ضيف الحلقة: الدكتور أبو زيد الإدريسي مفكر إسلامي.
المقدم: د. عمر الجيوسي
تاريخ الحلقة: 01/07/2010م
المقدم: مشاهدينا الكرام سلام من الله عليكم, إذا كان القرن التاسع عشر هو قرن المسيحية والقرن العشرين هو قرن اليهودية, فهل القرن الواحد والعشرين هو قرن الإسلام؟ هل من علاقة بين انتشار الصحوة الإسلامية وانحسار المشروع الصهيوني؟ هل الصحوة الإسلامية ضرورة وشرط يسبق تحرير فلسطين؟ هل وجود الكيان الإسرائيلي يوقظ الصحوة ويحيها؟ هل هناك صحوة دينية يهودية في الجيش الإسرائيلي طالما لديهم يد تحمل السلاح ويد تحمل التوراة؟ ما هو دور الأنظمة العربية في تسريع أو تأخير هذه الصحوة؟ هل من الصحيح أن فلسطين لن تتحرر إلا عند قيام الساعة ولا يفرح المؤمنون بنصر الله؟ الصحوة الإسلامية وملامح النصر وضيفنا اليوم هو المفكر الإسلامي الدكتور أبو زيد الإدريسي, حياك الله شيخنا
الضيف: حياك الله
المقدم: الله يكرمك, بداية شيخنا البعض متشائم, يرى أن وضع المسلمين والإسلام في أسوأ حالاته, هل تتفق مع ذلك؟
الضيف: التشاؤم والتفاؤل حالتان نفسيتان ينبغي أن نجاوزهما إلى مرتكزاتهم العلمية والشرعية المبنية على المعرفة أما الأحوال النفسية
المقدم: جميل
الضيف: فهي أحوال جاذبة وطاردة حسب أوضاع الشخص ونفسيته, وموجبات التشاؤم فيما يتعلق بمستقبل الصحوة الإسلامية وما ينتظرها من مخاطر أو ما يفتح أمامها من آفاق, عناصر التشاؤم موجودة وموضوعية وقائمة, لكن عناصر التفاؤل أيضا موجودة وهي أقوى وهي أكثر قياما ومن ذلك أن الإنسان لا يقارن دائما مع الفراغ وإنما يقارن مع الواقع الموجود, الحركة الإسلامية والصحوة الإسلامية والمد الإسلامي اليوم بالمقارنة مع خمسة قرون ماضية هي أحسن بكثير والمسلمون في مستوى من الوعي والمعرفة والاستعداد للتضحية والتكتل وفهم الإسلام والالتصاق باللغة العربية والإقبال على كتاب الله أفضل بكثير مما كانوا عليه في القرون الماضية حيث شاع الفكر الخرافي والفكر الاستسلامي والنمطية الإلزامية وغاب الوعي, وجهلنا ما حولنا وشاعت القبلية والعشائرية وغرق المسلمون في عوالم الإقليمية وهيمنة من الاستعمار في كلكله واقتلعت من بين أيديهم فلسطين وهم لا يكادون يستفيقون من غيبوبتهم, اليوم الوضع مختلف العالم الإسلامي يمور الجماهير تمور, الشباب يتحركون النساء يقبلن على حفظ القرآن الكريم وعلى اللباس الشرعي, العلماء يتحركون, والوعي والجامعات الإسلامية تنشر هذا الوعي نسبيا, تفاعلنا مع الواقع الخارجي وعلمنا بما يحيط بنا جرأتنا على أعدائنا فهمنا لخصوصيتنا ومقدراتنا أفضل بكثير مما كنا عليه
المقدم: لو كبرنا الشريحة بعد الـ 67 لغاية الآن كيف ترى ذلك
الضيف: بعد الـ67 هناك نقلة نوعية, بعد الـ67 حصلت الصحوة الإسلامية في قلب الأمة النابض في فلسطين
المقدم: أين بدأت هذه الصحوة في أي قطر عربي؟
الضيف: الصحوة الإسلامية بدأت أساسا مع الشيخ حسن البنا رحمة الله عليه, سنة 1928
المقدم: في مصر
الضيف: تأسيس حركة الإخوان المسلمين أنا أعتبرها البداية المؤسسية لأن وجود علماء وجود أفاضل وخيرين, عمل فردي لا يفيد لكن أن تبدأ بعمل مؤسسي, ذو رؤية إستراتيجية وأفق عالمي, هذا شئ يسره الله للإمام حسن البنا, في مجموعة من الشروط أولا الإخلاص وثانيا العلم وثالثا العمل ورابعا التخطيط وخامسا الموقع الإستراتيجي لمصر الذي جاء بكل شباب العالم الإسلامي من أفغانستان إلى المغرب إلى الأزهر فالتقطتهم حركة الإخوان المسلمين وربتهم ونشرت بينهم الوعي, لكن الصحوة بعد عشر سنوات أسسها في بلاد الهند وشبه الجزيرة الهندية والباكستان الشيخ أبو العندودي وفي المغرب حركة السلفية الوطنية الشيخ علال الفاسي وشيخه أبو شعيب الدكاني في كثير من العالم الإسلامي انتشرت على يد شيوخ وعلماء محمد غلام نياسي الشيخ رحمة الله عليه في أفغانستان في فترات متقاربة وكل كلامنا عن هذه الروح التي أسسها الشيخ البنا في القرن الواحد والعشرين
المقدم: ولكن أيضا في أواسط أفريقيا كانت الصوفية لها دور في تحرير البلاد
الضيف: صحيح في القرن التاسع عشر مع الحركة التحريرية كانت حركة مقاومة الاحتلال الفرنسي تزامن ذلك في شمال أفريقيا مع ظهور حركتين جهاديتين عظيمتين عمر المختار في ليبيا والأمير عبد القادر الجزائري في الجزائر وفي المغرب عبد الكريم الخطابي هذه الحركات ذات طابع جهادي تحرري متقدمة على مستوى الإنجاز على الحركات الأولى لكن على مستوى التأصيل الفكري والتربوي لم تكن عندها فرصة كافية لتقاوم الاستعمار ما كان عندها فرصة, كما أن الحركة الصوفية لم تجدد آلياته ومفهومه وتصوراته وإن كان فكرا تربويا وجهاديا
المقدم: طيب الآليات والمفهوم, يعني أنت ذكرت ما شاء الله مسح على رأيك, ما شاء الله الاسم يناسب الإدريسي وتنقلت إلى جميع المنطقة, لكن ما هو دوافع هؤلاء للقاء الناس وصحوتهم
الضيف: هي أولا غيرة العالم الذي يحس مستوى وعيه والتزامه وانتماءه ورسالته لا يتناسب مع من خلفه فيسعى إلى جذبهم إليه ثانيا الغيرة على هذا الواقع المتردي للمسلمين, وهم قيد الاحتلال ورهن الاستغلال ونهب الثروات والغفلة والنزعات القبلية والجهل والأمية ثالثا هذا التحدي الاستعماري نظرية أرن تمبي لها أسس شرعية رغم أن ترمبي لم يقرأ القرآن لكن هناك قانون رد الفعل هناك قانون التحدي والاستجابة, العلماء استجابوا له كما تحرك جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدو في وجه الاحتلال البريطاني وتحرك الشاب حسن البنا في وجه حركة التنصير التي كانت بداية انطلاقة وعيه وهو طالب في كلية دار العلوم كما تحركت المجاهدون في غرب إفريقيا وشمال إفريقيا ضد الاحتلال والاستعباد والاسترقاق الفرنسي رد الفعل هذا
المقدم: كي لا نتحول إلى
الضيف: هذا الاستفزاز الخارجي
المقدم: كي لا نتحول إلى استرجاع التاريخ والاستعمار, نريد أن نمشي باتجاه فقه القضية, ما هي مظاهر الصحوة بعد ال 67 أو بعد ال 48 ماذا حصل في الشعوب العربية
الضيف: أول مظهر
المقدم: المظاهر, نعم
الضيف: أول مظهر التصور والعقيدة, والإسلام ينطلق من تصور وعقيدة وتصحيح للأساس الإيديولوجي للصراع مع الغرب, لم يعد لا اقتصادي ولا إيديولوجي ولا قومي, الوعي الآن بالقضية الفلسطينية لها مدخل واحد وهو مدخل الدين حتى من تبقى من اليسار
