الحلقة 51 غزة… مجتمع مساجد

    

ضيف الحلقة: الدكتور مروان أبو راس    رئيس رابطة علماء فلسطين _ غزة

المقدم: د. عمر الجيوسي.

تاريخ الحلقة: 13/01/2010م

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشاهدينا الكرام في كل مكان يقول الله عز وجل {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} في إطار حربه على غزة استهدف الكيان الصهيوني المصلين والمساجد بأطنان ثقيلة من المتفجرات وهدم المساجد فوق رؤوس المصلين وكانت النتيجة أن تزايد تمسك أهل غزة بالمساجد وبرسالتها وازداد عدد مرتادي المساجد من مجاهدين ومن حفاظ للقرآن ينعمون بحرية دعوية لا تقارن ببقية الدول، نحن كنا مشاهدينا جيدين بالطبع كالعادة حيث لم يحركنا استشهاد وجرح الآلاف ولم يحركنا قصف أكثر من 150 مسجدا، أما الفلسطينيين في غزة مهاجرين وأنصار في غرفة واحدة تقاسموا رغيف الخبز وكوب الماء والقذائف {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ} أفرزت الرحب جوانب إيجابية مضيئة لدى الشعب الفلسطيني ما كانت لتظهر لولا هذا المصاب الجلل، أما ما فقدوه من شهداء في شهر الحرب فقد عوضوه بإنجاب 3000 مولود جديد، فإذا كان الصهاينة يملكون القنبلة الذرية فإن الشعب الفلسطيني يملك قنبلة الذرية {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا} مشاهدينا في هذه الحلقة ربما نعرف ما هي الأدوار المطلوبة منا لدعم مساجد غزة ولدعم تكافل أهلها ومن الذي يمنع ويضع المعوقات كي لا يتم إعادة إعمار مجتمع ومساجد غزة ومرتادي هذه المساجد لمناقشة هذه المحاور وغيرها نستضيف من غزة رئيس رابطة علماء فلسطين في غزة الدكتور مروان أبو راس، وحلقة بعنوان غزة مجتمع مساجد، حياكم الله دكتور مروان أبو راس

الضيف: حياكم الله وبارك الله فيكم

المقدم: الله يكرمك، دكتور بداية “يقول اللواء محمود شيخ خطاب رحمه الله إن الصمود كان ولا يزال وسيبقى أقوى سلاح في الحرب”، وأثبتت التجارب أن خسائر النزاع العسكري عند الصامدين أقل ب 1% من خسائر من لا يصمدون، وبالتالي ما هي أهم ملامح صمود غزة أثناء وبعد حرب الفرقان

الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد، فإنني أتوجه بالشكر الجزيل بداية إلى فضائيتكم الكريمة التي خصصت حلقات وأفردتها لعرض مجريات الحرب التي وقعت على غزة ومجريات الاعتداء الظالم الإجرامي الوحشي التي قامت به القوات الصهيونية على مدينة غزة بالكامل وقطاعنا الحبيب وقد استهدفت في هذا الهجوم الهمجي الوحشي كل مناحي الحياة الإنسانية الموجودة هنا في هذا الوطن الحبيب الغالي، أقول ملامح الصمود كانت متجسدة في جوانب عديدة من الناس، سواء كان الناس من الإخوة المجاهدين أو الإخوة العاديين الثابتين الصامدين في بيوتهم الجميع كان متحصن بحصن حصين وهو التوجه والتوكل على الله سبحانه وتعالى كانت هناك قناعة عند كل الناس أن هذه الحرب الهدف منها هو تركيعه، تركيع هذا الشعب وانتزاع مواقف سياسية هو زرع بذور الفتنة ودق أسافيل الخلاف في بنية هذا المجتمع القوي المتين ولذلك وعي الشعب الفلسطيني كان سبب من أسباب قوته وصموده خصوصا أنه أصبح واعيا إلى أبعد ما يمكن أن تكون عليه الأحوال، هو يفهم ما وراء الحدث يفهم ما وراء الخبر يفهم ويقرأ ما بين السطور ولا يتوقف إدراكه وعقله وذهنه واستيعابه إلى مجريات الحدث الآني ولذلك كان ذلك سبب رئيسي من أسبا الثبات والصبر والصمود، أيضا ملامح الصمود تجسدت أخي الكريم في احتضان الشعب للمقاومة، ليس هناك في غزة مرافق استراتيجية ولا ثكنات عسكرية ولا يوجد فيها أماكن حماية للمجاهدين، فكان المجاهدون والشعب الفلسطيني متلاحمين معا، كان الناس والشعب والمجاهدين وكل مرافق هذا الشعب كانوا لحمة كانوا قطعة واحدة كانوا شيئا واحدا، تلاحمت الصفوف وتداخلت الأجساد وتداخلت الأرواح وتداخلت حتى أنك لا تكاد تميز بين مجاهد وبين إنسان عادي بين تاجر وبين مقاوم، لا تكاد تميز ولا تفرق أبدا، وقد كانت هذه اللحمة كذلك مظهر مجسد للصمود والصبر والثبات ورد هذا العدوان بكل ما فيه، لك أن تتخيل أخي العزيز عندما كان يعتدي الاحتلال على حي من الأحياء فيخرج ببعض الأحيان أبناء هذا الحي من الناس القريبين من المواجهة فيحتضنهم الأحياء أخرى تحتضنهم البيوت الأخرى، يجدون صدور الناس مفتوحة، يتقاسمون كما أشرت أخي الحبيب لقمة الخبز يتقاسمون كوز الماء، كوز الماء لأن الكهرباء في أثناء الحرب كانت مقطوعة بالكامل، فلما تقطع الكهرباء تقطع المياه معها لأن ضخ الماء يكون عن طريق الكهرباء لأنه لا يوجد أصلا مياه كافية في قطاع غزة فمتورات المياه تضخ المياه إلى الأعلى فتنزل المياه على البيوت، لا توجد كهرباء لتضخ الماء وبالتالي انقطعت المياه بالكامل عن قطاع غزة ولذلك تجد أن الناس الذين عندهم القليل من الماء يتصدقون به على الآخرين، فتجد هناك محطات التحلية كانت تقف بين البيوت بين المنازل لتعطي المياه العذبة إلى البيوت مجانا، كنت ترى الناس يتقاسمون ويدعو بعضهم بعضا إلى أن يأتي ويأخذ الماء كذلك توزيع الخبز كذلك كان هناك شئ مهم جدا مفقود وهو الغاز، غاز الطهي لا يوجد غاز طهي لا يوجد خبز حتى الخبز أصبح مفقودا فتجد الناس طوابير الخبز على المخابز، يبدأ طابور الخبز من قبل الفجر وينتهي بعد صلاة العشاء ليحصل المواطن الكريم على ربطة خبز ثلاثة كيلو غرام له ولأبنائه، هذا كان واقع الحال لا تجد مزاحمة لا تجد منافسة ولا تجد صراع لا تجد خصومة الكل يحترم الآخر والكل يقدم الآخر والكل يعطي الآخر ، كان مظهر التكامل والتكافل من أجمل مظاهر الثبات والصمود

