير وأصحاب هذا التغيير هم العلماء والدعاة، هم الذين نحمّلهم مسؤولية تعديل هذه النظرة إذا عُدّلت هذه النظرة ستجد نساء لأننا عندنا خبرات.
د. عمر الجيوسي (المقدم): وأنا أشهد أن هذا ليس تنظيراً لأن الدكتورة حياة والدكتورة أمل دائماً من مؤتمر إلى مؤتمر من عضوية إلى عضوية والحمد لله، دكتورة أمل نأخذ نموذجاً في الرباط الدكتورة ذكرت الرباط يعني، في المسجد الأقصى في مساطب العلم في المرابطين في داخل المسجد الأقصى وهذا له أجره كما ورد في الحديث الصحيح، وهذا له أجره أيضاً مساطب العلم والرباط، يعني نريد أن نلتقط ترددات المرابطات داخل المسجد الأقصى ونقيس نبضهن، الدكتورة لجأت للتشخيص وأنا أريد جسّ النبض الآن بجهاز الضغط الآن والترددات، ماذا بقي في ذهنك مما الآن ممكن بعض النساء في المسجد الأقصى يسمعنك وأنتِ تتكلمين، وخصوصاً المرابطات وعددهن يمكن أكبر من الرجال في الأقصى.
د. أمل خليفة (الضيفة): نعم يعني نحن لدينا الترمومتر هو الذعر الإسرائيلي الذعر الصهيوني هو ترمومتر للخطورة، كانوا في البداية يمنعون الشباب من تحت سن الأربعين أن يدخلوا إلى الأقصى ويسمحوا لمن فوق الأربعين، وكانوا يسمحون للنساء على وجه العموم فبعد فترة بسيطة رفعوا السن من أربعين إلى خمسين فأصبح من فوق الخمسين هو الذي يدخل فقط، حديثاً بدأ الأمر يشمل النساء أيضاً ويُمنعن من الدخول لأنهم تنبهوا إلى أن غياب الرجال يُعوض بوجود النساء، وهناك مواقف كثيرة جداً يعني علمنا أن المسجد بات في حماية النساء حينما مُنع الرجال، وحقيقة يعني نحن رأينا يعني حتى تهماً تدل على مدى الذعر، أنا أعد أن الذعر الصهيوني هذا ترمومتر أي شيء يخيفهم هو يعني نعلم أنه له قيمة، حينما تُعتقل امرأة من ساحة الأقصى لأنها كبرت في وجه الجند وتكون هذه تهمة أنها قالت الله أكبر في وجودهم فإذن هذه الكلمة من امرأة يعني تتسبب في إشكالية كبيرة عندهم، فيعني نحن نرى في صمود النساء والجديد أيضاً في الأمر هو صمود ليس فقط النساء ولكن الأطفال وتواجد الأطفال، يعني أنا رأيت مبادرة رائعة من الشباب في الشهر الماضي هي أكبر سلسلة بشرية للقراءة حول القدس، وكانت يعني شيئاً كانت في مارس الماضي الشباب جلسوا على أسوار القدس في محيط القدس كلها وكل منهم يمسك بالكتاب، هذه المبادرة تدل على أننا نعرف بدايات الطريق الصحيح، الطريق الصحيح أوله المعرفة ومعه الهمة والإرادة، لكن قيمة العلم رفع قيمة العلم ولذلك نحن نحيي النساء في مساطب العلم الموجودة في المسجد الأقصى.
د. عمر الجيوسي (المقدم): على كل يبدو هذا كله إرهاصات لأن الحديث الصحيح يذكر أن الخلافة الأخيرة في بيت المقدس، أحداث آخر الزمان كلها مرتبطة في بيت المقدس، فهذه الصفوة وهذه الطائفة المرابطة هناك لا بد أن لها شأن عظيم بإذن الله عز وجل، أظل في نفس الموضوع دكتورة من جانب آخر يعني الذي يتتبع تاريخ المرابطات منهن مثلاً أم حرام التي رابطت وجاهدت في البحر، أيضاً النساء المرابطات في غزة وأنتِ كما قلتِ زرتِ غزة والدكتورة أمل زارت غزة أيضاً، أين المرأة التي لم ترابط من نية الرباط؟ أين الأمة من نية الرباط؟ ما حكم الرباط وما فضله بدقيقة يعني؟
د. حياة المسيمي (الضيفة): يعني لنتحدث أولاً أن الرباط له مفهوم عام ومفهوم خاص، الرباط بمفهومه الخاص لا يقدر عليه إلا قليلون وقد يكون دور المرأة فيه محدوداً في الثغور مثل غزة على سبيل المثال، أما الرباط في مفهومه العام فهو في متناول أي امرأة وبالتالي أنا أعتقد أنه مطلوب من كل امرأة، هناك رباط على العمل في سبيل الله والدعوة، هناك رباط على العلم، هناك رباط على العبادة، هناك رباط على تعليم الناس، كل هذا يمكن أن يتحقق إذا كان هناك نية المرابطة نية المرابطة فسيتحقق مهما كان المكان الذي سترابط فيه المرأة، ولذلك أم حرام بنت ملحان الصحابية يعني كان عندها نية المرابطة قبل أن تحدث عندما قالت للرسول صلى الله عليه وسلم “ادع لي أن أكون من الصحابة الذين يغزون في البحر” وكان البحر مخيفاً، يعني كانت الدعوة…
د. عمر الجيوسي (المقدم): وأجره مضاعف.
