ضيف الحلقة: الدكتور عطاء الله أبو السبح أستاذ الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية _ غزة.
المقدم: د. عمر الجيوسي
تاريخ الحلقة: 07/04/2011م
المقدم: السلام عليكم مشاهدينا في كل مكان يقول الله عز وجل {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} أمتنا تعيش اليوم أدوارا جديدة ومنطقا جديدا وحراكا شعبيا يعم عشرة أقطار عربية والأمة الآن تؤمن أنه لا وقت لتضييع الوقت، الأمة الآن تعلن انتهاء عصر أخذ الضوء الأحمر أو الأخضر من أميركا أو من الأنظمة الرسمية بالطبع، ورغم أن الحدود قد رسمتها الدول الكبرى بالدم والحبر فإن أميركا وأوروبا يحاولون الدخول كلاعب أساسي في ملعب الصراع في هذه الأقطار التي تعصف بها هذه الثورات الشعبية، أما الصهاينة وإن كانوا ليسوا في مقاعد المتفرجين فإنهم ينتهزون فرصة ظهور دول جديدة عوضا عن أزلامهم السابقين لكن المؤشرات الشرعية والمبشرات الواقعية تدل على أن الكيان الصهيوني هو الخاسر في النهاية، فتقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يعلن أن نهاية إسرائيل سيكون خلال عشرين سنة، وكذلك حذر المفكر الإسرائيلي أريل شافيس من أن الثورات التي يشهدها العالم العربي تدلل بشكل لا يقبل التأويل على أن المارد العربي استيقظ من نومه، أما السلطة الفلسطينية المتفككة بدون ثورة شعبية فإنها تنعق خارج السرب، فها هو الرئيس الفلسطيني عباس يشدد على العودة إلى طاولة المفاوضات بينما الناس مشغولون بالثورات العربية وها هو محمد دحلان يقف وراء صفقة توريد أسلحة إسرائيلية لدعم العقيد القذافي بحسب وسائل الإعلام، مهما كانت المتغيرات والثورات مشاهدينا فإن البوصلة تأشر دائما باتجاه فلسطين، مشاهدينا عنوان حلقة اليوم هو “الانتفاضات العربية ومستقبل القضية” وضيفنا هو الدكتور عطاالله أبو السبح المستشار والأستاذ في الفقه المقارن.
دكتور عطاالله دعني أبدأ معك بهذا السؤال ونرحب بك في البداية في قناة القدس وفي برنامج فقه القضية
الضيف: أهلا بكم
المقدم: حياكم الله، دكتور السنن الكونية ومنها سنة التغيير لا تحادي أحد وأنت كأستاذ للفقه أين يقع موقع ما يجري من ثورات في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ؟
الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم، اسمح لي أخي الكريم أن أتوجه لشعبنا العربي الكريم في ليبيا بكل التحية والتقدير سائلا المولى تبارك وتعالى أن ينصره على هذا المجرم الجزار الذي أفنى العباد وأفسد البلاد وأسأل الله عز وجل أن يكتب النصر للثوار آمين يا رب العالمين، أما إذا أتينا إلى ما يحدث على الأرض العربية فيأتي في سياق {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا} والله تبارك وتعالى أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى، أهلك الطواغيت وانتصر سبحانه وتعالى للمستضعفين في الأرض والآية {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} هذا المن يأتي بالنصر وبالتمكين وأن يجعلهم هم الورثة وأن يجعلهم هم عمار الأرض هذا الذي يأتي على الأرض العربية، لقد طغى وبغى هؤلاء الحكام الذين أطاحوا بهم الشعب وقد استيقظت وقد سرقوا مقدراتها وزجوها في السجون وأطعموها للطيور الجوارح والوحوش البرية، الأحرار زجوا في السجون لعشرات السنين قتل منهم من قتل المفكرون وحملة الأقلام أصحاب الرأي لم يسلم منهم، حتى الحرائر لم تسلم هذا الذي رأينه لإيمان عبيدي التي انتهك عرضها وقد استلب شرفها وحياؤها أولئك الوحوش الذين لا يعرفون دينا ولا خلقا، وليس لديهم وازع من خلق أو من إنسانية هذا الذي يجري هو الذي يأتي في هذا السياق، الله تبارك وتعالى يقول {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}، وقد أملى الله لهم، أملى لبن علي لـ23 سنة وأملى للقذافي 42 سنة، وأملى لحسني مبارك 30 سنة وأملى لعلي عبد الله صالح 33 سنة عاثوا في الأرض فسادا وإفسادا، ولهذا كان وللأسف أنهم اعتقدوا أنهم روضوا شعوبهم وحولوهم إلى مداجن في حقولهم، فانتفضت الشعوب انتفضت لدينها وانتفضت لعرضها وانتفضت لكرامتها، هذا الذي نفهمه في الساحة العربية وهذا مصداق لقوله تعالى {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
المقدم: طيب دكتور هذا نقاشنا عن الآية التي ذكرت، لكن نريد ما بين سنة التغيير وسنة تمايز الصفوف
الضيف: يا أخي العزيز تأكد تماما بأن الإنسان عندما يثور لكرامته فإنه يعمل بمقتضى سنة الله تبارك وتعالى حتى وإن تباينت الأفكار والمعتقدات، الله تبارك وتعالى يقول {مَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} نحن فيما لو ثار الناس الناس كل الناس ضد هذا العدو المجرم فمعنى هذا أنهم يعملون بمقتضى شرع الله تبارك وتعالى بلا تمييز، إن الظلم الذي يقع على الإنسان يأباه الله عز وجل ونستطيع أن نتلمس هذا المعنى في قول الله تبارك وتعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ} كلمة الناس تعطي أن جميع الناس من كل الأجناس والديانات والمعتقدات والأصول والفروع، وعليه لا بد من إقامة العدل، العدل في الأرض هو أساس الملك، فعليه تبنى الممالك، ومعنى ذلك عندما يكون هناك ظلم، فمعنى ذلك لا بد أن يثور الناس لأن الله تبارك وتعالى أقام لهم العدل في الأرض.
