الحلقة 30 الصراع مع اليهود والصهاينة

    

ضيف الحلقة: الدكتور صفوت حجازي الداعية الإسلامي.

المقدم: د. عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 24/06/2010م

المقدم: سلام من الله عليكم, مشاهدينا لكل شيء حقيقة, فما حقيقة صراعنا مع اليهود وبما يختلف عن أي صراع آخر بين الأمم, هل هو قدر الفلسطينيين دون شعوب الأرض أن يكونوا في حلبة الصراع ضد الصهاينة؟ هل تختلف مرتكزات الصراع عند المسلمين عن المرتكزات عند الكيان الصهيوني؟ ولماذا حرص اليهود والعرب على إخراج الإسلام من المعركة رغم حرص الكيان الإسرائيلي على احتلال أرضنا وارتكاب المجازر ضدنا باسم الدين؟ لماذا يتخوف الصهاينة الآن من المد الإسلامي في فلسطين المحتلة وفي العالم؟ هل من مؤشرات ومبشرات بعودة الإسلام لإنهاء الصراع مع العدو الإسرائيلي؟ صراعنا مع اليهود والصهاينة هو عنوان حلقة اليوم مع الداعية الإسلامي مع الدكتور صفوت حجازي, حياك الله يا دكتور في برنامج فقه القضية

الضيف: حياك الله يا دكتور عمر, أهلا وسهلا بحضرتك

المقدم: الله يكرمك, دكتور سؤال جدلي في البداية, لماذا سلط الله عز وجل اليهود سواء كانوا قوماً أو ديانة على الفلسطيني في حلبة الصراع؟

الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين, وعن سادتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين, ابتداء أشكر لك هذه الاستضافة الطيبة الكريمة في هذه القناة المباركة إن شاء الله, حقيقة جيد أنك ذكرت أنه السؤال جدلي, فأنا لا أقر إطلاقا أن الله عز وجل سلط اليهود على الفلسطينيين, أو سلط الفلسطينيين على اليهود, لأننا يعني هل نتكلم عن اليهود كدين والفلسطينيين كجنس أو كسلالة, نتكلم عن اليهود كجنس وكسلالة ونتكلم عن الفلسطينيين كجنس وسلالة أم الفلسطينيين ككناية أو مجاز عن الإسلام, الله عز وجل دائما في قضية الصراع بين الحق والباطل, يعني هو ليس تسليط دين معين على دين معين, وليس تسلط لجنس من سلالة وجنس من سلالة على جنس آخر ولكنه صراع بين الحق والباطل, هو صراع بين الحق والباطل

المقدم: ولكن حلبته فلسطين والذي يتلقى الضربات نيابة عن العالم هو الفلسطيني

الضيف: حلبته هي أرض فلسطين وليست حلبته الفلسطينيين أنفسهم ولكن الذي يظن أن القضية هي قضية صراع بين اليهود أو الصهاينة أو الفلسطينيين والإسرائيليين هذا سوء فهم, وأظن أنها مسألة عقدية ويحتاج من ظن أن الصراع بين هؤلاء الصهاينة أو اليهود أو الإسرائيليين أو شذاذ الأفاق وبين الفلسطينيين, لا الصراع هو صراع حقيقي بين دين ودين, بين أمة هي الأمة الإسرائيلية والأمة العربية وهي ليست وطنية أو قومية الفلسطينيين

المقدم: ولكن من يمثل هذا الدين وذاك الدين وإن كان الممثل هو الإسلام فقط, يعني هذه الشريعة وتلك

الضيف: الذي يمثل الشريعة الإسلامية هو كل المسلمين

المقدم: ولكنهم غائبون عن الساحة

الضيف: هذه إشكالية, إشكاليتهم, الواقع لا يغير من العقيدة ولا يغير من أصول الدين, إذا كان المسلمون غائبون, هذا لا يغير أبدا أن الصراع هو صراع دين مع شذاذ الآفاق

المقدم: نعم, طيب دكتور كأنك تتحفظ على كلمة يهود

الضيف: أتحفظ على كلمة يهود, لأني حقيقة لا أقر اليهودية, الذين جاؤوا من ألمانيا وألبانيا وبولندا وفرنسا ليسكنوا أرض فلسطين, أنا لا أقر أبدا أن هؤلاء يهود, ليس هؤلاء هم اليهود الذين أتبعوا بني الله موسى, وليس هؤلاء اليهود الذين بعث إليهم نبي الله عيسى عليهم جميعا الصلاة والسلام وعلى نبينا, ليسوا هؤلاء اليهود, حتى ليس هؤلاء هم اليهود الذين حرفوا التوراة التي كتبت في القرن السابع الميلادي, ليس هؤلاء اليهود الذين نطلق عليهم يهود

المقدم: إذا من أين جاء هؤلاء اليهود الذين يقيمون في فلسطين

الضيف: هؤلاء الذين يدعون اليهودية هم جاؤوا كما أقول من شذاذ الآفاق, هؤلاء أصلهم من يهود الخزر الذين كانوا يسكنون رومانيا وبولندا وقبل ذلك طردوا من إسبانيا في قضية محاكم التفتيش وهذه الأمور, يعني هم كانوا يهود ديانة ثم طردوا من هذه البلاد وعاشوا في هذه الديار, يهود الخزر, ولا ينتمون إطلاقا إلى بني إسرائيل لا جنس ولا سلالة ولا دين, يعني لو أن أحدا منهم وأتحداهم أن يثبت أنه من سلالة بني إسرائيل, يأتي نتنياهو ولا أي حد من قادتهم يثبت لنا انه من سلالة بني إسرائيل, لو اثبت لنا أنه من سلالة بين إسرائيل وينتمي إلى نبي الله يعقوب أو إسحاق أو إبراهيم جنسا أو سلالة, هذا يكون له كلام آخر, لكن ليسوا هؤلاء من بني إسرائيل سلالة, الذين جاؤوا من بولندا كلهم, تجد أنهم هذا أصله فرنسي هذا أصله انجليزي هذا أصله بولندي         

