الحلقة 34 أحكام الحصول على الجنسية الإسرائيلية  

    

ضيف الحلقة: د. محسن العواجي      الداعية الإسلامي  أمين أم

المقدم: د. عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 22/07/2010 م

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله، مشاهدينا الكرام هل يجوز شرعاً حصول فلسطينيي الـ48 على الجنسية الإسرائيلية؟ وهل هم مجبرون حسب القانون الإسرائيلي على التجنس بها؟ وهل يعني ذلك الولاء والانتماء للكيان الغاصب؟ ولماذا ضج الإعلام المصري عندما أثار قضية زواج بعض المصريين من سيدات إسرائيليات؟ كيف يتصرف فلسطينيو الداخل عندما تطالبهم فتوى بمغادرة فلسطين وفتوى تحرم عليهم البقاء وحمل الجنسية الإسرائيلية؟ حلقة خاصة اليوم بعنوان أحكام الحصول على الجنسية الإسرائيلية مع الداعية الدكتور محسن العواجي، حياك الله دكتور في برنامج فقه القضية

الضيف: حياك الله، أهلاً وسهلاً بك

المقدم: دكتور موضوع الجنسية وارد في الإسلام أي له تأصيل شرعي أم إنه دخيل على المجتمع الإسلامي؟

الضيف: باسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،

المقدم: اللهم صل على سيدنا محمد

الضيف: بادئ ذي بدء أحب أن أحيي كل من هو فلسطيني متمسك بثوابت الأمة العربية والإسلامية، ولماذا أخص الفلسطيني؟ لأنه يعيش في منطقة الثغور ومنطقة الرباط ورأس حربة للأمة العربية والإسلامية في التصدي للمغتصبين الصهاينة الذين لا حق لهم لا في تاريخ ولا في جغرافيا والذين لا حق لهم لا في العيش ولا في التعايش داخل جسد الأمة العربية والإسلامية بل حق لهم في أن كل منهم أن يرجع من حيث أتى إلى أمته هناك وإلى شعبه وإلى تراثه ومجتمعه، ولذلك أقول أننا كعرب ومسلمين من غير الفلسطينيين كلما يأتي ذكر فلسطين أو نرى فلسطيني مؤمن بهذه الثوابت فإننا نشعر بالعزة ونشعر أنه قد اصطفاه الله علينا ورفعه علينا وميزه علينا أن آته هذه الفرصة ونعلم أن هناك ثمن باهظاً لهذه المكانة والمقام وأما فيما يخص الجنسية فالله سبحانه وتعالى قد ذكر {هُوَ سَمَّاكُمُالْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ}

المقدم: فالجنسية؟

الضيف: فالجنسية عندنا نحن

المقدم: هي الدين

الضيف: هي الإسلام، المسلم } إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } هذه هي الجنسية أما هذه الجنسيات المصطنعة التي تنتمي إليها الشعوب اليوم في البلاد العربية والإسلامية فهي من صنيعة اتفاقية سايكس بيكو المعروفة التي تولى كبرها الاستعمار الفرنسي والاستعمار البريطاني بعد سقوط الخلافة العثمانية على يد الاستعمار، وجزؤوا الأمة العربية والإسلامية حتى يسهل افتراسها ويسهل غرس الكيان الصهيوني فيها وتفريق الشعوب بهذه الطريقة حتى لا يشعر أحد أنه ينتمي لأرض الرباط فلسطين، ولذلك نقول إن الالتزام بهذه الجنسيات هو التزام مرحلي مؤقت تقتضيه المصلحة المؤقتة حتى تتوحد الأمة العربية والإسلامية في جسد واحد كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)

المقدم: دكتور كأن هناك الحديث الذي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه ( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين) أولا هل هذا الحديث يفرق بين الجنسية والإقامة؟

الضيف: أولاً، حين يأتي هذا الحديث لابد أن نرجع إلى الأساس، دكتور عمر حينما تتحدث عن حكم شرعي فيجب أن نرجع إلى المصدر الشرعي الذي أخذنا منه هذا الحكم، فحديث (أنا بريء من مسلم بات بين ظهراني مشرك) هذا جاء هذا الحديث كي يطبق في تقسيم الديار إلى ديار إسلامية وديار حرب، المقصود بذلك ديار الحرب، إذ أن إقامة المسلم في غير بلد إسلامي أو أخذ جنسيته أو أخذ أي شكل من أشكال التعايش معه، يجب أن يراعى فيه أربع أمور، الأمر الأول أن نحدد هذه البلاد الكافرة هل هو دار حرب أم دار عهد

المقدم: لكن في هذا الآن تغير الوضع وفيه تفصيل كثير، يعني هناك العالم الإسلامي كما قسمه الشيخ القرضاوي في كتابه الجديد الجهاد وهناك بلاد ذات أمان

