تأليف: الدكتور نواف هايل تكروري رئيس هيئة علماء فلسطين

تاريخ النشر: 1997م

الناشر: دار الفكر المعاصر

يمكن طلب نسخة مطبوعة من الكتاب من موقع (نيل وفرات) على الرابط التالي:

https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb83300-43711&search=books

وقالوا في النبذة عن الكتاب:

((ضرب المسلمون في الماضي والحاضر أروع الأمثلة في التضحية بالروح والنفس والقيام بالعمليات التي أذهلت الأعداء. وسطرت في التاريخ بأحرف من ذهب مما دفع العدو إلى تحريك عملائه، وتجنيد إعلامه للتشكيك في جدوى العمليات الاستشهادية، والطعن في مشروعيتها، ووصمها بالانتحار والتعصب، والتطرف والوحشية ضد المدنيين والإرهاب وغير ذلك ليوهن في عضد الأمة. ويجفف ينابيع الخير والبر والعطاء والكفاح والنضال والجهاد، ويوفر الأمن للمعتدي الغاصب، وقام الدعاة المخلصون بكشف اللثام وبيان الحق، وعرض أحكام الجهاد عامة، والحركات الاستشهادية خاصة لمعرفة موقعها في الدين والشرع وتحديد أحكامها الفقهية التي نص عليها العلماء والفقهاء والأئمة والمحدثون، ابتداءً من النصوص الشرعية في القرآن الكريم والسنة المشرقة إلى آثار الصحابة والتابعين إلى أقوال المجاهدين، وأفعال المقاتلين والدعاة، لتحرير العقول والأذهان من أدران الغزو الفكري الذي يسعى لتوهين العزائم والإيقاع بين أبناء الدين والأمة والوطن، وهذا ما قام به الباحث نواف هايل التكروري في هذا البحث الموجز القيم، مع الدراسة المعمقة والمنهج العلمي والبيان المشرف والأسلوب الواضح والاستدلال بالبراهين والنصوص والأدلة المنطقية والعقلية والاستئناس بعبر التاريخ القديم والحديث الوطني والأجنبي، وتتبع الموضوع من المصادر الشرعية، والمراجع الأصلية، والدراسات المعاصرة، حتى وصل إلى زبدة الفكر وخلاصة القول في الموضوع. وقد جعل هذا البحث في تمهيد وفصلين أساسيين وخاتمة على النحو التالي: التمهيد: وبين فيه أولاً المقصود بالعمليات الاستشهادية قديماً وحديثاً وصورها. ثانياً: ما يترتب على العمليات الاستشهادية بصورتها الحديثة من آثار. ثالثاً: أمثلة على فعالية العمليات الاستشهادية. الفصل الأول بحث الإشكال القائل بشبه هذه العمليات بالانتحار. الفصل الثاني: بحث الإشكال القائل بأنه يقتل في هذه العمليات مدنيون. الخاتمة: وضمنها أهم نتائج البحث)) انتهى.

*******************************

لتحميل الكتاب كاملاً نسخة pdf

https://drive.google.com/open?id=1vgMeD2uP6oUY8L4P8IQAJZlVksY4Nktd&usp=drive_fs

*******************************

وفي ختام الكتاب قال المؤلف:

إن النتائج التي توصلنا إليها في هذا البحث، مهمة جداً، وجديرة بالاهتمام، والذي أظنه أن هذه النتائج ستكون محل اتفاق، ولا سيما عند أولئك الذين يبحثون عن الحقيقة ولا يتجاوزون حدودها بعد أن حرروا أنفسهم من أسر الهوى والعصبية، وحكموا الدليل واستعملوا النظر والقياس لا مجرد الظاهر.

وربما يبدو للباحث في موضوع كهذا أنه موضوع خلاف بين العلماء قديماً وحديثاً ابتداء لاشتباه هذه العمليات بالممنوع المحرَّم (الانتحار) من جهة، ومن خلال شبهها بالمرغوب الواجب (الجهاد)، ولكن بعد البحث والتمحيص نجد أن القول بمشروعيتها أمر تقتضيه مقاصد الشريعة الإسلامية وتسانده الأدلة وتشهد له الآثار الواردة في ذلك.

ولقد كان لوسائل الإعلام العالمية التي يسيطر عليها اليهود وبعض وسائل الإعلام العربية التي تأثرت بذلك أثراً كبيراً في تحريم هذه العمليات الاستشهادية، ووصفها بأنها غير شرعية، ومخالفة للقانون والأعراف الدولية، حيث نقل كذباً عن بعض العلماء القول بحرمتها، وتصدر أو صُدِّر للفتوى بعدم شرعيتها أناس لا يصلحون لذلك لقلة رأسمالهم العلمي، وجمود نظرتهم الفقهية.

ولعل هذا سبب آخر يجعل المرء يميل إلى القول بأن هذه العمليات موضع خلاف بين العلماء أو يتشكك في مشروعيتها لأن من شأن الإنسان أن يتأثر بما يسمع أو يُكتب.

