الحلقة 22 حكم بيع الأراضي والعقارات لليهود

    

ضيف الحلقة: الدكتور عبد الله المشوخي     عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج

المقدم: عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 22-4-2010م

يوتيوب

المقدم: أعزائي المشاهدين في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أما بعد: فلم يكن الوقف معروفا قبل الإسلام، وإذا كانت العهدة العمرية مسلمة تاريخية تأكد أن القدس هي المدينة الوحيدة في عهد الراشدين التي تولى تسلُّم مفاتيحها الخليفة بنفسه فما حكم التنازل عن القدس وعن فلسطين وعن البيع والتأجير أو السمسرة والتفاوض؟ ما حكم من يفعل ذلك في شريعة الإسلام؟ هل يصلى عليه؟ هل يدفن في مقابر المسلمين؟ لكن يوم تبدل الأرض غير الأرض ويوم ينسى المساومون أن أرض فلسطين لا تقبل القسمة على اثنين ويوم يسجل القرآن الكريم لهذه الأرض أنها وثيقة استئمان في عنق كل مسلم يوم ذاك نوقن أن القضية قضية فلسطين لو كانت مؤصلة تأصيلا شرعيا لما فرط حاكم أو محكوم في أحكام هذه الأرض ومقدساتها، حكم بيع الأراضي والعقارات لليهود هو موضوع حلقتنا من برنامج فقه القضية مع الدكتور عبد الله المشوخي عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج, نرحب بك في برنامج فقه القضية دكتور عبد الله

الضيف: حياكم الله, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله, دكتور دعني أبدأ بسؤال جدلي, طالما أن أرض فلسطين محتلة بالكامل للإسرائيليين فما هي أهداف الصهاينة والكيان الصهيوني من شراء أرض وهي محتلة وتحت تصرفهم, خصوصا مدينة القدس؟

الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد, بادئ بدء وقبل أن أبدأ هذه الحلقة فواجب علي أن أعزي الأمة الإسلامية باسم هيئة علماء فلسطين في الخارج بوفاة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بارود الذي وافته المنية منذ أيام, تغمده برحمته في جدة في المملكة العربية السعودية سائلين الله عز وجل أن يغفر له ويرحمه وأن يتغمده برحمته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة

المقدم: رحم الله الداعية الشاعر رحمة واسعة.

الضيف: آمين يا رب العالمين, أولا بالنسبة لليهود هم يحرصون على شراء أرض فلسطين ليحققوا عدة أهداف, الهدف الأول لإضفاء الشرعية والناحية القانونية على أرض فلسطين الأمر الآخر تشويه صورة الشعب الفلسطيني أن هذا الشعب الفلسطيني قد باع أرضه الأمر الآخر ليقطعوا على الأجيال القادمة أن يطالبوا بفلسطين كذلك أن يقطعوا على الفلسطينيين المطالبة بحق العودة إلى أرض فلسطين فهم يريدون أن يحققوا عدة أهداف من هذا الأمر وبالنسبة لمدينة القدس فاليهود يحرصون على تهويد هذه المدينة وبالمناسبة من عام 1921 للميلاد حتى عام 1931 للميلاد رصد اليهود ما يقارب لعشرين مليون جنيه فلسطيني من أجل شراء أراضي لليهود في فلسطين وبالذات في القدس وفي عام 1932 حتى عام 1935 رصدوا 31 مليون جنيه فلسطيني, علما أن ميزانية حكومة فلسطين كانت في ذلك الوقت 2 مليون جنيه في السنة الواحدة وهذا يدل على حرص اليهود لشراء فلسطين منذ القدم.

المقدم: دكتور هم اليهود والصهاينة يزعمون أن لهم حقاً تاريخياً وحقاً دينياً في أرض فلسطين, وعد إلهي وكذلك الفلسطينيون لهم شواهد كثيرة باعتبار أن أرض فلسطين وقف إسلامي نريد أن نوصف للمستمعين وللمشاهدين, ما هو التوصيف الصحيح الوصف الشرعي لأرض فلسطين؟

الضيف: أولا من الناحية التاريخية استوطن العرب الكنعانيون من 1500 قبل الميلاد واستمروا متجذرين في هذه البلاد, وجود اليهود في فلسطين وجود طارئ يعني اليهود حكموا فلسطين فترات متقطعة وكانوا دائما يتعرضون للاضطهاد من قبل البابليين والرومان والفرس

المقدم: لننتقل للتوصيف الشرعي في مجالنا

الضيف: التوصيف الشرعي, أما بالنسبة لإسلامية القضية الفلسطينية أولا البداية هي بالفتح المعنوي لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما أسري به من مكة إلى بيت المقدس بقول الله وبشهادة القرآن بقوله{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } الأمر الثاني تم فتح هذه البلاد وهذه البلاد هي الوحيدة التي انتقل إليها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستلم مفاتيحها بنفسه ثم أوقفها للمسلمين ومنذ ذلك الوقت إلى عام 1947 بقيت أرض فلسطين بحوزة المسلمين باستثناء الفترة البسيطة التي استولى فيها الصليبيون على أرض فلسطين.

المقدم: لكي نفهم ما معنى أوقفها الخليفة, هناك أنواع للوقف هناك تعريفات للوقف في الإسلام, قبل الإسلام لم يكن الوقف كمصطلح معروف ولا كتطبيق عملي على أرض الواقع, من خلال هذه التعريفات ومن خلال هذه التقسيمات, هل يجوز لي أنا كفلسطيني أن أبيعك أنت كفلسطيني جزء من أرض فلسطين بداية.

