الحلقة 29 فلسطين وواجبات الأمة

    

ضيف الحلقة: الدكتور علي با دحدح عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أمين أم

المقدم: د. عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 17/06/2010م

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله مشاهدينا الكرام، في ظل تصدر القضية الفلسطينية واجهة الأحداث دائماً وفي ظل عودة الروح الإسلامية في أبناء الأمة فإن فلسطين ستبقى قبلة المجددين ومقياس الانتماء، اليوم يتألم الكثيرون من أبناء الأمة الإسلامية لما يحدث لأهلنا منذ عشرات السنين ولكن يتحير المسلمون بإخراج هذا الألم إلى الواقع بشكل عملي مؤثر يغير من هذه الأوضاع، ويزيد من الحيرة الاختلاف البين والكبير بين الحكام والشعوب وبين العلماء والجماعات الإسلامية في طرح ما ينبغي لمسلمين من أدوار في نصرة هذه القضية المحورية في حياة أمتنا، شرائح الأمة كثيرة ربما تصر عشرين شريحة والأدوار المطلوبة ربما تزيد عن ألف دور بدأ من الحكام وحتى الأطفال، مشاهدينا دعونا نتقدم باتجاه فلسطين أكثر لنرى أين تقع القضية الفلسطينية في أولويات العرب والمسلمين شعوباً وحكاماً؟ ولتشخيص حالة الأمة من خلال الأدوار والشرائح، وكي نكون صريحين أكثر دعونا نحدد أهم المعوقات من خلال هذه الأدوار، رغم وجود ملامح نماذج ناجحة تقوم بواجبها تجاه فلسطين كالنموذج التركي مثلاً، (فلسطين وواجبات الأمة) هو عنوان حلقة اليوم مع الدكتور علي با دحدح عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نرحب بك دكتور

الضيف: حياك الله وبارك الله فيك

المقدم: حياكم الله، دعنا نعرف ما حكم قيام كل فرد في الأمة؟ ما حكم القيام بالواجبات تجاه فلسطين، تجاه المقدسات؟

الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، مقدمة مهمة، لماذا فلسطين، لدينا قضايا أخرى، لدينا العراق لدينا كذا، فلسطين لها خصوصية وهذه الخصوصية تعتمد على عمق الصلة والارتباط بالدين الإسلامي من خلال من رحلة الإسراء والمعراج وما تضمنته من وراثة الأمة الإسلامية للديانات من خلال إمامة النبي صلى الله عليه وسلم

المقدم: صلى الله عليه وسلم

الضيف: بالرسل والأنبياء وكونه جاء إلى مهد الرسالات في بيت المقدس ثم أيضاً النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث عوف بن مالك ربط الأمة في حديث مالك (أعدد ستة بعد موتي بين يدي الساعة موتي ثم فتح بيت المقدس ) الثانية مباشرة فتح بيت المقدس، خصوصية المسجد الأقصى بانتمائه إلى المسجدين المسجد الحرام ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام

المقدم: عليه الصلاة والسلام

الضيف: وبينهما جاء بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، هنا فتح فلسطين بالصلح ووقف عمر بن الخطاب لأرض فلسطين، تحرير بيت المقدس على يد صلاح الدين، هذه المنظومة تجعل لهذه القضية خصوصية إضافية في الواجب نحوها، أما السؤال أولاً كل أرض إسلامية يحتلها العدو ينتهك الحرمات ويعتدي على المقدسات واجب المسلمين أن يدفعوا هذا العدو وأن يقاوموه وأن يخرجوه من هذه الأرض ويحرروها، هذا الواجب على عموم الأمة، وهو فرض كفاية بحق البعض، وفرض عين على الآخرين، لذلك حتى فرض الكفاية كما يقول ابن تيمية وغيره يتقسم على جميع آحاد الأمة، كلاً بحسبه، فعلى الحاكم وجوب معينة أو واجبات معينة، كما على العالم كما يجب على صاحب المال، حتى كل أحد بحسبه، فالوجوب قائم لتطهير أرضها وتحريرها واللوذ عن الحرمات والانتصار للمقدسات والانتصار للمسلمين الذين ظلموا وقهروا واعتدي عليهم وهذا من الواجبات المشروعة دون أدنى خلاف، هذا من واجبات الدفع، جهاد الدفع، وجهاد الدفع لا أحد يتكلم في وجوبه ومشروعيته عند أهل الإسلام وهو بالنسبة لمن يدهمه ويقع على أرضه العدو هو واجب عين حتى لا يستأذن الابن من أبيه، الابن من أمه أو أبيه، هو من الاستنفار العام في فلسطين ثم تتوزع الدوائر كلاً بحسبه

المقدم: إذن الحالة في فلسطين هي حالة جهاد الدفع الذي هو النفير العام

الضيف: النفير العام الذي هو بحسب الطاقة والاستطاعة، لا بد من الأخذ بأسباب دفع هذا العدو لأن من الحكمة المشروعة أن العمل أو الجهاد يراعى فيه تحقيق الأهداف بدحر العدو، النكاية بالعدو وهزيمته نعم هو مطلب ولكن أيضاً، مطلب أن يكون هناك بصيرة وحكمة تؤدي إلى الثمرة بحسب الجهاد والجهد والطاقة

المقدم: لو مضينا بهذا الحكم باتجاه المقدسات والأرض والإنسان في فلسطين هو الحكم نفسه؟

الضيف: نعم، نحن نتكلم عن الأرض، كل شبر من أرض المسلمين قام عليها الإسلام وقامت عليه أرض المسلمين فاسترداده واجب، نصرة الفرد المسلم هي أصلاً واجب، لأن الله سبحانه وتعالى يقول {الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }

فهذه تدل على قضية اللحمة والتلاحم، أيضاً حديث النبي عليه الصلاة والسلام (المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله) وهذا معنى لا يظلمه ولا يعتدي عليه، ولا يسلمه أي لا يسلمه لعدوه ويمكن له منه، ولا يخذله إذا داهمه العدو فينبغي أن ينتصر له، وحديث ابن داود حديث النبي عليه الصلاة والسلام ( ما من امرؤ مسلم يخذل امرؤ مسلم في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب نصرته) والعكس أيضاً

المقدم: هذا من يقوم بواجبه، نتحدث عن الذي يخذل المسلمين نريد أن نعرف بما توعد القرآن الكريم والسنة النبوية هذا الإنسان الذي يخذل المسلمين إذا تكرمتم؟

الضيف:  هذا أول ما أشرت إليه الحديث، (من خذل مسلم في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه خذله الله سبحانه وتعالى في موضع يحب نصرته) ولا شك أيضاً

المقدم: هذا حديث صحيح دكتور؟

الضيف: هذا حديث في سنن ابن داود تكلم العلماء في ضعفه لكن مجموع طرقه ذكر بعض أهل العلم أنه محسن، لكن معناه صحيح لأن الحديث الأول لا يسلمه ولا يخذله هذا في

