ضيف الحلقة: الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين عضو المجلس التشريعي.
المقدم: د. عمر الجيوسي.
تاريخ الحلقة: 05/05/2011م
المقدم: السلام عليكم مشاهدينا يقول الله عز وجل {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} مشاهدينا بعيدا عن الأجواء الاحتفالية للمصالحة الفلسطينية وبعيدا عن تشاؤم المحللين الذين اعتذروا عن مشاركتنا هذه الحلقة، فهاهم الصهاينة يألمون كما كنا نألم، وها هو نتنياهو يرى أن المصالحة ضربة قاسية للسلام وانتصار للإرهاب، وها هو يمنع تحويل الضرائب إلى السلطة، وها هو وزير الإعلام الصهيوني يدعو لضم الضفة إلى أراضي الـ48 ردا على المصالحة، ولكن بعيدا عن رأي الأعداء والأصدقاء فيجب على المتفائل والمتشائم والمتسائل أن ينظر إلى الاتفاق على أنه ليس هدفاً لذاته فما يهمنا هو النتائج، فهذه المرة تقوم المصالحة على معطيات جديدة، فالشباب العربي له دور قد تجاوز الجميع، وشباب فلسطين الذين رفعوا شعار الشعب يريد إنهاء الانقسام، وها هم يصدرون حملة لحماية المصالحة ورفض انتهاكات أي طرف من أطراف المصالحة الفلسطينية كي لا يتكرر ما حدث في الاتفاقيات السابقة، وها هي جامعة الدول العربية قد أعلنت أنه سيتم البدء فورا بإعادة إعمار قطاع غزة وأنه سيتم الآن تحويل خمس مليارات دولار التي كانت مخصصة لغزة، وأمير دولة قطر قد تعهد يوم أمس بإجراءات مبشرة حول إعادة إعمار قطاع غزة وكي تكون مصالحة وليس محاصصة يجب أن يكون للشرع رأيه وذلك من خلال قراءة ذلك من منظور الفتوى والجدوى فنعرف ما هي أهم مرتكزات فقه المصالحة في شريعتنا الإسلامية، أما سؤال الأسئلة الذي يضمن استمرار المصالحة فهو هل سيتنازل الكيان الصهيوني عن التنسيق الأمني أم إنه سيتنازل عن هذا الشرط مقابل اعتراف صريح من فصائل المصالحة الفلسطينية بدولة “إسرائيل”؟ المصالحة الفلسطينية فتوى وجدوى مع الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين عضو المجلس التشريعي حياك الله شيخنا شيخ حامد في برنامجنا
الضيف: حياكم الله يا أخي
المقدم: أكرمك الله ها نحن نستضيفكم في أكثر حلقة وفي حلقات هامة ونبدأ بالسؤال، ما هي أهم المبادئ والأسس التي قام عليها اتفاق المصالحة
الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى إخوانه النبيين الطاهرين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، اسمح لي أخي عمر
المقدم: تفضل
الضيف: وعبر فضائية القدس أن أهنيء شعبنا الفلسطيني في الضفة وفي القطاع وفي المنطقة المحتلة عام ال48 وفي أرض الشتات بهذه المصالحة وبهذا التوحد وأهنئ كذلك شعبنا العربي والإسلامي ولا أنسى أن أشكر مصر حكومة وشعبا على هذا الدور المشرف الذي قامت به مصر من أجل التوفيق والمصالحة وهذه ثمرة من ثمرات الثورة المصرية والثورات العربية واسمح لي أن أبشر أمتنا العربية والإسلامية وكل المسلمين في العالم أن هذه الانتفاضات وهذه الثورات التي حدثت في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن وفي سوريا وفي غيرها هي نهاية مرحلة الاستبداد وبداية مرحلة جديدة مبشرة بالخير فقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ستكون فينا النبوة وتبقى فينا ما شاء الله أن تبقى ويرفعها الله إذا شاء ثم تأتي خلافة راشدة على نهج النبوة فتبقى فينا ما شاء الله أن تبقى ثم يرفعها الله إذا شاء ثم يأتي ملك عضود أي نظام وراثي كنظام بني أمية والعباسيين والمماليك وغيرهم فيبقى فيكم ما شاء الله أن يبقى ثم يرفعها إذا شاء ثم يأتي ملك جبري أي أنظمة مستبدة وجميع الأنظمة في عالمنا العربي والإسلامي منذ أكثر من ثلاثين سنة بعد إلغاء الخلافة الإسلامية في العشرينات، هذه أنظمة مستبدة فرعونية ظالمة صادرت حرية المواطنين
المقدم: شيخنا لنبقى في موضوع الحلقة