الضيف: أولا كما تفضلت لم يكن الوقف معروف قبل الإسلام, لهذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله “إن الوقف من خصائص الأمة الإسلامية” وهو عبارة عن تكافل تضامني بين أبناء الأمة الإسلامية وأيضا الأجيال القادمة, بالنسبة لأرض فلسطين هي وقف إسلامي بمعنى موقوفه على الأمة فقط, ويجوز للفلسطينيين فيما بينهم أن يتبادلوا منافع على الأرض لأن هناك الوقف نوعين نوع للأقارب ذري, وهناك وقف خيري للجميع, والمقصود بوقف فلسطين هنا الوقف الخيري لأبناء الأمة الإسلامية ككل في فلسطين

المقدم: يعني هذا ينطبق إذا كانت العهدة العمرية تمت في القدس, هل هذا ينطبق على جميع أجزاء فلسطين في الضفة وغزة وفي الشمال

الضيف: جميع  أرض فلسطين ينطبق عليها الوقف لأن أرض فلسطين بكاملها أرض مباركة حيث الله عز وجل قال{الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} والمقصود بالذي باركنا حوله جميع أرض فلسطين وليس المقصود على المقدسات الإسلامية يلي هو المسجد الأقصى

المقدم: طيب دكتور بقية بلاد المسلمين هي وقف أيضا بنفس طريقة الوقف الذي ذكرنا

الضيف: لا هناك تفاوت بين, يعني كما أن هناك تفاوت في الزمان فرمضان ليس كشعبان وليلة القدر ليس كسائر الأيام ويوم الجمعة ليس كسائر الأيام كذلك الأمكنة, فلسطين لها خصوصية هي أرض مباركة أرض الأنبياء الأرض التي تشد إليها الرحال فيها المسجد الأقصى أرض الحشر والنشر فلاشك أن أرض فلسطين تختلف عن سائر المناطق الأخرى.

المقدم: طيب دكتور ما حكم بيع جزء من أرض فلسطين لليهود للصهاينة, وهو سؤال حلقة اليوم باعتبار

الضيف: أولا لا يجوز بيع هذه الأرض لليهود لأسباب عديدة جدا, الأمر الأول أن هذه الأرض وقفية, الأمر الثاني أن اليهود إنما مجيئهم إلى فلسطين يهدف إلى إزالة الشعب الفلسطيني وإحلال اليهود مكانهم وأيضا إقامة الهيكل في محل إقامة المسجد الأقصى وإثارة الكفر في بلاد التوحيد وهي أرض فلسطين وبناء على ذلك أجمع الفقهاء أنه لا يجوز بيع شبر من أرض المسلمين للمحاربين فكيف باليهود الذين هم أشد عداء للأمة الإسلامية فلا يجوز بأي حال من الأحوال

المقدم: إذا هي بيعها لأنها وقف إسلامي أم لأن اليهود محاربون.

الضيف: للأمرين لأنها وقف إسلامي لا يجوز بيعها إلا لأبناء المسلمين والأمر الثاني لأن أبناء اليهود يعدوا من المحاربين ولا يجوز بيع المحاربين بإجماع الفقهاء

المقدم: وهل ينطبق هذا أيضا موضوع البيع يأخذ نفس الحكم التأجير أو السمسرة أو التوسط أو السكوت عن هذا البيع أو تسهيل مسألة هذا البيع

الضيف: اجتمع الفقهاء في بيت المقدس في فلسطين علم 1935 وخرجوا بفتوى تقول أن السمسار والوسيط والمسهل والراضي والبائع هم سواء في الحكم وهذا ذكرنا بقضية بيع الخمر الشاري والبائع والمشتري والعاصر والمعصور والحامل والمحمول هم سواء, فكذلك البائع والمشتري والسمسار هم سواء في هذا الحكم

المقدم: دكتور هناك من يتنازل عن أرض فلسطين بما يسمى المفاوضات عبر التفاوض, هناك تنازلات تحصل وكلنا يعرف ذلك ما حكم هذا التنازل هل يحمل حكم البيع

الضيف: أولا اسمح لي بكلمة المفاوضات, ما يحدث في فلسطين هي أمور عبثية تهدف لإضاعة القضية الفلسطينية ولم نحقق من خلفها أي شئ, بالعكس زادت المستوطنات والعدوان والاعتداء واليهود هؤلاء لا يصح أن نتفاوض معهم لأنهم أهل غدر وأهل نقض بأي حال من الأحوال وبناء على ذلك لا يتوقع على الإطلاق أن نحصل على أي شئ أو أي حق من أرض فلسطين إلا عن طريق القوة أو عن طريق الجهاد في سبيل الله.

المقدم: نعم هذا هو المنحى الوحيد

الضيف: نعم هذا هو المنحى الوحيد لأن اليهود عبر التاريخ لا يرقبون في مؤمن لا إلا ولا ذمة, وليس لهم عهد وهم أهل غدر وقتل وينظرون إلى الناس نظرة ازدراء واحتقار ويعتقدون أنهم أبناء الله وأحباءه وبناء على ذلك لا ينفع معهم إلا لغة القوة

المقدم: إذا نتوقف عند لغة القوة لكن هنا فاصل

مشاهدينا الكرام انتظرونا بعد فاصل قصير نعود إليكم إنشاء الله.

