الحلقة 16 الجهاد بالمال في سبيل الله

    

ضيف الحلقة: الدكتور نواف التكروري      عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين في الخارج.

المقدم: عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 11-3-2010م

يوتيوب

المقدم: مشاهدينا الأحبة سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته, يقول الله تعالى: {هَا أَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}, وفي الوقت الذي تغلق فيه المؤسسات الخيرية ويمنع التبرع ويحاصر فيه بالجدار الاسرائيلي والجدار العربي, نشاهد دعما دوليا للكيان الصهيوني بأموال المسلمين, ورغم أن المال اليهودي في الولايات المتحدة لايتجاوز 10% من اقتصاد الولايات المتحدة إلا أن الصهاينة استطاعوا شراء القرار, ورغم أن ملايننا تصرف على القمم إلا أنه لا قرار, ورغم أن ملايننا تصرف على جيوشنا إلا أنه لا سلاح, ورغم أن ملايننا تصرف على الأزياء والزينة إلا أنه لا خزينه, إلا أن الملايين من أبناء الأمة باعوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله فلله ميراث السموات والأرض, الجهاد بالمال في سبيل الله هو عنوان هذه الحلقة ومعنا الدكتور نواف التكروري عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج, نرحب بكم دكتور نواف في برنامج فقه القضية.

الضيف: حياكم الله

المقدم: أكرمكم الله, دكتور في البداية يقول الله عز وجل:{وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ}, نلاحظ في هذه الآية أنها تقدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس, هل هناك مراتب للجهاد في سبيل الله؟ نلاحظ في هذه الآية أنها تقدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس.

الضيف: الحقيقة ليس في هذه الآية في كل آيات القرآن الكريم، قدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس، إلا في آية واحدة: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}

فالجهاد بالمال قدم على الجهاد بالنفس، أينما ورد في كتاب الله تعالى.

المقدم: لماذا هذه الخصوصية، هل هذه الخصوصية خصوصية صهيب إذ نزلت فيه.

الضيف: إن الله اشترى.

المقدم: نعم, صهيب بن الرومي

الضيف: لا، لايوجد لدي سبب نزوله الآن لا أذكره, لكن لأن الموضوع متعلق ببذل النفس, إن الله اشترى النفس ويريد أن يقدمها ويجود بها, الله سبحانه وتعالى اعطى النفس واشتراها من الإنسان.

المقدم: لكن بقية الآيات

الضيف: وهذا يستقصيه ابن القيم رحمه الله أنه لا يوجد آية تتحدث عن الجهاد في سبيل الله إلا تقدم الجهاد بالمال أولا ولكن لا لأنه افضل بل لأنه الأسبق فبدونه لا يكون جهاد بالنفس بالمال وتتوفر اسباب الجهاد بالنفس, لا نستطيع أن نمارس الجهاد بالنفس, فالجهاد بالمال هو التهيئة الحقيقية للتمكن من ممارسة الجهاد بالنفس وهذا دليل على أهمية المال وعلى أهمية الجهاد بالنفس والرسول صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة قال: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) أو كما قال صلى الله عليه وسلم, فالجهاد بالمال سر الجهاد بالنفس ولا بد منه له, فلا نستطيع أن نحرك جيوشا ولا أن يقوم المجاهدون عصابات أو خلايا إلا وهم بحاجة إلى المال, وهذا المال يحتاج إلى من يجود به ويبذله ويقدمه.

المقدم: وكأنك تريد أن تقول دكتور بأن الذي لا يضحي بماله لا يمكن أن يتقدم خطوة ويضحي بنفسه

الضيف: طبعا وكأنها مرتبة, وابن القيم رحمه الله أيضا, يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراتب الجهاد كلها فجاهد بلسانه وجاهد بماله وجاهد بنفسه صلى الله عليه وسلم فأتى على مراتب الجهاد كلها صلى الله عليه وسلم, كذلك نحن مدعوون من خلفه ومن وراءه صلى الله عليه وسلم أن لا ندخر وسعا بالجهاد والذي يجاهد بماله كما تفضلت, يمكن أن يجاهد بنفسه, ولكن الذي يبخل بماله لا يمكن أن يجود بنفسه.

المقدم: وذكرت الآية منكم من يبخل

الضيف: ذكرت {فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ}, لا أريد أن أستبق الأمور لعلها تأتي بسياق الكلام.

المقدم: ونحن لا نريد أن نستبق الأمور

الضيف: فمن {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ} سواء جاهد بماله أو بقلمه أو بنفسه إنما يجاهد لها.

