الحلقة 66 أحكام شرعية في الدولة الفلسطينية

    

ضيف الحلقة: الأستاذ محمد صوالحة       عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج

المقدم: د. عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 26/05/2011م

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا يقول الله عز وجل {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ} مشاهدينا الأعزاء يكثر الحديث هذه الأيام عن موضوع قيام الدولة الفلسطينية وهناك توقع باعتراف الأمم المتحدة وأكثر من 130دولة، ستعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية لكن السؤال ماهي الأسباب الخفية للاعتراف بالدولة الفلسطينية الآن، وهل هو لصالح العدو الصهيوني أم لصالح القضية الفلسطينية، نتنياهو صرح بالطبع، أن إسرائيل لن تعود لحدود ال67 ويربط السلام بالاعتراف بيهودية الدولة، وبداية يهمنا في هذه الحلقة أن نجيب على بعض التساؤلات ومنها، ماحكم الاعتراف بالعدو كشرط كي يقبل الصهاينة إعطاء الفلسطينيين دولة في حدود الـ67 أو حتى أقل من الـ67 وهل هذا الاعتراف ملزم للأجيال القادمة وكيف ستكون الدولة الفلسطينية والتي ستنتشر فيها غابات من المستوطنات وكيف ستكون دولة فلسطينية بدون القدس وبدون سيادة، من أين جاءت حدود الدولة الفلسطينية من الذي رسمها وبماذا تختلف عن فلسطين التاريخية ما حكم أن يكون القانون الأساسي لدولة فلسطين ينص على إنها دولة علمانية وإذا كانت الحركات الإسلامية الآن وكذلك الدول العربية والإسلامية في نقاشاتها عن الدولة الفلسطينية تسكت عن فلسطين التي احتلت عام الـ48 في الوقت الذي يحاول الصهاينة إجبار أهلنا هناك على قسم الولاء للدولة العبرية وبالتالي ما هو واجب الأمة تجاه أهلنا في ال48 في حال قيام دولة فلسطينية، أحكام شرعية في الدولة الفلسطينية وضيفنا اليوم في هذه الحلقة الأستاذ محمد صوالحة عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أهلا بك أستاذ محمد

الضيف: أهلا وسهلا حياك الله

المقدم: حياك الله،أستاذ محمد بداية نريد أن نفهم ماهو المقصود من الدولة وهل ينطبق أولا على الدولة الفلسطينية التي يتكلمون عنها في الإعلام.

الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، الدولة كمصطلح سياسي هو مجموعة من الأفراد يقيمون في مكان معين في إقليم معين وتحكمهم سلطة وبالتالي يقول علماء السياسة أن هناك ثلاث أساسيات للدولة، الشعب والإقليم والسلطة أو الحكومة، حتى يكون هناك دولة يجب أن يكون هناك هذه المكونات الأساسية الثلاثة، طبعا يمكن التفصيل في كل قضية من هذه القضايا لكن عند الحديث عن الدولة الفلسطينية المستقلة التي يزمع إعلانها الآن في الحقيقة أنا لا أكاد أجد أي تطابق بين هذا الكلام وبين الدولة الفلسطينية التي يراد الإعلان عنها قريباً.

المقدم: لماذا؟

الضيف: ذلك أنه، أولاً لا يوجد إقليم محدد يمكن للدولة الفلسطينية أن تقوم عليه

المقدم: هل دولة الكيان أيضا لها إقليم محدد؟

الضيف: دولة الكيان لها إقليم محدد وإن كان دستورها لا ينص على هذه الحدود، أملاً كما كان الآباء المؤسسون كما يسمون، يعتقدون أو يقولون أن جيش الدفاع الإسرائيلي هو الذي يحدد حدود هذه الدولة لأنه كان لديهم أطماع أن ينتشروا خارج حدود فلسطين التاريخية، كثر الحديث مثلا عن شرق الأردن وكثر الحديث من الفرات إلى النيل وغير ذلك من الكلام الذي قيل ولكن بفضل الله عز وجل رب العالمين خيبهم وخيب ظنهم، القضية الأساسية الآن أن هذه الدولة لها إقليم ولها سلطة ولها شعب تمارس السلطة عليه، الدولة الفلسطينية التي يجري الحديث عنها الآن أولا لا يوجد إقليم محدد تستطيع أن تمارس عليه، يعني مثلا الدولة الفلسطينية أعلنت عام 1988 لكن دون أن يكون هناك شيء اسمه إقليم،

المقدم: من خلال ياسر عرفات

الضيف: من خلال منظمة التحرير الفلسطينية الممثلة بياسر عرفات في ذلك الوقت، لكن لا يوجد إقليم تمارس عليه، لا توجد سلطة، لا تستطيع أن تمارس هذه السلطة على أي فريق من الناس في الشعب الفلسطيني، وبالتالي أنا أعتقد أن هذه القضية من أساسها بعيدة كل البعد

المقدم: افتراضية يعني

الضيف: لا أريد أن أقول افتراضية لأن هناك عدد كبير من الدول تريد أن تعترف بها، بل أكثر من ذلك الدولة التي نشأت عام 1988، دول العالم الثالث كلها اعترفت بها أكثر من 80 دولة تعترف بها خاصة دول أفريقيا وآسيا ودول أمريكا اللاتينية، لكن على الأرض هذه العناصر غير موجودة، يوجد شعب فلسطيني لكن تحكمه سلطة أخرى إقليم غير موجود وسلطة غير قادرة على الحكم

المقدم: أنت قلت أن أكثر من 80 دولة اعترفت بها الآن الرقم أكثر من 130 دولة وآخرها سلوفينيا وكذلك نية بريطانيا وفرنسا وألمانيا للاعتراف أيضا، لو تخيلنا هذه الدولة وفيها كل هذه الغابات من المستوطنات وهي عبارة عن جزر وليس أرض أو إقليم، هو لا يوجد إقليم مستقل حقيقة لكن نحن سنتخيل أن هناك دولة، لو كان هذه المستوطنات بالشكل الحالي تنتشر في هذه الأرض ودولة بدون القدس، لا شرقية ولا غربية فهل تنطبق عليها مواصفات دولة

