ضيف الحلقة: الدكتور منذر زيتون عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج.
المقدم: عمر الجيوسي.
تاريخ الحلقة: 6/5/2010.
يوتيوب
المقدم: سلام من الله عليكم مشاهدينا في فلسطين وأينما كنتم.. مشاهدينا الكرام: معظم المسائل المتعلقة بالسياسة الشرعية ترتبط بمعرفة دار الإسلام ودار الحرب، ولكن هل ما زال هذا التقسيم صالحاً رغم دخول بلاد العالم الإسلامي ضمن هيئة الأمم المتحدة؟ وهل تعتبر فلسطين المحتلة دار حرب حيث إنها محتلة، أم دار إسلام حيث كانت أغلبية سكانها مسلمين؟ وهل قال أحد بخروج أهلها منها طالما أن أهلها لا يستطيعون إقامة شعائرهم الدينية؟ ولكن، هل هناك أعظم من شعيرة الجهاد يقوم بها الفلسطينيون للدفاع عن بلدهم ومقدساتهم؟ وهل هناك هدية أغلى من هذه الفتوى للكيان الإسرائيلي؟ هل أنقذت فتوى ابن تيمية أهل ماردين في تركيا وعصمت دماءهم من المغول حين اعتبر هذه المنطقة لا دار حرب ولا دار إسلام؟ ألم تتفق كلمة العلماء على أن الأصل في العلاقة بالكفار المحاربين هي الحرب وليس السلم, رغم أن بيريز عرّاب السلام ومرتكب المجازر يقول: “لن نطمئن على مستقبلنا حتى يغمد الإسلام سيفه للأبد”, ورغم المشاركة الممنهجة المدروسة التي يقوم بها المجتمع الإسرائيلي ودعمه لحملات الإبادة الرهيبة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي إلا أن الإعلام يصفهم بالمدنيين, فهل هم مدنيون؟ وهل الشعب الفلسطيني رعايا أم أسرى أم مرابطون في فلسطين؟ لمناقشة هذا الموضوع يصحبنا الدكتور منذر زيتون عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج, حياك الله دكتور.
الضيف: حياكم الله.
المقدم: ونرحب بك في هذا البرنامج.
الضيف: مرحباً.
المقدم: الله يحييك, دكتور في سؤالنا عن دار الحرب ودار الإسلام يبدو أنه لم يرد نص يجزم بتقسيم البلاد إلى دار حرب ودار إسلام.. في البداية, نريد أن نعرف ما معنى دار حرب ودار إسلام؟
الضيف: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله والحمد لله وأطيب السلام وأتم التسليم على سيدنا محمد بن عبد الله.
المقدم: اللهم صل على سيدنا محمد.
الضيف: حياك الله دكتور عمر وحيا الله المشاهدين الأعزاء جميعا, ذهب الفقهاء في القديم بعد أن قامت دولة الإسلام وأعزها الله تعالى وطبقت الحكم الإسلامي على رعاياها وعلى نفسها وحتى على المسلمين خارجها وأصبحت موئلا لكل المستضعفين من المسلمين, وأصبحت هذه الدار تفرز بين من يحارب ومن يسالم..
المقدم: من يحارب ويسالم خارجها يعني..
الضيف: نعم, الذي يسالم هو المسلم ويكون فيها, والذي يحارب يكون خارجها، فكان هذا الواقع حاثا لهؤلاء الفقهاء على أن ينظروا للعالم بهذه اللغة.. أن العالم بداخل هذه الدولة أرض سلام وأن العالم خارجها أرض حرب أو أرض كفر..
المقدم: هذا هو السؤال دكتور, ببساطة للمشاهد ما معنى دار حرب؟
الضيف: نعم, الفقهاء في ذاك الوقت قالوا بأن الأرض التي يحكمها الإسلام ويظهر فيها سلطان المسلمين هي أرض إسلام أو دار إسلام, وأن ما سواها دار حرب، ومعنى دار حرب هو دار كفر، لكنهم لما قسموا العالم هذين القسمين ربطوا بين أن يكون هؤلاء كفار وبين أن يكون هؤلاء محاربين، وكأنهم قالوا إن كل من رفض الإسلام ورفض شرع الله فهو كافر وبالتالي يكون محاربا لأنه يتحدى إرادة الله تعالى ومشيئته في الإسلام، ومن هنا جاء هذا التقسيم: أن كل أرض فيها حكم الإسلام وسلطانه فهي أرض إسلامية أو دار إسلام، وأن ما عداها ممن رفض هذا الإسلام أرض كفر، وبالتالي وبالضرورة عند هؤلاء الفقهاء, فإن هؤلاء محاربين لأنهم يحابون الإسلام وشريعة الله.
المقدم: دكتور، هذا في منحى الجهاد ومقاتلة المسلمين، لكن بالنسبة للتقسيم ممكن أن نسألك, هل هو تقسيم باعتبار السلطة التي تحكمه أم بانتماءات السكان؟
الضيف: الحقيقة هذا فيه مذاهب, وهذه المذاهب بحثت إبتداءا في موضوع متى تكون دار حرب ودار سلم، ولم يكن هناك إشكال كبير لأن دار السلم هي دار إسلام, هذا الذي تفضلت به نشأ بعد أن ناقش هؤلاء الفقهاء هل تتحول الدار من حال إلى حال, هل تتحول من دار حرب إلى دار سلم أو من دار سلم إلى دار حرب, فناقشوا هذه الأمور، وكانت هناك مذاهب متعددة، لكن دعنا نقول إنني ارى أن دار الإسلام تبقى دار إسلام ولا تتحول إلى دار حرب حتى وإن أصبح أهلها كفار مادام أنها كانت يوما للمسلمين وللإسلام فهي تبقى كذلك, حتى وإن تحول أهلها أو تبدل الحال فيها..
المقدم: وربما خير دليل على ذلك في العصر الراهن الدول التي كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي، يلي هي طاجاكستان وقرغيزستان، وهذه الدول وقد زال الاتحاد السوفيتي بقيت هي من بلاد المسلمين؟
الضيف: في الحقيقة دكتور هذا التقسيم فيه نوع من الحرص والحماية لكن على أرض الواقع: البلاد التي كانت أرض إسلام وفيها يحكم الإسلام وفيها يحكم المسلمون ثم تخلى أهلها عنها, عفواً، تخلوا عن الإسلام وتخلوا عن الحكم الإسلامي.. فبعض الفقهاء يقولون بأنها تبقى إسلامية، لكن في واقع الحال هي ليست كذلك لأن الحكم فيها ليس إسلامياً وأهلها قد يكونوا غير مسلمين, خلينا نعطي مثالاً حقيقياً هو إسبانيا، في فترة من الفترات لم يكن فيها مسلمون, بعد أن كانت دولة إسلامية وكنا نتمجد بالأندلس، بعد ذلك ونتيجة لكثير من المؤامرات والحروب لم يعد فيها مسلمون, حتى كانت قلة قليلة..