الضيف: نعم أنا سآتي إلى هذا، إذن أولاً ننظر هل هذا البلد بلد عهد أم بلد حرب، ثانيا هل المسلم في هذا البلد سيتلفظ بألفاظ تتنافى عقائدياً مع ما يعتقد أم لا، النقطة الثالثة هل سيستطيع المسلم الحفاظ على دينه في هذا البلد أم لا، الرابع أن لا يستخدم هذا المسلم ضد إخوانه المسلمين في جيش أو نحوه، فإذا توفر هذا في بلد لا يقاتل المسلمين جاز للمسلم مؤقتاً أن يعيش في هذا البلد أو أن يتعايش فيه أو أن يأخذ الجنسية مؤقتاً ودليل ذلك أن الصحابة رضي الله عليهم لما اضطهدتهم قريش أذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يهاجروا إلى الحبشة وذكر أن فيها ملكاً لا يظلم عنده أحد، ولما علموا أن قريش كفت عن الأذى رجعوا، فلما رجعوا ووجدوا الخبر غير صحيح ودخل بعضهم في حلف الآخر كما هو معلوم ثم جاءت الهجرة الثانية، فدليل ذلك على ماذا، على أنه إذا وجدت بلاد غير مسلمة لم تقاتل المسلمين ولم تخرجهم من ديارهم معاهدة وتحققت الشروط التي ذكرت الحفاظ على الدين وعدم استخدام المسلم ضد أخيه المسلم في حرب أو نحوه وحفاظه على دينه هو وعائلته ونحوه، فيقول أهل العلم يجوز أن يعيش في هذا البلد وهذا لا ينطبق مطلقاً بجميع المعايير والمقاييس على الكيان الصهيوني الذي يسمى بإسرائيل زوراً وبهتاناً، وإسرائيل عليه السلام، نبي الله إسرائيل عليه السلام بريء كل البراءة من هؤلاء الأنجاس المغتصبين القتلة الفجرة الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة

المقدم: نعم، دكتور أنت وضحت المسألة وأصلتها بشروطها الأربع والآن دعنا ندخل إلى فلسطين إلى فلسطيني الداخل أو ما يسمى الـ48، هناك ست طرق للحصول على الجنسية الإسرائيلية قد يكون مجبراً لكن أنا أسأل الآن لو طلب هذا التجنس أو التنجس بالجنسية الإسرائيلية؟

الضيف: شوف يا أخي، الأصل القاعدة لا يجوز لأي مسلم أن يتجنس بجنسية العدو المحتل لأرضه سواء الكيان الصهيوني أو الأمريكان في العراق أو الروس سابقاً في أفغانستان أو أي بلد إسلامي محتل من قبل غاصب غاشم مغتصب هذا الأصل لأن قبول جنسيته هو إقرار بسيادته على بلاد المسلمين وهذا حق للأمة الإسلامية لا يجوز لأحد أن يفرط فيه حتى وإن كان رئيساً أو ملكاً أو حاكماً أو ليكن ما شاء، إذن هذا الأصل

المقدم: ولكن؟

الضيف: هو في الحقيقة ليس فيها ولكن، لكني سأفصل

المقدم: لكن في الـ 48؟

الضيف: نأتي إلى أخواننا الذين يعيشون في أرض الـ48 أو ما يسمى بفلسطينيو الداخل، أن يتقدم أحدهم بطلب الجنسية من الكيان الصهيوني فهذا لا خلاف أنه غير مقبول البته

المقدم: الذي يطلب؟

الضيف: الذي يتقدم ليطلب لأي سبب كان حتى لو زين لنفسه هذه المبررات بأنه سينصر المسلمين من خلال ما يسمى بالكنيست مثلاً، هذا أمر أثبتت التجارب بأنه مضر بالأمة الإسلامية ولا نفع فيه، وما فيه من شبهة نفع، شيء محدود لا يكاد يذكر ولا يعول عليه

المقدم: نحن في حلقة اليوم إن شاء الله سنركز على فكرة التجنس لأننا في حلقة قادمة سنتحدث عن الاندماج بالكيان الإسرائيلي ودخول الكنيست إن شاء الله

الضيف: نعم، لكن إذا إخواننا في أرض الـ 48 أجبروا بالقوة وكان لا خيار لهم، طبعاً هنا يجب أن نتحدث عن نقطة وهي أن واجب الأمة الإسلامية أن لا تترك الأسرى الفلسطينيين، أنا أسميهم أسرى لا تتركهم، وأنا أقول أسرى ليس فقط من هم داخل سجون الاحتلال، لا حتى الفلسطينيين الذين يعيشون داخل أرض فلسطين تحت الحكم الصهيوني الغاصب الغاشم هذا، لهم على الأمة الإسلامية حق النصرة الفوري أن يناصروهم فوراً لأنه يجب على أعيان المسلمين أن يناصروهم، أما وقد قصرت الأمة الإسلامية في هذا الواجب فإننا نقول لا يتحمل إخواننا في أرض الـ48 وحدهم هذا الحمل فليتقوا الله ما استطاعوا لا يبادروا بشيء ولكن إذا أجبروا على أمر إجباراً لا خيار فيه فإن الله سبحانه وتعالى قد أذن لمن أكره على الكفر، أذن له بذلك طالما أنه مطمئن بالإيمان، فإخواننا طالما أنهم يعلمون أنه كيان غاصب ولا شرعية له إطلاقاً ولذلك لما تتكلم وتقول الجنسية الإسرائيلية أنا أتحفظ على هذا لأنك وبهذه الطريقة تضفي شرعية على الكيان الصهيوني، وهذا الكيان وحتى وإن اعترفت به الدول الاستعمارية وفرضته على الأمة الإسلامية فيجب أن نربي أبناءنا وأنفسنا وذرياتنا من بعدنا بأن هذا الكيان سرطاني غاصب لا مكان ويجب أن تحرر كافة الأراضي الفلسطينية بقوة السلاح بالجهاد مباشرة، نحن لا نريد لأحد أن يحلل كلامنا بل نقوله مباشرة بقوة السلاح بالجهاد المفروض هذا الجهاد الذي ما تركته الأمة الإسلامية إلا ذلت ولا أخذت به إلا عزت وعدونا لم يترك وسيلة في كل الميادين إلا واستخدمها لإيقاع الأذى فينا، ضارباً بعرض الحائط كل ما يسمع من قوانين وأنظمة ولوائح ومواثيق، ومع ذلك نطالب نحن ونحن الذين خسرنا هذا الميدان، نطالب بأن نلتزم بالمواثيق والقوانين هذا ظلم ولا يدفعه إلا الجهاد في سبيل الله ولا نستشير الصهيوني في ذلك ولا نستشير الدولة الداعمة للصهاينة في ذلك وهي أميركا لأن الرجوع إليهم هو محرم وهو التحاكم إلى الطاغوت