المقدم: الصحيح

الضيف: صحيح البخاري ومسلم، وأيضاً أصلاً عموم وجوب نصرة المسلمين كما هو معروف في الأدلة التي تدل على وحدة المسلمين وخصوصية هذه القضية الدينية، وخصوصية العدو فيها، العدو فيها هو الذي قال فيه الله عز وجل لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ} {كَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ}، {لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً}  هذه الآيات جاءت في حق اليهود المعتدين بطبيعتهم في هذا الشأن، ثم أيضا طبيعة الصراع

المقدم: دكتور هذا، الاعتداء ربما الخارج ينتهي لكن هو احتلال أيضًا

الضيف: لا أتكلم عن كونه احتلالاً، طبيعة الصراع الذي تقوم به الصهيونية أو الصهاينة أو اليهود، ليس مقتصر على أرض فلسطين، هو صراع شامل، يستهدف الأمة الإسلامية في عقيدتها وفكرها، وبالتالي يسلط عليها ما يسلط عليها من وسائل الإعلام وغير ذلك، هو يستهدفها باقتصادها بالاختراق الاقتصادي من خلال التطبيع، يستهدفها أيضاً بالبنية الاجتماعية بالإفساد الذي يبثه، فهو متجذر، ليست القضية الآن فقط في فلسطين، الكيان الصهيوني يمد أذرعه ليخرب في الأمة الإسلامية في كل دولها، ولذلك نحن ينبغي أن ندرك هذه القضية، شمول هذا العدوان واستهداف الصهيونية للإسلام والمسلمين حتى يحركون الدوائر الغربية والقوى الأمريكية وغيرها، فليست هي قضية محددة

المقدم: هم يقومون بدورهم، عنوان حلقتنا اليوم الواجبات والأدوار، الصهاينة يقومون بدورهم ويشترون القرار في هذه الدول ويحركون شرائح المجتمع الصهيوني وغير الصهيوني

الضيف: لاشك هذا جزء من مما جاء به القرآن لاستحثاثنا أن نقوم بأدوارنا الله سبحانه وتعالى قال {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ} وكلمة ينفقون بصيغة المبالغة الدالة عالاستمرار واللام للتعليل، هم يقومون بذلك ليصدوا عن سبيل الله في كل وجه من الوجوه، إعلاميا وفكرا واقتصاديا وسياسيا، عبر كل الجوانب لكن لاحظ سبنفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون، أين وجه التحدي أن يكون صاحب الباطل ينفق من ماله ويعمل فكره ويستنفذ جهده ويفعل علاقاته، ويشغل طاقاته في آفاق الأرض، ما تجد صهيوني بأي مكان إلا وينطق بنفس اللسان الذي ينطق به المحتل الغاصب لأرض فلسطين، كل هذا يعمله وهو على باطل وهو محتل وهو مخالف كما يقولون للشرائع الدولية والقوانين الأممية وصاحب الحق يكون ساكناً هادئاً لا يحرك ساكناً ولا يبذل مالاً، هذه قضية بالعكس هي من المواطن التي تستفز المسلمين وكل ذي غيرة أن يتحرك ويتحرق بأكثر مما يكون عليه العدو الذي هو أصلاً على الباطل وهو الظالم وهو المعتدي

المقدم: الصهيوني يقف عند حائط المبكه ويقسم شلت يميني إن نسيتك يا أورشليم، بصراحة دكتور أين تقع القضية الفلسطينية في أولوياتنا نحن العرب والمسلمين

الضيف: أيضاً من خلال ما أشرت إليه القسم، لدى هذا العدو وبالذات على مستوى القيادة السياسية وضوح في أهدافه وإعلانها، لا مشكلة عندهم مطلقاً، لذلك منذ البداية كان يقول لا وجود لإسرائيل بدون القدس ولا وجود للقدس بدون حائط المبكه وهيكل سليمان كما يزعمون، إذن هم واضحون فيما يريدون وما يزعمون ويكررون أن القدس عاصمتهم الأبدية ولا مجال لأي أحد فيها، في المقابل وللأسف نجد أن الذين يتصدرون أحيانا وبغير حق لهذه القضية يتحدثون وكأنهم يتحدثون عن قطعة من الأرض بشكل أو بآخر ولذلك ما أشرت إليه من قضية القسم وقضية الارتباط هو تسخير للمنظومة الدينية اليهودية في جهد الصهيونية بشكل عام رغم أن هناك من اليهود من يخالف هذه الحكومات وهذه السلطة الصهيونية التي جاءت بهذا الاحتلال، لكن هناك أيضاً بعداً عقدي آخر أن الإنجيل المسيحية أيضاً تلتقي مع اليهودية وكلاهما محرفة في أن قيام دولة لليهود هو الذي يحقق النبوءات المقدسة عندهم في آخر الزمان ولذلك نرى أنهم يتحالفون تحالفاً عقدياً حتى على المستوى السياسي وهذا بوش الابن كان يتكلم دائما بلغة إذا صح التعبير مسيحية متعصبة أو متطرفة كما يتهموننا نحن أيضاً، هذه الأبعاد كلها، أيكون الناس مرتبطين بعقائدهم ويعلنون انتمائهم لدينهم ثم نحن بعد ذلك في بلادنا الإسلامية، لا أحزاب إسلامية لا جماعات إسلامية، بل قرأت وهذا من لطائف القول قرأت مقالاً يف صحيفة بالأمس، بقول أربع أسباب لمنع إسلامية قضية فلسطين، لا تجعلوها إسلامية لأنه ضرب مثال بقضية الحصار، كسر الحصار وسفن الحرية كأنه يقول إذا جعلناها إسلامية لن نأتي بهؤلاء، أقول سبحان الله من أتى بهؤلاء غير المسلمين والمتعاطفين، أتى بهم مسلمون وروجوا للقضية

المقدم: وحرب غزة أيضاً

الضيف: من هذا الوجه أيضاً، إسلامية القضية لا تلغي البعد الإنساني، ولا تلغي أيضاً القانون الدولي، نحن نقول رغم أننا نوقن، نقول القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة والمادة الثانية في اتفاقية جنيف واتفاقية لاهاي، نكرر هذا ونقوله لأننا نتحدث بلغة يفهمها العالم، العالم لا يفهم لغة الآيات والأحاديث

المقدم: نعم صحيح

الضيف: لكن أن ننزع ذلك، ثم يقول لأجل مسيحي فلسطين، ومن قال أن مسيحي فلسطين لا ينتمون إلى أرضهم ولا إلى عروبتهم ولا إلى ثقافتهم التي كانت هي ثقافة المنطقة، ثقافة عربية إسلامية بشكل عام وهم يقولون ذلك، وأنا استمعت إلى خطاب مؤثر ومعبر للأب وراعي الكنيسة في غزة لو أنك أزلت اسمه لاستمعت إلى خطبة جمعة، قال بالحرف الواحد عن الغربيين المسيحيين يقول إذا جئتم إلى فلسطين فسنحاربكم مع إخواننا المسلمين

