الدكتور عبد القادر الشاي

محاضر في جامعة محمد الأول وجدة (المغرب)‏

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمه الله للعالمين سيدنا ‏محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:‏

‏ أتشرف بمشاركتي في مؤتمر أسبوع القدس العالمي إلى جانب نخبة من علماء الأمة الإسلامية في ‏مشارق الأرض ومغاربها، بغية تعزيز الحوار الجاد حول الدور الريادي والاستراتيجي للأمة، ودعم ‏صمود الشعب الفلسطيني، وإطلاق جملة من المشاريع والبرامج والحملات والمبادرات العملية لمواجهة ‏المخططات الصليبية، وتسليط الضوء على صفوة من العلماء الربانيين والمجاهدين الصادقين، الذين ‏اصطفاهم الله لإعزاز دينه وإعلاء كلمته، والدفاع عن مقدساته لا يخشون في الله لومة لائم، وقد أثنى ‏الله تعالى عليهم فقال سبحانه: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ ‏قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾.‏

تمهيد

لقد قام الصليبيون بدعايات كبيرة في الغرب للقدوم إلى الشرق من أجل إقامة الإمارة الصليبية في ‏بيت المقدس، وذلك بعد النجاح الذي حققته التحركات والحملات الصليبية السابقة، التي توجت ‏مسارها العدواني ضد المسلمين بطرد عشرات الآلاف من المدينة المقدسة، وقتل حوالي سبعين ألف ‏في ساحة الأقصى، كما تم تكوين عدة مستوطنات إزاء مدينة القدس، ومن أشهرها: البيرة وبيت ‏جبريل والرملة وبيتونيا وعين سينيا ومستوطنة رماتيس وكفر مالك… مما زاد شرَه الكنيسة لالتهام بلاد ‏الشام في غفلة من أهله.‏

وإن الأطماع الصليبية لم تتوقف حيث توجهت إمارة أنطاكيا الصليبية لحصار العاصمة الثانية ‏التجارية لبلاد الشام – حلب – لاستنزاف خيراتها وحصارها اقتصاديا باعتبار موقعها الاستراتيجي ‏مع باقي الجهات التي كانت تابعة للحكم الإسلامي.‏

وأمام تخاذل حكام حلب ومحاباتهم للمغتصبين وضع الصليب على مسجد حلب، التي كان يحكمها ‏الأمير رضوان الذي تصفه كتب التاريخ بأنه كان خانعا ومتخاذلا لا يعبأ بمقارعة الصليبيين بل يسعى ‏لمداهنتهم. ‏

وما لبثت أن استقرت في القدس الإمارة الصليبية التي أقامها الغزو الصليبي في غفلة من المسلمين، ‏حتى ظهرت صحوة دينية إسلامية تنبهت للمخاطر التي يعنيها استمرار السيطرة الصليبية على ‏الأقصى، وقد انطلقت من حلب، واتخذت طابعَ حراكٍ شعبيٍّ بتحريض من علماء الدين وأئمة ‏المسلمين وفي هذا المنعطف، دخل المسلمون مرحلة تطهير أراضيهم، وشرعوا في حروب ضد ‏الصليبيين،  مما أدى إلى ظهور قيادات حربية بارزة بالمنطقة من قبيل زين الدين الهروي والقاضي أبو ‏الفضل بن الخشاب، وهكذا تمخضت عن تلك الصحوة سلسلة انتصارات في معارك تاريخية من ‏قبيل معركة الصنبرة سنة 1113م في دمشق، وتمت استعادة إمارة الرها سنة 1144م، ليبدأ فصل ‏جديد في سلسلة الحروب الصليبية.‏

الحياة التاريخية والسياسية لأبي الفضل بن الخشاب

شهدت الساحة السياسية في مدينة حلب منذ مطلع القرن الرابع الهجري إلي نهاية القرن السادس ‏الهجري متغيرات اجتماعية وسياسية وعسكرية  أفرزت العديد من الأسر العتيقة والثرية؛ ومنها أسرة ‏بني الخشاب الحلبية، التي تقلد أفرادها المناصب والمراكز المهمة – الدينية والسياسية والعسكرية – في ‏تسيير شؤون مدينة حلب، وما فتئوا يدافعون عن مقدسات الأمة إبان الغزو الصليبي على بلاد الشام ‏في القرن الخامس، في وقت تخاذل فيه أمراء وملوك حلب وبغداد  في الدفاع عن قضايا الأمة الجوهرية ‏ومقدساتها.‏

ويعد القاضي ابن الفضل بن الخشاب من الشخصيات المشهورة في حلب، الذي ينحدر من أسرة ‏غنية عرفت بتجارة الخشب، وله دور أساسي في إدارة حلب، بوصفه قاضياً، بالإضافة إلى أنه يتمتع ‏بسلطة دينية ومعنوية كبيرة، ويضطلع بأمر تسوية النزاعات المتعلقة بالناس والأموال.‏