الضيف: إلى ماشاء الله ثم تأتي خلافة راشدة على نهج النبوة
المقدم: ياريت نبقى في موضوع الحلقة
الضيف: أما ما تفضلت به من سؤال
المقدم: تفضل
الضيف: فإن هذه المصالحة، قامت على أسس وثوابت ومن هذه الثوابت، أولا هو إيجاد حكومة كفاءات، ثم تفعيل لدور المجلس التشريعي ليأخذ دوره، ثم من هذه الثوابت إجراء الانتخابات على مستوى الرئاسة وعلى التشريع وعلى غيرها وتفعيل وإصلاح منظمة التحرير ثم إيجاد اللجنة المركزية للانتخابات والمحكمة التي تبث فيما يتعلق بالانتخابات
المقدم: جميل، لكن هذا الذي يجري الآن على الأرض في واقع المصالحة، نريد وكونك أنت أستاذ الشريعة نريد أن نعرف كبداية مقدمة وكي ننتقل من الفتوى إلى الجدوى ومعنا بعد قليل الدكتور محسن صالح ونريد أن ننتقل مباشرة إلى المرتكزات في القرآن والسنة والسيرة بشكل سريع ما الذي يجب أن تكون عليه المصالحة الفلسطينية في المنظور الشرعي شيخ حامد
الضيف: أخي هذه المصالحة التي تمت بين حركتي حماس وفتح
المقدم: وبقية الفصائل
الضيف: في القاهرة وبين باقي التنظيمات فإن فيها مصلحة ومطلب شرعي فالله تبارك وتعالى يقول {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا} {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} ويقول صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم) إنما المؤمنون أخوة، إذا التوحد والمصالحة فيه قوتنا أما ضعفنا فهو في فرقتنا لذلك فيه مصلحة شرعية
المقدم: أريد أن أسألك
الضيف: الله تبارك وتعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} المصالحة فيها مصلحة ومطلب وطني
المقدم: شيخ حامد إذا كنت تسمعني
الضيف: قضايا العرب والمسلمين قضية القدس قضية الأقصى قضية عودة اللاجئين ثم قضية إطلاق سراح الأسرى، هذه المهمات تحتاج إلى جهود كل المخلصين من أبناء شعبنا سواء في فتح أو في حماس أو من باقي الفصائل
المقدم: شيخ حامد
الضيف: ثم إن كل شعب يحترم نفسه إذا داهمه الخطر، فالأصل أن يتناجى أبناء الوطن، ينسوا فرقتهم وأن يتوحدوا لمواجهة هذا الخطر الداهم فنحن الآن أمام خطر داهم وهو الاحتلال الإسرائيلي وهو تهويد القدس وهو مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات فيحتاج هذا الأمر إلى أن نجابهه كما قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}
المقدم: إذا هذه هي المرتكزات، شيخ حامد ذكرت موضوع المصلحة، هل ترى من الناحية الفقهية أنها مصلحة حقيقية وهذا السؤال مهم وبالتالي ما مدى الانسجام بين التطورات والثوابت في موضوع المصالحة وبشكل مختصر إذا سمحت
الضيف: هذه المصلحة أكيدة فالفرقة فيها ضعفنا والتوحد فيه قوتنا وبالتالي هذه المصالحة فيها كل المصلحة وفيها كل الخير لأبناء شعبنا ولأبناء أمتنا وفيها كل السوء لهذا العدو الذي يتربص بنا ولذلك وكما قال تعالى {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ }يعني ساء اليهود هذه المصالحة وهذا التوحد ونسأل الله عز وجل أن يوفق القائمين على هذه المصالحة وأن يوفق أبناء حماس وأبناء فتح وأبناء كافة التنظيمات وكافة أبناء شعبنا أن ينفذوا ما اتفق عليه في هذه المصالحة في هذه الاتفاقية إلى واقع عملي
لأن الله عز وجل{ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون}
المقدم: قبل أن نبدأ بالتفصيلات التي تقوم عليها هذه المرتكزات التي تفضلت بذكرها نريد أن نعرف من الأستاذ الدكتور محسن صالح مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، دكتور محسن السلام عليكم
ضيف بيروت: وعليكم السلام ورحمة الله
المقدم: دكتور برأيكم ما هي أهم السلبيات وأهم المكتسبات لهذه المصالحة وبشكل آخر ما هي ملحوظاتكم على هذه المصالحة
ضيف بيروت: السلام عليكم ورحمة الله، شكرا لكم وتحياتنا إلى شيخنا حامد البيتاوي