المقدم: الله أكبر

الضيف: لأن القضية هنا، في قضايا واضحة، الإسلام لا يلغي غيره، الإسلام استوعب كل الناس فكيف لا نجعل القضية إسلامية وهم يجعلونها صهيونية يهودية، كيف لا نجعلها كذلك وهم يجعلونها إنجيلية مسيحية يمينية كما رأينا في الأدوار السابقة في الإدارة الأمريكية

المقدم: جزاك الله خير، قبل أن نبدأ بالأدوار نريد أن نستبق هذه المرة ونأخذ معوقات القيام بهذه الأدوار إذا تكرمت

الضيف: أنا في تصوري أهم وأبرز المعوقات هو الوعي

المقدم: الوعي

الضيف: اليوم الكثير من أجيال الأمة الجديدة لا تعرف قضية فلسطين غيبت عنها، الإعلام غسل الأدمغة، الإعلام وجه الاهتمام إلى مساحات رياضية وفنية وغيرها

المقدم: صحيح

الضيف: فالذي لا يفهم ولا يعرف القضية كيف نطلب منه أن يقوم بدوره، ولذلك أبرز المعوقات، وأنا أقول أن أبرز المعوقات مقصودة، الدوائر الصهيونية وبعض أجهزتنا العربية هي تريد أن تغيب الشعوب والأجيال القادمة عن قضية فلسطين

المقدم: لكن الواقع الآن أن الشعوب تغيب الحكام

الضيف: يمكن أن أقول نعم، أنت تسأل عن المعوقات، هذا معوق، المعوق الثاني هو المعوق السياسي المتدثر بالقانون وأعني بذلك ما سمي بالاتفاق واتفاقية السلام، هذه القضايا التي أصبحت حاجزاً وجعلت بلادنا ودولنا العربية تقوم بدور الحماية للكيان الصهيوني تمنع كل من يتكلم عليها، أخيراً قرأت في صحيفة وكان هذا من أشد ما يألم أن أحد بلادنا العربية تقدم وزارة الأوقاف فيها دورات للأئمة والخطباء ومن صمن ذلك معاملة دول الجوار، ومن ضمن ما يقولون في الدورة أن هذا الكيان الصهيوني المسمى إسرائيل هو دولة جارة وتربطنا بها الاتفاقيات لا يجوز أن ندعو إلى قتاله أو أن نحرض عليه

المقدم: وهذا جزء من التطبيع على مستوى عالي

الضيف: لا هذا ليس تطبيعاً، هذا تغيير لأصل مفاهيم الإسلام، قضية خطيرة أن نعمل العمل ونحن نعلم أنه خطأ والأدلة تدل على خطئه، هذه قضية خطيرة لكنها سهلة بمقابل أن نغير المفهوم فنمارس العمل وأنا أعتقد صوابه، يعني أن أدافع على هذا الكيان وأنا أعتقد أنني أطبق الإسلام لأن هذا جار وأطبق الاتفاقيات الكبيرة

المقدم: جزاك الله خير

الضيف: من العوائق أيضاً، ما نسميه

المقدم: سريعا قبل أن ننتقل إلى فاصل شيخنا

الضيف: أقصد العائق بعد القانوني هو العائق الذي كبل هذه الحكومات فصارت تشعر أن قضية فلسطين ثقل تريد أن تتخلص منه وبالتالي تريد أن تمنع كل شيء يعيد القضية أو يقويها أو يجعلها موضع الاهتمام، هذا باختصار

المقدم: نعم، جزاك الله خير

مشاهدينا الكرام فاصل ونعود إليكم فانتظرونا

من جديد نرحب بكم مشاهدينا الكرام في برنامج فقه القضية وعنوان حلقتنا فلسطين واجبات الأمة، وضيفنا هو الدكتور علي بادحدح

مشاهدينا شرائح الأمة كثيرة وربما تصل إلى عشرين شريحة والأدوار المطلوبة منها تزيد عن ألف دور ربما، حول هذه التفاصيل هناك كتاب للدكتور راغب السرجاني بعنوان فلسطين واجبات الأمة ومعنا الآن الدكتور راغب، حياك الله دكتور راغب في برنامج فقه القضية

الدكتور السرجاني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المقدم: حياك الله وعليكم السلام

الضيف: وعليكم السلام

المقدم: أستاذنا انتم لكم تجربة في موضوع حلقة اليوم نريد أن نسأل ما هي أهم الشرائح والأدوار التي يتناولها كتابكم الجديد الذي يظهر على الشاشة

الدكتور السرجاني: السلام عليكم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، بداية أرحب بالدكتور علي بادحدح وأشكره على المشاركة في هذه القضية وأسأل الله أن يتقبل منه ومنكم جميعاً

المقدم: آمين

الدكتور السرجاني: حقيقة بداية فكرة تأليف هذا الكتاب أن هناك اختلاف كبير بين العلماء والدعاة في تصنيف الأدوار التي يمكن أن تؤديها الأمة في قضية فلسطين، ولعل منشأ هذا الاختلاف بعد التحليل أنه ربما بعض هؤلاء العلماء يخاطب شريحة معينة

المقدم: دكتور، سنتناول خلاف العلماء والجماعات الإسلامية، نريد فقط بطاقة تعريفية لهذا الكتاب وبالذات للأدوار والشرائح

الدكتور السرجاني: هو هذا مدخل، أنا فهمت أن الأمة لها شرائح مختلفة وكل شريحة مختلفة عن الأخرى ولها أدوار خاصة وتخصها، هنا ممكن أن لغة الخطاب تتغير من شريحة إلى أخرى، ولعل أهم الشرائح التي يتضمنها هذا الكتاب، أولاً شريحة الأمة بشكل عام وهي أدوار عامة تقوم بها الأمة في الشرق والغرب وفي كل مكان، وهناك أدوار خاصة يقوم بها شريحة معينة من الشرائح منها شريحة أهل فلسطين، يعني الخطاب الذي يوجه إلى أهل فلسطين يكون مختلف إلى حد كبير عن الخطاب الذي يوجه إلى باقي المسلمين خارج أرض فلسطين