المقدم: لكنهم أقصوا الدين عن المعركة سواء من جهة الصهاينة أو من جهة العرب
الضيف: من قبل, من قبل فعلوا هذا الآن عادوا جميعا, الصهاينة عادوا إلى مرجعيتهم الدينية الحاخامية الحقيقية المتطرفة وعندهم الآن صحوة دينية عارمة ينبغي الالتفات إليها والانتباه إلى مخاطرها وأيضا المسلمون عادوا لتصحيح الصورة لم يذهب دم حسن البنا هدرا ولا دم القسام هدرا ولا جهد الإمام الحسيني هدرا عاد الناس إلى الرؤية التي انطلق منها هؤلاء المشايخ لتحرير فلسطين
المقدم: ولا دم السلطان عبد الحميد
الضيف: ولا دم السلطان عبد الحميد رحمة الله عليه ولا عرشه ولا ملكه ولا أجداده
المقدم: طيب ما زلنا في المظاهر
الضيف: المظهر الأول هو تصحيح الرؤية واعتبار المدخل إلى نهضة الأمة فلسطين والمدخل إلى تحرير فلسطين الرؤية الدينية, المظهر الثاني هو الإقبال على كتاب الله, تعلم أنه عندك في ليبيا 5 مليون منهم مليون حافظ لكتاب الله
المقدم: ما شاء الله
الضيف: دارفور بكل مآسيها وما تعانيه تسجل أعلى نسبة على الإقبال على كتاب الله, إذا المرأة المسلمة التي في الأربعينيات من القرن الماضي لم تكد تجد امرأة مسلمة في بلد كامل كالجزيرة العربية تكتب أو تفك الحرف إلا بعض بنات بعض العلماء وزوجات بعض العلماء في بيوتهم, اليوم لا يمكن تصور الإقبال على حفظ كتاب الله من النساء في العالم الإسلامي كله
المقدم: دكتور لفتني في كلامك أول الأمر الآليات, أنت الآن ذكرت في المظاهر ذكرت الاستعدادات الانضباطية والنفسية للشخص المسلم لكن في الآليات كيف تطورنا هل مازلنا نعمل بطريقة تلقائية أم أن هناك نقلة نوعية اتحادات ومؤتمرات
الضيف: هناك نقلة نوعية
المقدم: عمل مؤسسي
الضيف: لم تعم جميع بلاد المسلمين لكن النقلة النوعية واضحة في كل مكان أسس فيه العمل الإسلامي, هناك عمل إسلامي يقوم على مؤسسات يشتغل بخطط واستراتيجيات يتدبر أمر التمويل يشتغل على أفق 20 أو 25 سنة يفرغ له أطر يرسم رؤى, هذا تحول نوعي, الاتحاد الذي نحن ضيوفه, الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كما تلاحظ صار مؤسسة على يد مشايخ عودونا من قبل على العمل التقليدي, العمل الإسلامي في تركيا
المقدم: هذا هو أول مرة عبر تاريخ الإسلام يعتبر هناك اتحاد
الضيف: نعم لأول مرة, بين المسلمين كان هناك من تكلموا عن الإجماع تكلموا عن الجمهور وكانت صلات ومراسلات بين العلماء وعلاقات تعاون وتضامن فيما بينهم, لكن لم يرق الأمر إلى الحمد لله الذي قام في هذه المؤسسة لا شك أننا نستفيد من حركة التقدم العالمي الإنساني ونسقطه على مشاريعنا وبرامجنا وهذا جميل فالحكمة ضالة المؤمن
المقدم: جميل, شيخنا نحدد أكثر يعني حديث الطائفة المنصورة, هل فهمك للطائفة هي قادة أم ظاهرة أم علماء
الضيف:قد تكون في مرحلة تاريخية معينة فرد واحد وقد تكون في مرحلة قادة,
المقدم: مجدد يعني
الضيف: مجددين وقادة النهضة ورواد النهضة, ربما في أزمان معينة كانت البنى تقليدية والتجمعات صغيرة والتحديات قليلة كان يصلح لها الفرد ويصلح لها المجموعة, نحن في زمن لا يمكن فيه أن ينتصر إلا من يدخل في مؤسسة لأننا نواجه تحديات من مؤسسات من منظمات من دول من هيئات اللوبي الصهيوني, الصهيونية العالمية, الرأسمالية العالمية, العولمة هذه مؤسسات سواء صناعية سواء تجارية سواء إدارية سواء إستراتيجية سواء استخباراتي وأمني, لا يمكن أن تواجه العصر إلا بأدوات العصر, اليوم قبل أي وقت مضى لا يمكن أن تكون الطائفة المنصورة إلا هيئات منظمة فاعلة متكاملة تعمل بروح الفريق,
المقدم: طيب هل من علاقة شيخنا بين التوسع والصحوة الإسلامية وبين الانحسار العروضي والأممي
الضيف: هي علاقة
المقدم: هل هو شرط
الضيف: هي علاقة مزدوجة, من جهة لما كان المد القومي العربي بالخصوص بديلا للرؤية الإسلامية في قضية فلسطين, كان امتداده انحسارا للفكرة الإسلامية ولذلك الإسلاميين واجهوا القوميين وعانوا منهم كأنظمة مثل معاناة الناصري وعانوا منهم كخطاب أيديولوجي وكمنابر إعلامية, أيضا أمية لما كانت الماركسية هي الحمولة الأيديولوجية للفكر الأمم وكانت في وجه الدين وتحارب الإسلام على الخصوص في الصين وفي الاتحاد السوفيتي وعبر ذيولها في العالم الإسلامي كان المد للإسلام انحسار للأممي, الآن نحن نستعيد الدور القومي والدور الأممي من زاوية أخرى أكثر ايجابية وهذه من مبشرات الصحوة, أولا على المستوى القومي, هناك الآن مصالحة بين القوميين والإسلاميين
المقدم: سنأتي في آخر الحلقة ألا يفرح المؤمنون بنصر الله, ولكن هؤلاء العربيون يقولون أنكم إسلامينيون وليسوا إسلاميين فما الفرق
الضيف: الإسلامينيون صفة قدحية هي نقلة لمصطلح إنجليزي الذي يأتي دائما في خاتمته بإيسيزوس أول من وضع هذا المصطلح بستيميزيون جاؤوا بكلمة إيزيم التي هي التجريبية ووضعوا مقابلها إمبوسيسيزم التجريباوية وينعتون بها بمن يمارس التجربة بغير أسس علمية, اخترعها الماركسيون أساسا ونعتوا بها بعضهم بعض فيقول هذا يساري وهذا يسراوي وهذا قومي وهذا قوموي وهذا علمي وهذا علموي أيضا الكلمة في الإسيتمروجيا كلمة علموي سونتيفيزوم فنعتونا بها كإسلامويين تجريدا لنا من الانتماء للإسلام ولم يكونوا يفعلون ذلك من قبل, كانوا ينعتوننا بالإسلاميين لأن الإسلام كان سبة تخلف ورجعية وظلامية وغيابية, الآن لما الإسلام انتصر أحبوا أن يفكونا عن الإسلام فقالوا إسلامويون, الإسلاميون إسلاميون إذا استغلوا الدين إذا مارسوا التسطيح إذا مارسوا التعبئة الساذجة إذا لم ينغرسوا في الدين بوعي إذا لم يحولوه إلى معرفة هم إسلامويون ونحن نقول هذا عن أنفسنا إذا رأينا هذا السلوك من بعض الدعاة ومن بعض الحركات الإسلامية التسطيحية أو المتطرفة, لكن لما يكون الإسلامي مرتكز إلى الإسلامي صدقا ويبني عليه فكره حقا ويؤصل المعرفة فهو إسلامي بإذن الله, وهذه من الأمور القدحية التي مجالها الإعلام وليس مجالها الفكر
المقدم: طيب, نرجع إلى الاتجاهين المتعاكسين توسع المد الإسلامي وانحسار المد الآخر, الآن نأتي إلى توسع المد الإسلامي هل هو شرط أو مؤشر لانحسار الدور الصهيوني وهل هو فعلا على أرض الواقع نفهم أن إسرائيل الكبرى أو ما يسمى بالتوسع والوطن البديل والانتشار والسيطرة, هل بدا ينحسر تلازما مع الصحوة