لكن بعد البحث العلمي المجرد والعميق في فهم الأدلة من الكتاب والسنة والنظر في أقوال العلماء من السلف والخلف في تحديد معنى الانتحار الذي حرمته الشرعية، وإبراز معنى الجهاد الذي ندب الإسلام إليه ورغب فيه، وإلقاء الضوء على الشهادة وتكييفها، نصل إلى النتائج التالية:

أ- العمليات الاستشهادية ليست أمراً محدثاً في عصرنا هذا بل أقدم عليها المجاهدون منذ فجر الإسلام الأول على مرأى ومشهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي مدح فعلهم وشجعهم عليها، وعلى مرأى الصحابة فلم ينكر منهم منكر بل أنكروا على من أنكر ذلك واستعظمه، وفي قول أبي أيوب الأنصاري مصداقية ما نقول.

ب- اتفق العلماء على أن الاقتحام على الأعداء اقتحاماً لا ترجى معه نجاة مشروع ومندوب إذا كان فيه نكاية بالأعداء أو نفع للمسلمين، بل لقد أباح بعض العلماء الاقتحام المهلك بقصد الشهادة فقط وقد ضعفنا هذا القول لأن مظان الشهادة ليست بالاستسلام للموت أو القتل وإنما بإزهاق الأعداء ومقاومتهم.

جـ- أن عامة العلماء قديما وحديثاً على أن هذه العمليات ليست من الانتحار في شيء لأن الانتحار قتل النفس جزعاً أو يأساً من أجل أمر دنيوي، أما العمليات الاستشهادية فتختلف كل الاختلاف عن الانتحار، حيث هي نوع من أنواع الشهادة في سبيل الله تعالى.

د- ذهب عامة العلماء المعاصرين إلى إباحتها، وما وقع بينهم من خلاف فهو حول شروط الإقدام على مثل هذه العمليات وهل هي منوطة بالضرورة أم لا، وبالتالي فإنه يزول هذا الخلاف عندما تستهدف هذه العمليات أعداء كاليهود اغتصبوا البلاد والمقدسات الإسلامية، وأصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم ضد اليهود، ولعل هذه العمليات هي الحل الأمثل والاختيار الأفضل لمحاربة اليهود في عصر تقاعس المسلمون فيه دولاً وشعوباً عن الجهاد.

هـ- أما فيما يتعلق بحكم قتل المدنيين من اليهود في هذه العمليات، فالأصل في الإسلام أن من لا يقدر على القتال لمانع مادي أو معنوي يعتبر مدنياً لا يجوز قصده بالقتل، وذلك يشمل الأطفال والنساء والشيخ الفاني، ورجل الدين المنقطع للعبادة، والمزارع في أرضه المشغول بلقمة عيشه … إلخ، وكل هؤلاء لا يقصدون بالقتل إلا في حالتين:

١ – إذا شاركوا بالقتال فعلاً سواء كان ذلك بحمل السلاح، أم بالإعانة كتقديم الرأي والمال والتشجيع والتحريض وما شابه ذلك.

٢ – إذا اختلطوا بالمحاربين ولم يتمكن المجاهد من ضرب المحاربين إلا بضربهم وهو ما يعرف عند الفقهاء بتترس الأعداء بمن لا يقتل منهم، وكذلك حال الإغارة على العدو وتبييته، فهنا يجوز رمي المقاتلين من الأعداء دون المدنيين، ولا ضير فيمن قتل منهم بغير قصد.

وبعرض هذه الأصناف من المدنيين اليهود – بناء على من الأصل فيهم أنهم مدنيون – على هذين الشرطين يتبين لنا:

أن النساء من اليهود لم يعدن مدنيات فهن يتدربن على حمل السلاح ويقاتلن كالرجال وكذلك الأمر بالنسبة للشيوخ ورجال الدين .. ولم يبق من اليهود على أرض فلسطين إلا الطفل الذي لا يباشر القتال فلا يجوز قصده بالقتل وهو الأمر الذي لم يفعله المجاهدون في فلسطين حتى الآن، ولن يفعلوه قاصدين.

ز- ولقد ترجح لدي بعد البحث أن هذه العمليات جائزة مشروعة، بل قد تكون واجبة إذا تعينت وسيلة لمواجهة العدو، وإرغامه على الخروج من بلاد المسلمين أو على الأقل إضعافه، وإدخال الرعب في قلوب مجنديه ومستوطنيه، حتى لا يشعروا بالأمن والاستقرار في بلادنا المغتصبة، والقول بخلاف ذلك قول يتيم الحجة والبرهان فضلاً عن أنه أجمل هدية نقدمها لليهود على طبق من ذهب حيث يعيشون مطمئنين لا يعكر صفو حياتهم معكر ولا ينازعهم على حقوقنا منازع بعد أن شيعنا كل شيء اسمه جهاد.