المقدم: ونحن لا نريد أن نستبق الأمور فلدينا حلقة إن شاء الله قادمة عن الجهاد بالنفس, لكن ذكرت من مراتب الجهاد, الجهاد باللسان أيضا والجهاد بالنفس والجهاد بالمال إذا

الضيف: جهاد النفس وجهاد الشيطان هذه

المقدم: نعم, هناك تقسيمات أخرى الدفع والطلب, لكن نعيد أين تأتي مكانة الجهاد بالمال في هذا الترتيب؟

الضيف: أنا أقول بأن الجهاد بالمال هو سر الجهاد بالنفس

المقدم: بنفس المرتبة الأولى

الضيف: طبعا, ولذلك عامة الفقهاء ومنهم الإمام الجهيني يبين أن حكمه كحكم الجهاد بالنفس بل هو أولى بالحكم

المقدم: ما هو حكمه؟

الضيف: حكمه حكم الجهاد بالمال إذا كان العدوان واقعا على بلاد المسلمين كما هي حالتنا حتى لا نسرح بالتفصيلات الكثيرة, فرض عين على كل قادر أو فرض عين على كل بقدره

المقدم: على كل بقدره, جميل

الضيف: على كل بقدره, يعني لذلك البذل, الجهاد تعريفه باللغة بذل الجهد والوسع من أجل تحقيق الهدف المطلوب, والجهاد المالي هو بذل الوسع يعني بذل المال ليصب بتحقيق الهدف المقصود, ولذلك بذل القليل من المال بذل القليل من الفقير جهاد لأنه يجد جهدا وعنتا للحصول عليه وتقديمه ولذلك منه جهاد, وبذل القليل من الغني ليس جهادا لأنه يخرجه من غير جهد وهذا معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (سبق درهم مئة ألف درهم قال فصاحب الدرهم درهمان أخذ من جهد ماله وصاحب المئة ألف درهم أخذ من عرض ماله) أخذ الطرف, فلا شك أن صاحب الدرهم في الأجر قدر خمسين بالمئة من ماله وصاحب المئة ألف درهم ربما قدم واحد بالمئة

المقدم: دكتور الظروف الآن تغيرت فهل يختلف حكم الجهاد بالمال حسب ظروف المسلمين أم أن الحكم ثابت

الضيف: هو شوف هذه الاحكام تدور مع الكفاية تحقيق الكفاية

المقدم: من الشروط

الضيف: تحقيق الكفاية تحقيق الحاجة, هي بالأصل فروض الكفاية وفرض عين, إن صار الجهاد فرض عين بالنفس فرض عين واحتيج إلى المال صار الجهاد بالمال فرض عين حسب القدرة, كذلك نقول الجهاد بالنفس فرض عين وهو فرض عين بالقدرة ولذلك قال الله سبحانه وتعالى{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ} وحتى هو فرض عين

المقدم: ولكن لا نريد أن يأمن المشاهد بالجلوس

الضيف: لا أنا أقول لا فرق بين فرض الكفاية وفرض العين في مسألتنا أما كيف؟ فما هو فرض الكفاية ليس كما يعرفوها, وأنا أريد أن اختصر الطريق عليك, ليس كما يعرفه الكثير من الناس إذا قام به البعض سقط عن الآخرين

المقدم: هذا مغلوط

الضيف: طبعا, هذا يصح على صلاة الجنازة أما هو تعريفه الحقيقي, هو الذي إذا قام به من يكفي, يعني يحقق الغاية, سقط عن الآخرين, هذا هو فرض الكفاية, وبالتالي إذا اردت أن تقول عن الجهاد الآن في زماننا فرض كفاية فقل, هل قام به من يكفي؟

المقدم: لا

الضيف: يبقى مطلوبا من الجميع حتى يقوم به من يكفي

المقدم: صحيح

الضيف: هذا هو فرض الكفاية حقيقة, وبالتالي نحن نعتبر أن فرض الجهاد الآن بالمال والنفس مطلوب منه أن نحقق الحاجة للمجاهدين وحاجة أسرهم من بعدهم للقيام بالمهمة الملقاة على عاتقهم, إذا تحقق ذلك فلا إثم على أحد إن شاء الله

المقدم: نعم إن شاء الله أسر المجاهدين والشهداء إن شاء الله

الضيف: إن لم يتحقق فالمسؤولية قائمة على الأمة جمعاء, والكل يمكنه أن يسهم

المقدم: نريد أن نرغب أنفسنا والمشاهدين بوعد الله عز وجل وعده تعالى أن المجاهدين بأموالهم لهم أجر عظيم, كذلك جاءت طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة في ذلك الترغيب, حبذا لو تعطونا بعض هذه النصوص.

الضيف: الله سبحانه وتعالى قال: { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ} حتى أن الإنسان إذا لم يملك نفسه أي عجز وحيل بينه وبذل مستطاعه من المال كان كمن خرج بنفسه, اذ أنه يكون بذلك برهن على صدق دعواه بأنه محب للجهاد, فالمجاهد بماله موعود بالجنة كالمجاهد بنفسه والمجاهد بهما عند الاستطاعة نفس الوعد والمجاهد بأحدهما بالنفس أو بالمال هو موعود بالجنة من الله سبحانه وتعالى ما دام لا يملك إلا مابذل وما قدم سواء كان جهادا بالنفس أو جهادا بالمال ربما يكون الإنسان قادرا في جسده لكنه لا يملك شيئا, حتى أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم كان يأتي للرسول صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد وهو لا يملك دابة يركبها ولا يملك سيفا يحمله وكان يهيأ له ذلك كمن خرج بنفسه وماله لأنه ليس له مال

المقدم: نريد أن نركز على

الضيف: وكذلك الآن من خرج بماله أو من أخرج ماله وهو لا يستطيع أن يخرج بنفسه كان كمن خرج بماله ونفسه, لأن الله سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين كطلع على أحوالنا ويدلل على ذلك بصدق فعالنا, أما الأحاديث والنصوص التي تدعوا إلى الجهاد بالمال كثيرة وكثيرة جدا التي تنص على الأجر المضاعف للمجاهد بماله, الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا) سواء