من جديد نرحب بكم مشاهدينا الكرام إلى هذه الحلقة الخاصة بعنوان حكم بيع الأراضي والعقارات لليهود مع الدكتور عبد الله المشوخي عضو هيئة علماء فلسطين, دكتور كنت تريد أن توضح جدلية الحق التاريخي والحق الديني لليهود, ما علاقة اليهود بهذه الأرض أساسا

الضيف: أولا لو ألقينا نظرة على يهود اليوم نلاحظ أن أغلب اليهود اليوم يهود أو ما يسمى بالأشكناز  وهؤلاء يعودون بأصلهم إلى يهود الخزر ويهود الخزر كانوا يستوطنوا منطقة حوض القوقاز وفي القرن السادس الميلادي تقريبا عام 750 للميلاد ما يعادل فترة هارون الرشيد كان هناك ملك خاقان قد تهود, وقد تهود بسبب الصراع بين الحضارة الإسلامية والحضارة البيزنطية وتهود معه عدد كبير, فاليهود الموجودون الآن في فلسطين أغلبهم من يهود الأشكناز ويشكلون 80% وأصلهم من الرحل الذين استوطنوا منطقة حوض القوقاز, ويوجد يهود السفردان وهم يهود إسبانيا والبرتغال وهؤلاء أيضا يشكلون جزءا قليلا, أيضا يوجد هناك المزراحيون وهم يهود منطقة الشرق الأوسط والهند وإيران, هؤلاء اليهود ليس لهم انتماء لا قومي وليس لهم علاقة بفلسطين لا من قريب ولا من بعيد, بينما لو ألقينا نظرة إلى العرب الموجودين في فلسطين وإلى المسلمين اليوم فهم متجذرون منذ آلاف السنين

المقدم: صحيح, نعم دكتور نريد أن نتابع هذه النقطة بالتحديد ومعنا المؤرخ الدكتور محسن صالح مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات المتخصص والمعروف في هذا المجال

دكتور محسن نرحب بك في برنامج فقه القضية.

دكتور محسن: أهلا وسهلا بكم.

المقدم: حياكم الله دكتور

الدكتور محسن: الله يحيك

المقدم: دكتور نريد أن نتابع هذه النقطة فمن ناحية دينية فتاوى كثيرة تحرم بيع الأراضي لليهود منها الفتوى التي صدرت عن مؤتمر فلسطين الأول في القدس عام 1935 واعتبرت أن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي وأيضا تاريخيا القدس كانت المدينة الوحيدة التي تولى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تسلم مفاتيحها من ساكنيها وهي ما تعرف بالعهدة العمرية دكتور هل العهدة العمرية مسلمة تاريخية.

الدكتور محسن: نعم, لكن مادامت سألت عن الفتوى التي صدرت عام 1935 فمؤتمر علماء, فلسطين كان هناك مؤتمران, مؤتمر علماء فلسطين الأول سنة 35 , ومؤتمر علماء فلسطين الثاني سنة 36 , وكلا المؤتمرين أجمعا على تحريم بيع الأراضي لليهود وعلى أن لا يدفن الذي يبيع هذه الأراضي في مقابر المسلمين ولا يصلى عليه, العهدة العمرية نعم مسلمة تاريخية وهي صحيحة من الناحية التاريخية, هناك نقاش بين العلماء أو المؤرخين ليس على النص الكلي للعهدة العمرية إنما على الجزء الثاني من النص لكن هذا, يعني ربما يكون فيه أخذ وعطاء بين المؤرخين وربما لايكون هناك مجال لنقاشه هنا, لكن بشكل عام العهدة العمرية هي عهدة صحيحة تاريخيا

المقدم: نعم دكتور, دكتور هناك شبهة تقول أن الفلسطينيين قد باعوا أراضيهم لليهود, أولا هل هذا صحيح؟ ثانيا ما هدف هذه الشبهة ؟

الدكتور محسن: ليس صحيحا من الناحية التاريخية, كل ما ملكه اليهود من أرض فلسطين حتى سنة 1948 وبعد حوالي سبعين سنة من العمل الدؤوب للمشروع الصهيوني لم يكن يزيد عن حوالي 6% من أرض فلسطين, حوالي 1% أو 2% من هذه الأرض كانت حتى سنة 1918 والفترة أي ما قبل سقوط الدولة العثمانية والفترة مابين 18 إلى سنة 48 كانت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني, وتحت الاحتلال البريطاني وضع البريطانيون الفلسطينيون في ظروف غاية بالصعوبة والقسوة حتى يجبروهم على الخروج من أرضهم لكن الشعب الفلسطيني تمسك بأرضه ورفض ما يعرضه اليهود, بشكل عام 4% التي زادت على أملاك اليهود في فلسطين خلال حوالي 30 سنة كانت مقسمة على أجزاء, الجزء الأكبر منها هي أراضي أميرية كان يسيطر عليها البريطانيون وسلموها لليهود بمعنى هو ما يسمى بأراضي الدولة يعني البريطانيين كانوا متحكمين فيها وسلموها لليهود, الجزء الثاني من هذه الأراضي وهي أراضي ليست أراضي سهلة هي كبيرة كان حجمها أكبر, كان يملكها ملاك كبار ليسوا من أهل فلسطين ولم يكونوا يستطيعوا أن يعيشوا في فلسطين أو أن يستغلوا أراضيهم

