الحلقة 45 الحرب النفسية.. أساليبها وقوانينها

    

ضيف الحلقة: الدكتور أحمد نوفل                أستاذ التفسير في الجامعة الأردنية

المقدم: عمر الجيوسي.

تاريخ الحلقة: 25/11/2010.

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام إذا كان السلاح من أدوات الحسم في الحروب فما قيمة الحرب النفسية, وإذا كانت الحرب النفسية هي من حسمت الحرب العالمية الأولى والثانية, لكن الحرب النفسية مرت بانقلاب مفاهيمي وتغير شكلها منذ حرب الخليج حيث تطلع القادة العسكريون بصورة أوسع إلى فكرة إنشاء وحدات الحرب النفسية بإيجاد وحدات عسكرية كبيرة متخصصة حيث تقوم وحدة الحرب النفسية العسكرية بتشغيل مطابع متحركة واستوديوهات ومحطات بث عن طريق الطائرات ورغم توقف الجيش الصهيوني عن تحقيق أي نصر بعد عام 67 إلا أن طبول الحرب النفسية تقرع بلا انقطاع وإذا كان لدينا سؤال صريح بهذه الحلقة لماذا يخذل النظام الرسمي وبعض المثقفين بل وبعض الدعاة ويستخدمون الحرب النفسية ضد المقاومين والمجاهدين في لحظات النصر ويشككون في جدوى المقاومة لكن الجواب يملأ جنبات تاريخنا العظيم {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } الحرب النفسية أساليبها وقوانينها هو عنوان حلقة اليوم من برنامج فقه القضية وضيفنا هو من أساتذة الشريعة النوادر الذين ألفوا في الحرب النفسية نرحب بك الأستاذ الدكتور أحمد نوفل في هذه الحلقة

دكتور النبي محمد صلى الله عليه وسلم واجه حرب نفسية متعددة الجوانب من الحرب الدعائية والحرب التعجيزية وحرب الترهيب فهل هذه سنة ميتمرة تنطبق على المجاهدين حتى اليوم

الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أولا اسمح لنا أن نوجه إلى أحبابنا المشاهدين تحية كبيرة حيثما كانوا ونخص بالذكر أحبابنا في فلسطين ونخص من أحبابنا في فلسطين من في السجون سواء كان في سجون العدو المكشوف أو سجون العدو غير المكشوف ونخص من بين هؤلاء الأخ ناصر عودة وهو من طلابنا الكرام يلي أول رسالة دكتوراه ناقش من السجن رسالته

المقدم: وهو عضو ونائب في البرلمان التشريعي الفلسطيني

الضيف: ما شاء الله وتحية أيضا لأهل لبنان الذين هم وأهل فلسطين استعلوا على الحرب النفسية الإسرائيلية, بعد هذا نقول هي حرب من عنوانها حرب لكنها ميدانها النفس, وهي أخطر من الحرب المادية بكثير جدا, الحرب المادية يوم يومين ثلاثة خمسة, لكن مثل ما قلت في المقدمة طبول الحرب النفسية لم تهدأ بل تقرع باستمرار وتستخدم على طول ولا تتوقف, أنا ما بدي أطول لكن لابد في المقدمة أن أقول سنة الحياة الصراع باختصار شديد, وفي هذا الصراع عدة هذا الصراع الأفتك والأكثر فعالية الإنسان, والإنسان هو المعنويات والنفسية والروح والهمة والإرادة فإذا حطمنا هذه في الإنسان حطمنا الإنسان وبالتالي حطمنا العدو بالكامل من هنا مبدأ الحرب النفسية, فالحرب النفسية لم يكتشفها الإنسان في القرن العشرين, لا هو طورها في القرن العشرين لكن الحرب النفسية قديمة قدم الإنسان, فهي مثل ما تفضلت سنة, كيف العدو يستخدم الصيحات في الحروب, ليه المصارعين يستخدموا الصيحات عند الضرب, هكذا كله جزء من الحرب النفسية, في هذا السياق نقول نبينا العظيم عليه الصلاة والسلام تعرض لحرب نفسية هائلة استخدمها العرب واليهود, يعني هذه مش من اليوم من قديم فالعرب واليهود شنوا حرب على النبي عليه الصلاة والسلام يعني مجنون ساحر شاعر كذاب مسحور متصل مع قوى خارجية, تهم كثيرة جدا التشكيك والسخر {وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ} الاستهزاء كاريكاتير ذلك العصر من شأنه أن يحطم المعنويات ما لم يكن الشخص مستند إلى ركن شديد سيتحطم, لكن سيد الرجال كل هذه الرياح لا تهزه ولا تأثر فيه عليه الصلاة والسلام خير البشر {ضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} يعني ما تتعرض له من مكر يحزنك أو يضيق صدرك ولذلك دعاء الأنبياء ربي اشرح لي صدري موسى وغير موسى, إذا الحرب النفسية تحطمت على صخرة الإيمان والرجولة والصلابة والثبات والمبدأ والشجاعة والتكتل الشديد الذي كان عليه أصحابه رضي الله عنهم دون أن ندخل في التفاصيل رضي الله عنهم

المقدم: لكن مازال السؤال قائما هل ينسحب على المجاهدين والمقاومين اليوم

الضيف: بالتأكيد

المقدم: يعني هل هي سنة كونية

الضيف: نعم سنة كونية, يعني الإنسان مثل ما قلنا هو عدة الحرب وتحطيم هذا الإنسان من خلال تحطيم معنوياته إذا هي سنة تعتمد, يعني إبليس نفسه دخل من هذا المدخل من نقطة الضعف الإنساني, دخل من هذا المدخل, إذا كل عدو يدخل إلى قلب عدوه من هذه النقطة