المقدم: طيب, إذا دعنا دكتورنا وضيفنا الفاضل ندخل إلى حقيقة الصراع لكل شيء حقيقة فما حقيقة هذا الصراع, بما يختلف صراعنا مع الصهاينة عن بقية الصراعات الموجودة بين الأمم الأخرى

الضيف: صراعنا مع الصهاينة, لا بد أن نفقه التاريخ جيدا, هذا الصراع بدأ بأنه وجد رجل اسمه ديودور هرتزل, وقبل ديودور هرتزل كان غيره, لكن هذا الرجل هو الذي استطاع أن يصبغ هذه الصبغة الصهيونية بصبغة دينية, هؤلاء مجموعة, أو ديودور هرتزل كان يعتنق مبدأ أو دين يظن أنه دين نبي الله موسى 

المقدم: وهو عبراني بالطبع

الضيف: نعم, هو يظن أنه يهودي ويظن أنه يتبع دين نبي الله موسى, هذه مقولة أو هذا الذي أرتاح إليه

المقدم: دكتور دعني أقاطعك هنا في شئ بسيط, ربما لو أردت أن أعمل دولة كما فعل هرتزل لا بد أن أحتاج إلى فكرة, ولا فكرة أقوى من الدين, ولذلك جمعهم على ما يسمى الصهيونية

الضيف: خلينا نقول الصهيونية هي كانت فكرة, أو الذي نشأ في ذهن ديودور هرتزل وأجداده من قبل, هي قضية بغض المجتمع الدولي في هذا الوقت لهؤلاء الذين يدعون أنهم يعتنقون اليهودية والمفاسد والشرور التي اجتاحت العالم على أيديهم وكيف أفسدوا في العالم منذ محاولتهم القتل للسيد المسيح عليه الصلاة والسلام, هؤلاء اكتسبوا كراهية وبغض شديد, فبدأ هذا الرجل يريد أن يريح نفسه ويريح العالم, فبدأ يفكر بإقامة هذه الدولة, في أن يكون زعيما وأن يكون رئيسا لهؤلاء, طيب كيف يكتسب هذه الرئاسة وهذه الزعامة, كما ذكرت حضرتك الدين, الفكرة دائما إذا قدست أصبحت

المقدم: يضحى من أجلها

الضيف: الدماء فيها

المقدم: نريد أن ندخل إلى حقيقة الصراع بما يختلف عن بقية الصراعات بين الأمم إذا تكرمت

الضيف: هذه هي القضية أنها تحولت إلى قضية عقدية, قضية دينية, الاحتلال الإنجليزي لما جاء واحتل في القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر, الاحتلال الأوروبي لبلاد الشرق, في الغالب هي كانت قضية اقتصادية وقضية سياسية, وقضية بسط نفوذ أما القضية مع اليهود فالحقيقة هي صراع عقائدي صراع ديني صراع مقدس

المقدم: إذا ممكن دكتور أن نسأل, هل صراعنا معهم صراع, الذي تفضلت وقلت أنه صراع مقدس, هل صراعنا معهم لأنهم يهود أم لأنهم صهاينة أم لأنهم إسرائيليون أم لأنهم محتلون, أم لأنهم كل ذلك

الضيف: أولا ليس صراعنا معهم لأنهم يهود ديانة, فاليهود أصحاب الديانة كانوا يعيشون مع المسلمين, في كل مكان, وكانوا في حماية الدولة المسلمة, وكانوا في زمان عمر وفي زمان عثمان وفي زمان, فنحن لا صراع بيننا وبينهم كدين, إذا كانوا يهود ويعيشون في مصر, اليهود المصريون أو اليهود السوريون أو اليهود الفلسطينيون, يعيشون في البلاد هذا ليس صراع ولكن الصراع يأتي من أنهم احتلوا هذه الأرض وقدسوا, أو جعلوا هذا الاحتلال وهذا الوجود هو وجود عقدي, هذه هي حقيقة الصراع

المقدم: هناك دكتور نظريات, الصراع تعايش الحضارات, صراع حضاري, سكون حضاري, هل لنا أن نذكر بعض الحقائق الدينية أو القرآنية على أنهم يستندون في صراعهم على ما ذكرت من أنه صراع ديني

الضيف: هو ديودور هرتزل, هو أولا أنا أرفض قضية صراع الحضارات, وحروب الحضارات و, هذا الكلام أنا أرفضه تماما, لأنه

المقدم: لكن إذا فرض علينا,

الضيف: الحضارة, ليس هناك صراع بين الحضارات إلا إذا صبغت بصبغة مقدسة, إذا صبغت بمقدس انتقلت من حضارات إلى ديانات, هذا إبتداءا, فهذه الصهيونية الموجودة هي أصلا ليس لها حضارة ولم تكن دولة وليس صراع بين حضارة الإسلام وحضارة اليهودية, وليس صراع بين حضارة الإسلام وحضارة الصهيونية, ليس صراع بين حضارة الإسلام وحضارة بني إسرائيل هم أصلا ليسوا حضارة, أي لم يكن لهم حضارة إطلاقا, لكن أنا أقول أنه صراع مقدس, هم بنوا هذه الدولة وهذا الكيان وهذا الوجود على التوراة التي بين أيديهم وعلى نصوص توراتية

المقدم: نريد بعض هذه النصوص سواء من التوراة أو من القرآن

الضيف: من التوراة في سفر التكوين, أنا أرجو من كل مسلم مثقف وعاقل يقرأ سفر التكوين أو يقرأ الكتابات التي كتبت في تفسير وتوضيح سفر التكوين, أنهم يظنون أن الله عز وجل أعطى هذه الأرض لإبراهيم, كما في إصحاح 27 على ما اذكر في سفر التكوين, أعطى هذه الأرض لسيدنا إبراهيم “لك ولنسلك يا إبرام أعطي هذه الأرض من النيل إلى الفرات”, “لك ولنسلك يا إبرام أعطي أرض العسل أرض الحليب والعسل” , “لك يا إبرام من حيث نظرت وحيث ذهب أفقك وحيث جال بصرك بين الآفاق بين المشرق وبين المغرب لك هذه الأرض” ثم يتكرر هذا الوعد مرة أخرى مع إسحاق, ثم يتكرر هذا الوعد بنفس النص مع يعقوب “لك ولأبنائك” “لك ولنسلك” أعطي الأرض من النيل إلى الفرات, كل هذه النصوص هم

