الدكتور إبراهيم مهنا
الدكتور سامي الصلاحات
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتنا مشاهدينا، كان من عادة الملك الشهيد نور الدين زنكي أن ينزل إلى المسجد ليلاً يركع ويتبتل حتى يصلي الصبح، ثم يخرج لمهام الدولة، مشاهدينا المسجد الأقصى الذي فتحه عمر وحرره صلاح الدين كان وما زال محطّ تجميع وإجماع وتوحيد للأمة، أيضاً للمسجد الحرام في مكة المكرمة وللمسجد النبوي في المدينة والمنورة دور تكاملي تجاه أخيهما المسجد الأقصى، من حيث خطبة الحج وخطب الجمعة وتعبئة ملايين الحجاج ودعائهم ودورهم المنشود، مشاهدينا المعوقات التي تقف أمام دور المسجد كثيرة ومنها معوقات وزارات الأوقاف التي توقف الدور التربوي للمسجد وتمنع تعيين الدعاة والمربين الذين يربون جيلاً يؤمن بتحرير وطنه، أيضاً معوقات الكيان الصهيوني الذي سن قوانيناً وقرارات عسكرية للاستيلاء على مساجد وأوقاف المسلمين في فلسطين، وتحويلها للمهاجرين وللمستوطنين الصهاينة، مشاهدينا الخطابة زمن الزنكيين والأيوبيين كان يتولاها عدد من العلماء ذوي المكانة العلمية المرموقة، وكان الخطيب يُعيَّن بمرسوم خاص يصدره السلطان، والآن يُفصل الخطيب بمرسوم خاص من السلطات، أعزاءنا نور الدين صنع منبر خطبة تحرير الأقصى رغم أنه كان ما زال تحت الاحتلال الصليبي، والصهاينة جهزوا هيكلهم، فهل نصنع نحن منبر التحرير القادم من الآن؟ مشاهدينا في هذه الحلقة نستضيف الدكتور إبراهيم مهنا عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج، وكذلك الدكتور سامي الصلاحات مستشار المعهد الدولي للوقف الإسلامي، حياكم الله ضيفين عزيزين كريمين على هذا البرنامج.
طيب دكتور إبراهيم حياكم الله يعني ضيفان في هذا البرنامج على خطى صلاح الدين، نتناول موضوع المسجد والخطبة ودور المسجد في تربية الجيل نبدأ فيها، عمارة المسجد الحرام في زمن نور الدين زنكي كان حتى القائد وزعيم الأمة يقضي وقته في المسجد، كان ينزل إلى المسجد بغلس في الظلام ويتبتل ويصلي، حتى يصلي الصبح وله أوراد في النهار طبعاً ومتعلق، ويمرغ وجهه في التراب تذللاً لله عز وجل، كان مشهوراً نور الدين زنكي بهذا التبتل، فلما يطلع للصبح ويصلي الفجر والشروق إلخ كان يخرج إلى مزاولة مهام رئيس دولة، وهذا الشيء صراحة يحتاج همة ويحتاج خبرة وتواضعاً، عمارة المسجد الحرام هذا نموذج لكن أكيد هناك نماذج أخرى، حدثنا في ظلال هذه الآية عن عمارة المسجد الحرام.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): بسم الله الرحمن الرحيم، ابتداء ما ذكرته من هذا النموذج الرائع نموذج نور الدين، في جمعه بين الجانبين الإيماني والعملي والقيادي والسياسي إنما هو بذلك يتأسى بنبينا صلى الله عليه وسلم، هذا كان شأن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ولن يكون لهذه الأمة صلاح ولا رفعة ولا عزة إلا باقتفاء آثار الأولين، (ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)، المسجد هو في الحقيقة ليس مجرد مكان تؤدى فيه العبادة ثم يخرج الإنسان إلى شؤون الدنيا.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): ويكتبون لنا وزارات الأوقاف يعني يُغلق المسجد بعد عشر دقائق من الصلاة.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): مع الأسف هذا جار في أكثر الدول، المسجد هو مؤسسة شاملة تنموية اجتماعية روحية، بل أكثر من ذلك هو مؤسسة لاكتشاف وتنمية الطاقات، لقد تربى الشباب في أيام العصور الذهبية للمسجد، التي هي تكون في حال وجود هامش من الحرية، البلد الذي فيه هامش حرية تجد أن الجيل الذي نشأ في هذا الهامش من الحرية نجده جيلاً مقبلاً على الله سبحانه وتعالى، لأنه استفاد من الدور الحقيقي للمسجد، المسجد إذاً مؤسسة متكاملة ليس فقط بين قوسين كدور العبادة في الديانات الأخرى يؤدي فيها بعض الدعاء والصلوات، يسمع فيها عظة ثم ينتهي بموضوع.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب يعني مرة سمعتُ الدكتور نبيل العوضي يتكلم عن أن أحد الناس يسأل في منطقة في الكويت، الغريب يعني رغم كثرة المصلين وكثرة المساجد، أنه يقول يا شيخ أنا أصلي أؤذن في المسجد وأنتظر حتى تكاد الشمس تشرق ولا أجد من يصلي معي، هل يجوز أن أقفل المسجد وأذهب إلى مسجد آخر كي ألتحق بصلاة الجماعة وأكسب أجرها؟ يعني شيء مؤلم حقيقة، دكتور سامي الصلاحات نأخذ فترة زمنية أخرى في زمن الصليبيين وفي زماننا، المسجد له دور أيضاً في التعبئة وفي التربية وفي الإعداد بالذات إعداد الجيل الذي يؤمن بتحرير أرضه المحتلة، يعني نريد أن نعيش دور المسجد في زماننا وزمن الصليبيين إذا تكرمت.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): هو حقيقة المسجد كما ذكر الدكتور إبراهيم منذ عهد الرسالة، وشكل المسجد منظومة في المجتمع الإسلامي، يعني لا يمكن أن يُتخيل أن هناك مجتمعاً إسلامياً دون مسجد هذا أولاً، ثانياً سأعطيك مثالاً وبه تتضح الرؤية، عندنا في يافا وقف ومقام لشخص يُسمى علي بن عليل، هذا الرجل أتى يقاتل واستشهد على السواحل واستشهد على الساحل الفلسطيني في مناطق الثمانية وأربعين، فأقيم له مقام ثم أقلت عليه الأوقاف، تقدّر أوقافه هذا الرجل المجاهد الذي كان من الصالحين تقدر أوقافه آنذاك بحوالي تقريباً 24400 دونم في مناطق الثمانية وأربعين شخص واحد، هذا الرجل عندما جاء الظاهر بيبرس يقاتل في عكا أقام في مقام هذا المسجد، في هذا المسجد في هذا المقام شهراً كاملاً يدعو الله عز وجل حتى يدخل إلى فلسطين وهو معتكف في هذا المكان، المعنى أن المسجد ليس فقط تأدية صلوات، نحن لسنا كنيسة وليس عندنا مسمى رجال دين، المسجد ينسجم في حياة المسلم، في المسجد كما تعلم كان كمحكمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كان مدرسة.