المقدم: جميل

الدكتور السرجاني: حتى داخل أرض فلسطين نفسها هناك من المسلمين من يعيش في الضفة وغزة وهناك من يعيش في الداخل في الـ48 فهذا له أدواره وهذا له أدوار أخرى تناسب الظرف الذي يعيش فيه، هناك واجبات للحكام لا يستطيع عامة الناس أن يقوموا بها، ومن ثم أصبحت هناك شريحة الحكام وهناك واجبات للدعاة، هناك شريحة الشباب لو أخذنا المرحلة العمرية، الشباب لهم إمكانيات قد لا تتوافر للشيوخ وللأطفال، الأطفال شريحة من الشرائح لهم دور كبير جداً وهم قطاع كبير جدا من الأمة الإسلامية لا يجب أن يهمش، طبعا شريحة النساء هم شريحة مهمة جدا وهم نصف المجتمع ويربون النصف الآخر فلهم أدوار ضخمة، شريحة الإعلاميين ومنها قنوات الفضائية زي قناة القدس وغيرها من القنوات المتحملة لهذه القضية، شريحة الإعلاميين بما فيها الجرا\د والمجلات والصحف والإعلاميين وصور الإعلام، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات المختلفة، شرائح الاقتصاديين وما يملكونه من ثروات ممكن في هذه القضية، شرائح الأطباء والمعلمين والمهنيين وحتى الرياضيين لهم أدوار في هذا الكتاب محددة ومخصصة وتهدف لخدمة القضية، شرائح الهيئات الخيرية الإغاثية الموجودة في العالم الإسلامي والعالم الغربي، وشرائح الجاليات المسلمة، المسلمون الموجودون في الغرب والشرق لهم أدوار قد لا يستطيع أهل الإسلام في بلادنا أن يقوموا بها فيقومون بها، شرائح الأدباء والشعراء وأصحاب الأقلام، حتى تصل في النهاية إلى الشريحة الثامنة عشر في الكتاب شريحة غير المسلمين الذين يمكن أن يسهموا إسهام كبير سواء غير المسلمين الذين يعيشون في العالم الإسلامي أو في الغرب، هناك الكثير من الأحرار أصحاب القضية الغير مسلمين من الممكن أن يساهموا في هذه القضية

المقدم: دكتور ما شاء الله ذكرت ثمانية عشر شريحة، والدكتور علي بادحدح هل لك تعقيب أن تضيف شريحة أخرى        

الضيف: أولا احيي الدكتور راغب

الدكتور السرجاني: بارك الله فيك

الضيف: وهو صاحب إسهام مشكور في قضية فلسطين وله قلم متميز وحصل على جوائز وأبارك له حصوله على جائزة في بحث أصول العالمين عن النبي عليه الصلاة والسلام

الدكتور السرجاني: حضرتك متابع لآخر درجة

الضيف: واطلعت على الكتاب بالمناسبة مطالعة دقيقة في طبعته الجميلة الملونة التي لم تصدر بعد، لكن أنا ما أحب أن أشير إليه أن الكتب قد تكون كبيرة فلا تروج بين الناس، ,أنا لي إسهام بسيط تحت عنوان برامج عملية لخدمة القضية الفلسطينية وقد تتحول لرسالة صغيرة تكون قابلة للتداول

المقدم: وحلقتنا اليوم هي عن الشرائح والبرامج العملية

الضيف: والدكتور جزاه الله خيراً، أعتقد أن عمق ما قد يقدمه أتصور أنه سيكون كتاب يسد ثغرة مهمة ويجيب عن هذا السؤال الكبير

المقدم: نعم، جزاك الله خير، دكتور راغب كنت تتكلم عن الجماعات الإسلامية وهي كثيرة على الساحة، منها جماعات جاهدت ومنها من اختلف عن الأخر ومنها من تخلف عن المسير، هل توزيع الأدوار والواجبات يقلل حدة الواجبات، كان هذا المدخل للكتاب

الدكتور السرجاني: طبعا المشكلة عندنا في الأساس لو خرجنا خارج قضية فلسطين هي مشكلة مزمنة وتحتاج إلى وقفات كبيرة من الدعاة والعلماء وهي مشكلة الاختلاف الفكري والصراع أحيانا الذي قد يصل إلى صراع غير مقبول بالمرة بين التيارات الإسلامية المختلفة ونحسب أن الكثير منها إن شاء الله من المخلصين ويعمل لخدمة القضية، ولكن بطريقة تختلف عن طريقة الآخرين، لو أنا اطلعت على الكتاب ونظرت إلى الأمة على أنها شرائح مختلفة وبالتالي التيار الإسلامي الفلاني يخاطب شريحة معينة والتيار الإسلامي الآخر يخاطب شريحة أخرى علمت هنا أن كل جماعة من الجماعات تسد ثغرة من الثغرات الهائلة والكثيرة التي

المقدم: بمعنى آخر دكتور أن الكتاب يوزع المهام على كل جماعة وكلاً يقوم بواجبه الشرعي

الدكتور السرجاني: نعم، لابد أن نرصد الأمر على أنه تكامل

المقدم: جميل

الدكتور السرجاني: لا تصارع ولا تنافس

المقدم: إذن نظرية التكامل، نعم

الدكتور السرجاني: كل فرد يقوم بدوره حتى بعض الأخوة والأخوات الذين لا ينتمون إلى جماعة معينة أو إلى تيار معين يستطيعون أن يدلوا بدلوهم وأن يسهموا في هذه القضية، أنا أعتبر أن قضية فلسطين من القضايا المجمعة للأمة وليست من القضايا المفرقة

الضيف: نعم، صحيح

المقدم: صحيح

الدكتور السرجاني: إذا تفرقنا عليها فهذه كارثة، عادة يتوحد الناس في أزمة وفي المشاكل وليس هناك أكثر من احتلال قطر عربي عزيزي وخاصة فلسطين لها من المكانة ما هو معروف

المقدم: نعم، دكتور كان ضيفنا في الأستوديو يتكلم عن المعوقات برأيكم دكتور راغب ما هي أهم المعوقات التي تمنع هذه الشرائح قيامها بالدور المطلوب

الدكتور السرجاني: هي المعوقات كثيرة لكن أنا أرى أن أهم معوقين من هذه المعوقات، المعوق الأول هو معوق فهم للقضية، قد لا يفهم الكثير من المسلمين أبعاد قضية فلسطين أو يفهمونها فهما مزورا ومشتتا محرفا، نحتاج إلى إعادة كتابة القضية بأقلام أمينة مخلصة وتوضيح أبعاد القضية بشكل سلس وسهل ليصل إلى عامة الناس ونحتاج أن نصل بالفهم السليم إليهم، لأن أحيانا يكون هناك مؤلفات عظيمة تفهم القضية تفهيما جيدا ولكنها لا تصل إلى الناس فتظل على الأرفاف أو في الأكاديمية فنحتاج أن نوصل إلى الناس وإن شاء الله سنجد الخير الكثير إن فهمنا الناس القضية، هذا المعوق الأول، المعوق الثاني أنا أعتبره معوق إيماني

الضيف: صحيح

الدكتور السرجاني: أنا أعتبر أن هذا أكثر حدة وخطورة من المعوقات العسكرية والسياسية والاقتصادية وما إلى ذلك من الأمور، الكثير من المسلمين للأسف الشديد يعي الدور الموكل إليه لكنه لا يتحرك لضعف إيمانه، وأنا أعتبر قضية فلسطين ترمومتر إيمان الأمة، إذا شاهدت حركة دءوب لنصرة القضية فالحمد لله الأمة إيمانياتها ترتفع وإذا شاهدت بعداً عن القضية وإهمال لها وبها الأقصى والقدس ومسرى الحبيب صلى الله عليه وسلم

المقدم: إذن دكتورنا

الدكتور السرجاني: والقبلة الأولى وكل هذه المحركات ثم لا يتحرك إليها الناس فهذا علامة على البعد عن ديننا وإهمال لكتاب ربنا وسنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم، فأنا لا بد أن أعالج الأمر من أساسه أي أعود إلى تربية المسلم تربية صالحة وهنا سيتحفز إلى كل قضايا المسلمين وأولها قضية فلسطين