المقدم: أتقصد دكتور, هل تقصد من العثمانيين أم من السوريين واللبنانيين

الدكتور محسن: في الغالب كانت عائلات كبيرة من لبنان ومن سوريا بدون ذكر أسماء, كان بعضها يملك مرج ابن عامر كان بعضها يملك سهل الحولة وهذه حوالي 300 ألف دونم إلى آخره, هذه الأراضي بيعت لليهود بغض النظر عن النوايا لكن البائعين لم يكونوا ملاكا فلسطينيين, لكن بالتأكيد هناك حالات بيع فردي لنسب بسيطة ونحن عندما حسبناها لم تكن تزيد عن 1 إلى 2% مما بيع من الأراضي, بالتأكيد أي أرض أي شعب أي بلد هناك يكون في ضعاف نفوس وإلى آخره لكن هذه نسبة لا تأثر إطلاقا في حجم ما أخذه اليهود, أكثر من 90 أو 95% مما أخذه اليهود وسيطر عليه اليهود كان بهذه الطرق من ملاك كبار أو من أراضي أميرية سلمهم إياها البريطانيين أو بغير ذلك من الوسائل أما البيع الأخر وجد بأشكال لكنها غير مؤثرة وغير فاعلة وأيضا لا تستطيع أن تحتسب كنسب جدية, النقطة المهمة التي أود أن أشير لها أنا هنا أن اليهود حتى في 48 لم يستطيعوا حتى في الظروف القاهرة للشعب الفلسطيني إلا أن يسيطروا على 6% , الملكية الحقيقية أو السيطرة الحقيقية لليهود كانت بسبب الحرب والمجازر وكارثة 1948 وهذه أدت إلى اتساع السيطرة اليهودية من 6% تقريبا إلى 78% من أرض فلسطين, وبالتالي معظم الأرض التي سيطر عليها اليهود كانت نتيجة المجازر ونتيجة المذابح ونتيجة التهجير الجماعي والتطهير العرقي التي مارسوه على أرض فلسطين.

المقدم: دكتور أريد أن أسألك بالمقابل هل هناك هيئات ومنظمات فلسطينية أو غير فلسطينية كانت ولازالت تعمل على منع بيع أراضي الفلسطينيين لليهود

الضيف: بالتأكيد طالما كان هناك شعور بين أهل فلسطين انه هناك مؤامرة تستهدف أرضهم ومقدساتهم كان هناك دائما رجال ومؤسسات ومنظمات تدافع عن هذه الأرض بأشكال مختلفة وهذه المنظمات وجدت منذ القديم والمجاهدون في الثورة الكبرى مثلا في فلسطين تقريبا تخلصوا من معظم سماسرة الأراضي بتنفيذ فتاوى العلماء الدينية بأن الذي يسمسر على الأرض ويبيعها لليهود يجوز التخلص منه أو اغتياله وبالتالي الكثير من هؤلاء تم التعامل معهم بهذا الشكل هناك أيضا عملت شركات للحفاظ على الأراضي أذكر هنا الجهد الكبير الذي قام به أحمد حلمي عبد الباقي

المقدم: نعم

الضيف: والعديد من الشخصيات الاقتصادية الفلسطينية عندما عملوا شركات لشراء الأراضي أو أي أراضي مهددة بالسيطرة اليهودية هذا كان موجود منذ العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي ووجد بأشكال مختلفة وحتى الآن هو موجود بأشكال مختلفة لدى مؤسسات كثيرة, ولا يزال حكم الإعدام على الذي يبيع أرضه موجود وقائم وهذا كان موجود في أثناء الحكم الأردني وما بعده, وبالتالي الحس بالانتماء لهذه الأرض وأن هذه الأرض ملك للمسلمين وإنها وقف إسلامي وأنه لايجوز بيعها أو التنازل عنها بأي شكل من الأشكال لايزال عميقا وراسخا في وجدان وضمير الشعب الفلسطيني.

المقدم: نعم, نشكرك دكتور محسن صالح مدير مركز الزيتونة للدراسات والأبحاث شكرا خاصا,

ونعود إلى ضيفنا في الأستوديو دكتور عبد الله تدعني أسألك دكتور ونحن على أبواب ذكرى النكبة هذه الأيام ونشهد فعاليات دائما في هذه الفترة, نريد أن نسأل عن ما يثار أحيانا عن أخذ التعويضات, هل يجوز أن يأخذ الفلسطينيين من الكيان الإسرائيلي أو من الأمم المتحدة أي التعويضات, من الناحية الشرعية أقصد.

الضيف: بس دعني أعقب قليلا على كلام الدكتور محسن صالح

المقدم: تفضل

الضيف: الحقيقة الدكتور محسن له ولمركزه دور  كبير جدا في خدمة القضية الفلسطينية فجزاه الله عنا كل خير, أريد أن أقول عن الهيئات التي تحد من عملية بيع الأراضي لليهود, أولا في عام 1888 صدر قانون من الخليفة عبد الحميد بمنع بيع الأراضي لليهود لأنه كان يدرك هذا الخطر ابتداء, ثم كان هناك بالفعل حزب وطني يرأسه أحمد وكما تفضل الدكتور الهدف من هذا إنشاء صندوق لإعطاء القروض للفلسطينيين لكي لا يقعوا تحت الضغوط الاقتصادية لبيع أرضهم لكن كما تفضل الدكتور محسن أن أغلب أرض فلسطين كما تفضل أميرية وقامت الحكومة البريطانية ابتداء بمنح اليهود أراضي كثيرة جدا في فلسطين إضافة إلى ذلك أن الأسرة التي تكون خارج فلسطين, كانت هذه الأسر اشترت أرض فلسطين, عندما كانت جميع أراضي فلسطين مع سوريا ولبنان تحت الحكم العثماني, بعد عام 1916 عند اتفاقية سايكس بيكو أصبح هؤلاء الملاك أجانب وسميت أملاك للغائبين ومنعتهم الحكومة البريطانية من استثمار هذه الأراضي مما أدى إلى بيعها, لكن نعود