الضيف: بعيدة، أنا أظن أن هذه القضية بعيدة، يفترض، الذين يتحدثون عن قضية الدولة الآن هم لا يتحدثون بالمقاييس المعروفة، هم يريدون نوع من الضغط على الكيان الصهيوني لإجباره بالاعتراف بكيان فلسطيني يتم التوافق عليه بهذا الشكل، بالمناسبة إسرائيل لا تمانع بقيام دولة فلسطينية

المقدم: كيف

الضيف: لا تمانع بقيام دولة فلسطينية بالمواصفات التي تريدها، الدول الغربية حتى اللوبيات الصهيونية في الدول الغربية لا تمانع بقيام دولة فلسطينية بل على العكس، بل هم يرون أن قيام دولة فلسطينية في بعض أجزاء الضفة الغربية وقطاع غزة هي ضمانه، أولا لبقاء إسرائيل دولة يهودية ولذلك هم يطالبون بأن يتم الاعتراف للكيان الصهيوني كدولة يهودية وهذا ببساطة معناه

المقدم: عرقيا ودينيا مقصود

الضيف: بالتأكيد، ثم معناه نفي فلسطينية ال48 وتشريدهم وعمل نكبة جديدة بالنسبة لهم وبالتالي المقصود في تصوري أنا عمل نوع من الضغط في الجانب الفلسطيني يتحدث الجانب الفلسطيني نظريا عن حدود ال67 ولكن الطرف الإسرائيلي يتحدث عن شيء آخر يتحدث عن شيء مختلف تماما يتحدث عن جزر داخل الضفة الغربية، هذه الجزر

المقدم: هذا ما نريد أن نفهمه أين ستكون، يعني أنت تقول أستاذ محمد أن الصهاينة لا يمانعون بوجود دولة للفلسطينيين على أي أرض، وطن بديل أم داخل الأرض المحتلة

الضيف: لا داخل أرض فلسطين، أنا أضرب لك مثل، أنا أقيم في بريطانيا أهم لوبي يدعم إسرائيل هم مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين

المقدم: في بريطانيا

الضيف: في بريطانيا، هؤلاء شعارهم هو العمل على إقامة دولتين في فلسطين، في أرض فلسطين التاريخية، لماذا، لأن البديل الآخر هو الحديث عن دولة واحدة، ودولة واحدة بالنسبة لهم تعتبر في الحقيقة كارثة، لأنها تلغي فكرة نقاء الدولة وهي الدولة اليهودية ومن ثم تصبح هذه الدولة دولة عنصرية مثل دولة جنوب أفريقيا، بمعنى آخر هذه الدولة فيها عدد كبير من الفلسطينيين يصلون إلى 47 أو 48% وبعد قليل سيكون فوق ال50% في داخل فلسطين التاريخية، ولكنهم لا سلطة لهم لا حقوق لهم وبالتالي ستتحول إسرائيل مباشرة إلى دولة عنصرية كدولة التمييز العنصري في أفريقيا هذا بالنسبة لهم كارثة وبالتالي هم لا يريدونه، المطلوب أن تأخذ أواسط المدن الفلسطينية وتشكل جزر ومن ثم تسمى دولة قد يتم الاتفاق تحت سطوة الكيان الصهيوني بحيث يضمن نوع من التواصل فيما بينها، هذا التواصل سيكون مهدد في كل لحظة أن يتم قطعه، وبالتالي الحديث الآن عن دولة فلسطينية يتم الاعتراف بها، حتى الدول أنت تفضلت أن الكثير من الدول حتى بريطانيا وفرنسا وبعض الدول تتحدث عن هذا الموضوع، نعم هي تتحدث عن هذا الموضوع بالمقاييس والفهم الأقرب إلى الجانب الصهيوني وليس الفهم الفلسطيني أو على الأقل فهم جزء من الفلسطينيين، الفلسطينيين يتحدثون عن إقامة دولة فلسطينية في أراضي ال67 وهذا بالنسبة لإسرائيل أمر مرفوض تماما وبالتالي غير وارد، هم يتحدثون عن أرض عن إقليم لا يوجد بينه تواصل وتنخره المستوطنات ويتحكم به أيضا،  

المقدم: القدس، القدس الشرقية والقدس الغربية، يعني حجم القدس نريد أن نعرفه، كم يشكل من المائة تقريبا وهل ستكون القدس الشرقية جزء هل ستوافق إسرائيل والصهاينة بإعطاء هذا الجزء للفلسطينيين في هذه الدولة

الضيف: للقدس هناك خطة صهيونية من أكثر من 15 سنة هي توسيع القدس بحيث تحقق هدفين، الهدف الأول عمليا تحقق 20% من مساحة الضفة الغربية وعند الحديث عن أي مفاوضات سيتم اقتطاعها من الضفة الغربية ثانيا إدخال عدد هائل من اليهود والمستوطنين بحيث يشكلون غالبية القدس الشرقية وهذا الأمر عمليا يتم، يعني إسرائيل خلال فترة تسعى أن يكون عدد سكان اليهود في القدس الشرقية أكبر من عدد سكان الفلسطينيين المقيمين في القدس الشرقية ناهيك عن القدس الغربية وبالتالي نحن نتحدث عن مساحة تم توسيعها بشكل كبير جدا ثم هدف آخر هو أن تقطع القدس الشرقية التواصل ما بين شمال الضفة الغربية وجنوب الضفة الغربية وبالتالي الذي يريدونه أن تتحول القدس الشرقية إلى أرض واسعة جدا ويتم ضمها إلى دولة الكيان الصهيوني    

المقدم: لو جئنا إلى مصطلح فلسطين التاريخية، نحن نعرف فلسطين التي فتحها عمر وحررها صلاح الدين ونعرف تاريخها ثم جاءت اتفاقية سايكس بيكو وغيرها، نريد أن نعرف ماهي فلسطين التاريخية ومن الذي رسم حدودها