الضيف: أولا دعني أقل لك شئ لما ألف شمعون بيريز الرجل الخبيث والخطير كتابه
المقدم: شرق أوسط جديد
الضيف: شرق أوسط جديد ووضع فيه مفهوم آخر غير مفهوم الجغرافيا للدولة الكبرى, انحسر بداية المفهوم الجغرافي الذي هو عند الإسرائيليين مسألة أساسية حيوية إستراتيجية أن يتمددوا جغرافيا على التراب, خصوصا إذا وشمنا هذه الجغرافيا بحدود مائية لحاجة الكيان الصهيوني للمياه بشكل حيوي وفيما يتعلق بالحدود الطوبغرفيه الأمنية كالجبال المرتفعة وإلى غير ذلك, لما يقول في هذا الكتاب وهو يسعى
المقدم: والحواجز والجدران
الضيف: الجدران عنصر ثاني, كل هذه العناصر الجغرافية الطبوغرافية الترابية المائية يتراجع بيريز كنموذج للوعي بأن هناك مرحلة أخرى يمكن الرهان عليها في إسرائيل الكبرى في التكنولوجيا كما قال إسرائيل الكبرى في الناتج القومي الخام إسرائيل الكبرى في الاتفاقات الاختراقية والتطبيع, إذا هذه الخطوة الأولى للتراجع, الخطوة الثانية للتراجع بناء هذه الجدران
المقدم: لكنهم
الضيف: صاروا هم يتحصنون داخلها عوضا عن أن يتمددوا ويحولوا المسلمين إلى كنتونات, العنصر الثالث في هذا التراجع هو أن المسلمين في حالة هجوم ضد العدو وليسوا في حالة دفاع, انتهت مرحلة ال 67 وال56 وال 48 اليوم إسرائيل تبطش بطشة المجنون الذي يرقص رقصته الأخيرة, اليوم العدو الصهيوني يعقد مؤتمره منذ سنتين في ذكرى ما يسميه تحرير الأرض ويأتي الأمريكيون والأوروبيون والنقاش كله عن الاستمرار الإسرائيلي, مجرد أثارت الموضوع دليل على الإحساس بنهايتها, في الأمس فقط صرح مسؤولون أمريكيون أن هناك مخاوف بناء على تقارير من السي أي أي أنه لا يمكن أن تستمر إسرائيل أكثر من عشرين سنة, ونحن لأول مرة نسمع هذا الكلام من السي أي أي كنا نسمعه من فقهائنا ويكتبون الكتب عن نهاية إسرائيل وكنا نتصوره خطاب عاطفيا عند التميمي وتحليلات أحيانا دينية تفسيرية تحليلية عند بعض المفسرين الذين كتبوا عن نهاية إسرائيل 2029_2022 وغيرها بسام الجرار وغيره, لكن لأول مرة هناك تقارير من السي أي أي تقول أن هناك خوفا من أن تستمر إسرائيل بعد 20 عاما
المقدم: ولكنهم وعددهم قليل يملكون القرار في أمريكا وقبل ذلك
الضيف: صحيح
المقدم: في بريطانيا لما كانت التي لا تغيب عنها الشمس
الضيف: ليسوا كماً هم نوع وهم نوع جيد توفر لهم شرطان تكلم عنهم ابن خلدون في مقدمته الاستبصار والإصرار, هم ناس مصرون على مشروعهم ومستبصرون بهذا المشروع, لكن هم يتقدون في ضعفنا
المقدم: طبعا
الضيف: هم يقون في ضعفنا, هم يعلمون بجهلنا هم يغتنون بفقرنا هم يتوحدون بتشتتنا وهذا عنصر قوتهم, الآن وقد بدأنا نخرج من ضعفنا إلى القوة ومن التشتت إلى الوحدة ومن الجهل إلى العلم أصبح ذلك ينعكس عليهم, لأن العلاقة بيننا وبينهم تقابلية, لسنا نحن من وضع هذا, أولا هم من اختاروا منطقة الصراع سواء الصليبيين أو الصهاينة ثانيا القرآن الكريم الذي تحث في سورة الإسراء عن الطبيعة التقابلية للصراع في هذا المكان وعن مركزية هذا الصراع وعن إستراتيجيته لقيام الساعة في خواتيم سورة الإسراء
المقدم: نعم, هل ممكن أن تتحرر شيخنا فلسطين دون صحوة إسلامية
الضيف: في المعطيات الحالية اليوم مستحيل
المقدم: نريد النص الشرعي أولا قبل الواقع الذي نعيش
الضيف: القرآن الكريم يتحدث عن عباد لنا في فواتيح سورة الإسراء {بعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} كل الفقهاء والمفسرين الذين ردوا فكرة أن المقصود نبوخدنصر وأن المقصود الإسكندر المقدوني قالوا هؤلاء كفار والقرآن يتكلم عن عباد لنا, فنسبة العبادة لله عز وجل هي علامة على الإهتداء والإقتداء وبما أنه
المقدم: هل العباد الآن موجودين على الأرض
الضيف: بل بدأت معالمهم وهم يقدمون دماءهم وأرواحهم فداء, عباد لنا موجودين مع الحركة المقاومة الجهادية مع انكسار العدو في جنوب لبنان وفي غزة مع هذه الطلائع الجهادية الإيمانية الربانية مع فرسان النهار ورهبان الليل, هذه معالم ومؤشرات بالمنطق الواقعي الموجود ليوم, ونتكلم عن أفق نصف القرن التاسع عشر إلى نصف القرن الواحد والعشرين, بالوضع الذي نحن فيه بالمعطيات الموجودة لا يمكن تصور انحسار المد الصهيوني إلا بانتشار المد الإسلامي وبالمقابل أيضا نفس الشيئ, وحتى المشروع الغربي الذي روحه يهودية صهيونية متأمركة قائم على الوعي بهذه القضية, فهم يخربون أخلاق المسلمين ويخربون اقتصاد المسلمين وينشرون الدعارة وينشرون الربا وينشرون التبعية الإعلامية وينشرون الفساد والميوعة ويحاربون التدين ويسعون ويطمحون إلى تعديل المناهج عند المسلمين لأنهم يعون بأن ضعف التدين عند المسلمين هو قوة لهم والعكس صحيح
المقدم: سنأتي إنشاء الله إلى معوقات الصحوة ولكن اسمح لنا أن نأخذ هذا الفاصل شيخنا
مشاهدينا الكرام بعد هذا الفاصل نعود إليكم إنشاء الله فانتظرونا
من جديد نرحب بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة الخاصة التي تأتيكم على هامش المؤتمر لاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من هنا من اسطنبول والحلقة بعنوان الصحوة الإسلامية وملامح النصر وضيفنا هو المفكر الإسلامي المغربي أبو زيد الإدريسي
كنت شيخنا تتكلم قبل الفاصل عن ضرورة وجود الصحوة الإسلامية كشرط لتحرير فلسطين, ماذا تقول لأهل فلسطين, كنت تتكلم عن الضرورة في الخارج والآن في الداخل
الضيف: الشرط الداخلي انسجاما مع الشرط الخارجي منطقي وضروري, إذا لم ينهض أهل فلسطين أولا } الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ} { إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ} من الصالحين والحمد لله أن هذا الشرط نهض في فلسطين أولا وانطلق منها إلى أراضي مجاورة ثم إلى بقية العالم إن شاء الله
المقدم: هل ينطبق عليهم شيخنا ما كنت تتكلم عنه “عباد لنا” هل ينطبق عليهم أهل الداخل, هل هو الوارد في الحديث (يا مسلم ياعبد الله) كيف تقيم حال الداخل كصحوة