المقدم: وبسبب ضعفنا وتقصيرنا أيضاً؟
الضيف: تمام, فأنت هنا.. على هذا المذهب إذا قلت أنت بأنها أرض إسلامية, على أي شيء استندت, قالوا على أصلها, لكن هناك مذاهب أخرى تقول لا, إلا أن يكون الحكم فيها إسلامياً, وإذا لم يصبح أو لم يثبت فيها الحكم إسلامياً فهي الآن ليست دار إسلام وإنما هي تتحول إلى دار حرب, إذاً هناك أكثر..
المقدم: أكثر من اعتبار، نعم..
الضيف: هناك أكثر من نظرة..
المقدم: من هذه الاعتبارات دكتور، هل يشترط طالما أنت تكلمت عن الفقهاء الأقدمين, هل يشترط أن تكون هناك خلافة إسلامية أو دولة واحدة، وتكون هذه الأماكن أو الأصقاع عبارة عن ولايات، وهل يشترط لدار الحكم..
الضيف: لا, حضرتك تكلمت في البداية أن هذا موضوع تقسيم اجتهادي, مع أن بعض العلماء مازالوا يصرون عليه، وحتى هذا الكلام من قريب, قبل حوالي أكثر من ثلاثين يوم.. شهر وشوية، كان هناك مؤتمر في مردين التركية..
المقدم: سنأتي إلى هذا في سياق الحديث, لكن أريد أن تخصص..
الضيف: نعم, في هذا المؤتمر..
المقدم: إذا تكرمت..
الضيف: عفوا, في هذا المؤتمر مازالوا يريدون التقسيم نفسه، ويقولون إنه ليس اجتهاديا وأنه ثابت وأنه يجب أن يكون شريعة.
المقدم: هذه طائفة وسنأتي إليه, لكن أريد أن نركز على بلاد الشام على مكة والمدينة على فلسطين, ضمن هذا التقسيم..
الضيف: لابأس، لكن دعنا نقول في البداية.. دعنا نقول بأن هذا التقسيم اجتهادي لكن لم يأت من الفراغ ولا من الخيال بل له مستند من القرآن والسنة.. أكثر من آية..
المقدم: من هذه المستندات..
الضيف: مثلا الله تعالى في القرآن يقول على لسان الملائكة {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا}، إذاً لاحظ هنا الأرض, هناك أماكن يكون المسلم فيها مستضعفاً وهناك أماكن لا يكون فيها مستضعفاً, مثلا قول النبي صلى الله عليه وسلم لجنده عندما كانوا يغزون (فادعوهم إلى الإسلام فإن أجابوكم فكفوا عنهم, ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين).
المقدم: وهذا هو الشاهد..
الضيف: نعم هذا هو الشاهد, هذا هو المستند, القضية أن هذا الاجتهاد لم يكن يأتي من فراغ, ولكن بنفس الوقت هو اجتهاد، وكما تفضلت في البداية لم يكن هناك جزم في التقسيم، يعني الله سبحانه وتعالى لم يحكم بيننا أن نقسم الأرض على هذه التقسيمات..
المقدم: نعم، ولكن نريد عن فلسطين الآن, طالما موضوعنا هو قضية فلسطين, هل فلسطين هي دار حرب ضمن هذا التقسيم أم هي دار سلام في هذا الواقع الذي نعيشه الآن؟
الضيف: في الحقيقة أنا أعتقد أن لفلسطين خصوصية, إذا كنت أنا أوافق أن الدار تنتقل أو تتحول من دار حرب إلى دار سلام أو العكس, الأمر في فلسطين يختلف, الأمر في فلسطين أنها دار إسلام.
المقدم: ربما هذا الكلام جديد؟
الضيف: دار إسلام حتى وإن حكمها يهود, أو احتلها اليهود وعاثوا فيها فسادا، ونقلوا أشلاءهم وشذاذ الآفاق من العالم كله إلى هذه الدار لم تتغير, لماذا, لأن لها خصوصية, لأن الله تعالى أرادها كذالك, أولا لأن فلسطين فيها الأقصى، والأقصى هو المسجد الثاني الذي يبنى على الأرض كما جاء في الحديث الشريف الذي فيه سأل أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم: أي مسجد وضع في الأرض أولا يا رسول الله؟
المقدم: صلى الله عليه وسلم.
الضيف: قال (المسجد الحرام, قال ثم أي قال المسجد الأقصى..
المقدم: قال كم بينهما؟ قال أربعون عاماً.
الضيف: فالله سبحانه وتعالى يجعل لبعض المساحات أو لبعض المواقع في الأرض ميزة وخصوصية عن غيرها, الآن الأقصى موقع إسلامي ولن يتحول إلى غير إسلامي لماذا, ليس لقضية الأمن فيه أو غير الأمن أو الحكم فيه لمن، أو الأغلبية فيه ممن, لا، هو لأن الله تعالى اختاره كذلك, لذلك النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا فقال (أأتوه فصلوا فيه) وجعل الصلاة فيه خير أو بأجر أكبر أو مضاعف من..
المقدم: وإليه تشد الرحال خصوصا, هل هذا يكفي؟
الضيف: نعم، الأقصى وما حوله, أنظر إلى ما حوله {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}.
المقدم: ما قال فيها، قال حولها.
الضيف: نعم أحسنت, ولذلك البركة الآن والخصوصية ليست للأقصى فقط, الأقصى هو بؤرة الخصوصية, لكن بلاد الشام وما حولها هي هذه الأرض، كلها أرض إسلامية، ولذلك أخي عمر, أرض الشام أيضا لها خصوصية تبعا للأقصى, ولذلك الشام, يا طوبى للشام هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا طوبى للشام), قالوا لما ذلك يا رسول الله؟ لماذا تمدح الشام؟ قال (إن ملائكة الله باسطوا أجنحتهم عليها), إذا هذه المناطق لها خصوصية, لن تتحول حتى وإن تحول حالها أو تحول أهلها أو احتلت, الله تعالى اختارها مسرى لنبيه صلى الله عليه وسلم ومعراجه، وهي أرض الحشر والنشر، وهي أرض البركة والقداسة, كل هذا يجعلها أنها ستكون باقية على بركتها وعلى إسلاميتها مهما إختلف الحال فيها.