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): حدثنا عن نقطة التربية والتعئبة يعني حتى لا نكرر.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): والتعبئة نعم، لكن أنا أتكلم عن فلسطين لأنها حقيقة في كل بقع فلسطين وكل وقف في فلسطين وكل مسجد في فلسطين هو حقيقة مدرسة وتعبئة للشعب الفلسطيني، أنا أتكلم لك عن أنه مثلاً.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): مثلاً دورها في إعداد وتقوية المجاهد المقاوم.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): وقف النبي موسى في القدس كان عبارة عن مركز تجمع للحجاج الفلسطينيين منذ المحتل البريطاني، لهذا لا تستغرب عندما تقام حرب ضد غزة أو ضد الضفة، أن يتم استهداف المساجد، في حرب غزة الأخيرة حوالي 40 مسجد تم هدمهم هدماً كلياً، حوالي 55 مسجد تم هدمهم هدماً جزئياً، فأنت تتكلم عن لماذا؟ لماذا المساجد؟ حقيقة هي مراكز توعية مراكز للتعبئة والحشد والتحريض، طبعاً مصطلح التحريض هو مصطلح قرآني ومصطلح سياسة شرعية، فكانت هذه المساجد هي حقيقة مراكز تعبئة للمقاومين الفلسطينيين على مدار التاريخ والصراع مع الصهاينة.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): في جانب أيضاً دور للمسجد وهو تجميع الأمة، توحيد الأمة، وأعتقد يعني لو قلنا أن المسجد الحرام يقيس علاقتي بالله، والمسجد النبوي يقيس علاقتي بالرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى يقيس علاقتي بالأمة ووضع الأمة، يعني هو (بارومتر) للأمة مثل ما يقولون، المسجد بشكل عام كان له يعني دور في العصر الأيوبي وفي العصر الزنكي يخلص الناس من المذهبية إلى حد كبير، ويجمّع الناس بالذات المسجد الأقصى، وكانت المذاهب كلها موجودة فيه رغم أن هناك كلاماً للمؤرخين والفقهاء وهذا شيء طبيعي يعني بطبيعة البشر، نريد أن نذكر الشاهد في العصر الأيوبي في عصرنا عن هذا الموضوع يعني، دوره في تنقية المذهب في توحيد الناس على فكر أن يكون أكثر من تفكير ومذهب ورأي فقهي.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): هو في الحقيقة المسجد الأقصى شهد مدرستين كبيرتين ثم تبعهما مدرسة ثالثة بل ورابعة، وهذه المدارس الأربعة هي بعدد المذاهب الأربعة، فنجد الشيخ المالكي وهؤلاء المالكية العلماء الذين أتوا مع ضمن ما أتوا من المغاربة الذين استوطنوا في حارة المغاربة وغيرها.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): وأحضروا المذهب المالكي.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): بلا شك، الأحناف ونور الدين بالمناسبة كان مذهبه حنفياً، صلاح الدين كان مذهبه شافعياً، وبالتالي جميع الألوان المذهبية كانت حاضرة وبقوة، أيضاً المذهب الحنبلي، الشاهد هنا كان هناك حرية كبيرة في طرح المذاهب الفكرية على مختلف مشاربها، بل أكثر من ذلك كان أحد المشايخ الذين يدرّسون التفسير والفقه المالكي كان يتكلم عن مقالات ابن العربي التي كانت في تلك الفترة غير مقبولة عند كثير من المسلمين، ولكن المناخ كان صحياً وكان متاحاً وبالتالي لم يكن هناك يعني تمذهب بغيض يقصي الآخر.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): حتى مفهوم المسجد استطاع أن يكوّن بيئة تعايش مع باقي الأديان، يعني أنت تتكلم عن القدس فيها يهود ونصارى ومسلمون، كان اليهود يستفيدون من أوقاف المسلمين والنصارى كذلك، عندما تعلم أن كنيسة القيامة في القدس كان يشرف عليها وما زال عائلة آل النسيبة وآل الجودة، وهم عائلتان مسلمتان، فهناك كان اندماج وتعايش ما بين مكونات الأديان.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): نعم، طيب أريد أن أسألك عن شيء قريب من هذا في تخصصك في الأوقاف، يعني نور الدين زنكي كان واسع الإنفاق والكرم إلخ، وأيضاً كلف الأوقاف بتوفير النفقات لمجموعة كبيرة يعني، دعنا نعدد مجموعة منهم، الفقراء والأيتام والمجانين والذين يحتاجون العلاج والأرامل والعلماء ومعلمو الخط ومعلمو القرآن، يعني الكل استفاد من هذه الأوقاف إذن هناك دور للأوقاف اجتماعي تربوي، نسمع منك.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): نتكلم مثلاً عن الأوقاف ودورها لكن فقط حتى أبين لك قضية، أن حجم الأوقاف حجم ضخم جداً، يعني بعض الدراسات والتقديرات أنه كل 16 كيلو متر مربع في فلسطين منه 1 كيلو متر مربع وقف خالص.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني 1 إلى 16 النسبة؟