المقدم: دكتور عفوا ذكرت موضوع الظلم، والقرآن الكريم تناول موضوع الظلم بشكل متسع، لكن ما السبب في هذه السلسلة من الثورات الممتدة بسبب الظلم، والظلم الممتد بأشكال مختلفة في فلسطين
الضيف: اللهم صل على سيدنا محمد، يا أخي العزيز لو رجعنا رجعة بسيطة إلى الأحكام الشرعية التي قامت عليها الأرض والسماوات ما كانت الأحكام الشرعية إلا رجوعا إلى الكليات الخمس، بعد أن أوجدها الله عز وجل وقيدنا بمجموعة من الأحكام يأتي في مقدمتها الدين، لقد انتهك الدين في فلسطين وفي غيرها من قبل الحكام للأسف الشديد، عاثوا في الأرض فسادا وإفسادا ومن هنا نتذكر النادي الذي أرادت السلطة الفلسطينية أن تنشئه في أريحا وفتحت الأندية الليلية وعاث الزعماء وللأسف الشديد في عواصم الغرب والشرق فسادا وإفسادا حتى تأزمت الأمور، ونحن رأينا مستشار الرئيس عباس في يوم من الأيام في أحضان زانية مما يشير إلى أن ملة الكفر واحدة هو الذي يفعله الساعدي القذافي وهو الذي كان يفعله بن علي وهو الذي يفعله كل المسلمين في مصر من صفوت الشريف إلى آخره، إذاً ملة الكفر واحدة ويأتي بالتالي النفس بعد الدين، والنفس قد أزهقت وانتهكت حرماتها وأهينت كراماتها في العالم العربي، ثم بعد ذلك المال الذي سلب ونحن قد سمعنا في المدة الأخيرة بالأمس فقط أن صناديق التي كانت تبدد المال العام بلغ ما فيها تريليون ومائتي مليار جنيه مصري تكفي لمصر ثم لمصر ثم لمصر كما قال مقدم البيان، هذا لو وجد هو نفس المنطق الذي نراه في فلسطين، حيث اثخنت جيوب محمد دحلان وزمرته ورشيد سلام أو محمد سلام ، اغتصبوا حقوق الشعب وكذلك العقل حيث أمسكوه بهذه التفاهات التي نسمعها في الفضائيات بفضائية الأنظمة وبثقافة الأنظمة وفي مواقف الأنظمة وكذلك الحال هناك حيث تنتهك الحرمات فإذا كانت في ليبيا إيمان العبيدي فعشرات الآلاف من إيمان العبيدي موجودة في الوطن العربي، مرة أخرى أقول إن هذه الأمور هي التي دفعت الشعوب لقول لا بملء أفواهها واستقبلت الموت
الضيف: يعني هذه المشكلة المعقدة والظلم الذي أفرز هذه المشكلة ولكن كان له نتيجة جيدة كما وصف القرآن الكريم وهي تمايز الصفوف دكتور عطا الله، كيف تفسر وترسم لنا صورة تمايز الصفوف داخل فلسطين كما نعرفه الآن داخل البلاد العربية؟
المقدم: انظر أخي إلى فلسطين نحن الحركة الإسلامية على سبيل المثال، الحركة الإسلامية كانت مهيضة الجناح وكانت مطاردة وبعد ذلك خرج فينا رجل مشلول ليقول لهم ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ( قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) ومن هنا استجاب الناس إليه استجابوا لإخلاصه ولإيمانه وتفانيه وإلى تضحياته ومن هنا التف من حوله النفر القليل الذين ازدادوا ثم ازدادوا ثم ازدادوا لينحسر اللثام عن تلك الوجوه القبيحة وليماط للأسف الشديد عن تلك السحن التي طالما أرهقتنا بتفاهاتها وطالما أرهقتنا بخطاب إعلامي ديماغوني كما هم يقولون، والذي كان يستهدف قادة الحركة الإسلامية والذين يدعون إلى الله ويدعون إلى المعروف وينهون عن المنكر وطالما قالوا عنهم أنهم عملاء، ماذا كانت النتيجة، كانت حماس وحركة الجهاد الإسلامي وما هي إلا سنوات قليلة حتى حازت الحركة الإسلامية أكثر من ستين بالمئة من الشارع الفلسطيني في انتخابات نزيهة عرفها العالم جميعا، هو الذي نراه في مصر حيث الذين يقولون لا إله إلا الله وينهجون بالمنهج الإسلامي وقد تحصل على 77.2، وليعود راشد الغنوشي عزيزا مكرما ومحمولا على الأعناق
المقدم: دكتور طالما ذكرت راشد الغنوشي اسمح لي أن أسألك عن مراسل الإذاعة العبرية في تونس ماناحيل، كان قد قال الفلسطينيين يعتقدون أن تغيير أنظمة الحكم الفاسدة هي التي أهملت الفلسطينيين وقضيتهم وبالتالي أريد أن أسألكم كم ساهم حكام العرب وبالتالي حكام السلطة الفلسطينية في تأجيل حل القضية الفلسطينية وكذلك دعم العدو المحتل ؟