المقدم: نصوص محرفة

الضيف: هذه النصوص محرفة تماما, وحتى لو لم تكن محرفة, حتى لو لم تكن محرفة, هل هؤلاء هم نسل إبراهيم وإسحاق ويعقوب, نحن العرب نحن المسلمون نسل إبراهيم وإسحاق ويعقوب

المقدم: وهم من بحر الخزر كما ذكرت

الضيف: وهم من الخزر, هم من بولندا وفرنسا وألمانيا, أما نحن فنحن أبناء إبراهيم, حتى إذا كانت هذه النصوص غير محرفة فنحن الأولى بها, لأنه نحن نسل إبراهيم, هم بنوا إسماعيل وبنو إسحاق

المقدم: لكن ذكرت نصوص عامة, لكن نريد نص من التوراة أو من التلمود أو من أقوال الحاخامات يفرضون به علينا الصراع

الضيف: أقوال التلمود والحاخامات هذه قضية كبيرة, وأظن كان في بيروت مؤتمر قريب عن دور الحاخامات في قضية

المقدم: نعم كان يوم الأحد

الضيف: نعم, في قضية الصراع هذه وحقيقة أعجبني جدا هذه, في هذا المؤتمر الذي يبين أن القضية هي قضية دين وقضية عقيدة, وكيف كانت أقوال الحاخامات, أنا حقيقة لا أحفظ أقوال الحاخامات الذين تكلموا

المقدم: لكن سألتك دكتور من القرآن والأحاديث النبوية هل هناك شيء يثبت, يبين أنهم يريدون الصراع معنا

الضيف: شوف يا أخي الكريم, سأل عبدالله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه “كاد القرآن أن يكون موسى وبني إسرائيل”, يعني كاد القرآن أن يكون موسى وبني إسرائيل

المقدم: نعم وربما ذكرت 131 مرة كلمة موسى وحدها

الضيف: نعم, لماذا يسأل عبدالله بن العباس فقال لأن الله عز وجل يعلم بأن هؤلاء هم أعداؤنا فيريد أن يعرفنا أو يعلمنا أو ينبأنا بمن هم أعداؤنا وكيف كان تاريخهم وكيف كان صراعنا وصراعهم, قضية الصراع معهم وسورة الإسراء كاملة ْ{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}, {{{{{     روَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}, سورة الإسراء هي تسمى سورة بني إسرائيل فكل مسلم يريد أن يفهم طبيعة هذا الصراع لا بد أن يقرأ هذه السورة, خاصة مطلع هذه السورة والثماني آيات الأولى من هذه السورة الكريمة سيفهم هذه القضية { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ } كاذا يعني هذا {لَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } ماذا يعني هذا, هذا يعني أن الصراع موجود والصراع دائم ولكن هذا الصراع هو يخبو ويخفت ويزدهر ويخبو, متى يخبو ومتى يزدهر إذا كان هناك وراءه من يخيه, نحن كمسلمين نقول أن هذا الصراع يظهر إذا هم تجاوزوا الحدود, إذا أرادوا أن يأخذوا ما ليس من حقهم إذا أرادوا أن ينادوا بما ليس من حقهم, ولكن عند حقوقهم وأكتفوا بحقوقهم فليس هناك صراع

المقدم: دكتور نلاحظ أن أطراف الصراع, طالما ذكرت قريبا من ذلك, أن أطراف الصراع في العصر الحديث, أن صموئيل دنتون وهو يهودي أمريكي وأيضا فرنسيسكو كويامى ونعومي تشافسكي أيضا هم دعاة هذا الصراع, نحن كما ذكرت في بداية الحلقة, نحن لسنا دعاة صراع ولكن إذا فرض علينا هذا الصراع

الضيف: لا بد أن نكون على قدر هذا الصراع, إذا فرض على أي إنسان الصراع أمامه ثلاث أمور, إما أن يفر وإما أن يستسلم وإما أن يخوض هذا الصراع, فنحن هذا الصراع, وهم هؤلاء الثلاثة وخاصة نعوم هذا يريد أن يجعل الصراع صراع عالمي, مش صراع بين المسلمين واليهود, يريد أن يجعله صراع عالمي, مارتين لوثر كنج لما بعث وظهر أراد أيضا أن يجعل الصراع صراع عالمي وأدخل المسيحية في هذا الصراع, فنحن أمام أحد هذه الخيارات

المقدم: هنا نقطة مهمة دكتور, يعني هم يريدون إقحام المسيحية ويستأثرون بغنائم العولمة في الصراع هذا

الضيف: هم أقحموا فعلا, أقحموا المسيحية بظهور المسيحية الإنجيلية, المسيحية الإنجيلية كان وراءها اليهود, هم الذين أظهروها وهم الذين أوجدوها,

المقدم: الصهيو مسيحية في أمريكا

الضيف: الصهيو مسيحية, أو التعريف الحقيقي عندهم هي المسيحية الإنجيلية, المسيحية الإنجيلية تقوم على أن الإنجيل, من حق كل إنسان أن يعرف ليس حكرا على الأباء والقساوسة والرهبان هذه هي الكاثوليكية والأرذوكسية أن هؤلاء هم رجال الدين والبابا ومن معه هم الذين يفهمون ويشرعون هذا الإنجيل ويفسروه لنا ويبينوا هذا الدين, هذه كانت العقيدة الكاثوليكية والأرثوذكسية, ثم لما ظهرت البروتستنتية والإنجلية معها كان المحور الأساسي هو تحرير المسيحيين من سلطة البابا ومن معه, فكان هذا التحرير معتمد على شيء واحد أن هذا كتاب الرب وأن الرب أعطاه للناس وكلهم يفهمون, فأصبحت دخلت في المسيحية, المسيحية الإنجلية التي تنادي بأن هناك المخلص يسوع الذي سينزل إلى هذه الأرض مرة أخرى

المقدم: دكتور إذا قفزنا إلى عصرنا الحديث, ونريد أن نتسلسل في تأصيل هذا الصراع ونريد أن نعرف متى بدأ صراع اليهود مع النبي صلى الله عليه وسلم

ولكن بعد هذا الفاصل إذا أذنت لنا

مشاهدينا الكرام فاصل ونعود إليكم.