الضيف: وعليكم السلام يا فضيلة الشيخ
ضيف بيروت: الله يكرمكم، أظن أن أهم المكتسبات أنا أظن أنه لا يخفى على أحد أن من أهمها إعادة اللحمة إلى شعبنا الفلسطيني ووحدته ووحدة قيادته وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق برنامج وطني يراعي أولويات المشروع الوطني الفلسطيني وبالتالي تفعيل مظلة منظمة التحرير بالداخل والخارج بحيث يفعل دور الخارج الفلسطيني في العمل لفلسطين وأيضا من المكتسبات نزع الاعتباريات التي يتحجج بها الآخرون في عالمنا العربي والإسلامي بأنهم لا يستطيعون تقديم الدعم للشعب الفلسطيني لأنه منقسم فهذا الاتفاق سيزيل هذه الحجة أيضا من المكتسبات توجيه الطاقات الفلسطينية وتفعيلها، ليس كما كانت لأنها للأسف كانت تستهلك في المشاكل والتناقضات وإنما ستفعل في شيء بناء بإذن الله وأيضا إطلاق الحريات والمؤسسات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين كل هذا بالتأكيد سيسهم في إيجاد دور إيجابي يدفع باتجاه العمل ضد العدو وليس ضد أبناء الشعب الواحد
المقدم: لكن اسمح لي
ضيف بيروت: وأيضا من الأشياء المكتسبة لكنها تعتمد أيضا على إرادة الطرفين، فهناك من المحتمل أن يحدث تعويق لبرنامج المقاومة، القوى والجهات المتضررة من موضوع المصالحة ستدخلنا كما حدث في السابق في فلتان أمني أو في محاولة تشجيع حصار أو تشديده ليس فقط على قطاع غزة وإنما على الضفة الغربية ومحاولة إفشال هذه المصالحة من خلال تدخل خارجي سواء كان إسرائيليا أو أمريكيا، قد تكون هناك معوقات
المقدم: ذكرت في بداية كلامك إطلاق بعض المعتقلين، صراحة وأريد أن أكون صريحا معك دكتور محسن فهي تستفز الناس الآن خاصة في الضفة، فقد جرى اعتقال لبعض الشباب، فقالوا لهم هناك مصالحة يا جماعة، فقالوا لهم أبوك على أبو فتح على أبو حماس على أبو المصالحة، هذا هو الخوف من هذه النقطة الأساسية
ضيف بيروت: بالتأكيد هذا مما يزعجنا وهي نفسها العقدة التي أخرت توقيع المصالحة أكثر من سنة وهي نفسها العقدة التي أفشلت اتفاق مكة أنه هناك جهات بالذات في الجهات الأمنية، وللأسف عليها ارتباطات عليها إشارات استفهام، وهي تطبق البرنامج الأمني مع الإسرائيلي أو ما يعرف ببرنامج دايتون أكثر مما تعنيها المصالحة الفلسطينية وهذه القوى وللأسف في الفترة السابقة كانت قادرة على تعطيل المصالحة وعلى إفشالها في أكثر من مرحلة وهو أحد أسباب تأخر توقيع الاتفاق الجانب الأمني ولذلك إذا لم يكن الطرفين صريحين في التعامل مع هذه الفئة وفي تجاوز العقدة الأمنية فإنها ستكون أحد عوامل
المقدم: دكتور محسن معنى هذا الكلام أن السلطة تحتاج إلى مصالحة مع فتح
ضيف بيروت: ربما ليس بهذه الدقة، وإنما قيادة السلطة في رام الله عليها أن تكون واضحة تماما فيما يتعلق بالتزاماتها التي قطعتها وفق خارطة الطريق وفق اتفاق أوسلو والتعامل مع الجانب الإسرائيلي الذي فقط يريد أن ينفذ الجانب الفلسطيني التزاماته وخصوصا التزاماته الأمنية والسياسية دون أن يلتزم بشيء آخر، وبالتالي هنا المشكلة الكبيرة أنه إذا جرى أو رضي الطرف الفلسطيني أن يكون هناك صانع آخر للقرار الفلسطيني بمعنى أن يكون هناك متنفذ في صناعة القرار الفلسطيني عند ذلك سيكون هناك خطر على المصالحة، يجب أن يكون من يصنع القرار الفلسطيني هو فلسطيني فلسطيني، القوى الفلسطينية ومن خلفها العرب والمسلمون هم الذين يجب أن يقرروا مصالحهم وأولوياتهم بعيدا عن التأثير الإسرائيلي والأمريكي في صناعة القرار وإما سيكون هناك ألغام كبيرة تفجر هذه المصالحة
المقدم: بالنسبة للمعوق الإسرائيلي سيكون هو الأقوى والأمريكي بالطبع وهذا ما ذكره الأستاذ أسامة حمدان وهاأنت تذكره، لكن بعيدا عن الأجواء الاحتفالية التي تمت والمجاملات السياسية، ما هي السيناريوهات التي تضمن استمرار هذه المصالحة