المقدم: لا أريد نتوقف في المنحى التاريخي, نحن هنا في فقه القضية

الضيف: نعم, فقه القضية, أولا بالنسبة للتعويض, علماء فلسطين عندما اجتمعوا قالوا أنه لايجوز البيع أو التعويض فالتعويض حكمه حكم البيع, لهذا لايجوز لأي فلسطيني أن يأخذ تعويضا لأن هذا فيه تنازل عن الأرض الإسلامية لليهود وتمكين لليهود وإعطاءهم الصبغة الشرعية لهذا حكم التعويض, أنه إذا قلنا أنه لنا أن نطالب بحقنا مع التعويض بسبب الخسائر التي لحقت بالشعب الفلسطيني والأضرار فهذا

المقدم: حق العودة زائد

الضيف: مع التعويض

المقدم: زائد التعويض

الضيف: لأن نحن لحقنا أضرار كبيرة جدا

المقدم: هذا حق

الضيف: نعم هذا حق لنا, وسوف نطالب به بإذن الله لأننا تضررنا كثيرا جدا بسبب احتلال أرض فلسطين

المقدم: طيب دكتور, بشكل فردي باعتبار أنني أنا كفلسطيني مقيم داخل فلسطين لي أرض كملك شخصي وهي ما تسمى الملكية الخاصة عند الفقهاء هل يجوز لي أن أتنازل لجار يهودي أو إسرائيلي لمبادلة أو معاوضة.

الضيف: هذا اليهودي يعد محاربا لله ولرسوله وللمسلمين ولا يجوز بيع شبر من فلسطين للمحاربين بإجماع الفقهاء

المقدم: نعم, طيب دكتور هل هناك أحكام شرعية مترتبة على من باع, لنفترض أن شخصا باع لليهود أو لجهة معينة هل من أحكام شرعية مترتبة على ذلك.

الضيف: طبعا, أولا البيع يعد خيانة لله ولرسوله وإيذاء للمؤمنين والمؤمنات وموالاة لليهود للنصارى وفيه منع لمساجد الله أن يذكر فيه اسمه لأنه أن نحول أرض إسلامية إلى أرض يهودية سنطمس كل ضرورات الأمة الإسلامية

المقدم: إذا هذه هي الأحكام أنه خائن لله وللرسول

الضيف: نعم خائن لله ولرسوله والله عز وجل يقول{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} فهذا فيه إيذاء

المقدم: لا يصلى عليه ولا يدفن في

الضيف: بعض الفقهاء قالوا أن من يبيع أرض فلسطين لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين

المقدم: دكتور أنا أسألك عن الفتوى هل تدعون لإحياء هذه الفتوى من جديد, أقصد الفتوى التي صدرت في فلسطين عام 1935

الضيف: لا شك أن هذه فتوى لا تتغير عبر الزمان والمكان لأن خطرها الآن أكثر من قبل, الآن وضح تماما لنا مدى خطورة اليهود وأنهم جاؤوا ليقيموا الهيكل مكان الأقصى وليهودوا جميع الأرض.

المقدم: دكتور هل ينطبق بيع الأراضي لليهود وللإسرائيليين على بقية الأراضي في الدول العربية.

الضيف: الأمر يختلف, بمعنى كيف, الأمر بالنسبة لفلسطين بالذات لأنها أرض الأنبياء وأرض الحشر والنشر والأرض التي فيها مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وإلى آخر ذلك, لكن هنا نريد أن ننبه إلى أنه لا يجوز بيع اليهود أيضا أراضي في البلاد الأخرى لسبب واحد, أطماع اليهود لا تقتصر على أرض فلسطين فقط بل لهم أطماع من النيل إلى الفرات وهنا نخشى أن نستذكر القصة الرمزية أكلت يوم أكل الثور الأبيض, أن الآن اليهود قد احتلوا فلسطين ثم يحتلوا بقية المناطق الأخرى عن طريق, كما حدث في فلسطين يحدث في بقية الدول العربية.

المقدم: إذا هذه

الضيف: يعني هنا نحذر

المقدم: يعني ما هي المخاطر إن حدث ذلك أن اشترى الإسرائيليون في دول قريبة من فلسطين.

الضيف: ستكون عبارة عن بؤر استيطانية تتوسع فيما بعد وتكون مكان للتجسس على المسلمين وعوراتهم وتكون فيه إعانة لأعداء الله على المسلمين, واليهود ما دخلوا أي منطقة إلا وأفسدوها اقتصاديا وسياسيا وفكريا واجتماعيا وثقافيا وإعلاميا ومن جميع الجوانب.

المقدم: دكتور في هذه الأيام في الفترة هذه تسعى الحكومة الفلسطينية حكومة السلطة لتشجيع الاستثمار الأجنبي داخل الأراضي الفلسطينية وربما هذا يقود إلى تملك اليهود رغم أنهم محتلون أصلا للأرض, وهذا الاستثمار أثار فقهاء فلسطين واعتبروه يؤدي إلى التهويد, ما حكم الشرع في هذه الاستثمارات أيضا.

الضيف: أيضا الاستثمار لغير المسلمين في أرض فلسطين هذا حرمه الفقهاء بالإجماع

المقدم: والدليل

الضيف: الدليل على ذلك{وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } هذا أول دليل, الأمر الآخر أن هذا الدين جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور{ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } ونحن كما قال الربعي لرستم “إن الله ابتعثنا لنخرج الناس من جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ” فكيف نحن الآن نريد أن نمنح أرضنا لليهود ليبسطوا عليها الكفر بالله سبحانه وتعالى ونطمس معالم التوحيد.