المقدم: من جديد نرحب بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة والتي هي بعنوان صراعنا مع اليهود والصهاينة وضيفنا هو الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور صفوت حجازي, دكتور قبل الفاصل كنا نتساءل عن صراعنا أو عن صراع اليهود مع المسلمين كيف بدأ وكيف نشأ, الصراع بدأ قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم, بدأ أنه أدعوا أن إبراهيم يهوديا في حين أن إبراهيم { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا }

المقدم: {كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا }

الضيف: فهذه هي البداية أنهم بدؤوا يدعون على الأنبياء ثم حرفوا الديانات وحرفوا العقائد التي أرسل بها الأنبياء وقتلوا الأنبياء { أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} فهذا أصل الصراع, بينهم وبين نبي الله موسى, لا يوجد نبي لاقى من قومه مثلما لاقى موسى من بني إسرائيل من إيذاء بدني ونفسي وعقدي وكل شيء, قوم في منتهى العجب, حتى أنه كان أحد شيوخنا يقول والله لو كان أرسل موسى عليه الصلاة والسلام إلى الحجر والشجر لآمن به الحجر والشجر أولى من بني إسرائيل هؤلاء الذين كانوا, ثم تدرج الصراع بعد ذلك مع كل الأنبياء الذين أرسلوا إلى بني إسرائيل كانوا يحكمون بالأنبياء ثم محاولتهم لقتل سيدنا عيسى علليه الصلاة والسلام وقتل سيدنا يحيى ثم جاء الصراع إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هم كما في التوراة عندهم منبؤون أن هناك بني سيظهر في آخر الزمان وكانوا يدعون وينتظرون هذا النبي ويظنون أنه سيبعث منهم كما بعث موسى وهارون وغيرهم, فلما بعث النبي من العرب وهم كانوا ينظرون إلى العرب نظرة ازدراء واحتقار وكانوا يتعدون العرب أن هذا مبعث نبي آخر الزمان, بعث منا نبي فنقتلكم معه قتل عاد وإرب وكانوا ينتظرون هذا النبي وادعوا أنهم شعب الله المختار, فكانوا ينظرون إلى العالم حتى قبل بعثة النبي أن هؤلاء, يعني كل العالم مزدرين, فهذا صراع نفسي أولا قبل أي شيء قبل أن يكونوا هم اكتسبوا هذه العداوة بهذه الطريقة, بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم محمد ووجدوا أنه بعث من غيرهم ويعلمونه ويعلمون أنه هو النبي بنصه وبهيئته في التوراة حتى يروي لنا الإمام أحمد في مسنده حديث صفية بنت حيي رضي الله عنها وأرضاها وكان أبوها حيي بن أخطب هو حبر اليهود وكان أخوه ياسر هو عم صفية لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ذهب ياسر وحيي ليشاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم وعادو, تقول السيدة صفية وهي التي تروي” فوجدت ياسر عمي يسأل أبي أهو هو, قال نعم, أهو النبي الذي نجده في التوراة قال نعم, قال بصفته وهيئته, قال نعم, قال ما في قلبك منه, قال والله ما ازددت له إلا عداوة

المقدم: طبيعة

الضيف: حيي بن الأخطب, عبد الله بن سلام رضي الله عنه وأرضاه هذا الحبر العظيم الجليل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن برسول الله لأنه هو الذي وجده في التوراة والإنجيل, سلمان الفارسي الذي آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم للعلامات الثلاثة التي أخبره بها الأحبار والرهبان يهود ونصارى بأنه هذا النبي, وجاء إلى يثرب لأنهم كانوا يعلمون أنه مهجر أو مبعث نبي آخر الزمان, ما الذي جعل اليهود بني قريظة وبني القينقاع وبنو النضير يتركون الشام ويتركون فلسطين ويتركون بيت المقدس الذي يزعمون أنه الأرض المقدسة ويعيشون في الأرض المنورة, كانوا ينتظرون هذا النبي فلما بعث هذا النبي ما ازدادوا عليه إلا حقدا وكرها وبغضا,

المقدم: رغم وثيقة المدينة المنورة التي أعطاهم حق المواطنة فيها    

الضيف: الصراع مع النبي صلى الله عليه وسلم بدأ قبل الوصول إلى المدينة المنورة, مجرد أنه بعث بدأ مع 13 سنة في الهجرة, قريش لما احتارت في أمر محمد صلى الله عليه وسلم قالوا اسألوا عنهم اليهود فإنهم أدرى الناس بالكتاب, فذهبوا إلى اليهود, فقالوا اليهود اسألوهم وسألوهم الأسئلة الثلاثة التي نزلت فيها سورة الكهف, فهذا الصراع قبل بعثة النبي بل أقول أن هذا الصراع قبل, أي في شباب النبي, أي مجرد ما ولد النبي وعندنا في كتب التاريخ وكتب السير أنه كان هناك يهودي يعيش في مكة وينتظر مبعث نبي آخر الزمان وحاول قتل محمد وهو طفل صغير, وهذا في رحلة أبي طالب إلى الشام

المقدم: دكتور كي لا ندخل في تفاصيل السيرة السردية

الضيف: هذا بداية الصراع

المقدم: نعم هذا بداية الصراع, لكن ننتقل إلى نهاية الصراع مع النبي صلى الله عليه وسلم, كيف استطاع النبي صلى الله عليه وسلم استئصال شوكتهم من جزيرة العرب