المقدم: دكتور نريد أن نوضح كيف, ولو تاريخيا، لأن مكانتها تناولناه في حلقة سابقة, تاريخيا كيف أصبحت فلسطين جزء من دار الإسلام, هل مجرد تسلم عمر رضي الله عنه من يد النصارى القدس وفلسطين.. هل هذا يعطي للمسلمين الحق في اعتبارها دار للإسلام؟
الضيف: أولا، عندما نتحدث عن المسلمين لا نتحدث عن قومية ولا نتحدث عن عنصرية, نتحدث عن إيمان.. عن دين الله تعالى, أليس الله تعالى يقول في القرآن الكريم {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}, أليس هكذا, إذاً كل مؤمن كل مسلم هذه الأرض له, ليست للفلسطينيين وليست للعرب وحدهم إنما هي للمؤمنين, وعندما كان بنوا إسرائيل مؤمنين فالله تعالى أمرهم أن يذهبوا مع موسى عليه السلام إليها, هي أرض موحدين، عندما نتحدث عن أرض إسلامية فهي ليست أرض عنصرية لفئة أو لقومية، إنما هي للموحدين.. للمؤمنين، وبالتالي هي لم تكن أرض إسلامية عندما فتحها عمر رضي الله عنه, أنا في اعتقادي قبل ذلك، عندما اختارها الله تعالى، ولذلك هي عندما نقول ثالث المسجدين الشريفين, وثاني مسجد بني على الأرض, آنذاك اختار الله لها هذه الخصوصية.
المقدم: ربما الدليل الآخر على ذلك دكتور أنه لم يجتمع الأنبياء كما اجتمعوا إلا في فلسطين؟
الضيف: نعم, ولذلك أخي عمر أنا أعتقد أن هذه الأرض إسلامية قبل عمر لأن الإسلام ليس مربوطاً بفئة.
المقدم: دكتور أنت ترفض أن نثبت أن فلسطين هي جزء من دار الإسلام من المنحنى التاريخي, هل لذلك من مخاطر يعني..
الضيف: المنحنى التاريخي مهم, لا سيما عندما تخاطب أناساً لا يفقهون ما تقول، خصوصاً عندما تتحدث عن العقيدة وعن خصوصية المواقع التي جعلها الله تعالى لها, لكن مع ذلك الاقتصار على القول بأن فلسطين أرض للعرب تاريخيا وفقط, هنا المحاذير، لأن بلاد المسلمين بعضها.. لو أنت الآن طالبت بأن إسبانيا كانت مسلمة, لقيل لك: تاريخيا لم تكن مسلمة, وأنت اعتديت عليها, إذا لا نتحدث عن التاريخ فقط ونسكت، لأننا سنتهم أنكم أنتم لكم معايير مزدوجة, مرة تنتقون التاريخ لكم ومرة ترفضون التاريخ لغيركم, في فلسطين نتحدث عن التاريخ كجزء وليس ككل, ونحن نعلم أن أول من سكن فلسطين كنعان, الذين هم أصل العرب, كانوا عرباً، وبالتالي عندما نتحدث مع أناس لا يفقهون العقيدة قلنا لهم حتى تاريخيا فلسطين أول من سكنها عرب.
المقدم: لكن أنا أسألك دكتور عن المخاطر؟
الضيف: المخاطر أن غيرنا سيقول إن كانت فلسطين أصلها عربي فغير فلسطين أصلها ليس عربيا, فأخرجوا أنتم الإسلام من هذه البلاد.
المقدم: نعم, دكتور كنت تتكلم عن أن الذي جعل فلسطين هي دار حرب هو وجود الاغتصاب والاحتلال الإسرائيلي لها, فهل هذا هو السبب؟
الضيف: لا، أنا اعتقد أن فلسطين ليست دار حرب، وإنما دار فيها حرب نعم, لكنها ليست دار حرب بمعنى أنها لم تعد دار إسلام، لأنه يا أخي عندما كان الفقهاء يتحدثون, كانت هناك جدلية، وكأن كل أرض ليست دار إسلام هي دار حرب, لا فلسطين دار إسلام وليست دار حرب مع أن فيها حربيون وفيها مغتصبون وفيها محتلون, هي دار فيها حرب لكنها دار إسلامية, وهذا يجب أن نؤكد عليه.. هي دار إسلامية لكن فيها حرب، وبالتالي لم تفقد إسلاميتها وستعود مسلمة وإسلامية كما كانت من قريب, لكن الآن فيها وضع خاص, ما الوضع الخاص, أن فيها مغتصبون وأن على أهلها أن يخرجوا هؤلاء المغتصبين من أرض الإسلام، لأن أرض الإسلام لم تكن لهم إطلاقا.
المقدم: بصفتك دكتور متخصص في الشريعة, سمعنا أن هناك من أفتى بخروج أهل فلسطين منها باعتبارها دار حرب, يعني سواء خرجوا إلى خارجها أو داخل المدن فيها, هل من أحد فعلا قال هذا الكلام؟
الضيف: هذا الذي أود أن أحذر منه, نعم قال بعض العلماء إن فلسطين أصبحت دار حرب, كأنه أخذ التقسيم الفقهي القديم كتقسيم إلهي لا رجعة عنه, وكأنه تقسيم لا بد أن ننزله على الواقع, والحقيقة نحن قلنا في البداية هذا تقسيم اجتهادي, له مدلولات من الكتاب والسنة نعم, لكنه ليس مجزوماً به, بمعنى إذا جئنا بهذا التقسيم الحرفي لقلنا إن فلسطين أرض حرب، ولجاءتك هذه الفتوى التي تحدثت عنها وهي فعلا صدرت عن بعض العلماء.
المقدم: هل تذكر لنا مضمونها بالتحديد؟
الضيف: مضمونها: أن فلسطين الآن السلطان فيها لمن, لغير المسلمين، فهي إذاً أصبحت دار حرب, ودار الحرب من أحكامها عند الفقهاء قديماً أن على المسلمين الذين فيها أن يهاجروا منها.. إلى أين, إلى دار الإسلام, وبالتالي، قالوا لك بأن هذه أصبحت دار كفر دار حرب, فأيها الفلسطيني هاجر منها, لكن أخي, لو افترضنا أن دار الإسلام تصبح دار حرب وأن الذين فيها يجب عليهم أن يهاجروا, قل لي إلى أين سيهاجرون الآن, أعطني دار إسلام حقيقة!
المقدم: جميل..
الضيف: بين قوسين (حقيقة), فيها الحكم وفيها الأمان, أنت الآن.. أي دار إسلامية، إذا أردت أن تتكلم عن أي دار إسلامية، إذا أردت أن تدخلها لا بد لك من فيزا ولا بد لك من تصريح..
المقدم: سنتناول هذا إن شاء الله.. القوانين التي..
الضيف: أقصد أنها ليست دار إسلام هكذا, دار الإسلام مفتوحة للمهاجرين في كل وقت, الآن إذا قلت إن أهل فلسطين يجب أن يهاجروا, يهاجروا إلى أين, أنا أريد أن أروي لك قصة بسيطة..
المقدم: على السريع..
الضيف: واحد في إيطاليا, إيطالي وأسلم، فقرأ في الإسلام، وبعد مدة من الزمن أوحى له ما قرأ أن عليه أن يهاجر من إيطاليا, لأن إيطاليا بلد كفر, فاختار بلدا مسلماً, لا أقول إسلامياً, مسلماً, أراد أن يهاجر, فالرجل ماذا يقول, أخذت متاعي كله وأخذت حاجاتي وذهبت إلى ذلك البلد.. فلما وصلت وأنا في المطار، قال لي موظف الحدود في المطار: إلى أين, فقلت أريد أن أهاجر إلى بلادكم إلى بلاد المسلمين, فقال كيف تهاجر, ما معنى أن تهاجر؟ فقال: وُضعت في الحجز عشر ساعات للتحقيق ثم نقلت إلى سجن سبعة أيام، ثم أعدت إلى إيطاليا, فإذا أردت أن تقول يهاجروا, يهاجروا إلى أين, لا يهاجروا.. لأن فلسطين أولا إسلامية، وثانيا لأنه لا يوجد دار هجرة بالمعنى الحرفي الذي قاله الفقهاء.