المقدم: ولكن في مناطق الـ48 هم مجبرون على ذلك ولا ينظر إلى موضوع الولاء والانتماء إلى دولة بين قوسين الصهاينة، وإنما هي روابط قانونية وروابط سياسية

الضيف: القرآن حسمها

المقدم: إن كان هذا صحيح

الضيف: القرآن حسمها بآيتين كلمتين في سورة الممتحنة يقول الله تعالى في المسألة المباحة {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }وهذه لغة التعايش نطرحها نحن مع جميع الأمم حتى لا يفهم أننا إقصائيون مطلقا لا نحن أمة إسلامية ونتعايش مع جميع الأمم ولذلك تلاحظ نحن مع الصين الذين هم ما بين مشرك وما بين ملحد ليس بيننا وبينهم أي حرب ليس بيننا وبينهم إلا تعايش لأن المصالح ارتبطت ولأن هؤلاء لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا بينما الذين من الفترض أن يكونوا أقرب الذين هم الكتابيون اليهود والنصارى، هم فئتان فئة مسالمة تنطبق عليهم هذه الآية نحن وإياهم نتعايش حتى لو كانوا يهوداً يعني نحن لسنا عندنا موقف من اليهودية كديانة

المقدم: سنتناول هذا إن شاء الله، لكن أريد الدليل الثاني

الضيف: نعم، هذا الدليل الأول أما الدليل الثاني فيقول الله عز وجل {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}هنا تأتي حرمة الموالاة لهم، فإذا أجبر الإنسان على وضع معين بالقوة فعليه أن يقبل به ظاهراً ولكن لا يؤمن به باطناً وأن يتحين كل فرصة حتى ينفض عنه هذا النجس الذي ذكرت أنت والذي هو كما ذكرت ليس تجنس بل تنجس صهيوني، ينفض عنه في أسرع فرصة تتاح له ذلك، ولكن لا نريد أن نحمل إخواننا تبعات تقصير الأمة كلها ونقول لهم افعلوا كذا وكذا نحن هنا نطالبهم بمثليات نحن قصرنا في أدائها

الضيف: دكتور الحوار معك ذو نكهة جريئة دائما لكن نريد منك وأهل الـ48 ربما يسمعوننا، كيف نخفف من أثر هذا الولاء القانوني والسياسي ومن هذا الانتماء من أهل الـ 48 من هذا الكيان الذي يحتلهم؟

المقدم: لازم نذكر إخواننا بحاجة مهمة جداً ميزنا الله عز وجل بهم عنا نحن، وميزهم حتى عن إخوانهم في الضفة وغزة، هؤلاء يعيشون في الجبهة في أرض الرباط، هؤلاء أجرهم يضاعف، هؤلاء لهم أجر من الله عز وجل لصبرهم واحتسابهم ومصابرتهم ومحافظتهم على الثوابت داخل الكيان الصهيوني هؤلاء يأتون أجرهم بإذن الله، فهذا الأمر لا ينسوه

المقدم: الآن بدأت بالبشريات

الضيف: يا أخي هذا من الله وليس هبات مني، هذا من فالله عز وجل لأنه يقول {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ} وقال أيضاً {قاتلوا لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا} فهؤلاء لا بد أن يعلموا أننا حين نطالبهم بشيء من الثبات فإننا نذكرهم أن الله قد ميزهم عنا أيضاً بأجر عظيم وثواب عظيم ولذلك هم مطلوب منهم أن يتقوا الله ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فالتقوى بقدر الاستطاعة، وتطبيق الأحكام قاطبة بقدر الاستطاعة، فالمطلوب منهم بقدر الإمكان أن لا يندمجوا بهذا الكيان الصهيوني وأن لا يقبلوا من أنظمته ولوائحه إلا ما يضطروا أليه بالقوة وما يخدم مصالحهم التي لا تتعارض مع ثوابت الأمة

المقدم: لكن دكتور أليس الحصول على هذه الجنسية فيه إقرار للغاصب، كيف توجه أهلنا في الـ48 كيف يتخلصون من هذه القضية، قضية الإقرار بالغاصب؟

الضيف: والله يا أخي شوف نحن دائماً نقفز إلى الحل الثانوي وننسى الحل الأصلي، هو الحل الأصلي المفروض هو أن نناصر إخواننا وننقذهم من الأسر وننقذهم مما هم فيه، يعني الأصل أن تعطى الأولوية لجهاد الصهاينة وتحرير الأراضي، أما وقد وجدوا الآن فحكمهم حكم الأسير الموجود في الجيش المقاتل، حكمهم حكم الأسير، الأسير هو تحت حكم هذا الجيش، لكن لا يعني إقرار بشرعه ومشروعيته مطلقاً يعني هؤلاء الآن لا أريد وأنا في مكان نائي أن أرسم لهم الخط الذي يسيروا عليه، أقول إذا كان لكم الخيار فكل شيء له علاقة بالكيان الصهيوني ابتعدوا عنه وما أكلاهتم عليه فالله عز وجل يقول {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} هذه القاعدة ونتركها لهم لأنهم يدركون ما لا ندرك ويرون ما لا نراه والله عز وجل على تطبيق هذه القاعدة

المقدم: دكتور قبل قليل ذكرت موضوع التفريق بين اليهود والصهاينة والإسرائيليين كاحتلال إحلالي، لكن في بعض الأحيان تحدث أشياء من خارج الـ48، ربما أثيرت في الإعلام المصري زواج بعض المصريين من سيدات إسرائيليات والشعب المصري بطبيعته حساس لهذه الكلمة، إسرائيلية أو إسرائيلي هل في الفقه الإسلامي، وموضوعنا هو تأصيل لكل مناحي البرنامج، هل من فرق بين الزواج مسلم بيهودية أو مسلم بإسرائيلية أم أن الحكم واحد؟