الضيف: حدود الدول بما فيها فلسطين كانت خاضعة خلال الفترات التاريخية السابقة وتعاقب الدول، كانت خاضعة لقوة الدول وضعفها وتحالفاتها وغير ذلك، لكن تاريخيا معروف أن أول من تحدث عن فلسطين باسم فلسطين هو المؤرخ اليوناني هيردوس، تحدث عن فلسطين وسمى المنطقة الجنوبية لسوريا سماها سوريا الفلسطينية في تلك الفترة، طبعا ظهر ذلك في كتب أخرى وفي الدولة اليونانية عام 132 تقريبا أسست شيء سمته ولاية فلسطين، أو ولاية سوريا الفلسطينية بشكل رسمي صارت جزء من الدولة اليونانية في ذلك الوقت وحملت هذا الاسم، ثم وكما قلت لك هذا له علاقة بتقلب الدول، في الدولة الإسلامية على سبيل المثال عندما نقرأ كتب السيرة نجد أن في عهد الخليفة أبو بكر رضي الله عنه أرسل أربع جيوش لفتح الشام من هذه الجيوش الأربعة التي أرسلها أرسل عمرو بن العاص لفتح فلسطين وأمره بالتوجه إلى طبريا وأرسل صحابي آخر وهو شرحبيل أرسله إلى الأردن وحاضرته يوم إذ الرملة، إذا في ذلك الوقت من الواضح إذا أردنا أن نفهم الحدود يبدو أن التقسيم كان بشكل عرضي

المقدم: وليس شرق غرب

الضيف: وليس شرق وغرب، وخاصة أن كلمة الأردن كما يذكر بعض المؤرخين، كلمة الأردن معناها المنطقة شديدة الانحدار، ومنطقة شديدة الانحدار واضح أن المنطقة بعد وسط فلسطين شديدة الانحدار إلى منطقة البحر الميت يلي هي أخفض منطقة في العالم فالمنطقة يمكن أن تكون حسب هذا التفصيل موجودة في المنطقة الجنوبية ولكن التقسيم كان مختلف على كل الأحوال أنا ممكن أن أذكر بقضية أخرى، وهنا الجانب الإسرائيلي دائما يتحدث عن أن فلسطين لم تكن موجودة وأن إسرائيل هي من كانت موجودة

المقدم: كما كانت غولدا مائير تقول من هو الشعب الفلسطيني لم أسمع بشعب يقال له الشعب الفلسطيني

الضيف: هنا تتحدث عن الشعب الفلسطيني طبعا هنا يغالطوا التاريخ لأنه على سبيل المثال في الدولة العثمانية عندما تم إعداد الدستور وتأسيس نوع من الديمقراطية في أواخر الدولة العثمانية وتم تأسيس مجلس المبعوثان وكان برلمان للدولة العثمانية في ذاك الوقت، الدولة العثمانية أعطت فلسطين خمس مقاعد، ثلاثة للقدس وكان يمثل القدس في ذلك التاريخ سعيد الخالدي وواحد من دار الحسيني وآخر من دار السعيد ولعكا كان لها ممثل ولنابلس كان لها ممثل وبلاد أخرى لم يكن لها تمثيل بمعنى آخر فلسطين كان لها وجود بينما دول أخرى لم يكن لها تمثيل بمعنى آخر كانت موجودة في الدولة العثمانية لكن لم يكن لها تمثيل، بمعنى آخر فلسطين كانت موجودة في الدولة العثمانية وكان لها ممثلين في مجلس المبعوثان، إذا كلام غولدا مائير وغيرها من القيادات الصهيونية هي مغالطة للتاريخ ومحاولة للي أعناق النصوص، الذي حصل بعد ذلك، لأنك سألت عن فلسطين التاريخية، فلسطين التاريخية منذ عام 1917 دخلت نهاية الدولة العثمانية دخلت الجيوش الأوروبية والبريطانية والجنرال لمبي دخل واحتل فلسطين وتم تشكيل فلسطين بعد ذلك بحدود سايكس بيكو بحدودها الآن بالتفاصيل ما بين النهر والبحر ومن رأس النافورة إلى آخره، هذه صارت تسمى فلسطين التاريخية

المقدم: هذه الفكرة واضحة لكن نريد أن نسأل بحكم المشاهد، هذا الأسبوع نتنياهو رفض الاعتراف ورد على أوباما أنه لا يقبل مطلقا بحدود ال67 وسيكون هناك شكل آخر طالما أنت ذكرت قبل قليل أن الصهاينة أيضا كانوا يسعون إلى إقامة دولة فلسطينية وهي مصلحة لهم أيضا ولكن من ناحية شرعية ما حكم القبول ولو تكتيكيا بحدود ال67

الضيف: حدود ال67 ببساطة هذه رسمها الضعف والذل العربي هذه الحدود لم تكن موجودة ويجب أن لا تكون موجودة هذه حالة الأمة العربية كانت بانهيار، الجيش الصهيوني تغلب على كل الجيوش العربية في أقل من ست ساعات وبالتالي رسمت هذه الحدود، هذه الحدود عندنا نحن كفلسطينيين ليس لها قدسية أنا أعتقد أن الحديث الآن عن إقامة دولة في حدود ال67 في تصوري على الأقل أمر ناقص، الحديث يجب أن يتم الآن والتركيز على أن فلسطين وحده واحدة فلسطين ما بين النهر والبحر هي وحده واحدة هذا هو التاريخ هذه هي الجغرافيا هذا هو الشعب الفلسطيني الموجود داخل فلسطين هناك تحولت كبرى تجري في المنطقة العربية وتساعد على ذلك ولذلك ينبغي أن يكون الحديث الآن ليس عن حدود ال67 ليس عن التنازل عن أراضي ال48 بل يجب أن يكون الحديث الآن عن حق الفلسطينيين في أرضهم التي هجروا منها وبالتالي لست مع قضية التنازل وأرى أن من الخطأ شرعا وسياسة أن يتم الاعتراف لأي أحد بحدود ال67 ونقول ما بعد ال67 هي لنا أي الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم أيضا إسرائيل في الظل الظروف الحالية لن تعطي لا الضفة الغربية ولا قطاع غزة بشكل كامل ثم نتنازل عن باقي فلسطين هذا الأمر في تصوري مخالف للشريعة ومخالف للمنطق والسياسة

المقدم: إذا هو ليس منسجم لا مع الواقع ولا مع النص الشرعي، وسنناقش هذه القضية بعد فاصل قصير،

مشاهدينا انتظرونا بعد فاصل قصير         

أهلا بكم من جديد مشاهدينا مع الأستاذ محمد صوالحة عضو هيئة علماء فلسطين في هذه الحلقة، أستاذ محمد نريد أن نسأل عن الأرض والسكان، الوصف الشرعي لأرض فلسطين، الآن فلسطين كما نعرف عدد الصهاينة فيها أو الإسرائيليين عدد كبير، هؤلاء الصهاينة بغض النظر عن أعراقهم حكمهم في الشريعة الإسلامية كوصف هل هم أهل ذمة هل هم مستأمنون هل هم، يعني كيف نصفهم من ناحية شرعية