ضيف بيروت: كلنا حريصون على هذه المصالحة وعلى إنجاحها هناك مشكلة، هناك مثل معروف يستخدم في العلوم السياسية يقول أن الشيطان يكمن في التفاصيل، عندما ندخل في التفاصيل، التفاصيل المرتبطة بالجانب الأمني، التفاصيل المرتبطة ببناء الثقة بين الطرفين، بإطلاق سراح الأسرى بالتركيز على انتخابات جديدة بحرية المؤسسات بإعادة بناء منظمة التحرير، سوف تدخل تأثيرات وتفصيلات قد تعوق المصالحة، لكن حسن النية من الطرفين وجود قيادة صارمة من الطرفين تراعي المصلحة الوطنية وأولوياتها على أي أولويات أخرى سوف يضمن السيناريو المأمول الذي يأمله الشعب الفلسطيني، لكن قد يفتح الأمر على سيناريوهات أخرى إذا لم تكن هناك إرادة حقيقية من الطرفين بمعنى أنه إذا سمح للطرف الإسرائيلي أن يضغط لتنفيذ اتفاقية أوسلو أو خارطة الطريق إلى آخره، أو الترتيبات الأمنية قد تعوق المصالحة، إذا دخل الإسرائيلي في موضوع ترتيبات الاحتلال لأن الإسرائيلي لايزالوا يحتلون الضفة الغربية لذلك سيكون معوق أساسي فيما يتعلق بالحريات والانتخابات وإلى آخره، قد يكون هذا أحد المعوقات التي قد تفسد المصالحة وبالتالي نحن أمام عدة احتمالات، الإرادة الفلسطينية وحسن النوايا وتواصل الطرفين والمصارحة الواضحة في حل التفاصيل وأيضا أن يضع كل طرف يده على أي جهة تريد أن تفسد الدور فسيكون ضمانات بالنجاح
المقدم: وهذه الحملة التي يقودها الآن الشباب الذين نادوا بإنهاء الانقسام يطلقون حملة من أجل ذلك كما ذكرنا في المقدمة، دكتور محسن صالح هل المصالحة برأيكم ستساهم في قيام الدولة الفلسطينية التي الآن حوالي أكثر من 130 دولة يريدون الاعتراف بها، أنتم كخبير استراتيجي ماذا تقول في هذه الدولة هل توافقون عليها
ضيف بيروت: من الناحية النظرية ستساهم هذه بموافقة معظم الدول التي تنتمي إلى الأمم المتحدة على إقامة الدولة الفلسطينية على الحدود المعروفة بحدود 1967 هذا سيتحقق في الجانب النظري وهو وبغض النظر عن أي شيء يعتبر مكسب سياسي أما الاحتلال فسيبقى احتلال، فالإسرائيليون سيبقون الحصار على غزة وسيبقى الاحتلال في الضفة الغربية، الإسرائيليون من جهتهم سيلجؤون إلى حل منفرد كالانسحاب من جانب واحد مع إبقاء ما خلف الجدار وإبقاء القدس في أيديهم وبالتالي ينسفون أي دولة فلسطينية حقيقية على الأرض لأن الأمر ليس مرتبط فقط بمجرد قرار يصدر عن الأمم المتحدة إلا إذا صدرت هذه القرارات تحت البند السابع الذي يجبر المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل إجبارا على الانسحاب وهذا مستبعد جدا ضمن المعادلة الدولية الحالية وخصوصا في وجود الطرف الأمريكي، إذا قد يكون هناك مكسب سياسي لكن يجب أن لا نغتر بذلك لأن الاحتلال هو قائم وموجود، النقطة المهمة أيضا في الجانب الآخر أنه إذا كان هناك فعلا رؤية حقيقية باتجاه المسار باتجاه الدولة الفلسطينية فالأولى من ذلك أن يراجع الفلسطينيون ضمن الترتيبات الجديدة وضمن ترتيبات منظمة التحرير كل مخلفات واتفاقيات أوسلو وأيضا خارطة الطرق والترتيبات الأمنية وغيرها ثم يحددوا أولوياتهم، هل خط أوسلو خلال 18 سنة الماضية هل أدى إلى نتيجة أم لم يؤدي، فيجب إعادة النظر في كل هذا المسار وكل هذه الترتيبات وربما يكون لهم قول آ×ر في موضوع التسوية السلمية لأن 18 سنة من الاتفاقيات لم تؤدي إلى هذه اللحظة إلى مجرد تجميد الاستيطان فكيف ستؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي من الضفة والقطاع، أنا أظن أن هذا هو التحدي الأكبر ولذلك وإذا أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا فيجب أن نراجع كل هذه الاتفاقيات والترتيبات وأن تعزز الوحدة الوطنية
المقدم: لكن دكتور محسن هذا تقريبا بعكس ما قاله الرئيس أبو مازن أمس في خطابه، على كلا نشكرك دكتور محسن صالح مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ونلتقي مشاهدينا بعد هذا الفاصل
أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة الجديدة بعنوان المصالحة الفلسطينية فتوى وجدوى
شيخ حامد أريد أن أسألك كان لابد من المقدمة السياسية التي بدأنا وأخذنا جزء وافيا مع الدكتور صالح كان لا بد من هذا الموضوع كي ننتقل إلى التأصيل والإفتاء، بداية ماهي وجه المقارنة بين هذه المصالحة وصلح الحديبية، إذا تكرمتم
الضيف: اسمح لي أخي عمر أن أعود فأعقب على ما ذكره ضيفك الكريم عن إيجابيات هذه المصالحة، من إيجابياتها وبركاتها، أنه ولأول مرة ومنذ أربع سنين لم ترفع رايات خضراء لأبناء الحركة الإسلامية حماس في الضفة، فقد سارت مسيرة من مسجد النصر في نابلس
المقدم: وجابت شوارع المدينة
الضيف: وجابت الشوارع إلى ميدان الشهداء
المقدم: قبل قليل تقصد دكتور
الضيف: بعد صلاة المغرب قبل قليل، وبعد أن غيبت هذه الرايات وهذه الحركة لمدة أربع سنوات
المقدم: جميل
الضيف: وفي المثل أمس فقد جابت مسيرات مؤيدة للمصالحة في قطاع غزة شارك فيها أبناء الطيف الفلسطيني أبناء حماس وفتح وكانت الرايات كذلك مرفوعة ولأول مرة يسمح لتلفزيون فلسطين أن ينقل مشاهد وأخبار من غزة وكذلك لأول مرة يسمح في الليلة الماضية والليلة بأن تنقل فضائية القدس أخبار عن الضفة وتأخذ صور فهذه بعض بركات هذه المصالحات
المقدم: تقصد قناة الأقصى شيخنا
الضيف: هذه المصالحة ستؤدي بإذن الله إلى رفع الحصار الجائر عن أهلنا في قطاع غزة والذي مضى عليه عدة سنوات، هذه المصالحة ستؤدي بإذن الله إلى إعادة إعمار ما قام به العدو الجائر على شعبنا في قطاع غزة وهدم مئات المساجد والمدارس وآلاف البيوت،
المقدم: صلح الحديبية
الضيف: هذه بعض بركات هذه المصالحة وستأتي هذه المصالحة بالخير مستقبلا بإذن الله
المقدم: أما عن صلح الحديبية المعطيات المتشابهة
الضيف: أما ما تفضلت به عن وجه الشبه لا وجه شبه يا أخي الكريم عمر بين هذه المصالحة التي تمت بين أبناء شعبنا أمس في القاهرة خاصة بين فتح وحماس، صلح الحديبية وقع بين المسلمين بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبين المشركين أما هذه المصالحة فبين أبناء شعب واحد أبناء دين واحد أبناء هم واحد أبناء وطن واحد، الكل قدم قوافل الشهداء والأسرى سواء حماس قدمت قادتها وغيرها، وبالتالي نحن نقول لا وجه شبه بين هذه المصالحة وبين صلح الحديبية
المقدم: عمر بن الخطاب رضي الله عنه غضب لذلك وتململ بعض الصحابة مع ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قدم الصلح على العبادة، عبادة العمرة
الضيف: لاشك الله تعالى يقول {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَ}ويقول {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} يعني الانقسام الذي حصل بين أبناء شعبنا ومضى عليه أرربع سنوات تقريبا، هذه صفحات سود في نضال شعبنا الفلسطيني، هذا الانقسام إلى غير رجعة بإذن الله تبارك وتعالى، الكل في فلسطين في الضفة والقطاع وأظن كذلك في أرض الشتات وفي ال48 كلهم مسرورون بهذا الاتفاق وهذا التوحد وتكتمل الفرحة إذا نفذت بنود هذه الاتفاقية وهذا الصلح بين أبناء شعبنا
المقدم: ولكن من حيث، نريد أن نقرنها أيضا بحجة الوداع هناك الرسول أرسى قواعد للمصالحة أن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام، فما هي مظاهر المصالحة التي سنشهدها في فلسطين في غزة وفي الضفة بالتالي