الضيف: النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم بعد أن نقضوا العهود, قاتلهم في ثلاث مواضع في بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة ثم خيبر وكلها كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش وأعطاهم وبنى معهم وثيقة المدينة وعاشوا ولذلك أقول لك ليس هناك صراع بيننا وبينهم إذا التزموا بالحقوق والواجبات ولكن إذا طلبوا أكثر من الحقوق التي لهم, هنا هم الذين يبدؤون الصراع, فبنو القينقاع وبنو النضير وبنو قريظة كانوا يعيشون مع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وفق لوثيقة وكان النبي  يحترم هذه الوثيقة وبنو قينقاع أولا لماذا أخرجوا, لأنهم آذوا امرأة مسلمة ونقضوا العهد, بنو النضير لماذا أخرجوا, لأنهم كان بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم في الوثيقة وثيقة المدينة أن الدماء تتكافئ وأن المسلمين عليهم دية فعلى اليهود أن يشتركوا في دفع هذه الدية وإذا كان على اليهود دية فعلى المسلمين أن يدفعوا, ورفض اليهود أن يدفعوا دية رجل قتله أحد المسلمين

المقدم: ويرفض اليهود إلا أن يكون لهم الثأر الآن من إخراجهم من قبل النبي صلى الله عليه وسلم ومن قبل المسلمين خارج الجزيرة العربية, نريد أن نطوي ملف الصراع مع اليهود بهذا التاريخ, ونأتي إلى حقبة الصراع مع الصهاينة

الضيف: عفوا قبل أن أنهيها أريد أن

المقدم: تفضل

الضيف: أريد أن أؤكد على نقطة هامة جدا أنه بيننا وبينهم دم إذا كان هؤلاء هم اليهود من بني قريظة وبني القينقاع وبنو النضير ويهود خيبر إذا كانوا هم الموجودين الآن, وأنا أقول ليسوا هم, لكن إذا كانوا هم فبيننا وبينهم صراع لأنهم حاولوا قتل نبينا صلى الله عليه وسلم, بل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه كما روى البيهقي والدراقطني ما كنا نرى إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيدا من أثر السم, لما أحد يقتل نبيك ويحاول أن يقتل نبيك ويحاول أن يقتل نبيك, هل يكون بينك وبينه

المقدم: نعم الآن ننتقل إلى فترة السلطان عبد الحميد وكلنا يعرف تفاصيل كثيرة في ذلك, هل تعتبر هذه الفترة, فترة السلطان عبد الحميد هي المرحلة الثانية من الصراع, بمعنى صراعنا مع الصهاينة واليهود

الضيف: لا ليست بداية ولكنها نهاية مرحلة, وهي المرحلة التي بدأها ديودور هرتزل وبدأتها الحركة الصهيونية, انتهت هذه المرحلة بإسقاط السلطان عبد الحميد والحصول على وعد بلفور, هذه كانت نهاية مرحلة, قيام دولة إسرائيل هذه بداية مرحلة وما زالت نهايتها في الآفاق, السلطان عبد الحميد رحمه الله كانت نهاية مرحلة, استطاع اليهود الدونما ويهود البوسفور ويهود الأتراك ويهود الخزر هؤلاء أن يخدموا الخلافة العثمانية, وبدأ هذا الصراع منذ السلطان سليم الأول

المقدم: دكتور الدور التركي الآن بدأ يعود رغم أن الدور الإسلامي غاب عنها فترة طويلة, لكن ما هي الأدوات التي كان يستخدمها الصهاينة في صراعهم معنا بالذات في مرحلة السلطان عبد الحميد, كيف وصلوا ونالوا من المسلمين في تركيا

الضيف: حضرتك, الإشكالية الضخمة أننا لا نقرأ التاريخ جيدا, لو قرأنا التاريخ جيدا نجد أن الباب العالي

المقدم: ربما المشكلة أنه لم يكتب التاريخ جيدا أيضا

الضيف: هو لم يكتب جيدا, ونحن أمة احترفت تزوير التاريخ, يعني أتذكر أو الأمة العربية تذكرني بالفراعنة, كان كل فرعون يأتي يمحو تاريخ الفرعون الذي كان قبله, رغم أن الفراعنة كانوا يكتبون تاريخهم على الحجر وينحتونه في الحجارة, يعني شيء لا يمحى, فيأتي الفرعون ويمحو هذا الحجر ويكسر هذا الحجر, نحن أيضا كذلك, للأسف الشديد استطاع اليهود بسياستهم وبالعمل السري تحت الأرض وهذا احتراف اليهود, والصهيونية أكدت هذا الكلام أنهم يحترفون العمل السري تحت الأرض, ويحترفون الكتمان والتآمر, استطاعوا أن يحولوا البيت العالي أو الباب العالي والخلافة واستطاعوا أن يزوجوا بناتهم من أبناء الخلفاء ومن الوزراء, كان هناك وزراء الصدر الأعظم, وزراء يخونون الخليفة لأجل اليهود, لأجل اليهود وبإيعاز من اليهود, المال النساء السلطة

المقدم: هذه الأدوات

الضيف: هذه أدواتهم وأدوات احترفوها, احترفوها بشدة فاستطاعوا أن ينخروا كالسوس في العظام, في عظام الخلافة حتى كانت النهاية بسقوط السلطان عبد الحميد

المقدم: دعنا نتقدم بمرحلة أخرى بعد السلطان عبد الحميد دكتورنا الفاضل وهي مرحلة حرب 67 وكانوا يستخدمون الدين كما ذكرت, ومنطلقهم في صراعنا عقيدة, الحاخامات اليهود في حرب 67 كانوا يقولون أن الجيش الإسرائيلي كله مقدس لأنه يمثل حكم شعب الله على أرضه, حكم شعب الله على أرضه, إذا كيف يكون هذا الواجب الدين المقدس يستخدم كأداة من الأدوات وكيف يقنعون الحاخامات رجال العسكر بهذا

الضيف: شوف يا أخي خلينا نبدأ ببداية إدخال الحاخامات في هذا, الصراع مع ديودور هرتزل, ديودور هرتزل في 1888 استطاع أن يجمع الحاخامات جميعا في العالم كله ويقنعهم