المقدم: لكن لا تسقط عنه الفريضة

الضيف: الآن في حالة فرض العين لا تسقط عنه الفريضة إلا إذا حيل بينه وبين ذلك, وفي حالة فرض الكفاية الرسول صلى الله عليه وسلم قال (يخرج من كل اثنين واحد منهما وليخلفه الآخر والأجر بينهما)

المقدم: ما شاء الله

الضيف: لأن الأمة في أوقات الكفاية لايمكن أن تتفرغ كلها للخروج للقتال, والجهاد أصناف حتى أن الله سبحانه وتعالى سمى النفير للعلم من أجل تنبيه الناس وتذكيرهم سماه نفيرا جهادا }{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ} فهذا الجهاد جهاد باللسان والله سبحانه وتعالى انزله منزلة النفير فالأمة بحاجة إلى كل ذلك والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة أي فلان أي فلان هلم) يعني من أنفق فرسين أو ما يجاهد عليه

المقدم: للتحبب يعني

الضيف: نعم يا فلان تعال ادخل إلى الجنة, هذا من أنفق في سبيل الله سبحانه وتعالى

المقدم: دكتور هناك بعض الدعاة يرفض لفظة أو تعبير تبرعات, التبرعات التي تجمع لأسر الفلسطينيين المجاهدين وإلى آخره, ولذلك نسأل هل يصح إطلاق لفظ التبرعات على ما ينفق لأجل فلسطين؟ وإن كان يعني في ضيق وتضيق على ذلك

الضيف: نعم, أضيف حديثاً لو سمحت لي

المقدم: تفضل سريعا

الضيف: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل دينار ينفق الرجل دينار على داره ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله) هذه من أفضل الأموال التي تنفق رواه مسلم هو حديث صحيح, أما إطلاق لفظ التبرعات على البذل للمجاهدين أعتقد أنها ليست تبرعات خاصة عند الحاجة, هي ليست تبرعات إنما هي قيام بالواجب, والحقيقة أن الباذل هو بحاجة إلى البذل لانه إنما يدافع عن نفسه

المقدم: هل لك أن تبسط لنا المسألة دكتور, كيف واجب والتبرع والصدقة والزكاة واجب كيف؟

الضيف: أنا أقول المجاهد بماله ليس متطوعاً المتبرع هو التطوع فهو ليس متطوعاً إنما يقوم بواجبه بأمر كلف به فلا نستطيع أن نقول متبرع, إنما اصطلح الناس على القول تبرعات ونحو ذلك, نحن لا نقف عند هذه المصطلحات نقول مادام صلحت النوايا لكننا نريد للناس أن نرشدهم وأن نوجههم أنهم إنما يقوموا بواجب الجهاد المطلوب منهم وليسوا متبرعين فيما يقدمون, بل إنهم يبذلون لأنفسهم, في الحقيقة تحضرني قصة قالها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله فيما يتعلق بالشح والبخل بدفع المال في سبيل الله عندما بدأ اليهود إعدادهم لاحتلال فلسطين عام 1948 شكلت لجنة لجمع التبرعات من أجل الدفاع عن فلسطين وكان على رأسها الشيخ رحمه الله علي الطنطاوي فيقول أنه من بين من زارهم تجار كبار في القدس وطلبوا منهم أن يتبرعوا فقالوا نحن نعرف متى نتبرع وكذا وأنا لا أريد أن أقص تفصيلات القصة فهي طويلة وقد ذكرتها في كتابي “الجهاد بالمال” بالكامل, قال ثم عدت بعد أن احتلت فلسطين للصلاة بالمسجد الأقصى فإذا رجل شيخ عجوز يمسك بيده طفلا مكشوف الظهر حافي القدمين فقلت هذا أعرفه فإذا به الرجل الذي كان من كبار التجار فقال لما سألته حاول الفرار مني ثم في النتيجة النهائية قال ليتنا نكون عبرة لإخواننا في عمان في دمشق في القاهرة ليتني بذلت نصف مالي ولا يجري الذي جرى, فلا شك, ولذلك ربنا سبحانه جل شأنه قال: {وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء}

المقدم: دعنا دكتور مع هذه القصة اللطيفة المعبرة أن نتوقف لفاصلنا الأول

مشاهدينا الكرام لحظات ونعود إليكم بإذن الله.

المقدم: نرحب بكم من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة الجديدة بعنوان الجهاد بالمال في سبيل الله وضيفنا هو الدكتور نواف تكروري عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج

دكتور نواف دعني أسألك الآن بعد أن ذكرت هذه التفصيلات, على من يجب الجهاد في سبيل الله؟ بمعنى آخر يعني من هو الذي ينبغي أن يجاهد بماله في سبيل الله؟