المقدم: لكن دكتور, هل يمكن أن نسمح للأجنبي بالاستثمار دون أن يمتلك الأرض, يعني هو يريد فقط الاستثمار ولا يريد الأرض التي عليها.

الضيف: هذا ينظر إليه إلى المصلحة التي تعود على الأمة الإسلامية وعلى الشعب الفلسطيني بالنفع, إذا كان هناك استثمار غير مؤذي للأمة الإسلامية ولمصالح الأمة الإسلامية دون تمليك, فهذا يجوز

المقدم: لكن إذا كان المستثمر لنفرض أنه مسلم أندونيسي خليجي تركي

الضيف: حتى الأمر ينطبق على المسلم, إذا جاء المسلم يريد أن يستثمر لصالح الشعب الفلسطيني ولصالح الأمة الإسلامية فلا بأس بذلك, أما إذا هب أنه جاء مسلم وأراد أن ينشئ بؤرة فاسدة في فلسطين لا يجوز بأي حال من الأحوال.

المقدم: دعنا نستثمر الوقت لفاصل آخر

مشاهدينا الكرام فاصل آخر ونعود إليكم فانتظرونا.

 حياكم الله من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة الخاصة بعنوان حكم بيع الأراضي والعقارات لليهود وضيفنا في هذه الحلقة هو الدكتور عبد الله المشوخي عضو هيئة علماء فلسطين عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج.

دكتور دعني أنتقل إلى موضوع أيضا في موضوع البيع مازلنا, ولكن فيما يخص النصارى المسيحيين الفلسطينيين قد تتسرب الأرض أحيانا بطريقة لا يأبه لها وحدث ذلك فعلا, حادثة بطريرك الكنيسة المقدسية الذي ثبت تورطه في بيع, وضج النصارى أيضا واعترضوا عليه, بما تحذر وكيف وهل الحكم يحمل نفس التحريم هذا في ديننا وفي دينهم.

الضيف: أولا بالنسبة للنصارى والمسيحيين في فلسطين ينقسمون إلى قسمين, إذا كان هؤلاء من المواطنين الأصليين في فلسطين وهو ما نطلق عليهم كنا في المصطلح الشرعي أهل الذمة, فهؤلاء لهم ما لنا وعليهم ما علينا, والحقيقة أن الله سبحانه وتعالى قسم هؤلاء إلى قسمين فقال{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ

هُمُ الظَّالِمُونَ } الحقيقة عندما ننظر إلى النصارى في مثل ما حدث بطريرك الكنيسة باع الأرض الوقفية لليهود وللمستوطنين اليهود مقابل 150 مليون دولار, وأيضا بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية أيضا باع هناك أراضي, ووجدنا هناك احتجاج من المجمع الكنسي في مدينة القدس من قبل بعض القساوية كان هناك وتبروا من هذا, وأيضا كان هناك في الأردن احتجاج على بطريرك الكنيسة الكاثوليكية, باختصار شديد نحن إذا علمنا أن هذه الأرض ستؤول بعد ذلك لليهود فلايجوز لنا أن نبيع هذه الأرض, أما إذا كان الأرض على أساس هؤلاء نصارى يعيشون معنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا فيجوز بضوابط بأن نضبط عدم انتقال الأرض

المقدم: هم في دينهم يحرمون أيضا, هل من ضوابط دينية واجتماعية تحرم أيضا.

الضيف: الذي حدث أنه في أيام العهدة العمرية أن نفس النصارى, سفرنيوس اشترط على عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا يجاورهم اليهود, فإذا النصارى اليوم أرادوا أن يسيروا على نهج الذين سبقوهم فالأصل أن لا يبيعوا لليهود وأن لا يجاورهم اليهود.

المقدم: دكتور النصارى يعيشون بين المسلمين تزداد ذريتهم ينتجون مشاريع وبالتالي يحتاجون إلى الأرض فهل يجوز للفلسطيني أن يبيع هذا النصراني أولا ثم كيف يضمن الفلسطينيون عدم تسرب الأرض من أيدي النصارى إلى أيدي اليهود.

الضيف: يجوز للفلسطيني أن يبيع النصراني الذي يعيش بين أظهرنا إذا كان من المواطنين الفلسطينيين ولكن بضوابط تضمن عدم إنتقال هذه الأرض إلى اليهود, وهذا الأمر بالمناسبة أيضا لا ينطبق فقط على النصارى أيضا ينطبق على المسلمين أنا إذا علمت أن المسلم هذا الذي سيشتري الأرض سيبيع الأرض أيضا نفس الأمر يعني لا فرق.

المقدم: نعم, يعني هناك دكتور كما تعلم أشياء كثيرة من كتب وسياسات ومعلومات تأكد أن التحديات كبيرة التي, داخليا وخارجيا التي تقوم على دعم الكيان الإسرائيلي لتثبته في أرضنا في أرض فلسطين هنا يتعاقد الدور والتحدي علينا, نريد أن نأخذ الأمة شريحة شريحة, نأكد على دورها ونبين للجميع كل في مسؤوليته وفي دوره ما هي الخطة المطلوبة منه, مثلا ما هي الخطوات المطلوبة من الشعب الفلسطيني كي يحافظ على أرضه وخصوصا أهل القدس.