الضيف: أولاً من المعلوم الآن ومن المجمع عليه أن جميع اليهود الذين يحملون الجنسية الصهيونية جميعهم مقاتلون رجالاً ونساءً وأعتقد أن الكيان الصهيوني لا يستطيع أن ينكر هذا، الجميع مسجل في الجيش الصهيوني كي يقاتل كجنود رسميين أو احتياطيين في ساعة الصفر، وأعتقد أنه أثناء العبور في الـ73 هب الجميع وجند الجميع

المقدم: إذن لا يوجد مدنيون عندهم؟

الضيف: في هذه الحالة لا يوجد مدني صهيوني، لا يوجد مدني صهيوني وهذا الكلام يجب أن يناقش حينما بدأ إخواننا المجاهدون في حماس بإطلاق بعض الصواريخ على الكيان الغاصب وأثار بعض المخدرين المساكين بأنه يصاب مدنيين، ليس في الكيان الصهيوني مدني، البلاد العربية وبلاد العالم حتى في أمريكا يوجد مدنيون لكن الكيان الصهيوني لا الجميع مجند ولا يستطيع الكيان الصهيوني أن ينكر هذا الحقيقة

المقدم: {وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}

الضيف: وأيضاً نفس الشيء كل ما ولدوه هو نفس القضية، فإذن طالما أنهم محاربون بهذه الطريقة فنساءهم أيضا محاربات، فإخواننا في مصر، مصر العروبة مصر الكنانة ليس غريباً أن ينتفضوا ويلفظوا هؤلاء ويسحبوا الجنسيات أيضاً ويشرعوا تشريعاً يسحبوا الجنسيات

المقدم: دكتور لا نريد أن نخرج من موضوع مصر سنعود إليه بعد فاصل، اسمح لنا

مشاهدينا الكرام فاصل ونعود إليكم إن شاء الله

من جديد نرحب بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة الخاصة التي تأتيكم من اسطنبول وهي بعنوان أحكام في الحصول على الجنسية الإسرائيلية مع الدكتور محسن العواجي

دكتور قبل الفاصل كنا نتحدث عن زواج بعض المصريين القضية التي أثيرت في الإعلام المصري وتحسس لها كثيراً المجتمع المصري، وهناك قضية أخرى وهي قضية العمال، حوالي 23000 عامل كانوا يعملون ومازال ربما بعضهم يعمل في مناطق الـ48 وهؤلاء ربما يتحججون بالضرورة وكسب العيش، هل هذا من باب الضرورة؟

الضيف: فيما يخص الزيجات المصرية من الإسرائيليات، قلت قبل الفاصل لا يوجد إسرائيلية مدنية فإذا اجتمع إسرائيلية، وأنا لا أقر طبعاً بهذا الاسم ولا أنسبهم لهذا الاسم، لكن الصهيونية إذا وجدت فهي مجندة وغالباً ما تكون مجندة وجاسوسة أيضاً فيجتمع فيها الشران، فبهذه الطريقة من الطبيعي أن الأخوة في مصر أن ينظروا إلى هذا الأمر هذه النظرة الطبيعية ولا أقول الحساسة، طبيعية لماذا، لأنك أنت الآن أمام مصدر خطر مضاعف والأمر ليس هناك

المقدم: وهم يحسنون توظيف المرأة في قضايا كثيرة

الضيف: على كل حال حتى قضية الجريمة التي ارتكبت على أرض الإمارات العربية المتحدة الكل اطلع على دخول العنصر النسائي فيها ودور العنصر النسائي، أي في الغدر أنا أتكلم في الغدر وفي الشهيد المبحوح رحمه الله، إذن مسألة تسهيل الأمر وتبرير الشهوة وتميع ثوابت الأمة، لتكن هذه ولتكن مع ما قامت عليه الأمة، فأقول لما أثرت أنت قضية العمال، أقول العمال والتجار والسياح هذه كلها ملف كامل يجب أن ينظر إليه نظرة واحدة وهو مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، العدو الصهيوني يحلم بأن يتعايش مع الأمة ويكون هناك نوع من الإذابة من الأمة إليه ومنه إلى الأمة حتى يصبح جسماً طبيعياً لأن الكيان الصهيوني يدرك أنه جسم غريب

المقدم: وربما هو مازال واقفاً في بوابة التطبيع الأولى وهم الحكام والسياسة

الضيف: على كل حال هم جربوا مع مصر بالرغم من مرور هذه السنوات والعقود في مسألة التطبيع لا يزال شعب الكنانة هم من أقوى شعوب الأمة في مسألة الثوابت أو ما نسميها قضية فلسطين، لا ننظر إلى الأنظمة، الأنظمة دائماً لها حسابات هزيلة، وهذه الحسابات تجاوزتها الشعوب ولله الحمد في أكثر من نازلة، يعني كلما جاءت نازلة في الأمة العربية والإسلامية كلما لاحظنا أن الشعوب تسبق الحكام فيها أكثر وأكثر

المقدم: لكن كيف قبل هؤلاء العمال أن يذهبوا إلى، رغم تحسس المصريين بشكل عام من هذا الكيان، الصهاينة يستخدمون الإغراء كما هو معلوم، يعني الآن لو نرجع إلى الحديث الذي بدأت به (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد) إذا جسدنا الأمة العربية بجسد واحد وأصبحت الحقوق متساوية والواجبات متساوية لن نتيح للعدو الصهيوني أن يتسلل من خلال مواجع الأمة ومنها مواجع البطالة