الضيف: هم بكل فخر مستحقون لهذا الوصف بصبرهم وثباتهم وجهادهم وإقبالهم على المساجد وكتاب الله وتدينهم واحتسابهم لشهدائهم ورؤيتهم الواضحة وقبلهم كان مجاهدون وقبلهم كان تحريريون وانطلقت منظمات أخرى وبذلوا دماءهم رخيصة في سبيل فلسطين, ولكن ضاعت كل هذه الجهود لأنها لم تكن تحت الراية الإسلامية وأنا بالمناسبة أوجه نداء من هنا من اسطنبول من أرض أبي أيوب الأنصاري ومحمد الفاتح والسلطان عبد الحميد وكلهم كان لهم بشكل ما ارتباط بفلسطين لأهل فلسطين عامة ولأهل القدس التي تتعرض للتهويد وأهل غزة الذين يتعرضون للإبادة خاصة, باسمي كأحد أعضاء الاتحاد وباسم علماء المسلمين الذين في جلسة الصباح اليوم تكلموا عن فلسطين بشكل منقطع النظير وتحدثوا عن الاستعداد لقافلة الحرية ودخولهم فيها وشرائهم للسفن وإن شاء الله المواجهة الجديدة سيكون فيها العلماء والفقهاء بقوافل الحرية وأساطيل الحرية بإذن الله, باسمنا وباسم أهل المغرب الأقصى الذين يتعلقون بالمسجد الأقصى ويحبونه ويدعون لأهله وينصرونه عبر التاريخ حتى اليوم, نداء تحية ونداء محبة ودعاء ونداء ودعوة لهم للصمود والثبات ونحن إن شاء الله معهم وكل الأمة وكل أحرار العالم معهم بإذن الله تعالى
المقدم: هذا التجسيد والعواطف يلزمه آليات شيخنا وتشكرون عليه والفلسطينيون يقدرون كل من في الخارج وكل المسلمين وكل المتعاطفين وكل المتضامنيين مواقفهم التي ظهرت في هذه الأشهر الأخيرة, ولكن نريد أن نحدد بالآليات وسائل نصرة أهلنا في فلسطين
الضيف: ظهر كتيب صغير انتشر الآن في السوق عنوانه “مائة وسيلة لنصرة القضية الفلسطينية” قسمه صاحبه جزاه الله خيرا على عشرة أبواب, خص الأفراد بباب بعشرة وسائل, العلماء بعشرة وسائل, السياسين بعشرة وسائل, الإعلاميين بعشرة وسائل, الاقتصاديين, من أجمل ما فيه أنه يجسد إجماع الأمة على ثلاث وسائل رئيسية وآليات نحن نشتغل بها من ربع قرن والأمة الإسلامية عليها إجماع, وهو ما يطيقه الفرد في زمن هذه الأنظمة التي قامت في وجه شعوبها لتمنعها من نصرة فلسطين واشتغلت في استراتيجيات مع العدو ووضعت يدها في يد أمريكا وراهنت على ما سميت خيار التسوية, أولا النصرة الفردية في الدعاء وهي النصرة الروحية وثانيا بالمال وهي النصرة المادية وثالثا بالإعلام وهي النصرة المعنوية, اليوم المسلمون ينخرطون جماهيرهم ونخبهم وعلماءهم في كل شكل من أشكال التعريف بالقضية, من تاسيس مرصد وطني لمناهضة التطبيع وتتبع المطبعين وفضحهم كما فعلنا في المغرب مؤخرا
المقدم: نشيط مقاومة التطبيع في المغرب
الضيف: نشيط جدا بقدر نشاط التطبيع, هناك اختراق صهيوني مستفز وأرعن في المغرب وهناك مواجهة نراهن على أنها تحيي في الأمة موات الغفلة وتوقظها من نهضتها لتحرك الجناح الأقصى للعالم الإسلامي الذي هو المغرب, الجناح الأقصى في الغرب تحركه لكي يعيد التحام مجد الأجداد في القضية أيام عبروا عنها أيام صلاح الدين الأيوبي واستقروا في القدس وفي بلاد فلسطين
المقدم: نعم, شيخنا كيف نقيم, أو كيف تقيمون كعلماء الصحوة الإسلامية في فلسطين, نأخذ مثلا شريحة ال 48 وشريحة الضفة أيضا
الضيف: عموما
المقدم: أنت واكبت أحداث كثيرة وأنت باحث
الضيف: نعم, ويكفيك أن تذكر في ال 48 رمز مثل رائد صلاح ومن معه من الذين وعوا ضرورة العمل الإسلامي وقاموا له
المقدم: مثل كمال الخطيب
الضيف: وعوا وأسسوا, التربية وبنوها, المساجد ونهضوا لها, حفظ القرآن وانتصبوا له, مؤسسة الأقصى للترميم المقدسات الإسلامية, السياسة واشتغلوا بها رغم الإكراهات والظروف, وطوروا فكرهم واجتهادهم حتى يدخلوا في الانتخابات ويفوزوا ويصيروا بلديات ويحموا ما تبقى من الأرض, هذا مستوى أول من النهضة جيد, حصل انقسام وهذا آذى العمل الإسلامي في كل مكان ونريد لإخواننا في فلسطين أن يكونوا طليعتنا في الالتئام كما كانوا طليعتنا في الصحوة, في الضفة الغربية الصحوة الإسلامية هي التي أشعلت انتفاضة ال87 وعادت اشعال ال2000 , لكنها تعاني اليوم من قهر مزدوج من السلطة ومن الاحتلال, الصحوة الإسلامية في الضفة الآن في حالة كمود هي تحافظ على هويتها وتدينها ومساجدها لكن على مستوى العمل الأهلي هناك عملية اقتلاع جهنمية للعمل المؤسسي وعلى مستوى العمل الجهادي هناك قمع وإبادة شاملة, لكن ما أن تستجد ظروف تزيد من تهاوي هذه السلطة الورقية ومن تراجع هذا العدو المحروس الآن دوليا إلا أنا أتنبأ بنهضة داخل الضفة والقدس وما حولها
المقدم: حتى لو كان قادتهم في الأسر سواء في سجون السلطة أو في سجون الاحتلال
الضيف: حتى لو كانوا في الأسر أو حتى كانوا في المقابر عند الله عز وجل شهداء عند ربهم يرزقون,
المقدم: هل هذا وعد من الله عز وجل
الضيف: تلك سنة من الله عز وجل من أن الأصل يكون على قدر الصبر والنتيجة تكون على قدر الاستعداد والتضحية وأظن أن الحركة الإسلامية في الضفة الغربية قدمت مستوى عالي جدا من الاستعداد للتضحية, فما زالت ورغم أن الضفة صغيرة ومحاصرة ومخنوقة ومراقبة ومخترقة بالأجهزة الاستخباراتية التي عند السلطة والتي لا تملكها بعض الدول الكبيرة حسما وكما ونوعا, ومع ذلك إخوانونا صامدون ومرابطون, أكيد أنهم في ابتلاء شديد, بدءا من منعهم من الوصول للصلاة في المسجد يوم المعة وفي الأعياد والجمع وانتهاءا بتنظيم العمل الجهادي المتهم بمويله للإرهاب
المقدم: نحن لدينا
الضيف: لكنهم مع ذلك صامدون, أما غزة فحكاية ثانية
المقدم: سنأتي
الضيف: مع التجويع ومع الضغط والحصار, ومع ذلك وفي الداخل في غزة حرية, في غزة كرامة, في غزة إبداع, في غزة تطوير, أنا أعطيك إشارة واحدة
المقدم: تفضل
الضيف: لها دلالة حضارية راقية, ما معنى أن يقدم البنك الإسلامي للتنمية هذه السنة جائزة الإبداع التكنولوجي والبحث العلمي لجامعة غزة المحاصرة, التي تعاني أحيانا من وصول المياه النظيفة إليها, فكيف تصل إلى التجهيزات التي هي ضرورية في البحث العلمي والآلات ومواد البحث العلمي
المقدم: والكهرباء أيضا
الضيف: والكهرباء, ولا تعطى هذه الجائزة لجامعات إسلامية عريقة, تعيش في سعة من أمرها وعندها الإمكانات, دول نفطية ودول غنية هذا مؤشر على صنع النهوض وصنع الشئ من لا شئ وهذا ما برهنت عليه غزة
المقدم: يعني هل لغزة دور مميز لإنقاذ الصحوة رغم ما حصل من الآلام والمجازر التي