الضيف: أولا لاشك كما تفضلت أن هناك تحدي كبير جدا لأن هذا الكيان يقوم على الدعم الخاجي سواء بالأموال أو بالبنين كما قال الله عز وجل{وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا}, المطلوب من الشعب الفلسطيني وبالذات أهل القدس المطلوب أن يصبروا ويصابروا ويرابطوا ويعلموا أن العاقبة للمتقين, والأيام دول لا يظن أبناء فلسطين وأبناء القدس بالذات أن اليهود سيكونون بهذه القوة وسنبقى نحن بهذا الضعف{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} وكما يقول الشاعر”فيوم علينا ويوم لنا  ويوم نساوي ويوم نسر” وإن شاء الله أهل القدس أن يسروا قريبا, فالمطلوب من أهل القدس أن يصبروا ويثبتوا ولكن لا يكفي هذا أن نراقب من بعيد ونقف نحن مكتوفي الأيدي أبناء القدس جزء من الأمة الإسلامية(ومثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد) يجب أن نضع أيدينا مع أيدهم وأن نعينهم ماديا ومعنويا ونشعرهم أننا نحن وهم في خندق واحد.

الضيف: نبقى في دورهم وسنأتي إلى دورنا نحن

المقدم: أولا الرباط, عدم البيع, تربية الأبناء والنشء على حلقات كتاب الله والقرآن الكريم, بالمناسبة دكتور عمر أريد أن أشير إلى نقطة خطيرة جدا أن من ضمن الأمور التي يقوم فيها في القدس هو إشاعة الفساد في الشعب الفلسطيني ولا سيما المقدسيين, في المخدرات

المقدم: من قبل الصهاينة

الضيف: من قبل الصهاينة ليفسدوا أبناء القدس لأنهم يعلموا تماما أن المقدسي إذا تمسك بالكتاب والسنة سيتشبث في أرضه وأنه إذا وقع في براثن الفساد والمخدرات أنه لا يكترث لهذا الأمر

المقدم: جميل

الضيف: فهذه القضية يجب أن ننوه إليها

المقدم: ننتقل إلى وزارات الأوقاف في الدول العربية والإسلامية هل لها من دور في تثبيت الفلسطينيين في أرضهم.

الضيف: والله وللأسف الشديد أن دور وزارات الأوقاف هو وقف كل مساعدة للأسف الشديد

المقدم: هذا مفهوم الوقف

الضيف: هذا هو مفهومهم للأسف الشديد, أنا أقول للأمانة أن وزارات الأوقاف عليها عبئ شديد جدا, أنا لا أتهم كل الموظفين وكل وزارات الأوقاف في ذلك, لكن من جديد أصبح الموظف الذي يتوظف في وزارة الأوقاف إن كان موالي لسياسة الدولة فقد ولوه وإن كان موالي لله ورسوله فقد تولوا عنه, للأسف الشديد لك أن تتخيل أن في وزارات الأوقاف في بعض الدول العربية تعمم, محظور الحديث عن القدس, الحديث عن التهويد الذي يحصل في القدس بل وتحاسب وتحاكم من يتحدث عن هذا الموضوع, فوزارة الأوقاف للأسف الشديد لم تقم بدورها المناط بها

المقدم: طيب دكتور دور السلطة الفلسطينية في تثبيت الفلسطينيين في أرضهم وتثبيت الأرض لهم.

الضيف: يعني هناك شاهد كبير جدا على أن رئيس لجنة القدس الأخ حاتم عبد القادر قدم استقالته للسلطة من رئاسة القدس وبين أنه لا يوجد أي اهتمام أو عناية ومن المؤسف جدا أن ما حدث في القدس في التهويد الأخير مع قيام كنيس الخراب والكنس الأخرى التي سوف تقوم في القدس أن هناك كان دور للشرطة الفلسطينية في قمع أي مظاهرات أو أي احتجاجات في الضفة الغربية لما يحدث من تهويد في القدس والأصل كان العكس تماما للأسف الشديد, وكأننا أصبحنا نحن واليهود في خندق واحد في مسألة التهويد.

المقدم: ولكن السلطة لديها وزارة أوقاف أيضا

الضيف: حتى وزارة الأوقاف للأسف الشديد كان موقفها سلبي جدا إلى أبعد الحدود, في الوقت الذي نجد أن وزارة الأوقاف تدافع دفاع مستميت عن رئيس السلطة لم تدافع بنفس الحماس عما يجري في القدس من تهويد.

المقدم: دعنا ننتقل إلى القليل من التفاؤل في الدور التركي الذي بدأ قديما في الحفاظ على هذه الأرض ومنها موقف السلطان عبد الحميد كما تعلم, وهذه الأيام مواقف أردوغان وتصريحاته هذا الموقف التركي ألا يحرج الموقف العربي المتخاذل في تثبيت الأرض أيضا.

الضيف: أولا مواقف السلطان عبد الحميد رحمه الله موقف مشرف جدا فعندما عرض عليه اليهود رشوة كبيرة جدا له ولخزينته وتسديد الديون لكي يبيعهم أرض فلسطين قال أرض فلسطين ليست ملكي هي ملك لجميع المسلمين, ونحن نستشعر أن أردوغان يسير على نفس الطريق نسأل الله عز وجل له الثبات على هذا الحق, في الحقيقة أما بالنسبة للدول العربية نعم هذا أمر قد كشف القناع عن الدول العربية, والدول العربية ينطبق عليها المثل”إن لم تستحي فاصنع ما شئت” فلا يكترثوا بهذا الأمر.

المقدم: وعدتك دكتور أن ترجع لدور الأمة في تثبيتهم.

