ضيف الحلقة: الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل _الناصرة
الدكتور مروان أبو راس رئيس رابطة علماء فلسطين _غزة.
المقدم: د. عمر الجيوسي
تاريخ الحلقة: 14/04/2011م
المقدم: السلام عليكم، مشاهدينا الكرام أين تقع غزة؟ أين تقع غزة في ظل احتمالات حرب صهيونية جديدة على غزة؟ وفي ظل انفجار الشارع العربي وفي ظل انتفاضة فلسطينية جديدة؟ المتغيرات منذ ثلاثة أشهر أسرع مما يحصل منذ 100 عام وربما الحرب على غزة قبل الثورة المصرية لن تكون، إذا حصلت، كما كانت في عهد مبارك، الشعب المصري المحُرَّر والمحُرِّر يستعد لمسيرة مليونية باتجاه رفح برأي بعض المصادر، ووزير الخارجية أبو الغيط لم يعد موجوداً الآن، بل إن وزير الخارجية المصرية الجديد يطالب الكيان برفع الحصار عن غزة ووقف الاعتداءات عليها، الكيان يصعد في الجو أحياناً ويعلن عن تهدئة على الأرض أحياناً أخرى، ووزير التربية الصهيوني يحذر من انجرار تل أبيب لعملية عسكرية كبيرة في غزة، الجيش الصهيوني يقول القبة الحديدية تفشل، لكن قرآننا العظيم يصف اليهود بأنهم لا يرقبون في المؤمنين إلاًّ ولا ذمة والواقع يشهد أنهم يقصفون البشر والحجر وسيارات الإسعاف والمقابر والصغار والكبار، احتمالات الحرب مشاهدينا على غزة مفتوحة والمستجدات كثيرة والجامعة العربية تطالب الآن بفرض حظر جوي على غزة لحماية المدنيين فما رأي أهل غزة؟ وما رأي الشرع في ذلك؟ وبماذا سيختلف عن الحظر المفروض على ليبيا؟ هل هو حظر مفروض أم مرفوض؟ غزة بين الثورات العربية والحركات الصهيونية عنوان حلقة اليوم مع ضيفنا الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني
مرحبا بك شيخ كمال وحياك الله في برنامج فقه القضية
الضيف: أهلاً بكم حياكم الله
المقدم: أكرم الله، شيخ كمال، الشاباك والموساد يقول بأن اندلاع انتفاضة جديدة هذه المرة في ظل الثورات العربية سيكون فيه فرق بين هذه الانتفاضة وبين الانتفاضتين السابقتين، بالتالي هل الثورات العربية لها هذا الدور في إحداث هذا الفرق مثلاً؟
الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم، في الحقيقة أنا لا أعتبر أن غزة قد مرت بانتفاضتين سابقتين وكانت هي الرائدة بهما، إنما أنا أضيف لانتفاضة العام 87 وانتفاضة العام 2000، أضيف انتفاضة ثالثة كانت غزة هي الرائدة فيها وهي السباقة فيها والتي كانت في العام 1260 للميلاد، حينما خرجت غزة عن الطوق وحينما تمردت غزة عما ألف يومها من خنوع وخضوع وخوف من الغزو التتري المغولي الذي لم يقف في وجهه أحد حتى عاصمة الخلافة يومها بغداد لم تصمد إلا أن غزة بقيادة الأمير ببيبرس كانت أول من وقف في وجه التتار وكان هذا في شهر تموز عام 2060، واستطاعت حامية غزة أن تتغلب على طلائع الجيش التتري، هذا الانتصار وإن كان متواضعا إلا أنه كان مقدمة لعودة الحياة للأمة ولعودة الأمل في الأمة بأن جيش التتار ممكن أن يهزم وليس كما قيل “إذا قيل لك أن التتار قد انهزموا فلا تصدق” وفعلا بعد شهرين اثنين بالعدد، في شهر أيلول في عام 1260 كان الانتصار الكبير في معركة عين جالوت، إذاً غزة انتصرت في الانتفاضة الأولى في عام 1260، وغزة كانت الرائدة في الانتفاضة الأولى عام 1987 وغزة كانت الرائدة في الانتفاضة الثالثة في العام 2000، صمود غزة صبر غزة هو في تقديري بل في قناعتي كان السبب كان الشاحن كان الوقود لهذه الانتفاضات العربية وبالتالي هذه الحالة كأن الشعوب العربية بحاجة فعلا إلى أن تسدي جميلا لغزة لأنها كانت هي الرائدة
المقدم: وماذا عن الحالة ؟
الضيف: وفي مصر وغيرها
المقدم: وماذا عن أثر هذا إن حصل شيخ كمال؟ ماذا لو حصل كما ذكر مسؤولون في الشاباك والموساد أنه سيشعل المنطقة؟
الضيف: في تقديري هذا إن حصل مع أني أتحفظ الآن على إمكانية حصول انتفاضة في الضفة الغربية وفي الداخل الفلسطيني وفي غزة، تحفظي هذا نابع وخاصة في الضفة الغربية من أن أهلنا هناك يعيشون في، كما قال الله في القرآن الكريم {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ } هم يعانون من احتلال سلطة دايتون ويعانون من احتلال آخر هو الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك أنا أعتبر أن إمكانية نشوب واندلاع انتفاضة على الأقل في المنظور القريب في الضفة الغربية، لا بكير أن نقول
المقدم: لكن هناك دعوة على الفيسبوك أغلقت ورفع مقابلها، يريدون أن يتقاضوا تعويضا عنها، بعض اليهود الذين في أميركا الآن يريدون مليار دولار، هذه الدعوة التي أشعلها شباب داخل فلسطين وخارجها في 15_5 أي بعد شهر تقريبا، أنه ستنطلق هناك وتندلع انتفاضة، لكن هناك دعوة قضائية وحجبت هذه الصفحة ولكن الشباب ابتكروا صفحات كثيرة وبالتالي هل ما يجري وإن جرى، لندخل الآن باتجاه المنظور القرآني، سيكون من باب سنة الاستبدال ؟