الضيف: أكيد عمل شيخنا وإمامنا الشهيد أحمد ياسين رحمة الله عليه ورضي عنه ومن معه لم يضع هدرا عمل صامد وهادئ لعشرين سنة ثم عمل صاخب وفوار لعشرين سنة أخرى, يكاد يصل إلى عشرين سنة أخرى يكاد يصل إلى نصف قرن من العمل غزة متدينة غزة الآن قابضة على دينها بالجمر غزة فيها حركة إقبال على المساجد قس زمن القصف المساجد ممتلئة بالمصلين ويقنتون وكانوا يصلون ويقيمون الليل في غزة إقبال على حفظ القرآن في غزة فرسان في النهار ورهبان في الليل في غزة تدين في الشارع العام في غزة إقبال على العلم الشرعي والعلم الضروري التكنولوجي الحديث, في غزة إقرار وإصرار على الصمود وخيار المقاومة على أرضية الإسلام وتحت راية الإسلام وهذه كلها مؤشرات ومبشرات
المقدم: بقي شريحة واحدة من الشعب الفلسطيني وهم فلسطينيو الشتات
الضيف: أي نعم
المقدم: أين ملامح الصحوة فيهم آلياتهم وأفق تفكيرهم
الضيف: لعل الضغط عليهم وهو أقل لم يفرز فيهم مظاهر من التحدي كإخوانهم لكنهم على نفس النمط
المقدم: لكنهم هم الذين يسيرون قوافل كسر الحصار في أوروبا
الضيف: صحيح, ربما لهم دور في تنظيم مؤسسات مثل فلسطينيو العودة في أوروبا والتي صار لها دور رائد كل سنة من حوالي ست سنوات, لهم دور في تسيير هذه القوافل كما تفضلت, لهم دور في أنهم العمق الاستراتيجي الآن لإخوانهم في الداخل, لهم دور في نشر القضية وربما يكونوا فلسطينيو الشتات غدا قادرين على الدور الذي لعبه يهود الشتات مع الفرق أن هؤلاء فعلوا هذا في الشر وهؤلاء سيفعلونه بالخير, ربما هذا الشتات يجعل الفلسطينيين يتمكنون في كثير من أرض الله ويتغلغلون في كثير من المواقع ويكون له صلات ولكنها في الخير ولا تكون في المكر
المقدم: وهذه الصلات, كأننا نستحضر الأساطيل القادمة كالمهاجرين والأنصار
الضيف: الله أكبر
المقدم: في إنقاذ الصحوة والتمازج والدور الكبير لفلسطيني الشتات
الضيف: الآن فلسطينيو الشتات يلعبون دور في تطوير وعي أحرار أمريكا اللاتينية من أمثال تشافيز وغيره, الفلسطينيون اليوم لهم دور في أمريكا مع أن أمريكا تقمع أي قلسطيني يتحرك لصالح القضية وتتهمه بالإرهاب وتعتقله على خلفية قانون الأدلة السرية مثل أخينا مازن النجار وكما فعلت من قبل مع موسى أبي مرزوق ولكن هذا لا يفوت في عضد فلسطينيو الشتات, عم في الدرجة الثالثة بد إخوانهم في الضفة وعزة قادمون وأيضا رايتهم الآن راية إسلامية ومرجعيتهم مرجعية إسلامية وشيوخهم ورموزهم إسلاميون
المقدم: بدأت شيخنا بالاعتقالات ونريد أن نستوضح ما هي معوقات الصحوة التي تمنع تحرير فلسطين
الضيف: المعوق الأول والأبرز وقد أصدمك, هي ليست إسرائيل, المعوق الأول والأبرز هي الأنظمة العربية بما فيها السلطة رغم أنها ليست نظام لكن ليس لها من النظام إلا الوجه الكالح وهو القمع, هذه الأنظمة كما سماها برهان غليون “محنة الأمة العربية الدولة ضد الأمة” هذه الأنظمة جاء بها الاستعمار ورسخها بعد الاستقلال المزعوم وجعل لها وظيفة واحدة, هي أنظمة وظيفية وأنظمة أسيرة جعل لها وظيفة واحدة تمنع الصحوة الإسلامية من أن تستفيد من أجواء الحرية والديمقراطية وتستفيد كما الأمم الأخرى ونهضتها بها كما نهضت الأمة اليهودية والنصرانية والبوذية والهندوسية تنهض الأمة الإسلامية, الثاني في الدرجة الثانية الاحتلال, الاحتلال يقوم في داخل فلسطين بقمع الصحوة الإسلامية ويقوم بالتحريض عليها في بلادنا, هل تعرف أن إسرائيل وهي لا تقيم علاقات مع الكثير من الدول تكتب تقارير وتقدم أوامر للدول أحيانا ونصائح أحيانا وضغوط أحيانا كثيرة لأن لأنظمة ضد حركات إسلامية وتتدخل عبر أمريكا لاعتقال علماء ودعاة, أصابع التطبيع والاختراق الصهيوني ضد الصحوة الأسلامية ورموزها في كثير من بلاد المسلمين ومن بينها من لا تقيم علاقات إسرائيل فإذا الخطر الأول هذه الأنظمة المتكلسة المتحجرة الجامدة التي قضى آخر عمره عبد الوهاب المسيري ينظر ضدها ويتحرك في حركة كفاية في الشارع المصري في القاهرة, ثانيا العائق الثاني هو العدو الصهيوني وأمريكا ومن معها, والعائق الثالث هو من عند أنفسنا والقرآن الكريم قالها { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ}, هناك عوائق تعود إلى نقائص في الصحوة الإسلامية, الصحوة الإسلامية تعاني من تخلف في الوعي نسبيا تعاني من ضعف في الإقبال على المعرفة والبحث العلمي, تعاني من تشرذم وتمزق بعض مواقعنا فيها العقلية العشائرية القبلية المغلقة أفغانستان وغير أفغانستان كثير, فنحن إذا تجاوزنا, نحن نقترب من النصر, هذه سنة الله في القرآن, نحن نقترب من النصر فيما نستحقه, والله عز وجل قد وضع سنن كونية {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ }} {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ } {إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ}, هذه قوانين نقترب من النصر بقدر ما نستحقه, والصحوة الإسلامية تحتاج إلى المزيد من الوحدة ورص الصف والخلوص من الأنانية والانتماء المذهبي والطائفي والغرق في الفرعيات الفقهية والمذهبية إلى قضية جامعة لن نجد خير من فلسطين
المقدم: يعني مثل هذا الاتحاد الذي
الضيف: لن نجد خيرا من فلسطين توحدنا وترفعنا إلى مستوى من النتماء للإسلام كإسلام بعيدا عن كل هذه الانتماءات الترائية والتاريخية التي تعوقنا
المقدم: ما شاء الله الحديث معك فيه دفق, أريد أن أقتنص سؤال فتدخل لي في محور آخر, كيف تكون فلسطين ملهمة هذه الشعوب لكي تصحو وتستيقظ
الضيف: سأرسم لك صورة سيمائية وواقعية في نفس الوقت, لو أخذت شارع كالشارع المغربي من أسبوعين فقط سيرت مظاهرة من مليون ونصف مليون
المقدم: ما شاء الله
الضيف: لدعم أسطول الحرية, وفي العشر سنوات الأخيرة كان عندنا كم محطة مليون ونصغ ومليونين إلى ثلاث ملايين في مسيرة واحدة في مدينة واحدة ناهيك عن أكثر من مئتي مدينة أخرى في المغرب, نحن نتوحد ونسقط كل راياتنا وانتماءاتنا المذهبية والإيديولوجية والطائفية والنقابية والسياسية والحركية عندما تكون مظاهرة عن فلسطين
المقدم: ما شاء الله
الضيف: فلسطين توحدنا وتخدمنا في الداخل المغربي كما توحدنا مع الكثير من البلدان, خذ الآن المشكل الشيعي السني لا يكاد يذوب إلا عند حدود فلسطين, عند القضية الفلسطينية يتماهى الشيعي والسني ولا تختلف سوريا عن إيران ولا تختلف السعودية عن شيعة البحرين, ليش لأنها القضية التي تصهر كل انتماءاتنا التي تعوقنا عن انتماءنا الأصلي, هو سماكم المسلمين من قبل, فنظريا هذا عنصر تجميع واستراتيجيا هذا عنصر توحيد, وواقعيا هذا الذي يحصل, واقعيا يتوحد المسلمون عند فلسطين ويتعاونون في قضية فلسطين, بعض الأنظمة ولا أريد تسميتها شرية في مقاومة الحركات الإسلامية ولكنها تدعم من منظور سياسي واستراتيجي حروكات مقاومة إسلامية تنتمي إلى نفس الحركات التي تعاديها, فتجاوز عند هذه النقطة الصراع الداخلي السياسي بينها وبين هذه الحركات