المقدم: إذا دكتور

الضيف: التي تجسدت على أرض غزة

المقدم: أنت تحدثت عن الكثير من ملامح الصمود والتكافل وأنت الآن رئيس رابطة علماء فلسطين في غزة وبرنامجنا هو برنامد تأصيل فهي لهذه القضايا وخصوصا التكافل، فما هو الدليل الشرعي وما هو النص حتى يعرف الناس قيمة هذا الموضوع الي نتناوله

الضيف: في الحقيقة هذا سؤال جميل جدا، لا بد أولا من توضيح مسألة مهمة ليس دائما تكون الصدقة أو النفقة الواجبة هي الزكاة فقط، يجب أن يفهم المسلم أنه ليس النفقة الواجبة هي الزكاة  هي زكاة المال فقط، إنما الزكاة هي واجبة نفقة واجبة وكذلك تجهز الغازي خصوصا في جهاد الدفع هي واجبة وكذلك لا يجوز أن ينظر الجار على جاره وهو محتاج هو يأكل وجاره محروم هذه كذلك نفقة واجبة يعني أن يعطي جاره لا يجوز أن يبقى هو يأكل ويعيش ويتنعم وجاره محتاج، هذه لا يجوز أن تبقى كذلك ضمن طبقة التطوع إذاً النفقة الواجبة لها مجالات متعددة أدرك الشعب الفلسطيني في ذلك ضرورة التكافل الشرعي والحكم الشرعي في ذلك، وليس تطرعا التكافل في حالات الضرورة في حالات الحروب في حالات الوباء هذه نفقات واجبة وليست نفقات تطوعية على الهوى الإنسان إن شاء أنفق وإن شاء لم ينفق بل إنه يحرم حرمة أكيدة على من كان عنده المال على من كان عنده القدرة على أن يعطي ولم يعطي هنا يقع في إثم كبير ولذلك التكافل الإجتماعي من هذا المنظور الشرعي هو تكافل مهم ويتجسد كما قلت تجسدا واقعيا حقيقيا في الحرب على غزة كما كان تجسد في كل محطات المواجهة مع العدو والاحتلال ففي الانتفاضة تجسد وما بعد الانتفاضة كذلك وبالانتفاضة الثانية نجده واقعا حاضرا وكذلك في حرب الاحتلال على غزة كذلك تجسد بكل وضوح وجلاء هذا التكافل الأخوي الجميل الذي أصبح سمة من سمات الشعب الفلسطيني في غزة، لم يغلق أحد بابه أمام أحد لم يمنع أحد شئ عن أحد لم يقف أحد حائل أمام أحد، يحمي المجاهدين ويعطي المحتاجين هكذا فهم الناس في غزة الحكم الشرعي بالكافل الأخوي فيما بينهم

المقدم: إذا ذكرت دكتور مروان الواقع في النص والنص في الواقع الذي عشتموه في غزة في هذا التكافل والصور الرائعة التي ذكرت والرسول صلى الله عليه وسلم وصف في مدح الأشعريين في الحديث الذي يرويه أبو موسى الأشعري عندما يغزون فإنهم يضعون طعامهم في ثوب واحد  ثم يقتسمون فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم (فأنا منهم وهم مني) أو كما جاء في الحديث والآن هل لكم في مقارنة ما حصل من ملامح التكافل ومقارنته مع ما حصل بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة زمن النبي صلى الله عليه وسلم

الضيف: أخي الكريم ما حصل في غزة منسجم تماما ومنبثق تماما مع السيرة العطرة ومع ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قلت بكل دقة ما كان يحدث كي نصل إلى السؤال، ما كان يحدث مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يأتي المهاجر فيحتضنه أخوه الأنصاري ويقتسم بينه ومعه ماله بل بعضهم اقتسم معه، كان يعرض عليه أن يقتسم معه زوجاته،