الضيف: تقصد الجهاد بالمال

المقدم: نعم

الضيف: نعم, لكني أريد أن أقرأ عليك قول الإمام الجويني في حكم الجهاد بالمال وأولويته قال” إذا وطئ الكفار ديار الإسلام فقد اتفق حملة الشريعة قاطبة على أنه يتعين على المسلمين أن يخفوا وأن يطيروا إلى مدافعتهم زرافات (أي جماعات) ووحدانا وإذا كان هذا دين الأمة ومذهب الأئمة فأي مقدار للأموال في هجوم هذه الأهوال لو مست إليها الحاجة, وأموال الدنيا لو قوبلت بقطرة دم لم تعدلها أو توازيها ” إذا كانت النفوس تبذل فالأموال ينبغي ألا يحتفظ بها أبدا, أما على من يجب الجهاد بالمال؟ فربما أشرنا إشارة سريعة للموضوع, الجهاد بالمال يجب على كل بقدر طاقته بقدر إمكانه فالغني ينبغي عليه أن يبذل بقدرته وإمكانيته وغناه من ماله الكثير وأن يجعل جزءاً من ماله لهذا الغرض والفقير ينبغي أن يدرب نفسه وأن يقتطع حتى من الصدقات التي يأخذها لكي يبذل للجهاد وليجاهد بماله فالجهاد بالمال مطلوب من الجميع والإسلام علمنا شيئاً وبه صدقة الفطر, صدقة الفطر مطلوبة من الغني والفقير حتى الفقير الذي يتلقى صدقة الفطر يخرجها فالإسلام أراد أن يعلم أبناءه جميعا أن لا تشح أنفسهم ولا تتعلق بالدنيا خاصة إذا تعلق الأمر بعزتهم وكرامتهم فلا بد للكل أن يبذل ولكن بالتأكيد لن يكون التكليف للفقراء والأغنياء على حد سواء

المقدم: لكن إذا ممكن التوضيح ما هو المقدار الأدنى والمقدر الأعلى المقبول في بذل المال ؟

الضيف: هو المقدار المطلوب سد الحاجة لا نستطيع أن نحدد

المقدم: والحاجات كثيرة الآن

الضيف: صحيح, نعم ولذلك مر زمان نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ادخار الطعام في البيت قال: (كنت قد نهيتكم عن ادخار نعوم الأضاحي لأجل الدفع فكلوا وادخروا ) إذا وجدت الحاجة, وإلا يا أخي الكريم ويا أيها الأخوة المشاهدون جميعا ما قيمة المال الذي ندخره في جيوبنا وفي بنوكنا ومقدساتنا تداس وأرضنا وحرماتنا تنتهك وأعراضنا غير مصونة ما قيمة المال؟ أصون عرضي بمالي لا أدنسه    لا بارك الله بعد العرض بالمال     أصون وطني بمالي لا أدنسه       لا بارك الله بعد الوطن بالمال, فينبغي للإنسان أن ينسى ذاته وان يتجاوز حظ نفسه من أجل نفسه

المقدم: دكتور دعنا نأخذ هذا الاتصال,

أخي أحمد من جدة تفضل

المتصل: ألو

المقدم: تفضل أخي, الأخ أحمد هل لا زال معنا

نعم, يبدو أن الخط قد انقطع, وننوه للسادة المشاهدين الكرام الراغبين بالاستفسار أو المداخلة يمكنهم الاتصال على الأرقام الظاهرة أمامكم على الشاشة, معنا محمد من غزة, تفضل أخي محمد

المتصل: السلام عليكم

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله

المتصل: كيف حالك فضيلة الشيخ؟

الضيف: حياك الله, الله يبارك فيك

المتصل: بدي أسأل بس سؤال, بالنسبة للذين يعتقلون المجاهدين

الضيف: بالنسبة لماذا؟

المقدم: اعتقال المجاهدين

المتصل: أحيانا الأمور تصل إلى القتل كمان, تصل لقتل المجاهدين الذين يحررون البلاد ويدافعون عن المقدسات وعن البشر وحاطين القائد المسؤول عنهم واحد أمريكي تبع دايتون, ما الحكم؟ لو جاؤوا يعتقلون وقاومهم وقتل أحد منهم أو هم استشهد, ما الحكم في هذا الأمر؟

المقدم: هل لديك سؤال آخر أخي ؟

المتصل: بارك الله فيك, بس هذا السؤال حابب أستفسر

المقدم: نعم, سيجيبك الشيخ إن شاء الله, لكن نأخذ أيضا الأخ محمد من مصر تفضل أخي محمد

المتصل: السلام عليكم

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله

المتصل: أريد أن أسأل سؤالا, نحن كشباب مسلم موجود بالدول العربية كمصر وغير الدول العربية, لا يوجد منظمات توجهنا ناحية أن نساعد إخواننا في فلسطين ولا يوجد مؤسسات تساعد على مساعدة إخواننا في فلسطين, دور الشباب المسلم بمساعدة إخواننا في فلسطين دور الشباب المسلم خارج فلسطين بمساعدة ودعم إخواننا في فلسطين, لو يستطيع الشيخ أن يوجهنا

المقدم: نشكرك على الاتصال, هل لديك سؤال آخر أخي محمد؟

المتصل: لا جزاكم الله خيرا

المقدم: حياك الله سيدي

دكتور السؤال الأول يقول من المتصل من غزة اعتقال المجاهدين وربما تحدث بينهم مشادة فيضطر بعضهم للقتل, فما حكم مقاومتهم أو قتالهم وماذا تنصح في هذا المجال ؟