الضيف: هذا ظاهر للعينيين حتى لو كان أعمش حتى ولو كان قليل البصر، لأن الأنظمة العربية هي التي كانت تمثل ومازالت بعض الأنظمة الفاسدة التي تمثل العمق الاستراتيجي للكيان الصهيوني وللمشروع الصهيوني التمدد الإحلالي، نحن للأسف الشديد الاتفاقيات التي أبرمت على امتداد الوطن العربي سواء كان منها ما أمام العالم أو ما تحت الطاولة هي التي ظلمت الإنسان الفلسطيني وكبلت يديه وضربت عليه الحصار هذا من جانب، من جانب آخر بأنهم رهنوا مشروعهم وبقاءهم وألزموا أنفسهم بتلك الاتفاقيات المهينة والمذلة فأذلوا شعوبهم للأسف الشديد، كنا نرى ومازلنا نرى بلادا عربية تخطب ود العدو الصهيوني، شعبنا ذبح في ال48 على أيدي الأنظمة العربية في المقام الأول، وذبح في ال56 وذبح في ال67 طورد في ال68 في الكرامة وطورد في ال82 وذبح في تل الزعتر وغيرها، ذبح من مكان لآخر ودائما أبدا كانت السكين في يد صهيوني وهي سكينة عربية بزعامات عربية ارتبطوا بالكيان الصهيوني للأسف الشديد، لأنهم انحازوا للعدو الصهيوني ضد قضاياهم المصيرية حتى يضمنوا البقاء على الكرسي وهذا الذي يفسر بقاء فلان وفلان وفلان بأرقام فلكية على كراسيهم وكأن الولادة لم تلد إلا هم ولم يكن في الأرض من هو أنجح ولا أكثر شجاعة ولا قيادة منهم، وعلى هذا الأساس الإنسان الفلسطيني أمله بان تصلح حال بلاد تلك الأنظمة حتى يعضضوا الشعب الفلسطيني، والله الذي لا إله إلا هو في حرب الفرقان الأخيرة كنا نتمزق وأشلاؤنا تتطاير ودماؤنا تتشربها الأرض وأطفالنا تحرق بالفسفور الأبيض ومنازلنا تهدم وتدمر على رؤوس أصحابها بينما كانت العواصم العربية للأسف الشديد كانت تمنع المساعدات وتمنع القوافل نحن كنا نتحسر أن يأتي جورج غالاوي ومعه القوافل ثم بعد ذلك يمنع على الحدود الفلسطينية وكذلك الذي زاد الحصار علينا هم العرب، هذا النظام العربي وليس العرب الذي استسلم للمشروع الصهيوني
المقدم: سنأتي لموضوع المعوقات والمشكلات والأدوار، لكن كنت قبل قليل تتكلم عن صفقة الأسلحة المشبوهة التي كان وراءها محمد دحلان وخالد سلامة أو محمد رشيد مستشار عرفات سابقا وهذه الصفقة أهل مصراتة في ليبيا أخذوا منها عينة وكان مكتوبا عليها صناعة إسرائيلية والآن ما حكم من يفعل هذا ويدعم القذافي ضد شعبه؟ ما حكم هذا في الإسلام وأنت أستاذ الفقه المقارن ؟
الضيف: ليس مستغربا يا سيدي نحن نعرف محمد دحلان هنا، محمد دحلان نسخة عن موفاز نسخة عن شارون جاء بالسلاح الأمريكي والسلاح الإسرائيلي ليذبحنا فيما يسمى بالتنسيق الأمني وينقلب على الشرعية، في ال76 كان رجل أمريكا القوي في فلسطين محمد دحلان اعتقل المجاهدين واغتال من اغتال من كتائب القسام ودل من دل العدو الصهيوني عليهم وأسلمهم لأعدائنا هذا للأسف في الوقت الذي كرمه الراحل ياسر عرفات ليكون مستشاره للأمن القومي، كان الأمن الوقائي الذي أسسه محمد دحلان رجل أمريكا رجل السي أي إيه ورجل الموساد في المنطقة هو الذي يمزق لحومنا ويحول دون المجاهدين من النيل من أعداء الله العدو الصهيوني، ليس مستهجنا أبدا وعليه لم نفاجأ نحن في فلسطين أن يعطي الموفاز أو المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لمحمد دحلان سواء بماله أو بغيره الذي سلب وسرقه من الشعب الفلسطيني أن يشتري به سلاحا ليدمر مصراته وليدمر اجدابيا وليدمر بن جواد هذه المدن وهذه المدن العربية والأبية التي يتسم شبابها بالشهامة أحفاد عمر المختار يأتي محمد دحلان ليكمل المشوار الصهيوني
المقدم: دكتور اسمح لي، بشكل ملخص في قاعدة الولاء والبراء لهذه الصفقة التي أوردتها صحيفة الشروق بحسب مصادر ليبية أين تقع شرعا في موضوع الولاء والبراء ؟
الضيف: أخي العزيز الله سبحانه وتعالى يقول {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} هذه المسألة لا تحتاج إلى جدال، إن الذي يمارئ والذي يتواطأ مع أعداء الله على أبناء المؤمنين وعلى المجاهدين الذين يحاولون أن يغيروا المنكر وينشروا المعروف وينصروا المستضعفين في الأرض، ماذا نقول لهم، نقول لهم على طول الخط بأن أولئك جواسيس والجاسوس ربنا سبحانه وتعالى وعده بالدرك الأسفل من النار والله تبارك وتعالى يقول {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ} لإخوانه هؤلاء هم هم وأولئك أولاء، وعلى هذا الأساس من يتولى هؤلاء الصهاينة وهؤلاء المجرمين فإنه منهم
المقدم: يعني دكتور
الضيف: وبالتالي الله تبارك وتعالى يقول فيهم {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}
المقدم: نعم، إذاً نتابع الثورات العربية ومستقبل القضية لكن إذا سمحت ضيفنا الكريم بعد هذا الفاصل
مشاهدينا نلتقيكم بعد فاصل قصير فانتظرونا
أهلا بكم من جديد مشاهدينا
دكتور عطاالله إذا كنت تسمعني كنا نتكلم قبل الفاصل عن موضوع بعض المعوقات أما الآن أسألك عن موضوع إصرار الرئيس عباس على العودة إلى المفاوضات في الوقت الذي تنشغل فيه الشعوب العربية بثوراتها، الآن متى مستقبل هذه المفاوضات برأيكم في ظل هذا الانشغال وفي ظل فضائح الوفد المفاوض التي ذكرت في مواقع كثيرة
الضيف: أولا أخي إن الشعب الفلسطيني جميعا يريد تلك المصالحة لأننا شعب واحد وتحت نفس السكين والطاغية المجرم الصهيوني الذي يسكن تل أبيب هو يستهدفنا جميعا وعلى هذا الأساس نحن في قطاع غزة نعتبر هذه المصالحة مصلحة عليا واستراتيجية للشعب الفلسطيني وهو هدف سام لا بد من السعي إليه هذا من جانب، من جانب آخر ضروري جدا أن لا تكون تلك المصالحة تحت الصف الصهيوني ولا الصف الأمريكي، الإرادة الأمريكية لا يمكن أن تكون محلا للتفاوض حولها، إن خارطة الطريق وإن التنسيق الأمني لا بد أن يكون مرفوضا ومرفوضا رفضا باتا حتى تكون هناك مصالحة، حتى تكون هناك مصالحة يجب أن يكون التنسيق الأمني هذا خيانة، أمر آخر ضروري جدا أن لا يغيب عن الأذهان أن شعبنا قد ابتلي بهذا العدو المجرم الذي قال فيه في يوم من الأيام الشاعر علي محمود طه
وليسوا بغير طنين السيوف يجيبون صوت ذا حوصلة
إن مفاوضات عبثية وإن مفاوضات تافهة وما زادت الشعب الفلسطيني إلا خسارة ورهقا، إذا ً حتى تكون مصالحة حقيقة لا بد أن لا تغفل البندقية، وبندقية المقاومة هي الأرضية للمصالحة ضد هذا العدو الذي يهضم الأرض ويطرد الإنسان الفلسطيني ويحاول أن يدمر المقدسات، وها هو الأقصى في خطر حقيقي أن نقول مصالحة وتبقى تلك التفاهات التي تمكن للعدو الصهيوني من أعناقنا فهذه ليست مصالحة بحال، لن تكون مصالحة وأحرارنا في السجون وفي المعتقلات، معتقلات دايتون في الضفة الغربية، إذاً الله تبارك وتعالى يقول {تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء} يجب أن يكون هناك برنامج، برنامج واحد يحقق مصالح الشعب الفلسطيني
المقدم: نعم دكتور أنت تقول تعالوا لكلمة سواء وديننا ينادي بالإصلاح، إصلاح ذات البين والوحدة، وأنتم الآن لا ترحبون بزيارة عباس في غزة
الضيف: نحن نرحب بزيارة عباس من قال بأننا لا نرحب
المقدم: تصريحات كثيرة انطلقت عبر الإعلام
الضيف: إن الذي قدم دعوة
المقدم: سمعنا ورأينا تصريحات كثيرة
الضيف: إن الذي قدم دعوة لعباس لزيارة غزة وفي أي مكان لنتحاور كيف نحقق المصالحة هو رئيس الوزراء السيد اسماعيل هنية، وعليه أن يشترط عباس عند زيارته أن يستقبله المستقبلون عند حدود بيت حانون وعند معبر بيت حانون معنى ذلك يجب على اسماعيل هنية أن يذهب إلى هناك، إذا يكون في مرمى حجر مش في مرمى رصاصة من الصهيوني هذا جانب، الجانب الثاني أنه لا يأتي للحوار يأتي لتشكيل حكومة تيموقراط هذا أمر، أما الأمر الثالث أنه لا للانتخابات المبكرة وهذه الشروط معنى ذلك كأنه يقول لا أريد مصالحة، إذا من الضروري جدا أن نبني على ما اتفقنا عليه في الأول، وهو الذي قال في مؤتمره الصحفي بالأمس الذي أذيع صباح اليوم السيد خليل الحية “إذا كان هناك مصالحة فلابد أن نعمل بما اتفقنا عليه” في كل اللقاءات سواء في صنعاء أو من قبلها في القاهرة في 2005 ومن بعد ومن قبل ثم بعد ذلك إذا كانت هناك بعض النقاط العالقة لا بد من فكفكتها، عندئذ حين يكون هناك برنامج واحد ويكون هناك كما يقال ” إذا صح العزم وضح التغيير” وهذا منهج إسلامي إذا صح العزم نحو مصالحة فلسطينية حقيقية فلا بد أن نعمل وفق خيارات وأن نعطي للشعب الفلسطيني حقوقه
المقدم: دعنا دكتور نمشي باتجاه أثر ما يجري في البلاد العربية على مستقبل القضية الفلسطينية، ودعنا نبدأ بالجارة العزيزة والكبيرة مصر، أوساط إسرائيلية منها رئيس الموساد السابق هالفي يستبعد الآن نشوب حرب بين الدولتين، وبالتالي أريد أن أسأل بعد تغير نظام مبارك دكتور عطاالله، ما أثر تغيير نظام مبارك وبعد تصريحات وزير الخارجية الجديد ما أثر ما يجري في مصر على موضوع الجدار الفولاذي وعلى موضوع كسر الحصار؟
الضيف: حقيقة نحن نأمل كثيرا على مصر، مصر هي عين جالوت ومصر هي أم العروبة وأم الإسلام ومصر الأبطال ومصر التي حمت الأمن الفلسطيني لسنوات وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وهاهي تعود إلى عروبتها وتعود إلى إسلامها وتعود إلى قيادتها وريادتها، مصر هي ميدان التحرير مصر الجديدة التي نراها في وجه مشرق، وعوام إخواننا المصريين قالوا أنهم كانوا يبحثوا عن مصر وعلى هذا الأساس وأنا أستغل هذه الفرصة كي أحيي الجيش المصري المقدام الذي وقف حاميا للشعب المصري في ثورته المباركة ضد الفساد والمفسدين والبوصلة المصرية مؤكد
المقدم: يعني هل سيعود دور الجيش المصري من جديد دكتور؟
الضيف: الكرامة الفلسطينية والحق الفلسطيني
المقدم: دكتور عطاالله، هل تتوقع أن يعود دور الجيش المصري من جديد؟
الضيف: دكتور لو سمحت خليني أكمل جملتي
المقدم: تفضل
الضيف: وهو ما يفسر الذي صرح به الدكتور نبيل العربي الذي صرح أن مصر التي كانت قد ارتبطت بتلك الاتفاقات، اتفاقية كامب ديفيد ثم بعد ذلك الاتفاقيات الثنائية، خسرت للأسف من أموالها ومن كرامتها ومن إنسانها ومن شبابها، وثورة ضباط الأمن الذين رأيناهم، لم تعد مصر هي مصر التي تطأطئ للظالم، مصر تقول أنها عربية وأنها إسلامية، إذا اجتمعت مصر وقالت ذلك فقد عادت بالفعل فإنها تلتقي بالأكيد مع شرفاء فلسطين ومع آمال الشعب الفلسطيني في تحرير بلاده ومقدساته وإنسانه، وأن نقول للعدو الصهيوني لا والتي سمعناها قوية من
المقدم: طيب دكتور
الضيف: فتحية مرة أخرى لهذا البلد العظيم ولهذا الجيش العظيم
المقدم: طيب دكتور كيف ترسم العلاقة بين ما يجري من ثورات الدول العربية وأثرها على مستقبل الفصائل الفلسطينية
الضيف: أولا الفصائل الفلسطينية كلها فصائل مناضلة وأسأل الله عز وجل أن يلهم شباب فتح أن يعودوا لشعارهم الخالد “ثورة حتى النصر حتى النصر حتى النصر” يعودوا إلى الميثاق الثوري لانطلاقة فتح الأولى، ويعودوا إلى العمليات التي كانت تهز الكيان، يعودوا إلى شعار فتح حركة التحرير الوطني الفلسطيني والتي التزمت بالميثاق الوطني الفلسطيني الذي يرى أن فلسطين هي من البحر إلى النهر، هذه هي فلسطين في نظر شرفاء غزة وفي حركة فتح، إذا عندما يكون هناك انتماءات حقيقية لفلسطين أرضا وإنسانا وهوية لا يكن هناك خلاف بالمرة ولا تكون هناك تلك الدساتير التي عرفناها والتي أضرت بالقضية الفلسطينية وتسلل إليها العملاء للأنظمة العربي، ويجب أن يتوحد الشعب الفلسطيني تحت راية واحدة وباتجاه واحد هو تحرير الأرض والإنسان والهوية والقضية من هذا المجرم، وأنا أؤكد لك يا أخي إذا تحقق ذلك فإننا إن شاء الله قاب قوسين أو أدنى من النصر وتتحققت نبوءة إن شاء الله أن إسرائيل ستنتهي خلال عشرين سنة، الله تبارك وتعالى يقول لنا {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} وهذه فرصة أيضا أستغلها بأن تتجمع الفصائل الفلسطينية نحو الميثاق الفلسطيني نحو النضال الفلسطيني نحو المقاومة الفلسطينية ولتتوحد الجهود نحو هدف واحد وأنا متأكد تماما أنها تحظى بالاحترام وبالتقدير وبالحماية وتكون الشعوب العربية الثائرة الآن ظهيرا لتلك الفصائل ولجموع الشعب الفلسطيني هكذا يجب أن يكون، أنا آسف أنه يصر البعض على أن يتهاوى وعلى أن ينزل إلى مستوى المستنقع الصهيوني بما يسمى بالسلام هذا ما هو مرفوض شرعا ووطنية وعرفا وأخلاقا، مرفوض جدا، إذ من الضروري أن يتوحد الشعب الفلسطيني وفصائل الشعب الفلسطيني نحو الهدف الذي انطلقت منه كل الفصائل بلا استثناء سواء كانت يسارا أو يمينا، كلها عندما انطلقت انطلقت لتحرير فلسطين، فلتعد إلى أصولها عندها لن يكون هناك خلاف أبدا ولتتوحد الجهود نحو تحرير فلسطين
المقدم: طيب دكتور، هناك معوقات كثيرة أمام هذه الأدوار، مثلا حزب النهضة الذي ذكرته قبل قليل في تونس رجع إلى العمل داخل تونس بعد غياب عقدين من الزمن والأحزاب في مصر والأردن وغيرها تنفست من جديد بينما في الضفة لا يوجد إلا حزب الأجهزة الأمنية التي تنسق مع الكيان الصهيوني، الغريب أن الحركة الإسلامية في ال48 تتنفس بشكل أفضل مما هو موجود في الضفة، لماذا تخشى السلطة من الديمقراطية
الضيف: يا سيدي العزيز هم أصحاب مصالح دنيوية، يتشبث الذين يكسبون المال الحرام ويغرقون في اللذائذ والشهوات هي نفس الأنظمة التي تهاوت تحت أقدام الشعوب ولم تتعظ السلطة الفلسطينية لما جرى في غزة، غزة عندما فاض الكأس بما فيه من ظلم وإرهاق فقالت لأولئك لا ومن هنا كان الحسم، إذا في الضفة الغربية من الضروري جدا أن يتعلم القائمون على الحكم فيها وفي مقدمتهم عباس بما يجري في الأنظمة العربية وفي الدول العربية وأن يتعظ بما جرى في 2007 من حسم على أرض غزة غزة الحرة وإلا فإن صبر الشعوب لن يطول أبدا، وعلى هذا نرى بأن لم يعد خافيا على أحد بأن الظلم الذي يمارسه ضباط الأجهزة الأمنية، في يوم من الأيام أنا سمعت ضابطا فلسطينيا اسمه دياب العلي، دياب العلي هذا يتكلم للقناة العاشرة الإسرائيلية، ويسأله ويقول أنت لو شفت مقاوما فقال له والله لو كان أبوي لأطخه، إذا كان يوجه رصاصه لليهود، هذا الإسفاف الأخلاقي وهذه العمالة البينة آن لها أن تنكشح وأن تزول عن سمائنا وعن أرضنا لأن اليهود لا يكون لهم وجود ولا يتجبرون ولا يتمكنون من قضم أرضنا إلا إذا كانت هذه الزمرة الفاسدة على الأرض، إذاً يجب أن يختم عباس حياته بأن يقول لأولئك لا، وأن يتخلص من عصبة المنسقين الأمنيين وأن لا
المقدم: على كل هذا الموضوع
الضيف: في حده الأدنى قد أضر بالشعب الفلسطيني وللأسف الشديد وبالقضية الفلسطينية
المقدم: لدينا الكثير من المحاور معك لكن اسمح لنا بفاصل آخر
مشاهدينا فاصل قصير فانتظرونا
من جديد مشاهدينا نرحب بكم في برنامج فقه القضية، ونتابع معك دكتور عطاالله أبو السبح،
الدكتور الأصولية المسيحية الصهيونية تحكم الولايات المتحدة والصهيونية تحكم دولة الكيان، وهناك تخوف عند هؤلاء من السيطرة الإسلامية أو من الدولة الدينية كأثر لهذه الثورات التي تجتاح الوطن العربي وبالتالي ماذا عن المعركة الفاصلة هل هذه هي ملامحها؟
الضيف: أولا لا يسكننا نحن المسلمون ما يسكن قلوب هؤلاء من فوبيا للإسلام
المقدم: جميل
الضيف: بل أبهى العصور التي عاشتها المسيحية واليهودية، بمعنى اليهود والمسيحيين في تلك الفترة التي كان يحكم بها الإسلام والتسامح الإسلامي في هذا السياق غير منكر على الإطلاق، ولكنهم اللئام ما يقال من أمور، هم الذين يثيرون النعرات والحروب الطائفية في المنطقة والله تبارك وتعالى يقول {لاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} في المقابل في الإسلام { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} فنحن نعتبر أن المسيحية ديانة موجودة على الأرض العربية وبالتالي لهم ما لنا وعليهم ما علينا وكذلك اليهود لا مشكلة بيننا وبينهم، ولكن هم الذين قد سكنتهم هذه، بعد أن ابتعدوا عن التعاليم الدينية الحقيقية للسيد المسيح والتعاليم الحقيقية لموسى عليه السلام، والمسيح في ديننا وموسى في ديننا هم من أولي العزم من الرسل الخمسة، نحن نؤمن أن أولي العزم من الرسل هم نوح وإبراهيم وعيسى وموسى ومحمد صلى الله عليه وسلم لا فرق لدينا أبدا ولا مشكلة، لكن عندما وظفت هذه التعاليم بتفسيرات الحاخامات أو بتفسيرات بعض المسيحية التي اعتنقت المسيحية الصهيونية كانت هذه وللأسف الشديد أعطت الكثير من الخلفية الدينية للحروب في المنطقة، الحروب الصليبية، هو الذي نادى به بوش الصغير عندما شن الحرب على أفغانستان وشن الحرب على العراق وسماها حرب صليبية وعليه نجد بأنهم عندما ينحرفون عن تعاليم الديانة الحقيقية التي تخرج من ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كما قال النجاشي فلا إشكال،
المقدم: دكتور أنا سؤالي باختصار، هذه المقدمات، لكن أنا سؤالي باختصار هل يوجد في ديننا ما يسمى معركة هرمجدون أو المعركة الفاصلة ؟
الضيف: في هذه القضية لما نقول أنها معركة فاصلة، نحن لدينا إثبات حقيقي أن الله تبارك وتعالى سيظهر هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، ونحن نرى أن الإسلام الآن يجتاح أوروبا بمعنى أن هناك عشرات الآلاف يدخلون بدين الله أفواجا في هذا الزمان، لكن هل سيقف هؤلاء المجرمون عند هذا الحد؟ لا، سيحاربون ذلك وسيكتب الله تبارك وتعالى النصر لأمة الإسلام تسميها هرمجدون أو المعركة الفاصلة، لأننا نؤمن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر (ستقاتلون اليهود هم في غربي النهر وأنتم في شرقيه) وبالتالي هذا الحديث الذي نعلم صحته ونقول بصحته أيضا هو لا محالة متحقق ولكن هل هم اليهود الذين هم على ديانة موسى وتعاليمه بالطبع لا وبطبيعة الحال أيضا ليسوا هم النصارى الذين على ديانة عيسى وعلى تعاليم عيسى عليه السلام،
المقدم: نعم واضح
الضيف: من العوامل المشتركة الكثير الكثير، ويكفي أن أقول بأن الوصايا العشر التي جاء بها موسى عليه السلام هي مقرة في ديننا
المقدم: يعني التعاليم المشتركة في الكتب قبل أن تحرف، كتبهم أقصد، موضوع آخر النصوص الشرعية التي تحث على الوحدة في قرآننا العزيز كثيرة والآية التي بدأنا بها الحلقة { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} وبالتالي موضوع جامعة الدول العربية هل هو موضوع أصيل أم بديل في التغيرات ؟
الضيف: أنا أتمنى أن يكون أصيلا والجامعة العربية هي بيت العرب فإذا التزمت بميثاقها وكان هناك مشروع قومي عربي واحد وكان هناك مشروع أمن قومي عربي واحد والجامعة العربية موجودة معنى ذلك أنها أدت دورها، وهذه المؤسسة فيما لو فكرت أن تكون بديلا عن وحدة الإسلام فإنها لا محالة ستفشل فهي لم تؤد دورها المنوط بها منذ أن نشأت منذ عام 45 حتى الآن، الجامعة العربية التي تقف متفرجة على ما يجري في ليبيا من ذاك المجرم القذافي الذي فاق في إجرامه جنكيس خان وهولاكو وتيمورلانك وفاق بإجرامه هتلر وفرانكو، فتتفرج الجامعة العربية للأسف الشديد وتنتظر أن يأتي الناتو لينقذ الشعب الليبي ويوقف شلال الدم لم تقم بدورها، وهذا ما أريد أن أوجهه للسيد عمرو موسى لابد أن يلتقي زعماء الأمة العربية والإسلامية من خلال هذه الجامعة ليصحح مسارها ويراقب أسلوبها في العمل ولتتخذ قرارات قوية وفعالة، للأسف الشديد الجامعة العربية وقفت موقف المتفرج في مذبحة غزة وفي قضية فلسطين، هذا الذي يجب أن تدرسه مليا الجامعة العربية لتعيد قراءة التاريخ وتحولاته
المقدم: الجامعة العربية في هذه السنوات عشرات السنوات، أريد أن أسأل عن القمم التي حصلت والمصاريف التي كلفت المليارات حتى الآن، ما هو التقييم الشرعي لهذه المصاريف والأموال التي تصرف على القمم وعلى الجامعة ؟
الضيف: يا أخي العزيز نحن نرى الأشياء بنتائجها، ما هي النتيجة التي أفضت لها تلك القمم، كما قلت أنت، إهدار الوقت وإهدار المال العام، وإهدار للأسف الشديد المليارات، إذاً على طول الخط في حده الأدنى هذا السلوك هو حرام، في حده الأدنى، وإذا حاولنا أن نضعه في مكانه الصحيح فهي من الكبائر التي اقترفها أصحاب اللقاءات التي لم نر من خلالها شيئا نافعا أبدا يتناسب مع الجعجعة التي رافقتها، إن الخير الذي لم نره والذي كان يأمل أن نراه وأن ننعم به للأسف الشديد لم يكن موجودا وعلى رأي الشاعر الفلسطيني أبي سلمى
تمر مواسم لا روح فيها وأبواق وليس فيها جديد
هذه المواسم وتلك الأبواق ليس بها جديد، أرجع وأقول وأتمنى على الله أن هذه التحولات التي حدثت على الأرض العربية أن نرى نسقا جديدا، قرارات عربية إسلامية قومية تصدر عن الجامعة العربية لنحرر الغنسان العربي من الخوف والمهانة والتبعية وضياع الأمة ومقدراتها
المقدم: وهذا ينطبق أيضا دكتور بالطبع على منظمة المؤتمر الإسلامي لأنه أملنا أن تعود الأمة كما كانت من أقصاها إلى أقصاها، نريد أن نسأل عن موضوع موجود في القرآن أيضا، لكن من منطلق ما قاله مدير مركز الحوار الاستراتيجي في نتانيا وهو نائب مدير الأمن الإسرائيلي سابقا حيث يقول إن الجزيرة، قناة الجزيرة انضمت إلى محور المقاومة، هذا المحور الذي يشكل خطرا وجوديا على الدولة العبرية، هم يخافون ويرتعبون من كل شيء، في القرآن رؤية قرآنية دكتور وأنت أستاذ الشريعة، الرعب الخوف الخشية الفرق يعني، أي من هذه المفاهيم ينطبق على نفسية الإنسان الصهيوني
الضيف: يا أخي العزيز أنت قلت أنها انضمت إلى محور المقاومة، في تقديري أنه لم يقل ذلك مع احترامي الشديد
المقدم: إلى محور الشر، نعم
الضيف: إلى محور الشر إلى محور الإرهاب أو محور التخريب، ينظرون إلى من ليس معهم أنه إرهابي أو أنه مخرب أو أنه شرير أو شيطان، هي المفردات التي كان يرددها بوش الصغير، والتي وضعها على لسانه الصهيونية التلمودية التي ارتبطت بهؤلاء المجرمين الذين كانوا آفة على شعوب الأرض جميعا، {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ} الجزيرة التزمت بمهنية عالية والجزيرة التزمت بقول الله عز وجل {قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} كذلك الحال قناة الفضائية القدس التي تقول الحقيقة مجردة، نحن نسمع من الجزيرة وكنا نسمع من الجزيرة وأتيح فيها لبعض الصهاينة وهذا عتب على الجزيرة أن يأتي بعض الصهاينة بأيديهم المجرمة ويطل بوجهه القبيح من خلال فضائية أو من خلال شاشة الجزيرة
المقدم: طيب دكتور هذه الثورات تقودها الطواقم الإعلامية بلا شك، الإعلام القوي، هل إذا رجعنا إلى الفقه يوجد الإعلام الجهادي دكتور ؟
الضيف: مؤكد جدا
المقدم: أو الجهاد الإعلامي عفوا
الضيف: الجهاد يبدأ بمن؟ بالدعوة إلى الله تبارك وتعالى، الدعوة إلى الله تبارك وتعالى حصرها الله عز وجل {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الدعوة هذا هو المنهج الجهادي الإعلامي الذي وضعه الإسلام وقال الله تبارك وتعالى فيه { قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ}، ارجع إلى دعوة محمد صلى الله عليه وسلم الذي نشرها في كل المعمورة بلسانه وبالكلمة الطيبة، كذلك الحال للإعلامي المنتمي إلى قضيته أنه ذكر الحق ويكشف الوجه القبيح الذي يمثله الاحتلال، والوجه القبيح الذي يمثله القذافي وما زلنا نراه والمجموعة التي حوله، انظر إلى الأنظمة أول شيء تفعله أنها تكتم الصوت وتمنع الصورة وتحجب المعلومة لماذا، لأن الكلمة بمثابة سيف والصورة تفضح المجرم وإن قديما قالوا أن صورة واحدة تغني عن ألف كلمة، إذاً عندما ترى الشعوب هذه الدماء تثور في عروقها، عندما نرى ذلك المجرم الذي حاول أن يلقن ذلك البطل ويقول له قل ثورة الفاتح قل معمر القذافي ثم بعد ذلك قضى عليه وهو يقول لا إله إلا الله والله أكبر، هذه عندما تنشر على العالم ليعرف العالم مدى السقوط الأخلاقي ومدى السقوط الوطني الذي يمثله القذافي وبالمقابل يعطي المثل الأعلى لذلك الذي يثبت على دينه وعلى وطنيته وعلى قضيته وعلى أصالته وعلى كرامته وبالتالي نميز بين من مات مرتزقا وبين من مات في سبيل دينه، وعلى هذا نحن نستحضر في هذا المقام قول الله تبارك وتعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، إذاً من كان يذكر الله واليوم الآخر معنى ذلك أنه اختار موتة كريمة ولا يكون ذلك إلا بالأسوة الحسنة التي تعكسها الفضائيات التي نراها اليوم، والجزيرة ألف سلام للجزيرة، التي تنقل انتقام العربي لكرامته
المقدم: إذاً هناك قول لرئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد قبل أيام أن هناك أكثر من أربعين ألف على صفحة الفيسبوك يتنادون لانتفاضة ثالثة وهو يتخوف أيضا ماذا لو فتح المجال ليس للتنادي على الفيسبوك وإنما التنادي للسلاح، ضد من ستكون هذه الانتفاضة دكتور في دقيقة؟
الضيف: يا أخي العزيز أقول لك أن الشباب الذي فجر هذه الثورات لم يكن مسلحا وإنما بالعزيمة والإرادة، كانت ثورة سلمية ومن هنا عندما هبت الجماهير وقديما قالوا خلق الناس عبيدا للذي يأبى الخضوع فإن ما هب يوما خلفه سار الجميع، عندما هبت هذه الجماهير وصرنا نرى مسيرات يومية في الشارع وبلغ الأمر في أن يكون بنداء واحد خرج 12 مليون مصري في مصر العزيزة ليقولوا ارحل، هذا الأمر إذا ازداد يتخوف الصهاينة أكثر من الرصاص، إذا هبت الجماهير والمسيرات اليومية اقوى من الآر بي جي وأقوى من القنابل الذرية وقد فتكت بالأنظمة وداستها تحت أقدامها
المقدم: يعني ضد من ستكون موجهة هذه الانتفاضة دكتور، بكلمة واحدة؟
الضيف: أنا أقول كلمة واحدة لأن المسيرات القادمة إن شاء الله ستكون مسيرات هادرة لتحرير الأقصى وقد أوشك الأمر
المقدم: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ} شكرا لك دكتور عطاالله أبو السبح الوزير والمستشار وأستاذ الفقه المقارن ونذكركم في نهاية الحلقة بإيميل البرنامج الذي يظهر الآن على الشاشة ونشكركم باسم فريق البرنامج وهذه تحياتي عمر الجيوسي والسلام عليكم دمتم في أمان الله.