د. حياة المسيمي (الضيفة): كانت الدعوة على العرب في الجاهلية أن من أراد أن يدعو على أحد بشيء أن تذهب إلى البحر كما كان بعيداً ومخيفاً، دعت الرسول صلى اله عليه وسلم أن يدعو لها أن تكون منهم وكانت ودُفنت كما نعلم في قبرص معروف قبر المرأة الصالحة، كان عندها النية وشاركت وإن كانت لم تجاهد كما يجب لأنها ماتت ودُفنتْ هناك، الآن لا بد من استحضار نية المرابطة، المرأة التي لم تستطع أن ترابط تستحضر النية ثم نعمم فكرة الرباط، إذا عممنا فكرة الرباط سنشرك أكبر عدد من النساء المسلمات في العمل للإسلام في الدعوة للإسلام في تعليم الإسلام، في مختلف المجالات المختلفة أنا أعتقد أنه…
د. عمر الجيوسي (المقدم): يعني وأنتِ طبيبة ولكن أنتِ تعيشين الفكر الإسلامي وتتابعين الأحكام الفقهية الإسلامية، ما حكم الرباط وما فضل مساطب العلم؟
د. حياة المسيمي (الضيفة): يعني أنا أعتقد أن الرباط واجب ذكر حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: “ألا أدلكم على ما يمحو به الله الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى على المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط” هذا في حده الأدنى أسمي الرباط في حده الأدنى هذا، في حده الأقصى “رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع صوت أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها” إذن هو واجب، هذا الاستحضار لهذه النية بهذه الوجوبية يجعل من مساطب العلم رباط جهاد وليس رباطاً عادياً، يعني مساطب العلم رباط جهاد ولذلك أخواتنا المرابطات في مساطب العلم هنّ الآن على ثغور ويرابطن رباط جهاد فأخذن السقف الأعلى من فرضية أو من وجوب الرباط.
د. عمر الجيوسي (المقدم): تمام، دكتورة أمل يعني للأسف الذي يرابط في النساء في الثغور هم اليهوديات الصهيونيات، فالتجنيد الإجباري الدولة الوحيدة في العالم ربما الكيان الصهيوني إن كان دولة وهو ليس كذلك، فليس في العالم تجنيد إجباري على المرأة إلا عند الصهاينة، كيف يعد الصهاينة المرأة منذ حتى قبل قرارهم باحتلال فلسطين لا بد من إعداد حتى استطاعوا؛ لأن تحرير واحتلال بيت المقدس لا يمكن إلا بجهد عالمي ويقوم أيضاً جزء منه كبير على المرأة، ماذا عن المرأة الصهيونية؟
د. أمل خليفة (الضيفة): بالتأكيد هم يعدونها جزءاً كبيراً من المشروع الخاص بهم، ونحن قد وجدنا نماذجاً يعني غولدمائير كانت تشترط على زوجها حينما تقدم إليها أنها ستتزوج لكن إذا قامت دولة إسرائيل فهي ستذهب إليها أشاء أم لم يشأ، أراد أن يذهب معها أم لم يرد، فنحن نجد مثل هذه النماذج لدينا نماذجاً حديثة يعني نائبة وزير المواصلات منذ عدة أشهر كان زفافها، وكان زفافها يوم الاثنين ذهبتْ يون الأحد صبيحة يوم الأحد ذهبتْ في صحبة الإعلام وفي صحبة الحراسة واقتحمت المسجد الأقصى، ودخلت وتحدثت من داخل ساحة الأقصى وهي تقول أنني في هذا اليوم شديد الخصوصية في حياتي أن غداً زفافي آتي إلى هذا المكان شديد الخصوصية وأنا شديدة الاهتمام به لأقول لجموع اليهود أن هذا المكان لا بد أن نأتيه ولا بد أن يكون لنا وهكذا، هذا الأمر غريب جداً يعني أنا سبق أن طرحتُ هذا المثال على مجموعات كبيرة من الشباب من الجنسين، وقلتُ لهم إذا أتينا إلى فتاة زفافها في الغد وقلنا لها أن هناك وقفة اليوم في نفس الشارع الذي تقيمين فيه نصرة للأقصى، هل هي ستنزل وتشارك في هذه الوقفة؟ يعني نحن لدينا عراقيل كثيرة هي لم تقبل ولو قبلت مَن حولها سيقولون عنها أنها كذا وأنها كذا، وكذلك بالنسبة للرجل إذا كان الشاب زفافه في الغد هل يقبل أن يذهب؟ -وأنا أقول وقفة وليست اقتحاماً وليست كذا وليست كذا- أنا فقط أعلق تعليقاً بسيطاً تكملة لحديث…
د. عمر الجيوسي (المقدم): معنا دقيقة لنهاية الحلقة.