المقدم: ربما كان

الضيف: ويقتسم معه اللباس

المقدم: ربما تحتاج هذه الرواية إلى توثيق علمي، ربما فيها كلام

الضيف: نعم ولكن هذا دليل على أن

المقدم: موضوع الزوجات

الضيف: شدة الترافق والتواصل الحميمي الأخوي نفذته تلك الهجرة العطرة الميمونة التي أصبحت نبراس للناس جميعا فيما بعد، ما جرى في غزة أخي الحبيب ينسجم تماما مع هذه الممارسة الجميلة التي فعلا تعتبر نموذجا ونبراسا للإنسانية والبشرية جمعاء، عندما كان يأتي بعض الأغنياء، أنا سأضرب لك مثلا، عندما يأتي بعض الأغنياء فيرى الناس قد هجروا بيوتهم المهددة وجاؤوا إلى بعض الأحياء فيسأل عن هؤلاء جميعا ويأتي بالخبز ويوزع ويأتي بالمال ويعطي ويأتي بالغذاء ويعطي ويأتي بالمال ويوزع على الناس، خصوصا في ذلك الوقت الذي كان فيه الشدة والضنك وعدم وجود مقومات الحياة، لا يوجد حليب لا يوجد لبن لا يوجد غذاء أطفال لا يوجد مستلزمات الأطفال الضرورية حتى الدواء كان قليلا فكلن يجتهد وكان يأتي بما يحتاجه ويوزع على جميع الضيوف الذين نزلوا على هذا الحي ولك أن تتخيل غزة المزدحمة بالسكان والمليئة بالأطفال والمليئة بالنساء والمليئة بالصبية والأطفال الصغار والمليئة بالفتيات كانوا جميعا يتجمعون فتجد البيت الواحد، أخي الحبيب البيت الواحد الشقة المكونة من ثلاث أو أربعة غرف تجد فيه أكثر من ثلاثين أو أربعين نفس هكذا كان حال الناس أثناء الحرب على غزة لم يتضجر أحد لم يتضايق أحد الكل كان يتلاحم ويتعاون ويتكاتف، بل أبعد من ذلك أخي العزيز، الآن الناس كانوا يتذكرون، الناس يتذكرون تلك الفترة بكل فرح وبكل غبطة وبكل سرور عندما كانت تجمعهم هذه الحرب وتألف بينهم فيجلسون ويتسامرون ويتآنسون ويخفف بعضهم عن بعض، أليست هذه من أعلى درجات الالتزام فيما جرى في المدينة عندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم والمهاجرون واحتضنهم الأنصار

المقدم: نعم واضح دكتور

الضيف: وفتحوا لهم بيوتهم وقاسموهم أموالهم

المقدم: الأمثلة والحكم صار واضح تماما الآن، هذا في داخل غزة، نريد شواهد تلاحم وتكافل العرب مع أهل غزة

الضيف: والله يا أخي الكريم تكافل وتضامن العرب في خارج غزة، أنتم في جزء مهم من أبناء أمتنا ولكم أن تقيموا، نحن كنا في غزة نسمع تضامنات ونسمع اتصالات وكانت هناك مسيرات وكانت هناك احتجاجات وكانت هناك غضبة عارمة من الشعوب كل الشعوب العربية وكل الشعوب الإسلامية كان هناك تضامن كبير وكان هناك وقفة ثابتة وقفة رجولية وهبة عارمة من الشعوب، وقفت في وجه حكوماتها ووقفت في وجه العدوان على غزة، ووقفت في وجه الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية المتآمرة علينا وكذلك الحكومات التي كان لها دور واضح في حرب غزة، وقفوا في وجههم نعم، ونحن هنا نسجل هذه الوقفة بكل فخر وبكل اعتزاز، نسجل شكرنا ونسجل غبطتنا ونسجل فرحتنا بهذه الهبة العارمة التي كانت من أبناء الشعوب العربية والإسلامية، بل أخي الكريم أقول لك عندما زرنا بعض الدول الإسلامية مثل أندونيسيا مثلا وهي دولة بعيدة عنا وبيننا وبينها آلاف الكيلو مترات يحفظون غزة يحفظون شوارع غزة يحفظون المعارك التي دارت في غزة يحفظون  المناطق في غزة، وقد كان هناك تقطع أوصال حتى إعلامية الشعب الماليزي الشعب الأندونيسي الشعب الموريتاني والشعوب المسلمة والشعوب المسلمة الهندية وبعض المتضامنين وكذلك الشعوب الأخرى من الأطراف كذلك الأخوة من المغرب العربي، بل هناك التضامن الذي جاء من أمريكا الجنوبية والميرات التي كانت في أوروبا المليونية والربع مليونية والنصف مليونية هذا أعطانا دفعة كبيرة وأعطانا قوة فريدة، كأنه يقول لنا اثبتوا وأصمدوا واصبروا فنحن معكم ولستم وحدكم فيب الميدان وأنتم على الحق المبين وستجدون منا كل الدعم والتأييد والمساندة، نعم كان هذا له أثر ونحن حقيقة نتمنى أن تبقى هذه الشعوب على وقفتها وأن تبقى على وقفتها وأن تبقى على استعدادها، فإن الملائكة لم تضع أسلحتها في غزة وإن المجاهدين لم تضع أسلحتها في غزة وإن عدونا كذلك، وهذا هو الأخطر في الموضوع لم يتوقف عن تهديده ووعيده لنا هنا في غزة بشن عدوان جديد ويهدد بعدوان أكبر على شعبنا الأعزل في غزة