الضيف: لا شك أن اعتقال المجاهدين جريمة نكراء, خاصة ونحن نرى ما نرى من حاجة الشعب الفلسطيني لمقاومة العدو الذي يريد أن ينتهك الحرمات ويعتدي على المقدسات ونرى راحة هذا الكيان في هذا الوقت بالذات في ممارسة إجرامه وعدوانه على المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي وغيرهما من البقاع والمقدسات وسبب هذه الراحة هو مطاردة المقاومين والوقوف بوجههم أما الذي أراها من هذا فإنه من حق المقاوم وربما من واجبه أن يدافع عن نفسه حتى يستطيع أن يستمر بمقارعة العدو ولكن الخطاب الأحب إلينا والأولى هو أن نخاطب هذه السلطة أن ترفع هذه القيود وهذه المطاردات عن أبناء الشعب الفلسطيني حتى يتموا مقارعة عدوهم والجهاد في سبيل الله وتحرير مقدساتهم وأرضهم وقد كان للمقاومة والجهاد آثار طيبة علينا أن نرتقي بها لا أن نخذل بها

المقدم: دكتور السؤال الثاني الأخ محمد من مصر يسأل عن الشباب الذين ليس بيدهم حيلة ويتحرق شوقا لمساعدة إخوانه وان يقوم بدوره وأن يعذر أمام الله عز وجل

الضيف: أولا

المقدم: ما هو الدور الذي يمكن أن يقوم به هؤلاء؟

الضيف: الدور كبير والكل يمكنه أن يفعل وأنا لا أعتقد أن إنساناً يريد أن يعمل سيجد الأمور موصدة من كل جنب لا شك أن الإنسان ربما يجد بابا مغلقا ربما لا يستطيع أن يسلك بعض السبل ولكن لا بد له من باب يسلك فيه, وأنا أعتقد أولا ولا بد لي من هذه النصيحة, على الشباب أولا أن يتقي الله فهذه أقوى العدة على الانتصار على العدو أن يتربى التربية الصالحة وأن يهيئ له بأن يكون مجاهدا, قال صلى الله عليه وسلم: (إن في المدينة أناسا ما صعدتم جبلا ولا نزلتم واديا إلا شاركوكم الأجر وحبسهم العذر ) فإذا الإنسان استعد وهيأ نفسه وصار بصفات المجاهدين وتخلق بأخلاقهم وتربى بتربيتهم سيفتح له الباب بإذن الله تعالى

المقدم: لكن الأخ يقصد بعد هذا الاستعداد والانضباط بالنفس خارج النفس ماذا يفعل؟ دوره بالحياة

الضيف: الآن  يمكنه من الباب الذي نتكلم فيه أن يكون له أثر بالجهاد بالمال وهو يرى التضييق على المجاهدين أن يخرج في مسيرة وفي مظاهرة تأييدا للمقاومة واستنكارا لحصارها كل هذا يمكنه أن يفعله الشاب العربي والمسلم بل والإنسان الحر في أي بقعة كان وهذا بالنسبة للمسلم واجب من الواجبات وليس من النوافل, ربما ضاقت بنا الأمور وصرنا نظن أن الجهاد الذي يمكن أن نعد أنفسنا من خلاله مجاهدين هو أن نحمل السلاح ونقارع العدو لا شك أن هذا هو ذرة السنام وهذا هو القمة وهذا هو القمة التي ينبغي لكل غيور أن يصل إليها لكن من لم يصل إليها ليس محروما أمامه سبل وأنا أعتقد وأقول لأخي محمد أن على الشباب أن تفكر وأن تتدبر وأن تتناصح وأن تتحرك حتى تنستطيع أن تقدم خدمة فاستعن بالله ولا تعجز

المقدم: دكتور دعنا نأخذ اتصالا آخر سيد أبو طارق من غزة, تفضل أخي أبو طارق

المتصل: السلام عليكم

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله

المتصل: كيف حالك يا أخي العزيز؟

المقدم: حياكم الله ومرحبا بك

المتصل: طبعا بداية نمسي عليك ونمسي على أخونا الدكتور الشيخ حياكم الله

المقدم: أكرمكم الله

المتصل: طبعا صراحة أنا أول شيء بدي أتكلم عن ما يحدث لإخواني بالضفة, صراحة الإنسان حينما يسمع عن ما يحدث للإخوان في الضفة والله أخي العزيز ربما

المقدم: ما الذي يحدث بالضفة أخي؟

المتصل: يتفطر القلب شوقا لأن نكون بين إخواننا في الضفة

المقدم: نعم

المتصل: لكن لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل, وبصراحة أنا أخي العزيز أناشد الأخوة في شتى بقاع العالم أن يجعوا قضية فلسطين هي القضية المحورية وهي القضية التي الجميع يشدوا الرحال إليها وإلى المسجد الأقصى, حيث أن المسجد الأقصى الآن يا إخوة يا كرام كما تعلمون والجميع يعلم في أوج احتياجه للمسلمين وللأسف الشديد إخواني العرب في سبات عميق, نسأل الله العظيم أن يهديهم وأن يهدي الشعوب إلى ما فيه خير, والسلام عليكم ورحمة الله