د. أمل خليفة (الضيفة): لحديث سيدتنا أم حرام بنت ملحان يعني النبي صلى الله عليه وسلم تحدث في كثير من المواقف عن المرأة ودورها في حسن تبعلها لزوجها، والمشايخ يرددون هذه الأحاديث وهي صحيحة، كما يردد المشايخ كذلك أحاديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم للرجل أنه بره بأمه وبره بوالديه مقدم على كل شيء، هذه في مواقفها لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل لها في هذا الموقف، وهي تطلب منه أن تكون ممن يستشهد أو ممن يرابط في البحر أن حسن تبعلها أفضل من هذا الرباط.
د. عمر الجيوسي (المقدم): طيب في ثوان معدودات دكتورة حياة ودكتورة أمل هل لكما يعني فكرة تطرحانها كمبادرة للمرأة كونك ذكرتِ موضوع المشروع مرتين.
د. حياة المسيمي (الضيفة): يعني أنا أعتقد حان الوقت لنطرح مشروع التحرير، مشروع التحرير نعلنه، مشروع التحرير يحتاج رؤية يحتاج أشخاصاً يحتاج برنامجاً، الرؤية موجودة تحرير المسجد الأقصى تحرير فلسطين، الأشخاص العاملون موجودن لكنهم غير مؤهلين غير مدربين غير مستوعبين المشروع، البرنامج سهل وبالتالي نحن في الخطوة الثانية التي تحتاج إلى جهد، هذا الجهد هو الذي يجب أن نبذله على الفئة العاملة لتحرير فلسطين.
د. عمر الجيوسي (المقدم): معناها نتساعد معك لأننا نحن البرنامج لدينا ثلاث خطوات: تربية، إعداد، تحرير، فمشروعك تحرير نريد أن تساعدينا في بعض الأفكار إن شاء الله.
د. حياة المسيمي (الضيفة): إن شاء الله.
د. عمر الجيوسي (المقدم): دكتورة أمل كلمة ختامية في أي براءة اختراع أي مبادرة للمرأة التي تمشي على خطى صلاح الدين لتحرير الجيل.
د. أمل خليفة (الضيفة): نحن نحتاج إلى جهود من الدعاة ومن أصحاب الفتاوى لكي يغربلوا الفتاوى مما علق بها، صوت المرأة عورة وذكر اسمها عورة، ونجد حتى الشباب في دعوة الزواج نجده يكتب اسمه ويكتب اسمها هي حرف أو كريمة فلان الفلاني كما لو كان اسمها عورة، نحن نعرف زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ما كانت أسماؤهن وبنات النبي صلى اله عليه وسلم، نريد غربلة الفتاوى مما علق بها من هذه الأمور.
د. عمر الجيوسي (المقدم): جزاكما الله خيراً، نسأل الله عز وجل أن تكون هذه الحلقة في ميزان حسناتكما وأن يفتح عليكما بالعلم ويزودكما بالحلم إن شاء الله، ونشكر باسم فريق البرنامج كل المشاهدين المرابطين على خطى صلاح الدين، هذه تحيات المنتج زميلي أحمد العكلو، دمتم في أمان الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.