المقدم: ذكرت نموذج سيميائي مشرق من المغرب, ونحن الآن في تركيا, كيف تقيم دور تركيا الآن في هذه الصحوة
الضيف: آنا لأمثالي أن يتحدثوا عن هذه الشوامخ, تركيا الىن منارة مضيئة في العالم الإسلامي, طيب رجب أردوغان وشعب تركيا وأحفاد العثمانين الآن على كل لسان وفي كل قلب
المقدم: وهذه المآذن التي حولنا
الضيف: لو رأيت في مظاهرة الرباط من أسبوعين كان أكثر من مليون ونصف المليون, لو رأيت ما قاله الناس في شعاراتهم وكتبوا
المقدم: عن تركيا
الضيف: عن تركيا, أنت تتابع في القنوات الفضائية التي تستعملSMS هذه الخطوط المتحركة تقول عن تركيا, تركيا الىن تستعي شيئا فشيئا هويتها تتصالح من تاريخها تعود إلى أصلها, لن يذهب عرش السلطان عبد الحميد هدرا, لن يذهب جهاد العثمانين ورعايتهم لأهل فلسطين أكثر من أربع قرون هدرا, الآن الحكومة التركسة تلتقط نبض الشارع ونبض الشارع هائج موار سواء أعلنت المظاهرة جهة حكومية سواء حزب العدالة والتنمية أو جهة معارضة كحزب السعادة, تجد الشعب لا يفرق بين اللافتتين ويلغي انتماءه سواء كان معارضا أو كان مساندا, في هذه اللحظة كل من رفع شعار فلسطين صارت الجماهير التركية معه بمسيراتها بمالها بدعائها, هل بلغك خبر الفتاة التركية التي أرادت أن تلحق الحافلة التي كانت تقل رواد قافلة الحرية ولحقت بهم وقد تحرك الباص فأوقفته بأن اعترضته ولم يكن عندها إلا قرطاها فنزعت الأول فلما تحرك السائق اقتلعت الثاني وشرمت أذنها,
المقدم: الله أكبر
الضيف: وحدثني من استلم القرط وهو يشر بالدم وهو ينظر وهي تودع باكية تودع وأذنها تشر بالدم, لحقت راكضة على قدميها لاهثة في جريها مقتلعة قرطها شارمة لأذنها مشيلة لدمها حتى تعطي لقافلة الحرية قرط يكون مساهمة لها, أين منها تلك الصحابية التي سمعنا عنها التي قصت شعرها لتسلمه لأحد الفاتحين حتى يكون قيد لفرسه, والله إنهم ليجددون سيرة الأوائل وفلسطين تحررنا من أنانيتنا من خوفنا من جبننا من تفرقنا من ضعفنا من خلافاتنا من تفاهاتنا, فلسطين تخدمنا وأقولها بكل محاضرة لي في المغرب, فلسطين لا نسندها هي من تسندنا نحن في المغرب سنة 2000 تحررنا بانتفاضة 2000 من غول التطبيع الذي كاد أن يأكلنا بعد خيار التسوية سنة 1993 حتى أستأسد علينا الصهاينة والمغاربة المتصهينين دخلوا علينا باسم أن الفلسطينيين تصالحوا مع اليهود ولن نكون أكثر فلسطينيين من الفلسطينيين, فجاءت انتفاضة 2000 وأرجعتنا إلى مربع الصفر وأحيت فينا نهضة الأمة من جديد, المغرب في أقصى نقطة في العالم الإسلامي يدين لفلسطين وشهداء فلسطين ودماء فلسطين بالحرية وكذلك الأمر في أفغانستان وكذلك الأمر في أندونيسيا وكذلك الأمر في تركيا وكذلك الأمر في جنوب أفريقيا, أحرار العالم اليوم من جديد من غير المسلمين يتحررون أيضا بفلسطين, نعوم تشوفسكي وهو يهودي جولف ايدانو وهو يهودي تشافيز وهو مسيحي يتحركون ويتجرؤون على إسرائيل وعلى الصهيونية والإمبريالية والعولمة بفلسطين وتحت شعار فلسطين, نموذج غالاوي نوذج ديشينز الذي أعلن إسلامه فوق سفينة مرمره وهو عمره 63 وهو صحفي وحقوقي بريطاني قال أنا من 20 سنة أريد أن أعلن إسلامي تجرأت على سطح السفينة أن أفعل هذا كرمال فلسطين وكرمال غزة
المقدم: كيف ناخذ فاصل بعد هذه العواطف الجياشة وهذه الكلمات المؤثرة
مشاهدينا أعذرونا سنتوقف وبعد فاصل سنتابع مع الشيخ الدكتور أبو زيد الإدريسي
المقدم: حياكم الله من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة الخاصة بعنوان الصحوة الإسلامية وملامح التحرير مع المفكر الإسلامي أبو زيد الإدريسي, من جديد كنت تتحدث عن موضوع نريد أن نتطرق له وهو موضوع الأنظمة العربية التي يقول بعض الناس أنها سرعت هذه الصحوة بمؤسساتها الرسمية وبالأزهر وبوزارات الأوقاف وغيرها, ولكن هناك حقبة وما زالت تتكرر هذه النسخة النكتيف من التنسيق الأمني الآن في السلطة ومن الحقبة الناصرية ومن بعض الأنظمة التي ما زالت تمارس هذا الدور, هل هذه الأدوار السلبية النكتيف تصقل الصحوة أم تميتها
الضيف: محنة الصحوة الإسلامية مع الأنظمة العربية خصوصا وبعض الأنظمة الإسلامية عموما, محنة مزدوجة هي محنة ومنحة, هي محنة لأن مشروعها كما أشرت قبل الفاصل, بما أنها أداء وظيفية من قبل الاستعمار هي قهر هذه الصحوة ومنعها من الامتداد إلى ما يهدد مخاطر الحلفاء يلي هم الإمبريالية والصهيونية, لكن ذلك يعطي سننية نتيجة عكسية ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون, لأن سنة الله في الكون هي هذه بقدر ما تكون المحنة تأتي المنحة وإن بعد العسر يسر وإن مع الضيق فرج ولهذا الصحوة الإسلامية تتأخر بقهر الحكام نعم, لو عندنا ديمقراطية أو نبض الجماهير ينعكس مباشرة على صناديق الإقتراع وينتقل إلى السلطة, لو كنا كالدول الغربية وكثير من الدول المتقدمة كان الصحوة الإسلامية تحكم مصر من 50 سنة, وتحكم بلاد الشام والعراق من 30 سنة وتحكم شمال إفريقيا من 20 سنة وتحكم بلاد الخليج من عشر سنوات هذا المقدر لكن من جهة أخرى هذه المحنة تؤدي إلى منحة هي انتشار الصحوة الإسلامية هي صمودها هي صبرها هي ابتلاؤها والله عز وجل قال { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }, القهر الناصري وقد أشرت إليه كيف أنتج انطلاق هؤلاء الذين ابتلوا إلى كل بقاع المسلمين وتحريكهم للدعوة الإسلامية وانطلاقهم إلى أوروبا حيث الصحوة الإسلامية لدى مسلمي أوروبا والصحوة الإسلامية في كثير من بلاد العرب سببها هؤلاء المشردون في الأرض في الستينات من قبل النظام الناصري من أمسك في السجن إما استشهد وإما صقل وإما حفظ القرآن وإما تربى وخرج أقوى مثل الشيخ عباس سيسي ومن فر من البطش الناصري هو من نشر الصحوة الإسلامية في الحجاز في شمال إفريقيا, نحن جاءنا رجل واحد أحيا به الله الأمة في الستينات وهو الأستاذ طارق رمضان سعيد رمضان البوطي صهر البنا جاءنا في المغرب لزيارة عابرة ومحدودة ومحاصرة نسبيا لكنه أحدث صحوة خاصة لما التقى بالشيخ علال الفاسي وبعض أبناء الحركة الإسلامية, إذا الإمتحان والابتلاء قهر وإعاقة وفتنة وابتلاء لكن من جهة أخرى هو صقل وامتحان وتهيأة ثم هو إنتشار وغير إنحسار والنتيجة النهائية في المعادلة النهائية أن هذا نصر للإسلام حتى يخرج المسلمون من خمولهم من سباتهم من أنانيتهم من دنياويتهم إلى الغيرية والتضحية والاستشهاد والعطاء والبذل والى الأداء النوعي