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): يعني 1 إلى 16 % من أرض فلسطين هي وقف، هذا بالمفهوم الدقيق للوقف، يعني وقف وكما تعلم هناك وقف صحيح ووقف غير صحيح، الوقف الصحيح الذي أوقفه صاحبه والوقف غير الصحيح الذي أرصده الحكام والسلاطين أيام الدولة العثمانية، وهذا كثير في فلسطين.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب بالعموم الخطباء يعبئوننا أن فلسطين كلها أرض وقف إسلامي، مدى دقة هذا الموضوح يجب أن نوضحه.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): هذا له مستويان المستوى الأول أن فلسطين حجم الأوقاف فيها ضخم كبير جداً كما ذكرت، يعني في حسب الدراسات كل 16 كيلو متر فيه كيلو متر مربع واحد واحد وقف خالص، المستوى الثاني وهو المفهوم الذي يعتمده علماء السياسة الشرعية أن أي أرض إسلامية تم فتحها هي تُعد أرض إسلامية خالصة، وإذا تم الاعتداء عليها يجب أن تُسترد، ذكْر العلماء والفقهاء وأدبيات الحركة الإسلامية أن فلسطين أرض وقف إسلامي يأتي من هذا الباب، من باب أنّ هذه أرض مباركة ومقدسة وأسري بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولها قداسة عند المسلمين وبالتالي أُخذ هذا المفهوم وهو المستوى الثاني، ولكن بالتدقيق والتمحيص الأوقاف الخالصة التي هي تشكل تقريباً 1/16% من أرض فلسطين الكلية، الآن ما دور الأوقاف في موضوع التربية والمجتمع؟ لا شك أنه ليس هناك مفردة من مفردات المجتمع الفلسطيني لا سيما في مدينة القدس إلا وهي مرتبطة بالأوقاف، الصحة، التعليم، البنى الاجتماعية.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): كيف؟
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): أعطيك مثالاً، الآن أتكلم عن التعليم في مدينة القدس، إلى الآن رغم الاحتلال ورغم مشاكل الاحتلال، ما زالت المدارس تتبع للأوقاف الإسلامية، عندما ذكرنا في الحلقة السابقة أن هناك حوالي تقريباً 70 أو 170 مدرسة تم إنشاءها في دخول صلاح الدين الأيوبي إلى المسجد الأقصى، أنت عندك كم هائل من الأوقاف خُصصت لدعم التعلم، هناك قضية يجب أن أتوقف عندها وهي متعلقة في النقطة الأولى التي طرحتها، وهي أنه عندما قام العدو الصهيوني باستئصال الأوقاف الإسلامية في الثمانية وأربعين، كان أحد الأسباب الرئيسية أن الأوقاف كانت تشكل تهديداً أمنياً، كانت بعض محطات الأوقاف مراكز تجمع المجاهدين في الثمانية وأربعين، مثل وقف علي بن علين، أعطيك مثالاً.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): جامع الاستقلال.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): جامع الاستقلال، ومقبرة هي سميت مقبرة عز الدين القسام، عندنا كذلك هناك 1215 مقاماً ووقفاً إسلامياً تم هدمه في الثمانية والأربعين من هذا الباب.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب دعنا نأتي إلى هذه النقاط لكن موضوع المعوقات التي تقف في وجه الأوقاف، والمعوقات التي تقف على باب المسجد تتسول الحل ربما من المعوقات هذه، لا بد أن تساهم في هذه الحلقة في توضيحها للمشاهدين، وإذا كان عند ضيفي الكريمين بعض الاقتراحات أيضاً، يعني في زمن وزارات الأوقاف صارت لها دور هذا الزمن إيقاف أكثر من كونه أوقاف، تحدثنا دكتور إبراهيم مهنا عن أهم المعوقات الداخلية والخارجية التي تقف دون تحقيق هذه الأوقاف، والمساجد دورها التربوي المنشود الموجود في القرآن والسنة.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): يعني يمكن أبرز شيء هو طريقة الإدارة والفلسفة والرؤية التي أخذتها هذه الإدارات.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يمكن قبلها سبب تعيينهم أيضاً سياسة…
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): نعم هذا هو الإدارة، هذا هو الإدارة، فالإدارة أصبحت تعين أئمة ونُظّار ومسؤولين ومشرفين قد يكونون غير أكفاء، وبالتالي هذا سيؤثر بشكل مباشر و سريع على الدور المنشود الذي ينبغي أن تقوم به هذه الأوقاف، النظام الإداري في وزارات الأوقاف أيضاً غيّر من كثير من أهداف الوقف التي كانت من قبل الواقفين، يعني بحجة استبدال الوقف مثلاً ممكن أن تتغير كثير من الأوقاف، ولكن في النهاية نكتشف أن تكون على غير المصلحة، أنا أحب أن أشير إلى نقطة 1/16 الآن حضرتك طرحتَ أنه فلسطين أو الوقف الإسلامي، حقيقة هو الذي أشار له الدكتور سامي هو الوقف الصحيح لكن الأراضي الميرية التي هي ملك الدولة، هي كانت تعد بمثابة وقف وإن كان هناك خلاف على صحة هذا الوقف أو عدمه، وبالتالي من هذا المنطلق…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب الآن دعنا نتكلم عن المعوقات الداخلية والخارجية.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): من المعوقات أيضاً هو يعني إلغاء الوقف الأهلي وإن كان الوقف الأهلي خيره وأثره وفائدته أقل بكثير من الوقف الخيري.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني الوقف الذري؟
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): الذري.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني مثل وقف تميم الداري.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): الذي هو نعم على ذريته.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): مع أن الحديث يخوّف أن من يعتدي على وقف تميم الداري عليه لعنة الله.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): مُنع أصلاً هذا القرار، هذا بقانون مُنع في مصر وبالتالي المنع سرى في قطاع غزة لأنه كان تحت الإدارة المصرية، كثير من الدول أيضاً منعت الوقف الذري، هذه الأوقاف إذن صار في بعضها تعطل، بعضها هُمش دوره، بعضها عُيّن عليه أناس غير أكفاء، فكل مجمل هذه المعوقات…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب على كل في صفحة 111 دكتور طرحت مجموعة في كتابك الأوقاف الإسلامية في فلسطين ودورها في مواجهة الاحتلال الصهيوني، طرحت كيف المعوق ضخم الصهاينة أيضاً لهم منهجية مدروسة في استهداف هذه الأوقاف، نريد أن نتحدث عنها لكن بعد الفاصل، مشاهدينا انتظرونا بعد فاصل إن شاء الله.