الضيف: بغض النظر عن التاريخ، 15_5 ذكرى النكبة أو قبله أو بعده، نحن الآن في وضع جديد، نحن منذ انتفاضة تونس ومصر وليبيا واليمن والتحرك المبارك في الكثير من المواقع، نحن الآن بين مرحلتين، مرحلة الخوف والخنوع والذل والهوان الذي كانت تعيشه الشعوب وبين مرحلة اليقظة والعزة والشموخ والرغبة في كسر قيود الذل والهوان التي كانت، لذلك نحن الآن نشهد فعلا حالة تطبيق بدأت ظاهرة للعيان لسنة الله عز وجل الكونية، سنة الله عز وجل التي قال فيها {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }إسرائيل لن تبقى قوية إلى الأبد وشعبنا لن يبقى ضعيفا إلى الأبد، إسرائيل لن تبقى هي التي تمد يدها لأجل أن تصفعنا كل مرة وشعبنا لن يبقى هو الذي يتلقى الصفعات كل مرة، ما ينطبق على إسرائيل ينطبق على من سبقتها من إمبراطوريات، وكذلك ما ينطبق على شعبنا ينطبق على شعوب تمردت على من أراد لها ذلا وعلى من أرادوا لها خنوعا واستكانة، نحن بين يدي مرحلة جديدة وفاصلة وفارقة من محطات التاريخ
المقدم: هذا مما جاء في الآية {يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} هذا فيما يخص الانتفاضة الثالثة المتوقعة لكن فيما يخص عنوان الحلقة ونمشي باتجاه هذا العنوان، بموضوع غزة، اليهود لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة كما ذكر القرآن الكريم وقد سجل قبل قينقاع تاريخنا سجل ما فعله اليهود بنا قبل قينقاع وإلى الآن وهو مستمر، فهل تتوقع شيخ كمال أن نأمن حربا جديدة على غزة قريبا ؟
الضيف: حقيقة أنا قراءتي أن إسرائيل عبر تصعيدها الأخير الذي كان منذ أيام ليس لأنها تريد أن تقوم بحرب دموية جديدية على غزة كما كان في شتاء 2008 ومطلع ال2009، إسرائيل الآن تقرأ الخارطة جيدا، إسرائيل تدرك
المقدم: سجل هذا التحفظ شيخ كمال، قولك أكثر من مرة كلمة إسرائيل لا أدري إذا كان القانون يسمح بتغير هذه الكلمة، نحن نتعامل في هذا البرنامج مع كلمة الكيان الصهيوني ولا أدري الواقع القانوني عندكم
الضيف: هي المؤسسة الإسرائيلية، هو الكيان الإسرائيلي، ولا شك أنه الآن يدرس ما يجري من تغيرات من ثورات من انتفاضات وفي تقديري أنه لن يقدم في المنظور القريب على حرب من طرف واحد في قطاع غزة، المؤسسة الإسرائيلية استعداداتها الداخلية منذ صيف 2006 لحرب إقليمية هي التي ستبدؤها، هي التي ستختار توقيتها، ولذلك عبر المتغيرات الإيجابية التي طرأت في المحيط العربي والحمد لله أنا أجزم أن إسرائيل أن المؤسسة الإسرائيلية أن الكيان الصهيوني يترقب، وبالتالي هو أراد الآن أن يرضي الفئات المتطرفة العنصرية جدا الدموية جدا، وهم كلهم كذلك ولكن هناك على الأقل متحمسون في هذا الكيان مثال ليبرمان وغيره، لذلك أنا أرى أن ما حصل في الأيام الماضية هو تصعيد بهدف، ومحاولة لإظهار أن الكيان الإسرائيلي ما يزال قويا وعنده إمكانيات للردع، لكن هل ستقدم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على حرب بنفس الاتساع في العام 2008؟ أنا أظن وأميل أكثر إلى الاعتقاد بأن هذه المرحلة ليست هي التي ستشعل بها المؤسسة الإسرائيلية الحرب
المقدم: مع حبنا الشديد لكل ذرة تراب في الضفة الغربية ولأهلنا هناك ولقريتي هناك أنا شخصيا، لكن لماذا الحرب تتجه باتجاه غزة وليس باتجاه الضفة دائما؟
الضيف: رحم الله والديك ووالدي وكل المشاهدين ووالديهم، المؤسسة الإسرائيلية استطاعت أن تنجز في الضفة الغربية نظاما حليفا، نظاما منسجما، نظاما له قناعات قريبة جدا إن لم تكن متطابقة مع قناعات المؤسسة الإسرائيلية الذي يجعل رئيس جهاز الشاباك الماضي أن يذهب إلى جنين ويقضي يوما قال أنه يوم تاريخي في التنسيق مع الأجهزة الأمنية هناك وكذلك الحال في الخليل وفي قلقيلية هم يعتبرون الآن أن لهم شرطة جديدة، عندهم حرس الحدود وعندهم القوات الخاصة، عندهم الآن نظام شرطي جديد في الضفة الغربية يدافع عنهم ويسهر على مصالحهم، وبالتالي كيف لهم أن يفكروا بالتعامل مع الضفة الغربية كما يتعاملون مع غزة، ليس لأنهم يشكون أن أهل الضفة الغربية قد ابتعدوا عن وطنيتهم ولكن ليعلموا أن من نصبوا هناك على أجهزة الأمن يقومون بالواجب وزيادة، لذلك هم مطمئنون أن الضفة الغربية ليس بشعبها وإنما بالقيادة المتنفذة التي فرضت إنما تؤدي الدور المطلوب منها حفاظا على أمن المؤسسة الإسرائيلية أكثر بكثير مما يقوم به الجندي والشرطي الإسرائيلي للأسف الشديد
