الحلقة 47 دور المساجد في تحقيق النصر

    

ضيف الحلقة: الدكتور شرف القضاة     أستاذ الحديث في الجامعة الأردنية ‏

المقدم: عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 16/12/2010م

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, مشاهدينا الكرام يقول الله عز وجل {وأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} ويذكر القرآن الكريم أن هذه المساجد يعمرها من آمن ولم يخش إلا الله وأن هذه المساجد فيها رجال يحبون أن يتطهروا, وإذا كان للمسجد في الإسلام في حياة الأمة أدوار محورية وهامة لا تقوم مؤسسة غير هذا المسجد بهذا الدور, فإنها تتعرض في فلسطين المحتلة لحملة تهويد وتهديد من قبل الكيان الصهيوني وكذلك لحملة لتفريغها من الشباب المسلم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وإذا كان هناك من يعوق دور المسجد في فلسطين بإقالة الأئمة والخطباء وإحلال آخرين مكانهم محسوبين على جهة ما, أو بالانتقاص من هيبة الخطباء وتحويل المنابر باتجاه ثقافة الانهزام وتسويق سياسة التنازلات, إذا كانت كذلك فقد حذر القرآن الكريم هؤلاء بقوله تعالى { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ومن قبل لا ينسى أحد أن الأمة قد انتصرت على تسع حملات صليبية وعلى جحافل التتار وحررت القدس، ولا ينسى أحد أيضا أنه وقبل سنوات قليلة استخدم الفلسطينيون المساجد كمراكز لتحريك الانتفاضة وللحث على مقاومة المحتل وقد انطلقت الانتفاضة المباركة في فلسطين المحتلة من المساجد بل من المآذن وقد سميت أول ظهورها بثورة المساجد وكي يعود دور المسجد إلى قيادة الأمة فلا بد أن نفهم كيف يساهم المسجد في تحقيق النصر, نناقش هذا الموضوع مع الأستاذ الدكتور أستاذ الحديث الشريف الأستاذ شرف القضاة أهلا بكم وحياكم الله في برنامج فقه القضية دكتور شرف

الضيف: حياكم الله

المقدم: حياك الله

الضيف: الله يبارك فيك

المقدم: دكتور من المعروف أن للمسجد دورا في نهضة الأمة منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي عصر الإسلام وأيام الصحابة والتابعين, هل لنا من مقارنة بين المسجد في ذاك الزمن وفي زماننا؟

الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد, قبل أن أجيب على السؤال أشكر للقناة ولهذا البرنامج ولكم شخصيا إتاحة هذه الفرصة للمشاركة في هذا البرنامج وفي هذه القناة المتميزة التي تسد ثغرة كبيرة في إعلامنا العربي والإسلامي المعاصر, هذا البرنامج المتميز باسمه فقه القضية, أنا سررت كثيرا لهذا الاسم ولهذا البرنامج ونسأل الله أن نستطيع أن نسهم في هذا البرنامج بما يناسب هذا المقام إن شاء الله

المقدم: بارك الله فيك لهذا الإطراء

الضيف: الله يبارك فيك, أما المقارنة فشيء محزن جدا جدا  أن نقارن مساجدنا بمساجد المسلمين في العصر النبوي في عصر الخلفاء الراشدين وفي عصر عزة الأمة ومنعة الأمة وقوة الأمة, المساجد الآن وللأسف مفرغة من رسالتها, المساجد الآن تنتهك حرماتها ليس بالطريقة التي يتصورها بعض الناس الانتهاك المادي, لكن تنتهك رسالتها, المساجد تحولت إلى شكل بلا مضمون إلا ما رحم الله لاشك أن هناك بقية باقية, ولكن هذا هو الشيء القليل, الشيء السائد في المساجد أن رسالتها الآن مقتصرة على الصلاة فقط, وحتى الصلاة والله نجد في مساجدنا في العالم العربي من الأئمة وبعضهم فضلاء لاشك وبعضهم أهل علم, لكننا نجد منهم من لا يتقن حتى الإمامة ولا يتقن حتى الخطابة

المقدم: سنرجع إلى هذا الموضوع, لكن نريد وكأننا نتجول في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبالحركة التي تعج به من الجوانب المختلفة

الضيف: نعم مسجد النبي صلى الله عليه وسلم هو المسجد النموذج الذي ينبغي أن يكون القدوة, هذا المسجد كان مركز النشاط الإسلامي في المدينة المنورة بكافة جوانبه في التربية الإيمانية بكافة فروعها وجوانبها وفي التربية اليومية وليست اليومية حتى عدة مرات في اليوم من خلال مثلا صلاة الجماعة يلتقي المسلمون تقريبا جميعا, في المسجد مع النبي صلى الله عليه وسلم يرتشفون في كل مرة شيئا من المعاني الإيمانية والتربية ولسنوات مستمرة, التربية الروحية