المقدم: جزاك الله خيرا, ونريد بعد هذا الشرح أن نتوقف مع هذا الفاصل, اسمح لنا دكتور.. مشاهدينا الكرام فاصل قصير ونعود إليكم فانتظرونا.
المقدم: من جديد نرحب بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة الخاصة بعنوان الوصف الشرعي لفلسطين سكانا وأرضا, وضيفنا هو الدكتور منذر زيتون عضو هيئة علماء فلسطين وعضو المكتب التنفيذي للهيئة في الخارج، نرحب بك من جديد دكتور.
الضيف: مرحباً.
المقدم: دكتور قبل الفاصل كنا نتحدث عن الفتوى الغريبة بين قوسين, التي تقول بخروج أهل فلسطين منها لمسوغات وأسباب, منها أن أهلها لا يستطيعون ممارسة شعائرهم الدينية داخلها ضد اليهود, هل هذا مسوغ.. أو ما هي المسوغات التي..
الضيف: لا، هذا الكلام أولا مبالغ فيه, يعني كيف أنهم لا يمارسون شعائرهم, ليس أهل فلسطين كلهم على هذا الوصف، وإنما هناك من يمارس شعائره الدينية بتمكن, لا أقول لك بحرية تامة لكنه يتمكن من إقامة شعائر دينه, يصوم ويزكي ويتوضأ ولا بأس في ذلك, ولذلك هذا لماذا يهاجر, الآن، إذا كان مسلم في أرض فيها حرب لا يستطيع أن يقيم شعائره فهنا يمكن له أن يهاجر, لكن هل كل أهل فلسطين لا يستطيعون أن يقيموا شعائرهم, إطلاقا التعميم بهذا الكلام مجازفة وإخلاء لفلسطين..
المقدم: لكن عالم كبير الذي قال هذا الكلام..
الضيف: هو عالم كبير وأنا أعذره، وهو عظيم الشأن ومن العلماء الأفاضل, لكن عندما يعني احتكم هو إلى ذلك التقسيم حرفيا أودى به ذلك إلى نتيجة ليست صالحة, وهذا الذي يجعلنا نؤكد أن هذا التقسيم اجتهادي قد يكون في زمان لظروف ملائمة لكن الآن..
المقدم: دكتور الآن على الهامش, ألا تعتقد في هذا الزمن بعد كل هذه الأمثلة الكثيرة والمروعة أحيانا أننا في الفقه نحتاج إلى فقه الواقع أيضا..
الضيف: طبعا..
المقدم: وبالواقع، أهل المنطقة وأهل فلسطين خصوصا في المسائل التي تتعلق بأمور فلسطين؟
الضيف: بالذات هذا الاجتهاد, نحتاج فيه إلى الواقع, لأنه، لاحظ عندما تقول يا أهل فلسطين هاجروا، فأنت تقدم خدمة مجانية عظيمة للمغتصبين, الآن المغتصبين اليهود كل همهم أن يخلوا أرض فلسطين من أهلها وما زلنا نسمع بالإجراءات وبالتضييق وآخرها 70 ألف يريدون أن يخرجوهم, عندما تعطيهم أنت أيها العالم الجليل فتوى بهذا الحجم فأنت تقول لهم أرحتكم من عناء طرد الفلسطينيين أنا أطردهم باسم الدين!
المقدم: وأيضا من سيقيم شعيرة الجهاد داخل فلسطين إذا هم خرجوا, من سيتصدى للدفاع عن الأقصى وعن المقدسات وخصوصا أن هذه الأيام التهويد والكنس وهذه الأمور..
الضيف: نعم, هو قطعا هذا العالم الكبير عندما قال هذا كان يعتقد أن من يهاجر سيهاجر إلى دولة الإسلام, أرض للهجرة لتقوم هذه البلد الإسلامية بشن حرب على إسرائيل وعلى اليهود, لكن هل هذا سيكون ونحن نرى الواقع, الواقع لا يحدث بهذا, إذا هو احتكام..
المقدم: دكتور هناك فتاوى أغرب, يعني أنا قابلت رجلاً خرج من فلسطين يريد أن يذهب إلى منطقة اعتمادا على حديث حذيفة بن اليمان (ولو أن تعض بأصل شجرة)، وقال لي: أنا أعيش في منطقة في التبت لا تخضع لأي حكومة في العالم, الآن أريد أن أسألك وأهل فلسطين لن يهاجروا يحصل ولن يحصل بالتأكيد, ولكن هم إن فعلوا ذلك وخرجوا بناءا على هذه الفتوى, بقية المسلمين ما واجبهم هل هم مطالبون بإخراج الصهاينة من هذه الأرض؟
الضيف: طبعا هم مطالبون لأنهم مسلمون, ونحن نتحدث عن المسلمين, فلسطين كما تعلم أخي لم تضعف قضيتها إلا حينما فصلت عن أصلها الإسلامي وألصقت بالعربي تارة ثم بالفلسطينيين ثم بالسلطة ثم بفتح ثم بحماس, فلسطين لكل المسلمين وواجب المسلمين جميعا الدفاع عنها لأنها لم تختص بقومية ولا بعنصرية ولا بلونية وإنما هي خاصة بكل مسلم موحد.
المقدم: بل هي وقف إسلامي؟
الضيف: طبعا, فلو تخلى.. على فَرَض وهذا لن يكون، لأن الخيرية في أهل الشام وفي أهل فلسطين, هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، فلو تخلى أهل فلسطين عن فلسطين يجب على كل المسلمين عرباً وعجماً أن لا يتخلوا عن أرض فلسطين لأنها أرضهم أيضا, هي أرضهم وليست للفلسطينيين فقط.
المقدم: دكتور، أحد وزراء بريطانيا سابقا قال “ما أخذه الصليبُ من الهلال لا يجوز أن يرجع إلى الهلال, وما أخذه الهلالُ من الصليب يجب أن يعود إلى الصليب”، ولكن في المقابل نرى الفعل يناقض ذلك، فبريطانيا أعطت هذه الأرض المقدسة بين قوسين, كانت هي منتدبة عليها وأعطتها لليهود وقالوا عنها أرض الميعاد؟
الضيف: نعم هذا صحيح.