الضيف: لا بالتأكيد ليسوا أهل ذمة ولا مستأمنين، هؤلاء الذين جاؤوا من كل بقاع الأرض جاؤوا لقتل الشعب الفلسطيني لطردهم لإنجاز ما سمي بالمأساة الفلسطينية وبالتالي لا يمكن أن يسموا لا مستأمنين لأنهم يقتلوننا ليل نهار ولا يمكن أن يسموا أهل ذمة لأن أهل الذمة هو الإنسان الذي يعيش بين ظهرانيك ويحافظ على أمنك كما تحافظ أنت على أمنه، وبالتالي أهل ذمة لأنهم هم في ذمتنا وبالتالي نحن مسؤولين عن حمايتهم وحماية أعراضهم وحماية أموالهم كما نحن مسؤولين عن أنفسنا وأموالنا وأعراضنا هذا الأمر كليا يختلف

المقدم: لأنهم محاربون

الضيف: بالتأكيد، هم محاربون ومحتلون ولا يوجد حكم في الإسلام للمحارب إلا محاربته، بالعكس القعود عن محاربة المحتل والخروج عن محاربة المحارب، في الحقيقة هو تجاوز ومعصية كبيرة ولذلك لا يجوز والموقف مختلف كليا

المقدم: لو رجعنا في هذه النقطة إلى بداية نشأة هذا الكيان، هم قاموا عبر المجازر وعبر التشريد للسكان الأصليين سكان المدن الفلسطينية في داخل ال48 وهم في بعض الأحيان الآن يتحدثون عن السلام وعن التعايش، هل الصهاينة دعاة سلام، أقصد الكيان الإسرائيلي هل هم دعاة سلام ليكونوا مع الفلسطينيين في هذه الدولة

الضيف: هم يعرفون كيف يتعاملون مع الإعلام ومع الدول الغربية هو يقتلك وبنفس الوقت يبكي، هو يتحدث عن تأمين الأمن لمجتمعه

المقدم: يعني الغرب لا يعرف أنه يمثل عليه هذا الدور

الضيف: هو يعرف، لكن في النهاية هناك موازيين قوى، موازيين القوى ومصالح، الجانب الصهيوني يستطيع أن يضغط على الدول الغربية، على سبيل المثال في دولة مثل الولايات المتحدة اللوبي الصهيوني أقوى من الرئيس نفسه في داخل الولايات المتحدة وبالتالي نحن رأينا أن الرئيس الأمريكي يتحدث بشكل متحيز مع الطرف الإسرائيلي ومع ذلك لم يقبلوا

المقدم: واضطر أن يغير كلامه

الضيف: لم يقبلوا بطرحه وبالتالي اضطر أن يغير كلامهن فتحدث في الخطاب التاريخي عن أن الأطفال الإسرائيليين يفقدون الأمان بسبب الصواريخ الفلسطينية ونسي أن هناك آلاف من الشعب الفلسطيني من الأطفال قتلوا خلال الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية، ونسي أن 1500 شخص تم قتلهم خلال العدوان على غزة، وبالتالي ليس القضية قضية عدل بل القضية فضية قوة قضية مصالح، الطرف الأمريكي والأطراف الأوروبية تعرف جيدا كيف يتعامل الكيان الصهيوني وكيف يتعامل الساسة الصهاينة ولكنهم مضطرون أو على الأقل متحالفون معهم الذي

المقدم: نحن مازلنا نتحدث عن السكان من الفلسطينيين والإسرائيليين بالرجوع إلى نصوصهم ونصوصنا هل يمكن التعايش، أنا أعرف أن من آخر ما نزل سورة المائدة على ثلاثة عشر قولا طبعا، لكن هل يمكن أن يكون هناك أفق للتعايش

الضيف: عندما أتحدث لبعض الغربيين أقول لهم شيئا، قضية التعددية نحن الذين مارسناها ونحن الذين بين قوسين أقول اخترعناها،

المقدم: بمعنى آخر

الضيف: بمعنى آخر أنه في الوقت الذي كانت فيه الدول الغربية لكل دولة فيها حكر على مذهب ليس على دين فقط بل على مذهب واحد، يعني فرنسا كاثوليكية ولا مجال فيها لغير الكاثوليكيين بريطانيا بروتستنتية ولا مجال فيها للآخر وإلى الآن يتحدث الكاثوليك في بريطانيا على أنهم مضطهدون ولا ينالون حقوقهم وفي فرنسا وغيرها، في الوقت الذي كانت في هذه الدول وحديثا جدا، هذه الدول صارت تقبل المخالف في المذهب، نحن نعم وربما الكثير لا يعلم أن محاكم التفتيش عندما نشأت

المقدم: في اسبانيا

الضيف: في اسبانيا، لم تنشأ للمسلمين، في البداية نشأت للمسيحيين المخالفين في المذهب

المقدم: صحيح

الضيف: كان يتم تعذيبهم وقتلهم بأبشع الطرق ثم بعد ذلك تحول إلى اليهود وإلى المسلمين، القضية التي أريد أن أذكرها هنا أن نحن المسلمين منذ نشأ الإسلام منذ نزل القرآن الكريم إلى الآن ونحن نعيش، وهذه المجتمعات مجتمعات منفتحة مجتمعات إسلامية ولكنها بنفس الوقت تحافظ على حق الآخر يعيش بيننا المسيحيون واليهود ولو نظرت إلى أي مدينة في العالم الإسلامي ستجد أن الكنيسة في وسط المدينة تقف إلى جانب المسجد وبالتالي لم يكن عندنا نحن هذه العقدة أما بالنسبة لليهود فالمحارب محارب، الذي جاء واغتصب الحق يجب أن يعود إلى بلده أو على الأقل أن يعطي للناس حقوقهم كاملة، الآن من أراد أن يقبل وأنا أقول هذا للمستقبل من أراد أن يعيش مع المسلمين مسالما فالمسلمين لم يطردوا أحدا

المقدم: نحن دعاة سلام

الضيف: لم يحصل في تاريخ المسلمين أن المسلمين خاضوا ما يسمى الحروب الدينية، نحن ضد الآن اليهود الإسرائيلي لأنه مغتصب نحن ضد الصهيوني اليهودي ولأنه قاتل ولأنه مغتصب ولأنه طرد شعبنا وليس لأنه يهودي، الدين بحد ذاته ليس سبب للعداء وليس سبب للحرب