المقدم: نسأل الله لكم السلامة من حرب متوقعة جديدة، على كلا هناك محاور وأسئلة كثيرة لكن إذا سمحت ضيفنا الكريم ومشاهدينا الكرام نلتقيكم بعد الفاصل فابقوا معنا

من جديد نرحب بكم مشاهدينا في حلقة جديدة بعنوان غزة مجتمع مساجد، وضيفنا هو الدكتور مروان أبوراس رئيس رابطة علماء فلسطين في غزة،

دكتور نريد أن نسأل والكثيرون يسألون منذ بداية الحرب واكتمال حلقات الحرب أخرى منها الحصار المطبق على غزة الكثير من المسلمين ومن الناس غير المسلمين يريدون التبرع، بين قوسين التبرع، هو واجب كما ذكرت واجب شرعي، لكن ما هي أهم الطرق المتاحة لوصول هذه الإمدادات لكم

الضيف: أخي العزيز في الحقيقة أؤكد على ما قلت قبل قليل بأن شعوبنا العربية والإسلامية هي شعوب حية وهي عمقنا الاستراتجي لأنه يربطنا بها وشائج الأخوة والعقيدة والدين والإنسانية والبر والمقدسات فنحن على يقين أنها لن تتركنا ولن تتخلى عنا، ولذلك مجالات الدعم والإسناد إلى الشعب الفلسطيني في غزة مجالات عديدة، هناك مجالات في دعم الأيتام هناك مجالات في دعم المؤسسات، هنا في غزة، هناك مجالات لدعم الحكومة الفلسطينية الشرعية الموجودة في غزة، هناك مجالات لدعم المباني التي دمرها الاحتلال بحربه الإجرامية على غزة، هناك مجالات لدعم التحصيل ومشاريع الأوقاف ومشاريع المساجد وإعادة بناءها موجودة كذلك في غزة، ويمكن لكل حر غيور أن يتعرف على المؤسسات الخيرية التي لها فروع في غزة ويتعاون معها ويمكن أن تتبنى بعض المساريع منهم مباشرة وتقوم بها في غزة، يمكنه كذلك أن يتصل مباشرة ببعض الناس هنا في غزة ويعطونه آليات للتواضل وإرسال الدعم ما يستطيع أن يرسله إلى غزة مباشرة

المقدم: دكتور ذكرت قبل قليل الجمعيات    

الضيف:  وكلها وسائل موجودة

المقدم: ذكرت قبل قليل الجمعيات الخيرية في غزة كيف تقيم دورها يبدو أنها تواجه بعض المساكل رغم الإيجابيات والدور الكبير الذي تقوم فيه

الضيف: بالتأكيد تواجه بعض المشاكل والكثير من المشاكل، الجمعيات ليس عندها حرية الحركة وليس عندها حرية العمل، بل الجمعيات الخيرية الموجودة في غزة مقيدة بقيديين اثنين للأسف الشديد، قيد للاحتلال وقيد من غير الاحتلال من سلطة رام الله وكذلك من قوى إقليمية عربية أخرى تقيد حرية وحركة هذه الجمعيات، ولذلك نقول رغم هذه القيود الموجودة إلا أن الجمعيات تستطيع أن تتحرك ولو بالحد الأدنى أو ما هو أفضل منه، وتستطيع أن توصل هذا الدعم وهذه المساعدات إلى مستحقيها، تستطيع أن تقوم بعمليات الإعمار خصوصا وقد قام إخوانكم هنا في غزة بابتكار جديد ربما لم تعهده الشعوب من قبل وهو إعادة بناء آثار الدمار، يعني يأتون بالكتل الإسمنتية الضخمة ويضعونها في كسارات معينة فتتهشم وتصبح هشيما صغيرا تزود عن الحجارة ثم يعيدون بناء البيوت من جديد وقد تم إعادة بنايات كثيرة بهذه الطريقة وقد تم إعادة مؤسسات ومراكز شرطة

المقدم: ربما هناك دكتور مروان معوق آحر لهذا التكافل، يعني البعض يتهم الحكومة في غزة بأنها تضع فيتو على المصالحة وبالتالي لن يتم استثمار هذا التكافل

الضيف: والله يا أخي العزيز هذا أعجب ما أسمع، ما علاقة المصالحة بعمليات إعادة الإعمار كيف يمكن أن تتم المصالحة وبعدها عمليات الإعمار ولماذا لا تبدأ حكومة رام الله وحركة فتح بإعادة الإعمار من الآن لتكون بادرة خير للمصالحة وصفحة أولى من صفحات هذا الطرح وهذا الكتاب، أقول هذه حجة واهية، الحكومة عندنا مسكينة متهمة بالكثير وهي المحاصرة وهي المهددة وهي الملاحقة وهي التي يتآمر عليها الكثيرون، أقول لا يوجد أي فيتو على إعادة مطلقا سواء عن طريق مباشر أو عن طريق غير مباشر، عن طريق مؤسسات موجودة أو عن طريق مؤسسات توجد أو عن طريق أمم متحدة أو عن طريق جامعة عربية أو عن طريق رام الله أو عن طريق أي بلد عربي أن يتفضلوا جميعا، البلد هنا على أتم الاستعداد لاستقبال أي إنسان يريد الخير له ولا علاقة لموضوع المصالحة، الخلاف بين الحكومتين، الحكومة الشرعية في غزة وحكومة الصدفة، كما سماها بعض قيادات فتح في الضفة، ليس هو على إعادة الإعمار، الخلاف ليس على أن العدو هو عدونا