المقدم: لماذا هذه الخصوصية دائما في التعامل؟
الضيف: أولا هذا ينم عن روح الشر والعدوان عند هؤلاء, عند الإنجليز أو عند هذا الذي قال، وكأنه وضع الإسلام نداً، وأنه يجب أن يخضع الإسلام لهم، وبالتالي ما أخذته منك لا ترده ولكن ما أخذته أنت مني فعليك أن ترده, وكما تفضلت هو أخذ فلسطين تطبيقا لهذه المقولة وأعطاها للمغتصبين، وبالتالي هذا ينم عن روح عدوانية ليست منطقية إطلاقا!
المقدم: دكتور هل المسلمون أيضا, كما ذكرت قبل قليل موضوع الأندلس، هل هم شرعا مكلفون بإعادة الأندلس أو ألبانيا مثلا.. أو فلسطين تقاس عليها؟
الضيف: لا لا هذه قضية فلسطين اتفقنا لها خصوصية, هل مكلفون أن يعيدوا الأندلس, لا، هم أولا يعيدوا أنفسهم للإسلام.
المقدم: ليس الجهاد شرط في كل عام، هناك رأي فقهي يقول ذلك؟
الضيف: لا عفوا, من سيعيد الأندلس إذا كانت بلاد المسلمين الآن تحتاج إلى إصلاح وتحتاج إلى عودة إلى الله وتحتاج إلى تشكيلها كدولة إسلامية وفق الإسلام نفسه, لاحظ هذا الكلام يضع الجيل أو يضع الناس أحيانا في خطأ فكري وفي ارتباك, علي أن أعيد الأندلس, قبل ما تعيد الأندلس أعد بلدك إلى الإسلام أولا.
المقدم: صحيح.
الضيف: ولا تفكر في شئ بعيد، أنت الآن..
المقدم: طيب دكتور، الآن دولنا الإسلامية، دول العالم الإسلامي ربما 57 دولة, هي وقعت اتفاقيات بما يسمى هيئة الأمم, هناك اتفاقيات دولية وهناك ما يسمى دولة المواطنة التي تكفل الحق حق الديانة وحق التعبد وحق الشعائر, في الأخير صار العالم يزعمون أنه عالم للتعايش السلمي والتسامح, هل تجعل التوقيع على هذه الاتفاقيات والانضمام لهيئة الأمم المتحدة هل تجعل جميع بلاد العالم دار عهد وأمان أم أن التقسيم الذي بدأت به الحلقة دار كفر ودار إسلام.
الضيف: أنا مع شق, أو أساند شقا من هذا الكلام الذي تفضلت به وأعارض الشق الثاني, أولا إن هيئة الأمم وما يزعم بأنها تقيم علاقة سلمية بين العالم من خلال مواثيق ومعاهدات وانضمامها جميعا إلى هيئة الأمم.. هذا لا يجعل العالم بسلم، لأننا نعلم جميعا أن هذا السلم غير موجود وأن هؤلاء الذين يوقعون معاهدات سلام لا يلتزمون بالسلام, بدليل نرى الآن أن هذه الهيئة تتكالب فيها القوى العدوانية ضد المسلمين، وبالتالي السلام هو رمز غير مطبق, لا يوجد، هذا الكلام لا يوجد, فهيئة الأمم لا تعطي السلام ولا تستطيع ذلك إلا على المسلمين، تفرض عليهم شروطا للدول الكبرى, الآن هيئة الأمم المتحدة تسيطر عليها الدول الكبرى لمصالحها, في الشق الثاني أنا مع دولة المواطنة, العلماء الذين قالوا بدولة المواطنة, يعني كيف دولة المواطنة, الألماني المسلم لا أقول له هاجر, نحن اتفقنا أنه لا يوجد مكان يهاجر إليه أصلا، فعليه أن يبقى في بلده, أولا مواطن، كيف مواطن؟ هو ألماني ومعه الجنسية الألمانية, عليه أن يعمل بالدعوة إلى الله في بلده، وهذا من حقوق المواطنة, يعني عليه أن ينشر الإسلام في بلده, وأن لا يتركه و..
المقدم: وهل فهمت هذا دكتور من حديث لا هجرة بعد الفتح؟
الضيف: طبعا، هذا..
المقدم: لكنه مقتصر على الهجرة بين مكة والمدينة؟
الضيف: (لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد..
المقدم: ونية..
الضيف: ونية). الآن علينا أن نجاهد, نجاهد بماذا, أخي الكلمة جهاد والدعوة إلى الله جهاد, هذا الألماني أو اليوغسلافي لا أقول له هاجر, بل أقول له عليك أن تبقى في بلدك وأن تدعو..
المقدم: دكتور من أجل الوقت, واضحة الفكرة, لكن هذه الدول التي تتكلم عنها ونظرت إليها بحسن نية وأنها دول مواطنة, هذه الدول هي التي اعترفت بالكيان الإسرائيلي سواء دول عربية أو غير عربية هي التي اعترفت بالكيان، وبعضها دعم أن تكون هذه الأرض وطناً للصهاينة، فكيف تعتبرها دار أمان ودار عهد؟
الضيف: أنا لا اعتبرها دار أمان على الإطلاق وقلت ذلك, لكن أنا اعتبرها دولاً.. كما قال أحد العلماء وهو الرملي, اعتبرها دول مركبة..
المقدم: مركبة؟
الضيف: مركبة، ولكن بعضها أقرب للإسلام كالدول العربية، وبعضها أقرب إلى الكفر كالدول الغربية، لكنها ليست دار أمان أو دار سلم كما يقال، لأنها وكما تفضلت هي التي أنشأت هذا الكيان وهي تدعمه حتى الآن, كيف أقول إن بريطانيا أو أمريكا الولايات المتحدة دار سلام، مع أنها تحتمل هذا المعنى بالنسبة للمواطنين الذين فيها, لكن بالنسبة للفلسطينيين ليست دار سلام, هي التي جاءت بهم وهي مازالت تدعمهم وترسخهم في أرضنا!
المقدم: نعم، قبل أسابيع دكتور كان هناك مؤتمر في مردين ربما في شهر ثلاثة، نعم في جنوب تركيا, عقد هذا المؤتمر عن هذا الموضوع دار الكفر ودار الإسلام ومسميات دار عهد وغيره, كان هناك رأي عند بعض المؤتمرين أنه لا داعي لتقسيم العالم، وأننا الآن نعيش ظرفاً يوجب علينا أن لا نستطيع تقسيم العالم إلى قسمين فقط، وأنت قبل قليل قلت الدولة المركبة، ما رأيك بالتقسيمات التي وردت وخصوصا الفتوى الماردينية التي أصلاً تكلم بها ابن تيمية من زمن وعصم بها دماء المسلمين في ماردين، من قبل, كانوا المغول يحتلونها, هل أنت مع هذه الفتوى رغم أنه هناك من عارضها في هذا المؤتمر؟
الضيف: من فضلك دعني أضع المشاهدين في هذه الصورة, لماذا عقد هذا المؤتمر, عقد لفتوى نشأت في القرن السابع الهجري تقريبا لإمام من أئمة المسلمين العظام ابن تيمية, سئل عن ماردين وكانت دولة إسلامية أو مدينة إسلامية أو أرضاً إسلامية فاحتلها المغول ولم يكن مسلماً, فسئل ابن تيمية: هل هذه الدولة دولة إسلام أم دولة كفر؟ يعني كفلسطين الآن، وهل على أهلها أن يهاجروا منها؟ فالرجل تكلم كلاما طيبا, قال ليست دار إسلام بالكامل لأن سلطانها ليس مسلما..