المقدم: دكتور، دعنا نأخذ شريحة من الداخل الفلسطيني وهي شريحة النصارى، ماهو الدور المطلوب من نصارى فلسطين تجاه مقدساتهم وفي الدفاع عن أراضيهم وبيوتهم بالطبع

الدكتور السرجاني: خليني أقولك وأوسع الموضوع شوي وأقول أن دور النصارى في أرض فلسطين لا يتوقف على حماية مقدساتهم إنما يتوقف على حماية البلد ككل، وأنا أعتبر أن المواطنة التي تجمع المسلم والنصراني وحتى اليهودي المسالم في هذا البلد أصل من الأصول التي اعتمد عليها المسلمون في إدارة الأمة الإسلامية سنوات وسنوات وقرون متتالية والرسول صلى الله عليه وسلم نفسه حين دخل إلى المدينة المنورة وزع الأدوار على أهلها وكان من الأدوار اليهود المسالمين في ذلك الوقت قبل أن تحدث الخيانة منهم، كانت من أدوارهم الدفاع المشترك عن المدينة المنورة إذا داهمها داهم

المقدم: باعتبارهم مواطنون دكتور؟

الدكتور السرجاني: طبعا اليهود حين دخل الرسول صلى الله عليه وسلم وأدخلهم في المعاهدة كانوا مواطنين مثل يهود بنو قينقاع أو بني النضير أو بني قريضة، من المواطنين، وحتى بعد خيانة بني النضير وبني القينقاع الرسول عليه الصلاة والسلام أوكل حماية الجزء الشرقي من المدينة إلى بني قريضة في غزوة الأحزاب، فكان في دفاع مشترك عن المدينة المنورة، إذن كان في نوع من التعاون والتنسيق وعدم الخيانة والغدر بين الطوائف المشتركة وهذا ما أدعو إليه أخواننا المسلمين والنصارى في أرض فلسطين أن يضعوا يدهم يدا بيد وأن يشتركوا في الدفاع عن أرض فلسطين بما نعرفه من ضوابط المواطنة المفهومة أنا عايز أذكر أخواننا المشاهدين بقول ربنا في كتابه العزيز {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ

صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}

المقدم: دكتور عفوا، دعني أسأل الدكتور علي بادحدح، في ظل اعتداء اليهود على النصارى وعلى مقدساتهم وعلى كنيسة القيامة وعلى طريق الآلام وأمثلة كثيرة أيضاً لماذا لا نرى ذلك التحرك إلا من البعض القليل منهم؟

الضيف: أنا لا أرى ذلك على العكس أنا أرى أن قيادات النصارى في حديثها وفي طرحها وقد لقيتهم في بعض المحافل هم يتحدثون عن الدفاع كما أشار الدكتور راغب عن فلسطين كلها

المقدم: ولكن هناك فضائح بيع في المقابل

الضيف: هذه ليست متعلقة بكون هذا نصرانياً أو مسيحياً هي متعلقة بالأفراد، قد يكون أيضاً من بعض المسلمين من يفرط ومن يكون أيضاً مع العدو، ونحن لا نريد أن نشق الصف الفلسطيني وهو كيان موحد تحت ظل المواطنة كما أشار كمواطنين، أنا أعتقد أن المواطنين كقيادات المطران عطا الله حنا

المقدم: كبوتشي

الضيف: الذي في غزة مسلم، أحاديثهم ومن رأيت من خارج فلسطين من قيادات مسيحية كان كلامهم يخدم القضية الفلسطينية كقضية أرض تحرر ومقدسات تستعاد وشعب يستحق أن يقرر مصيره وأن يدير نفسه بنفسه

المقدم: مرة أخرى ننتقل إليك دكتور راغب السرجاني، نريد أن نسأل بصراحة ماهو دور الضفة ومناطق الـ48 وغزة تجاه بعضهم البعض في ظل الأدوار التي وزعتها في كتابك

الدكتور السرجاني: أدوار الضفة وغزة كثيرة وأدوار الضفة والـ48 كثيرة، لكن خليني أخذ يلي حضرتك أشرت إليه دورهم تجاه بعضهم البعض، أنا حقولك شيء مؤسف أن ما نراه في العالم الإسلامي أن الكثير من المسلمين يتقاعس عن خدمة القضية الفلسطينية وعن الجهاد من أجلها بسبب الخلاف الذي يدور بين المسلمين وبعضهم البعض في فلسطين، يعني إذا حدث نوع من التنازع بين المسلمين الطوائف المختلفة والفصائل المختلفة في الضفة مع أهلنا في غزة أو في الداخل مع أهلنا في الضفة وغزة هذا يسبب نوع من الوهن الشديد عند المسلمين هنا وهناك فأقول عندما يصطلح هؤلاء وهؤلاء نساعد القضية، فأنا أرى أن من ألزم الأدوار لهم في هذه المرحلة أن يظهروا كوحدة واحدة وأن هذه أمتكم أمة واحدة، يظهروا كوحدة واحدة في الكلام في المواقف في التعاملات وينظروا إلى أفضل الحلول التي تجمع كل الأطراف وليس هذا بمستحيل، نحن نقول أن هناك طوائف بعيدة كل البعد عن بعضها البعض وتتآلف وتتوحد لأجل المصلحة معينة، ولعل الجميع يشاهد الاتحاد الأوروبي وهو يتوحد الآن في كيان واحد وهو يضم في طياته الكثير من المتعادين، طول عمر انجلترا تحارب فرنسا وطول عمر فرنسا بتحارب ألمانيا، ومع ذلك توحدوا في كيان واحد يستطيع أن يؤثر في مسيرة العالم، فليس هذا من المقبول أبداً أن نجد نوع من التصارع والتصادم بين أصحاب القضية الواحدة، نحن الآن لغة واحدة وأرض واحدة وطبعا يجمعهم على الأقل روابط دم وأشياء كثيرة جدا، من المستحيل أن نجد نوع من الشقاق بين هذه الطوائف المتقاربة فضلاً عن مظلة الإسلام العظمى التي تظلل أكثرهم وحتى زي ما أضفنا النصارى الذين تحت هذه المظلة هم أيضاً إخواننا في المواطنة في هذا البلد العظيم، أعتقد هذا أعظم الأدوار التي ممكن أن توكل إليهم إظهار التوحد حقيقة ويكون لها مردود على الأعمال كأرض فلسطين وخارج أرض فلسطين وسيكون لها بإذن الله مردود على المسلمين في العالم اجمع بل وعلى غير المسلمين الذين يشاهدون وحدة الصف الفلسطيني في داخل أرض فلسطين

المقدم: الدكتور راغب السرجاني أستاذ الطب في جامعة القاهرة شكراً جزيلاً لك على هذه المداخلة، دكتور علي في دقيقة هل لك من تعقيب؟