المقدم: وماذا عن المؤسسات الرسمية ودور الأزهر في الصحوة
الضيف: نحن لا ننكر أن علماء الأزهر رغم كل الحرب التي مورست على الأزهر, الأزهر اختير له طينة من الناس انتقيت بعناية من البادية ومن مناطق فيها غفلة وفيها سذاجة وفيها خوف من الحاكم وجيئ بهؤلاء بمن حفظوا القرآن وحفظوا شيئ من العلوم الشرعية كلموهم وتحت سقف من هذا الخوف, أداء بعض شيوخ الأزهر مخجلة وتصريحاتهم ومواقفهم تعكس تلك الذلة التكوينية التي نشؤوا عليها في بيئات مقهورة وبدوية وريفية نائية المخطط الذي شرحه الأستاذ عبد العظيم الدين في كتابه “القضايا” والتي شرح فيه كيف قضى عبد الناصر على الأزهر بأن استولى على أوقافه وألحقه بالدولة وجعل موظفي الأزهر مجرد أزلام عنده, لكن في نفس الوقت لا ننسى حركة الإخوان المسلمين والصحوة الإسلامية اعتنت بالأزهر واحتضنت الأزهر لم تجعل من الأزهر خصم كما خطط بذكائها والحمد لله بالفطنة والبصيرة الربانية
المقدم: وما زال هذا التحيد موجود
الضيف: لا ليس هناك تحيد بالعكس يدفع الأزهر دفعا لمواجهة الصحوة الإسلامية ولكن يستجيب قلة منهم يحاصر الناس الصحوة كي لا يصل الناس الأزهر لكن يصل جزء كبير منهم بحكم أنهم يشتغلون في الشأن الديني ويهتمون بالعلوم الشرعية في نهاية المطاف الأزهر لا يؤدي الدور وقياسا عليه أغلب المؤسسات لا تؤدي الدور المطلوب لكنها تؤدي دور نوعي في مستوى ثاني وهو الحفاظ على الدين والحفاظ على المعرفة الإسلامية ونشر العلوم الإسلامية أنا أروح فكرة عندي هي الروح التي أسسها الإمام ابن تيمية عندما استنصحه الشيخ السلطان ناصر قلمون بعد أن اعتقل جماعة الصوفية والعلماء الذين كانوا ضد ابن تيمية وأفتوى بكفره وأفتوا بقتله وسجنوه فلما اكتشف السلطان ناصر الدين أنهم تآمروا عليه لقتله وتنصيب أخيه, أخرج ابن تيمية من السجن وحكمه في رقابهم وحرضه على أن يفتي بأن يقتلهم فقال له لا ضدي وأعدائي وأفتوا ضدي لكن هؤلاء إذا قضيت عليهم قضيت على مادة الدين هؤلاء علماء الإسلام كم يلزمك لتنشئ جيل آخر من هؤلاء العلماء, على علاتهم ودنيويتهم وتفرقهم وتباغضهم وتحاسدهم واشتغالهم بالدين من أجل الدنيا لكن عندهم المعرفة الدينية التي ليست عند غيرهم, مؤسساتنا الرسمية رغم أنها لا تؤدي أدوارها في المستوى المطلوب ورغم أنها تؤدي أدوار ضد الصحوة الإسلامية, أنا أعلم أخوة حاضرين معنا اليوم في المؤتمر دفعوا دفعا لأن يصدروا بيانات ضد الشيخ القرضاوي من بلدانهم ففعلوا, فعلوا ذلك مكرهين ثم جاؤوا الآن إلى المؤتمر ولا شك أن أغلبهم سيصوت أن الشيخ القرضاوي رئيس لولاية قادمة, أحيانا تدفع جهاتنا الرسمية دفعا إلى موقف ينبغي أن لا ندخل في مصيدة العداء لها وينبغي أن نعتبر أن هذه المؤسسات مسؤولة وهي عمق استراتيجي لنا للأمة, في مصر لما جفت منابع التدين في القضاء على كل الخطباء والأئمة الذين يسمون الخطباء العشوائيين
المقدم: حاولوا التجفيف
الضيف: نعم وفرضوا بأن يأتوا بأئمة من الأزهر, طلع من الأربعين ألف الذين نصبوهم من جهات رسمية وغير رسمية أكثر من نصفهم يحملون نفس فكر الصحوة الإسلامية رغم أنهم لا ينتمون لها تنظيميا ولا يتشبهون بها مظهريا
المقدم: نذهب إلى ما ذكرت المعوق الثاني من معوقات الصحوة, اليهودي يمد يده إلى حائط “المبكى” كما يسمونه حائط البراق يقول “شلت يميني إن نسيتك يا أورشليم” واليهودي الآن يحمل السلاح بيد والتوراة بيد
الضيف: وهو على رأسه الطاقية
المقدم: نعم هل هناك ملامح صحوة دينية يهودية في الجيش الإسرائيلي أو في الدولة الإسرائيلية
الضيف: كتب المفكر اليهودي الإسرائيلي العسكري المتخصص “باري شمتش” كتاب ضخم عنوانه سقوط إسرائيل خصصه لرصد معالم الصحوة الدينية اليهودية, طبعا هو علماني متطرف
المقدم: هذا كلام متناقض يا شيح
الضيف: هو ينتقض هذه الصحوة ولكن وهو ينتقضها ويشتمها ويخوف على إسرائيل من أثرها سلبا يعكس مدى تغلغلها ونموها ونفوذها, دعني أعطيك رقم واحد 40% الآن من الشعب اليهودي المعروف باندفاعه العلماني وكما شرح الأستاذ عبد الوهاب المسيري بتكيفه مع البيئات الأوروبية التي علمنته وجعلت له نفس قومي وثقافة غربية علمانية, هذا الشعب الذي فيه الكثير من مظاهر الانحلال والكثير من مظاهر التفلت من الدين وعبدة الشيطان انطلقت من إسرائيل والكثير من الحركات الشيوعية أصلا والإلحاد ظهر عند اليهود, هذا الشعب المتفلت من الدين اليوم40% منه ينتمون إلى الهيئات الدينية الحاخامية المتطرفة
المقدم: 40%
الضيف: ويصوتون للأحزاب الدينية ويذهبون إلى الكنس ويتزاحمون عند حائط البراق الذي يسمونه “حائط المبكى” ويحرصون على المظهر الديني ويقبلون على المعاهد الدينية, هناك صحوة دينية ليس فقط, هناك صحوة دينية في أمريكا هناك صحوة دينية في إسرائيل هناك صحوة بوذية وصحوة هندوسية وإسلامية, العالم كله يعود إلى الدين الآن كما قال صموئيل هارتون في كتابه “صدام الحضارات” أن مستقبل الصراعات ليس إيديولوجي ولا اقتصادي وإنما هو ثقافي والغرب دائما يقصد بالثقافة الدين, هناك صحوة دينية هناك أناس يخرجوا بالحجارة ليرشقوا بها الأتوبيسات في إسرائيل أو ما يسمى إسرائيل في أيام السبت, هناك أناس يحرصون على تعطيل الاقتصاد بإطفاء الأنوار ومنع الماكينات من الاشتغال يوم السبت, هناك فلاحون يخسرون لأنهم لا يحلبون بقراتهم يوم السبت إلا بتحايل ديني مضحك شرحه “إسرائيل شحاك” بكتابه “وطأة ال3000 سنة” ولكن هذه الصحوة الدينية صحوة في الشر صحوة في المكر صحوة عنصرية تنطلق من رؤية حاخامية توراتية لا ترى إنسان إلا اليهودي لا ترى إنسان إلا المنتمي لهذه اللحية