الضيف: هناك قضية مهمة جدا, من المؤسف جدا أن قضية الأمة قضية فلسطين كانت قضية تهم جميع المسلمين ثم تحولت إلى قضية تهم الدول العربية ثم تحولت إلى قضية تهم دول الطوق ثم تحولت إلى قضية وبقدرة قادر مسؤولية منظمة التحرير عنها, ثم تحولت إلى فصيل فلسطيني ثم الآن نجد أن هناك بضع أفراد يعبثون بهذ القضية, الأصل أن نعيد هذه القضية إلى مربعها الأول إنها قضية المسلمين جميعا القضية التي هي قبلة المسلمين القضية التي يوجد فيها مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم القضية التي تشد إليها الرحال القضية يلي هي قضية أرض الأنبياء ونحن الوحيدين الأمة الإسلامية المسؤولين عنها لأننا نحن نؤمن بجميع الأنبياء ولا نفرق بين أحد من الأنبياء جميعا, فيجب علينا أن ندعم هذه القضية وأن ندعم المقاومة وندعم الشعب الفلسطيني ندعمهم علميا ندعمهم ثقافيا ندعمهم بحلقات القرآن الكريم وندعم كل أمر يؤدي إلى مقاومة اليهود، نقطع العلاقة مع اليهود ندعم الشعب الفلسطيني من جميع الجوانب وهذا الواجب يقع أولا على عاتق العلماء, أولا على أئمة المساجد، على الصحفين على الكتاب، على الأدباء على الفنانين على جميع شرائح المجتمع، يجب أن تساهم، على الآباء أيضاً أن يعلموا أولادهم، قضية فلسطين تهم كل مسلم وليس فقط الفلسطيني يهمه الموضوع، وأن هذه القضية الأصل أنها جزء من ديننا وأن كما قال الفقهاء أن من المعروف أن في الجهاد في سبيل الله, أنه إذا سلب شبر من أرض فلسطين يجب أن يصبح الجهاد فرض عين على كل الأمة الإسلامية وهذا يسمى بجهاد الدفع, فيجب علينا أن نحرر فلسطين ولا نتركها بأيدي اليهود ويجب أن يعلموا أيضا أن خطر اليهود ليس فقط على الشعب الفلسطيني بل هو خطر على الأمة الإسلامية وعلى جميع الأراضي في الأمة الإسلامية .

المقدم: دكتور نحن أصلا قبل ذلك تناولنا موضوع جهاد الدفع وجهاد الطلب في حلقة, لكن نريد أن نسأل السؤال الأخير في هذه الحلقة أيضا, الإسرائيليون عملوا على تنفيذ شعار أرض أكثر وعرض أقل وسعوا إلى ذلك بطرق مختلفة بالإغراءات أحيانا ولم تفلح بالمجازر وتمت لفترة والآن استوعب الشعب الفلسطيني الدرس وهو ثابت في أرضه, فتشبثوا وبقوا, هل من نماذج أيضا مشرفة في هذه الأيام ترفض البيع حتى نختم بالقليل من التفاؤول.

الضيف: أولا أنا أحيي صمود الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات, وما وجود الأسرى بالآلاف في السجون الاسرائيلية وما استشهاد العدد الهائل من الفلسطينيين, وما يحدث من اعتصامات ومظاهرات ومواجهات وإنتفاضات منذ البداية إلى اليوم يدل على أن هذا الشعب الفلسطيني شعب عظيم وقدم التضحيات الكثيرة جدا, ولكن أنا أريد أن أذكر نماذج على ذلك هناك رجل شيخ كبير فلسطيني عرضوا عليه اليهود أن يبيعهم العقار وقدموا له شيك مفتوح ولك أن تتخيل أن قدموا له شيك مفتوح ولك أن يكتب الرقم الذي يريد

المقدم: نعم, وهذا ليس مبالغة وقد حصل

الضيف: لا لقد حصل إنها ليست قصة خيالية فقال اجمعوا لي توقيع مليار وثلث مسلم على أن أتنازل عن هذه العقار بعد ذلك سوف أتنازل, هذا الشيخ ما أدري إذا مات رحمه الله, هذا الشيخ يعلم تماما أنه لا يجوز له التنازل, الأمر الآخر في مثال آخر قريب جدا, يعني في إمرأة من كامل الكرد عرضوا عليها مقابل العقار عشرة مليون دولار فرفضت ثم زادوا بخمسة مليون فرفضت ثم دخلوا وأخرجوها من البيت بالقوة فنصبت خيمة على بعد 500 متر من بيتها وبقيت معتصمة أمام هذا البيت, أيضا الأمر ينطبق أيضا على أم جهاد الطحان, نعم هناك نماذج تضحي وإذا أنت ترى بالتلفزيون على مستوى شجرة يريد اليهود أن يصادروا هذه الشجرة تجد إمرأة تحتضن هذه الشجرة وتتشبث بها وتحتضنها وتدافع عنها بكل ما أوتيت قوة, نعم هذا شعب عظيم والمستقبل لنا إنشاء الله بإذن الله وكما ذكرت{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} وليعلم الجميع أن فلسطين ستعود إلى حاضرت الدولة الإسلامية شاؤوا اليهود أم أبوا, سوف نصلي بإذن الله تحت راية التوحيد ونسأل الله عز وجل أن يثبتنا على الحق وأن يرينا هذا اليوم قريبا بإذن الله.

المقدم: آمين, …………. زيتونة في التراب, القصة ليست قصة لا تراب ولا أرض لكنها قصة وقف الأرض الفلسطينية الإسلامية, وبهذا ينتهي وقتنا معك دكتورنا.

مشاهدينا الكرام أما أنتم فلكم جزيل الشكر الموصول منا في برنامج فقه القضية ومن طاقم البرنامج, ونشكر الدكتور الضيف عبد الله المشوخي عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج وإلى أن نلتقي في الأسبوع القادم هذه تحيات محدثكم عمر الجيوسي والسلام عليكم.