المقدم: لننهي هذا الموضوع

الضيف: بمعنى آخر حتى ننهي هنا، لو أن مسلما جاءني إلى البيت وأراد أن يقتلني وأراد أن يخرجني من بيتي مسلم وصاحب لحية، ولحيته أطول من لحيتي، لو أنه جاء إلى بيتي ماذا علي أن أفعل أنا أقتله حتى يرتد عن فعلته، حديث النبي ( لو أن رجلا جاء يغصبني حقي، فقال له لا تعطه، قال فإن قاتلني، قال قاتله، قال فإن قتلته، قال هو في النار، قال فإن قتلني، قال فأنت شهيد) حتى لو كان مسلما فكيف بغازي جاء من خلف البلاد يريد أن يقتلني عندها لا مجال للتعايش، التعايش فقط يكون مع من يريد السلام مع جاري مهما كان سواء كان يهوديا أو مسيحيا أو من أي دين كان، هذا ممكن، وهذا ليس جديد على المجتمع الإسلامي

المقدم: هناك جماعة من اليهود وهم جماعة ناتورياكارتا، هم يحرمون قيام هذه الدولة اليهودية، نحن نتحدث هنا عن الدولة الفلسطينية لكن في نفس الأرض أيضا يعيش دولة للكيان يحرمون ولا يقبلون أن يقدموا دعما للكيان الغاصب، هؤلاء لا ينطبق عليهم شيء من هذا

الضيف: هؤلاء كما تفضلت هم ضد قيام دولة فلسطين عقائديا هم يعتقدون أن ذلك ينذر بدمار الشعب الإسرائيلي، بني إسرائيل لكن في الحقيقة هؤلاء مجموعة صغيرة مقيمة بشكل أساسي في نيويورك وفي لندن وبعضها موجود في القدس لكن ليس لها تأثير كبير على مجمل السياسات الإسرائيليلة لكن كما ذكرت من ليس مع العدوان فحكمه مختلف {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}

المقدم: مطلوب البر

الضيف: القرآن استخدم كلمة البر هنا وهي كلمة استخدمها للوالدين

المقدم: وهي تدل على كل أعمال الخير

الضيف: لكل لاأعمال الخير ولحسن التعامل، أن تبروهم وتقسطوا إليه {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ }يعني المخالف في الدين ما لم يكن مقاتلا فليس عليه شيء

المقدم: وجود اليهود في مستوطناتهم على الأرض المتوقع عليها أن تقام دولة للفلسطينيين كما يقال الآن هذا يعتبر غش وبعض الإعلاميين يقول هذه مغتصبات وليست مستوطنات، نريد أن نسأل عن حكم الغصب في الإسلام وأن تقام لليهود مغتصبات أو مستوطنات على أرضنا

الضيف: هذا بحكم الشريعة مرفوض وبالحكم الدولي مرفوض وبكل الأحكام الشرعية والقانونية مرفوض، بالمناسبة المستوطنات في القانون الدولي تعتبر جرائم حرب، المشكلة أن في الجانب العربي وفي الجانب الفلسطيني لم يقم بواجبه لا بالتعريف ولا بالدفاع عن أرضه بالشكل الصحيح ولكن هذه في الحقيقة هي جريمة ويعاقب عليها القانون الدولي لو أن هناك من يطالب بحقوقنا على كل حال الأمة العربية كانت في الفترة الماضية في وضع ضعيف وسيء وبالتالي كل حقوقها كانت تضيع، أنا أعتقد أن الأمة الآن على أبواب مرحلة جديدة مختلفة عن الفترة الماضية الكثير من القضايا أتوقع لها بعد الثورات المباركة التي تجري في العالم العربي أتوقع أن الكثير من القضايا ستتغير العلاقة ما بين الكيان الصهيوني والدول العربية خلال المرحلة الماضية كلها بنيت أثناء فترة غاب فيها صوت الجماهير وتحكم فيها مجموعة من الدكتاتوريين الذين غيبوا صوت الشباب وصوت الشعب وبالتالي ربطوا أنفسهم بطريقة أو بأخرى بالدول الغربية،   

المقدم: كي نستفيد عمليا من علمك وأنت تعيش في بريطانيا، هل من أحد رفع ملف المستوطنات قضائيا في أي دولة

الضيف: أنا لا أعلم أن أحد رفعها هناك بعض القضايا مرفوعة، أعلم أن بعض القضايا مرفوعة على أشخاص محددين في موضوع  المستوطنات ولكن هذا الأمر يحتاج إلى جهد كبير وإلى تركيز أكبر ودعم من دول، مرة أخرى أقول أن الدول العربية لم تكن حريصة في المرحلة الماضية على تشكيل رأي عام في العالم الغربي ولا حريصة على الدفاع على حقوقها بشكل صحيح، الطرف الصهيوني يبذل المليارات من أجل تحسين صورته في العالم الغربي ومن أجل استمرار الدعم الغربي له وقد حقق خلال الفترة الماضية، ولكن بفضل الله هو الآن في مرحلة نزول والأمة العربية في مرحلة صعود

المقدم: نحن بدأنا في هذه الحلقة بفلسطين التاريخية والحديث عن الدولة التي يقال في الإعلام أنها ستكون قريبا على الأرض ونريد أن نأخذ بشكل سريع الدستور، في المادة الثانية من الدستور أنها دولة علمانية وهذا النص يقول ” الشعب هو مصدر السلطات ويمارسها عن طريق السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية على أساس الفصل بين السلطات” وهذا هو المهم الفصل بين السلطات، على الوجه المبين في هذا القانون، ما حكم أن تكون دولة علمانية ولو على سبيل التدرج          