المقدم: وربما تسلل هؤلاء العمال ربما بعض الناس تخوفوا على موضوع الأمن القومي المصري منهم

الضيف: العدو الصهيوني لن يترك وسيلة إلا ويدخل من خلالها

المقدم: أنا اقصد من العمال الذين ربما تغريهم

الضيف: العامل المصري الذي هو بأمس الحاجة إلى رغيف الخبز حينما تقدم إليه الدولارات من قبل العدو الصهيوني وأميركا لا تقصر في توفير هذه الدولارات للعدو الصهيوني، لا شك أنها فتنة ومن سيقاوم هذه الفتنة، ولذلك المسؤولية شاملة يا دكتور عمر، المسؤولية شاملة فلا يمكن أن نعالج فكرة ونغفل الجهات الأخرى، لابد أن يكون العلاج شامل وهذا يتطلب أن يتصدى لقيادة الأمة الإسلامية القوي الأمين الرجال الذين يحملون المسؤولية ويعرفون معنى الأمانة

المقدم: دكتور مازلنا في مصر، مصر تصدر لبعض الفلسطينيين وخاصة من أهل غزة وثيقة في هذه الوثيقة وعلى الصفحة الأخيرة مكتوب عليها لا يجوز لحاملها دخول جمهورية مصر وهي صادرة منها، ودعني أذكر هذا الموقف الذي قاله أحد الفلسطينيين من حملة الوثيقة يقول ” وقفت على باب السفارة المصرية أرجو وأبكي للحصول على التأشيرة، والدتي تموت هناك في مصر، حصلت على التأشيرة بعد يوم من وفاتها، منعتي مصر دخول الجمهورية العربية والتي أحمل وثيقتها ومنعتني من رؤية وجه أمي لأخر مرة ولكنها سمحت لي برؤية جثتها”، في القرآن الكريم، لم يسجل القرآن الكريم لدولة أو لبلد تجاه فلسطين دور كما سجله لمصر، أين هذا الدور؟

الضيف: حينما نتحدث عن مصر يجب أن نفرق دائماً بين أمرين، الشعب المصري بعمومه يجب أن لا نبخسه حقه وأن لا نهضمه حقه، وأيضاً جزء من القيادة المصرية ممن هم كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه، ممن يحملون هم هذه الأمة والذين انعكس دورهم الإيجابي العظيم في حرب رمضان عام 73، تلك القيادات يجب أن لا نبخسها حقها وإن كانت داخل قيادات المنظومة السياسية الرسمية

المقدم: دعنا نذهب إلى بلد آخر الأردن، الأردن كان لها موقف بأنها أرجعت لثلث ممن سحبت جنسياتهم، أرجعت للفلسطينيين الجنسية الأردنية، من أي باب يمكن أن يدخل هذا الموضوع؟

الضيف: أتمنى أن تكون السلطات الأردنية حسنة النية في هذه الخطوة وأن لا تكون تريد أن تستوعب عدد معين ممن يرتبطون بفلسطين تمهيداً لتقبل بعض اللاجئين الفلسطينيين، أو لفرض اللاجئين الفلسطينيين في البلاد العربية على البلاد التي هم فيها حتى يلبى طلب الصهاينة في عدم حق العودة لإخواننا الذين هجروا من أراضيهم في الـ48 وفي الـ67، أتمنى أن تكون هذه الخطوة مبنية على حسن النية وأن لا تكون مبنية على إسعاف العدو الصهيوني في مسالة استيعاب اللاجئين

المقدم: ربما هذا لمنع قضية الوطن البديل، حيث هناك ناس يرفعون شعار لا بديل للوطن ولا للوطن البديل

الضيف: عموماً يا أستاذ هذه السلطات السياسية فلتفعل ما تشاء نحن لا نؤمن بهذه الحدود إلا مرحلية ولارتباط المصالح بها الآن، وهدفنا في النهاية أن تكون الأمة الإسلامية واحدة وجسد واحد، الجميع فيها متساوي في الحقوق والواجبات

المقدم: عن الحقوق والواجبات نريد أن نذهب إلى لبنان، لبنان أيضاً عندهم اللاجئون الفلسطينيون يحملون وثيقة السفر اللبنانية، أمس كانت في بيروت مظاهرة تطالب بأبسط الحقوق الإنسانية وتقول نحن شعب كبقية الشعوب نحرم من 37 وظيفة، أين الشرع والإنسانية في ذلك

الضيف: ليس في لبنان وحسب وإن كانت في لبنان البلد الأقصى، ولكن لبنان بلد مفتوح وفيه شفافية أكثر من غيره، لكن أنا أعتقد أن الفلسطيني أعانه الله وصبره الله وعظم الله أجره وفرج الله عنا وعنه يعاني في كل مكان، ولذلك ولعلها حكمة الله تبارك وتعالى {@يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} يريدون هؤلاء أن يضطهدوا الفلسطيني يزيلوه من الخارطة وما علموا ولله الحمد أن هذا يدعو الأمة للتمسك أكثر وأكثر بحقها بأن تحرك كامل الفلسطينيين لهذا الفلسطيني بالدرجة الأولى ولإخوانه المسلمين في الدرجة الثانية، ما يحصل لإخواننا في لبنان أمر لا يطاق، وأنا أشهد زرت بعض المخيمات وبكل صراحة والله خجلت من نفسي، وأعلم أن العرب في الجاهلية وقبل أن يأتيهم وحي السماء بهذه المبادئ العظيمة ما كان أحدهم أن يقبل أن يرى أخاه بهذه الطريقة، علماً بأنه من تذرع في لبنان أن الفلسطيني يحمل السلاح نحن نشهد أن الفلسطيني من عام 82  حتى الآن لم يدخلوا بأي إشكالية تخص الأهالي اللبنانيين كما يقولون، أما ماكانت في عشر سنوات مرت عصيبة على الكل والكل كان يدافع عن نفسه، في حينها، لكن من 82 إلى يومنا هذا من يستطيع أن يقول أن الفلسطيني تدخل في أي شأن لبناني داخلي ومع ذلك محروم حتى من طوبة الإسمنت التي يبني فيها بيته ويعيش فيها، وأشهد أن هذا أمر لا يقبل ومهما تذرعت البلاد العربية بما فيها لبنان أن إعطاء الفلسطيني حقوقه هناك سيؤدي إلى أن يفرط بحقوقه فهذا كلام سخيف وحجة لا أساس لها من الصحة ولا قبول لها في المنطق