من جديد نرحب بكم مشاهدينا على خطى صلاح الدين بصحبة الدكتور إبراهيم مهنا، والدكتور سامي صلاحات، تحدثنا قبل الفاصل أن الصهيون الفكر الصهيوني له منهجية وإستراتيجية في استهداف الأوقاف، يعني خطة ممنهجة، وهو بالتأكيد يعني في كل حلقات البرنامج يعني نستشهد بخطط يعملون بدهاء وبذكاء فيها، لو عرفتنا يعني من خلال كتابك على هذه المنهجية.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): حقيقة اليهود سعوا منذ الاحتلال الأول عام ثمانية وأربعين إلى استهداف الأوقاف الإسلامية بالتحديد، وبالعكس كان ترتيب ملف الأوقاف وتأخيره عن إدماجه في الدولة لأهداف مدروسة، وهذا حقيقة منذ الانتداب البريطاني، لكن أنا الذي أعنيه في الاحتلال الصهيوني، أول هذه المنهجية وأول هذه الحسبانات أنه قام بمصادرة الأوقاف الإسلامية بحجم كبير هائل جداً من خلال الشراء أو من خلال النصب والاحتيال، وأنا أعيد وأكرر النصب والاحتيال من خلال السماسرة من البعض للأسف من بعض المسلمين الذين باعوا لليهود بأثمان بخسة، ولهذا لا أستغرب وعندما قرأت هذه أول مرة فتوى في عام 1920م، المجلس الأعلى الإسلامي الذي قاده المفتي المرحوم محمد أمين حسيني عندما أصدر فتوى بتكفير ليس بخيانة بتكفير من باع أرضه أو من ساعد على بيع أرض للعدو الصهيوني، تخيل الفتوى كبيرة ضخمة، كيف تكفّر إنساناً؟ لكن سبحان الله كانت نظرتهم ثاقبة في ذاك الزمان أن اليهود يسعون إلى الشراء و إلى التمكين لهم فهذه الفتوى، الأمر الثاني بمصادرة الأراضي الأوقاف، الأمر الثاني قضية إلغاء الهوية الإسلامية، العدو الصهيوني عندما احتل مناطق الثمانية وأربعين في عام 1948م قام بإلغاء الهوية الإسلامية عن هذه الأوقاف؛ لأن الأوقاف كانت تمثل شعار المسلمين، المسجد دور عبادة قام بمصادرة وإلغاء وهدم حوالي 1215 مقاماً ومكاناً للأوقاف، تحويل المساجد إلى دور دعارة، تحويل المساجد إلى خمارات، نوادي، إلى أماكن للدعاية الانتخابية في حزب الليكول، مدينة صفد التي كانت مشهورة في الأوقاف التي منها ينتمي الرئيس الفلسطيني محمود عباس هي كانت مفعمة بالأوقاف، وللأسف يعني حتى في أحد المكاتبات للمجلس الأعلى الإسلامي أنه كان مفتي صفد آنذاك يطلب من المجلس الأعلى تعيين محصل لجباية هذه الأوقاف، هذه المنطقة كانت تم مصادرة أوقافها للأسف وتم تحويل كثير من أوقافها إلى مراكز للدعاية، كذلك سن قوانيناً تحد من الأوقاف مثل قانون الغائبين أملاك الغائبين الذي صدر في مارس من عام 1950م، صادر حوالي بتقديرات بعض المختصين 90% من أوقاف الثمانية وأربعين، 90%، هو قانون أملاك الغائبين، تخيل يعني جحم كبير من الأوقاف التي صودرت، أنا عندما أتكلم عن أوقاف الثمانية وأربعين أتكلم عن أوقاف هائلة، عندما أتكلم عن عكا البلدة القديمة 90% منها أوقاف.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب يعني هذه المنهجية التي استهدفوها التي هي مصادرة الأراضي وقانون الغائبين وإلغاء الهوية.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): نعم، ثم قضية أخرى أنهم يستغلون للأسف ضعاف النفوس الناس الذين كان لهم للأسف مآرب شخصية في تسويق لهم، وبيعهم الأوقاف بثمن بخس، فاستغلوا كثير من الأوقاف لهذه…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): في عشر ثوان، هل هناك منهجية معينة اطلعتَ عليها في استهداف المسجد الأقصى في الأيام الحساسة هذي؟
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): طبعاً للأسف يعني هم طبعاً منذ احتلال 1967م أول عمل قاموا به احتلال هدم حارة المغاربة بأكملها، وهي حارة وقفية بالأكمل، لكن مثالاً بسيط خلال الفترة الحالية مقبرة مأمن الله هذه مقبرة مأمن الله فيها تسع رفاة من الصحابة، المقبرة تعج بآلاف الصالحين والأولياء والمسلمين، هذه المقبرة تقدر بـ200 دونم تقريباً الآن بقي منها تقريباً حوالي 12 دونم، هذه تم استغلالها وأخذ منها كثير من المواقع لتحسين واقع بلدة القدس.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): لو نأخذ معوق آخر أمام الأوقاف وموظفي الأوقاف الذين يربون الجيل تربية رسالية يؤمنون بها لأن الموظفين أرضهم محتلة يعني لا تحتاج إلى قوانين، ومع ذلك يُمنعون من بني جلدتهم من أداء دورهم التربوي، ويُعتقلون ويُهددون ويُفصلون من أعمالهم، ما الحكم الشرعي في هذه السلطات في فلسطين وغيرها يعني؟ الذين يمنعون تعيين الدعاة والذين يمنعون أنّ الداعية أو الخطيب أو الإمام يقوم بأقل تذكير حتى في موضوع قضيته.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): دعونا نتساءل أولاً ما الغرض من هذه الأوقاف؟ المحافظة على الهوية الإسلامية، وتعبئة الأمة وتوعيتها نحو قضاياها المصيرية، فإذا مُنع الإمام أو الخطيب أو العالم أو الواعظ من أداء هذا الدور الحيوي المهم، فأي شيء بقي لدور المسجد؟ أي شيء بقي لدور العالم؟ حقيقة.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): وهذا هم الذي لا يريدون له أي دور أصلاً.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): إنها جريمة كبيرة جداً، يا أخي الكريم الله سبحانه وتعالى جعل دفع الاعتداء من مقاصد الشريعة المحتسبة، دفع العدوان وتأمين بيضة الإسلام، ألا يُدفع العدوان ببيان مخاطر وخطط العدو المحتل؟
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): إذن ماذا تقول يعني بالحكم الشرعي؟ ما الذي يخوف هذا الإنسان المسيطر على الأوقاف وعلى الموظف أنه ممنوعه أن يتكلم، ويعتقل؟