المقدم: في المقابل هذا العدو استخدم مع النبي صلى الله عليه وسلم الحرب النفسية في غزوة بدر أشاعوا أنه قد قتل صلى الله عيله وسلم, الآن مثقفون وحكومات كما ذكرنا في المقدمة وللأسف بعض المشايخ والدعاة يشككون في جدوى المقاومة ما الهدف

الضيف: إعلامنا للأسف جزء من معركة العدو, إعلامنا لا أعمم لكن بعض إعلامنا خلينا نكون أكثر دقة وأكثر تفاءلا ومنهجية, صورة الحقيقة مش مريحة الكثير من الأقلام مستأجرة عينك عينك دون أن نسمي وبعضها أسماء كبيرة ولامعة قنوات محطات صحف مجلات, يعني أنا أتابع أسبوعيا عدد من المجلات العربية واضح الغلط وين باختصار, مثل هذه الأقلام المسمومة, أحيانا علماء قد ينزلقون بمنزلقات وأنا أزعم مش عن عمالة وإنما عن ضعف وعي أو ترجع في الوعي أو تخلف في الوعي فيقدم على العدو ربنا قدمه يقدم أعداء وهميين أو ما هماش في الأولوية أو أيا كان, الآن ما لنا عدو يتقدم أو يسبق العدو الصهيوني باختصار, من فن هذا العدو وهو جزء من الحرب النفسية, جزء من الحرب النفسية أني أشيطن المقاومة

المقدم: سريعا جدا, سنأتي إلى هذا ولكن ما زلنا في السؤال الأخير حول موضوع النبي صلى الله عليه وسلم, يعني النبي صلى الله عليه وسلم قلت قبل قليل أن الحرب النفسية ليست بأمر جديد وإنما هي وكما تذكر في كتابك الإشاعة أنها شئ قديم وبدأت من قصة خيالية, لكن من زمن النبي صلى الله عليه وسلم النبي استخدم أساليب عديدة من الحرب النفسية هل لكم أن تذكروا مثالا

الضيف: النبي الكريم سيد من قاد الجيوش وسيد من خطط وسيد من مارس الحرب النفسية وتفوق فيها ويكفي أن نستحضر حديثه الشريف ( ونصرت بالرعب ) ونستحضر من غزواته المباركة الميمونة غزوة تبوك, من كان يحلم أن قوة ناشئة عمرها بضع سنوات تفكر أن تطاول بقامتها الدولة الرومانية ويغزوها في عقر دارها ثم تنسحب جيوش الدولة الرومانية من أمامه كل هذا من جراء الحرب النفسية (ونصرت بالرعب) إذا النبي الكريم في كل غزواته من أمهر من استخدم الحرب النفسية طبعا بالمصداقية العالية في الحرب النفسية لما يقول كلمة العدو يأخذها مأخذ الثقة والتصديق ولذلك سننتصر يأخذها مأخذ الجد, تهز نفوسهم, مثلا في بدر يقول لهم هذه مصارع القوم هنا مصرع أبو جهل هنا مصرع فلان, يرفع معنويات المؤمنين فالحرب النفسية لها ميادين كما هو معروف, ميدان الجبهة الداخلية ميدان جبهة العدو ميدان المحايديين

المقدم: دكتور ميدانها الرئيسي كما ذكرت في بداية الحلقة هو النفس, هناك مصطلح صهيوني عبري “الهسبارا” والهسبارا هو الدخول والنظر إلى أعماق النفس الدفينة, أنت تتابع هذه النفسية عبر سنوات طويلة وأنت تدرس القرآن الكريم والقصص القرآني وغيرها, يعني كيف يشخص القرآن الكريم شخصية اليهودي

الضيف: القرآن العظيم كتاب النفس ومن ضمن النفوس التي صورلنا إياها تصوير مفصل ومطول النفسية الإسرائيلية بدأ من سورة البقرة وأمشي, هي سورة البقرة لماذا سميت بهذا الاسم عشان تكشف نفسية وعقلية بني إسرائيل من خلال قصة البقرة

المقدم: بشكل مختصر, دكتور عشان الوقت عندنا الكثير من المحاور

الضيف: وأنا عندي عشرين محور وكل محور بده حلقة, يعني الحديث يطول حقيقة ونحن مهما تكلمنا نظل قطرة في بحر هذا الموضوع, على كل حال, نفسيا أولا, حيثما وجدت القتل تلاقيه مربوط ببني إسرائيل أكثر من أن بني آدم قتل أخوه {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} إذا سفك الدماء  العنف قتلهم الأنبياء بغير حق, إذا شعب قتال قتلا وهذا من جبنهم, إذا هو شعب جبان ولذلك التحدي {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} ولا يتمنونه أبدا ولن يتمنونه أبدا لأنه شعب جبان شعب بخيل شعب حسود حقود ملتوي, يحلب الألفاظ حلب, يحرف الكلم عن مواضعها لا ميثاق له ولا عقد ولا ذمة, لذلك يا فرحتي وقعوا معهم اتفاقية, يا عم هدول مع رب العالمين ما قضوا الميثاق فمعكم, لا يمكن أن يوفوا لكم بوعد إطلاقا ولو وقعوا معهم مائة اتفاقية, {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم}, هذه صفاتهم الحقيقة

المقدم: يعني دكتور نحن دخلنا مع الجمهور من مخرج الطوارئ يبدو, لكن الآن نريد أن نحدد إذا استطعنا رغم أن التعابير الأدبية اللغوية لا تستطيع التعبير عن تعريف محدد للحرب النفسية, أنت لك أكثر من أربع خمس مؤلفات في الموضوع, وربما تخطط لسلسلة جديدة عن الحرب النفسية, يعني بشكل تقريبي إذا لم تكن هذه التعريفات بحكم الصيرورة واستقرت على تعريف, ما هو تعريف الحرب النفسية.