المقدم: إذا قضايا الأموال

الضيف: ولكن خلافنا

المقدم: الأموال التي تأتيكم لدعم هذا الإعمار دكتور مروان

الضيف: إلى مستحقيها مباشرة

المقدم: ألا يوجد فساد في الحكومة

الضيف: في حكومة غزة يوجد فساد، من الذي، أنا أتحدى أن تكون هناك تهمة واحدة على حكومة غزة بالفساد، أنا أتحدى، بل هناك تقارير تخرج من الأمم المتحدة ومن بعض ممن يأتي لزيارة غزة من الدوليين يقولون، حتى كلارك الذي كان وزير العدل السابق الذي كان في غزة قبل يومين تصريحات واضحة وجلية عن حقيقة الأوضاع في غزة، الفساد معلوم تماما أين يوجد، الأموال لا تأتي إلى غزة مطلقا، لا توجد هناك أموال بالكاد تستطيع الحكومة الفلسطينية في غزة بالكاد تستطيع أن تدبر شأنها وتعطي رواتب موظفيها وتقوم ببعض الأمور التشغيلية البسيطة على حسب الإمكانيات لتقوم بالأمر وتعطي شئ من المستلزمات الضرورية إلى المواطن الفلسطيني المحترم الذي نحبه ويحبنا، هنا في غزة،  المليارات تضخ هناك في رام الله ولذلك السؤال، أين تذهب المليارات ثم هناك مؤتمرات عقدت لإعادة إعمار غزة نريد لأصحاب هذه المؤتمرات أن يعطونا إيصال استلام واحد من حكومة غزة على أنهم استلموا أي أموال من هذه المؤتمرات لنحكم على الحكومة بأنها فرطت أو ضيعت أو أهدرت أو هناك أي شكل من أشكال الحلل الإداري في غزة

المقدم: طيب دكتور

الضيف: هذا كلام فارغ لا يوجد منه على الإطلاق إنه مجرد أقوال لا أساس لها ولا

المقدم: دعنا نذهب إلى شريحة أخرى من الأدوار والمعوقات وهي شريحة المشايخ والعلماء منهم من قاد الحرب على غزة وقدم ما عليه وجاهد بالكلمة وربما منهم من دفع ثمن ذلك في دول عربية وإسلامية كثيرة، منهم من صمت وانشغل بأشياء أخرى، هل يجوز وأنت عالم وشيخ ورئيس رابطة علماء فلسطين، ما هو حكم العالم الذي يصمت وهل حكمه كحكم العامة وحكمه كحكم الحكام أيضا

الضيف: أخي الكريم، في الحقيقة هذا واقع أليم يعتصر القلب وفي الحقيقة يدمي كل ذي لب لأن العالم هو أعلم الناس بالأحكام الشرعية العالم هو الذي يوجه الناس للواجب، وما هو حرام وما هو مباح وما هو مكروه وما هو مندوب، العالم  وظيفته أهم من وظيفة الطبيب الذي بيده المشرط ويقوم بالعمليات، العالم وظيفته أهم من وظيفة المهني أهم من وظيفة المعلم أهم من وظيفة القائد أو الملك أو الرئيس أو المسؤول لأنه هو البوصلة التي توجه المجتمع بجميع شرائحه ذات اليمين أو ذات اليسار حسب ما يرى من الحق، فإذا قصر العالم فتقصيره سيكون مبررا لتقصير الحاكم وتقصير العوام العادي وهو سيكون حجة على نفسة لأنه يحمل القرآن والقرآن كما جاء في الحديث (حجة لك أو عليك) فهو يعني سيحدد المسار وسيحدد الاتجاه إلى أين سيكون مصيره أعتقد أن العالم الذي يسكت ويصمت على جريمة كبيرة مثل جريمة الحرب على غزة هو عالم مجرم في حق نفسه في حق دينه يرتكب جريمة كبيرة لا حدود لها أبدا أمام الله سبحانه وتعالى

المقدم: طيب

الضيف: فيقم العالم بواجب النصرة من الذي سيقوم بواجب النصرة نعم يا أخي

المقدم: رغم أن علماء الأزهر الشريف انقسموا إلى فريقين أثناء بناء الجدار الفولاذي الذي يحاصر غزه من جهة رفح يعني بعضهم أكدوا وجوب بناء هذا الجدار، لكن الكثير منهم قالوا وبينوا أنه يعني من أعان على حصار مسلم فهو ظالم معتد قاتل بالتالي ما هو دور العلماء لو تكررت هذه العملية المجنونة على غزة لا سمح الله

الضيف: والله أخي الكريم يعني نحن أجبنا على نصف هذا السؤال قبل قليل نعم والنصف الأخر هو بيد العلماء يعني إذا كان علماء الأزهر الذي يحمل هذه العراقة ويحمل هذا التاريخ العظيم العطر المشرف الصادق من زمان والذي كان شوكة في حلق الاستعمار وفي عينه وفي خاصرته والذي وضع الاستعمار خطة للقضاء على الأزهر حيث كان الأزهر يقود المراحل النضالية والجهادية في السابق وقد كان له دور في خلاص بلد عريقة مثل مصر وفي خلاص دول أخرى وقد كان الأزهر مصدر إشعاع في النور إلى كل ربوع العالم وليس فقط العالم العربي أو العالم الإسلامي فدعاة الأزهر ينتشرون في المناسبات في أمريكا وفي أوروبا و في أسيا وفي الدول العربية جميعا نقول إذا لم يقم علماء الأزهر بهذا الواجب الذي فرضه ربنا سبحانه وتعالى عليهم، إذاً فلينتظروا العقوبة الإلهية من السماء، وإذا كان علماء الأزهر سيبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل فلينتظروا العقوبة الإلهية من السماء، وإذا كان علماء الأزهر يكتمون الآيات أو يحرفونها لا قدر الله، ولا نظنهم يفعلون ذلك فأعتقد بأن ذلك سيكون مصيبة وكذلك أقول هناك علماء آخرون علماء الخليج العربي وهناك علماء المغرب العربي وهناك علماء بلاد الشام وهناك علماء شرق العالم الإسلامي في إيران وفي اندونيسيا وفي باكستان وفي ماليزيا وفي بلاد الشرق الإسلامي كله، هؤلاء جميعا يجب أن تكون لهم مواقف داعمة ومساندة تقول الحق ولا تخشى في الله لومة لائم ولا يجوز أن تبيع دينها بعرض من الدنيا زائل قليل