المقدم: كلام مَنْ ابن تيمية؟
الضيف: نعم ابن تيمية, وليست دار كفر بالكامل لأن أهلها مسلمون، وإنما هي دولة مركبة فيها المعنيان, وبالتالي كما تفضلت هو حقن لدماء المسلمين، لكن النقطة لماذا؟
المقدم: وهل تقاس, يعني فلسطين هل تقاس على الفتوى الماردينية؟
الضيف: لا الحقيقة أنا لا أقيسه بهذا المعنى، لكن دعني أقول لماذا جاءت هذه الفتوى، لأمرين, لأن الذين قسموا العالم لأرض كفر وأرض إسلام افترضوا أن كل دار ليست دار إسلام هي دار كفر, وبما أنها دار كفر فهي دار حرب، وبالتالي أجازوا للمسلمين أن يحاربوهم, الآن في هذه البلد ماردين كان هناك سلطان أو حكم غير مسلم وأناس مسلمين، فبعض الناس أعتقد أنه يمكن أن يشن حربا.. أن يدمر أن يفجر, فبعض الجماعات الإسلامية الآن قد أخذت هذه الفتوى، قالت إننا نستطيع أن نفجر أن نقتل في أرض إسلامية أو غير إسلامية، لأن هذه الدور ليست إسلامية، من هنا جاء التقسيم الجديد، هؤلاء العلماء قالوا لماذا نحشر أنفسنا بتقسيم قديم، نقسم العالم إلى أرضين فقط, لماذا لا نقول إن هناك أرضاً ثالثة وهي أرض السلم, بما أن هذه الدول ليست تحاربنا مباشرة كإسرائيل فلا نقول عنها أرض حرب ولا أرض كفر وإنما نقول سلم, وبالتالي من هنا جاء هذا المؤتمر وجاء هذا التفصيل في المؤتمر, لكن هل نقيسه على فلسطين, من وجه نعم, من وجه أن أهل فلسطين مسلمون ولكن الآن صار هناك يهود يعني غير مسلمين وهم كثرة والسلطان فيها الأعلى أو الأكبر ليس مسلما..
المقدم: دكتور ربما تقسيم الشيخ القرضاوي، كنت قد قرأت له أنه يقسم بلاد العالم الإسلامي ويصلح أن تسمى هكذا, بلاد العالم الإسلامي وبقيت الدول دول عهد، ما عدا الكيان الصهيوني, أريد أن أرجع إلى نقطة بسيطة وهي تكلمت عنها, ألا يستطيع الفلسطينيون أن يمارسوا شعائرهم وهذا هو السؤال الذي عند بعض الفقهاء لاعتبار أنها دار كفر أو دار إسلام, لكن أقيس عليها أيضا، هناك دول مثل بريطانيا وألمانيا ربما تستطيع وبصراحة إقامة شعائرك الدينية أفضل من بعض الدول الإسلامية, فهل يستطيع الناس..؟
الضيف: وهذا الذي يجعلني أنا شخصيا أميل إلى أن العالم كله الآن إما دار إسلام كفلسطين ومكة والمدينة، وإما دور مركبة بعضها كافر أكثر وبعضها مسلم أكثر, لكن أستاذنا القرضاوي عالم جليل وكن أقول مثله, أن يقول إن الباقي دار عهد, ما هي دار العهد؟ هل بريطانيا دار عهد, طيب دار عهد لمن؟ إذا كانت للمسلمين الذين يسكنون فيها وأنت تعلم الآن أن هناك هجمة غربية ضد المسلمين, يعني هذه ماردين والشهادات السابقة جاءت تقول إن المسلمين في تلك الدول مواطنون ولهم حقوق المواطنة ولم حرية دينية نعم, لكن الآن ومن مدة أصبح هناك اليمين المتطرف وينمو بشكل كبير، وأصبح النقاب عدوا، وأصبح الحجاب عدوا، وأصبحت الصلاة عدوا, يعني الآن الغرب يتحول, الآن أنا لا أستطيع أن أقول دار عهد، كيف دار عهد وهي الآن تتحول ضدي، لكن أنا بنفس الوقت لا أقول إنها دار كفر بالكامل, ليه؟ لأن هناك فيها مسلمون على الأقل يستطيعون أن يقيموا شعائر دينهم.
المقدم: إذاً، دكتور نحن نلخص أنه لسنا مع الصراع الحضاري ولسنا مع السكون الحضاري، نحن مع التدافع الحضاري حتى تستقر هذه الأرض؟
الضيف: وبالمناسبة، على كل ساكني الأرض المسلمين أن يعملوا لصالح هذه البلاد، يعني إذا كان البلد يغلب عليه الإسلام فعلى المسلمين فيه أن يجاهدوا ليجعلوا الإسلام فيه هو الحكم وهو الشريعة الحقة، وإذا كانوا في أرض ليس فيها إسلام كثير وإنما الكفر أكثر فعليهم أن يجاهدوا ويدعوا أهلها إلى الإسلام ويغيروا طبيعتها لتكون مسلمة, فكما تفضلت لا نكون ساكنين ولا نكون هوجائيين أو غوغائيين، وإنما علينا أن نتحرك بما يناسب كل مكان.
المقدم: نعم, جزاك الله خيراً، ودعنا نتوقف مع فاصل، آخر اسمح لنا.. مشاهدينا الكرام: فاصل آخر ونعود انتظرونا..
المقدم: حياكم الله من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة الخاصة بعنوان الوصف الشرعي لفلسطين أرضا وسكانا مع الدكتور منذر زيتون عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج.. دكتور تجولنا في الأرض الإسلامية وأرض دار الحرب وأرض دار الإسلام في فلسطين وقررنا أن لا نخرج منها بإذن الله..
الضيف: إن شاء الله.
المقدم: انتهينا من موضوع الأرض في هذا النقاش، لكن أريد أن ننتقل إلى موضوع السكان, السكان الفلسطينيون طالما هم تحت احتلال واغتصاب أرضهم، هل هم أسرى.. هل هم رعايا.. هل هم مرابطون في أرض فلسطين؟ ما هو الوصف أو ما يسمى التكييف الشرعي لأهل فلسطين؟
الضيف: أولا, ليسوا هم أسرى إلا إذا كان بعضهم في السجون، ويوجد هناك في السجون الإسرائيلية الكثير من الفلسطينيين فك الله أسرهم, لكن هل الشعب كله مأسور؟ لا.
