31/10/2023

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن الموقعين أدناه أصحاب هذا النداء العاجل لإنقاذ غزة والعالم من آلة الدمار الصهيوني التي تنذر بمخاطر دمار المنطقة وتفكك العالم؛ نعلن ما يلي:

1-إن العالم اليوم قد اختطفته الحركة الصهيونية ودوائرها، فقد اختطفت منه الدولة والدين والخصوصية والمعنى والرمز والطفولة والشيخوخة والأنوثة والتاريخ والجغرافيا…، بنزعة عنصرية استبدادية استئصالية انتقامية، وبمأسسة ممنهجة بالتزييف العلمي والتحريف القانوني والتضليل الإعلامي والتحطيم المادي والمعنوي، وشواهد ذلك مسلسل الإجرام والتدمير منذ أكثر من 75 سنة، في تحد للقرارات الدولية والشرائع السماوية والاحتجاجات الحقوقية… وفي إمعان صريح باستفزاز قبيح لفرض التسلط اليهودي الصهيوني على العالم ومدخراته ومعتقداته.

2-إن عقلاء العالم من شخصيات وهيئات ودول وتكتلات، مدعوون بمقتضى الضمير والقانون والمصالح والقيم، إلى أن ينقذوا عالمهم من مخاطر الاحتلال الصهيوني وتشكلاته وتداعياته على أرض فلسطين وما ترمز إليه دينيا وحضاريا واستراتيجيا، وعلى كل المنطقة المهددة في كل لحظة بمزيد الانقسام والتفكك والتحارب والتقاتل، وعلى كل العالم بموجب مضاعفات حجم الدمار لهذا الاحتلال الظالم الذي تزايدت أثقاله وتعاظمت مآزقه.

3-إن إنقاذ العالم من الاختطاف الصهيوني بإسناد غربي وتطبيع عربي، هو الضمانة الاستراتيجية الكبرى للعيش الآمن المشترك ودوام السلم والسلامة في المنطقة وفلسطين، والحاضنة الواسعة لاجتماع كلمة سواء بين الشركاء والفرقاء، واستفاقة النظم الحاكمة والمنظومات السياسية والاجتماعية من حالات التردي العام على مستوى إدارة الدولة بالاستبداد والانقلاب والشعبوية والتنكيل من قبل الأنظمة تجاه شعوبها، ما يجعل تلك النظم تحتمي بالكيان ودوائره لتأبيد البقاء في الحكم وتأمين الملاحقة والمحاسبة، وعلى مستوى إدارة الشأن العام من قبل الأحزاب والمنظمات بالتوافقات الكبرى والشراكة في الإصلاحات والقرارات الكبرى خارج نزعات الانحياز الحزبي والجغرافي والطائفي.

4-إنه يتعين على جماهير عقلاء الغرب وأحراره المفكرين والسياسيين والأدباء والرموز الدينية والثقافية والفنية  ومختلف الفاعلين؛ إنقاذ عالمهم من التموقع الصهيوني للعالم الغربي وبخاصة لمفاصله الحيوية الإعلامية والمالية والسيادية والسياسية…، الذي أوقع الغرب في مأزق أخلاقي وقانوني ورمزي، وأوحله في مستنقعات الارتداد والنكوص عن قيم الحرية والكرامة والإنصاف والديمقراطية والحقوق التي تغنى بها الغرب ونسب نفسه إليها منذ تاريخ الثورات الأوروبية وفلسفة الأنوار والعقد الاجتماعي والتحولات الديمقراطية والمدنية والحداثية.

5-ويتعين كذلك على عامة جماهير العرب والمسلمين والمسيحيين وكافة العقلاء الأحرار إنقاذ عالمهم العربي وأمتهم الإسلامية من الاختراق الصهيوني الخبيث، ومن الرغبة في التمدد رأسيا وأفقيا، من أجل التوسع الجغرافي والسيادي والثقافي، ولبلوغ مستوى الانقلاب الكامل على كل شيء، ولحظة تبدل فيها الأرض غير الأرض.

6-إن الواجب في حده الأدنى، إعلاننا رفض هذا الكيان وجرائمه وتوغله ومخاطره، ودعمنا لفلسطين أرضا ومقدسات ومقاومة شريفة وعيشا آمنا، وإسنادنا الكامل لغزة في صمودها البطولي وملحمتها النوعية، ودعوتنا للعالم كله وللمسلمين والمسيحيين والأحرار والشرفاء أن يفعلوا الممكن وأن يبذلوا الجهد في نصرة هذا الشعب المظلوم المعتدى عليه، وفي صد الصهيونية في بغيها وغيها وإبطال سردياتها وتفكيك منظوماتها.

 والثقة عظيمة في الله الذي وعد بنصر عباده المؤمنين والمرابطين، وتوعد الظالمين المحتلين.

 قال تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين، وقال وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. صدق الله العظيم.

                                                هيئة علماء فلسطين