الضيف: مثل ما قلت هي حرب لكن ميدانها النفس, إذا هي كل الإجراءات التي تستخدم القوة الناعمة إن جاز التعبير, تستخدم قوة الإعلام تستخدم الفكر تستخدم إحباط الروح المعنوية, كل الإجراءات من شأنها أن تشل فاعلية الخصم ونفسيته وتهدم بنيانه المعنوي والنفسي, أو تفتت بنية هذا

المقدم: والفرق بينها وبين الإشاعة

الضيف: الإشاعة جزء من كل

المقدم: لكنها تمتد ربما أطول من عمر الحرب النفسية

الضيف: هي حرب نفسية, الإشاعة هنا هي عمود في عمارة اسمها الحرب النفسية وهي من أعمدتها الأساسية الإشاعة, ولذلك العدو يستخدمها استخدام مكثف جدا وعنده جهاز لإطلاق الإشاعة,

المقدم: طيب, المصطلحات حتى نقدر أن نوصف الحلقة صح, يعني غسيل المخ

الضيف: مصطلحات الحرب النفسية, أنا عندي حوالي عشر مصطلحات للحرب النفسية

المقدم: نريد أهمها, غسيل المخ, الطابور الخامس

الضيف: ماشي, الحرب النفسية, حرب الأفكار, حرب المعتقدات, الحرب المعنوية, حرب الروح, حرب الغزو الثقافي, عندي كما قلت الكثير, حرب الإرادات, غسيل الدماغ

المقدم: ما هو غسيل الدماغ,

الضيف: الحرب المعنوية, حرب العقول, حرب الدعاية, عشر مصطلحات أقول لك عندنا, ما هو غسيل الدماغ, في كتاب الحقيقة بهذا العنوان قرأته من أربعين خمسين سنة, فخري الدباغ صاحب الكتاب, على كل حال, حرب الدماغ أو غسيل الدماغ بمعنى إيش, هم المتلاعبون بالعقول مهم جدا, بمعنى أن العقل فيه ثوابت, العقل فيه مسلمات, العقل فيه عقائد, العقل فيه منظومة فكر فيه منهج, إذا أنا أريد أن أتلاعب به وأشكله تشكيل جديد, وبذلك اليهود المجرمون يأخذوا أكبر عدد من الأسرى ليش, عشان يخضعوهم لعمليات غسيل دماغ, يحطوهم مع خبراء نفس من الشياطين المجرمين المدربين تدريب عالي في الحرب النفسية, يحطوا الشاب أمامه ويتلاعبوا فيه بقناعاته ويرسخوا في ذهنه مثلا إسرائيل ستحكم العالم, ستحكم العالم مش حتحكم شعب صغير اسمه الشعب الفلسطيني, أميركا حكمناها, يجب أن يقول لن تحكمنا نحن, نحن أقوى من أميركا هكذا الرد, نحن موصولين بالله عز وجل, حكمت أمريكا من خلال شراء زعاماتها, نحن لن تشترونا, وبالتالي نحن من سننهيكم مش العكس

المقدم: لكن هناك قيادات, مثلت الشعب الفلسطيني 

الضيف: الشعب غير القيادات, وهذه القيادات منصبة من الخارج والشعب سينتفض على كل هذا الوهن والعفن والعجز, باختصار أخي, التلاعب بالعقول هو أن تنقد منظومة الفكر, أن تنقد منهج التفكير كله, أن تنقد الحقائق وتحل محلها أوهام وتحل محلها خرافات تضخم صورة العدو وتحقر من نفسك وتقزم, العرب لن تقوم لهم قائمة, هذا خطير جدا هذا الكلام, وخطأ شديد جدا طبعا وبالتالي يجب أن نعزز الآية} إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ}, يبشر يعني نحن سننتصر يقينا, هذا مش وهم وحصل بفضل الله في جنوب لبنان 2006 وغزة, في 68 الكرامة في 73 في مصر, يعني بفضل الله هذه الأمة ذاقت طعم المواجهة لما تكون حقيقية نعم نحن ننتصر, لكن بحرب الكولسة والخيانات هم ينتصرون

المقدم: طيب دكتور يعني في سؤال, لكي نبقى في موضوع الحرب النفسية, هناك طريقة للكيان الإسرائيلي كما يعلن “بيريز”  لما يعلن العرب أن الكيان الإسرائيلي وفي الإعلام الغربي أنه يملك مئات الرؤوس, ثلاثمائة رأس نووي, بالمقابل هم قبل أي معركة دائما يضخمون قدرتنا العسكرية أليس هذا عكس قوانين الحرب النفسية

نسمع الإجابة بعذ فاصل إذا سمحت لنا

مشاهدينا نلتقيكم بعد فاصل قصير

 المقدم: من جديد نرحب بكم مشاهدينا في حلقة خاصة من فقه القضية وعنوانها الحرب النفسية مع الأستاذ الدكتور أحمد نوفل.