المقدم: جزاك الله خيرا

أخي أبو عمر أيضا من غزة أخي تفضل

المتصل: السلام عليكم

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله

المتصل: يعطيكم العافية, بدي أسأل فضيلة الشيخ سؤالا مباشرا لو تكرمتم وأرجو أن يجاوب إجابة مباشرة, بخصوص إخواننا المجاهدين في الضفة الغربية لو هذا المجاهد جاؤوا لاعتقاله يلي هم سلطة أبو مازن وفتح, لو جاؤوا يعتقلون المجاهد والمجاهد قاوم ودافع عن نفسه وقتل أحدا من الشرطة الذين جاؤوا يعتقلونه, هل يعتبر قاتلاً؟ أرجو إجابة مباشرة وهل من حقه أن يوجه البندقية ويقتل منهم أم لا يقتل, لأنهم هم جاؤوا إذا ما اعتقلوا يقتلوه وهذا حصل في قلقيلية وفي غير قلقيلية وبارك الله فيكم

المقدم: شكرا لك, وعلى كل, هذا السؤال سأله متصل آخر من غزة وأجاب عليه الشيخ ولكن لا بأس أن يعيد للتوضيح وأرجو أن ينصحنا الشيخ, لكن قبل, طيب ممكن أن تبدأ بهذا السؤال لأن إجابته سريعة

الضيف:  نعم أنا أضم ندائي إلى ندائه بمناشدة الأمة العربية والإسلامية أن تجعل قضية فلسطين القضية الأولى وأناشد معه جامعة الدول العربية باجتماعها القادم أن تتخذ مواقف سليمة تكتب لها عند الله سبحانه وتعالى وأن لا يحرج هؤلاء القادة أنفسهم بين يدي الله عز وجل بالتخلي عن قضية فلسطين وترك متابعتها بكل جزئياتها على الوجه السليم والصحيح الذي يرضي الله تعالى

المقدم: دكتور أنا أود أيضا لو نركز على المسجد الأقصى ولكم اليوم كان مؤتمر صحفي

الضيف: نعم مؤتمر حول المقدسات والمسجد الأقصى, نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرج كرب المسجد الأقصى وكرب أمتنا.

المقدم: أنتم كهيئة علماء فلسطين ماذا تناشدون الأمة بخصوص المسجد الأقصى خصوصا غدا الجمعة

الضيف: نعم, وجهنا نحن في المؤتمر الصحفي نداءً للأمة, أولا للخطباء والعلماء أن يجعلوا غدا يوم المسجد الأقصى وللشعوب أن تخرج للشوارع وللحكام أن يولوا اهتماما  لقضية المسجد الأقصى وحقوقه وكان في بيان ولن نعيده الآن, أما سؤال الأخ أبو عمر في موضوع المجاهدين في الضفة الغربية, أقول أن من حق المجاهدين أن يدافعوا عن أنفسهم لا سيما أن الذي يريد, بل من واجبهم, لا سيما أن الذي يريد أن يعتقلهم هو بترتيب سلطة دايتون بكل أبعادها, والحقيقة أن الإنسان يملك أن يدافع عن نفسه قال صلى الله عليه وسلم في الحديث قال ( إذا أراد يأخذ مالي وليس نفسي قال لا تعطه قال أرأيت إن قاتليني قال قاتله قال أرأيت إن قتلني  قال فانت في الجنة قال فهل رأيت إذا انا قتله قال فهو في النار) وإن كنا لا نحب لإخواننا أن يقتلوا أبناء جلدتهم وأن تبقى رصاصاتناوإمكاناتنا لمواجهة العدو المغتصب ومقارعته إنما من حق بل من واجب الذي يعتدى عليه أن يدافع عن نفسه بل أن يدافع عن مشروعه, أنا بالحقيقة الذي أراه أن المسألة ليست مسألة دفاع عن النفس مسالة دفاع عن مشروع لأن هذه الأعمال وهذه الإعتقالات يُراد منها أن تسوق لإلغاء مشروع المقاومة وهذا ما نراه الآن وتوقيفه وإتاحة الفرصة أمام العدو لكي يتصرف على الوجه الذي يريد ولا يجد معوقات في طريقه

المقدم: دكتور لو تكرمت قبل أن نذهب إلى الفاصل نريد أن تنصح هذا الشخص الذي جاء ليعتقل المقاوم أو المجاهد.

الضيف: أقول لهؤلاء الذين يسلطوا على إخوانهم, هؤلاء إخوانهم والله لو إنتهيتم منهم واوقفتم مقاومتهم فإن العدو سوف يشتغل بكم لأنكم ارحتموه من الشغل بهم فعلى هؤلاء الإخوة أن يتقوا الله سبحانه وتعالى فهم مسلمون وإخوانهم الذين يواجهونهم لا يحبوا ولا يريدوا أن تسفك دماء المسلمين بعضهم ببعض ويريدوا أن توفر هذه الجهود وهذه الطاقة لمقارعة العدو المغتصب الذي يدنس مقدساتنا, هذا الذي ينتمي للفصيل الفلاني أو الفصيل الفلاني أو الجهاز الأمني هم أبناء هذا الشعب هم إخوة ولكن يأتمرون بأمر العدو دايتون وتنفيذ مخططاته والبند الأول من خارطة الطريق الذي ينص على إنهاء المقومة فماذا نرجو من  الكيان الصهيوني إذا بالمقاومة يماطل كل هذه المماطلة وإذا بكل إمكانيات الشعب وإرهاقه وغنتزاع أمنه لا يقدم شيئا فكيف إذا شعر بالأمان والإطمئنان, هل سيأتينا ويقدم لنا فلسطين أو أي جزء منها على طبق من ذهب

المقدم: لا.