المقدم: الروحية

الضيف: التربية الجهادية

المقدم: نعم

الضيف: تصور يكون حتى في المسجد, يأذن النبي صلى الله عليه وسلم للأحباش وهم قبيلة عربية في ذلك الوقت بممارسة مهارات استعمال السيوف في المسجد, تصور أن يكون مثلا بجانب المسجد, الساحات التي بجانب المسجد خارج المسجد النبوي في مكان آخر, ساحات للتدريب للسباق, فإذا حان وقت الصلاة, يشرف على هذه السباقات ويشارك فيها أحيانا يشرف عليها صلى الله عليه وسلم, وهي كلها في سياق الاستعداد للجهاد, أو في هذا المكان, المكان الذي كانوا يصلون فيه, هذا المسجد الذي كانوا يتسابقون فيه واسمه مسجد السبق, مسابقات يعني بلغتنا “ستاد” لكن نحن استاداتنا ولله الأمر من قبل ومن بعد للأسف خالية غالبا من المساجد, ما في ربط بين هذه التربية الجهادية والمسجد

المقدم: إذا دكتور كان المسجد للصلاة ودار للعبادة وتعقد فيه رايات الجهاد وهو مقر اللقاء للوفود التي تأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم, لو قدمنا باتجاه زماننا, كان مسجد عمرو بن العاص مركز الحركة العلمية في مصر وكذلك مسجد المنصور في بغداد والمسجد الأموي في دمشق ومسجد فاس في المغرب ومسجد القرويين يعتبر أول جامعة في العالم, باتجاه الناحية العلمية هل يمكن أن يكون للمسجد دور في تحقيق النصر دون أن يكون جامعة كبيرة وحركة علمية وعلماء؟

الضيف: المسجد النبوي الجامعة بكل معنى الكلمة كانت تدرس فيها التخصصات الدقيقة الموجودة في ذلك العصر ومثلا يقول أقرؤكم فلان وأفرضكم فلان يشير إلى أصحاب التخصصات الدقيقة ليتعلم منهم ثم انتشرت هذه كما ذكرت في مساجد متعددة في العالم الإسلامي في أيام العز والقوة والتمكين إلى آخره, لا يمكن أن تكون العلوم الشرعية غير مرتبطة بالمسجد, العلوم الشرعية من غير مسجد وتربية مسجد أشبه بعلوم المستشرقين خالية من الروح خالية من المضمون

المقدم: إذا هل من الممكن أن يكون هناك قد تخرج داعية ومجاهد عالم ومجاهد دون أن يكون من خرجي المساجد

الضيف: كيف, لا يمكن

المقدم: إذا ما الذي

الضيف: أين يتربى أين يتعلم

المقدم: إذا كي نفهم المعادلة, ما الذي ينقص الذي يتخرج الآن بأعلى الشهادات ومن أحسن الجامعات في العالم ودون أن يمر بتجربة المسجد

الضيف: ينقصه التربية الإيمانية الروحية التي تدفعه للجهاد, ما الذي يدفع الإنسان للجهاد, الوطن ربما, لكن انتهى الوقت الذي كنا نقول فيه الكفاح والنضال من أجل التراب إلى آخره, انتهى انتهى إلى غير رجعة إن شاء الله في بلادنا, الآن نحن في جيل الجهاد والمقاومة الإسلامية المسجدية وبدون هذا لا يمكن أن يتحقق النصر, يفقد ركن أو شرط من شروط النصر, للنصر شروط لا يمكن أن تتوفر من غير التربية الإسلامية, والتربية الإسلامية نعم تتحقق في البيت بدرجة معينة لكنها تنضج وتكتمل في المساجد, وهكذا كان المسلمون عبر التاريخ منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم وإلى عصرنا هذا

المقدم: يقال كانت المساجد مواضع الأئمة ومجامع الأمة, الآن نحن نعرف أن الجند والقادة من المساجد ليفتحوا البلاد, وانطلق طلاب العلم والعلماء ليفتحوا قلوب العباد أيضا, هل انقلب دور المسجد وصار بيد السلطات وضد قضايا الأمة كما قلنا في بداية الحلقة

الضيف: لم ينقلب هو قلب, هناك فاعل

المقدم: هناك فاعل

الضيف: لم ينقلب وحده         

المقدم: إذا ممنهجة

الضيف: نعم, الاستعمار هو دخل بلادنا وعرف قيمة المسجد وأهمية المسجد في الجهاد ضد الاستعمار ولذلك سعى إلى تفريغ المساجد من رسالتها ثم أوجد الاستعمار أنظمة تحافظ على ما بدأه الاستعمار, يعني الاستعمار لما جاء إلى البلاد الإسلامية قسم العالم الإسلامي إلى دويلات لا تستطيع أن تدافع عن نفسها, ألغى أحكام الشريعة الإسلامية هدم الخلافة وإلى آخره, خرج الاستعمار باللباس العسكري وبقي المنهج الاستعماري موجودا حتى الآن في العالم العربي والإسلامي بلباس غير عسكري