الضيف: يكفي أن الدكتور طبيب وأنه مع ذلك له هذا الإسهام

المقدم: شخص الحالة بطريقة جيدة

الضيف: له هذا الإسهام في الحقيقة في خدمة قضية فلسطين نسأل الله عز وجل أن يتقبل منه، في الحقيقة أنا بس أريد أن أعلق في نفس الموضوع الشرائح، وكما قلت أنا تحدثت عنها في برامج عملية سيضيق المقام عن ذكرها لكن هي تدلنا على المفهوم الذي بدأنا الحلقة به، الجهاد مطلوب لكنه ليس محصور في جهاد الشوكة والسلاح، ابن القيم رحمه الله تحدث عن مراحل الجهاد ومن ضمن ذلك بين أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاهد في الحجة والبرهان واللسان كما جاهد بالسلاح والسنان بل ذكر ابن القيم رحمه الله أن الجهاد بالدعوة والحجة والبيان أنه أصعب وأشق من غيره ربما يكون متاح لكل أحد أن يتكلم ببدنه، وأشار أن الله خاطب النبي عليه الصلاة والسلام {وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} بالقرآن بالحجة بالدعوة التي النبي عليه الصلاة والسلام سار بها ثلاثة عشر عاما قبل الهجرة وأثناء الهجرة وفي سنوات الغزوات كانت مسيرة الدعوة قائمة لم تكن مقتصرة على يوم، يوم بدر أو يوم أحد الغزوات كانت أيام في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام لكن بقية الأيام كانت كلها جهاد في سبيل الله والدعوة ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا المشركين بأموالكم وألسنتكم هذا المفهوم يوسع الأدوار، الذي يتكلم بلسانه وهذه أحد الأدوار المهمة، والغربيون يقولون أن أقوى الدعايات اليوم يعني أن أرى دعاية لدواء مثلاً يختلف عن أن أحدثك وأقول لك هذا الدواء ممتاز وأنا جربته وبيني وبينك صله فستكون هذا أبلغ في هذه القضية، أنا عندما أتحدث

المقدم: وكي يكون الكلام أبلغ وأقوى نريد أن نتوقف مع فاصل ثم نعطيك فرصة كاملة

الضيف: إن شاء الله

المقدم: مشاهدينا الكرام فاصل ونعود إليكم

من جديد نرحب بكم مشاهدينا الكرام في حلقة فقه القضية والتي بعنوان فلسطين واجبات الأمة وضيفنا اليوم الدكتور علي بادحدح عضو التحاد العالمي لعلماء المسلمين

لا نريد أن نقطع حماستك قبل الفاصل ونريد أن ندخل وأنت لك دراسات على دور شريحة مهمة وهي الجمعيات والهيئات الخيرية؟

الضيف: طبعا الأدوار كثيرة ولا نريد أن نمشي باتجاه فقط التبرعات، أنا أقول الإسهام في إبراز المعاناة وجوانب الاحتياج، تقديم معلومات دقيقة عن مجالات الحاجة وتفصيلها لأن الناس اليوم يريدون مستوى راقي من المعرفة للتوعية، بث الوعي والحماسة الإسهام بالتوأمة مع الجمعيات الخيرية داخل فلسطين وكنت حزيناً وفرحاً بنفس الوقت لما رأيت توأمة البلديات في اليونان مع البلديات في غزة

المقدم: صحيح

الضيف: في اليونان

المقدم: تقصد وليس في الدول العربية؟

الضيف: وليس في الدول العربية نعم، الدعوة للتكامل والتعاون بين الجمعيات أنفسها، بمعنى قد تعنى جمعية بقطاع التعليم فتتخصص فيه وتسهم فيه، وتعنى أخرى بقطاع صحي حتى لا يحصل تضارب، يكون في نوع من التنسيق والمهم ابتكار الوسائل والمناسبات ويعود ريعها لدعم القضية الفلسطينية وعلى المدى الطويل وليست على المدى القصير، أيضا قضية كسب ثقة المستثمرين من خلال التقارير الجيدة والتحول من الجانب الإغاثي، يعني الإغاثة عند الكارثة، إلى جانب الدعم المتواصل الذي له ريع ثابت

المقدم: حتى الشيخ القرضاوي يرفض كلمة مساعدات اتجاه فلسطين

الضيف: هي واجب

المقدم: هي واجب

الضيف: وبالمناسبة لا أقول واجب شرعي فقط نحن ندفع عن أنفسنا، اليوم العدو الصهيوني إذا اطمأن في فلسطين ولم يجد مقاومة كل بلادنا ودولنا واقتصادنا وفكرنا يخترق كما اخترق خلال الفترات الماضية

المقدم: دكتور دعنا ننتقل إلى أقل لبنة في المجتمع وهو الفرد ثم الأسرة والشباب

الضيف: لكي أتحدث عن هذا أريد أن أشير إلى ثلاث عناصر مهمة

المقدم: سريعاً إن شاء الله

الضيف: عندنا العلم والمعرفة والوعي، نريد أن نعرف الناس، أن يعرف الناس القضية، العاطفة والحماسة والتي تعطينا موضوع الغيرة لهذه القضية، أما الثالثة الإرادة الجازمة وهي التي تؤدي إلى الحركة، هناك من يغيب عنه الوعي وبالتالي لا يتحمس وهناك من عنده الحماسة لكنه ضعيف العزيمة، نحن نريد الأدوار الثلاثة، الأفراد أولاً استحضار النية الصادقة في الجهاد من كل أنواعه في فلسطين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من لم يغزو ويحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من الجاهلية)، الدعاء وتحري أوقات الإجابة باستمرار، وليس الدعاء عندما تحصل كارثة، ونحن لا ينبغي أن نقلل من أهمية الدعاء والرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو في كل المواطن

المقدم: كثير ما تتحدثون أنتم الدعاة عن دور الدعاء، عملياً

الضيف: الدعاء سهام الليل نافذة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (أبغوني بضعفائكم إنما تنصرونا بضعفائكم) والمعروف أن المسلمين في معاركهم وجهادهم كانوا يستعينون بالدعاء وكان صلاح الدين ونور الدين يحرص على أن يكون معه في الجيش بعض الصالحين والعلماء لكي يكون دورهم بالدعاء، كتائب الجيوش كانت كتيبة تقرأ سورة الأنفال كتيبة تقرأ سورة التوبة، المعنى الإيماني له دور خاص، أيضاً الإسهام في نشر أخبار فلسطين نشر مآثر شهداء فلسطين، الوعي والمعرفة وتصحيح الأخطاء، هذا كله دور فردي، توزيع مواد مطبوعة إذا كنت أنت لا تستطيع، توزيع الرسائل الهاتفية، بدل ما نرسل رسائل النكت وكذا أرسل قضيتك سطرين تذكروا فلسطين أدعوا لفلسطين، المسجد الأقصى وكذا سيكون لهذا أثر