دكتور أنت لك سلسلة عن الحرب النفسية وهذا الكتاب هو الحرب النفسية بيننا وبين العدو الإسرائيلي, وكنت قبل الفاصل قد سألتك عن الطريقة التي يستخدمها, عكس المتوقع في قوانين الحرب النفسية, الصهاينة عندما يعلن الناس أن لديهم مئات الرؤوس النووية, هم يضخمون ما لدينا من السلاح قبيل المعركة, أليس هذا عكس قوانين الحرب النفسية

الضيف: يعني الخلاف, شوف الموقف كيف, في كتابي هذا يلي هو الكتاب الثالث من كتب الحرب النفسية أو الرابع, قلت فيه هذا الأمر, ومن أكثر من 35 سنة هذا الكتاب, قلت فيه أن إسرائيل تملك ما بين 200 أو 300 رأس نووي من ذلك الوقت, يعني نبهنا لهذا الكلام من بدري, والآن يقولوا نفس الرقم, على كل حال, هذا الإعلان هم حبسوه وأخفوه 18 سنة, الظاهر أنهم مش عاوزين تتسرب, لكن هم يلي سربوه, هذا يسموه الردع بالتخويف, إذا المقصود, وأحيانا لا بنفوا ولا بأكدوا عشان تضل أنت في حالة اللايقين في حالة الشك, عندهم ولا ما عندهمش, إذا استقريت على يقين ترتاح مثل ما قالوا, لكن ما نخليك تستقر على يقين بنخليك في حالة اللايقين, يعني عندهم ولا ما عندهمش, ما تقدر تجاوب, عندهم

المقدم: ما بعرفش

الضيف: طيب, سؤالك كيف يضخموا أحيانا مثلا قوة العراق, ما كانش عند العراق هذه القوة ومع ذلك ضخموه جدا,

المقدم: وقوة فيتنام قبل ذلك

الضيف: هذه خطر على الإنسانية, وهم عارفين ما عند العراق طائرة طائرة ودبابة دبابة, وتحطمت الأسلحة كلها في أيام معدودة, إذا يضخموه, عشان لما يحقوا نصر يبان نصرهم نصرا معجزا نصرا بطوليا نصرا خارقا نصرا أسطوريا, قل ما شئت, إذا تضخيم مفتعل, لا يخدم العدو, لأنهم عارفين أن هذا العدو مش قدرتهم, طبعا لو استخدمت الدول المواجهات وحولت الجيش إلى مجموعات إلى حرب عصابات لا تنهزم الدول, لكن مش حاطين مخطط بديل من 67 إلى الآن ولا دولة حاطة مخطط بديل عن مواجهة الدول النظامية فسرعان ما تنكسر الجيوش, مرارا قلت الأنظمة لا تنتصر والشعوب لا تنكسر والحمد لله

المقدم: كانتفاضات العصي والحجارة التي تبدأ بهذا

الضيف: وتتطور إلى المواجهات حقيقية, رغم تضخم العدو ليبينوا بطولاتهم

المقدم: طيب, دكتور رغم} لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ} وفي نفس السورة في سورة الحشر, {فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}

الضيف: {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} 

المقدم: أنا أريد في قلوبهم, من أجل الديمومة وليس قذف بمعنى الفعل الماضي, في قلوبهم الرعب هل هي متلازمة مرضية أو فوبيا دائمة أنهم يحملون في جيناتهم وفي دمهم الصدمة والرعب ولذلك رفعوا هذا الشعار في حرب غزة, يعني الفلسينيون سموها حرب الفرقان وهم سموها الصدمة والرعب,

الضيف: الصدمة والرعب لمين, أهل غزة, أنا عندما أضرب هذا الضرب الباطش المجنون اللامتوازن, يعني غزة ما غزة, أرض مكشوفة لا فيها غابات فيتنام ولا جبال لبنان, لا في دعم عربي بالعكس في حصار عربي متواطئ مع إسرائيل وهذا الفسفور الأبيض الذي تصل حرارته 1000 درجة مئوية الذي يدوم مفعوله في الأرض والبشر والماء زمنا طويلا, يعني هذا شعب أعزل تقصفه بالفسوفور وبالطائرات أف 16 وأف 18 وأف لا أعرف إيش, هذه نذالة الحقيقة, هل هي فوبيا مغروسة في جيناتهم, قطعا لا, يعني الله تعالى ما خلق واحد جبان بالفطرة, لكن {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ}, الله تعالى ضرب عليهم الذلة يتوارثونها ثقافيا واجتماعيا لا جينيا, جينيا يصير ظلم, لكن يتوارثونها هذه النذالة هذه الخسة هذه المسكنة هذه العجز جيل بعد جيل فالثقافة تتناقل,

المقدم: دكتور في مخطط عسكري صيني أيام الحرب العالمية الثانية اسمها ينغ سوغ يقول أن أعظم درجات المهارة هي تحطيم مقاومة العدو دون قتال, بالتالي هل نجح الصهاينة في تحطيم العرب دون معركة

الضيف: من هم العرب المعنيين, العرب الأنظمة محيدين من ستين سنة, لم يلتقوا بالأنظمة في معركة حقيقية, إنما هل نجح الصهاينة في أن يحيدوا الشعوب, لا, الشعوب بفضل الله مثل ما هي على حبها للمقاومة, هي لو تجد قيادة صالحة تجد الشعوب جاهزة باستمرار للتضحية

المقدم: هذه كلام تعودنا عليه منكم الدعاة

الضيف: إطلاقا, هذا واقع الآن لبنان, من الذي صمد في 2006, مع احترامنا للجيش اللبناني, لكن الذي صمد المقاومة, الجيش اللبناني كان رديف, والمقاومة لا هي جيش مدرب, وكان هناك مليارات من الديون, المقاومة متبرعة بنفسها ومالها وبسلاحها أحيانا فحققوا معجزات, فكيف إذا دول وقفت كلها وقفة واحدة بجيوشها مقدراتها بمخزونها, إحنا شاريين قبل قليل ب 130 مليار دولار أسلحة على إيش, علا لا شئ, الشباب المقاوم بهزموا إسرائيل, لكن لا تخذلوا الشباب لا تطعنوهم بظهرهم هؤلاء كفيلون بأن ينهوا إسرائيل