المقدم: دكتور العنوان هو غزة مجتمع مساجد، تناولنا شئ عن المجتمع وشرحنا ملامح الصمود والأدوار والمعوقات لكن الآن نذهب باتجاه المساجد في يوميات العدوان كان هناك استهداف من جيش الصهاينة لوزارة الأوقاف وكان هناك تقارير تقول أن الخسائر 25 مليون  دولار تقريبا ما هي الأشياء التي استهدفها العدوان غير المساجد       

الضيف: أخي الكريم، بداية يجب أن أشير إلى استهداف المساجد، استهداف المساجد هو إعلان حرب على الله، لأن هذه بيوت الله، فإذا كان بيت الله لا قدسية له ولا حرمة له وهو بيت عبادة وبيت لله سبحانه وتعالى فهذا إعلان حرب على الله سبحانه وتعالى، هذا أولا أما ثانيا فقد تم استهداف مرافق أخرى زيادة عن المساجد، هم زعموا أن المساجد فيها مجاهدون وفيها مقاتلون وفيها تخزين سلاح، وهذه أكاذيب وأباطيل أثبتت الوقائع والأدلة القاطعة ببطلانها وأنها مجرد مبررات لهذا القصف، ولكن أخي الكريم لم يستهدفوا المساجد فقط بل استهدفوا المكتبات كذلك الدور العلمية المقرات العلمية، استهدفوا المقرات العلمية استهدفوا أشياء كثيرة لها علاقة بالأوقاف ولها علاقة بتعليم القرآن الكريم ولها علاقة بتعليم الدين الإسلامي، استهدفوا كل هذه الأمور، أقول لك شئ أخر حتى الكنائس لم تسلم من استهدافهم، حتى الكنائس أخي الكريم لم تسلم من استهدافهم ومن إجرامهم ومن قصفهم ومن تدميرهم

المقدم: وكذلك المقابر التابعة

الضيف: كل المقار على الإطلاق

المقدم: كذلك المقابر وغير ذلك، ولكن سنتعرف على الدور الذي قام به وابتكره أهل غزة لإعادة إعمار هذه المساجد وكذلك دور الدول العربية والإسلامية ولكن بعد هذا الفاصل

مشاهدينا نلتقيكم بعد فاصل قصير فانتظرونا

المقدم: أهلا بكم من جديد

دكتور مروان أهل غزة ما شاء الله استطاعوا ترميم أكثر من 89 مسجد واستطاعوا إصلاحه إصلاحا كاملا واستطاعوا ترميم 19 مسجدا تقريبا وحولوها إلى مصليات مؤقتة ولو كانت بشئ من البيوت البلاستيكية التي تستخدم في الزراعة، كيف تمكن أهل غزة رغم عدم السماح بإدخال مواد الإعمار كيف تمكنوا من إصلاح وترميم هذه المساجد وما أجر ذلك في ميزان الشريعة

الضيف: أخي الكريم في الحقيقة البلاستيكية التي أشرت إليها أو المباني البلاستيكية هذه لم تنشأ أو لم يعد إعمار المساجد الآن إنما هذا بدأ بمجرد انتهاء الحرب مباشرة بمجرد انتهاء الحرب مباشرة بدأ الشباب بوضع البيوت البلاستيكية بأماكن المسجد أو بجوارها وأصبح الناس يأتون إليها في الصلوات الخمس وتقام فيها في بعض المساجد صلوات الجمعة لأن ذلك يدل على مدى الإصرار والتصميم والثبات والصبر والصمود في وجه الغزاة وفي وجه المعتدين وعلى أن بيوت الله تبارك وتعالى ليس شرطا أن تكون من الحجر وإنما شرطها أن يأتيها البشر وأن يأتيها الإنسان المسلم ليعمرها وليقيم شريعة الله تعالى فيها، أما إعادة الإعمار فقد أشرت أنا قبل قليل بأنهم حاولوا وللآن ولازال هذا الموضوع متواصل يعيدون الإعمار من بقايا القصف الصهيوني على غزة، فقد استطاع شعب غزة أن يقيم بإنشاء اللبنات الإسمنتية التي تكون للبناء هذا من الحجارة المفتتة من القصف ولازالت الآن إعادة الإعمار حتى المباني وخصوصا المساجد تكون من ذلك، أيضا القطع الإسمنتية الضخمة وكذلك استخراج الحديد من داخل القطع الإسمنتية الضخمة، بدأ الناس منذ فترة ليعيدوا استخدامها بإعادة استخدامها بتفتيتها إلى قطع صغيرة ثم الإسمنت والبحص ممنوع فاستطاع الناس إدخال كميات كبيرة من الشقيقة مصر عبر الأنفاق ولك أن تتخيل المشاق والمصاعب وعدد الذين يلقون حتفهم بسبب العمل في الأنفاق وبسبب الانهيارات وما إلى ذلك ثم ارتفاع الثمن، لكن الناس مصرون تماما على أن يعيدوا بناء بلدهم وعلى أن يعيدوا إعمار مساجدهم ليقيموا بها شعيرة الله تعالى وبالتالي تم إعادة إعمار عدد لا بأس به من المساجد ولكن هذا يا أخي ليس بديلا عن فك الحصار ورفعه تماما عن قطاع غزة، لازال قطاع غزة بحاجة لإعادة إعمار عدد كبير من المساجد وأيضا إعادة إعمار عدد كبير من المساكن والمؤسسات التي لا يمكن أن يتم إعادة إعمارها بهذه الطريقة، هذه طريقة جيدة لكنها غير كافية بالمطلق بل لا بد من فتح المعابر التي تدخل منها مواد البناء بالكامل لنقوم بعملية إعمار بلدنا إن شاء الله