المقدم: شيخ كمال، أنت تمشي باتجاه أنك تستبعد حربا قريبة على غزة، ولكنكم وأنت نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني أصدرتم بيانا قبل أيام قليلة تستنكرون العدوان على غزة إن حصل ولذلك أسألك ما هو دوركم في حالة حصول هذه الحرب، كحركة إسلامية وكأهلنا في ال48؟
الضيف: أنا آمل وأدعو الله أن لا تكون هذه الحرب، لأننا رأينا ويلاتها وكثرة الشهداء والدمار الذي وقع هناك في غزة، إنما ليس معنى هذا أن المؤسسة الإسرائيلية يمكن أن تتراجع لدرجة أن تكف عن هذا الاعتداء الدموي الذي يمكن أن يحصل، وإنما نحن في الداخل الفلسطيني دائما على حذر من أن هؤلاء لا يؤمنوا ومن أن هؤلاء يمكن أن يفاجؤوك وإن كنت قلت أن الظرف الحالي ليس هو الظرف الأنسب للمؤسسة الإسرائيلية، مع ذلك نحن نعتز بأن تواصلنا الشعبي والجماهيري والإعلامي نصرة لغزة، إنما هو تواصل الاخ مع أخيه والشقيق مع شقيقه، ولكن أنا أريد أن أؤكد في نفس الوقت على أن غزة تتطلب جهد الأمة كلها تتطلب الجهد الفلسطيني كله والجهد العربي كله والجهد الإسلامي كله، خاصة الآن والحمد لله بعد المتغيرات الإيجابية
المقدم: سنتكلم عن هذه المتغيرات
الضيف: عن ما حصل في العام 2008
المقدم: شيخ كمال دعني أذهب إلى غزة، مع رئيس رابطة علماء فلسطين في غزة الدكتور مروان أبو راس، دكتور مروان السلام عليكم
ضيف غزة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المقدم: قبل أن أسأل هل لك من ترحيب أو تعليق على كلام الشيخ كمال الخطيب؟
ضيف غزة: أقول بداية بسم الله الرحمن الرحيم، بطبيعة الحال للحق الذي يقوله الأستاذ كمال حفظه الله وحفظ إخوانه جميعا والمواقف الرجولية التي عودونا عليها دائما في كل المحطات لابد أن نتوجه إليهم ببالغ التقدير والعرفان فقد كانت لهم مواقف في الحقيقة داعمة ومثبتة ومقوية لنا في غزة وكذلك في الضفة الغربية في كل المحطات، وإذا كنت أذكر فلابد أن أذكر الانتفاضة الأولى كيف كانت المساعدات الغذائية تأتي بقوافل من الإخوة في الـ48 ثم مما هو أهم لا بد أن يذكر هذا الحرص الشديد وهذه الوقفة الرجولية وهذا الرابط المشدود الذي أعتقد جازما أنه تشهده الملائكة في هذه الأيام من محافظتهم على الأقصى، ثم ما يتوج به الآن من مقابلتهم الكريمة أخونا الأستاذ كمال وهذه التحليلات وأيضا هذه المواقف الاستعدادية الرجولية، في حالة أي عدوان على قطاع غزة، أعتقد هذه المواقف تستحق منا كل العرفان وكل الشكر والتقدير، هذا ما أردت أن أفتتح به هذا اللقاء أخي الدكتور عمر
المقدم: الله يحييك، دكتور مروان بالنسبة للحكومة في غزة في ظل احتمالات هذه الحرب لا سمح الله إن حدثت، ما هي الاستعدادت وماهو الدور الذي تستعد به من أجل تطمين الأهل في غزة ؟
ضيف غزة: أخي الكريم تعرفون جميعا أن غزة تعيش حالة حصار ورغم حالة الحصار التي تعيشها غزة، لكن الحكومة في غزة تعتمد على عدة عناصر أساسية لصد أي عدوان محتمل لا قدر الله ممكن أن يشنه العدو الغادر علينا من أهم هذه الاستعدادات هي اللحمة القوية التي بين المواطنين فأنت عندما تجد العدوان يتصاعد ووتيرته تتعالى، تجد الشارع الفلسطيني يتكاتف ويتعاضد ويسأل كل واحد عن جاره عن أخيه، وكذلك الحكومة تتواصل مع الناس وتبدأ عمليات التبرع بالدم وتبدأ عمليات مساعدة المحتاجين كذلك، وأنا أقول بأن أي تصعيد وأي حرب وأي عدوان يمكن أن يشن على غزة هذا سيزيد الألفة واللحمة وسيزيد روح الأخوة بين جماهير الشعب الفلسطيني الواحد، بجميع أطيافه وفئاته وحتى دياناته وبالتالي هذه أولى أولويات الاستعدادات والثانية هي ما توفر وما يتوفر من إمكانيات محدودة، على سبيل المثال من إمكانيات صحية مثل استعدادات المستوصفات والمستشفيات والمقرات الطبية، كذلك هذا يحتاج إلى استعداد والحكومة تقوم به، كذلك استعدادات غذائية، كذلك من استعدادات في مواد الوقود حتى لا ينقطع الناس عن المستلزمات البسيطة، كذلك الاستعدادات بتوفير الحد الأدنى من المياه والكهرباء، ويمكنها أن تفعل ذلك بما تيسر، لا يوجد عندنا فنحن لسنا دولة كبيرة حتى
المقدم: كأنك تشير إلى المعوقات، أعطنا أهم المعوقات بشكل سريع جدا