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): (وقفوهم إنهم مسؤولون) آية في كتاب الله أذكّر فيها الذين يمنعون، وحديث أذكّر فيه الذين يتحدثون، وهو (وكلمة حق عند سلطان جائر)، (خير الشهداء حمزة ورجل قام فأنكر المنكر وأمر بالمعروف)، لا بد أن يتواصل هذا الدور مهما كانت التضحيات، لا بد أن يتواصل هذا الدور والذي يقوم بمنع الشرفاء والعلماء والأحرار من القيام بواجباتهم الشرعية التي هم مسؤولون عنها، حقيقة هو يلحق بركب العدو، هو بهذا الشكل هو يؤدي خدمة جديدة للعدو المحتل.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب في المقابل أيضاً الخطباء دكتور سامي كانوا في زمن نور الدين وصلاح الدين يُعينون بمرسوم، لأن هذا الخطيب متمكن، ولا ننسى الخطيب القاضي بن زكي عندما خطب خطبة الفتح فتْح المسجد الأقصى، ربما نتكلم عن هذا، الآن كان يُعين بمرسوم من السلطان والآن يُفصل الخطيب الجيد المؤثر في الجيل بمرسوم من السلطات.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): حقيقة يعني سابقاً كان موضوع الخطبة والمسجد له دور إعلامي واضح، ولهذا كان له دور واضح في تأييد توجهات الدولة، لكن حتى نكون أكثر إنصافاً عندما نتكلم عن صلاح الدين الأيوبي مثلاً وعندما كان يستعين بالخطباء المشهورين مثل ابن نجيب، وكان يصفه أنه عمرو بن العاص لسداد رأية وحكمته، حتى كان يُلزم أبناءه أبناء صلاح الدين بحضور مجالسه، هذا التوجه صحيح لا بد أن يكون هناك التواصل ما بين العلماء وما بين السلاطين، أما الآن للأسف يعني وعندنا الآن للأسف نعين العلماء أو نعين الذين يعملون في مجال الأوقاف، علماء لهم دور واضح في دعم الأوقاف وتأييدها، أنا أعطيك فقط مثالاً صغيراً جداً، سابقاً كانت المؤسسة الوقفية مستقلة ذاتياً عن الحكومة عن يد السلطان، ولهذا هناك مقولة لقاسم أمين: (أي وقف مسته الحكومة فليس للأمة فيه نصيب)، لأن البيروقراطية والروتين التي تعيشه الحكومات يفسد الأوقاف، ولهذا على مدار التاريخ الإسلامي الأوقاف الناجحة هي الأوقاف البعيدة عن واقع وسلطان الحكومات، ولهذا تم من هذه الأوقاف تم بروز علماء ومصلحين في واقع الأمة الإسلامية، الطرف الآخر هي الأوقاف التقليدية التي أخرجت للأسف علماء سلاطين أو علماء كان هدفهم إرضاء السلطان لأنه يأخذ معاشه منهم، وبالتالي كل ما يريده الحاكم وكل ما يريده السلطان كان يقوم هذا العالم بتنفيذه، ولهذا هذا النموذج السيئ هذا النموذج الذي يُرى في الإعلام وفي التلفاز، لكن حقيقة هناك أوقاف أصدرت وأنشأت مصلحين للأمة، وكثير من مصلحي الأمة كانوا على هذا الهدى.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب أيضاً هناك معوق داخلي بسيط وهي ظاهرة الآن، زماناً عندما كان يرتفع صوت الناس في المسجد الضجيج بسبب الذين يرتلون القرآن أو دروس العلم نعم، الآن اختلف الوضع يعني الصوت والضجيج ليس بسبب هذا، أحياناً يكون من كبار السن وأحياناً من صغار السن وأحياناً من الإمام، نريد أيضاً في سياق هذا الحديث أن نبين حكم رفع الصوت في المسجد.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): هو لا شك المساجد ما جُعلت لهذا الأمر إنما جُعلت للعبادة والذكر والدراسة والتعليم، أما رفع الصوت في ما لا داعي له لا شك هذا مزعج ويُخرج المسجد عن أدواره، أشير هنا أن في السابق كانت حلقات العلم قبل إنشاء المدارس كان مكانها المسجد، وعندما اتسعت هذه الحلقات وكبرت وتضخمت وأصبحت الأصوات تتقاطع مع هذه الحلقة وتلك الحلقة، يعني في المسجد الواحد عدة حلقات ليس حلقة واحدة، وهذا الذي يسبب الخلل تداخل الأصوات بين درس هنا في التفسير ودرس هنا في الحديث، لأن الحاجة كانت ماسة وكثرت للتعليم وكانت المساجد هي المحضن الطبيعي، لذلك فطن المسلمون في تلك العصور إلى إنشاء المدارس وفعلاً كانت المدارس، وحلوا هذه الإشكالية.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): بدأت بالكتاتيب والمدارس النظامية …إلخ.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): وتدرجت حتى صارت إلى يعني المدارس النظامية التي كانت مشهورة أيضاً في تلك الأزمان.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور سامي في موضوع قريب أيضاً في المعوقات، هناك معوقات خاصة بوقف تميم الداري مررنا عليها مروراً سريعاً، هناك مشكلة أيضاً يطرحها نظّار الوقف وطريقة تعيينهم وهم أظن 14 ناظر وقف فقط لوقف تميم الداري الذي تبلغ مساحته 60% من مساحة الخليل القديمة أظن، 85 ألف دونم، وهذا إنطاء من النبي صلى الله عليه وسلم وحذّر من الاعتداء عليه، الآن شهية أنياب الجرافات جرافات بناء المستوطنات الإسرائيلية، الاعتداء عليها من قبل _لن أذكر بعض القبائل في جنوب الخليل_ يأخذونها بحجة الزراعة، اعتداء آخر بالنسب كثير من العائلات تنتمي إلى آل تميم من أجل المنفعة، لأنها مدينة وفيها منافع الوقف الذري مثل ما ذكر الدكتور إبراهيم، أيضاً الخلافات التي بينهم في إدارة هذا الوقف كثير من هذه الأمور، في المقابل سن الكيان الصهيوني يعني قوانيناً وقرارات عسكرية للاستيلاء على يعني وقف تميم الداري، يعني الآن هل ما زال على الأرض شيء يسمى وقف تميم الداري فعلياً؟
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): نعم موجود لكن للأسف حُدّ منه كثيراً، وكما تفضلت هناك أخطاء في إدارة هذا الوقف وتكالب عليه من بعض المنتفعين، ثم للأسف تم تحديده وتحجيمه بسبب الأوضاع وظروف الاحتلال الصهيوني، لكن للأسف هذه قضية مهمة جداً أن بعض مشاكل الأوقاف في فلسطين هو إدارة العائدات الفلسطينية للوقف، وهذا ليس محصوراً فقط في الخليل حتى في القدس، وحتى من دون ذكر أسماء العائلات هناك عائلات مقدسية معروفة في الإشراف على الأوقاف، منها عائلة الحسين عائلة الديجاني عائلة النسيب، العلَمي، لكن أنا أتكلم أن بعض الأسباب الحقيقية أن إدارة الأفراد تاريخياً وهذا فقط حتى محقق تاريخياً، أن بعض الأوقاف الخيرية لا تتبع كانت أوقافاً خيرية لعموم المسلمين، فجاءت بعض العائلات فأشرفت عليها حتى لا يضيع الوقف، فتم تنسيب هذا الوقف لهذه العائلات، مع أنه وقف خيري لا يتبع لهذه العائلة، وأنا اطلعتُ بحكم عملي في هذا المجال أن بعض الوقفيات التي كانت هي أوقاف خيرية، أوقاف السلاطين العثمانيين عندما تركوا فلسطين جاءت بعض العائلات الفلسطينية فأخذت هذا الوقف وأشرفت عليه، ثم تحول بحكم التاريخ لأنه لم يُسجَّل كما تعلم في احتلال 1967م ثلث الأراضي الفلسطينية فقط كانت مسجلة، وثلثا الأراضي الفلسطينية لم تكن مسجلة، يعني فقط كان معهم طابوا يعني لم يكونوا يحملون ملكيات خاصة، فكانت العائلات الفلسطينية تأخذ الوقف الخيري وتسجله باسمها لأنه وقف ذري وهذا غير صحيح، لكن بحكم الواقع تم هذا، وللأسف أنا قبل حوالي شهر من الآن جاءتني وثيقة وقفية أصلها وقف وتم بيعها، فكيف تبيع أوقافاً؟ لكن للأسف لأنه كان يشرف عليه وقف عائلي وتم رصده باسم هذه العائلة مع أنه كان وقفاً خيرياً من أيام العثمانيين.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني هناك مشكلة أيضاً تواجه تجهيز وترتيب جيل يؤمن بثوابت القضية الفلسطينية، وبثوابت واجباتها الشرعية، ومع ذلك كثيرة هي المعوقات ذكرنا جزءاً كبيراً منها الآن، لكن هناك معوقات قد تبدو صغيرة ولكنها هي مهمة جداً، نلاحظ مثل ما ذكرت المعوقات في الإدارة وفي الفلسفة للأوقاف ودورها الرسالي الموجود في القرآن والسنة، أنه ربما أيضاً عن قصد يُعيَّن شخص غير كفء كما ذكرت (إن خير من استأجرت القوي الأمين)، (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)، فمع ذلك نجد هناك خطيباً لا يحب الناس أن يسمعوا له، إماماً لا يحب الناس أن يصلوا وراءه، وكأن السؤال الشرعي الفقهي يقول يعني ما حكم تعيين هؤلاء؟ ما حكم من يعينهم عن قصد؟
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): أريد أن أقول الوعي، يعني ليس هناك دورات تأهيلية للأئمة والخطباء والعاملين في الأوقاف تبين لهم…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هذا السؤال لك دكتور عن دورات تأهيل الخطباء.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): يعني أنا اتمنى أن يكون هناك توصيف وظيفي حقيقي للإمام، حتى يتحول من مجرد موظف إلى عالم رسالة، يا أخي الإمام هو الوظيفة الوحيدة التي تبدأ بأعلى السلم، ليس المسمى الوظيفي إمام، يا أخي ترى هذا شيئاً عظيماً جداً فلا بد أن يوصّف ماذا عمل الإمام؟ أنا أدعو وزارات الأوقاف حقيقة من خلال هذا البرنامج المبارك أن يكون للإمام دور مميز في تبني قضايا الأمة المصيرية، في توعية المسلمين في أننا جسد واحد.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): في المقابل الحاخام كيف يعامَل يعني كيف تكريمه تقديره؟
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): يا أخي في كل وحدة عسكرية في الجيش الصهيوني هنالك حاخام يوجههم في الامور الدينية ويفتي لهم ويحمّسهم ويشجعهم، يعني هذا شيء معتبر جداً عند الكيان الصهيوني.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب والحكم قبل أن نخرج إلى فاصل؟ حكم تعيين هؤلاء عن قصد؟
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): لا شك إنما الأعمال بالنيات، والذي ينوي الشر لا شك أنه مشارك في الإثم بل هو صانع الإثم، يعني هذا أمر بدهي يعني.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): على كل إن شاء الله نتواصل معكم لكن بعد فاصل قصير، مشاهدينا انتظرونا.
من جديد نرحب بكم مشاهدينا على خطى صلاح الدين بصحبة الدكتور إبراهيم مهنا عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين في الخارج والدكتور سامي الصلاحات المدرب والمستشار في موضوع الوقف، وكونك المدرب والمستشار دكتور سامي في موضوع الوقف الدكتور ذكر موضوع الخطباء وقلنا أنه ممكن أن يفيدنا، يعني ما الخطوات التدريبية لو الآن افترضنا أمامك مجموعة من الخطباء من دول مختلفة ومن فلسطين، كيف نرتقي بمستوى الخطباء؟ ما الدورة اللازمة؟ وهل هي أنواع هذه الدورات؟
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): حقيقة الخطباء بحاجة إلى توعية وتدريب، لكن أهم شيء في موظفي الأوقاف والخطباء أن يكون ذا رسالة ذكرها الدكتور إبراهيم أكثر من مرة في هذا السياق، إذا كان الخطيب يؤدي وظيفة فتخيل أن الناس بعد الخطبة يذهبون لشراء الخضراوات والفواكه ولا يعيرونه اهتماماً، لكن إذا كان الخطيب صاحب رسالة ويرى صالح الرؤية أن يوجه الناس نحو قضايا الأمة فهذا الخطيب الناجح الذي يستحق أن يكون هو على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، كثير من الخطباء للأسف بعاداتهم ومماراستهم الخاطئة ليس فقط في تقديم الخطبة لكن أيضاً في معايشتهم للواقع الاجتماعي يمثلون نماذجاً سيئة، لكن يمكن هذا الخطيب أن يتحول إلى منبر إعلامي حر ومؤثر في واقع المجتمع الإسلامي إذا كان كان صاحب رسالة، كان مؤثراً، كان مؤهلاً، للأسف كثير من للأسف يعني في فترة من الفترات في عام التسعميات كانت 50% من مساجد الضفة الغربية ليس لديهم خطباء، أو خطباء يعني كما يقال (تمشية حال)، يخرج الإنسان على المنبر وهو لا يفقه شيئاً.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب الدورة الآن أعطينا دور الآن الخطباء.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): هي فقط يعني أنا أتكلم الدورة في صناعة خطيب مؤثر يمتاز بالعلم الشرعي، يمتاز بالتقديم، في فهم الواقع، أن يكون مؤثراً في مجال توعية الجمهور في الواقع الاجتماعي.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب من حيث الآليات كيف يصل إلى هذا؟
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): هناك آليات علمية إعلامية في مجال أن يكون الخطيب مؤثراً، طبعاً الخطيب قد يكون ذا موهبة فهذا أقل، لكن هناك skills مهارات يجب على الخطيب أن يتحلى بها خصوصاً القضايا المؤثرة في واقع الخطبة، كيف يستطيع أن يوصل الرسالة الصحيحة في الوقت المناسب؟ هناك قضية أخرى كيف يكون الخطيب قدوة ونموذج لواقع المصلين؟ كيف يستطيع أن يؤثر فيهم؟ كثير للأسف من الخطباء إذا خرج وصعد المنبر لا أحد يستمع إليه، يعني القضايا…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): فعلياً هل حضرت مثلاً حضرتك؟