المقدم: في مؤتمر بال في سويسرا

الضيف: قبل مؤتمر بال, قبل المؤتمر, هو لم يقم المؤتمر إلا بعد أن اقتنع الحاخامات, الفكرة عند الحاخامات كانت أن دولة إسرائيل سيقيمها المخلص النبي الذي يبعث في آخر الزمان, ديودور هرتزل جمع الحاخامات وقال لهم طيب نعم نحن نعتقد ذلك ولكن أليس من الأفضل أن نقيم الدولة وتتجهز لاستقبال المخلص, ويكون هناك جيش وأمة وقوم ينتظرون المخلص, أم أن المخلص يبعث وليس له دولة ولا, فاقتنع اليهود بهذه الفكرة ونادوا بقيام الدولة الإسرائيلية استعدادا لقدوم المخلص, ولذلك ما زال هناك بعض اليهود الفنديمنتر الأصوليين الذين يرون أن الدولة الإسرائيلية الموجودة والحكومة الإسرائيلية كافرة وأن هذه ليست دولة الرب, فدولة الرب التي يقيمها هو المخلص, الحاخامات استطاعوا أن ينشؤوا جيل وينشؤوا قادة, طيب نتكلم عن حاخام من الحاخامات, موشي دايان في 67 ويقول جملته المشهورة “كنا إلى جنب الله وكان الله إلى جنبنا هذه أرضنا وهذه ديارنا المقدسة”, غولدا مائير لما تقول “هذه أرضنا التي أعطاها الله لنا وإن فرطنا فيها فنحن كفار إنما جئنا لنستعيد الحق المقدس”

المقدم: لماذا هم ينسقون, ما زال السؤال قائما, لماذا هم ينسقون قادة إسرائيل مع رجال الدين في المعارك وفي غير المعارك وباتخاذ جميع القرارات

الضيف: لأنهم يعطون رجال الدين مع هؤلاء السياسيين, هؤلاء السياسيين تحولوا أصلا إلى رجال دين, هم أصلا رجال دين

المقدم: كلهم

الضيف: كلهم, هذه منتهية, هو إيهود باراك ولا نتنياهو لما ينادي بالدولة اليهودية

المقدم: وقادة الفتوحات الإسلامية كلهم كانوا رجال دين

الضيف: نعم, مناحين بيغن, لما يوم السبت ما رضيش يمشي في جنازة أنور السادات ويرفض أن يركب, هذا دين هؤلاء رجال دين, الساسة تحولوا إلى رجال دين وأرادوا أن يحولوا هذا الصراع إلى صراع مقدس حتى لا يفر أبناء اليهود, أبناءهم أو أبناء الصهاينة ويظن أن هذا الذي يرضي الرب, أما نحن

المقدم: نريد أن نسألك عن أما نحن, أين كان رجال الدين ولماذا غيبهم القادة عن حلقات الصراع

الضيف: غيبهم القادة لأن القادة عندنا ليسوا رجال دين أولا, نحن قلنا أن القادة عند اليهود هم متدينون متمسكون متشددون لليهودية رجال دين, أما القادة عندنا, هاتلي قائد يعرف يقرأ القرآن, القادة عندنا أو قادة المسلمين ليسوا رجال دين ولا علاقة بينهم وبين الدين إلا أنهم مسلمين إلا من رحم ربي, هذه النقطة الأولى, النقطة الثانية أنهم يخشون من رجال الدين المسلمين, القادة المسلمين يخشون من رجال الدين المسلمين ينقلبوا عليهم ويخافون على الكرسي, لكن في إسرائيل هي دولة ديمقراطية, أما عندنا يخافون على الكرسي, رجال الدين أن ينقلبوا وأن يقيموا الدولة الإسلامية, والصراع بين الدولة الدينية والدولة المدنية ولما حدث تقارب بسيط جدا بين رجال الدين أو بين الدين وبين السياسة عند العرب كانت 73 , 1973 وكانت هذه الحرب الحقيقية الوحيدة بين المسلمين والصهاينة 67 لم تكن حربا, 56 لم تكن حربا, 48 لم تكن حربا, الحرب الحقيقة 73 مجرد أنه حدث تقارب بسيط بين الدين وبين السياسة, استطعنا أن ننتصر ونحرر أراضي ويكون نصر أكتوبر,

المقدم: إذا قضية إخراج الدين من المعركة, هذه القضية سنناقشها بعد الفاصل

أعزائي نلتقي بعد فاصل قصير فانتظرونا بإذن الله

المقدم: من جديد نرحب بكم مشاهدينا في حلقة جديدة بعنوان صراعنا مع اليهود والصهاينة مع الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي, دكتور قبل الفاصل كنا نتحدث عن محاولة العرب واليهود على السواء بإخراج هذا الدين من قضية الصراع, هل الشواهد التي حصلت في الكرامة وفي حرب أكتوبر وفي حرب غزة لاحقا والجنوب اللبناني شاهد على ذلك أم ضد ذلك

الضيف: هذه كلها شواهد على ذلك, شواهد على أن الصراع الحقيقي هو صراع عقدي وأن الدين عائد وأن الدين أصلا لم يخرج من الحلبة, الدين أصلا لم يخرج, يعني خلينا نتكلم عن الإسلام, الصهاينة هذه بدايتهم بداية دينية ولم تخرج ولن تخرج, لأنهم إذا تخلوا عن دينهم ومعتقدهم في أرض فلسطين فأصبحوا محتلين, فهم لا يستطيعوا أن يتخلوا عن الدين, في معتقد اليهود العامة, لا يستطيعوا أبدا أن يتخلوا عن الدين هي دولة دينية يهودية هذا

المقدم: وأسمها إسرائيل

الضيف: حتى بغض النظر عن الاسم, لكن هذا النص أنها دولة يهودية, دولة يهودية يعني أن من من غير اليهود لا حقوق لهم فيها أصبحت القضية هي قضية