ضيف غزة: نعم أخي الكريم، في الحقيقة المعوقات هو الحصار ولا شيء إلا الحصار، نحن عندما نعلن أننا سنصمد ونثبت ولن نستسلم ولن نتخلى عن حقوقنا التي هي حقوق كل الشعب الفلسطيني والتي هي حقوق كل الشعب العربي وكل الشعوب المسلمة، ونحن قبلنا أن يشرفنا الله تعالى أن نكون رأس الحربة بمقاومة هذا الاحتلال، نيابة عن الأمة العربية والإسلامية، نحن بحاجة إلى الدعم وكل أنواع وأشكال هذا الدعم، حتى يزداد صبرنا وثباتنا وصمودنا ومقاومتنا لهذا المحتل المجرم الغادر، هذه أولى الأولويات، ثم ومن أولى أولويات المعوقات هذا العالم الظالم الذي يرى بعين واحدة أو لا يرانا أصلا فهو لا يرى إلا الاحتلال ولا يرى إلا المغتصبين الذين جاؤوا إلى أرضنا من دول أخرى واستوطنوها وزعموا أنها لهم، لا يرى إلا الطفل اليهودي والشيخ اليهودي والمزرعة اليهودية والبيت اليهودي، ولا يرى البيت المسلم الفلسطيني ولا يرى الشاب أو المرأة أو الطفل أو البيت الفلسطيني أو المزرعة الفلسطينية، هذا الإعلام الغربي والإذاعات والصحف والمرئيات الغربية والمواقع الغربية، سبحان الله عندما يتعلق الأمر بنا تنكرنا تماما وتصبح بلا رؤية أو إبصار وهذا أمر غريب جدا أن نراه في القرن الذي يفتخر به الغرب أنه عصره وأنه قرنه وأنه يتعلق بالحرية ومنحها للمجتمعات
المقدم: لا نريد أن نشعر أهل غزة أن الحرب بدأت فعلا، لكن نريد أن نأخذ جانبا آخر، سؤال عسكري إذا سمحت لي، هناك بعض الدراسات تقول أن المقاومة في ظل ما يجري في الشوارع العربية ستستفيد وهناك من يقول أنها ستتراجع، ما رأيكم أنتم؟
ضيف غزة: في الحقيقة أخي الكريم الثورات العربية يجب أن نحللها من عدة زوايا وليس من الجانب العسكري، إذا أردنا أن نحللها من هذا الجانب فهي تحتاج إلى متخصصين في هذا الجانب ليضعوا لنا التحليلات المناسبة للثورات العربية من الجوانب العسكرية ولكن أقول أن الثورات العربية حتى الآن تفيد إفادة واحدة أنها داعمة للحق العربي الفلسطيني بشكل قوي وخير دليل على ذلك هو ما جرى في مصر وما جرى في تونس وما يجري الآن في اليمن وما جرى في كل البلاد العربية التي فيها هزات عنيفة من أجل الحرية ومن أجل الاستقلال الحقيقي ومن أجل القيام بواجبات الدولة الحقيقية دون الارتباط بأجندات خارجية، أعتقد أن التحليلات المنصبة على هذه الثورات أفادت كثيرا بمعلومات قيمة وهي أنه لن يستفيد منها إلا الشعوب المقهورة ولا يمكن أن يأتي شعب مقيد ومكبل اليدين والرجلين ومكمم الأفواه الآذان ثم يكرس ويكرر تجارب سابقة، أعتقد بأن الشعوب قد استفادت من التجارب الماضية
المقدم: دكتور أنا كان سؤالي عن المقاومة وعن فصائل المقاومة تحديدا
ضيف غزة: نعم أنا فهمت سؤالك تماما، ولذلك أقول أن غزة هي جزء من كل فلابد أن تستفيد لحالة الحراك الشعبي الذي أصبحت تزرع بذور القوة في المجتمعات العربية والدول العربية
المقدم: كي نفهم، ما وجه هذه الفائدة ؟
ضيف غزة: يا أخي الكريم أنا قلت لك أن المقاومة والجوانب العسكرية تحتاج إلى المحلليين العسكريين ولكن أقول بشكل عام لا بد أن تستفيد المقاومة من هذا الحراك حتما، ولا يمكن أن تكون هذه الثورات غير مفيدة لها
المقدم: قبل أن أسألك عن الحظر الجوي، أريد أن أنتقل إلى ضيفي في الناصرة الشيخ كمال الخطيب، شيخ كمال قبل الثورة المصرية اختلفت الأمور عنها بعد الثورة، في تسريبات ويكليكس السابقة تحدثت عن تنسيق في الحرب بين السلطة الفلسطينية وبين مصر ولكن السلطة ومصر رفضتا برأي بعض المصادر، لكن هناك في ظل الثورات العربية في بعض الشوارع من يطالب بمناصرة أهل غزة وبفك الحصار وهناك مظاهرات تنطلق وربما انطلقت فعلا في القاهرة وخيام نصبت على باب السفارة الصهيونية في القاهرة للمطالبة بطرد السفير وإغلاق السفارة، هل تتوقع شيخ كمال أن يعود الدور المصري كما كان سابقا ؟
الصيف: الدور المصري قد عاد وليس أنه قد يعود، لا هو عاد والحمد لله حينما كانت غزة حينما كانت غزة محاصرة ومجوعة حينما بنيت السدود تحت الأرض والحواجز والجدران لمنع غزة من أن تحصل على الماء وعلى الغذاء وعلى الدواء حينما حينما أغلقت المعابر في وجه أهلنا في غزة باتجاه مصر وكانت إسرائيل والمؤسسة الإسرائيلية تفرك يديها فرحا من هذا التنسيق وهذا التعاون المصري من الجهة الثانية، الآن الأمور تغيرت الحمد لله، الآن نحن نسمع أن كل من ينوي أن يترشح للانتخابات المصرية القادمة فإن أول إعلان انتخابي له أنني سأكون أول من يرفع الحصار عن غزة، أول من سيفتح المعابر مع غزة، واضح جدا أن ما حصل في مصر إنما هو في صالح غزة في صالح مشروعها في صالح أهلها، وهذا ولا شك يؤكد على أن من كان يحاصر غزة ليس الشعب المصري الشعب المصري البطل، الشعب المصري ذا التاريخ المجيد، إنما من كان يحاصر هو ذلك النظام البائد ذلك النظام الذي خلع الذي كان يؤدي دور في اتمام االمشروع الصهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم، لذلك نحن أمام مرحلة جديدة ستصب كلها إن شاء الله لمزيد من الصمود لأهلنا