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): نعم قدمت دورات في هذا المجال، لكن أعطيك مثالاً بسيطاً مثلاً _وبه تتضح الرؤية_ عندما يصعد الخطيب إلى المنبر ويمسك الورقة، فقط من مسكه لهذه الورقة وفي بعض الأحيان في بعض الدول تكون الخطبة مكتوبة، 50% من تركيز المصلين ذهب.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هو يغطي وجهه بالورقة البعض منهم.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): نعم أنا رأيت خطيباً سقطت منه الورقة فتوقف عن الكلام، فللأسف هذه مشكلة، مثلاً هذه skills مهارات يجب على الخطيب أن يتحلى بها.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): وفي بعض الدول رأيت أنا الخطباء يجبرون على قراءة الورقة ويسجلون لهم، المسجل أمامنا وبعد أن تنتهي يذهبون إلى أوقاف يسلمّهم نص الخطبة.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): هو لا مانع إذا كانت الخطبة موحدة لا مانع، لكن يجب أن تكون هناك قصاصة من الأوراق، قصاصة من الورقة.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): في غياب الهيمنة طبعاً.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): نعم ويستطيع أن يتكلم بطريقة تؤثر.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب هذا الجانب السلبي الآن هناك خطب مميزة، وهناك خطباء في الكويت في الخليج في مصر في فلسطين، خطباء يعني صراحة موهوبون ومأجورون إن شاء الله، لا يمكن أن نسامح أنفسنا إذا مررنا على موضوع الخطابة دون أن نذكر خطبة فتح المسجد الأقصى أيام صلاح الدين الأيوبي، لو تعيّشنا أجواء هذه الخطبة للقاضي ابن زكي.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): الله أكبر، هذه الخطبة المباركة حسبها أنها اول خطبة بعد تحرير صلاح الدين للمسجد الأقصى، هذه الخطبة المباركة فلنتخيل أجواء النصر، والفاتحون في ظلال هذا المسجد المبارك، ويبدأ الخطيب بذكر آيات الحمد فيذكّر هذه الجموع هذه الجند المباركين، هؤلاء الجند المباركين بأن هذا ما كان ليكون إلا بعد فضل الله عز وجل، فيبدأ خطبته بقول الله عز وجل.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): وهذا ما بدأ به الخطيب ابن زكي؟
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): أحسنت، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)، ثم ذكر آيات الحمد كلها، بعد ذلك عيّش الناس في أجواء فضائل المسجد الأقصى وهم يصلون فيه لأول مرة، فذكّرهم بفضائل هذا البيت بفضائل هذا المسجد، ذكّرهم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد صلى…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): صلاح الدين حضر الخطبة هذي؟
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): ما عندي أدنى شك أنه حضر هذه الخطبة، ما عندي أدنى شك أنه حضرها، فذكّر المصلين بفضائل هذا المكان الذي تم فتحه على أيديهم، وبعد ذلك ذكّرهم بألا يغيّروا فيتغير الواقع عليهم، يعني انظر هذا التسلسل الطيب من الخطيب ما كان ليكون بهذه الروعة لولا علمه، لولا أهليته.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هو خطيب وشاعر وفقيه وقاضي و…، يعني هذي الخطبة كانت على المنبر الذي صنعه نور الدين زنكي؟
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): طبعاً المنبر كان يُحمل مع صلاح الدين في كل معاركه، حُمل معه في حطين وما بعد حطين حتى افتتح بيت المقدس، ما عندي نص يحضرني الآن بأن المنبر كان حاضراً لكن إذا كان يُحمل كل هذه المسافات فأحسب أنه كان حاضراً.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب لو افترضنا ضيفي الكريمين أن نُخرج مبادرة في هذه الحلقة، طالما نور الدين الزنكي صنع المنبر والقدس تحت أيدي الصليبيين ما زالت والصهاينة الآن صنعوا هيكلهم المزعوم وهو جاهز والمخططات وكل أموره وتمويله جاهز، هل نستطيع أن نبادر _وإذا كنتم تأيدوني أم لا أنت أحرار يعني_ أن نقدم مقترحاً يكون مشروعاً قد تتبناه في دوراتك مثلاً، أنه نجد جهة تجهز منبر خطبة الفتح من الآن، هل يصلح هذا الطرح أو هذه المبادرة؟
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): نعم فكرة جميلة ويمكن أن تُطرح في كثير من الأوساط التي لها علاقة بهذا الشأن، وأنا أرى أنه غير المسلمين العرب عفواً المسلمين غير العرب لهم يعني شغف وحب وعاطفة لهذا الموضوع أكثر من العرب أنفسهم.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني تخيل أنّ هذا المنبر صُنع يعني وأصبح له موقع إلكتروني وتناقلوا هذا المنبر، وأيام المسيرات التي تقترب من فلسطين يُحمل يعني كرمزية، ما الرسالة التي يمكن أن يوصلها مثل هذا المشهد.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): هو وجود شيء مرئي ظاهر مجسد أمام الناس يذكّرهم بمهمتهم هذا شيء جيد لا شك، وأنا أذكر أنه هناك مجموعة في الكويت بادرت بفكرة، قالت نريد إذا نحن لا نستطيع أن نصنع منبراً فعلى الأقل نريد أن نرسل سجادة صلاة الإمام الذي سيصلي عليها عند الفتح.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هذه أي مبادرات؟
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): هذه مبادرة من الدكتور زهير المزيدي في الكويت، والحاج إبراهيم مصري ومجموعة، حقيقة وفعلاً قاموا…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): إذن ممكن نعمل سلسلة من المبادرات.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): نعم.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب من أجل الوقت فقط يعني هذا شيء مفرح وعملي، نريد أن ننكأ جرحاً في الخطب عند الجماعات الإسلامية، يعني أدبيات بعض الجماعات يمكن في الكويت استثناء يعني في إجماع تقريباً على موضوع الخطبة وتناولاتها، لكن في بعض الدول العربية مثل ما ذكرت يعني يكون مجزرة واستباحة دماء واستباحة أقصى واستباحة كرامة أمة ويكون يخطب في موضوعات أخرى تماماً في الفقه وغيره، يعني كيف نقيّم سريعاً ضيفيّ الكريمين هذه الخطب عند الجماعات، هل يتبنون الخطاب المفروض في تربية الناس يعني والجيل؟