المقدم: وهذا العام هو عام التهويد

الضيف: نعم هي قضية دينية, أصبحت قضية دينية, ليست قضية قومية ولا أرض فالدين لم يغب إطلاقا عن الساحة الصهيونية, أما عندنا فأقول إننا لا بد أن نفرق بين التغيب السياسي والسلطوي للدين, ويبن التغيب الشعبي, التغيب السياسي والسلطوي للدين نعم, حدث تغيب ضخم

المقدم: والمؤسسة الرسمية الدينية

الضيف: وما زال, والمؤسسات الرسمية الدينية ومازال التغريب والتغريب وإبعاد الدين والعقيدة الإسلامية عن الصراع بيننا وبين الصهاينة كمؤسسات رسمية مازال  قائما إلى الآن, لكن تعال نشوف البعد الشعبي, أو قبل أن نذهب إلى البعد الشعبي في البعد السياسي كان أحيانا كما قلت قبل الفاصل يحدث تقارب, التقارب هذا لما يحدث يعم الخير ويأتي النصر ويأتي التمكين, أما البعد الشعبي فلم يغب الدين ولم يغيب إطلاقا عن قضية الصراع, أنا مصري ما الذي يجعلني أتكلم وأتحمل وأتحمس وأدافع عن فلسطين وعن القضية و و و, الدين إذا, أنا رجل شعبي ولست رجل سلطوي, آلاف ملايين المصريين, ملايين السودانيين, كنت في موريتانيا في شهر مارس, موريتانيا بينها وبين فلسطين كم كيلو

المقدم: آلاف

الضيف: آلاف, ما الذي جعل الحكومة الموريتانية تقطع علاقاتها الدبلوماسية بينها وبين إسرائيل, الضغط الشعبي, الشعب الموريتاني رأيت منه حبا لفلسطين وطوقا وشوقا لفلسطين, شيء عجيب, لماذا, الموريتانيين كلهم يتمنوا أن يصلوا في المسجد الأقصى, يتمنوا أن ينالوا الشهادة في المسجد الأقصى, كل الشعوب تعلم الطائفة المنصورة ( لا تزال طائفة من أمتي قائمة على أمر هذا الدين, صفهم, أين هم يارسول الله, في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس) كل الشعوب الأطفال يعلمون, لكن الساسة لا يعلمون ذلك

المقدم: طيب دكتور ما هو الإطار الذي يجمع الشعوب المتناثرة هنا وهناك, كيف نوفق بين هذه الجهود, يعني العاطفة وحدها لا تكفي, التعبد وارتياد المساجد

الضيف: لا هذه مرحلة أخرى, أريد فقط قبل أن أجيب على هذا, أريد أن اذكر واقعة يذكرها موشي ديان في مذكراته المترجمة, المنشورة بالعبري والمترجمة إلى الإنجليزية والعربية والتي نشرتها ابنته, موشي ديان لما دخل في دير ياسين وأقام مذبحة دير ياسين, خرج من دير ياسين وهو يبكي, فسئل لما تبكي, فقال “ظننا أننا قد قضينا على الإسلام في قلوبهم ولكن ما وجدت جثة إلا ووجدت في جيبها المصحف”, كل واحد ميت في دير ياسين وجد المصحف, موشي ديان وجد في جيبه مصحف, الذين قتلوا في دير ياسين من هم, ليسوا ساسة وليسوا حكاما, هم شعب, شعوب, فأقول الشعوب لم يبتعد الدين إطلاقا عن قضية فلسطين ولن يبتعد, بل يترسخ وأقول أنه يقترب من الساسة, الساسة سيقتربوا قريبا وسيدخلوا الدين, وإن كان بدأت تظهر أحزاب وأهل سياسة يتكلمون على أن القضية قضية دينية وليس القضية عقدية

المقدم: كيف تقيم البعد الديني في المشاهد التي ذكرناها في حرب أكتوبر, هل كان أيضا, كما ذكرت في دير ياسين المصحف في جيوبهم, وأيضا في الكرامة وفي غزة,

الضيف: أنا أدعوا الله لشيخنا الشيخ حافظ سلامة, الشيخ حافظ سلامة ربي يبارك في عمره الآن أظنه تخطى الثمانين وهو إمام وقائد المقاومة في قناة السويس وفي السويس بعد 67 يحكي لنا كيف كان الجيش المصري يأتي إليه الدعاة والعلماء على الجبهة, الشيخ عبد الحليم محمود وشيخ الأزهر ومن كانوا في هذا الزمان, يأتون ليتكلموا ويعظوا الجيش وكان هناك سلاح اسمه سلاح التوجيه المعنوي, التوجيه المعنوي هذا كان كل خريج من الأزهر يلتحقوا بالجيش أئمة وخطباء ويربوا الجنود وكانت النزعة الدينية وصيحة الله أكبر التي كانت مع العبور واختيار العاشر من رمضان, هو بالمناسبة الاختيار هو العاشر من رمضان مش 6 أكتوبر هم اختاروا العاشر من رمضان

المقدم: وافق 6أكتوبر

الضيف: وافق 6 أكتوبر

المقدم: جميل

الضيف: نحن إعلامنا ومثقفونا يتكلمون أن 6 أكتوبر وافق العاشر من رمضان هذه كلها قضايا دين, كان كل جندي في هذه الحرب معه مصحفه, لدرجة أن الجنود النصارى الذين كانوا في الجيش المصري كانوا يحملون أناجيلهم وصلبانهم في صدورهم, هذه من الأشياء العجيبة, ومن الأشياء العجيبة أيضا التي استطاع اليهود والنصارى أن يخرجوها, أن يخرجوا النصارى من الصراع هي قضية دم المسيح, النصارى المصريين كانوا وما زالوا يعتقدون تماما أن المسيح قتل وأن هؤلاء الصهاينة هم الذين قتلوه وأن لهم دم ولهم ثأر واستطاعت الكنيسة المصرية وقتها بعد 67 أن تغذي الوازع الديني عند النصراني ضد هذا الصهيوني الذي قتل نبيهم عيسى على ما يظنون وعلى ما يعتقدون, حضرتك سألت سؤال مهم جدا وهو هذا التوجه الشعبي والتوجه السلطوي, التوجه الشعبي الديني في القضية, والابتعاد السلطوي عن, أي إبعاد الدين عن القضية كتوجه سلطوي كيف يجتمعوا, سيظهر قائد يجمع هذه الأمة, وسيظهر رجل كمحمد الفاتح وكنور الدين محمد يجمع هذه الأمة, الرئيس أنور السادات كان له مقولة عجيبة كان يقول أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب بيننا وبين إسرائيل