الضيف: وربنا سبحانه وتعالى يقول في حق هؤلاء اليهود {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا } لا يأتون الناس نقير النقر هو النقر الذي في

المقدم: النواة

الضيف: عجمة التمر أي نواة التمر هذا النقر الصغير مثل رأس الإبرة لا يأتون الناس نقيرا هل سيأتوننا فلسطين هل سيأتوننا المسجد الأقصى, هؤلاء قوم مجرمون قتلة جاءوا ليعتدوا على مقدساتنا لا يصلح معهم إلا لغة الجهاد والمقارعة والمقاومة.

المقدم: جزاك الله خيرا دكتور, ودعنا أيضا نتوقف عند هذا الحماس ثم نرجع إليه

مشاهدينا الكرام دعونا نتوقف مع هذا الفاصل القصير.

من جديد نرحب بكم مشاهدينا الكرام إلى هذه الحلقة التي بعنوان الجهاد بالمال وضيفنا هو الدكتور نواف التكروري عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين في الخارج.

دكتور دعنا نعود إلى محور الحلقة وأن نسأل عن أن مصارف الزكاة الثمانية الواردة في القرآن الكريم إنما الصدقات للفقراء والمساكين, كنت قد تكلمت في بداية الحلقة عن موضوع الزكاة, هل موضوع الزكاة يندرج تحت هذه المصارف الشرعية المحددة في الآية الكريمة خصوصا ان هناك أسر مجاهدين وأسر جرحى وأسر أسرى هل ممكن دفع الزكاة في هذه المصارف.

الضيف: الحقيقة واضح, النص يجعل جزءا في سبيل الله من هذه المصارف الثمانية ولكن أقول ان ربع الزكاة ليس ثمنها ينبغي ان يذهب للمجاهدين وهما ربعان أو ثمنان, ثمن في سبيل الله وثمن بالرقاب في الرقاب من أجل كفاف الأسرى, مقارعة العدو على وجه يضطره للخطف وغيره أن يفك أسر المأسورين فبذل المال في هذا السبيل على تقوية المجاهدين على تحقيق انفكاك الأسرى

المقدم: دكتور على ماذا اعتمدت على أن ربع الأموال تذهب إلى

الضيف: هي ثمانية أقسام ثمن في سبيل الله وثمن في الرقاب فهذا الربع ثمنين, هذه ينبغي أن تذهب للمجاهدين عند الإمام الشافعي ينبغي أن تتوزع الزكاة على الأصناف الثمانية فإذا غاب صنف منها جاز إخراجها من البلد وبعض الناس هنا, أريد أن أعطي ملاحظة, بعض الناس هنا يتكلمون عن نقل الزكاة يجوز إعطاء الزكاة للمجاهدين لكن بنفس البلد أي أهل فلسطين لأهل فلسطين لا يجوز نقل الزكاة, صحيح تكلم الفقهاء بعدم جواز نقل الزكاة من بلد إلى بلد آخر ولكن

المقدم: دكتور هذا البلد الآخر نذهب إليه إلى الأردن, معنا محمود, نأخذ اتصال, نعتذر منك

الأخ محمود من الأردن سؤالك

المتصل: السلام عليكم

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله

المتصل: هو ليس سؤالا, اقتراح, العصيان المدني لم لا يفعل في العالم العربي؟

المتصل: اقتراح, أما السؤال للشيخ

المقدم: هل لديك سؤال غير الاقتراح

المتصل: ……..

المقدم: عفوا

المتصل: لم نسمع عنه من أحد خاصة من مشايخنا من علمائنا

المقدم: طيب, جزاك الله خيرا أخي محمود من الأردن

المتصل: وإياك

المقدم: الله حياك, معنا الأخ أبو جهاد من مدينة الخليل, حياك الله أخي

المتصل: ألو, السلام عليكم

المقدم: حياكم الله وعليكم السلام.

المتصل: سؤال لفضيلة الشيخ

المقدم: تفضل أخي.

المتصل: يزيد فضلك, بدنا نسأل بالنسبة للإخوة بغزة بالنسبة لعملية قتل أطراف المجاهدين بغزة شو تعليقه على الموضوع؟

المقدم: عفوا قتل المجاهدين بغزة تقصد

المتصل: نعم وقطع أطرافهم ما تعليق الشيخ على هذا الحدث؟ شو بسميه أو شو بقول عنه وشكرا لكم

المقدم: شكرا لك, الأخ أبو جهاد من الخليل

دكتورنا هو المتصل من الأردن الأخ محمود يقترح إقتراح العصيان المدني, هل من علاقة للعصيان المدني بالجهاد في سبيل الله.