الضيف: هو في قضيتين في الأمر الذي ذكرته القضية الأولى علمانية الدولة والقضية الثانية أن الشعب مصدر السلطات أظن أن هذا أمرين مختلفين، الأول علمانية الدولة وأنا أظن أن هذا لا يليق لا بفلسطين ولا بأي دولة عربية أو إسلامية، لأجل كل من عندنا من غير المسلمين هذا الكلام مرفوض لأن غير المسلمين الذين يعيشون في البلاد الإسلامية هم يتحدثون عن أن ثقافتهم هي ثقافة إسلامية وحضارتهم هي حضارة إسلامية، المطلوب هي دولة مدنية بمرجعية إسلامية، الإسلام هو والمصادر التشريعية الإسلامية هي مرجعية هذه الدولة، وليس معنى ذلك أن تكون دولة دينية بمعنى أن المشايخ هم الذين يحكمون فيها، لا ليس هذا المقصود، لكن القضية الأساسية إنها ليست دولة علمانية، لأن القضية العلمانية هي فكرة مأخوذة من الغرب جاءت في ظروف مختلفة كليا عن الظروف التي عاشتها الأمة العربية، ونحن رأينا كيف طبقت في تركيا، فقضية العلمانية عندما أخذت من الغرب لم يكن معناها الحياد بين الأديان والمذاهب بل أكثر من ذلك العداء للدين العداء للإسلام، لدرجة صار يجرم كل شيء له علاقة بالإسلام وإلى الآن نحن نرى في تركيا على سبيل المثال أن الحجاب ممنوع في دوائر الدولة وإنما هذا الكلام، في معظم الدول الأوروبية ليس ممنوعا، فقضية العلمانية هي قضية مرفوضة أما موضوع أن الأمة هي مصدر السلطات فأنا لاأجد فيها شيئا بمعنى آخر الحكومة عندما تحكم، هي تحكم وقد فوضها الشعب بعقد اجتماعي، فوضها أن تمارس السلطة باسمه، وبالتالي أنا أعتقد أنها قضيتين مختلفتين

المقدم: كنا تحدثنا قبل قليل عن سكوت بعض الحركات الإسلامية أو تراجع عن بعض التصريحات عندما يطلق موضوع الاعتراف بالكيان الصهيوني، فهو مرفوض دينيا وتناولنا في أكثر من حلقة هذا الموضوع، لكن هناك غصة في حلق أهل الـ48 عندما يسمعون أن النقاش حول ال67 ويتناسى المتكلمون أو المفاوضون أراضي ال48 رغم أن نتنياهو في مسيرات 15 مايو الجاري كان يشعر أن هذه مسيرات لا تطلب بالعودة فقط وإنما تطالب بحق العودة إلى ال48 أصلا، وبالتالي ما هو الدور وما هو الواجب لهذه الحركات الإسلامية والشعوب والدول العربية تجاه ال48

الضيف: أنا أعتقد أن الأمة كلها قصرت مع الأهل في ال48 في مرحلة ما كانوا مقطوعين قطيعة مطلقة عن الأمة وخاصة أنهم كانوا يعيشون ما بين ال 48 إلى أواخر الستينات كانوا يعيشون تحت حكم عسكري وبالتالي لم يكن لأحد منهم أن يتصل بأحد من الخارج من الأمة العربية والإسلامية أو من الفلسطينيين في الخارج بسبب هذا الحصار ثم بعد ذلك هم أصبحوا جزء من الدولة هي فرضت عليهم فرضا وفرضت الجنسية عليهم فرضا لم يختاروها ثم بعد ذلك نحن أخذنا موقفا وهم في الحقيقة كما قلت شيئا كان مفروض عليهم فرضا، لو فرض على أي جهة أخرى في العالم بنفس الطريقة لكانت النتيجة واحدة على كل حال أنا أعتقد أن الأمة فرطت تفريطا كبيرا وأن القوى الفلسطينية أيضا لم تعط هؤلاء الأهل حقهم الذي ينبغي أن يأخذوه، واجبهم علينا واجب النصرة واجبهم علينا واجب الدعم الدائم طبعا بما يلائم ظروفهم لا أريد أن أكون مثالي وأنسى الظروف التي يعيشونها، هم أدرى بكيف يجب أن يكون هذا الدعم وعلى كل الأحوال يجب أن يكون هناك دعم لهؤلاء الأخوة ومحاولة لتثبيتهم وجعلهم يصمدون أمام الآلة المجرمة التي تمنعهم حتى من أن يرمموا بيوتهم تمنعهم حتى من أن يذكروا هويتهم الدينية أو الوطنية وبالتالي نحن بحاجة إلى

المقدم: موضوع القسم بالولاء للدولة العبرية وهو أكثر المواضيع حساسية، على كلا هناك غصة أخرى فنحن قرأنا في الإعلام ولا ندري مدى صحته أن عبد الله غول رئيس الدولة التركية يطلب من حماس الاعتراف ولا أدري لما نريد أن نعرف إذا عندك جواب لهذا الموضوع وهل إذا تم الاعتراف أصلا هل هو ملزم للأجيال القادمة

نريد الإجابة بعد الفاصل إذا سمحت لنا، مشاهدينا نلتقيكم بعد الفاصل

أهلا بكم من جديد مشاهدينا، أستاذ محمد كنا نتحدث عن موضوع الاعتراف، أنا شخصيا اشعر أن هناك تراجع في موضوع الاعتراف لا أدري إذا لعبت السياسة تختلف عن لعبة فقه القضية، يعني رئيس الدولة التركية التي نفخر بمواقف تركيا في الفترة الأخيرة، ينصح حماس بالاعتراف بالكيان الإسرائيلي كيف تقرا ذلك

الضيف: أنا أعتبر أن ذلك خطأ كبير في الحقيقة، بعض السياسيين يرتقون أحيانا إلى الجوانب السياسية وينسون الحقوق التي أقرتها القوانين وأقرتها الشرائع، الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق والملايين من أبناء الشعب الفلسطيني تعيش في ظروف بائسة منذ حصلت النكبة عام 1948 لا يمكن بأي حال من الأحوال الاعتراف بالدولة وإسقاط حق هؤلاء الذين يعيشون في ظل هذه الظروف، أنا شخصيا استغرب هذه الدعوة وأذكر أن الذين اعترفوا خلال المرحلة الماضية لم يكسبوا شيئا، لو أن الذين اعترفوا بإسرائيل وبحقها في الوجود كسبوا حاجة كان قلنا على الآخرين أن ينظروا إليهم ويكسبوا لكن في واقع الحال هؤلاء الذين اعترفوا تنازلوا عن حقوق الشعب الفلسطيني وفي ذات الوقت لم يكسبوا شيئا هم ولا الشعب الفلسطيني كسب شيئا، أنا أعتقد أن هذا خطأ كبير ولا يجوز الضغط على أي فلسطيني للاعتراف