المقدم: وكيف ترى شيخنا أن الناس يتسلحون بالدين, وأصبح هو العنصر الرئيسي كما ذكر “صموئيل هنكتون” الآن نحن نتسلح بالدين ونقترب من غربي النهر وهم يقتربون من شرقي النهر بعدتهم الدينية
الضيف: هذه بشارة
المقدم: هل هذه بشارة القرآن
الضيف: نعم بشارة القرآن
المقدم: المعركة الفاصلة
الضيف: نعم بشارة القرآن, لأن طبيعة فواتح سورة الإسراء {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} إلى قوله تعالى {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} كثير من القراء إذا قرأ هذه الفواتح عن فلسطين في أي ندوة لا ينتبه إلى هذه اللازمة {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} لأنه هذه بشارة
المقدم: نحن في البشارات الآن
الضيف: هذه الفواتح تتحدث عن أن طبيعة الصراع ديني يدخلوا المسجد,{ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ }
المقدم: نحن الآن في مرحلة إساءة الوجه, لكن بدأت بالمبشرات ومعي فقط أربع أو خمس دقائق, نريد أن نذهب إلى ملامح النصر هل وجود الحركات المقاومة المجاهدة الآن هي من لوازم هذه الصحوة أو من مبشراتها
الضيف: حديث الطائفة المنصورة يتكلم عن المقاومة المسلحة يتكلم عن الجهاد يتكلم عن عمل عسكري واضح, وبالتالي شرط من شروط استكمال الانتماء للطائفة المنصورة بالمقاومة المسلحة وهذه الآن عناصرها متوفرة فقط في فلسطين والعراق وأفغانستان وبعض النقاط وعلى رأسها فلسطين, فإذا الطائفة المنصورة لابد أن تكون مقاتلة وكذلك هي في كل الأحاديث النبوية, حديث (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود) في الحديث حديث عن القتال, كلما جاء ذكر لأهل الكتاب في معرض المواجهة إلا وكان الحديث فيه قتال, أما في معرض المناصحة فيكون في الطعن فيما زوروه من الكتب وماأحدثوه في عقائدهم, لكن في معرض المواجهة تكون مواجهة مسلحة
المقدم: هذا عن وجود مظاهر المقاومة المسلحة, ماذا عن مظاهر الإعلام كالإنترنت هل لها في الصحوة
الضيف: نعم هي أكيد وسائل محايدة واخترعها غيرنا وتمكن بها سوانا لكن اليوم نحن ندخل عليها من باب أن الحكمة ضالة المؤمن وقد دخل عليها المسلمون والحركات الإسلامية وأبدعوا فيها وطوروها, هناك الآن انتفاضة الإنترنت, هناك المقاومة العنكبوتية
المقدم: الجهاد الإلكتروني
الضيف: الجهاد الإلكتروني, مثلا شبكة إسلام أون لاين المصنف ضمن أول المواقع
المقدم: لكن هذه المواقع تحارب
الضيف: نعم تحارب لأن الكونغرس, ويا للعار, لأن الكونغرس الأمريكي أصدر قانون بمعاقبة كل قمر اصطناعي كل شركة بث تكري موقعا لقناة يعتبرها قناة إرهابية أو قناة تحث على الكراهية لإسرائيل وبموجب هذا استجابت فرنسا للضغط ومنعت قناة الأقصى المجاهدة من قمر نور سات, وأنا هنا أبين كيف أن التناقض يصل إلى درجة الفضيحة والمفارقة تصل إلى درجة الفاجعة, فرنسا تندد بقصف أسطول الحرية ثم تمارس هي الحصار الجوي على قناة الأقصى كما مارست إسرائيل الحصار البري على اسطول الحرية, هم يقولون شيئا ويفعلون شيئا لأنهم يكشفون بسلوكهم ولاءهم الصهيوني وولاءهم اليهودي
المقدم: نرجع إلى موضوع الجيش الإسرائيلي الذي عرف عنه أنه لا يهزم ولا يقهر
الضيف: هزم وقهر
المقدم: هذا هو سؤالي, هل بعد هزيمتهم في حرب الكرامة ولأول مرة هزم وقهر ولأول مرة في تلك الحرب يطلب الجيش الإسرائيلي لوقف لإطلاق النار ثم في أكتوبر ولنقل بالتحديد في حرب رمضان, ثم في معركة جنوب لبنان وفي حرب غزة, هل هذا التوصيف لازال يصلح أنه جيش لا يقهر
الضيف: أولا هناك حقيقة أنه لم يغلب قط الجيش الإسرائيلي جيوش عربية أكثر منه حتى على المستوى العددي, لأن أسطورة أنه جيش لا يقهر هي أسطورة منمقة ومزورة, كل الجيوش العربية في كل محطات الصدام كانت أقل عددا من الجيش الإسرائيلي ثم عدة ثم تسليح وتدريب, لكن حتى لو سلمنا بأسطورة أنه جيش لا يقهر, فهي أسطورة انتهت من 43 سنة, في ال67 كانت آخر محطة كانت الذروة التي ليست بعدها إلا السقوط, معركة الكرامة كما ذكرت, رمضان 73 ثم جنوب لبنان والآن غزة, الجيش الإسرائيلي لا يقهر فقط عسكريا يقهر نفسيا واجتماعيا
المقدم: ونسبة الانتحار عنده
الضيف: “هاشفلت” كبير أطباء الجيش اليهودي النفسانيين كتب تقرير خطير ظفر به أخونا الباحث المصري مصطفى زعيتر ونشره في كتابه” غزة أريحا الوثائق السرية” وهذا التقرير يتحدث عن حالة انهيار نفسي, نسبة الهروب ونسبة الانتحار ونسبة العصيان المدني ونسبة قتل الضباط من قبل جيوشهم مرتفعة جدا, وعلى ضوء هذا التقرير قبل رابين أن يبدأ بالمفاوضات في أوسلو لأن الجيش الإسرائيلي صار جيش مأزوم, الآن بعد الانتفاضة الثانية
المقدم: نحن معنا نصف دقيقة لآخر سؤال إذا تكرمت
الضيف: تفضل
المقدم: لا يسمح لنا الوقت دائما هو سيف مسلط علينا وعلى الضيف, الحديث الذي يقول أن فلسطين ستتحرر في آخر الزمان, هل صحيح أن فلسطين لن تتحرر إلا عند قيام الساعة ولن نفرح كمؤمنين بنصر الله
الضيف: والله أنا دعني أقول لك, هذه نظرة غبية للحديث, الحديث يتحدث عن محطة محددة أنها تكون في آخر الزمان وينزل فيها المسيح لكن ليس معناها أنها المحطة الوحيدة لاشك أن بيننا وبين الساعة التي لا يعلمها إلا الله محطات عديدة, ليست بالضرورة أن نكون نحن بصدد المحطة الأخيرة وهذه النظرة القيامية التي عند الكثير من الخرافيين أن أي شيئ مؤشر على القيامة, والناس صار لهم آلاف من السنين ينتظرون القيامة, في الألفية الأولى والألفية الثانية وبعضهم ينتظرها في الألفية الثالثة والفكر القيامي عند الغربين فكر خرافي متأصل في ثقافتهم المسيحية وتسرب أيضا عند المسلمين, السعة محسومة ولا يعلمها إلا الله, ولم يعلمها رسول الله وهذه المحطة التي نحن فيها ستتحرر فيها فلسطين وربما تحتل بعد ذلك وقد تواجه بعد ذلك, لكن ما أشير له في الحديث هي المحطة النهائية التي بعدها نزول المسيح وظهور المهدي المنتظر وقيام الساعة بعد ذلك, هي محطة محدودة ولكن ليس بالضرورة ما نعيشه الآن ولا مؤشر على ذلك ومن تحدث عن نهاية العالم كأنه يتأله على الله عز وجل (ما المسؤول عنها بأعلم بها) هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم
المقدم: هذه نهاية الساعة وأيضا هذه نهاية الحلقة نشكرك ضيفنا الدكتور أبو زيد الإدريسي المفكر الإسلامي المعروف كما نشكركم مشاهدينا الكرام وإلى لقاء آخر بإذن الله.