الضيف: هو اقتراح نقدره والناس تقدره لا شك, لا لكن هذه المسائل الإضراب والعصيان وهكذا, إذا كانت بضوابطها لها حد من المشروعية, إذا كانت بضوابطها وتؤدي الغرض المراد منها

المقدم: على كل, الأخ محمود ممكن أن يتابعنا الأخ محمود في حلقة قادمة عن الإضراب قريبا إن شاء الله, والأخ أبو جهاد يبدو أنه يسأل عن قتل المجاهدين وقطع الأطراف

الضيف: في غزة أو في الضفة اعتقالهم لمنعهم من المقاومة في غزة أو اطلاق الرصاص على أطرافهم, وقوف إن كان هذا قتلا لمجاهد أو الوقوف بطريقه هي جريمة نكراء أياً كان مصدره وبغض النظر عن فاعله

المقدم: وشرعا

الضيف: هل يبيح الإسلام الجرائم هو جريمة؟

المقدم: تقصد المعنى الشرعي

الضيف: طبعا, قتل المجاهدين لا يقبله الشرع بحال من الأحوال وأنا عندما أخاطب وأقول لا تقاتلوا المجاهدين, على شعبنا أن يبقى طليقا يواجه العدو, أما الذي يستغل حريته لأي سبب كان لغير مقارعة العدو, لمقارعة أبنائه فهذا حكم آخر

المقدم: يبدو أن الأسئلة باتجاه والحلقة باتجاه, نريد أن نوجه الحلقة باتجاه الجهاد بالمال فمثلا

الضيف: أريد أن أوضح لك موضوع نقل الزكاة, الفقهاء نصوا على جواز نقل الزكاة حتى الذين قالوا بعدم نقلها في حالات ثلاث, الحالة الاولى إذا كانت الحاجة أكثر فلا شك أن حاجة من في فلسطين من في العراق أكبر من حاجة, الأمر الثاني يوجد هناك صلة رحم له قريب له كذا يُوصى به,

المقدم: سريعا

الضيف: الأمر الثالث إذا غاب السهم عن البلد يعني أنا في هذا المكان ولا يوجد عندي باب للجهاد وموجود في بلد آخر يمكن أن أرسل حصة سهم الجهاد إلى هذا البلد

المقدم: الآن وضح, ثلاثة

الضيف: ثلاثة نعم, الرحم وزيادة الحاجة والسهم

المقدم: دكتور نتخيل أن كل مسلم امتنع عن تقديم هذه الزكاة أو هذه الأموال بحجة أنه يدعم الإرهاب: {هَا أَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} دعوة من الله عز وجل من فوق سبع سموات ما أثرها النفسي والفعلي على الأرض على أهل فلسطين على شعبها على مقدساتها وعلى صمود أهلها؟

الضيف: أقول لك القصة مرة أخرى القصة التي ذكرتها لكني لن أذكرها الآن, النفسي ما هو أثرها, سألني ما هو أثرها على هذا الممتنع أثرها والهوان الذي يلحقه وخراب بيت يلحق شعبه ووطنه وأمته لأن هذا العدو لا يريد أن يتوقف عند حد ولن يكتفي باحتلال فلسطين لولا المقاومة التي وقفت حاجز ممانع لانطلاقه وتوسعه لما اكتفى لما وصل إليه ولذلك المقاومون في فلسطين وفي العراق وفي كل بقاع المقاومة هم لا يدافعون عن البقاع التي هم عليها فقط, وغنما يدافعون عن الأمة بأكملها فدعمهم واجب ولا يجوز التذرع بأي ذريعة فهم يجودون بأنفسهم ولا يكتفون ببذل المال ومن يمتنع عن بذل المال يمتنع عن بذل النفس

المقدم: هم لا يمتنعون لكنهم لا يثقون بأنها ستصل إلى من يريد التبرع له 

الضيف: من يريد أن يتوثق يستطيع أن يعلم ويثق

المقدم: معلومات عنها

الضيف: لا ليس معلومات عنها أبدا أبدا, لو لم تصل كيف للمقاومة أن تصل فلابد أن تصل وأن يبحث عن الجهات التي توصلها لكي توصلها, وأنا أعتقد أن هناك جهات توصلها إلى المجاهدين

المقدم: لكن هل هناك من يعتدي على هذه الأموال أو لا يبذل جهدا لوصولها

الضيف: لا شك أننا لا نعطيها لغير المؤتمن, لا ينبغي أن يعطى غير المؤتمن, لكن أيضا بالمقابل لا يجوز أن نتصنع الشبهات صناعة أو أن نتكلفها تكلفا وأن نجعل هذه الشبهات المصنوعة صناعة ذريعة للتخلي عن الجهاد والمجاهدين

المقدم: نريد ومعنا دقيقة فقط للاسف, لكن نريد أن نسأل عن المرأة التي لها دور رائع في السابق في موضوع المشاركة المميزة بالجهاد بالمال, كيف المرأة تربي أبناءها على هذا الموضوع وبناتها وماذا تقدر, هل توقف؟

 الضيف: أخي الدكتور عمر ليس فقط الماضي بل الحاضر أيضا, لقد ضربت النساء أروع الأمثلة في الجهاد بالمال قديما وحديثا والامثلة على ذلك كثيرة وقد سقت الكثير منها في هذا الكتاب ومنها لا يتسع المجال كما ذكرت, لكن المرأة يمكنها أن توجه أولادها من مصروف بيتهم

المقدم: مضطرين للتوقف فقد وصلنا لنهاية الحلقة

مشاهدينا الكرام نستودعكم الله على أمل اللقاء بكم شاكرين حسن مشاهدتكم واستماعكم وتواصلكم واستفساراتكم ونشكر ضيفنا الدكتور نواف تكروري عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج

وإلى اللقاء مع تحيات فريق البرنامج ومحدثكم عمر الجيوسي.