المقدم: جميل

الضيف: ووضع إسهام مالي وشخصي لكل أحد هو القضية الأساسية هي المقاطعة

المقدم: والأسرة دكتور؟

الضيف: المقاطعة الفردية مهمة جدا، أن يقتنع الفرد بالمقاطعة أمر له دور كبير، الأسرة طبعاً أدوارها أكبر من أهمها تعريف الأبناء بالقضية، ومن أهمها في نظري الأم ودورها، عندما نعد الأم بمعرفة القضية هي تغرس، اليوم لما نرى في فلسطين هؤلاء الشباب الذين يقاومون هذا الكيان الصهيوني من أين جاؤوا، يعني أم فرحات وغيرها من الأمهات الأبطال، ولذلك نريد دور الأم، تشجيع الأبناء لعمل لوحات إعلانية وجدارية حول فلسطين داخل البيت، أن يكون هناك لوحة، وأنا عندي في بيتي لوحة، يضع فيها خريطة فلسطين وكيف توزيعها يضع فيها صورة المسجد الأقصى، أقصانا لا هيكلهم وبعض المطبوعات

المقدم: دكتور من أجل الوقت الآن، صار الوقت يضيق علينا، دعنا نتقدم باتجاه فلسطين ما هو دور الدول المحيطة بفلسطين، يعني لو كانت فلسطين هذه موجودة في حدود أوروبية في الدول الإسكندنافية لتغير وضعها منذ فترة طويلة صراحة؟

الضيف: لا أريد أن أقول ذلك لأن، أيضا هناك محدودية في هذا التفاعل، أنا أقول لو أن الدول المحيطة بفلسطين قامت بدورها لما كان هناك شيء نتحدث عنه اليوم اسمه قضية فلسطين

المقدم: أكيد

الضيف: ويكفيني هذا لأن الدول أدوارها أن تقم ببذل الجهد العملي المباشر في تحرير فلسطين عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً وأن تسخر كل طاقاتها لهذا الأمر، وليست الدول المحيطة بل كل دولنا العربية والإسلامية مفروض أن تكون مطالبة بذلك 

المقدم: دكتور أيضا نتقدم أكثر داخل فلسطين ما هو دور السلطة الفلسطينية باتجاه تحرير الأرض والمقدسات

الضيف: والله هذا السؤال اسمح لي بالنسبة لي لا محل له من الإعراب، لأننا نتحدث عن واقع، الواقع الفكري الذي تطرحه السلطة الحالية، أو حتى مفهومها الذي جاءت به اتفاقيات أوسلو هو مفهوم يتعارض مع ثوابت القضية الفلسطينية

المقدم: يتعارض؟

الضيف: نعم، يعطي للصهيوني حق ليس له فيها حق ويعطي ثغرات كبيرة يجعل قضايا جوهرية تسيب مثل حق العودة والقدس الموحدة لست ادري كيف نرضى أن نتكلم عن قدس غربية وشرقية وكذا كأنها قطع يمكن أن تكون موضع، لذلك الاتفاقيات المناطق ألف المناطق باء المناطق جيم هذه كلها نوع من هز الأصول التي تقوم عليها قضية فلسطين باعتبارها قضية حق شرعي وديني وإسلامي، وباعتبارها قضية حق دولي وأممي وقانوني، فلذلك إذا أردنا أن نقول دور السلطة الفلسطينية أن تتخلى عن هذه المنظومة وتفيء إلى شعبها وثوابت قضيتها، وتعود حتى إلى منظمة التحرير وانطلاقتها والوثائق التي تغيرت، أنا أعتقد ليست القضية هي خلاف جزئي أو أدوار محدودة

المقدم: يعني لا يصلح دولة ثنائية ذات دفع رباعي في هذا؟

الضيف: لا أدري ما الدفع الرباعي

المقدم: الرباعية

الضيف: أنا أقول إذا كان ذلك سيكون حقيقيا لتحقق ولو جزء منه

المقدم: صحيح، يغرقونا في الهوامش، دكتور دعنا ننتقل إلى أهل القدس وربما يسمعوننا، ماهو دورهم أهل القدس تجاه التثبيت في أرضهم والتشبث في منازلهم، ما دورهم تجاه الأقصى

الضيف: أنا أعتقد أن هذا الكلام كبير

المقدم: نقصد التهويد طبعا

الضيف: لكني أقول إن وجود المقدسي في بيته وفي أرضه هو جهاد وأن الذي يثبته في هذا الموقع هو مجاهد وينصر قضية فلسطين، لأن خطة اليهود قائمة على تهويد القدس ثقافيا وواقعيا، ثم تهويدها ديمغرافيا بالتهجير، والجدار العازل قد اخرج نحو مائة ألف من أهل القدس، الآن مصادرة الأراضي، كل هذا يريد أن يغير الواقع حتى إذا جاءت ما يسمى المفاوضات وجاء الاستفتاء يكون لصالحهم، لذلك أنا أقول بقاءهم في أرضهم وحتى إنجابهم للأبناء والذرية هو جهاد في هذا الإطار فضلاً عن كونهم يحمون المسجد الأقصى وهذا الدور الكبير يشهد لهم به، قد بذلوا دماءهم ويعملون المناوبات ويعملون الجهود الكبيرة لكن يحتاجون إلى الدعم المعنوي قبل المادي في هذا الإطار وللأسف ليس هناك دعم، يأتي الدعم عندما تحصل قضية وتحصل انهيارات

المقدم: دكتور في حورنا الأخير هناك شرائح ذكرها الدكتور راغب حوالي الثمانية عشر شريحة و1135 دور ماشاء الله في الكتاب، نريد الآن نطرح عليك

الضيف: العدد 1135 دور جاء في آخر الحلقة يعني

المقدم: نريد الآن أن نذكر نماذج ونقيمها، مثلا، وأنت متخصص ولك إسهامات في المقاطعة والتطبيع دور رائد ما شاء الله، حصار غزة والجدار الفولاذي كيف تقيم شرائح الأمة وتفاعلها

الضيف: ذكرت أنت نقطتين أحب أن، ذكرت أنت التطبيع مثلا، من الممتاز بالنسبة لنا أن التطبيع قام على الورق ووقع في الاتفاقيات لكنه بنسبة عالية جدا وحتى إذا أردنا أن نجعلها نسبة انتخابات عربية 99% لم يحصل في الواقع، وهذا جيد، المقاطعة في الحقيقة أخذت حظاً جيداً لكنها دون المستوى المطلوب ولعل لنا في هذه الحلقة أن نقول أن المقاطعة دور تربوي إيماني تعبوي وهو أيضا دور اقتصادي يهز الكيان الصهيوني، أما الحصار فنحن نقول سبحان الله بعد قدر الله عز وجل وتوفيقه وتسديده تظهر لنا آثار العناية الإلهية، كيف يحاصر هذا القطاع الصغير أربع سنوات ويبقى بقوته، كنت أعجب من شيء وأريد أن أقوله سريعاً، عندما كان أسطول الحرية يتهيأ كانت التقارير الإخبارية تأتي بأن غزة تستعد وعندهم اللوحات وعملوا القوارب وفرق الإنقاذ