المقدم: من الناحية الشرعية هذه الدولة الفلسطينية إذا وافق الصهيوني على إعطائنا في حدود ال67 أو حتى أقل، طبعا هم لم يعطوا وربما أقل الله أعلم، سؤال الأسئلة في هذه الحلقة، ما حكم الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني إذا أراد أن يعطينا هذه الدولة

الضيف: الاعتراف بالدولة الصهيونية كدولة يهودية هو في الحقيقة التنازل عن كل الحقوق الفلسطينية وهذا في تصوري لا يملكه أحد، الإنسان اللاجئ الذي اقتلع من أرضه من حيفا أو من يافا أو من أي قطعة من أرض فلسطين وألقي به في خارج الحدود ليعيش في ظروف بائسة، لا يمكن لأحد أن يتنازل عن حقه

المقدم: طبعا

الضيف: لا يوجد أي سياسي، ليس مقبول من أي سياسي، هذا الحق هو في الحقيقة حق شخصي لا يجوز أن يتنازل عليه

المقدم: يعني لا يسقط بالإنابة ولا بالتقادم ولا بأي طريقة

الضيف: نعم لا يسقط بأي طريقة، وأنا أقول لبعض السياسيين الذين تشغلهم هذه القضية، اتركوا الشعب الفلسطيني هو الذي يقرر عن نفسه، هؤلاء اللاجئين الذين يعيشون في مخيم برج البراجنة وفي مخيم البقعة وفي مخيم، وفي كل المخيمات في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وبكل دول الشتات، اتركهم هم يطالبون بحقوقنا، نحن رأينا من أيام كيف أن الشباب الذين لم يروا فلسطين يوما كيف دخلوا وسقط الشهداء لأنهم يريدون أن يعودوا إلى أرضهم وبالتالي أي اعتراف بإسرائيل هو تنازل عن حقوق هؤلاء الناس وبالتالي هو مخالف لكل الشرائع

المقدم: طيب لو تم، لو افترضنا أنه تم، هل هو ملزم للأجيال القادمة

الضيف: ليس ملزم لأحد أنا لي حقوق في فلسطين ولا أفوض أحد في العالم أن يتنازل عنها سواء كان فلسطينيا أو كان من أي تنظيم أنا لا أوكل أحد في التنازل عن حقي وبالتالي أنا أقول لهؤلاء استريحوا وأريحوا أنفسكم لن يتنازل الشعب الفلسطيني عن حقوقه

المقدم: في دراسات أستاذ محمد تقول أن 71% من الناخبين الأمريكيين يرون أنه يتوجب أن تطلب أمريكا وإسرائيل من القيادات الفلسطينية الاعتراف لإسرائيل بحقها في الوجود، ما المانع الشرعي من الاعتراف بحق إسرائيل بالوجود وأقصد هذا الحق يختلف عن حق اليهود في الوجود

الضيف: نحن ذكرنا قبل قليل أن الإنسان اليهودي عاش قبل قليل في الدولة الإسلامية منذ نشأت،

المقدم: الآن هم ينكرون ذلك

الضيف: هم يستطيعون أن يقولوا ما يقولون هم يزورون التاريخ بكل تفاصيله لكن المعروف وهذا لا جدال فيه الآن لا يزال بعض اليهود يعيشون في البلاد العربية والإسلامية وبعضهم يتبوأ مناصب سياسية كبيرة، الذي حصل أنه عام 1948 قامت عصابات صهيونية في أكثر من بلد عربي بعمل تفجيرات وقتل عدد من اليهود لتخويفهم وإخراجهم من البلاد العربية وهذا الشيء الآن ثابت وهو ليس تحليلا، لا هناك معلومات تتحدث عن هذا الأمر، هناك فرق كبير من أن اليهودي أو المسيحي أو أي دين آخر أن يعيش بكرامته له كمواطن له ما للمسلمين وعليه ما عليهم وبين حق كيان صهيوني غاصب جاء بشذاذ الآفاق من كل مكان في العالم ليأتوا إلينا ويقتلوا أبناءنا ويدمروا بيوتنا ويطردوا أهلنا من داخل فلسطين هؤلاء لا يجوز الاعتراف بهم ولا يجوز الاعتراف بكيانهم مهما كانت الظروف   

المقدم: الحديث الآن عن أن أكثر من 130 دولة تريد أن تعترف بهذه الدولة الفلسطينية، لماذا الآن بالذات ماهي المستجدات، ما هي الأهداف الحقيقة هل هو لصالح الكيان الصهيوني أو عملية إنقاذ له، أو هو لصالح القضية فعلا

الضيف: هو في الأمر جانبين، الجانب الأول أن السلطة الفلسطينية بعد هذه السنين من المفاوضات وجدت أنها لم تصل إلى شيء وبالتالي هي تريد أن تحقق شيء ووعدت بإقامة دولة فلسطينية، الإعلان عن دولة فلسطينية من طرف واحد وبالتالي هو نوع من الضغط السياسي ليس أكثر، أما من الطرف الصهيوني يريد أن تقوم دولة فلسطينية لكن وفق شروطه وحدوده التي يريد أن يحددها، دول العالم في الحقيقة بما فيها الدول الأوروبية وجدت أن الكيان الصهيوني خط اليمين المتطرف فيه متمنع أكثر من اللزوم وفي الكثير من الأحيان يجدون أن مصلحة إسرائيل نفسها كما ذكرنا قبل قليل في أن يتم إنشاء دولة فلسطينية أولا لتخفيف التوتر ثانيا لضمان بقاء دولة إسرائيل فترة أطول وبالتالي هم يحرصون على ذلك، بعض هذه الدول هو مؤيد تاريخي للحق الفلسطيني والبعض الآخر يريد إنقاذ إسرائيل من أزمتها وبالتالي هؤلاء وهؤلاء يريدون في النهاية الاعتراف بالدولة الفلسطينية

المقدم: هناك من يقول أن الدولة الفلسطينية هي نتاج لعملية تفاوضية استمرت عشرين عاما، ومنهم الرأي الآخر يقول أن التفاوض عشرين عاما وصل إلى طريق مسدود وفشل المسير التفاوضي نريد أن ندخل إلى العقلية الصهيونية أو اليهودية التي وصفها القرآن الكريم يعني عندما تقول سورة آل عمران

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ }يعتبرون كل العالم أميين، هل ممكن أن يرجعون اليهود شبرا هل هم مضطرون لذلك أصلا بالتفاوض أو بغيره

الضيف: أنا أعتقد أنهم ممكن أن يفعلوا ذلك تحت الضغط، بمعنى آخر، أن يقدموا هم أنفسهم هذا الكلام لن يحصل، خلال الفترة الماضية مثلا، كنت أتحدث إلى بعض السياسيين الغربيين وقلت لهم من تريدون أن يفاوضكم إذا كانت إسرائيل غير راضية عن محمود عباس ولا سلام فياض ولا محمود دحلان ولا لكل هؤلاء، من تريدون أن، حتى تعطوه أي شيء، باختصار المشكلة بالعقلية الصهيونية العقلية اليهودية التي لا تعطي شيئا ورب العالمين قال {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} هذا الكلام ليس جديدا لكن هل هذا معناه أننا لا يمكن أن نأخذ منهم شيئا لا يمكن أن نستعيد منهم شيئا من حقوقنا لا بالتأكيد، لكن عندما تكون الأمة في عافية عندما تكون الأمة قادرة على أن تستفيد عندما تكون الأمة قادرة على أن تضغط بالتأكيد تستطيع استعادة حقوقها كاملة

المقدم: وعلى هذا لماذا تصر السلطة ويقول محمود عباس لا بديل عن المفاوضات، وتنازلت عن شرط المستوطنات كما تنازل نتنياهو

الضيف: قلنا لأن هذا منهج خاطئ لأن هؤلاء الذين يعملون بهذه الطريقة يعرفون جيدا أن هذا المنهج لم يصل إلى شيء، أنا أريد أن أذكر شيئا، هؤلاء الذين يتحدثون دائما عن السلام ويقولون نريد أن يقوموا بعملية سلام مع الطرف الصهيوني، الطرف الصهيوني لا يوجد فيه من يريد السلام، إلى الآن داخل المجتمع الصهيوني لا يوجد من يمكن تسميته معسكر السلام، تاريخيا كان هناك شيء، عندما كان هناك صراع موجود ما بين الطرف الصهيوني والطرف الفلسطيني وكان هناك عمليات وكان هناك مقاومة فلسطينية قوية كان يوجد في الطرف الإسرائيلي من يمكن تسميته معسكر سلام، لأنه يوجد من يريد أن يعيش بسلام ونظرته تقول أعطوا الفلسطيني شيئا، الآن منذ أن دخلت السلطة الفلسطينية وأصبحت تحقق الأمن للجانب الصهيوني لا يوجد من يريد أن يعطي الفلسطيني أي شيء، يعني من كان يسمى معسكر السلام الذي كان موجودا والذي كان يطالب بإعطاء الفلسطيني أي قدر من التنازل الآن غير موجود، لماذا، ببساطة لأن في السياسة لا يوجد صدقات، هؤلاء إذا كان أمنهم محقق والاقتصاد مأمن، الاقتصاد الإسرائيلي الآن اقتصاد جيد وينمو باستثمارات غربية، ويتحقق الأمن بأيدي فلسطينية بقدر لم يحصل في السابق، يعني إسرائيل لم تحصل على قدر من الأمن كما الآن بوجود السلطة الفلسطينية في رام الله وبالتالي الفكرة لماذا تقوم إسرائيل بتقديم أي تنازل

المقدم: ربما قريتي أو قريتك أستاذ محمد هي محاصرة بالمستوطنات، من الناحية الفقهية ربما يضطر أهل هذه القرية للتعامل الشراء والبيع مع أهل هذه المستوطنات من الصهاينة، هل يجوز ذلك شرعا

الضيف: أنا أعتقد أن هذا الأمر على الأرض يقدر، يعني إذا كان ضرورة بتصوري أن المستوطنات في الضفة الغربية يجب أن تقاطع مقاطعة شاملة، لكن لو قلت لي أن في أراضي ال48 في أم الفحم في الناصرة يشترون ويبيعون أقول لا بأس بذلك لأن ذلك وضع الطرفين، لكن في الضفة الغربية المستوطنات يجب أن تقاطع مقاطعة شاملة ولا يجب التعامل معها اقتصاديا

المقدم: أستاذ محمد أنت لك دور في قوافل كسر الحصار وأريد أن أسألك عن ذلك، هل يمكن أن تقام دولة فلسطينية والحديث عنها دون الحديث عن كسر الحصار فعلا، ويمكن أن تعطينا أين وصلت التحضيرات والتجهيزات للأسطول القادم

الضيف: الأسطول القادم إن شاء الله سينطلق حسب الموعد المحدد له نهاية شهر ستة القادم أي ما يقارب شهر، أو شهر وأيام من الآن، معظم السفن جاهزة للإبحار من أوروبا ومن تركيا ونأمل أن يكون هذا الأسطول أكبر بكثير من الأسطول السابق الذي انطلق في العام الماضي ونأمل أن يترك أثرا لمصلحة القضية الفلسطينية أيضا أكثر من الأسطول الأول

المقدم: هل المتغيرات في الساحة المصرية ستساعد أم أن هناك أيد أمنية تمنع التحرك هذا

الضيف: نحن نأمل أن يحصل تغير في الساحة المصرية على المستوى السياسي هناك تغير في التصريحات السياسية وهذا يعطي للإنسان أمل أن تغير حقيقي سيحصل قريبا، لكن على الأرض ماتزال التعليمات والأنظمة الحاكمة هي تعليمات النظام السابق للأسف، على الأرض لم يحصل

المقدم: باقي نصف دقيقة، أثره على قيام دولة فلسطينية

الضيف: أنا أعتقد أن الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها الآن في معظمها هي قضية نظرية، الحصار مازال موجود، يجب أن يكسر الحصار، ويجب أن تقام دولة فلسطينية حقيقية على كامل أرض فلسطين، هذا هو الحل الحقيقي

المقدم: أعجبني في هذه الحلقة قولك في السياسة لا يوجد صدقات ، في نهاية هذه الحلقة نشكرك أستاذ محمد صوالحة باسم فريق البرنامج وباسم المشاهدين كما نشكركم مشاهدينا وإلى اللقاء إن شاء الله في حلقة قادمة هذه تحياتي عمر الجيوسي.