الضيف: ما من شك أن الإسلام الذي أكرمنا الله عز وجل به، جاءت الشريعة الإسلامية مثل كل الشرائع لتحافظ على الضروريات الخمسة وهي حفظ النفس وحفظ النسل وحفظ المال وحفظ العرض وحفظ العقل وبالتالي الله عز وجل يقول {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)، نعم هذه جاءت ضمن خطة حجة الوداع من وصايا الرسول العظيمة الدعوة إلى حرمة الدماء وحرمة الأموال وحرمة الأنفس وحرمة الأعراض والمال ونسأل الله عز وجل أن يجنب شعبنا وأمتنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحقن دماء المسلمين بهذه المناسبة، أن يحقن دماء المسلمين في فلسطين وفي ليبيا وفي تونس وفي مصر وفي اليمن وفي سوريا وفي كل بلاد المسلمين
المقدم: آمين، شيخنا بعد كل هذه التقدمة بالنص الشرعي الذي تقدمت به، نريد أن نأخذ بعض المواقف ونبدأ بالكيان الصهيوني بيريز يتخوف ويقول أن هذه المصالحة إذا كان هناك انتخابات ستؤدي أن تقود حماس في هذه الانتخابات وبالتالي هل سيسمح إلى عودة الحكم الإسلامي إلى غزة وإلى الضفة لاحقا
الضيف: أخي الله تبارك وتعالى وصف اليهود ووصف موقفهم من المسلمين فقال تبارك وتعالى {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ } فما من شك التوحد والمصالحة فيها مصلحة لشعبنا ولأمتنا ولديننا وفي هذه المصلحة، نعم لليهود هذه ليست فيها مصلحة لهم بل هذا أمر يغيظهم، لذلك رب العالمين يقول {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} وهؤلاء الذين كانوا سببا في الفرقة بين الصحابة أحفادهم الآن هم الذين يثيرون الفتن بين أبناء شعبنا وأبناء أمتنا وصدقوني أنه ما من مشكلة تقع في عالمنا الإسلامي إلا وتجد لليهود يد، أصابع خبيثة يزكون الفتن هم الذين أزكوا الفتن في جنوب السودان وهم الذين يزكون الفتن في كل بلاد المسلمين ولذلك شيء طبيعي أن يغتاظ اليهود من هذه المصالحة ولكننا نود أن نقول أن العدو الصهيوني ليس في مرحلة الصعود والقوة وإنما هو في مرحلة الهبوط والضعف خاصة أمام الثورات والتغيرات والانتفاضات في عالمنا العربي والإسلامي وخاصة في مصر
المقدم: شيخنا أريد أن أسأل عن موضوع التنسيق الأمني مرة أخرى، الكيان الصهيوني أن التنسيق الأمني مع السلطة يسير كالمعتاد ولا تغيرات عليه إلى الآن
الضيف: أخي لقد قلنا حكم شرعيا في هذا التنسيق الأمني منذ أكثر من عشر سنين بأنه حرام لأن الله عز وجل يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} {@يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} ضع شطر تحت هذه الآية الكريمة ومن يتولهم منكم فإنه منهم، لقد جاء أحد الصالحين لأحد العلماء وقال له إنني أخيط ثياب الحكام الظالمين فهل أنا من أعوان الظلمة، قال أنت من الظلمة أنفسهم، أعوان الظلمة من يبيعك الخيط أو الإبرة، فما بالك بشخص أو شخوص أو بمسؤولين يقدمون المعلومات للعدو الصهيوني والذي قد يكون مصير هذا التواطؤ سجون ومؤبدات وهدم بيوت ومصادرة أراضي وقتل، ولذلك نحن قلنا ولازلنا نقول أننا نبارك هذه المصالحة
المقدم: هل تتوقع أن ينتهي
الضيف: ويجب أن لا يكون عقبة أمام هذه المصالحة
المقدم: شيخ حامد عفوا
الضيف: عبر فضائيتكم نحن نطالب السلطة
المقدم: هل تتوقع أن ينتهي التنسيق الأمني بفضل هذه المصالحة
الضيف: نعم سينتهي لا ينسجم إطلاقا مصالحة مع تنسيق أمني، إنها مصالحة حقيقية، يجب أن يذهب التنسيق الأمني إلى الجحيم وأن يذهب اصحابه إلى الجحيم، يا مصالحة يا تنسيق، تنسيق أمني ومصالحة لا يمكن أن ينسجم الأمر
المقدم: إن شاء نتابع هذه المصالحة والأسئلة الهامة شيخ حامد البيتاوي معك لكن اسمحوا لنا بفاصل آخر
أهلا بكم من جديد، شيخ حامد ثلثين من ميزانية السلطة هو من الضرائب، والصهاينة الآن يعلنون أنهم سيمنعون تحويل هذه الأموال إلى السلطة، من المنظور القرآني وأنت الشيخ والشريعة، كيف وصف القرآن الكريم العقلية اليهودية المادية لبني إسرائيل في القرآن