المقدم: نعم، النقلة النوعية ربما تكون في هذه المرحلة، هي بمطالبة الجامعة العربية بفرض حظر جوي في سماء غزة حماية للمدنيين، دكتور مروان أبو راس ما رأيكم أنتم في غزة؟ وما رأي الشرع في ذلك؟ ربما يكون هذا الحظر بمساعدة النيتو أو غيرها ما حكم الاستعانة بغير المسلم ؟
ضيف غزة: في الحقيقة أخي الكريم هذا الموضوعغلقت أغ له عدة جوانب يجب أن تقال، موضوعنا نحن في غزة يختلف عن ليبيا وعن غيرها موضوعنا نحن في غزة نحن في حالة حصار في حالة احتلال كان الأولى في الجامعة العربية، وقبل أن أذكر الأولى أود أن أشكرهم لأنهم لأول مرة يتحركون بهذا الشكل السريع ويتعاطون مع المواقف وإن كانت وكرأي شخصي في غير موضعها، ولذلك أقول أنا أن الأولى أن يرفع هذا الحصار، الأولى أن يرسل الدعم عبر معبر رفح، كان الأولى أن يفتح هذا المعبر بقرار جامعة عربية، كان الأولى أن تعاد الأموال التي صودرت من الحكومة الشرعية في غزة المنتخبة وهي أموال تزيد عن 50 مليون دولار رواتب للموظفين، كان الأولى أن تعترف الجامعة العربية بحكومة غزة التي هي الحكومة الشرعية المنتخبة بدلا أن نلوح بإجراءات تكرس الهيمنة الغربية علينا وتكرس كذلك قضية واحدة على أن العرب عجزوا أن ينصروا شعبا من الشعوب العربية المكلومة والمضطهدة المحتلة والمحاصرة من قبل الاحتلال أعتقد أن قرار أو توجه الجامعة العربية جاء في عدة اتجاهات ونحن لم نسمع منه إلا هذا الجانب الذي هو يطالب بحظر جوي، وأنا أقول أن هناك جوانب أخرى تتعرض لها الجامعة العربية وهو تقدير مبادرة الرئيس أبو مازن، ما هي مبادرة الرئيس أبو مازن؟ وماذا تعني مبادرة الرئيس أبو مازن؟ وأليس ذلك يكرس حالة الانقسام الذي يعيشه الشعب الفلسطيني؟ ولماذا لا تتوازن الجامعة العربية بدراستها للحالة الفلسطينية؟ ولماذا لا تكون الجامعة العربية وسطية في التعامل مع الأطراف السياسية الفلسطينية؟ أقول الجامعة العربية لا زالت تخطئ العنوان ولا زال سهمها يطيش في التعاطي مع القضية الفلسطينية، ولا زالت حالة المجاملة لطرف دون آخر واعتماده، ثم لا زالت مجاملة الاحتلال قائمة في الجامعة العربية في كل الملفات التي تقدم لها في الجامعة العربية
المقدم: من الناحية الشرعية دكتور
ضيف غزة: أخي الكريم هذه من الناحية الشرعية موضوع آخر نحن نقول يمكن إذا تطوع إنسان أو قوة غير مسلمة لدعم حق لمسلمة بشرط أن تكون هذه القوة غير ظالمة وغير مجرمة ومنصفة للحق وتعترف بحقوق الآخرين لا أن تضرب بيد ثم تلطف الجو بيد أخرى لا أتفق مع المحتل ثم تأتي لتجامل الشعب المحتل بيد أخرى هذا امر كما نقول نحن في المثل الشعبي “ضحك على اللحى” نحن لا نريد لأحد أن يضحك على لحانا، نحن نقول أننا أصحاب حق من أراد أن يقف معنا فحقنا واضح كالشمس في النهار، نحن لا نريد أن يجاملنا أحد ويمن علينا بهذه المجاملة ثم يدعم المحتل بآلاف الأطنان من السلاح
المقدم: سؤالي الأخير لك دكتور أبو راس، هناك تهدئة هناك هدنة، هناك من يسميها مرحلة وأعدوا حصلت إثر حرب 2008 – 2009 على غزة، حرب الرصاص المصبوب، لكن الصهاينة الآن يعلنون على الأرض أن هناك تهدئة مؤقتة ثم في الجو يقصفون، من الناحية الشرعية ماهو حكم هذه الهدنة أو التهدئة ؟
ضيف غزة: أخي الكريم من الناحية الشرعية التهدئة مع العدو جائزة شرعا والذي يقرر الهدنة أو عدمها هم أصحاب الاختصاص الذين هم في الميدان أصحاب القرار السياسي أو الميداني ولذلك الهدنة من أساسها عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى هدنة عشر سنوات مع المشركين في مكة وما إلى ذلك فالهدنة جائزة ونحن في الحقيقة في غزة نحن بحاجة إلى هذه الهدنة ونحن مع هذه الهدنة كشعب فلسطيني وكعلماء فلسطين نحن مع هذه الهدنة حتى يلتقط الشعب الفلسطيني أنفاسه ونعيد إعمار ما دمرته الحرب ثم لتتواصل القضايا الجنائية الدولية ضد هذا المحتل المجرم لتنكشف سوءته للعالم للشعوب الغربية والشرقية ولجميع الأمة في كل أنحاء الأمة، نحن نريد فترة من الزمن من أجل ذلك ولذلك أقول بأن الهدنة والتهدئة واردة في شريعتنا
المقدم: دكتور مروان أبو راس رئيس رابطة علماء فلسطين في غزة شكرا لك،
أما أنتم مشاهدينا وضيفي فنلتقيكم بعد الفاصل فانتظرونا
أهلا بكم من جديد مشاهدينا
شيخ كمال الخطيب من بركات الثورة المصرية هناك أنباء على مسيرة مليونية باتجاه رفح وهناك اعتصام أمام السفارة الصهيونية في القاهرة للمطالبة بطرد السفير كما ذكرنا قبل قليل وهناك مطالبات حتى على مستوى وزير الخارجية الجديد بعد ذهاب أبو الغيط طبعا، برفع الحصار، هذه المطالبات برفع الحصار عن غزة ووقف الاعتداءات هل يقع هذا ضمن أسباب النصر والتمكين ؟