المقدم: كيف

الضيف: آخر حرب بيننا وبين إسرائيل هي حرب أكتوبر,

المقدم: بعد مرحلة السلام التي نظر لها

الضيف: نعم مافيش حرب ثانية, فكان في أحد اللقاءات في الجامعة فقام إليه طالب ووقف معه وقال له فخامة الرئيس أنت تقول أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب بيننا وبين اليهود قال نعم, قال في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون أو حتى تقاتلوا اليهود فيختبئ اليهودي خلف الحجر والشجر وينادي الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله) النبي يقول هذه آخر حرب, وأنت يا سيادة الرئيس تقول أن حرب أكتوبر هي آخر حرب ولم نسمع في حرب أكتوبر أن الحجر تكلم, فنظر إليه أنور السادات ودلى النظارة هكذا ونظر من فوقها, وقال له غاضبا وغضبان جدا

المقدم: طبعا

الضيف: أتظن ويقول للطالب, أنك تحب الطالب أكثر مني أتظن أنك تفهم في الدين أكثر مني, لا أنا مسلم وفاهم كويس, أنا بقول هذا أنور السادات, أنا أقول أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب بيننا وبين إسرائيل في عهدي أنا, لما تأتوا أنتم وتستلموا البلد وتحكموا حاربوا كما شئتم, هذه النظرة لهذا الرجل وإن كانت تهويلات لكن القضية أنه لا بد أن يظهر قائد يقود هذه الحرب, وهذه نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم ولا بد أن نصدقها

المقدم: نعم, دكتور الصهاينة استخدموا أدوات أخرى أيضا منها المفاوضات كما ذكرت مرحلة السلام, أيضا التنسيق الأمني في الداخل الفلسطيني, وبعض المثقفين وبعض الأقلام المأجورة لتغيير بوصلة هذا الصراع وخلق الفتن الداخلية, إذا هل سينجح الصهاينة في تقديرك بحرف بوصلة الصراع أم أن المد الإسلامي والصحوة التي ذكرتها وملامح الصحوة كثيرة, وخصوصا هذه الأيام هناك مؤتمرات كثيرة ربما في الأسبوع القادم في اسطنبول مؤتمر لاتحاد علماء المسلمين والله عز وجل يقول {قل اعملوا } أول شيء القول وصارت هذه التعبئة مثل الطالب الذي ذكرته في مواجهة السادات أن نعرف الوسائل الجديدة المفاوضات التنسيق الأمني هذه الأشياء كيف تحرف بوصلة الصراع وهل ستستطيع ذلك

الضيف: شيخي الكريم, لن تنحرف بوصلة الصراع إطلاقا حتى وإن انحرفت مع الساسة والسلطة أي سلطة في أي مكان فلن تنحرف مع الشعوب, والشعوب هي التي تحرر الأراضي والشعوب هي التي تنال حقها, هي التي تحافظ, ليس السلطة وليس السياسة, هم عندهم الكثير من الأدوات والشئ العجيب أننا نعرف هذه الأدوات, هم عندهم الغاية تبرر الوسيلة, ولذلك ابتكروا أدوات بلا حدود, أما نحن فعندنا إذا كانت الغاية شريفة فلابد أن تكون الوسيلة شريفة, لكن نحن للأسف الشديد لا نقرأ أو كما قلنا في البداية لا نفهم تاريخنا الذي كتب أصلا بطريقة خاطئة, نحن لماذا لا نستفيد من تجاربهم, لماذا لا نستفيد من وسائلهم, لماذا لا نقلدهم فيما يحقق لنا منفعة ولا يرفضه ديننا, لماذا, هذه إشكالية ضخمة أننا لا نفهم سياسة كما هم يفهمون سياسة, لا نفهم ديننا كما هم يفهمون دينهم وكما يفهمون ديننا

المقدم: دكتور, معليش, في الدقيقة الأخيرة السؤال الأخير, هناك مبشرات في حديث الحجر والشجر الذي ذكرته وحديث الطائفة المنصورة, هذه المبشرات هل من مؤشرات على نهاية هذا الصراع لصالح المسلمين

الضيف: شوف يا أخي الكريم, أنا رجل بطبعي متفائل وأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأصدق النبي صلى الله عليه وسلم وأصدق كل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن لم تكن هناك مبشرات ولا مؤشرات فإن النبي قال إن هذه الأرض لنا, وأن هذه الأرض ستعود لنا, وسنصلي في بيت المقدس, كل ما أراه أمامي هو مبشرات ومؤشرات, هذه قافلة غزة الأخيرة الحرية

المقدم: أسطول الحرية

الضيف: أسطول الحرية تذكرني بالمطعم ابن جبير

المقدم: ابن عدي

الضيف: المطعم بن عدي وأبو البختري هؤلاء الذين فكوا الحصار على النبي في شغب أبو طالب, أليست هذه مبشرات ومؤشرات, أليس النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال ( إن الله ينصر أو يؤيد

المقدم: هل تعتبر الصحوة الإسلامية أحد أو أهم المبشرات

الضيف: ليست الصحوة, أنت أخذت الكلمة, أقول أن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله يؤيد هذا الدين أو ينصر هذا الدين على يد رجل كافر) أليس وجود غير المسلمين ودخولهم الآن في الصراع وكسر الحصار على غزة, أليست هذه مبشرات ومؤشرات, هي مبشرات ومؤشرات

المقدم: نعم, جزاك الله خيرا, ختمنا بهذه المبشرات, ومشاهدينا الكرام بهذا الختام نشكر ضيفنا الداعية الدكتور صفوت حجازي, وإلى اللقاء بحلقة قادمة من برنامجكم فقه القضية.