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): هو حقيقة يعني إذا أحسنا الظن بهم أنا أتكلم عن بعضهم، إذا أحسنا الظن بهم فهذه الخطي عندهم موسمية، يعني إذا حصل حادث للأقصى أو على المسجد الأقصى خرجت المنابر التي وتتكلم عن الأقصى.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): هذا أولاً الآن هناك تراجع.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): الآن طبعاً هناك تراجع لكن أنا أتكلم بصورة عامة عمّا فيه، الخطب يعني أصبحت موسمية في بعض الدول العربية والإسلامية، عندما يصاب الأقصى بشيء يتم التكلم عن الأقصى، لكن ليس هناك توعية حقيقية على مدار السنة في أهمية هذا المسجد وأنه هذا مركز الصراع بين المسلمين وغير المسلمين، للأسف يعني ليس هناك توعية حقيقية ولهذا أحد مشاكل الأوقاف ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، طبعاً نحن يجب أن نفرق بين الأوقاف والشؤون الإسلامية لكن أحد مشاكل دوائر الشؤون الإسلامية في العالم الإسلامي أنه ليس هناك رؤية إستراتيجية لكيفية تأثير هذا الأمر على واقع المسلمين، للأسف كثير من المسلمين عندما تسأله عن المسجد الأقصى لا يعرف، هل تلومه في شرق آسيا أم تلومه في أمريكا أم في أوربا، الآن للأسف الخطاب التوعوي فيه ضحالة وفيه عدم رؤية واضحة، عندما أتكلم عن خطيب يتكلم عن المسجد الأقصى وهو لا يعرف ما الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): اه هذا هو المثل، يعني لو افترضنا أنه هناك مواصفات ومقاييس على رأيك يعني، هذه الخطبة عند الجماعات الإسلامية هل تصل وترتقي إلى ما كانت الخطابة عليه زمن الزنكييبن والأيوبيين والفتوحات؟
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): يا أخي نحن عندنا مشكلة في بعض الرؤى عند بعض الجماعات ولا أعمم، ذكرت أنت الآن قبل قليل أنه إذا صار مناسبة يعني حدث جلل واقتحم اليهود المسجد الأقصى ينبغي أن يتحرك الخطباء، وهذا يحدث لكن ليس من الجميع بطبيعة الحال، طيب ما قولك في مناسبة مثل الإسراء والمعراج؟ والله يا أخي في ذكرى مناسبة الإسراء والمعراج منذ سنتين ذهبتُ إلى أحد المساجد فإذا بالخطيب يخطب عن السحر ومعنى السحر وأحكام السحر، وأنا حقيقة استغربتُ استغراباً كبيراً، يعني الموضوع ليس مناسباً لخطبة وإن كان مناسباً فليس مناسباً للناس الموجودين في هذا المكان، يا أخي قضايا الأمة تغيب، هذا ليس تقصيراً من الوزارات والجهات الرسمية هذا تقصير من الخطباء أنفسهم، يا أخي الوزاراة…
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): أيضاً منهج الجماعات الإسلامية يختلف من جماعة إلى جماعة لماذا لا نكون موحدين؟
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): يا أخي صحيح كلام صحيح.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): يعني ترتيب الأولويات عند الجماعات يعني سلم مقلوب أحياناً.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): صاحب الهم إن وضع هذه القضايا في أولوياته تجد المنتسبين لهذه الجماعة يخطبون في هذا السياق، أما إن لم يكن هذا الموضوع في مجال أولوياتهم فأنى له أن يخطب؟ فليس هنالك توجيه في أولويات احتياجات الناس، يا أخي أي دورة تدريبية تقام تقام بناء على الاحتياجات، الاحتياجات الآن ماسة جداً وأنا اسمح لي أعود على موضوع تدريب الأئمة تدريب الخطباء تحديداً، هو التدريب ليس بدرجة الصوت وتأثيرات الصوت وتفاعل فقط، لكن أيضاً ماذا تقول وماذا تتجنب، هذا لا يقل أهمية الموضوع نفسه، كثير من الخطباء يخوض في الجزئيات ويترك القضايا الكلية، وإن كان مبدعاً في التأثير على الناس ولكن الموضوع بحد ذاته يفتقد الأولوية، فيجب أن نجمع بين الأمرين.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب دكتور سامي في هذا الكتاب تتكلم عن أنّ الأوقاف الإسلامية أدت إلى _الأوقاف الإسلامية في فلسطين تحديداً_ أدت إلى أسلمت القيادة القائمة على المشروع النهضوي الفلسطيني، اشرح لنا ذلك وبها نختم الحلقة.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): سأعطيك مثالاً واضحاً، المفتي محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين والذي كان رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عندما توفى وقف جميع ممتلكاته في القدس الشريف على دور الأيتام وتعليمهم التعليم الديني، هذه رسالة واضحة أن الأوقاف بحد ذاتها يمكن أن تأسلم، طبعاً هم مسلمون لكن قصدي تأسلم الفكر وتأسلم الرؤيا وتأسلم التوجه الصحيح نحو هذه الأرض، عندما نتكلم أن أرض فلسطين هي أرض وقف إسلامي ونتكلم حولها فيجب أن نعرف أن الأوقاف هي العامل الصحيح في أسلمة المشروع، وهي العامل الصحيح في تخريج قيادات إسلامية واعية لهذا الخطر، الصراع مع الصهاينة ليس صراعاً مرحلياً وليس صراعاً سياسياً، هو صراعاً على الحقيقة صراعاً ما بين الحق والباطل، فإذا لم تكن لك أدوات حقيقية تستطيع أن تدير هذه المعركة، ومن هذه الأدوات الحقيقة الأوقاف لن تستطيع أن تقود المعركة وتنتصر بها، كل الرايات غير التي لم تتخذ الأوقاف أداة حقيقية هي أدوات فاشلة، التي انتهجت الفكر العلماني والتي انتهجت الفكر الماركسي لا تعرف الآن الذين اشتغلوا في الصراع في ذات الصراع مع الصهاينة لا يعرفون ما الأوقاف، لكن حقيقة الأوقاف هي حضارة المسلمين في فلسطين بل في المجتمع الإسلامي ولهذا الأوقاف أدت شئنا أم أبينا على مدار التاريخ الإسلامي أنها أدت إلى أسلمة المشروع، وأدت إلى أسلمة القيادة، وأدت إلى أن تكون الأوقاف هي أحد الأدوات الحقيقية في تحرير فلسطين.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): وهذا حصل في زماننا أو في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مروراً بالعصر الذهبي والأيوبيين وعز الدين والسلاجقة، نعم.
الدكتور سامي الصلاحات (الضيف): وعندما نتكلم عن صلاح الدين الأيوبي نعرف أن صلاح الدين الأيوبي من أفضل أعماله الرئاسية بعد الفتح هو وقف الأوقاف الكثيرة على المسجد الأقصى حتى يدعم صمود المقدسيين في هذه المدينة، وحتى يدعم صمود أهل فلسطين حتى يتمكنوا من الانتصار في أي معركة قادمة.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): طيب لو أردنا أن نختم.
الدكتور إبراهيم مهنا (الضيف): إذا كان الشعر ديوان العرب كما يقولون فإن المساجد هي ديوان أمة الإسلام.
الدكتور عمر الجيوسي (المقدم): جميل، نعم ختام جميل وإن شاء الله نلتقي على خطوة أخرى من خطى التحرير على خطى صلاح الدين، في نهاية هذه الحلقة لا يسعني إلا أن أشكر ضيفيّ الكريمين الدكتور إبراهيم مهنا عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين في الخارج، وكذلك الدكتور سامي الصلاحات المؤلف والباحث والمستشار والمدرب في موضوع الأوقاف، شكراً لكم مشاهدينا الكرام وإلى اللقاء إن شاء الله في حلقة قادمة.