المقدم: لكنه مرشح وموعود بالأسر؟
الضيف: مع ذلك, المأسور هو مقبوض على حريته بالكامل، لكن الفلسطينيون ليسوا كلهم, بدليل أن الفلسطيني أحيانا يستطيع أن يخرج، بل إن هدف إسرائيل أن تخرجه الآن, فهي تتمنى أن يخرج لكنه لا يخرج, وبالتالي هو ليس مأسوراً، هو جالس أو ساكن في بلده رغم أنف هؤلاء المحتلين، لكن هو ليس..
المقدم: إذا هو يأخذ أي تصنيف؟
الضيف: هو أيضاً ليس من رعايا الدولة الصهيونية، إلا إذا اختار ذلك، فيكون قد خان الله وخان دينه وخان قوميته وعروبته!
المقدم: مثال؟
الضيف: يعني إذا رضي هذا الفلسطيني أن يكون أحد رعايا هذه الدولة وأن يعطيها الولاء وأن يعطيها الطاعة, فهنا أصبح خائناً لله, لأن الله تعالى أمرنا أن لا نتولاهم, لكن الوصف الحقيقي لجل أهل فلسطين أنهم مرابطون.
المقدم: مرابطون؟
الضيف: مرابطون نعم, ولكن..
المقدم: ولكن بشرط النية..
الضيف: أحسنت, الرباط لا بد له من نية.
المقدم: طيب من أجل الوقت دكتور, وماذا عن الإسرائيليين الصهاينة، هل هم حربيون مستأمنون أم هم ذميون أم كفار؟
الضيف: حتى نبقي المشاهدين معنا في النقاش, إن العلماء في القديم قسموا أفراد المجتمع في الدولة الإسلامية إلى مسلمين وذميين وإلى مستأمنين, فقالوا إن الذميين هم أهل الكتاب من اليهود أو النصارى سكنوا في بلاد المسلمين بناء على عقد واتفاق على أن يقوموا بواجب المواطنة ومنها دفع ضريبة الجزية التي تعرف بالجزية, وأن المستأمنين هم الذين يدخلون الأرض الإسلامية بإذن ولمدة قصيرة, فهل هؤلاء اليهود ذميين؟ لا ليسوا ذميين لأن الذمي يدخل الأرض الإسلامية بإذن, وهم لم يدخلوها بإذن، أما الاستئمان فهم لم يطلبوا الأمان من أحد بل هم أصلا يشنعون بالناس, ليس لهم أمان ولا يعطون الأمان, الإسرائيليون الآن في فلسطين ليسوا أهل ذمة ولا أهل أمان إنما هم محاربون, ما معنى محاربون؟ أنهم جاؤوا اغتصابا للأرض بستار الحرب وتحت مدافع الحرب, ولم يأتوا لا بإذن ولم يأتوا بشرف أصلا, لذلك هم محاربون قطعاً.
المقدم: نعم واضح, دكتور ماذا عن اليهود الذين كانوا في فلسطين وخصوصاً أيام الدولة العثمانية, كيف كانت معاملتهم من قبل المسلمين؟
الضيف: نعم هؤلاء كانوا أعضاء في المجتمع الإسلامي، هم لم يكونوا مسلمين لكن هم أهل ذمة, وأهل ذمة أي بأمانتنا واحترامنا كمسلمين هؤلاء أخي عمر أهل الذمة مواطنون في الدولة الإسلامية، ولذلك اليهود الذين كانوا قبل الاغتصاب, أهل ذمة أي جزء من النسيج المجتمعي الإسلامي.
المقدم: دكتور، دعني الآن أسأل عن وسائل التصنيف هذه, وسائل الإعلام ربما تصف المجتمع الإسرائيلي بأنهم مدنيون, ودعني أنتقل إلى هذه المداخلة مع الشيخ أكرم كساب عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. هل تسمعنا شيخ أكرم؟
الشيخ أكرم: نعم, السلام عليكم.
المقدم: حياك الله دكتور.
الشيخ أكرم: بارك الله فيكم, وعليكم السلام.
المقدم: دكتور كنت أسألك عن وصف المجتمع المدني بين قوسين, الإسرائيلي الذي يساند الجيش الإسرائيلي, هل ممكن أن تصف لنا هذا المجتمع طالما نحن الآن نشرح هذه الشرائح المجتمعية داخل فلسطين, سواء الفلسطينيين أو الصهاينة؟
الشيخ أكرم: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, اللهم صلي وسلم على سيدنا رسول الله أما بعد, فأحيك دكتور عمر وأحيي ضيفك الكريم الدكتور منذر وأسأل الله عز وجل..
المقدم: حياك الله.
الشيخ أكرم: ..أن يجزيكم خيراً على ما تقدمونه, أنا لي ملاحظة فقط على كلام الدكتور منذر وإن كنت لم أسمع الكلام من البداية فيما يتعلق بتقسيم الدور إلى دار حرب والى دار كفر، وأصر الدكتور على أن يجعل..
المقدم: شيخنا، يا ريت هذا الموضوع سريعا.
الشيخ أكرم: ..نعم سريعا, أنا أرى أيضا أن ما قاله الدكتور منذر هو كلام وجيه، لكن ينبغي أن نأخذ في الاعتبار أن الله عز وجل لم يتعبدنا بهذه المصطلحات، فلفظ دار الكفر في حد ذاته لفظ يحتاج أن نقف عنده في العصر الذي نعيش فيه..
المقدم: جميل..
الشيخ أكرم: أما فيما يتعلق بهؤلاء المدنيين فأنا لا أدري عمن تتحدث حضرتك دكتور عمر؟
المقدم: أتحدث عن الأطفال والنساء وكبار السن في المجتمع الإسرائيلي؟
الشيخ أكرم: أنا أرى أو ما نراه أن المجتمع الإسرائيلي بكل أطيافه وأشكاله وألوانه هو مجتمع عسكري من ألفه إلى يائه, وأن من لم يدخل الحرب الآن دخلها سابقا أو سيدخلها عما قريب، وأن من لم يجند الآن هو في صف الاحتياط كما يقولون، أو في لغة العسكريين كما يقولون، والعسكريون الآن، أنا أتساءل فقط الآن, المسجد أو بيوت الله عز وجل التي أحرقت بالقريب منذ يوم واحد.. من الذي أحرق هذه البيوت؟ هل هم عسكريون في زي مدني أم مدنيون في مهمة عسكرية! سواء هؤلاء أو هؤلاء فأنا لا أتخيل أن هناك مدنياً في المجتمع الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال, وبناء على ذلك فهؤلاء محاربون عسكريون ينبغي أن يأخذوا بهذا الاعتبار بأي عمل عسكري يقوم به إخواننا أصحاب الأرض في داخل فلسطين
المقدم: نعم واضح.
الشيخ أكرم: والكلام الجيد الذي أشار إليه الدكتور منذر أن جل أهل فلسطين مرابطون, هذه حقيقة لا يماري فيها اثنان, فعلا إخواننا مرابطون، وليكونوا على يقين أن من يحيط بهم من كل جهة هؤلاء هم عسكريون صغر سنهم أم كبر سنهم.
المقدم: لكن شيخ أكرم, هناك حاخامات ورجال دين، والإسلام يطالب في وصايا الأمراء في الجنود أن لا يعتدوا على رجل في صومعته؟
الشيخ أكرم: دكتور عمر أخي الكريم, عن أي حاخامات أنت تتحدث, أنت تتحدث عن حاخامات يجعلون مكانتهم في مكانة الله عز وجل وأرقى من منزلة ملائكته، أم تتحدث عن حاخامات دينهم يأمرهم بقتل الأبرياء من الأطفال والعجزة والنساء والمرضى، وأنهم يتقربون من الله عز وجل بقتل كل مسلم بريء ذكراً كان أو أنثى صغيرا كان أو كبيرا!؟ لابد أن نضع في الحسبان أن الإسلام دين السلام ولكن {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}.. ثم إن هؤلاء الحاخامات.. من الذي أتى بهم من دورهم وأوطانهم وبلادهم ليسكنوا دورنا وبلادنا, هذا الحاخام فليبقى في بيته معززا مكرما.. هناك في وطنه الأم, لكن أن يأتي إلى داخل فلسطين ويغتصب أرض إخواننا ويعيش فيها ثم يطلب منا بعد ذلك أن نطبطب على أكتافهم وأن نتعامل معهم بمنتهى الرحمة والسماحة, فهذا لا يقوله عاقل أبدا.
المقدم: شيخنا دعني أسألك السؤال الأخير, هؤلاء اليهود كما جاء في التلمود يساوون أنفسهم بالعزة الإلهية فلهم ما ليس لغيرهم, هل ممكن بالإضافة إلى هذا تحديد المنطلقات التي يعتدون فيها عادة على الفلسطينيين العرب وعلى المقدسات؟
الشيخ أكرم: أخي الكريم، هم هؤلاء أولا ينطلقون من منطلقات أنهم شعب ليسوا كبقية الشعوب، هم شعب الله المختار، هم أبناء الله وأحباؤه كما يعتقدون، هم بشر خلقهم الله عز وجل ليخدمهم بقية البشر، وبالتالي هذال التلمود الذي هو عبارة عن كلمات محرفة فاقت التوراة المحرفة والتوراة المزيفة جعلتهم في مرتبة تفوق مرتبة الملائكةكما زكرت ومرتبة تساوي أو توازي مرتبة الله، وبناء على ذلك فإن الكون كله بكل أطيافه وأشكاله وألوانه وأجناسه وأعراقه هو في حد ذاته في خدمة هؤلاء، وبالتالي لما تجد هذه الدماء التي تسال والأرواح التي تزهق في كل مكان هي قربة يتقربون بها إلى إلههم لا أقول إلى الله، لا إلى إلههم الذي يتعبدون له، فأنا لا أتخيل اصلاً أن هؤلاء الحاخامات ينطلقون حتى من منطلق إنساني إنما ينطلقون من منطلق عقدي باطل، هذا المنطلق يريد أن يجعل الناس كل الناس خدماً لهم في كل حياتهم التي يعيشونها.
المقدم: نعم، الشيخ أكرم كساب عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نشكرك شكرا جزيلا على هذه المداخلة.. دكتور: يبدوا أنه كما هو معروف أن كل دولة لها إلا إسرائيل فجيش له دولة، نعم، لكن دكتور هناك في المجتمع الإسرائيلي جماعة اسمها نطوري كارتا، خارج الكيان الغاصب، وهؤلاء يحرمون قيام دولة للصهاينة أو لليهود، كيف ننظر إليهم، كيف نتعامل معهم، ما حكمهم في التوصيف لسكان هذي الأرض، أقصد المغتصبين؟
الضيف: في الواقع هؤلاء لم نؤمر بمعاداتهم، نحن لم نعادي الناس لانتماءاتهم أو مذاهبهم، وإنما نعاديهم لأنهم يعادون الإسلام، فهؤلاء من اليهود أو من النصاري الذين لا يعادوننا لا نعاديهم، فنطوري كارتا أو غيرهم الذين لا يؤيدون قتل الفلسطينين ولا الاستيلاء على أرض فلسطين لا نعاديهم لأنهم هؤلاء أصحاب اتباع لديانة اختاروها، والله سبحانه وتعالى لم يأمرنا لا أن نجبرهم على الإسلام ولا أن نعاديهم ما داموا أنهم لا يعادوننا على الإطلاق.
المقدم: طيب، دكتور الضيف تكلم عن اعتداءاتهم الكثيرة، هذا ما وقع، لكن المتوقع، هل نتوقع اعتداءات محددة في هذا العام عام التهويد، وهل تتوقعون أيضاً حرباً شاملة وإن كان هذا تخصص تحليل سياسي، لكن برنامجنا هو فقه للقضية؟
الضيف: أود أن أشير قبل ذلك إلى أنني أوافق أو أتوافق مع الشيخ أكرم في الملاحظة التي قالها، ولن كان معنا من بداية الحلقة لعلم أنني لم أخالفه أو هو لم يخالفني.. لكن، بالنسبة لسؤالك: الاعتداء سمة لهؤلاء المعتدين، الله تعالى حكم عليهم، قال تعالى {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود}، هذا خلص حكمه، لأنهم هكذا هم ووطنوا أنفسهم على العداء، فالعداء الواقع يومياً وآخره حرق مسجد في نابلس في قرية اللبن وهدم آخر في غزة، هذا مسلسل على الطريق، وهم بذلك لن يهدأوا، العداء في دمائهم، ولذلك متوقع نعم، أن يكون في كل يوم اعتداء، والاعتداء لا يرده إلا القوة، وما داموا يرون من أهل الإسلام ومن أهل العرب الخنوع والسكوت والموافقة والنفاق، فسيستمرون في اعتداءاتهم، ولذلك الأيام القادمة قطعاً ستشهد مزيدا من الاعتداء، وستشهد الحرب التي تكلمت عنها، ولا يحتاج أحدنا أن يكون محللاً سياسياً حتى يعلم أن هناك حرباً قادمة، لا يمكن إلا أن يكون مواجهة، الله تعالى لا يحب الظلم ولن يسمح للظلم أن يستمر، الله يمهل لكن لا يهمل، هؤلاء يتمادون في ظلمهم و الله تعالى يدافع عن الذين آمنوا {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}، لا بد أن يدافع الله تعالى عن هؤلاء المؤمنين، وأن يخذل هؤلاء الكفار.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
الضيف: ..ولذلك الحرب قادمة لا محالة.
المقدم: على كل نسال الله السلامة لنا ولمقدساتنا ولمسرانا ولأسرانا ولأرضنا الحبيبة فلسطين..
الضيف: اللهم آمين..
المقدم: وبهذا مضطرون أن نتوقف معك الدكتور منذر زيتون عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج..
كما نشكركم مشاهدينا في ختام هذه الحلقة مع تحياتي وتحياة فريق البرنامج إلى اللقاء في الأسبوع القادم، نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله.
الضيف: بارك الله فيك.