الضيف: لا شك أن تداعيات ما حصل في مصر لم يظهر بعد بأجلى صورة، ما رأيناه كان بواكير ومقدمات خير تشير أن انعطافا كبيرا حصل في الواقع المصري لكن التداعيات الإيجابية تلك التي سنلمسها إن شاء الله عندما يحكم الشعب المصري بحكومة منتخبة من أبناء الشعب وقناعات ذاتية من كل مواطن مصري يغار على وطنه ويعتز بانتمائه المصري والعربي والإسلامي ومن يريد أن يتبين حقيقة ما حصل في مصر فليقرأ ماذا يقول المحللون في الكيان الإسرائيلي، هم يعتبرون أن ما حصل في مصر يعتبر تسونامي يعتبر حالة إعصار غير مسبوقة ودون مقدمات
المقدم: كذلك في تونس وليبيا
الضيف: نعم وهذا التلاحق والتتابع المبارك الذي هم يدركون أنه لن يتوقف لا عند اليمن ولا عند ليبيا لا لشيء إلا لأن حالة التقليد والمحاكاة وحالة التخلص من الخوف الذي سبق وتمت السيطرة فيه على هذه الشعوب لفترة طويلة، تم التحرر منه بإذن الله لذلك الإعلان عن مسيرة مليونية في مصر وثورة آسف، اعتصام أمام السفارات الصهيونية في القاهرة هذا لم نشهده من اتفاقية السلام في كامب ديفيد لذلك المؤسسة الإسرائيلية الآن تنظر بتغيير جذري تجاه التعامل مع الوطن العربي والإسلامي هي راهنت على حكام، هؤلاء الحكام أثبتوا أنهم كانوا منفصلين عن شعوبهم، وبالتالي الشعوب الآن ستمسك الأمور بيدها ومن خلال انتخابات نأمل أن تقود إلى الصف الأمامي خيار الأمة وهم كثر في مصر، نحن بين يدي مرحلة جديدة انعكاساتها الحقيقية لم تظهر بعد لكن بواكير هذه الانعكاسات في المدى القريب هو الذي بدأ يظهر الآن عبر تصريحات ومواقف سواء إن كان لوزير الخارجية المصري واو عبر هذه الاعتصامات أمام سفارة الكيان الصهيوني في القاهرة
المقدم: شيخ كمال الأردن يشجب وكذلك مصر يشجبون التصعيد الصهيوني على غزة، الذي حصل خلال هذا الأسبوع، هل سيختلف دور الشعوب بعد هذه الثورات العربية عن دورها في حرب الفرقان وإن كانت الثورات، عفوا المظاهرات قد ملأت آفاق الكرة الأرضية من طوكيو إلى أقصى الغرب في العالم، ماذا سيختلف هذه المرة
الضيف: لا يمكن لعاقل من هؤلاء الحكام أن يظل صامتا وأن يتعاطى في الاعتداء على غزة كما كان الحال في ال2008 _2009 نحن رأينا يومها كيف كانوا هم يضربون المتظاهرين وكانوا يحطمون العصي على رؤوسهم وكانوا يرشونهم بالغاز لأنهم فقط أرادوا أن يخرجوا للتعبير عن تضامنهم مع غزة أما وقد حل الذي حل وحصل الذي حصل وهذا الحراك المبارك، لا يمكن إلا أن يتسابقوا الآن لإصدار بيانات الشجب والتنديد مع أنها لا تمثل شيء لكن حتى هذه عز سماعها في المرحلة الماضية، في المرحلة الماضية كنا نتمنى على العرب أن يستنكروا أن يشجبوا أن ينددوا هذا كان أمنية ولم تتحقق الآن يتسابقون لا لشيء إلا لأنهم يريدون استرضاء شعوبهم إلا لأنهم يعلموا أن صمتهم يمثل بالنسبة للشعوب موقف سلبيا لا يمكن السكوت عنه بعد اليوم، لذلك هذه التصريحات وهذا الذي نسمعه من مواقف هي في الحقيقة من بركات الحراك المبارك الذي حصل في الشعوب وهو أصلا من بركات صمود غزة وتصديرها لعزة النفس التي وصلت إلى كل الشعوب العربية والإسلامية
المقدم: وماذا عنكم أنتم في فلسطين الداخل في ال48 وأهل الضفة ماهو الدور المطلوب منكم في كسر الحصار وفي لو لا سمح الله اندلعت حرب على غزة من جديد
الضيف: نحن لا نريد أن نزعم لأنفسنا ما ليس فينا وما ليس في مقدورنا نحن أدينا واجبنا في العمل الإغاثي وسنستمر أدينا واجبنا في العمل الإعلامي وسنستمر أدينا واجبنا في الحضور الشعبي والمزيد من المظاهرات والاعتصامات وسوف يستمر، وآمل أن لا يحصل هذا الاعتداء على غزة، لكن أنا أريد أن أؤكد على أننا لنا مهمات لنا دور إن شاء الله، اللهه يعيننا عليه لاستمرار أداء واجبنا في الحفاظ فعلا على القدس والمسجد الأقصى المبارك، أهلنا في غزة غير قادرين على أن يصلوا أهلنا في الضفة غير قادرين على أن يصلوا إلى القدس، نحن بطبيعة ظروفنا، الحمد لله أنه من قدر الله الذي نحمده عليه أن جعلنا قادرين على التواصل وإن شاء الله سنظل نتشرف بأن نؤدي هذه المهمة ونسد مسد الأمة كلها ونكون في خط الدفاع الأول عن القدس وعن المسجد الأقصى المبارك دون أن يلغي دورنا الآخر في نصرة قضايا شعبنا، نحن قبل أسبوعين الحمد لله قمنا باحتفال كبير نصرة للشعب الليبي ودعما له، كيف ننتصر لليبيين وهم أشقاؤنا ولا ننتصر لغزة وهم الأشقاء والأخوة والجيران، دورنا إن شاء الله سنظل نأديه لأنه واجب علينا وليس منة منا