المقدم: طيب دكتور وأنت أستاذ جامعي في الجامعة الأردنية في الحديث النبوي من سنوات طويلة جدا, الجامعة الأردنية كنموذج هل كان لها دور في إيقاظ الصحوة الإسلامية للأجيال التي تتلمذت على يديك والكثير من العلماء والمفكرين والدعاة الإسلاميين, ما هي ملامح الصحوة التي قادتها هذه المصليات وهذه المساجد رغم قلتها في بعض الجامعات العربية والإسلامية

الضيف: نعم, الجامعة الأردنية على سبيل المثال وهي مثال من أمثلة كثيرة بدأت بدون مسجد ولا مصلى, سبحان الله, في بداية الستينات, ثم بدأ بعض الطلبة يحاولون الصلاة في أي مكان, ثم بدأت المصليات, ثم أقيم مسجد كبير في الجامعة, المهم هذه المصليات, نعم هي التي قادت الصحوة الإسلامية في عصرنا في الجامعات, نعم أين يلتقي هؤلاء الشباب الملتزمون إذا لم يكن هناك مسجد, أين يلتقون أين يتعلمون أين تنضج أفكارهم أين يصبح تدينهم متزنا ملتزما

المقدم: أنا أريد التطبيق العملي لملامح هذه الصحوة التي تخرج منها هؤلاء من المصليات

الضيف: ملامحها أنها صحوة كما ذكرت بعض غفلة طويلة, تفهم الإسلام فهما شموليا وليس فهما جزئيا, تعرف أهمية الربانية في المنهج الإسلامي متوازنة هذه الصحوة فيها روح الدعوة تسري في عقول هؤلاء الطلاب والطالبات, انطلقوا بين زملائهم دعاة ملتزمين واعيين

المقدم: والكثير منهم إعلاميون الآن يقودون القنوات الفضائية, دكتور في بلد عربي ما سمعت سؤال غريب, يسأل المؤذن يقول أنا يا شيخ أذهب لصلاة الفجر وأنتظر حتى تكاد تشرق الشمس ولا يأتي أحد ويصلي معي, فهل يجوز أن أقفل المسجد وأذهب لأصلي صلاة الجماعة, في المقابل اليهود تنبهوا إلى دور المسجد وقالوا عندما تكتظ مساجد المسلمين في صلاة الفجر كما هم في صلاة الجمعة, فهناك ستكون هزيمتنا, نريد أن نعرف هذه المسافة بين عدد الناس في صلاة الفجر وعددهم في صلاة الجمعة ولكن بعد هذا الفاصل إذا سمحت لنا

مشاهدينا نلتقيكم بعد هذا الفاصل إن شاء الله

المقدم: من جديد نرحب بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة بعنوان دور المسجد في تحقيق النصر مع الدكتور الأستاذ شرف القضاة, دكتور قبل الفاصل كنا سألنا عن عدد المصلين بمقارنة بين صلاة الفجر وصلاة الجمعة, واليهود يدركون ذلك وحسب أقوالهم تكون هزيمتهم هناك, عندما يكون عدد المصلين في صلاة الفجر, يكون في الفجر بعدد صلاة الجمعة, إذا كم بيننا وبين هذا النصر إذا حسبنا بهذه الأرقام؟

الضيف: أولا الفكرة العامة لهذا الكلام مقبولة, بمعنى حث الناس على الالتزام بالمسجد والصلاة في المسجد وإلى آخره, لكن أيضا لا ينبغي أن نعتبر هذه قاعدة وكأنها شرط من شروط النصر, فنصل إلى اليأس, لا ليست شرطا من شروط النصر أن يكون عدد الناس في صلاة الفجر كعددهم في صلاة الجمعة, الجمعة فريضة على كل الرجال

المقدم: إذا ننظر إلى نخبة القادة والعلماء

الضيف: لابد, نعم مدى ارتباط الناس بالمسجد هذا مقياس ولا شك, وهو مقياس في جانب ولابد أن نقيس مدى ارتباط الناس في كل جوانب الحياة الأخرى, هذا لا شك أنه في غاية الأهمية, وقادة المجاهدين إن صح التعبير في عصرنا, والمجاهدون البارزون لاشك أنهم من رواد المساجد ومن خريجي المساجد وليس الجهاد بمعنى القتال فقط, الجهاد بالمعنى العام, والله جهاد الكلمة جهاد, والإعلام جهاد, والتأليف والفكر والدعوة جهاد, والالتزام وقيادة المجتمع اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا كله جهاد, يعني إن لم يكن القادة في كل مجالات الحياة من خريجي المساجد فنحن بعيدين ولاشك عن النصر, كما ذكرنا للهزيمة شروط وللنصر شروط, وجيل النصر لهم مواصفات وجيل الهزيمة لهم مواصفات إن صح التعبير, فلاشك أن المساجد كانت خاوية يوم انهزمنا في 48 وفي 67 ولابد أن الصحوة بدأت ولمسنا نتائج وثمرات بشكل ابتدائي إن صح التعبير, مقدمات ومبشرات للنصر الشامل إن شاء الله

المقدم: متفائل بموضوع ملامح جيل النصر

الضيف: الذي يعرف الجيل في الستينيات والخمسينيات ويرى الجيل الآن يرى صحوة حقيقية ليست بالمستوى الذي نريد ولكنها خطوة بل خطوات على الطريق, نحن نتقدم ولكن نرجو أن يكون تقدمنا أسرع من تقدم عدونا, لأنه هذا المقياس, يعني إذا أنا أتقدم ببطء وعدوي يتقدم بسرعة إذا أنا هزمت,

المقدم: دكتور كي لا نكون من الرغبويين ولغة الأمنيات نريد أن ندخل في معوقات هذا التفاؤل, مثلا البعض يقول أن المسجد شيء والسياسة شيء آخر, مع أننا نعرف أن الخلفاء الراشدين ومنهم أبو بكر وعمر حددوا منهجهم السياسي واستراتيجيتهم في الحكم من داخل المسجد, فهل من مكان آخر غير المسجد لو استعرضنا زمن النبي وزمن الخلفاء الراشدين

الضيف: زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقود أمة ويرأس دولة بالتعبير المعاصر, فمن أين كان يقود هذه الدولة ويسوس الناس فيها ويمارس الحكم فيها إلا المسجد, حتى بيته أو حجراته أين كانت, في المسجد تفتح على المسجد مباشرة, كل نشاطات النبي صلى الله عليه وسلم في كل مجالات الحياة كان يديرها من المسجد والخلفاء الراشدين كذلك, بعد ذلك أصبحت دور الخلافة دار الوالي, بجانب المسجد لكنها مقر منفصل, يعني لا نطلب نحن الآن أن تعقد البرلمانات في المساجد, لكن كما ذكرنا أن تكون روح المسجد في برلماناتنا وفي كل مؤسساتنا, فالمهم روح المسجد كما ذكرنا رسالة المسجد تهيمن على كل ملامح الحياة في حياتنا هذا هو الذي ينبغي أن يكون

المقدم: هناك تجاذبات سياسية, الآن نمشي بالحلقة باتجاه فلسطين, هناك تجاذبات سياسية في الضفة وفي غزة, وكل هذه المساجد تحرم من القيام بدورها تقريبا يعني بفعل فاعل, لماذا لا يقوم المصلون بدورهم إذا عرفنا واقع المسلمين

الضيف: والله المساجد في فلسطين وفي غيرها كما ذكرنا وأشرنا سابقا تعاني, ولكن في بعض المناطق والدول تعاني أكثر, في مناطق 48 تعاني والمئات منها كما ذكرنا حولت إلى أماكن أخرى وبعضها إلى بارات ومراقص وإلى آخره, في الضفة الغربية للأسف منذ سنوات يعاني المصلون وتعاني المساجد ويعاني العلماء, كل هذا باختصار إرضاء لأمريكا وإسرائيل للأسف الشديد, المصلون نعم عليهم واجب ضمن قدرتهم وما يستطيعون وقد قاموا بواجبهم أحيانا وأحيانا قاموا واعترضوا على بعض ما يقوله الخطيب التي تأتيه الخطبة مكتوبة ويسئ إلى الجهاد ويسئ إلى المقاومة ويسئ إلى رموزها, يقوم المصون أحيانا بدور ولكن لانطلب منهم فوق ما يستطيعون, يجب على المصلين العلماء أن لا يرضخوا لهذه الضغوط أن يحاولوا الخروج عليها, وأن يحاولوا المحافظة عليها وعل رسالتها كما ذكرنا بقدر ما يستطيعون وهذا واجب من واجباتهم ينبغي أن يقوموا به

المقدم: دكتور في هذا الشهر في ديسمبر تمر في الذاكرة مناسبات كثيرة الانتفاضة وحرب غزة وغيره وقبل سنوات قليلة فقط استخدم الفلسطينيون المساجد والمآذن بما يسمى ثورة المساجد وتحركت الانتفاضة استجابة لهذا النداء, بعد الآذان أو قبله والآن باتت المساجد مسيسة بالنسبة لفلسطين وللضفة بالذات وتستخدم للترويج لثقافة الانهزام وللحل الاستسلامي, ما الذي تغير في عشرين سنة تقريبا

الضيف: تغير أولوا الأمر السلطة تغيرت, في البداية كانت كما نقول ثقافة الاستشهاد وإلى آخره المقاومة ولو في معانيها المختلفة, ثم باختصار وبعد المعاهدات مع العدو الصهيوني أصبحت المساجد مكان لتمرير السياسات الاستسلامية المتراجعة وسبحان الله إذا واحد تكلم عن الجهاد والمقاومة لا نريد تسيس المسائل, لكن تسيس بالاتجاه الآخر باتجاه ترويج ثقافة الاستسلام, هذا شيء لم يكن يخطر على بال قبل عشرات السنين, لم يكن يخطر على بال إنسان لكن الآن أصبحت حقيقة واقعة للأسف الشديد

المقدم: أنت قلت تغير أولو الأمر, لو نحن وقفنا بدل أولي الأمر في صفهم يعني ما هي الخطورة التي يشكلها المسجد والشباب الذين يأتون للصلاة وبعض الأطفال وبعض الشيوخ

الضيف: المسجد وكما ذكرنا سابقا, المسجد هو الذي يشحن المسلمين إيمانيا وروحيا والإعداد المعنوي كله, حتى أحيانا الإعداد المادي هو الذي يحقق التآلف التكافل التعاون هو الذي يجعل الأمة قادرة ماديا علميا فكريا إيمانيا على أن تقف في وجه العدو المحتل المتغطرس والذي يجعل الأمة لاتيأس والذي يجعل الأمة تأمل بالنصر تجعل الأمة تعرف طريقها, المشكلة أن الأمة بدون مساجد وبدون الدين لا تعرف البوصلة عندها معطلة إلى أين تتجه لا تعرف ماذا تفعل, تمرر عليها المؤامرات تضلل المسجد هو الذي يعطيها وضوح الرؤية ويعطيها الأمل ويعطيها الدافع لتتحرك ولتجابه وتقاوم وتدافع عن أرضها وتدافع عن مقدساتها, المسجد هو الذي يعطي كل هذا

المقدم: يعني مثل الفلسطينيين سموا الانتفاضة الأولى ثورة المساجد, البعض يسأل المسجد مكان للعبادة وليس للثورة

الضيف: هذا في غير الإسلام

المقدم: غير الإسلام

الضيف: الإسلام دين مختلف لا يجوز أن يقاس على أديان أخرى كما نعرفها اليوم, الإسلام دين شامل الإسلام ليس دين عبادة فقط, الإسلام دين السياسة ودين الاقتصاد ودين السماح ودين العلم ودين الجهاد ودين المقاومة, الإسلام الذي يظن أن الإسلام غير هذا, هذا لا يعرف الإسلام, لما نقول الأمراء كانت تعقد لهم الرايات في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم, هكذا الإسلام, الثورات عبر التاريخ كانت تنطلق من المساجد, يعني الأزهر قام بدور كبير جدا الثورة ضد الإنجليز وغيره وكانت تنطلق منه الثورات ضد الفرنسيين, صلاح الدين لما أراد أن يعد الأمة للجهاد, جاء إلى المساجد وأقام المدارس بجانب المدارس وجعل العلماء الثقات الذين يثق الناس بهم وأوجدهم في هذه المدارس وفي هذه المساجد وأخرج جيل النصر وانتصر, هنا النصر يحتاج إلى إعداد إذا لم يعد بالمساجد أين يعد

المقدم: من المعوقات أيضا وبصراحة المقدسات الفلسطينية تعاني من اليهود التهويد والتهديد ولكن أيضا تعاني من الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى حملة لتفريغها من الشباب ومن دورها الريادي الذي ذكرت حضرتك دكتور يعني من يقوم بالعمل هذا, يعني تفريغ المساجد من مضمونها ومن شبابها ما حكمه شرعا ونحن في برنامج تأصيل شرعي

الضيف: هذا إنسان يحارب الله باختصار سواء كان هذا في فلسطين أو في دول عربية أخرى, المساجد والشباب في المساجد يعانون من الأجهزة الأمنية ويعانون من المراقبة ليلا نهارا, أصبح الدخول إلى المسجد كأنه تهمة وكأنه نوع من بداية طريق الإرهاب بينما ينطلق الشباب أينما تنتشر المخدرات وتنتشر كل المصائب في بلادنا وينتشر الفسق والفجور, قبل أيام في الأردن تجمع مجموعة في شارع مكة في عمان من الشاذين جنسيا وأقاموا احتفالا, يطالبون بالترخيص لهم ولما ألقت الشرطة القبض عليهم قالوا أنتم عارفين إحنا أولاد مين, فنظروا في الهويات هذا ابن فلان وفلان ولملموا الموضوع وصرفوهم

المقدم: ابن فلان ماذا يعني

الضيف: أولاد مسؤولين كبار, أولاد ناس معروفين وهكذا,هؤلاء يتعامل معهم بلطف بينما إذا خرجت مثلا لنقول من مسجد أو إلى آخره مسيرة إسلامية أو إلى آخره تعامل بعنف وبالهراوات وبالضرب وإلى آخره واعتقالات

المقدم: كنت دكتور

الضيف: باختصار } وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} هذا الذي تمارسه الكثير من الأجهزة العربية وفي فلسطين بشكل خاص وأوضح من غيرها, هذه فعلا حرب لله ولرسوله, السؤال لمصلحة من؟ لمصلحة أعداء الله وعلى رأسهم اليهود؟

المقدم: طيب كنت في بداية الحلقة تتكلم عن موضوع الخطباء الآن الخطباء والأئمة المؤثرون يستبدلون بخطباء وأئمة محسوبين على هذه الأجهزة, ليس لهم هيبة الخطيب كما يصفهم البعض وتحولت منابرهم للتحريض والترغيب بثقافة الانهزام وتزين هذه الثقافة التنازلية, أيضا ما حكم من يفعل ذلك ويسعى في خراب هذه المساجد؟

الضيف: نفس الشيء, هي حرب لله ولرسوله وفعلا للأسف المساجد فرغت من علمائها, علماء كثر ممنوعون من التدريس ومن الخطابة وهم العلماء الذين يؤثرون بالناس وهم الذين يستمع منهم الناس, بينما يوضع, للعلم يعني وهذه إحصائيات رسمية في عدد من الدول العربية, أكثر الخطباء ولا أقول فقط الأئمة, أكثر الخطباء غير مؤهلين شرعيا إطلاقا ويمارسون الخطابة ويمارسون التوجيه, ويحتار الإنسان أين يصلي ويسمع مستويات من الخطابة ومستويات من الطرح عجيبة غريبة, مستوى لا يليق, والناس والله لولا أن صلاة الجمعة فريضة لفرغت المساجد من المصلين لأنهم لا يجدون من يثقون به يخطب, من يثقون به جالس وممنوع من الخطابة, ويخرج إنسان جاهل ويتصدر للخطابة, وليس فقط جهلا وإنما يروج لثقافة الاستسلام كما ذكرت

المقدم: نريد أن نعرف بعد الفاصل ما حكم الخطيب أو الإمام الذي يخطب بالناس ويؤمهم وهم له كارهين,

ولكن نلتقيكم مشاهدينا بعد هذا الفاصل فانتظرونا

المقدم: من جديد مشاهدينا نتابع موضوع دور المسجد في تحقيق النصر مع الأستاذ الدكتور شرف القضاة

دكتور قبل الفاصل كنت قد سألتك عن حكم الخطيب والإمام الذي يؤم الناس وهم له كارهين, ما حكمه وما دلالات ذلك في واقعنا في فلسطين بالذات

الضيف: لا يجوز للإنسان أن يؤم الناس وهم له كارهون وورد في ذلك أحاديث صحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم, ولا يجوز للجهة المسؤولة أن تكره الناس على أن يأتموا ويسمعوا لإنسان لا يريدون السماع له, هذه مشكلة جزئية من مشكلة الحريات والديمقراطيات في العالم العربي, نحن مرغمون على كل شئ تقريبا حتى على أئمتنا وخطبائنا

المقدم: الله أكبر

الضيف: مرغمون على كل شئ, والأمة ليس لها أن تختار, لا تختار زعماءها ولا تختار المجالس النيابية فيها, لا تختار شيئا, لا تختار حتى من تقتدي به في الصلاة, هذه مشكلة الأمة, هذه جزئية من جزئيات, ولكنها جزئية متعلقة حتى بالدين وهذا شيء خطير

المقدم: هل يقاس عليها دور المسؤولين في وزارة الأوقاف أيضا؟, نفس الخطيب الذي يكره عليه الناس

الضيف: نعم حينما يكره الناس رغما, على أئمة وعلى خطباء معينين, الناس لماذا يكرهون خطيبا معينا, لأنهم يحسون أنه مثلا جاهل أو يحسونه غير قادر, أو يحسونه منافقا متملقا لأنظمة الحكم في العالم, يكرهونه, لماذا يكرهون هل هناك أشياء شخصية في مغانم, ما في

المقدم: لا طبعا, بالمقابل الخطباء المؤثرون الذين أشرطتهم وإصداراتهم تملأ النت الآن وهو الملاذ الأخير, ويكيليكس إسلامي, ما حكم منع العلماء المؤثرين والخطباء من إلقاء الخطب أمام المصلين

الضيف: نفس الشيء, ما دام لا يجوز إرغامهم على خطباء جهلة أو متملقين أحيانا أو منافقين, لا يجوز منع العلماء, الأمم ترفع من قدر علمائها وقادتها الفكريين تكرمهم وتضعهم في الأماكن المناسبة لهم وهذا شرط من شروط التقدم ونحن نقمع علماءنا نمنعهم نكبتهم نكمم أفواههم, ثم نريد أن ننتصر, كيف, لا يمكن هذا, هذا باختصار هي جريمة تمرس ضد الناس ضد الدين, حرب على الله ورسوله هذا,

المقدم: باتجاه المسجد الأقصى, المسجد الأقصى وبالذات المصلى المرواني على وشك الانهيار وكذلك المسجد ككل وكذلك المقدسات, على وشك التقسيم ما بين مسلمين ويهود وغيره, الغريب أن بعض الناس تريد أن تتفاعل مع المسجد الأقصى وقد حصل هذا فعلا, فتأتي الأنظمة العربية وغير العربية فتمنع التعبير حتى السلمي باتجاه شيء من أقدس المقدسات, فما هي مصلحة هذه الأنظمة وما حكم ذلك

الضيف: الأنظمة غالبا في عالمنا العربي للأسف تطبق سياسة أمريكا وأمريكا كما هو معلوم ترضخ لإرادات وإملاءات إسرائيل, فنحن بشكل مباشر أو غير مباشر نطبق ما تريده إسرائيل ولو بشكل غير مباشر, باختصار إذا هذا هو الوضع, مصلحتها تريد أن تحافظ على كراسيها التي تهددها أمريكا إذا لم تسر في الخط المرسوم لها, فستفقد مناصبها وستفقد كراسيها, ولذلك هي تقوم بسياسات لا ترضي الأمة ولا ترضي الله سبحانه وتعالى ولا ترضي أحدا لتحافظ على مصالحها وكراسيها

المقدم: دكتور في ناس تريد أن تعبر عن انتمائه للمسجد الأقصى وواجبه الشرعي, وفي ناس يريد أن يؤدي زكاة ماله لإعمار هذا المسجد ( فابعثوا بزيت يسرج في قناديل ) إلى آخر الأدلة الشرعية التي تحضنا على ذلك, هل يجوز أولاً؟, شرعا إخراج الزكاة للمسجد الأقصى, وأقصد هل يجوز بمعنى الشرع وبمعنى قانون مكافحة الإرهاب, وهل الوضع الحالي يسمح بذلك؟

الضيف: من الناحية الشرعية كثير من العلماء يقولون بجواز إخراج الزكاة للمساجد, لكن أيضا المسجد الأقصى بالذات الأمر فيه من باب أولى لأنه باختصار هو رمز وليس دينيا فقط, بل هو رمز لمقاومة الاحتلال, دعم المسجد الأقصى والمحافظة عليه هو خطوة في مقاومة الاحتلال, من هذه الزاوية, أما من ناحية الزاوية القانونية الإرهاب وإلى آخره, الإرهاب فصل حسب مصالح أمريكا ومن لف لفها, فلا تدري ربما بعد قليل فعلا التبرع للمسجد الأقصى ماديا يصبح عليه علامة استفهام, صار ذا إرهابي وهذا إرهاب, صار كل ما يهدد إسرائيل إرهابا

المقدم: دكتور هذا المسجد الأقصى, مساجد فلسطين كثيرة التي لها رمزية وامتداد في ذاكرتنا وعلى الأرض, يعني هناك المسجد الإبراهيمي, لكن هناك أيضا مسجد الاستقلال في حيفا له رمزية خاصة في نفسية المجاهد, ما قصة هذا المسجد؟

الضيف: الاستقلال في حيفا, كان هذا مسجد الشهيد عز الدين القسام, ثورة القسام وهي ثورة معروفة في فلسطين مارست هذا الواجب نيابة عن الأمة إن صح التعبير لسنوات وقدمت الشهداء وإلى آخره, هذا المسجد كان مقرا للشيخ ويخطب فيه الشيخ عز الدين القسام رحمه الله عليه, كان شعلة حقيقية في هذه المدينة في فلسطين يلتف الشباب حول الشيخ عز الدين القسام الشهيد المجاهد, باختصار هذا أيضا مورس ضده ما يمارس ضده المساجد الأخرى ذات الرمزية الإسلامية الخاصة

المقدم: دكتور في قوله تعالى {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } في تعبيره ترفع, يعني الآن للأسف في مساجد 48 بالذات هناك مساجد حولت إلى بارات ومساجد إلى إسطبلات للخيول وتمارس فيها أشياء محرمة ومن الكبائر

الضيف: صحيح

المقدم: والأمة صامتة دكتور ما هو دور الإعلام تجاه هذه المساجد؟

الضيف: دور الإعلام التوعية وتذكير الناس ودور الناس أن يدفعوا, إن لم يدفعوا من زكواتهم وصدقاتهم, ليس فقط الزكاة, يعني الدور دور الأمة كلها, دور المسؤولين, الإعلام لهم دور أغنياء المسلمين لهم دور, الناس في منطقة 48 لهم دور, الأدوار كلها تتكامل لحماية هذه المساجد, وإنقاذها وإعادتها إلى سابق عهدها, مساجد يذكر فيها اسم الله

المقدم: مسجد حيفا وهناك مسجد يافا, المسجد الكبير في يافا, سابقا حاول اليهود أن يحولوه إلى معلم سياحي وإلى ملهى ليلي للأسف, والمسجد الإبراهيمي, الحرم الإبراهيمي كما يطلق عليه لغة, الصهاينة يغسلون أولادهم ويشربون فيه الخمر ويحاولون التهويد, لكن الآن نريد أن نمشي باتجاه العنوان, كيف يساهم المسجد في تحقيق النصر على العدو المحتل في فلسطين

الضيف: أيضا

المقدم: نريد خطوات عملية لهذا المنهج

الضيف: خطوات عملية, دائما يبدأ الأمر بتوعية الأمة والمساجد لها الدور الأول في هذا, لكن الحمد لله أيضا مع التضييق على المساجد فتح الله أبوابا أخرى, المساجد بيد السلطات, لا بأس, لكن أيضا توجد قنوات فضائية منها هذه القناة ولها أخوات ولله الحمد, يوجد الإنترنت كما ذكرنا, وعلى المسلم أن يصل إلى المعلومات, وإلى ما يريد عبر هذه القنوات, لكن المساجد تبدأ التوعية فيها التربية كما ذكرنا الإيمانية الروحية الإعداد المعنوي, الإعداد المعنوي الذي يجعل الشباب يتسابقون إلى الجهاد والاستشهاد في سبيل الله, لا يتسابقون إلى ملاعب كرة القدم, نحن لا نحرم كرة القدم, لكن أيضا كيف يفكر الشباب ما الذي يشغل أذهانهم, فالمساجد ينبغي أن تأخذ هذا الدور في فلسطين وفي غير فلسطين, ينبغي أن يلتف المسلمون وبخاصة السباب على علماءهم, وهذا غالبا سيكون في المساجد يتربون على أيديهم يتعلمون منهم, ثم ينطلقون مجاهدين في الطريقة التي تناسب ظروفهم وكذا, لا بد من هذا, كما هو معلوم البلاد إذا احتلت فيجب على الناس جميعا فيها فرض عين, أن يجاهدوا لإخراج المحتل, فرض عين ليس فرض كفاية في البلد المحتل, حتى النساء عليهن, كل واحدة في منطقتها في بلدتها, يعني أنا أذكر على سبيل المثال لما دوهم مخيم جنين, يجب على الرجال كبار صغار رجالا ونساءا الكل يجب عليه أن يدافع, المساجد هي المنطلق مثلا المدارس, المدارس نعم لكن المدارس تعلم أشياء كثيرة حتى مناهجها غيرت, في العالم العربي الكثير من المناهج الجيدة غيرت للأسف وأصبحت تخرج أجيال لا تعي واقعها, لم يبق تقريبا إذا كان للمدارس دور كبير وللجامعات دور كبير, لكن هذا يعود ليس للمناهج يعود إلى الأساتذة, لكن الدور الرئيس حقيقة للمسجد هو الذي يخرج المجاهدين كما ذكرنا

المقدم: دكتور المسجد الحرام في مكة له مؤهلات روحية وحضارية وتجربة, ومؤهلات مادية للتأثير في الأمة, وربما لا يجتمع البشر في مكان مثلما يجتمعون في عدد ومن بلاد ونواحي مختلفة إجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام, بمقدور بيت الله الحرام لو أعطى المسلمون قياد آخر واسلوب أن يغير حياة المسلمين, إذا ما هو الدور الرسالي والحضاري للمسجد الحرام في مكة المكرمة, كما تناولنا قبل قليل المسجد النبوي الشريف

الضيف: لاشك أن المسجد الحرام هو المسجد الأول في العالم الإسلامي من حيث الأهمية, لا شك أنه مركز ومحور العالم الإسلامي, لكن باختصار موسم الحج والمساجد والمسجد الحرام كما ذكرنا أفرغت من رسالتها, موسم الحج يمكن أن يكون مؤتمر إسلامي يناقش فيه قضايا العالم الإسلامي, هل يحدث هذا, لا يحدث, يمكن أن يجتمع قادة الفكر وقادة الأمة في موسم الحج وفي غيرها في المسجد الحرام وفي غيره, لكن لا يحدث هذا, يعني في المسجد الحرام نصلي ونسمع غالبا إلا نادرا, خطبا تقليدية روتينية لا تمس واقع الأمة الحقيقي

المقدم: وبلغة واحدة

الضيف: هكذا, ولذلك وللأسف أيضا المسجد الرحام له هذه المكانة لكن أيضا فاقد لدوره الآن, من هذه الزاوية

المقدم: في الآية  {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ} لماذا ربطت الآية بين عمارة المسجد ولم يخش إلا الله

الضيف: الإنسان المؤمن الحقيقي لا يخشى إلا الله, الذي يقيس قياسات دنيوية يقول, كل الأوراق الآن في يد أمريكا, يعني هذه خشية لأمريكا باختصار, كل شئ بيد إسرائيل نحن لا نملك شيئا ولا نستطيع شيئا, من يفكر بهذه الطريقة لا يمكن أن يتحقق على يده النصر, المساجد تربي على التوكل على الله, أن الله بيده كل شئ, كل شئ بيد الله ليس بيد أمريكا وليس بيد إسرائيل, هذه التربية, هذا جزء صغير من التربية التي تربيها المساجد

المقدم: نعم

الضيف: هذا الجيل لا يخاف من عدوه إلا بقدر اتخاذ الأسباب لكن يعلم أن الأمر من قبل ومن بعد بيد الله, وأن النصر بيد الله وليس من أحد سواه

المقدم: وعند ذاك تشرق الأرض بنور ربنا, بإذن الله نشكرك شكرا جزيلا باسم فريق البرنامج الدكتور شرف القضاة كما نشكركم مشاهدينا ونذكركم أنه للتواصل مع برنامج فقه القضية يمكنكم الكتابة إلى عنوان البريد الإلكتروني الذي يظهر على الشاشة, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.