المقدم: دكتور مروان لو تجولنا في أقطار الوطن العربي الحمد لله نجده يزخر بالمساجد التي يتفنون بعمارتها وزخرفتها وأكبر سجادة والنزول من المئذنة بدرج كهربائي وربما مصعد كهربائي وبعضها كلف أكث من مليار دولار ومجال تنافس في هذا، ما هو الدور الشرعي والدور الفعلي التي قام بها العرب تجاه إعادة إعمار مساجد غزة

الضيف: أخي الكريم قلتها وأقولها وأكررها دائما إخواننا وأهلنا وشعوبنا بل وحكوماتنا هي عمقنا التي لا غنى عنها أبدا وهم جذورنا التي لا غنى لنا عنها أبدا، صحيح أنه في بعض الأحيان يتم بناء بعض المساجد كما أشرت بهذه الطريقة لكن هم الذين يدعموننا وهم الذين يعيدون إعمار المساجد عندنا وبأموالهم يعود إعمار المساجد من جديد وستصبح غزة بإذن الله سبحانه وتعالى عروس البحر المتوسط بإذن الله سبحانه وتعالى سيكون بأموالنا أمتنا العربية والإسلامية أقول نحن لا يمكن أن نيأس على الإطلاق من شعوبنا ولا يمكن أن نيأس على الإطلاق من أمتنا، فأمتنا العربية وأمتنا الإسلامية هي المرد والمرجع المآل والمصير وتربطنا بها التاريخ والجذور والمقدسات والدين واللغة والعراقة فلابد أن تدعمنا حكوماتنا العربية وشعوبنا العربية ولابد أن يكون لعلمائنا وقفة قوبة من أجل الشعوب لتصب أموالها هنا في فلسطين وفي القدس وفي المسجد الأقصى لنبقى هنا ثابتين صامدين لندافع عن حقهم وتراثهم وحقوقهم وجذورهم وعن المقدسات التي تهم كل المسلمين

المقدم: ماذا يقول الشارع والأثرياء والتجار واجبهم، توضيح واجبهم منكم لإعادة إعمار المساجد في فلسطين وفي غزة

الضيف: نعم أخي الكريم، أنا أعجبني وصفك كما أشرت إليه ليس تطوعا وليس منة من أحد، هذا الذي يعطونا إياه ليس منة وليس تبرع هذا واجب ولا يجوز أن يقصر الأخ مع أخيه في واجب فرضه الله عليه، نقول لأمتنا نقول للتجار من أصحاب رؤوس الأموال وللأثرياء في الأمة العربية والإسلامية، نقول لهم إن أفضل درهم تضعه لآخرتك هي درهم تضعه لأهلك في فلسطين والمجاهدين والثابتين والصامدين في الأقصى في القدس في الضفة الغربية في غزة المجاهدة الصابرة غزة العزة والصبر والصمود والمواجهة مع العدو الذي يهددها دائما أفضل درهم تضعه وهو الذي سترفع رأسك به أمام الله سبحانه وتعالى في نية صادقة خالصة تبتغي به وجه الله سبحانه وتعالى، إخواننا وأهلنا وشعوبنا نقول لكم نحن هنا في فلسطين ننوب عنكم ونسد مسدكم ونحن نمثل رأس الحربة عنكم، فلا تبخلوا علينا بالمال، فالله تبارك وتعالى أمرنا أن نجاهد بأنفسنا وأموالنا فإذا كنا نحن نقدم النفس نقدم البيت نقدم الولد نقدم المال، فلا يجوز شرعا أن تبخلوا علينا بأموالكم، ولا نظن أمتنا ستبخل علينا بما عندها، فإن أمتنا تعرف مسؤولياتها أمام ربها وتعرف مسؤولياتها أمام شعوبها وتعرف مسؤوليتها أمام عدوها

المقدم: كان هناك ظاهرة لفتت أنظار العالم وتكلم عنها في الإعلام وهي ازدياد ارتباط أهل غزة بالمساجد وكثرة الحفظة والمرتادين للمساجد رواد المساجد، فهل لك أن تصف لنا هذه الظاهرة

الضيف: دعني أشير بداية أخي الكريم إلى المساجد أثناء الحرب، قصف العدو المساجد والمصلون فيها وقصف العدو بعض المساجد في غفلة من أمرها وفي غفلة من أصحابها وقتل جيران المساجد، لكن ذلك لم يخف الناس على أن يذهبوا إلى المساجد بل إن أكثر فترة يقبل الناس فيها على المساجد هي فترة الحرب فقد كانت المساجد تمتلئ عن آخرها في الصلوات العادية وبعض المساجد كان الناس يصلون في الشوارع من كثرة المرتادين للمساجد خصوصا في الصلوات العادية وخاصة صلاة المغرب، حيث كانوا يجمعون أثناء الحرب من الخوف يجمعون المغرب مع العشاء، وذلك يدل دلالة واضحة على لجوئهم إلى الله سبحانه وتعالى وعلى إقبالهم على الله سبحانه وتعالى وعدم خوفهم من الناس طالما أنهم في طاعة مولانا سبحانه وتعالى أما في الأوقات العادية فإن المساجد هي محجات للمصلين وللعباد وكذلك دروس العلم وإلقاء دروس العلم المثبتة والمصبرة وكذلك حفظة كتاب الله عز وجل كما تعلمون خصوصا في العطل الصيفية للطلبة، في هذا العام بالذات أكثر من خمسين ألف حافظ وحافظة لكتاب الله تعالى تخرجوا من المساجد، وأيضا تعليم قراءة كتاب الله عز وجل، هناك دورات مكثفة ومتواصلة لأحكام التجويد وللتفسير وللعقيدة الإسلامية الصحيحة وكذلك الحديث النبوي والسيرة العطرة وكل ما يلزم المسلم، نحن الآن أخي الكريم نثقف ونخرج جيل إيماني واعي وصادقا ومخلصا بإذن الله عز وجل

المقدم: بالنسبة لهذا الجيل، ثاني يوم في الحرب تم قصف مسجد عماد عقل في مخيم جباليا العائد لخليل بعلوشة المسجد، وقصف خمس طفلات و17 مدني، لماذا يستهدفون الجيل الصغير، لو قارنا بالقادمين من الصين يقولون أن الحكومة الصينية تمنع الذين هم يقلون عن سن 18 من الذهاب إلى المسجد، لماذا يستهدف هذا الجيل أيضا

الضيف: أخي الكريم العدو لا يفرق، الكل كان عنده عدو والكل كان عنده مستهدف، المرأة التي كانت تحمل خبز أبنائها لتخبزه ماذا جنت وماذا فعلت، الشيوخ المصلون الناس في الطرقات الباعة في الأسواق قصدوا الأسواق كلها أخي الكريم قصفوها، الكل كان مستهدف لا يميزون ولا يفرقون الكل كان عدوا بالنسبة لهذا العدو المجرم، ولذلك أخي الكريم المساجد عندما قصفت هم لا يبالون من يكون بجوارها ومن يقتل بسببها هذا لا يعنيهم

المقدم: دكتور عندي، الوقت يداهمنا وعندي أسئلة كثيرة وأختار منهم ثلاث أسئلة إذا تكرمتم، كل سؤال في دقيقة، هل لكم من مقارنة بين حرية العمل الدعوي والحرية التي في المسجد مقارنة بين منطقة غزة ومنطقة الضفة

الضيف: والله يا أخي الكريم نحن في غزة المساجد مفتوحة ودروس العلم مفتوحة وكثيرون هم الذين يتجولون فيها ويلقون دروس العلم من مختلف الأطياف، مساجد الضفة معطلة بالكامل، وأنتم تعلمون الحصار المفروض على الضفة الغربية من حكومة رام الله ومن وزير الأوقاف الذي يتباهى بأنه يحارب الفكر الصحيح من العلماء ويمنع الخطباء هذا لم يعد سرا وليس خافيا على أحد

المقدم: دكتور لو سألنا السؤال الأخير لضيق الوقت نضطر لذلك، قوات الاحتلال ادعت كما ذكرتم في البداية دكتور مروان، أنها تستخدم لتخزين السلاح ومنطلق للمجاهدين والمقاومين وهذا ما دعى طائرات “ف16 ” وغيرها لقصف هذه المساجد، وبالتالي هل يجوز شرعا استخدام هذه المساجد منطلقا للعمليات الجهادية

الضيف: أخي الكريم أنا أشرت بكل وضوح وصراحة أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة أبدا وأن هذه المبررات قالها الاحتلال لقصف بيوت الله عز وجل وهذا أمر مستهجن وقد استهجنته جميع المؤسسات الحقوقية الدولية والتي قامت برفع دعاوى على الاحتلال بسبب استهدافه لأماكن العبادة ولكن هذا ليس كبير على المحتل الذي يقتل البشر فلا يبالي بالحجر على الإطلاق وهو لا فرق عنده بين بيت الله وبيت آخر، أما قضية الحكم الشرعي فالحكم الشرعي معروف بأنه يجب على المجاهد أن لا يعرض المدنيين لأي خطر قدر المستطاع، أعتقد بأن المجاهدين لم يفعلوا ما يعرض المدنيين لأي خطر وإنما كانت ادعاءات كما ادعى المحتل على مدرسة الفاخورة أنهم أطلقوا بجوارها الصورايخ وهذه كلها أكاذيب وأباطيل وأضاليل لا أساس لها من الصحة

المقدم: جزاك الله خيرا دكتور مروان أبو الراس رئيس رابطة علماء فلسطين في غزة، شكرا جزيلا لك كما نشكركم مشاهدينا الكرام وإلى أن نلتقي في الأسبوع القادم من برنامج فقه القضية نذكركم بأنه يمكنكم التواصل عبر البريد الإلكتروني لبرنامج فقه القضية الذي يظهر على الشاشة هذه تحياتي عمر الجيوسي وتحيات فريق البرنامج دمتم في أمان الله والسلام عليكم.