المقدم: بماذا تنصح هؤلاء الفلسطينيون في موضوع كيف يطالبون بحقوقهم في لبنان، 37 وظيفة حتى لو معه دكتوراه يحرم من العمل وحجة الحكومة والحكومات أن هذا قرار في الجامعة العربية كي يعودوا إلى وطنهم لا يريدونهم أن يبقوا في بلادهم؟

الضيف: أقل ما يمكن أن ينصح به الأخوة أن يستخدموا المنابر الدولية العالمية ويثيروا قضية المواثيق الدولية وخاصة ميثاق جنيف وميثاق حقوق الإنسان كي يطلعوا العالم على ما يواجهونه من اضطهاد وظلم لا يقل، ودعني أقول لك وبكل أسف ومع قناعتي أن العدو الأساسي هو العدو الصهيوني، ومع قناعتي أن العدو الصهيوني يجب أن توجه له البنادق حتى تحرر أراضينا منه ومن أنجاسه وأرجاسه، ولكن ولربما وجد المواطن الفلسطيني تحت العدو الصهيوني الظالم بعض الحقوق مما يفتقدها في البلاد العربية وبالذات في المخيمات التي رأيتها بعينيي وهذا الأمر لا يليق ولا يجوز استناداً إلى الأديان السماوية ولا يجوز استناداً إلى الأعراف الدولية ولا يجوز استناداً إلى جميع القوانين الإنسانية المعروفة عبر التاريخ

المقدم: دكتور عندنا قوانين اسمها الفواصل نستأذنك بهذا الفاصل

مشاهدينا الكرام بعد هذا الفاصل انتظرونايتها بعيأ

من جديد نرحب بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة الخاصة والتي تأتيكم من اسطنبول من تركيا، وهي بعنوان أحكام الحصول على الجنسية الإسرائيلية بين مزدوجين كما يذكر الشيخ الدكتور محسن  العواجي، دكتور تركنا ملف بلا وثائق قبل قليل، الوثيقة الفلسطينية تركناه، والآن ننتقل إلى موضوع بالعكس، كنت قبل قليل نبهت إلى كيف عاش في ظل المجتمع الإسلامي الآن يوجد رعايا يهود في دول مثل اليمن مثل هنا في تركيا، ما حكم الشرع أن يسمح لهم أن يذهبوا إلى فلسطين ويصبحوا إسرائيليين وسيندمجوا في إيذائنا

الضيف: أولاً نصيحة لليهود الذين يعيشون في البلاد العربية أن لا يذهبوا إلى محرقة فلسطين بالنسبة لليهود

المقدم: هذا تهديد؟

الضيف: هذه أعتقد أن جميع الأديان تنص عليها، ليس من عندي، حتى معركة الهرمجدون يتكلمون عنها النصارى واليهود والجميع

المقدم: المعركة الفاصلة

الضيف: المعركة الفاصلة، ونحن من جهتنا لدينا النصوص الشرعية حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( أنتم في شرقي النهر وهم في غربيه)، ونصوص ليس هذا مجال إيرادها، فهذا الأمر محتوم فأحسن لليهودي العربي الذي يعيش في البلاد العربية أن يبقى معززاً مكرماً أنه ليس محارباً ولا محارباً فله الحق لأنه ينتمي إلى الأرض، الأمة الإسلامية دكتور عمر لا تريد أن تغير المعالم الطبيعية والديمغرافية التي خلقها الله على وجه الأرض لكنها تريد أن تعالج الورم السرطاني الذي يغرس بالقوة وليس له أي رابط بالأرض هذه إطلاقاً لا لغة ولا تاريخ ولا جغرافيا أبداً، يغرس بالقوة لذلك كل يهودي يعيش في البلاد العربية أن يبقى مكانه مع الذين يقدرونه ويحترمونه لأنه لم يحارب ليس محارباً، أما إذا ذهب إلى الكيان الصهيوني وبدأ يتجنس بجنسيته وانطبقت عليه قوانين الصهاينة التي من بينها أنه لا بد أن يؤدي الخدمة العسكرية، الخدمة العسكرية لماذا، الخدمة العسكرية ليقاتلنا، الخدمة العسكرية حتى يقاتل أبناءنا ويهدم بيوتنا هذه الخدمة العسكرية حتى يبيد أهلنا حتى يغتال أبناءنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا هذه الخدمة العسكرية، إذا انتقل من بلاده ودخل الكيان الصهيوني، فهو هدف للمجاهدين شئنا أم أبينا، هدف مشروع للمجاهدين شئنا أم أبينا لأنه هناك لا بد أن يقاتل مع الصهاينة لكي يحرم أبناءنا من الحياة لكي يهدم بيوتنا، هذا أمر

المقدم: وهناك الخدمة إلزامية للجميع ذكوراً وإناثاً وهي الدولة الوحيدة في العالم

الضيف: هذا أمر معروف

المقدم: وهي الدولة الوحيدة في العالم

الضيف: ولذلك نحن نقول، يجب أن يفهموا لغتنا نحن لسنا من الشراسة بحيث نتعطش دماء الخلق، لا، نحن نتكلم عن مجموعة من القتلة رجالاً ونساءً، هؤلاء يختلفون عن يهودي يعيش في أثيوبيا أو في المغرب أو في مصر