الضيف: أولا نود أن نذكر بأن هذه الأموال وهي بالملايين هي أموال للفلسطينيين هي مبالغ يقتطعها الصهاينة من شعبنا فهي ليست منة أن يعيدها هذا الاحتلال إلى شعبنا، أما هم بالنسبة للأمور المالية فالله عز وجل وصفهم بقوله {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ }الصهاينة يتفننون فهم عباقرة في سلب أبناء شعبنا كما يسلبون دماء أبناء شعبنا ويصادرون حريته، فهم كذلك يسلبون أموال شعبنا وهم يسيرون على قاعدة كما وصف الله الكافرين والمنافقين بالنسبة للمسلمين بقوله تعالى {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا} يعني اليهود وكل الأعداء في العالم، كل أعداء المسلمين في العالم يسيرون على نهج التجويع، محاربة الناس في أرزاقهم وفي لقمة عيشهم ولذلك رب العالمين قال {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ }إذا كان لهم سيطرة وهيمنة {لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} يعني بذرة تمر يبخل بها هؤلاء علينا، لكن أملنا كبير أن لا ترضخ السلطة الفلسطينية أن لا يرضخ السيد عباس ولا فتح للضغوطات الإسرائيلية فالله تبارك وتعالى يقول {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ }الرزق على الله تبارك وتعالى {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا} فرزق شعبنا ليس على الصهاينة وغن كان تلك أموالنا ولكن الرزق على الله تبار وتعالى وأملنا وعبر فضائية القدس، أننا نناشد كل إخواننا العرب والمسلمين في العالم وخاصة الحكومات وخاصة الأثرياء أن لا يتركوا هذا الفارس الوحيد الفلسطيني في الميدان، فإذا كان اليهود يتبعون سياسة تجويع أبناء شعبنا فعلى أغنياءنا وهم كثر في العالم الإسلامي وفي العالم الإسلامي والحكومات أن يسدوا هذه الثغرة
المقدم: على هذا الموضوع فقط
الضيف: ومد يد العون ماديا ومعنويا لأن شعبنا
المقدم: على هذا الموضع أريد أن أسأل، اسمح لي، أريد أن أبشرك كما ورد في جريدة الخليج في الإمارات، جامعة الدول العربية تقول أنه سيتم البدء فورا بإعادة إعمار قطاع غزة وأنه سيتم تحويل خمس مليارات دولار التي كانت مخصصة لإعادة الإعمار وكذلك أمير قطر يوم أمس قد تعهد بإجراءات مبشرة لإعادة الإعمار في غزة وبالتالي من وجهة النظر الشرعية ماهو الواجب الشرعي الذي يلزم العرب بإعادة إعمار غزة، أكثر من 116 مسجد تضرر في حرب الفرقان، ما هو التحفيز الشرعي من وجهة النظر القرآنية
الضيف: أخي عمر حقيقة وعبر فضائية القدس، نحن نتقدم بجزيل الشكر لكل من قدم لشعبنا الفلسطيني عونا وخاصة لإعادة إعمار قطاع غزة نشكر كل من قدم عونا لشعبنا والله تبارك وتعالى يقول { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } كيف لا وقد قال صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر) إذا نحن نقول هو واجب وليس منة، أرجو أن يتقبل الأخوة المسؤولون في عالمنا العربي والإسلامي على مستوى أشخاص أغنياء وعلى مستوى حكومات ودول، شعبنا يدافع عن درة العرب والمسلمين عن فلسطين عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين وثالث المسجدين ثم شعبنا يقف في صف الدفاع الأول أمام هذا العدو، الذي يريد أن ينشأ مشروعه الصهيوني من الفرات إلى النيل، إذا شعبنا هو ليس فقط يدافع عن فلسطين هو يدافع عن كرامة العرب وعن كرامة المسلمين فإذا فات أبناء أمتنا العربية والإسلامية شرف الجهاد في فلسطين فلا أقل من أن يساهموا في الجهاد المالي، والله تبارك وتعالى قدم الجهاد المالي في القرآن الكريم على الجهاد في النفس {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ {10} تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُم} وقال صلى الله عليه وسلم( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) مرة أخرى نحن نشكر كل من ساهم وسيساهم في دعم شعبنا الفلسطيني ماديا ومعنويا وأن يكون ذلك في ميزان حسناتهم وأن يبارك لهم في أموالهم وأهليهم وأولادهم