المقدم: دكتور استضفناك سابقا في موضوع الأسرى, وقبل قليل وجهت التحية لأسرانا واليوم تنطلق حملة على 25 وسيلة إعلامية وفضائية الحملة الدولية للإفراج عن الأسرى, يعني أعراض التعذيب لنفسي التي تترك أثارا خطيرة على الأسرى الذين بعضهم ما زال يعاني من اضطرابات وتوترات, ما هي أهم أساليب التعذيب النفسي التي يستخدمها العدو الصهيوني مع أسرانا,

الضيف: أنا أعتقد أن فكرة الأصل كلها, ما في ضرورة للأسرى, وإنما فكرة الأسر أن يحطموا نفسيتهم, بحرمانهم من النوم حرمانه من الرعاية الصحية والطبية يلي هي مكفولة في العالم كله للأسرى, بمحاولة الإذلال المستمرة

المقدم: نريد أن نركز على التعذيب النفسي

الضيف: الإذلال, التعذيب النفسي يعني تعريته أحيانا, أن يفتشوا السجين جسيدا كل يوم, القصد إذلاله كسر معنويته, كسر نفسيته, تحرمه من قضاء حاجته, تحرمه من الحمام والعبادة والصلاة مثلا, محاولة تهديده لانهياره المعنوي والنفسي, أنا أعتقد أن أخذ هذا العدد الكبير من الأسرى, حوالي 12 ألف بشكل دائم موجودين, والعالم كله يبحث عن شاليط, القصد فكرة الأسر كلها حتى أ‘رضه لظروف أنا أصنعها صناعة من التضييق من الإعنات من المشقة من كسر للمعنوية بغية هذا التعذيب النفسي, أحيانا من خلال ضرب الشباب ببعض, اعترف عليك فلان قال أنت يلي نظمته, قال أنت يلي اشتريتله السلاح, محاولة التفتيت وتمزيق النسيج وزرع الشكوك بين بعضهم, طيب وبالداخل حماس بفتح وضرب المنظمات ببعضها, شياطين عميستخدموا هذه الأساليب

المقدم: غرضنا أن نقارن هذه الأساليب في التعامل بين أسرانا, وربما هم الآن أقل من 12 ألف حسب آخر إحصائية, لكن لدينا شاليط واحد, يعني لدينا مقارنة بين العرب وبين الكيان في توظيف هذه الحرب النفسية لدى الأسرى

الضيف: نحن ما عندنا إلا أسير واحد, ونحن لن نتخذ من أخلاقياتهم الرديئة نحن سنعامله بإكرام مش لأنه يهودي راح نكرمه, بل لأنه إنسان, لكن برضوا ممكن أن نمارس عليه الحرب النفسية بمعنى نشرح له أن نحن مش خايفين منكم ولا حاسبين حسابكم, إسرائيل سوف تنتهي وكن على ثقة, ونحن راح نبادلك قريبا أو بعيدا بعد شهر أو بعد سنة, حنبادلك بألف, لتذهب وتشرح لجماعتك أن هؤلاء الناس الموت أحب إليهم من الحياة وأن هؤلاء الناس على يقين أنكم ستنتهون وستخرجون من هذه الديار مثل ما خرج الصليبيين من قبلكم

المقدم: إعلاميا دكتور, هل هناك من وجه مقارنة بين تبني الكيان الصهيوني لأسيره وبين تبني النظام الرسمي لأسرانا

الضيف: هو متخلي مش متبني, حرام نقول عليه متبني هو متخلي ولا يعترف بهم أصلا, بالعكس ربما يقول لإسرائيل زيديهم ولا تخففي عنهم ولا تطلعيهم, أزعم أن الرنتيسي كان يسجن بطلب من العرب, وأحمد ياسين كان يسجن بطلب من العرب ودون أن أحدد من هم العرب, وهذا اليهود قالوه خليها على الله

المقدم: ننتقل إلى ملف آخر وهو التفاوض, ذكرت قبل قليل وما زال في ذهني ربط بسيط, ما هي أهم أساليب الحرب النفسية التي يستخدمها خبراء الصهاينة في التعامل مع المفاوض الفلسطيني

الضيف: أولا المفاوض الفلسطيني بروح مش مذاكر

المقدم: مش مذاكر

الضيف: مش مذاكر, يعني هو يذهب بأوراق بيضاء فيجس الصهيوني يقول له في موضوع المياه إيش في عندك, يشعره أنه صفر لا شئ, موضوع التفوق العسكري والاقتصادي اليهودي, لا شك أنه أمامه واحد مهزوم نفسيا, بدك مفاوض مثل زيد بن عامر رضي الله عنه يصرخ بوجه رستم ويقول ” الله بعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد” هذا المسيحي ومريم مش موجودة, هم لا يعرفون الله عز وجل ولا ينتسبون إليه ولا يعرفون أمتهم كم هي معطاءة وعظيمة ولذلك المفاوض شاعر أنه رايح ويا وحدنا, كيف وحدك أنت وراءك أمة عظيمة 1500 مليون وتقول يا وحدنا, استحي على عينك, الأنظمة ماتت لكن الشعوب في خندقك, أمتك معك, مفاوضنا للأسف, كما كان رابين يقول كنت أفاوض نفسي وأنا أفاوض الفلسطيني, هذا الكلام عار, عار مدمر, ما في مفاوض يعتمد عليه ما في مفاوض يطالب بالحق ويثبت عليه, أنا أقول في أحد مقالاتي الله يرزق اليهود قيادة كقيادة الشعب الفلسطيني عشان يدمروا القضية اليهودية مثل ما دمر هؤلاء قضية الشعب الفلسطيني, عندك شعب يأكل الصخر لو وجد من يقوده, كيف منظمة التحرير استطاعت أن تمنع كالشهاب في بضع سنين, ليش دمرتوها وحولتوها إلى ناس تشتغل لصالح المشروع اليهودي, ليش ثم كان عندكم مقاتلين يأكلوا الحجر