المقدم: طيب، الخارجية الصهيونية شيخ كمال تحذر من الخطر المحدق بسفاراتها حول العالم وقبل قليل ذكرت موضوع السفارة، من الناحية الشرعية ما حكم وجود سفارة أو اختراق سياسي صهيوني لدول العالم الإسلامي عبر مكاتب اقتصادية أو غير ذلك، ماذا تقول للحشود المنتفضة في الشوارع العربية تجاه هذه السفارات،
الضيف: لم يكن يوما وجود سفارات الكيان الإسرائيلي في أي عاصمة هو وجود شرعي، وكان يمثل حالة غفلة من الشعوب استغلتها الكيانات والأنظمة التي باعت نفسها وارتمت تحت الأقدام الصهيونية وبالتالي استطاعت من خلالها المؤسسة الإسرائيلية أن تضرب لها جذور وأن تمتد بذراعها الطويلة لتصل إلى عمق هذه الشعوب العربية والإسلامية أما وقد حصل الذي حصل وبات الحمد لله عند شعوبنا الوعي الذي حركها من أجل أن تنتفض على هؤلاء الحكام الظلمة فأظن أن المؤسسة الإسرائيلية الآن تعاني من شعور بالخوف تعاني من شعور بالحصار وما تصريحات ليبرمان هذا الوزير الدموي في المؤسسة الإسرائيلية إلا تأكيد على أنه بدأ يشعر كما يقال في المثل أن النار بدأت تصل إلى قدميه، وأقصد بذلك نار الغضب ونار الحقد الذي في هذه الشعوب على التصرفات الصهيونية بحق شعبنا في غزة وفي عموم الوطن الفلسطيني، نحن بين يدي مرحلة جديدة والحمد لله فيها الكيان الإسرائلي هو الذي بدأ يراجع حساباته وبدأ يتلفت يمينا وشمالا وبدأ ينظر بعين الحذر والريبة إلى كل ما حوله وليس أنه كان يصدر الأوامر ومن غيره يتوجب عليهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا، الآن الكل يقول له سمعنا وعضينا بل لا سمع ولا طاعة لهذا التجبر والاستكبار الصهيوني
المقدم: هناك وزير آخر في الكيان الصهيوني وهو وزير التربية والتعليم يحذر من تل أبيب من الانجرار إلى حرب تقوم على عملية عسكرية كبيرة، وكذلك مصادر في الجيش الصهيوني تعلن عن فشل القبة الحديدية، يعني 30 صاروخ اصطادوا منها 5 وفي قراءة 8 فقط أنت من الناحية الشرعية كيف تقرأ هذا من المنظور القرآني في ظل الآية {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى}
الضيف: أنا حينما أسمع لهؤلاء وزير التربية للكيان الإسرائيلي أنا أقول فعلا أنه يتحدث بلهجة العاقل في هذه االمرة لأنه يعلم أن ما قد يحصل على غزة من اعتداء دموي لا يمكن أن يقابل بحالة صمت وخمول في القاهرة ولا في عمان ولا في بغداد ولا في تونس بعد اليوم، لو أن مليون مصري اجتمعوا في ميدان التحرير في شهر 12 أو في شهر كانون الثاني من العام 2009 خلال الاعتداء الدموي على غزة أكانت المؤسسة الإسرائيلية ستستمر في محرقة غزة، أجزم أن الجواب لا، لذلك هم الآن تخوفوا مما قد يحصل في غزة سيزيد من لهيب هذه الثورات العربية، ولذلك أنا قلت في البداية أتوقع أن لا تكون هناك حرب دموية على غزة بقدر ما أنها ردات فعل في محاولة لاستمرار الظهوربأنها قوية وبأنها ممكن أن ترد على المقاومة الفلسطينية وبالتالي ما حصل في الأمس من هذا الاعتداء بما أسموه القبة الحديدية، المحلليين العقلاء منهم قالوا، نعم ممكن أن تكون أنجزت بعض الإنجازات لكنها لم تستطع أن تؤدي المطلوب ولذلك هم الآن يدركون أن ما يحصل في الجنوب إنما هو امتحان إرادات إرادة المقاومة أو إرادة هذا الكيان الإسرائيلي وبالتالي فالقدر الرباني هو الذي يحكم الأشياء والمؤسسة الإسرائيلية كما قال الله عز وجل {وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ} ما يجري الآن كله لا يسير باتجاه الصالح الصهيوني إنما على العكس تماما والحمد لله
المقدم: شيخ كمال، رابطة حاخامات أرض إسرائيل كما تسمى هي التي أفتت بحرب غزة عام 2008 ، هل تتوقع بالمقابل دور علمائنا أن يختلف باحتمال حرب جديدة على غزة هل تعتقد أن هذا الدور سيكون مؤثرا بعد أن تحررت الفتوى، إذا تحررت من التبعية للأنظمة المتهالكة
الضيف: أنا أزيد لأقول أن هؤلاء الحاخامات ليس فقط أصدروا الفتاوى إنما كانوا هناك في غزة مع كتائب جيش الاحتلال كانوا هناك يقرؤون عليهم من كتب التوراة من الكتب الدينية تشجيعا وتحفيزا لهم، كانوا في أرض المعركة في الوقت الذي، وأنا أذكر هنا فقط وأقول ما أقول وأدعو له بالرحمة مفتي مصر المرحوم الشيخ محمد طنطاوي الذي يومها أفتى وفلسف وبرر حصار القطاع وإغلاق المعابر، طبعا حينما يعين هو تعينا من قبل الرئيس السابق واضح أن فتواه ستتلاءم وتأتي متناسبة مع السياسة المصرية العامة للنظام البائد يومها، أما اليوم نحن نسمع أصوات جديدة نسمع نسمات خير جديدة خاصة وان هناك من العلماء الأجلاء من قالوا قولتهم في الماضي وهم يقولونها الآن واجزم أن الرحاك المبارك في الشارع المصري لم يبقي مجالا لأي رجل دين من أي عالم من أن يقول فتوى بعد اليوم تكون بعيدة عن البعد الشرعي وعن الحقائق الشرعية هم مضطرون الآن أن يعودوا إلى الجادة لأن الشعوب والحمد لله ما عادت تقبل بهم ولن تصمت بعد اليوم على لي عنق النصوص القرآنية والشرعية من أجل إرضاء هذا الحاكم أو ذاك