المقدم: لا يمكن شيخ حامد أن نناقش السرعة التي حصلت فيها المصالحة دون أن نربطها بما حصل في الجارة والشقيقة الكبرى مصر وبالتالي من باب النظرة التاريخية والقرآنية والجغرافية أيضا، دائما مصير مصر أو مصير فلسطين مرتبط بمصر، ما الحكمة من ذلك
الضيف: مصر التاريخ مصر عمر بن العاص مصر الشافعي، مصر أرض البطولة، مصر هذا البلد الذي له القيادة والريادة في عالمنا العربي والإسلامي فإذا انتكس النظام المصري خاصة بزعامة الطاغوت المخلوع مبارك وكان عامل من عوامل حصار هذا الشعب وكان النظام المصري عامل من عوامل عدم التوفيق في المصالحة ما بين حماس وفتح ولكن هذا النظام المخلوع أزيل وأصبح شباب الثورة وأصبحت مصر الآن غير مصر السابق، مصر الآن فيها كل الخير إن شاء الله، مصر ستعود لقيادتها وريادتها وعبر التاريخ فإن صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه لما نازل الاحتلال الصليبي وحد بين مصر والشام ونازل الصليبيين في معارك توجت بمعركة حطين، وكذلك عندما احتل التتر والمغول فلسطين فإن المماليك، الجيش المصري جاء من مصر بقيادة قطز والعز بن عبد السلام وجاء الجيش المصري وقاتل التتر والمغول وهزمهم في معركة عين جالوت وكلنا أمل ويقينا بالله أن جيش مصر وشعب مصر وقيادة مصر سوف يعيد التاريخ نفسه وستأتي جحافل المسلمين من مصر لتقضي على هذا السرطان الذي اسمه الاحتلال الصهيوني، فكل التحية لمصر وشعب مصر وجيش مصر، جيش العبور الذين قدموا آلاف الشهداء من أجل فلسطين ومن أجل الدفاع عن قدسنا وعن شعبنا وعن أطفالنا
المقدم: نحن لا ننقص مصر حقها، لكن بعض الأتباع من النظام السابق كانوا يقولون أن مصر قدمت كل شيء من أجل فلسطين وحاربت لأجل فلسطين ولكن المحللين والمفكرين يرون أنه أيضا مصلحة قومية وأمن لمصر، الحروب فرضت عليها 67، 56 ، 73 وليس فقط من أجل فلسطين ولكن أيضا من أجل مصر، الآن دعني أسألك مرة أخرى عن الكيان الصهيوني هم يخيرون السلطة الفلسطينية بين السلام مع إسرائيل أو المصالحة مع حماس، في المقابل كان هناك خطاب لرئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية يطالب بسحب الاعتراف بإسرائيل مقابل هذا الكلام، ما رأي الشرع بالاعتراف وهي النقطة الهامة التي ربما تغضب وتدغدغ عواطف الصهاينة إذا شعروا أنه في المستقبل أي جهة يمكن أن توافق على هذا الاعتراف
الضيف: إن الصهاينة وموقفهم من هذه المصالحة بين أبناء فتح وحماس غاظهم هذا الأمر كما قال الله تعالى {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ } ولذلك الرد على هذا المطلب الصهيوني هو أن لا ترضخ السلطة الفلسطينية بالذات إلى هذا المطلب الصهيوني أو الأمريكي بل نطالبها كما طالبها الأخ الفاضل رئيس الوزراء الشرعي المنتخب الأخ إسماعيل هنية حفظه الله بأن تسحب السلطة وبالذات اعترافها بهذا الكيان الغاصب وهذا أمر شرعي، كيف نعترف بشرعية من سرق حيفا ويافا والجليل وهو يريد دولة يهودية يريد طرد إخواننا العرب في ال48، ثم هو يفتح فاه ليحتل المزيد، لكن إن شاء الله لن تتحقق آماله ولن يتحقق مشروعه
المقدم: آمين، لم يبقى لدينا وقت ولمكن أذكر وأنت رئيس رابطة علماء فلسطين بأن هناك بيان لهيئة علماء فلسطين في الخارج رعاة هذا البرنامج بيان صدر اليوم الخميس 5/ 5 بيان ينادي بأشياء كثيرة، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة ووقف الحملات الإعلامية وإعادة المؤسسة المدنية والخيرية أيضا ويطالب بإعادة المطلوبين كافة وتوجيه الجهود نحو مقاتلة الاحتلال الصهيوني وتحرير الأسرى وحماية القدس وكذلك التمسك بكافة الثوابت الفلسطينية.
شكرا لك الشيخ حامد البيتاوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس رابطة علماء فلسطين، كما أشكركم مشاهدينا، هذه تحيات فريق البرنامج وتحياتي عمر الجيوسي ودمتم في رعاية الله. أ أ