المقدم: أو في اليمن

الضيف: أو في اليمن، يحمل الجنسية المؤقتة وهذه ممكن أن نرجع لها، هذه مثلهم مثل من عاهد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة حينما هاجر إلى المدينة

المقدم: وهذا هو سؤالي دكتور، كيف كان وضع اليهود في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عصور الإسلام؟

الضيف: كانت معاهدة النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود معاهدة متساوية في المصالح والواجبات لدرجة أنه حتى في القتال كان عليهم أن يقاتلوا، لاحظ يعني ليس كما في العصور المتأخرة أن يعفى اليهودي والنصراني من أن يقاتل مقابل أن يدفع جزية أو مبلغ معين سمي عندنا مصلح الجزية لأنه لا يطلب منه أن يذهب إلى الدفاع، دائماً أعداء الأمة الإسلامية يتكلمون عن الجزية، الجزية مقابل أن لا يخدم الإجبارية في الجهاد الذي هو واجب على كل مسلم ومسلمة بالنسبة لنا

المقدم: ومقابل الخدمات التي يحصل عليها

الضيف: نعم، ومقابل أن تحميه الأمة الإسلامية وتوفر له الأمن وتوفر لهم الخدمات وإلى آخره، فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما عاهد اليهود في المدينة عاهدهم عهود متساوية، ولذلك حينما جاءت غزوة الأحزاب وغدروا بالنبي صلى الله عليه وسلم كانت بالنسبة له خيانة لا توصف، خانوا مرتين، خانوا بأن غدروا به وقت الحرب وخانوا بأن ذهبوا في الاتجاه المعاكس، كان المفروض أن يدافعوا معه عن المدينة وإذا بهم يفتحوا ثغرة من داخل المدينة للعدو كي يدخل المدينة

المقدم: كون عنوان حلقتنا التجنس، هل هم عاشوا كمواطنين أم كرعايا؟

الضيف: معاهدة تعايشوا ليس هناك جنسية يثرب أو جنسية مكة ما توجد لأن السايكس بيكو ما ولدوا حتى الآن المجرمين الذين جزؤوا ما ولدوا وقتها، أنت تعرف سايكس بيكو بعد سقوط الدولة العثمانية، ما هناك سايكس بيكو يستطيع أن يفعل ما فعله هؤلاء المستعمرون ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم تعايش معهم، نحن أمة التعايش، نحن يا دكتور عمر لما نرى اليهودي لما قام في ميدان في لندن وأحرق جوازه الصهيوني، هذا الرجل نكبره ونقدره ونقول هذا نعم يؤمن بالعدالة الإنسانية هذا الذي أمرنا القرآن بأن نبره ونحسن إليه كما يحسن إلينا، لكن نتنياهو وشامير وبيريز ومن على شاكلتهم هؤلاء أمرنا الله عز وجل أن نقاتلهم حتى تكون كلمة الله هي العليا وحتى ترجع للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها، لأن هؤلاء قتلة فجرة مفسدون في الأرض ولمصلحة الإنسانية كلها أن لا يوجدوا في الأرض إلا أن يتحسنوا ويحسنوا سلوكهم ويرجعوا عن هذه الجرائم

المقدم: دكتور أهل الـ48 نرجع إليهم

الضيف: قوى الله أهل الـ48

المقدم: نعم هم الآن بين فتاوى العلماء يعيشون بين فكي كماشة في الفتاوى، هناك من يطلب منهم أن يقيموا في فلسطين وهم مجبرون على حمل الجنسية فكيف يوفقون بين فتوى وفتوى؟

الضيف: أولاً يجب أن يدرك إخواننا في الثغور هناك في الـ48 أن العالم أو المفتي أو المفكر أو الداعية إنما يقول رأيه وهو في منطقة استرخاء ومنطقة أمن وأمان فهو يطلق الفتوى ويترك للأخوة هناك حق تفسير الفتوى وفق ما يرونه من معطيات هناك، أنا لا أعلم بالضبط مدى الضغوط وطبيعة الضغوط التي تمارس عليهم لا أدركها لأني ما عشت هناك، الفتوى ليست فقط من المفتي خارج فلسطين يقول الفتوى ويمشي

المقدم: نص الواقع

الضيف: هم الآن كواقع كناس يعيشون واقع معين هم جزء بل الجزء الأهم من الفتوى وحين نقول فتوى شرعية، فتوى شرعية معناها يجوز أو لا يجوز أنها حلال أو حرام معناها إثم أو أجر، والإثم والأجر والإباحة وعدم الإباحة هي من الله عز وجل وبالتالي هي بينهم وبين الله عز وجل وهو يعلم ظرفهم وحاجتهم وفاقتهم، يعني نحن نقول الأصل في الفتوى أن لا تعطوا للكيان الصهيوني أي شيء يعطي السيادة أو أن يمارس السيادة أو أن يؤمن بسيادته

المقدم: للتوضيح أكثر دكتور، ما هو حكم بقاء أهل فلسطين في فلسطين؟

الضيف: واجب، لا يفرطوا فيها، بقاءهم واجب إلا أن يخرجوا منها قصراً، واجب، وأيضاً إخواننا في القدس عليهم أن يبقوا فلسطينيين وأن لا يندمجوا مع الكيان الصهيوني وأن لا يرضوا بجنسيته قدر الإمكان لأن هذا يا أستاذ ضياع للثوابت ضياع للثغر، هم اصطفاهم الله عز وجل أن كانوا في الثغور ونحن بعيدون عن الثغور

المقدم: لكن في فترة ما ظهرت فتوى توجب مغادرة أهل فلسطين لبلادهم؟

الضيف: أنا في الواقع لم أسمع بهذه الفتوى، فتوى بمغادرة

المقدم: باعتبارها كما ذكرت قبل قليل أنها دار حرب

الضيف: لا، لا نحن لا نخلط بين، نحن نقول دار حرب ودار إسلام نحن نتكلم عن كيان أمة إسلامية قائم وكيان كفر قائم، أنت الآن بين كيانات، بعض الكيانات العربية والإسلامية القائمة أكفر من اليهود والنصارى فنحن الآن مختلطة الأوراق، عند الفقهاء شيء اسمه مناط الحكم وتحقيق المناط، مناط الحكم يعني الحكم على إطلاقه، أما تحقيق المناط فهي على الواقع كيف يكون، مع الواقع اليوم في مسلمين يعيشون في بلاد كافرة الآن، كفار يعيشون في بلاد إسلامية فالمسالة فيها خلطة، جماع ذلك كله ما هو، أن الإنسان يستفتي قلبه وإن أفتوك كما جاء في الحديث، هل بقائي هذا سيفرط في حق الأمة ويعطي العدو مشروعية إذن هو حرام، هل هو سيخدم الأمة الإسلامية إذن هو مباح

المقدم: دكتور في بعض الفلسطينيين ظرفه المادي ضمن هذا التضييق والحصار والجدار والتنسيق الأمني وغيره قد يرى أنه مضطر للعمل في الـ48 ولا يمكن أن يكون هناك إلا إذا تزوج من عربية تحمل الجنسية الإسرائيلية ما حكم هذا الزواج؟

الضيف: أولاً عمله في أراضي الـ48 هو يعمل في أرضه الأصل أنها أرضه وليس ضيفاً ولا وافداً إذا عمل في أي مكان في أرضنا المحتلة كلها كل الأرض المحتلة، فهو يعمل في أرضه ويجب أن يكون هذا معتقداً، ليس ضيفاً، هذا أمر، الأمر الآخر نرجع إلى إشكالية الجنسية الصهيونية وأرجو يا دكتور عمر للمرة الثانية وفي برامجك القادمة كلها أن تحاول أن لا تنطق بكلمة إسرائيل إنما هو العدو الصهيوني

المقدم: هذا هو منهجنا ومنهج البرنامج

الضيف: المشكلة يا دكتور والكلام للمشاهدين أن العدو الصهيوني وظف كلمات معينة هي كانت حسنة فتقمصها مثلاً إسرائيل هو يعقوب عليه السلام، صهيون هل تعلم أن كلمة صهيون أصلاً كانت لرجل صالح تصور المفاجأة، كانت لرجل صالح بني إسرائيل هم أمة كانت أمة مصطفاة مع موسى عليه السلام وكانت على منهج النبوة، فهذا صهيون كانوا يتذرعون بها كي يضفوا على تصرفاتهم الاستعمارية صبغة شرعية، ولذلك أنا أقول المرأة الصهيونية أو ما تسمى بالإسرائيلية زوراً وبهتاناً سواء كانت عربية أو غير عربية إن كانت قد أخذت هذه الجنسية بالقصر والقوة دون إيمان ودون خدمة للصهاينة إطلاقاً فهي أختنا وبالتالي ليس هناك إشكالية، أما إن كانت صهيونية في جنسيتها وفي تصرفاتها وفي معتقدها حتى وإن كانت تنطق بالعربية فهي اشد خطراً علينا حتى من

المقدم: دكتور سريعاً، الوقت يضيق علي وعليك، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( الحرب خدعة) هل يجوز لفلسطيني أن يتجنس بالجنسية الإسرائيلية من أجل تنفيذ شيء أمني مثلاً؟

الضيف: هذا الكلام حسمه أهل العلم، وقد يصل عندهم أحياناً إلى الوجوب إذا كانت المصلحة متحققة فعلاً والخدمة متحققة لا أن يسير الإنسان على شهوته ورغبته وتطلعاته ويضفي على تصرفاته وبنهاية الأمر لا يستطيع أن يفعل شيئاً وإنما يغوص في مستنقع الصهاينة وخدمتهم

المقدم: السؤال الأخير، في المقابل دكتور هناك بعض الإسرائيليين والصهاينة يحصلون على الجنسية الأوروبية لأغراض أمنية كما ذكرت قضية المبحوح، هؤلاء كيف نتعامل معهم هل هم مستأمنون هل هم حربيون أم هم جواسيس؟

الضيف: كل من حمل السلاح علينا أو استهدفنا أو غدر بنا بغض النظر عن ما يسمى بجنسيته فهو عدو لنا والله عز وجل قد حسمها {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ} عموماً جماع ذلك كله يا دكتور عمر، ليس للأمة العربية والإسلامية حل إلا الجهاد في سبيل الله، الجهاد الذي يحرر أراضينا المحتلة من هؤلاء الأنجاس الأرجاس وإذا كنا غير قادرين في هذه المرحلة أو مقصرين لا يعني أن الأجيال القادمة، وإذا كان الجيل القادم غير مأهل فلا يعني أن الجيل الذي بعده غير مؤهل، فإن الأمر لله من قبل ومن بعد والأرض لله يرثها لمن يشاء من عباده

المقدم: إن شاء الله الأرض ستشرق بنور ربها

الضيف: بحول الله

المقدم: نشكرك شكراً جزيلاً دكتور محسن العواجي في هذا اللقاء المبارك ونسأل الله أن نلتقيك في حلقة أخرى ونسأل الله أن نلتقيكم مشاهدينا الكرام في الأسبوع القادم مشاهدينا الكرام، مع تحيات فريق البرنامج وتحيات محدثكم عمر الجيوسي السلام عليكم.                          

  أأأيضا أ