المقدم: دكتور أليس هذا من نجاحهم في الحرب النفسية ضد المنظمات

الضيف: نعم هذا جزء من الخيانة, جزء من شراء بعض الضمائر الرخيصة الميتة استطاعوا أن يفتتوا هذه المنظمات ويحولوها هذا التحويل, هم شاريين زعماء هالدول كلها من أمريكا وأنت نازل, يعني ما راح يشتروا منظمة بسيطة ابتدائية في الشغل السياسي سهل

المقدم: دكتور ذكرنا في المقدمة أن هناك بعض المشايخ يستغلون المنابر وهذا حصل أيام المقاومة في غزة وغيره وربما يستغل البعض المحطات الفضائية وهناك أيضا النظام الرسمي يعمل على تثبيط عزائم هؤلاء المجاهدين بأسلوب أنت تعرفه, وصل الأمر عند البعض أنه لا يجيز الدعاء للمقاومين والمجاهدين, أليست هذه حرب نفسية معكوسة

الضيف: بلى, هذه خيانة, أولا أنا أدعوا بنصر إسرائيل على آخر الزمان, أنا أدعوا بخذلان أمتنا وديننا وشعبنا وقضيتنا, هذا كلام تحت أي ذريعة أنا أقول هذا الكلام, أنا أدعوا بنصر فيتنام عأميركا عندما كانت تقاتل الأمريكان, أدعو بنصر تشافيز على أمريكا أو نصر الرئيس البرازيلي على أمريكا، أنا الآن مع كل مخلوق يقاتل أميركا وإسرائيل إذا إخواني العرب يقاتلون أميركا وإسرائيل وأنا أدعوا لهم بالخذلان هذا جنون ياأخي أنا أدعو وبعضهم مش عنيد لكن بعضهم مطموس الوعي إطلاقا وربما يظن بنفس أنه أبو زيد الوعي لكنه مسكين ولا ذرة من الوعي لو كان يملك الوعي لما دعا لأمته إلا بالنصر حتقلي هدول ناس مدري إيش وإيش وإيش بقلك بضل جزء من نسيج هذه تلك الأمة

المقدم: دكتور يمكن اجتهد فأخطأ وله أجر

الضيف: لا اجتهد فأخطأ فله أجر لأ ليه أنا مش بقلك من جيبي, ليه لأن رب العالمين في غزوة بدر اجتهد الناس فأخطؤوا وينزل القرآن الكريم فيقول لهم { لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}, سيدنا يونس اجتهد فأخطأ عليه أذكى الصلوات {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ {142} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ {143} لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}

هذا اجتهد فأخطأ, أما ندعوا بنصر إسرائيل اجتهد فأخطأ فلا, أما هذا اجتهد فخبص اجتهد فلبص اجتهد فخان

المقدم: دكتور لو تحاكمنا إلى حديث توبان وهو حديث الوهن المشهور (لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن, قال قائل في الحديث يا رسول الله وما الوهن, قال حب الدنيا وكراهية الموت) وبالتالي كيف نتحصن من الوقوع في براثن الحرب النفسية                  أ،أ   

الضيف: في الحقيقة اليهود بلعبوا على هذا الوتر, أيها الجندي أولادك بانتظارك زوجتك بانتظارك إذا أردت أن تهرب لن نقصف هذا الطريق إمشي من هون, ينبغي أن نحطم فردنا بحيث يصبح هذا الفرد صخر لا تأثر فيه الدعاية الرخيصة, الموت تهددونا به نحن نعشقه ما تخوفونا به نحن نحبه لأنه طريقي إلى جوار الله عز وجل, ولذلك خالد بن الوليد رضي الله عنه هذا العبقري العظيم في الحرب النفسية والحرب العسكرية على السواء كان يقول “جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة في رواية كما تحبون الخمر في رواية الموت لا نهابه” أما عدونا نقطة ضعفه يده يلي بتوجعه الموت, فتمنوا الموت ونحن نتمناه ما عندنا مشكلة نحن عندنا استشهاديين أنتم عندكم استشهاديين, أطلعلك مائة ألف استشهادي من العرب, تطلع من اليهود واحد استشهادي انتحاري استغفر الله, خسئوا أن يصلوا لهذه المرتبة مستحيل أن يصلوا, مستحيل, هذه الأمة معطاءة حية قوية, بس المفروض نتعب على الفرد  حتى يصبح صخرة لا تأثر فيه هذه الدعايات, زوجتي وأولادي لهم الله, أنا مش الرزاق أنا مش الحافظ الله الحافظ, وكلتهم إلى الله أودعتهم عند الله, أمتهم لن تنساهم ورب الأمة لن ينساهم, هون عندي بناء نفسي وفكري وثقافي وترابط مع النسيج الاجتماعي يجعلني محصن ضد كل هذه البرامج

المقدم: نريد أن نقف, وبعد الفاصل نواصل إن شاء الله

مشاهدينا نلتقيكم بعد هذا الفاصل فانتظرونا

من جديد نرحب بكم مشاهدينا, ومن جديد نتابع الحرب النفسية مع رائد من روادها وهو الأستاذ الدكتور أحمد نوفل

دكتور قبل الفاصل كنت تتحدث عن الوهن ودعني أسألك, هل هذا الوهن الآن يتحقق على أرض فلسطين ومظهر من مظاهره هو الانقسام, هل هي حرب نفسية مورست ونجحت فيها ونجح فيها الكيان الصهيوني

الضيف: الانقسام, في الحقيقة للتوضيح, الشعب الفلسطيني غير منقسم

المقدم: الشعب كشعب

الضيف: طبعا, ولا يمكن أن ينقسم يلي حاصل مش انقسام, يا إخوان نحن أحيانا ندعم مصطلحات مع احترامي, يلي حاصل أن هناك ناس مربوطة بالمشروع الصهيوني والإمبريالي والأميركي, قاطع إخوانك ولذلك أنا أعتقد أن المفاوضات ومش عارف إيش هذا كله كلام, في اللحظة الأخيرة مثل ما كان يحصل في أمكنة أخرى تجي تلفونات من أميركا لبعض الأشخاص فينسحب ويقلب وتحصل حروب

المقدم: يعني هناك, تقصد دكتور فيتوا أمريكي على هذه المصالحة

الضيف: طبعا, 100% يا أخي وبعض الدول العربية ترعى اللامصالحة, والله لو حماس قالت لهم كل الوثيقة موقعين عليها بالكامل زي ما هي, مش حتمشي الأمور, فتقلي الشعب الفلسطيني, الشعب الفلسطيني غير منقسم, والشعوب العربية غير منقسمة, المنقسم أنظمة مستفيدة من هذا الانقسام باختصار, هل هو جزء من الوهن, الانقسام بعمل وهن صحيح, وانقسام القيادات يوهن الأمة أكيد, يعني الآن الكثير من الدول العربية منفتحة على إسرائيل ومتدابرة مع بعضها دون أن نحدد أو نسمي, نحن نتكلم بالعموميات باستمرار

المقدم: منطقيا هل يمكن أن تتم المصالحة ورجال المقاومة ومناصروهم في سجون السلطة

الضيف: هذا كله وهن, لن تتم المصالحة بين واحد شرطه الأساسي أن تعترف بإسرائيل سلفا وبلا ثمن, طيب شو هذا توكيل من إسرائيل ويسمى على الشعب الفلسطيني, حل عني, فالحقيقة المصالحة بين الشعوب بفضل الله لا تحتاج إلى جهاد مصلح بين الشعب في غزة والشعب في الضفة الغربية, الشعوب لا وجود لأزمة, بين الشعب السوري والشعب المصري ما في مشكلة إطلاقا أخي, والشعب السوداني والشعب المصري ما في مشكلة والشعب العراقي والشعب الفلطسطيني ما في مشكلة, المشكلة وين, في الزعامات فهل الفرقة تعمل وهن, نعم, هل الوهن جاءنا من التعلق بالدنيا أصلا, فإخواننا العرب لا دنيا لهم للأسف, فليتعلقوا بالآخرة, ما دام مش محصلين الدنيا فعلى الأقل نجعل تعلقنا بالله بالجنة بالجهاد علنا نبدد هذا الضعف والخور وضياع الحقوق يلي إحنا فيه

المقدم: دكتور, نريد أن نمشي معك ونشاهد ملامح الحرب النفسية في الآية القرآنية {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ} وكذلك في قوله تعالى{فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ}, يعني أنا أتخيل أن هناك حرب نفسية {فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ} كيف تصور هذا المشهد وأنت مؤلف في موضوع التصوير الفني

الضيف: الله يخليك, القرآن العظيم هو كتاب النفس والقرآن العظيم في سور الجهاد هو كتاب التعبئة ورفع المعنويات وكتاب الحرب النفسية أيضا وبخاصة {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} لبني إسرائيل, مرتين وردت خاصة لبني إسرائيل ومرتين {أُلْقِي فِي قُلُوبِ} للعرب, مرتين ألقى الرعب للعرب, ومرتين قذف في قلوبهم الرعب لليهود, واضح لأن اليهودي جبان, العربي ألقى في قلبه الرعب, أي ظل الرعب في القشر أما اليهودي في الصميم لأن القذيفة تخترق إلى الداخل, إذا هذه النقطة الرعب يدخل إلى نفوس اليهود, دخلوا غزة, طبعا حرب غزة إذا أردنا أن نتكلم عنها بدأت بدأت بحرب نفسية

المقدم: دكتور نريد أن نأخذ,

الضيف: حرب غزة

المقدم: لا دكتور أوصلتنا لما أريد, نريد أن نأخذ حرب غزة نموذج كونها آخر الحروب التي جرت على الأرض كحرب, نريد أن نتلمس اللمسات القرآنية في حرب غزة, العدو منذ فترة يحلق بالطيران المكثف كل فترة يقرع طبول الحرب النفسية يبث مشاهد للتدريبات ومناورات مع دول اليونان الآن, إذا هل هي حرب نفسية أم أنها نذر حرب على الأرض قادمة فعلا

الضيف: نعم هي حرب نفسية, وتهيئة الأجواء لحرب قادمة, اليهود لا يعيشون إلا في ظلال حروب رب العالمين قال {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ} مين طلب وقف حرب غزة, اليهود ودون أن ندخل في التفاصيل

المقدم: وفي حرب جنوب لبنان أيضا

الضيف: بطلب منهم بفضل الله أطفأها الله بهزيمتهم أطفأها الله بخذلانهم أطفأها الله بصمود المجاهدين فصاروا هم يتوسلوا, جو بلتون الأميركاني هذا جاؤوا العرب وقالوا له وقفوا الحرب فقال لا لن تقف الحرب حتى تنتهي غزة, صار جون بلتون يدور على العرب ويقول لهم أطلبوا من حماس أن توقف الحرب, بفضل الله هذا الكلام الكل سمعه والكل تابعه,

المقدم: أريد أن أطرح عليك سؤال مدبب وصريحا, ما تأثير النظام الرسمي الفلسطينيي والنظام الرسمي العربي حين كانت نصائحهم تمشي باتجاه الاستسلام لأهل غزة أثناء بوادر تحقيق النصر

الضيف: سيدي هدول أولا لا يثقون بالأمة لما انسحب اليهود من لبنان 2000 ثم انكسروا 2006 في المناسبتين العرب قالوا انسحاب إسرائيل 2000 إجابة لقرارات الأمم المتحدة حسن أخلاق عند اليهود, يا سبحان الله من متى كان عند اليهود أخلاق أصلا, بإطار الحرب النفسية أيضا يقول لك نحن الجيش الأعلى أخلاقيا في العالم, فاكر أنت لما باراك قال الكلمة هاي وهو عديم أخلاق هو وجيشه لكن بحاول يطلق على أنفسهم أنهم الجيش الأكثر أخلاقيا وهو الجيش يلي بلا أخلاق

المقدم: وهم مطلوبون كمجرمي حرب حتى في الدول الغربية

الضيف: طبعا, على كل حال قصتهم طويلة, فالنظام العربي حاول أن يخفف استسلموا ولو كانوا استسلموا كان انكسرت الأمة من هنا حتى الخليج, لكن صمود أهل غزة رفع رأس الأمة من غزة إلى الخليج من فضل الله وأعطوا للشعوب نموذج, الشعوب كلها قدراتنا المتعاطفون في قلب لندن مع فلسطين ومع القضية الفلسطينية وما أدى لهذا التعاطف إلا الصمود, الناس تحب الواقع

المقدم: دكتور الأمريكيون في حربهم مع اليابانيون في غابات الشرق الأدنى هناك خسروا بسبب الاندفاع في هذه الغابات وربما عز الدين القسام وقبل أيام قليلة كانت ذكرى استشهاده يعني حصل نفس الاستعجال من بعض جنوده لإطلاق الرصاصة, هل استفاد المجاهدون في حرب غزة في حرب الفرقان من عدم تكرار هذا الاستعجال

الضيف: ما في استعجال, أنت أولا ما طلبت الحرب, الحرب فرضت عليك وإذا فرضت عليك يعينك الله تعالى, لست متحريها ولا أنت المتحرش بهذا العدو المجرم المدجج المدعوم من قوى العالم, لكن أنت معتدى عليك ومستعين بناصر المستضعفين ولن يخذلك, فأهل غزة ثبتهم الله قواهم الله في الحقيقة رفعوا رأس الأمة وفي لبنان كذلك من قبل, الأثنين أعطوا نموذج للصمود والنصر

المقدم: طيب, دكتور نريد الآن أن نشن حرب نفسية من هنا من الاستديو فما هي الخطوات العملية واللجان المطلوبة

الضيف: أولا حرب غزة نموذج بالفعل ولو اشتغل الناس في جزء من الحرب النفسية النت الصورة تبع التلفون تبع الكاميرا, بتاع الميكرفون الخطيب, المسعف, هذا الصمود هز العالم, الصورة لعبت دورا خطيرا جدا, يجب أن نجند كل طاقات الأمة, يعني من قطر جاء الدعم لعبت دور مشكور جدا ولولا الصور التي كانت تبث ما عرف الناس مخازي اليهود وإجرامهم ولؤمهم ولكن عرفوها من خلال الصورة والشباب يلي اشتغلوا على النت

المقدم: في حرب غزة كانت الجزيرة تأخذ اللقطات من قناة القدس والتي كانت تعطي ل22 قناة فضائية رغم أنها كانت منطلقة من 44 يوم فقط

الضيف: نعم القدس

المقدم: واستشهد لنا ثلاثة

الضيف: يلي كان منهم تحت القصف هذا كان تحفة الحقيقة, المهم, في الحرب القادمة إن شاء الله ينبغي أن نعبأ الأمة كلها, الآن كيف نشن الحرب النفسية, أولا كل فرد في الأمة يعتبر نفسه مجند, ما بصير نترك غزة من أول يوم, مش بعد أسبوع نتحرك, من أول ساعة ينبغي أن يكون عندنا جاهزية والفاعلية كله واقف على رجليه, مصر تتحرك, لن ندع أحد يحول بيننا وبين نصرة إخواننا, طليعة الأمة هدول في غزة, لا تصدقوا من يقول لكم هدول إرهابيين, هدول أشرف إخوانكم هدول أعز أبناءكم, هدول المؤتمنون على مقدساتكم, أنا أخذلهم, هدول في مواجهة مع أخس أعداءكم, بالنص القرآني أعدى أعداءكم, ما بصير, إذا أولا ينبغي أن تقف الأمة كلها على أقدامها, ليس موضوع الأنظمة والحواجز, الأنظمة حاطة نفسها من جواها والقواقع يلي هي منكفأة بداخلها, هذا الكلام يجب أن نتجاوزه كله رقم واحد, رقم إثنين نجعل في خلد اليهود حقائق مستقرة أنكم زائلون وأنتم موجة عابرة ستتكسر على صخورنا إن شاء الله مثل ما كسرنا أوروبا كلها وكنسناها كالزبالة كبناها بره حنكبكم بره ونقول لهم, نحن وإياكم والزمن طويل, إحنا ورانا إيش, يعني إحنا 350 مليون العرب, و500 مليون المسلمين مش حنخلص, أما أنتم كلكم حمولة باص حنخلص عليكم إن شاء الله تعالى

المقدم: إحنا مش حنخلص بس الوقت خلص معنا الوقت المحدد لهذه الحلقة, باسم مشاهدينا نشكركم شكرا جزيلا, وإن شاء الله يكون هناك لقاءات أخرى لا نمل اللقاء معك, وباسم فريق البرنامج نشكركم مشاهدينا في ختام هذه الحلقة هذه تحياتي عمر الجيوسي السلام عليكم ورحمة الله.