المقدم: غولدستون في الوضوع القانوني إذا سمحت لي، غولدستون تراجع عن تقريره الذي يدين الحرب على غزة وفي كل مرة المحاكم الدولية تتوقف فجأة عن متابعة الملفات الساخنة مثل حرب غزة وما تم فيها من قصف للمستشفيات وبيوت العزاء والمقابر بالفسفور الأبيض وأيضا ما حصل في مجزرة صبرا وشاتيلا وقانا وغيره، لماذا يتغير القانون فجأة في ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة دائما
الضيف: لا بد من التأكيد على أن غولدستون حينما قدم تقريره لم يقدمه بشكل شخصي، هو كان يرأس لجنة وبالتالي التقرير كان تقرير اللجنة ومع أنه ظهر هذا التقرير باسمه الشخصي وبالتالي فتراجعه لم يغير من حقيقة المجازر ومن حقيقة جرائم الحرب التي ارتكبتها المؤسسة الصهيونية في قطاع غزة وهذا ما تم الحديث عنه مؤخرا من أن إمكانية التراجع عن هذا التقرير غير واردة سبق ما قدم من تقرير لتصبح وثائق تدين المؤسسة الإسرائيلية والمشروع الصهيوني في حربه على غزة، ولكن هذا لن يغير من حقيقة وجود ميثاق دولي قائم حتى الآن لن يغير هذا من أن المنظمة الدولية لا تزال حتى الآن تحكمها الدول الكبيرة وهي لا تزال تتمثل سياساتها، المال الذي تصبه أمريكا في هذه المؤسسات الدولية واضح في النهاية أن له كلمات تكتب في البروتوكولات ومن هنا فنحن لا زلنا نطالب الأمم المتحدة بأن تتحرر من الاستعمار والاستعباد الأمريكي ومن المال الأمريكي ومن النفوذ الأمريكي فيها وهذا ما يجب أن يتوصل إليه كل العقلاء في العالم أنهم يجب أن يخرجوا من دائرة الارتهان للإدراة الأمريكية، مع كل ما حصل نحن نعتبر أنه هناك أصواتا، أصواتا خيرة بدأت تسمع الآن في العالم من انتصار للحق الفلسطيني نأمل أن نستمر في هذه الوتيرة وفي هذا التصاعد لا لشيء إلا لأن المؤسسة الإسرائيلية بدأت تفقد الكثير من مواقع التأييد لها بسبب عدم وقوفها عند حد من دمويتها ومن بشاعة جرائمها التي ارتكبت في غزة في العام 2008 _2009
المقدم: شيخ كمال دعني أسألك السؤال الأخير ونحن نعيش الآن أسبوع الأسير الفلسطيني، أولا هل لديكم في ال48 أسرى، ثانيا ماهو دوركم كحركة إسلامية تجاه الأسرى الفلسطينيين عامة وتجاه أسرى فلسطين ال48 خاصة
الضيف: بالأمس، بالأمس فقط يوم الأحد تم الإفراج عن أسير أمني فلسطيني وبقدر أنه من القرية التي أنا فيها كفركنا اسمه بلال محمود الخطيب سجن سبع سنوات وهو شقيق لشهيد قتلتله المؤسسة الإسرائيلية في العام 2004 وبالتالي شعبنا الفلسطيني في الداخل هو جزء من هذا المركب الفلسطيني الذي نعتز به، نحن في السجون الإسرائيلية ما يزيد عن 160 سجين من الداخل، من شبابنا البواسل الذين هم أغلى ما نعتز به من أبنائنا وأنا هنا أغتنمها فرصة لأذكر من يقومون على التفاوض من أجل إطلاق سراح الجندي الصهيوني شاليط لأقول لهم بل لأستحلفهم بالله بأن لا يرتكبوا جريمة نظام أوسلوا الذي حيد اسرى الداخل الفلسطيني واسرى القدس وأسرى الجولان لا بل يجب أن يظل هناك إصرار على أن يكون هؤلاء جزء من أي صفقة تبادل يمكن أن تطرأ في المستقبل لأن هذا سيمثل إن شاء الله حالة لحمة فلسطينية وحالة إعتزاز بالواجب الوطني الذي يأديه هؤلاء، نحن من خلال لا شك هناك مؤسسات فلسطينية في الداخل فاعلة بدأت عبر الصحف ووسائل الإعلام والندوات تطرح هذا الموضوع وبقوة حتى يظل الأسير الفلسطيني جزء من هموم شعبنا ودون أن ينسى هؤلاء شرف الأمة هؤلاء التيجان على رؤوسنا هؤلاء، هؤلاء لم يسجنوا من أجل مصلحة ذاتية هؤلاء سجنوا من اجل الدفاع عن حقنا وعن شرفنا وعن مقدساتنا وبالتالي هؤلاء لا ينسوا غنما هم في القلب كما هم على الراس دائما وستظل قضيتهم حية لأنهم هم سدوا مسدنا ونابوا عنا جميعا فيما قاموا به مما يراد من خلاله رفع الرأس الفلسطيني والمطالبة بالحق الفلسطيني
المقدم: آمل في نهاية هذه الحلقة أن تكون رسالتك وصلت الشيخ كمال الخطيب للذين يأخذون بزمام مبادرة صفقة الأسرى عن شاليط، أشكرك الشيخ كمال الخطيب للأسف هذا ما سمح به وقت البرنامج، الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في ال48 وفي الداخل الفلسطيني شكرا جزيلا لك، كما أشكركم مشاهدينا إلى لقاء في حلقة جديدة إن شاء الله هذه تحيات عمر الجيوسي ودمتم برعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله.