الحلقة 55 الولاء والبراء والأعداء

    

ضيف الحلقة: الدكتور همام سعيد   المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في ‏الأردن وأستاذ الحديث الشريف ‏

المقدم: د. عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 24/02/2011م

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعزائي المشاهدين يقول الله عز وجل {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا }، مشاهدينا في منتصف القرن الرابع عشر اعتدى الفرنسيون والبريطانيون في مصر وغيرها، فأفتى الشيخ أحمد شاكر بكفر من أعان هؤلاء بأي إعانة، وعندما استولى اليهود على فلسطين في منتصف القرن التاسع عشر وأعانهم بعض المنتسبين إلى الإسلام أفتت لجنة الفتوى في الأزهر بكفر من أعانهم ولكن عندما تبدلت القاعدة الشرعية وأصبح هؤلاء الولاء للكفار والبراء من أمة الأولياء صار لدينا أسئلة آخر الزمان ومنها، ما حكم الذي يجمع بين موالاة المحتلين لفلسطين والأقصى وبين الحكم بما أنزل الله؟ وأين الجماعات الإسلامية والسلفية من قول أحد العلماء ” إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة” وأين أمتنا من فتوى بعض العلماء بأن الخونة الذين يعاونون أعداء أمتهم على الإثم والعدوان هؤلاء حكمهم حكم اليهود المحتلين لأن ولاءهم لهم، أما صور الولاء والبراء للأعداء هذه الأيام فهي كثيرة جدا، فبعد حرب غزة وخروج بعض الجرحى إلى مصر للعلاج تعرض بعض هؤلاء للتعذيب والبعض للقتل على يد النظام السابق، حيث كانت الأسئلة عن الجندي الصهيوني المختطف شاليط وعن تحركات المجاهدين، ومن صور الولاء للأعداء كذلك التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والتفاوض والتنازل عن الثوابت، ثوابت الشعب الفلسطيني، وكذلك بناء الجدار الفولاذي ومشاركة طواقم إطفاء فلسطينية في إخماد حرائق جبل الكرمل، واعتراف الحكومات العربية والمفاوض الفلسطيني بالعدو المحتل لأرضهم ومقدساتهم بل إنهم يستميتون لجر الآخرين للاعتراف بالمحتل، كيف يمكن أن نفهم كل هذا في ظل قاعدة الولاء والبراء في الإسلام؟ حلقة اليوم مشاهدينا بعنوان الولاء والبراء والأعداء ويسرنا أن يكون ضيفنا هو الأستاذ الدكتور همام سعيد المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن

حياك الله دكتور همام

الضيف: حياكم الله جميعا

المقدم: حياك الله وأكرمك وأهلاً بك في قناة القدس وفي برنامج فقه القضية، أما سؤالنا الأول دكتور همام: في ظل ما يجري الآن في ليبيا من تحركات شعبية ومن ثورات عربية التي تجري هذه الأيام، هل من علاقة بين ما يجري وبين ولاء هؤلاء للغرب وللمشروع الصهيوني وليس لدينها أو لأمتها؟

الضيف: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

المقدم: صلى الله عليه وسلم

الضيف: لا شك أخي عمر العنوان وهو الولاء والبراء ينطبق اليوم أشد انطباق على الحالة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية ولا سيما في ليبيا، فليبيا الآن تدخل معركة الولاء والبراء بالدماء والأشلاء وقصف الطائرات للمدن وقتل الأبرياء والأطفال والنساء، لا شك أن هذا الموقف الذي يقفه الشعب الليبي اليوم الذي انحاز لأمته وانحاز لعقيدته ووقف في مواجهة الطاغوت الأكبر، هذا الذي استباح أرض ليبيا وسماء ليبيا وثروات ليبيا، واستباح عقيدة أهل ليبيا، عندما يقف الشعب الليبي في هذا الموقف وهو يعلم التضحيات الجسام التي يقدمها الشعب الليبي، إنما هي معركة ولاء وبراء، إنما هي معركة ولاء لله ورسوله وللمؤمنين ومعركة براء من أعداء الله، وأول أعداء الله هذا المجرم الطاغوت الذي قام بما قام من الجرائم على أرض ليبيا بل وعلى أرض أرجاء العالم الإسلامي، فهو عثرة في طريق تحرير فلسطين وعثرة في طريق إيجاد الأمة لمشروعها الكبير في تحرير القدس وعودة أهل فلسطين إليها لأن تبديد الثروات وقمع الشعوب هو خطوة على طريق تمكين اليهودي من أرض فلسطين، ولذلك إنها معركة ولاء وبراء، ولهذا ومن هنا فإنني أخاطب الشعب الليبي المجاهد، أبناء عمر المختار أن يواصلوا جهادهم، فإن هذه المعركة هي معركة الله ومعركة رسول الله ومعركة المؤمنين، اثبتوا ياأبناء الشعب الليبي على جهادكم واقلعوا هذا الطاغوت من أرضكم ولتكون ليبيا يا أبناء ليبيا قاعدة متقدمة من جهادنا لتحرير فلسطين وستكون ليبيا إن شاء الله مخزن وقود لهذه الثورة العارمة في أرجاء البلاد الإسلامية، وستكون ليبيا بإذن الله تبارك وتعالى كما عهدناها سابقا معسكرا للإسلام والمسلمين، اثبتوا أيها البواسل يا أبناء ليبيا على جهادكم

المقدم: دكتور هذا ما يجري نشاهد بعضه في التلفاز والحقيقة دائما نصف غائبة، لكن المهم السؤال دائما في برنامج مثل هذا هو ما أثر ما يجري في ليبيا وما جرى في مصر وتونس وغيرهما، ما أثر هذا على القضية الفلسطينية

الضيف: أثر هذا على القضية الفلسطينية كبير لأن هذه الأنظمة هي التي حافظت على وجود اليهود على أرض فلسطين وهي التي استقدمت اليهود وهي التي قادت عملية الاستسلام في أرجاء البلاد العربية وهي التي منعت الشعوب العربية من أن تطالب بحقوقها ومن أن تستعيد أرضها ومن أن ترحل إلى فلسطين  ومن أن تشد الرحال إلى المسجد الأقصى، هذه الأنظمة هي التي منعت الرحال أن تشد إلى أرض فلسطين، بل هي التي سلمت فلسطين، ولذلك عندما تزول هذه الأنظمة هذه الأنظمة القمعية التي قمعت شعوبها ومنعت شعوبها من ممارسة دورها، فإن فلسطين تفتح الأبواب عليها إن شاء الله، ويعود المسلمون إلى قضيتهم وإلى إسلامهم أولا ثم إلى قضيتهم الفلسطينية المقدسة ثانيا

المقدم: دكتور بالمقابل موقف الصهاينة هو تخوف مما جرى حيث افتقدوا زين العابدين وافتقدوا حسني مبارك وربما غيرهم لاحقا، الآن ما حكم وأنت دكتور الشريعة وأستاذ الحديث النبوي ما حكم الذي يجمع الحكم بغير ما أنزل الله والولاء للعدو المحتل لفلسطين والأقصى؟

الضيف: لا شك أولا أن الأمة بريئة من هؤلاء، وهؤلاء الذين اتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ليس لهم ولاية للمؤمنين ولا للمؤمنين ولاية بهم لأنهم أعداء الله، والله عز وجل يقول { لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} فهؤلاء يتخذون أعداء الله وأعداء الأمة أولياء وسلبوا الأمة كل مقومات القوة وخدروا الأمة خلال سنوات طويلة ولذلك لا بد أن ترجع الأمة إلى حقيقتها لله ولرسوله، وأن تسحب كل ولاء مع هؤلاء وأن تتبرأ من هؤلاء وهذا إن شاء الله سيكون له بإذن الله نتائج كبيرة على الأمة بإذن الله تبارك وتعالى، ونحن نتوقع عندما تتساقط  هذه الرموز عندئذ سيكشف اليهود ولا يكون لهم أعوان في بلادنا ولا أولياء في بلادنا، الآن السلطة الفلسطينية في فلسطين لا تقوم إلا بأمر الولاية لليهود والحفاظ على اليهود وإعطاء اليهود شرعية

المقدم: دكتور نريد بعد قليل أن نأتي لمحور السلطة الفلسطينية، ولكن أخذتنا الأحداث وما يشدنا فيها على شاشة التلفاز إلى أن نقدم هذه التقدمة، لكن ولو تعريف بسيط منكم دكتور همام سعيد للولاء والبراء في الإسلام

الضيف: يا سيدي الولاء والولاية بمعنى القرب والنصرة والحب، فالولي هو المحب والناصر فعندما نقول  } وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} أي يحب بعضهم بعضا، وينصر بعضهم بعضا، فالولاء مركب من أمرين ضروريين، الأمر الأول هو الحب، حب الله تبارك وتعالى والأمر الثاني هو نصرة الله تبارك وتعالى وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك، والولاء مع رسول الله هو حبه أولا ونصرته ثانيا وحب المؤمنين كذلك ونصرتهم هذا هو الولاء، وحب البلاد التي نعيش عليها، حب فلسطين أولا ونصرة فلسطين هو الولاء لفلسطين، ولا ولاء من غير ذلك، بعض الناس يظن أنه يكفي أن نحب هذه الأمور، أن أحب الله في قلبي وأن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بقلبي وأن أحب فلسطين في قلبي دون جهاد، لكن عندما أريد أن نبرهن على صدق هذا الحب لا بد من النصرة ولذلك هذه النصرة تكون بالنفس وتكون بالمال وتكون هذه النصرة ظاهرة للناس، لا تكون خفية في القلوب ولذلك نحن الآن نعيش معركة الولاء، والبراء معناه المباعدة أن تبتعد عن هؤلاء الأعداء فلا تعطيهم لا من نفسك ولا من مالك ولا من جهدك ولا من حبك، وإنما تبغضهم وتكرههم وتعمل على مقاومتهم وترفض وجودهم في بلادك هذا هو البراء، ولذلك المعنى أيها الإخوة وأيها المشاهدون الكرام في موضوع الولاء والبراء، لا يكتفي بأن يكون ناحية قلبية بل هي ناحية عملية وجودية لها مظهر عملي ينحاز فيه المؤمن لأمته وينحاز لقضيته ويعمل على تحقيق هذا البرنامج في الجهاد والمقاومة والاستبسال في هذا حتى يكون صادقا في ولائه وبرائه لهؤلاء الأعداء

المقدم: دكتور أنت تنقلت بين النص الذي نريد وبين الواقع الذي نعيش ودعني أقول ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية ” إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يوادّ إلا بالله وأن لا يعادي إلا بالله ” تساءل الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أيضا: هل يقام علم الجهاد إلا في المعاداة في الله والموالاة في الله؟ دعني أكون صريحا معك في الواقع الذي تعيشه الجماعات الإسلامية وأنت المراقب العام للإخوان المسلمين وأستاذ الشريعة، الجماعات الإسلامية والجماعة السلفية بالذات، وهذه أقوال شيوخنا وشيوخهم، هذا يطبق ويقال نظريا، لكن بعيدا في قناعة هذه الجماعات أو بعض هذه الجماعات على الأرض، هل تشاركني هذا الرأي؟

الضيف: في الحقيقة لا أشارك هذا الرأي، لا أشاركك هذا الرأي لأن الجماعات بعيدة عن هذا المفهوم، بل الحقيقة أن الجماعات الإسلامية الآن تعيش الواقع

المقدم: لكن أين هذه الجماعات مما يجري؟ فثلة من هؤلاء العلماء صرح في الإعلام حول ما يجري، المسلمون كالجسد الواحد يد على من سواهم، لكن الكثير من العلماء والجماعات الإسلامية تختفي عن الساحة الآن

الضيف: على كل حال نحن نتكلم، عن الطائفة الظاهرة التي ضمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقاءها إلى قيام الساعة

المقدم: إن شاء الله

الضيف: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) ومعنى الظهور أن يبقى دورهم قائما وأن تبقى كلمتهم مسموعة، ما المسموع الآن من كلام العلماء إلا كلام العلماء المجاهدين الصادقين؟! يعني عندما نستمع الآن إلى فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي في كلماته التي يوجهها إلى الأمة ويقود الأمة بها، في الحقيقة هذا هو النهج المطلوب وهذا هو النهج المعروف، وهذا هو النهج المقبول عند الناس، وغير ذلك من الذين يمارون الحكام ويخفون الحقائق ويعتبرون الإيمان مجرد شعائر تعبدية واتجاهات قلبية هؤلاء لا مكان لهم في أمتنا ولا تأثير لهم على شارعنا الإسلامي، عندما ننظر إلى ما جرى في تونس، هذا الذي جرى في تونس إنما كان هو إظهار عملية الولاء إلى دنيا الواقع وهو عملية جهاد، وما جرى في مصر كذلك الأمر وهو عملية جهاد، ما يقوم الآن في فلسطين في غزة وفي الضفة الغربية للبقية التي تطالب بالجهاد وتعيش الجهاد لحظة بلحظة ما يحصل الآن في الأردن من حراك شعبي تقوده الإخوان المسلمين يشارك فيه الكثير من الناس، وأيضا الكثير من البلاد، في الحقيقة هذه صور جهاد حقيقي ولذلك لا عبرة في الذين يريدون أن يسلبوا الأمة  قوتها وعزتها من خلال هذه المساومات مع الأنظمة السياسية

المقدم: دكتور من المعلوم أن الإسلام يقوم على التوحيد ومن لوازم التوحيد الولاء لله ولرسوله والمؤمنين والبراء من الأعداء والمشركين، العلماء فعلا كما قلت يتبنون هذا نظريا وعمليا لكن كما قلت، لكن إذا مشينا باتجاه القضية الفلسطينية ما هي مظاهر الولاء والبراء المطلوبة عمليا؟ أقصد على الأرض وخصوصا الخطاب الذي تتبناه بعض الجهات التي لا ترتقي إلى الحدث، ما هي الخطوات العملية التي يراها الدكتور همام في اتجاه التعامل مع العدو الذي يحتل الأرض ويعمل ما يشاء في المسجد الأقصى وفي الشعب الفلسطيني؟

الضيف: من مظاهر الولاء في هذه المرحلة، أولا الوقوف أمام هؤلاء المستسلمين وهؤلاء المفرطين بالقضية الفلسطينية، هؤلاء الذين اعترفوا باليهود ثم قدموا لليهود أسباب البقاء والانتشار، سواء في فلسطين أو خارج فلسطين، لذلك عندما نعلن النفير على هؤلاء والأمة كلها مطالبة بإعلان النفير على هؤلاء، ومن هنا فإنني أطالب أبناء الضفة الغربية المجاهدين الذين أخرجوا عماد عقل ويحيى عياش والكثير من الشهداء والرجال الأبطال أطالبهم اليوم بأن يتأسوا بإخوانهم في تونس، وإخوانهم في مصر وإخوانهم في كل مكان وأن يقوموا قومة رجل واحد، العلماء الآن لا بد أن يرفعوا أصواتهم بالنفير على المسلمين وبالتأييد والدعم للمجاهدين، ومطالبة الشعوب أن تقوم لمواجهة هؤلاء اليهود وهؤلاء الظالمين لاشك أن هذا أولا مطلوب من العلماء ومطلوب من الجماعة الإسلامية، هذا الأمر لا بد أن يتحقق بإذن الله تبارك وتعالى ثم لا بد أيضا من تغيير واقع البلاد العربية والإسلامية من واقع مستسلم إلى واقع مجاهد، وهذا أيضا دور الجماعات الإسلامية أن تطالب حكامها بأن يغيروا سياستهم وأن يغيروا نهجهم ثم أيضا أن نطالب في كل مشروع أن يساعدوا إخوانهم في أرض فلسطين على الجهاد، هذه الحملات التي تايتي من الغرب ومن جميع بلاد العالم على شكل أساطيل الحرية، علينا أن نشجعها وأن نشارك فيها وأن نزودها بكل ما يقويها لأنها في الحقيقة تساهم في كسر الحصار

المقدم: دكتور لنبقى في الموضوع الآن

الضيف: إخواننا في غزة

المقدم: إذا سمحت لي في نفس الموضوع، هناك بعض الجماعات الإسلامية لا تتكلم في برامجها التلفزيوينة ولا في أشرطتها عن القضية الفلسطينية، ولا في كتيباتها ولا في خطب الجمعة إلا بالنذر اليسير عن الموضوع، وهذا موجود

الضيف: هؤلاء أخشى على دينهم وأخشى على إيمانهم، أنا اليوم وأنا أتابع الفضائيات التي تأتي ببرامج دينية وتأتي بالبرامج في تفسير القرآن والحديث والدماء الليبية كالشلال، متى سيتحرك هؤلاء، هل يكفي هذا، هل يكفي فعلا أن نتلو آيات القرآن الكريم وأن نفسر الآيات وأن نقرأ الأحاديث وأن نهمل هذه الدماء التي تسفك الآن على أرض ليبيا، أين دور هذه العلماء وأين دور هذه المنظمات في الحقيقة هذا نوع من التخدير، الدين محرك للشعوب الدين يبعث في الشعوب الهمة والعزيمة والتصدي للظالمين على هذه القنوات وعلى هؤلاء العلماء وعلى هؤلاء الشعوب أن يخرجوا من قوقعتهم وأن يخاطبوا الجماهير الآن في الوقت الراهن وفي الحالة الراهنة الأمة الآن تعيش معركة فأين أنتم من هذه المعركة، لا بد أن تظهروا موقفكم من هذه المعركة، ولذلك أنا أخاطب العلماء علماء الأمة والفضائيات الإسلامية جميعها أن تشارك في أحداث هذه الأمة

المقدم: دكتور الآن الحدث الساخن الملتهب الآن هو في ليبيا ومصر وتونس، لكن نريد أن نبقى بتوجيهكم الشرعي لما قلت، في القضية الفلسطينية لكي تكون هي قضية القضايا

الضيف: لا شك أن القضية الفلسطينية الآن هي قضية ساخنة وهي معركة مفتوحة، والقدس الآن في طريق التهويد في طريق هدم المسجد الأقصى، ولا بد أن يتكلم المسلمون الآن في هذا الأمر بل أن لا يقف الأمر عند حدود الكلام، بل لا بد من الضغط على الحكومات واعتبار أن أهم عامل من عوامل النصر الآن في العالم الإسلامي هو الموقف من فلسطين وموقف الحكام موقف الجيوش من قضية فلسطين، آن الأوان أن ترفع الشعوب رؤوسها، وأن تطالب حكامها الذين فرطوا بقضية فلسطين وسلموا فلسطين أن تعود هذه الشعوب وأن تعود هذه الحكومات إلى حمل واجبها، أنا أتصور أن هذا فرض الوقت الآن بالنسبة للأمة كلها

المقدم: دكتور سنتكلم بعد قليل عن صور الولاء للعدو الصهيوني المحتل، أنت أثرت بعضها لكن أريد أن نرتبها بعد هذا الفاصل إذا أذنت لنا

مشاهدينا نلتقيكم بعد فاصل قصير فانتظرونا

حياكم الله مشاهدينا الكرام من جديد، وعنوان حلقة اليوم الولاء والبراء والأعداء، ومعنا المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن الدكتور همام سعيد،

دكتور همام كنا نريد أن نتكلم عن صور الولاء للعدو الصهيوني المحتل للمقدسات وللشعب وللأرض، الآن دعنا نفتح ملف التنسيق الأمني ونبدأ بفتوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الذي اعتبر أن الذي يتسبب في قتل الأبطال على يد اليهود يعد محاربا يجب قتله، هل من خلاف فقهي دكتور همام في موالاة الأعداء بسبب مساعدتهم في الدلالة على المجاهدين أو بالاشتراك معهم في اغتيال المناضلين والمجاهدين؟

الضيف: عندما يقول الله تعالى {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} فهو منهم فعلا لحما ودما وحكما، يحكم عليهم كما يحكم عليه كما أنهم مقاتلون فالذي يوليهم والذي ينصرهم والذي يقدم لهم ألوان الدعم والتأييد لا شك أنه منهم، هذا واجب قتاله كما يجب قتالهم، ولا انفكاك بين من يواليهم وبين هؤلاء الأعداء ولذلك الحقيقة عندما ينظر الآن إلى ما يجري في الضفة الغربية إلى ما يجري عند السلطة الفلسطينية كيف تجتمع مع اليهود عند اعتقال المجاهدين وتصادر سلاح المجاهدين وتضع المجاهدين، ليس فقط المجاهد من يحلم بالجهاد يضعه في السجون تجلدهم بالسياط وتعذبهم  عذاب ما عذب به من أحد من العالمين، في الحقيقة هذه جرائم، هؤلاء مجرمون هؤلاء لا بد من قتالهم كما يقاتل الأعداء، هؤلاء الذين أعطوا ولاءهم لليهود واعترفوا بدولة اليهود، عندما سمعنا في الوثائق التي نقلتها قناة الجزيرة منذ أيام عندما قال اليهود عن إعلان يهودية الدولة فقالوا لهم هذا شأنكم، هذا شأنكم أي إذا أردتم أعلنوا يهودية الدولة لا يعنينا هذا الأمر، والحقيقة أنه عندما يعلن اليهود أن دولتهم دولة يهودية صرفة معنى ذلك أنه لا بقاء لشعب فلسطين في فلسطين ولا بد أن يخرجوا من فلسطين، الذي يقبل بمثل هذه الشعارات ويعترف على اليهود بوجودهم ويقبل أن يوجد اليهود في القدس على جدار المسجد الأقصى ولهذا فقد أعطوا لليهود حدود حتى تصل إلى المسجد الأقصى هذا يعتبر من الموالاة التي تنصر الأعداء      

المقدم: إذا بقينا في التنسيق الأمني، هؤلاء يدافعون عن أنفسهم ويقولون نحن مرتبطون بمعاهدات مثل معاهدة مكافحة الإرهاب والمسلمون عند شروطهم

الضيف: هذه الشروط باطلة، كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، الشرط الذي يعطي اليهود فلسطين باطل، والشرط الذي يعطي اليهود المسجد الأقصى باطل، والشرط الذي يعطي اليهود ذرة تراب من تراب فلسطين باطل لا قيمة لهذه الشروط ولا قيمة لهذه المعاهدات، هذه المعاهدات مرفوضة وتحت أقدامنا نضعها، هذه الأرض ليست ملك أبيهم ولا أمهم ولكن هذه الأرض للمؤمنين وللمسلمين وللأمة كلها هذه أرض وقف لله ولرسوله وللمؤمنين ولذلك الذي يفرط بهذه الأرض لا ينبغي أن تحميه معاهدة ولا يقبل منه أن يقول معاهدات ويجب أن نحترم هذه المعاهدات

المقدم: الدكتور يوسف القرضاوي قال ” هؤلاء الخونة الذين يعاونون أعداء أمتهم على الإثم والعدوان هؤلاء حكمهم حكم اليهود المحتلين” إلى ماذا استند وما الدليل الشرعي على ذلك ؟

الضيف: لأنهم في صف الأعداء مباشرة، نحن نقاتل اليهود لأنهم احتلوا أرضنا وعندما نجد هذا الحكم وهو احتلال الأرض يفعله هؤلاء ويساعدون المحتل على احتلاله ويساعدون المجرم على جريمته ويساعدون على اعتقال المجاهدين وتعذيب المجاهدين وقتل المجاهدين، يعني عندما نسمع قبل أيام أن السلطة تريد أن تقدم فدية لمن قتل من اليهود يعني تريد أن تدفع لهم التعويضات، بينما السلطة لم تطالب أن تدفع تعويضات عن الذين قتلوهم من أبناء الشعب الفلسطيني بالمئات والآلاف، لذلك في الحقيقة هذا النوع من السياسة إنما هو سياسة يهودية، والذي يسير يالسياسة اليهودية هو يعامل كما يعامل المحتل اليهودي بنفس الشروط ونفس الأحكام

المقدم: أيضا الشيخ أحمد شاكر رحمه الله يقول في كلمة حق، يعني في مقالة أو كتاب “كلمة حق”، “هذا التعاون ردة وكفر صريح لا يقبل فيه اعتذار”، سؤالي الآن ما حكم من يجهل ويخطأ هل له من توبة؟ وما شرط هذه التوبة؟

الضيف: لاشك أن التوبة إذا كانت صريحة وإذا كانت قائمة على الإقلاع عن هذه السياسة والانحياز لهذه الأمة والتكفير عن هذه السيئات ونصرة المجاهدين وتقديم الدعم للمجاهدين والحفاظ على المجاهدين وترك هذه المقولات وهذه السياسات فهذه توبة إن شاء الله صادقة وأنا أدعو هؤلاء الشباب ولا سيما الذين ينضمون تحت ما يسمى الأمن الوقائي والسلطة الفلسطينية أدعوهم إلى الخروج من هذا الأمر وأن يكون بينهم وبين المؤمنين والمجاهدين ولاء ونصرة ودعم للمجاهدين، هذا الذي يكفر عنهم السيئات، نحن اليوم نرى إخواننا المجاهدين في ليبيا الذين تركوا مواقعهم السابقة سفراء وما شابه ذلك عندما شعروا أن هذا النظام الليبي يجب رفع الغطاء عنه، بادروا لرفع الغطاء والاستقالة، ولذلك أنا أخاطب هؤلاء الرجال أنا اخاطبهم بترك هذه المواقع إلى مواقع الأمة والولاية مع الأمة

المقدم: دكتور في نفس السياق والأدلة التي ذكرتها والعلماء الذين ذكرنا، ماذا عن، يعني هذه الأمور تتعلق بحقوق عباد الداخل الفلسطيني، وربما قضى بعضهم شهيدا بين يدي هذه الأجهزة الأمنية وهناك حقوق تتعلق بالعباد ولها بند في شروط التوبة، ماذا عن القصاص في مثل هذه الحالة؟

الضيف: أنا أتصور أن هذه الأمور، يعني من آمن وأخلص وتاب وأناب ورجع إلى الأمة فإنه إن شاء الله بفعله هذا يكفر عن سيئاته والأمة أيضا تتنازل الأمة عن حقوقها لمن عاد وأناب وثاب إلى رشده، فالأمة مباركة والأمة فيها الخير الكثير وهي تكفر عن هؤلاء إن شاء الله تبارك وتعالى ما سبق وسلف منهم من أعمال سيئة كهذه

المقدم: طيب دكتور في ظل الآية التي ذكرتم  {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} الآية صريحة وواضحة، نريد أن نناقش على ضوء هذه الآية أو جزء الآية المصالحة  الفلسطينية والورقة التي ذهبت في مهب النظام المصري السابق وموضوع معبر رفح والجدار الفولاذي الذي بناه النظام المصري السابق، على موضوع البراء والولاء هذه المصالحة التي كانت يجب أن تتم بين الفصائل الفلسطينية ومنها حماس وبين السلطة الفلسطينية وبينها فتح، ما شرط هذه المصالحة الآن في المنظور الشرعي والواقعي؟ المصالحة لا يجوز أن تقبع لإملاءات وشروط اليهود والسلطة والرباعية وجميع هذه الأطراف ولا أن تخضع للشروط السابقة التي كان يمليها حسني مبارك على المجاهدين، ولذلك أي مصالحة تكون على حساب الجهاد والمقاومة فهي مصالحة مرفوضة، وأي مصالحة تكون على منع الضفة الغربية إلى أهلها ومجاهديها وسلاحها فهي مصالحة أيضا مرفوضة، ثم أيضا هذا الجدار العازل وهذا الحصار المفروض على قطاع غزة آن الأوان لتفكيك هذا الحصار وفتح الأبواب على غزة، والآن أطالب الشعب المصري المجاهد الذي قلع هذا الطاغية من أرض مصر وكان هذا الشعب باستمرار يؤكد على موقفه من القضية الفلسطينية ودعم القضية الفلسطينية، هذا آوان تقديم الدعم وفك الحصار

المقدم: نعم دكتور

الضيف: وإنهاء هذا الجدار وفتح المعابر للشعب الفلسطيني ذهابا وإيابا وسلاحا وجنودا لتكون غزة بإذن الله تبارك وتعالى معسكرا متقدما للقتال والجهاد وتحرير فلسطين بإذن الله

المقدم: لكن هل يجوز أن تكون هناك مصالحة ولازال التنسيق الأمني قائما مع العدو من المنظور الشرعي ؟

الضيف: في الحقيقة كل مصالحة تبقي الأمور على ما هي عليه في الضفة الغربية غير جائزة وهي مصالحة باطلة، المصالحة تكون على أساس صحيح يكون على أساس التمسك بالجهاد والتمسك بالمقاومة لكن أن نقوم بالمصالحة مع جانب مستسلم، جانب يعتبر نافذة لليهود على الأمة، في الحقيقة لا بد أن تغلق هذه النافذة أولا قبل المصالحة ولا بد أن يتغير هذا الواقع في الأرض المحتلة وفي فلسطين وفي الضفة الغربية قبل المصالحة، لا مصالحة قبل أن يتغير هذا النهج السيء الذي تقوم به السلطة على أرض فلسطين    

المقدم: دكتور المسألة الثانية وفي ظلال هذه الآية {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} موضوع الحصار والجدار الفولاذي والقتل بالترك والقتل بالتسبب وجميع أنواع القتل، إغلاق المعابر الآن الحمد لله فتح ولو بشكل مؤقت، ونسأل الله أن يستمر فتح هذا المعبر، ما حكم هذا الحصار في قاعدة وفي سياق الولاء والبراء؟ ثم وفي المقابل ما حكم فتح هذا المعبر ؟

الضيف: أولا هذا الحصار باطل، لأن الحصار هو تقديم خدمة ونصرة لليهود لأن الذي فرض الحصار لماذا فرض الحصار؟ الذي كان يسأل عن شاليط ويعذب المجاهدين ليعترفوا أين شاليط؟، لماذا يسأل عن شاليط؟ لأنه كان في معسكر الأعداء وفي معسكر اليهود، الآن هذا المعسكر انتهى في مصر، ويؤكد انتهاء هذا المعسكر أن يتحول النهج المصري إن شاء الله والوجدان الصري كما هو الوجدان الشعبي المصري دائما مع فلسطين، ومصر كانت دائما معسكرا دائما لفلسطين وقوة داعمة لفلسطين أن يتحول هذا الأمر لفتح المعبر كليا، وأن تصبح هذه المعابر معابر فلسطينية مصرية، لا وجود ليهودي عليها ولا وجود لأوروبي عليها أن تكون هذه المعابر حرة لشعب حر، في كلتا البلدين في مصر وفي فلسطين وأن يكون هناك الدعم إن شاء الله بكل أنواعه تقدم لفلسطين من الشعب المصري المجاهد المتشوق لتقديم هذا الدعم والحريص على تقديم هذا الدعم بإذن الله

المقدم: دكتور أيضا ونحن نتكلم عن صور الولاء للأعداء، من هذه الصور هو تصدير الغاز المصري كما كان في الأيام السابقة والسنوات االسابقة للعدو الصهيوني المحتل وحرمان أبناء مصر منه وكذلك تصدير الاسمنت وتورط بعض وزراء السلطة في هذا الموضوع، أو محسوبون على السلطة على الأقل، ما عقوبة هذا الفعل عند رب العالمين؟

الضيف: هذا الفعل من أهم الجرائم وأعظم الجرائم لأن تقديم الغاز لليهود وتقديم السلاح سيان أصلا لا يجوز بيع السلاح للعدو ويحرم بيع السلاح للعدو، وأما الغاز أيضا سلاح فكما قال علماؤنا الأقدمون نصوا على حرمة بيع السلاح للعدو لأن هذا السلاح يرتد على المسلمين ويقتل أبناء المسلمين والغاز كذلك، الغاز يشغل المصانع ويشغل المصانع الحربية والإنتاج الحربي، ولذلك يحرم، حرام على إخواننا في مصر أن يوصلوا ذرة غاز لليهود والمال الذي يؤخذ مقابل هذا الغاز وإن كان نذرا قليلا أي يؤخذ الشيء القليل أمام الأسعار العالمية، فنحن نقول لا بأسعار عالمية ولا بغير أسعار عالمية حرام على إخواننا في مصر أن يصل إلى اليهود ذرة غاز واحدة، وأنا أطالب بإغلاق هذه الأنابيب، أنابيب الغاز وأن لا يقبل الشعب المصري مطلقا أن يصل الغاز إلى اليهود وتعتبر هذه المعاهدات وهذه العقود باطلة لا يجوز الوفاء بها ويحرم الوفاء بها وكذلك الحال بالنسبة للاسمنت وجميع وسائل الحياة التي تصل إلى اليهود عن طريق المجرمين، يعني نحن في الحقيقة عندما سمعنا أن بعض رجال السلطة يوصلون الاسمنت لبناء السور، الجدار الذي أقامه اليهود وسلبوا الكثير من أرض الضفة الغربية وجعلوها في جانبهم، في الحقيقة هؤلاء مجرمون هؤلاء خونة هؤلاء عملاء، فهذه العقود باطلة ولا يجوز لأحد أن يكون سائق لشاحنة أو عامل يحمل هذا الاسمنت لليهود، هذا حرام، حرام مطلقا لا يجوز بحال من الأحوال ارتكاب هذه الآثام أو هذه الجرائم

المقدم: دكتور قبل قليل ذكرت لنا قضية وأريد أن أسألك سؤالا شرعيا عليها وهي  بعد انتهاء حرب غزة خرج بعض الجرحى للعلاج وخرج بعض الناس الآخرين للدراسة وغيرهم، السلطات المصرية أخذت بعض هؤلاء الجرحى وعذبتهم وبعضهم قضى شهيدا ومات بين أيدي هذه الأجهزة، وكانت الأسئلة كما ذكرتم عن المجاهدين وعن المقاومة وعن شاليط وغيره، يعتقد هؤلاء الذين ينفذون هذه الأوامر والتحقيقات أن هذا من باب طاعة ولي الأمر وهو واجب شرعا

الضيف: يا سيدي القاعدة الشرعية لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولذلك الطاعة مشروطة أن تكون بالمعروف، وهذه طاعة في المنكر، ولا طاعة في المنكر، لا يجوز لأحد أن يقول أمرني فلان أن أقتل نفسا بريئة لا يجوز هذا، ولا أن أفعل فاحشة من الفواحش، والفاحشة في فلسطين باحتلالها وإعانة اليهود عليها أعظم من فواحش الزنا والربا وجميع الفواحش الأخرى، هذه فاحشة كبيرة ولذلك لا طاعة لهؤلاء، أن يقال أنا مأمور أن أسأل عن شاليط لإرجاعه لليهود ومأمور أن أسأل عن المجاهدين حتى أسلم رقابهم للمجاهدين، هذا حرام وهذه فواحش لا يجوز لأحد أن يرتكبها ومن يرتكبها فإنه مجرم قاتل يستحق العقاب ويستحق القصاص على ما فعل

المقدم: إذا كان هو يعرف أن له دورا ينتظره مثل هذا الدور، هل يجوز ابتداء وأصلا أن يعمل في مثل هذه الأجهزة؟

الضيف: لا يجوز له أن يعمل ولا بد أن يغادر مثل هذه المواقع وأن يتقي الله تبارك وتعالى في الأمة

المقدم: طيب دكتور في دول أخرى غير مصر هناك حديث عن ربط سكة حديد بين دولة عربية في العام المقبل وتنشيط المجال الجوي وإيجاد خريطة جديدة للتبادل والسفر الجوي، وهناك في دولة أخرى حديث عن استيراد زيتون فاسد من إسرائيل، لماذا تكون هذه الاتفاقيات سرا؟

الضيف: الحقيقة أولا أنا أقول أن الشعوب العربية والإسلامية استيقظت من غفوتها ونهضتها من كبوتها وما كان يجري قبل سنوات ما عاد اليوم مقبولا وبإذن الله لن يجري بعد هذه السنوات، أن يكون هناك سكة حديد لتسويق اليهود إلى العالم العربي والعالم الإسلامي هذا أمر مرفوض، يحرم على كل إنسان أن يوقع مثل هذه العقود وعلى كل عامل يعمل في مثل هذه المشاريع، هذه المشاريع باطلة، أن يفتح أسواقا لليهود في البلاد العربية والإسلامية هذا الأمر باطل لا يجوز شرعا ولا يجوز لأحد أن يشارك في هذه المجالس ولا في هذه اللقاءات ولا في هذه المشاريع أيضا، الاستيراد والتصدير وفتح الأسواق لليهود سواء بخضارهم أو بفواكههم و بكل مصنوعاتهم، هذا حرام ونحن هنا في الأردن نقاوم هذا التطبيع، وهناك لجان قوية لمحاربة هذا التطبيع، نطالب التجار ونطالب المزارعين ونطالب رجال الصناعة وجميع أبناء المجتمع في الأردن وفي غير الأردن أن لا يتعاملوا مع اليهود لا بيع ولا شراء ولا تسويق، هذا حرام لأنه يزود اليهود بالسلاح ويزودهم بالرصاص ويعينهم على استمرار احتلالهم لفلسطين ويعينهم على هدم المسجد الأقصى، التاجر الذي يريد أن يهدم المسجد الأقصى يساهم مع اليهود ويستقبل اليهود ويساعد اليهود ويتاجر مع اليهود، هذا جزء من الإجرام بحق الأمة والذين يفعلون هذا مجرمون والله في حق الأمة لا بد أن تقطع أيديهم حتى ينتهوا عن هذا الإفك وعن هذا الإجرام

المقدم: دكتور هناك موضوع أنت تطرقت إليه سريعا ونريد الربط بين قول الله عز وجل {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء } الموضوع الذي كشفت عنه الجزيرة المفاوضات وفضائح بعض المفاوضين وهو التنازل عن الثوابت الفلسطينية، كيف تربط بين هذه الآية وبين التنازل ولماذا يفعلون ذلك ؟

الضيف: لا شك أن هذا جزء من المسار السيء الذي ساروا فيه، ابتداء من الاعتراف باليهود وإيقاف ما يسمى بالكفاح المسلح سابقا والميثاق الفلسطيني الذي وصفه بأنه ما عاد قائما ذاك الميثاق الذي كان ينص على أن فلسطين كلها لأبنائها وأهلها وأنه لا سلام ولا وئام مع اليهود أبطلوا هذه الأمور وأحلوا محلها هذه المعاهدات وهذه الاتفاقيات التي تنازلت عن 78 % من أرض فلسطين ثم بدأت تتنازل عن البقية الباقية حتى وجدنا أنفسنا اليوم أمام نذر قليل من الضفة الغربية لا تشكل دولة ولا تشكل كيانا واحدا ثم جاءت هذه الاتفاقيات التي كشفت عنها وثائق الجزيرة لتبين أن هؤلاء يسيرون في نهج من التنازل شيئا فشيئا حتى لا يبقى شيء لفلسطين، يعني رضوا بموضوع تبادل الأراضي وكأنهم رضوا بموضوع أن يهجر أبناء فلسطين 48 من أرضهم، ورضوا بأن تكون هذه الحدود التي تأخذ معظم القدس حتى تصل إلى المسجد الأقصى ورضوا بأن يكون هناك دولة باسم دولة يهودية نقية العرق، هكذا يقولون ويريدون، كل هذه الأمور ولا شك من الكبائر التي كشف عنها تبين إلى أي مدى هؤلاء ضالعون في إقامة الدولة اليهودية، للأسف هؤلاء أصبحوا عناصر لإقامة الدولة اليهودية بدل أن يكونوا جنودا مجاهدين لمواجهة اليهود وتحرير فلسطين هم اليوم أصبحوا جزءا من إقامة الدولة اليهودية والمحافظة عليها

المقدم: دكتور ربما أخطر ما فعله الوفد المفاوض هو الاعتراف وهو صمام الأمان للتنازل عن الثوابت الفلسطينية، حتى الأنظمة العربية كانت تطالب الفصائل الفلسطينية بالاعتراف، الآن ما حكم هذا الاعتراف؟ ولماذا تسعى السلطة الفلسطينية لجر الآخرين للاعتراف بهذا المحتل ؟

الضيف: لا شك أن القضية الفلسطينية هي قضية إسلامية وقضية عربية وهم يريدون أن يعمموا هذا الإجرام على بقية الدول العربية وبقية الأقطار العربية وبقية الأنظمة العربية حتى لا يبقى هناك خطر على اليهود من الخارج، ولا يرضون حتى تبدأ الدول الغربية كما قالوا، 57 دولة إسلامية تعترف باليهود هذا هو الذي كان صيغة العرض الذي تقدم في الرباعية وتقدم في الاتفاقية العربية التي قدمت من خلال الجامعة العربية أن 57 دولة تريد أن تعترف بدولة اليهود، وهذا في الحقيقة حتى لا يبقى من يطالب في فلسطين ومن يجاهد في سبيل فلسطين، لكن في الحقيقة خاب فألهم وخسئ قولهم فلسطين ستبقى بإذن الله تبارك وتعالى في قلب كل مسلم وفي قلب كل عربي ولن يتخلى ولن يتنازل عنها لا أبناء فلسطين ولا أبناء الضفة الغربية ولا يغرنكم أن أبناء الضفة الغربية الآن يتململون ولم ينفجروا، الانفجار قادم بإذن الله تبارك وتعالى هذه فلسطين مقدسة أرض الله وأرض المسلمين لا تنازل عنها بإذن الله

المقدم: لم يبق الكثير من الوقت لكن أريد أن أركز على بعض النقاط سريعا، هناك توجهات إسرائيلية نادى بها بعض أعضاء الكنيست وهي إلزام الفلسطينيين الذين يريدون أن يحملوا الجنسية الإسرائيلية بقسم الولاء للدولة العبرية ونصه ” أصرح أن أكون مواطنا مخلصا لدولة إسرائيل ويضيف عبارة كدولة يهودية ” ما حكم هذا القسم لأهل 48 ولأهل الضفة عموما؟

الضيف: هذا القسم باطل ولا يجوز والذي يقسم هذا القسم يلتحق باليهود فيصبح يهوديا مثل اليهود ولذلك لا يجوز لأحد أن يتفوه بمثل هذا القسم بل لا بد أن يرفض هذا القسم مهما كانت النتائج، حتى ولو كانت النتائج السجن والحبس والإيذاء والتعذيب، إن هذا القسم يساوي الكفر ولذلك لا يجوز أبدا بأي حال من الأحوال أن يرضى مسلم أو عربي بهذا القسم، لأن فيه التنازل عن فلسطين وعن حق الأمة كلها هو لا يتنازل عن حقه وحده، هو يتنازل عن حق الأجيال وحق الأمة كلها

المقدم: السؤال الأخير في نصف دقيقة دكتور همام، قبل أشهر كانت طواقم الإطفاء الفلسطينية تشارك في إخماد حريق جبل الكرمل، السؤال أين تعاطف هذه الطواقم مع أهل غزة أثناء الحرب ومع الأسرى ومع بقية أهل فلسطين ؟

الضيف: للأسف هذه الطواقم لو سلمت غزة منها، لكن لم يسلم أحد، أن يتباكوا على ما يصيب اليهود من أذى واليهود محتلون، هذه حيفا التي ذهبوا لإخماد حرائقها أليست حيفا التي احتلها اليهود ونهبوها وأخذوا ثرواتها وطردوا شعبها منها وطردوا أمتها منها؟! بدل أن يكون دورهم إطفاء الحرائق كان يجب أن يكون دورهم إشعال الحرائق، الواجب هو إشعال الحرائق بدل إطفاء الحرائق، هي ليست قضية إنسانية لأن القضية الإنسانية مستبعدة تماما هؤلاء هم أعداء الإنسانية، من الذي هجر الملايين من أبناء فلسطين من أرضهم؟ من الذي حرم أهل فلسطين من مائهم وهوائهم؟ هؤلاء أعداء الإنسانية

المقدم: للأسف دكتور

الضيف: من يمد أعداء الإنسانية بأي عون هو عدو للإنسانية كذلك

المقدم: للأسف دكتور هذا ما سمح به وقت البرنامج ولدينا الكثير من النقاط معكم لعلنا نستضيفكم في حلقة قادمة، نشكركم شكرا جزيلا دكتور همام سعيد المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن وأستاذ الحديث الشريف كما نشكركم مشاهدينا على المتابعة ويمكنكم التواصل مع فقه القضية عن طريق البريد الإلكتروني الذي يظهر على الشاشة، هذه تحياتي عمر الجيوسي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.