المقدم: المرفأ

الضيف: وفرق الإطفاء كأننا أمام دولة عظمى وتستعد، لاشك أن هذه إرادة الله عز وجل وقدره ثم الصلابة والقوى واختراق الحصار، الحصار يخترق، اخترق فيما بذل في أنفاق اخترق الحرية والأحرار الذين جاؤوا من العالم عبر شريان الحياة

المقدم: ولكن أين العرب بين هؤلاء؟

الضيف: الآن أقول ولا نريد أن نبالغ، الذين حركوا أسطول الحرية ابتدءا هم بعض المسلمين وبعض العرب الموجودين في الدول الغربية في لجنة كسر الحصار

المقدم: لكن الأسطول القادم ربما وكما أعلن أن معظم المشتركين فيه من المتضامنين الأوروبيين

الضيف: وهناك أيضا الكثير من الدول على سبيل المثال الكويت عندما دعوا هؤلاء وعمل لهم حفل سجل في الحفل أكثر من 500 شخص يريدوا أن يكونوا في الأسطول القادم، وهناك جهات كثيرة تعد اليوم تعد الأساطيل وربما أصبح من كثر هذا

المقدم: ربما يقول البعض أن العرب ركبوا الموجة أم هذا الخير في أمتي؟

الضيف: أنا لا أريد أن نفصل عرب وغير عرب في الحقيقة عندما يتقدم الأتراك نشكرهم، ولكن هم يقومون بواجبهم، وغيرهم، ربما غداً نجد، لو أن اندونيسيا في المناسبة قريبة لرأيت أن اندونيسيا ستبلي بلاء أكثر من تركيا بمائة مرة، 240 مليون في اندونيسيا ويتشوقون إلى فلسطين ربما أكثر منا في بعض الأحيان

المقدم: دكتور دعنا نقيم شريحة أخرى والدكتور راغب ذكر البعد المالي، كنا قبل سنوات ونحن مليار ونصف مليار مسلم كانت الصدقات والزكوات وبرامج التلفزيون والتبرعات هذا كنا نحلم به، الآن نستيقظ على واقع محاصرة القوافل ومعوقات التكافل وغيره، كيف نقيم هذه التجربة هل تتفاءل أنها ستعود من جديد؟

الضيف: العوائق للأسف الموجودة صارمة وتأخذ بعد حكومي قاسي في هذا الجانب كما نرى في حصار غزة على المعبر أو غير ذلك ولكن الأمة فيها خير، ولكن أريد أن أقول أن الكيان الصهيوني وداعميه من الأفراد والشركات يعطون نموذج في الحقيقة لا ينبغي للمسلمين أن يكونوا، شخص واحد يتبرعم ب 250 مليون دولار ليبني مركز التسامح على جزء من مقبرة مأمنة الله عز وجل وأمثلة كثيرة لبعض الشركات الداعمة التي تبذل مئات الملايين ونحن لا نبذل أقول مثل ذلك، وخاصة الحكومات وخاصة أصحاب التجارة الذي يملك ما يملك أن يتقدم بقوة، يعني حتى الزكوات الزكاة كلها ثم ما يفيض عليها من الصدقات والأوقاف والهبات كل ما يبذل في هذا الشأن هو لخدمة هذا الدين ونصرة هذه الأمة ويعود علينا نحن قبل أن يعود على فلسطين بالنفع والفائدة، فتقيمي أن هناك قصور ليس بالهين في هذا الجانب ويحتاج إلى تكميل ويحتاج إلى أن تكسر الحواجز وترفع القيود عن هذا

المقدم: دكتور ربما اشعر بالإثم إذا لم أذكر عائلات الأسرى وعائلات الشهداء، ماهو واجب الأمة تجاههم؟

الضيف: هؤلاء حقيقة نستطيع أن نقول أنهم قدموا نموذجاً وقدموا واجباً يوم قدموا أبناءهم وأنا اعرف ونخن نعرف جميعاً أن في فلسطين بعض الأسر قدمت اثنان وثلاثة من الشهداء وهذا يعود عليهم بالكثير من الصعوبة في الحياة والرسول صلى الله عليه وسلم قال (من خلف غازياً في أهله فقد غزا) فكفالة هؤلاء وتثبيتهم أيضاً واجب شرعي من كل المقاييس ومن كل الجوانب وهو أيضاً أحد عوامل التثبيت في هذه القضية، رغم أننا نرى من أمثلتهم ما يخجلنا نحن في خارج فلسطين، أنهم أحياناً يستعلون حتى عن ما يسمى هذه المساعدات والكفالات ونحن ندعو إلى التوأمة بين الأسر والتوأمة بين القطاعات المختلفة التعليمية والأكاديمية وغيرها

المقدم: وأنت رجل شريعة دكتور ما حكم كفالة عائلات الأسرى والشهداء؟

الضيف: أنا أرى أنها واجب على عموم الأمة وواجب على القادرين لأن هؤلاء تثبيتهم في أرض الرباط والجهاد أمر مطلوب شرعاً حتى يكون على الأقل إذا لم نستطع أن نصل إلى هذا العدو

المقدم: السؤال الأخير في دقيقة واحدة دكتور، لا نريد أن نخرج بتشاؤم ولكن إذا تكرمتم هل من تجربة ناجحة قامت بها شرائح الأمة وخصوصاً في الشريحة الأخيرة عندما رأينا الدور التركي مثلاً؟

الضيف: نعم، التجارب كثيرة والآن تتنامى الحمد لله، أسطول الحرية نموذج تفاعل عربي إسلامي غربي إنساني والآن الحركة القانونية التي كانت بعد حرب غزة ولازالت مستمرة وستفعل أيضاً مع أسطول الحرية هي أيضا نموذج ناجح، التأثير الإعلامي وهو الأكثر أهمية في نظري بدأ تغير الرأي العام العالمي في اتجاه الكيان الصهيوني يتغير على المستوى الشعبي على مستوى بعض وسائل الإعلام على مستوى بعض المواقف السياسية صحيح لم تصل إلى الأعلى لكن كل هذا التغير ينبأ بإرهاصات مستقبلية بأمل كبير، وأهم في الحقيقة، أو في نظري من الأمور المهمة في النجاح هو التفاعل الشبابي الذي بدأ يستخدم اليوم الوسائط الإلكترونية والحملات الموجودة عبر الإنترنت والتفاعل عبر الفيسبوك وغيره أصبح نموذج في الحقيقة متميز، الآن هناك حملة اسمها شكرا تركيا، شكرا أردوغان، وحمله اسمها شكرا أحرار العالم، وحملة ثالثة حملة مليونية لكسر الحصار كلها مفعلة

المقدم: ونحن لدينا حملة، نشكرك شكراً جزيلاً دكتورنا، دكتور علي بادحدح لملمنا الأوراق وانتهت الحلقة، وقد أتينا على معظم المحاور التي أردنا، مشاهدينا الكرام شكراً جزيلا لكم وإلى اللقاء في الأسبوع القادم في حلقة جديدة، نستودعكم الله والسلام عليكم.