وهو علاوة على ذلك  يشغل مهمة أمين التجار وشيخهم، وممثل مصالح الشعب لدى الملك ‏السلجوقي في قلعته، وقائد الحركة الفكرية والثورية ضد الحكام المتخاذلين الخاضعين للفرنجة في بلاد ‏الشام، إذ  يتعدى نشاطُه إطارَ وظائفِه الرسمية، وحَوْلَه عدد كبير من المريدين، ولهذا كان يحرك الآراء ‏السياسية و الدينية لمواجهة الغزاة الفرنج، ولا يخشى أن يعبر لأمير حلب رضوان السلجوقي عن رأيه ‏في سياسته الاسترضائية الخضوعية وويلاتها على المسلمين، وانتقاده  له علانية، كما لم يتوانى في ‏الاحتجاج على أعمال الفرنجة حول حلب، في المقابل انتهج السلطان السلجوقي سياسة التقرب ‏والموادعة تجاه أسرة بني الخشاب توخيا لاستقرار الحكم فيها، وخشية الدخول في صدام مع القاضي ‏نظرا لولاء أهل حلب لشخصه.‏‎ ‎

المقاومة الحلبيَّة الشعبيَّة  بقيادة ابن الخشاب

ظهرت بحلب معارضة داخلية قوية مع مطلع القرن الخامس الهجري تزعمها العلماء والفقهاء وكان ‏قائدها ابن الخشاب؛ إمام أرجفت صيحاته الخانعين والخاضعين الخائفين، و قائد جسور، وبطل ‏مغوار، وقائد فذ، ومن أبرز السباقين إلى رفع راية الجهاد من أجل فتح القدس الشريف، والمنتصر ‏على الصليبيين في موقعة الصنبرة، فهو شخصية من الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي، والتي ‏لا يزال أثرها بارزا حتى يومنا هذا، لما أبرزته من مواقف بطولية، وسطر التاريخ انجازاتها المتسمة ‏بالوحدة والإرادة والتصميم، وإعادة الهيبة للأمة الإسلامية، في وقت كان المجتمع الإسلامي يعاني فيه ‏من التفكك والانحلال، بالإضافة إلى تخاذل سلاطين الشام ومحاباتهم للصلبيين.‏

فقد تحرك ابن الخشاب بنفس الطريقة التي تحرك بها الشيخ الإمام زين الدين الهروي، حيث اتجه إلى ‏جهة بغداد عاصمة الخلافة، وأثارت في نفسه يقظة وهمة كانت تفتقد عند غيره، فقد غاضه تكالب ‏أعداء الإسلام في وقت لم تتحرك فيه أي من السلطات الإسلامية لوقف الزحف الصليبي، ولم يكتف ‏بالتحريض على التصدي للصليبيين بل ساهم فعليا في الحروب بما تيسر من أسلحة وأدوات ذلك ‏الزمن.‏

من حلب انطلق الشيخ ابن الخشاب وجمْعٌ من العلماء إلى بغداد لحثّ الخليفة على التصدي لهذا ‏الغزو المباغت لسواحل المتوسط، حيث أرض النبوات وإرث السماء ومسرى الرسول، ومهبط الوحي ‏على قلبه في سماء الأقصى.‏

وما أن وصل بغداد حتى نادى في الناس، فاجتمعت حوله الجموع، وتعالت الأصوات،  فخطب ابن ‏الخشاب خطبة بليغة حاول من خلالها  أن يستنهض الهمم في مسجد بغداد الجامع، ويشجعهم على ‏قتال الصليبيين،  وإخراجهم من بلاد المسلمين، وتحرير الأقصى من سطوتهم، ليكون جامع بغداد ‏بذلك المنارة التي تنطلق منها المقاومة الفكرية والجهادية.‏

فظهرت يقظة فكرية وأدبية ساهمت فيها دروس العلماء وأشعار الأدباء وأصوات الخطباء، مما أحرج ‏خليفة بغداد، ودفعه هذه المرة لتحرك أقوى من خطوات تعاطفه السابقة، فاستدعى السلطان ‏السلجوقي وأمره على الفور بالتحرك لرد الاعتبار للخلافة الإسلامية، وكلف  قائد الموصل بتجميع ‏الجيش ورفع الحصار المفروض على حلب، وكان من المنتظر أن يتم ضم قوات الموصل لقوات حلب ‏فينشأ تكتل جديد يسهم في تحرير المدن ومواجهة الغزو الصليبي، لولا تخاذل ملك حلب الأمير ‏رضوان.‏

في وقت لم يكتف الصليبيون  بالتقتيل، في معاركهم ضد الجنود القادمة من الموصل ومجاهدي حلب ‏بل راحوا يمثلون بكل من يقع بأيديهم من المسلمين ، فاضطر هؤلاء إلى مجازاتهم بالمثل، وكان يقود ‏المقاومة الإسلامية القاضي أبو الفضل بن الخشاب الذي كان قد تمرَّس على أعمال الدفاع منذ بداية ‏العقد، وله شعبية واسعةً في حلب، فأصدر أوامره بتوجيه ضربات مباشرة في قلب معسكرات الغزاة ، ‏فكانت جماعة من مقاتلي حلب تخرج سرَّاً لتغير على هذه المعسكرات.‏

وبعدما استطاعت جيوش المسلمين القادمة من الموصل فك الحصار الصليبي عن حلب، اتجه الأمير ‏رضوان للقبض على العلماء وأهل الرأي الذين تحركوا باتجاه الخلافة للاستنجاد بها، وسجن من رفعوا ‏راية الجهاد ضد العدو وفي مقدمتهم القاضي أبو الفضل بن الخشاب.‏

وقد استشهد ابن الخشاب بسيوف الغدر والخيانة (519 هجرية 1125م) بعدما أسقط أمراء تاج ‏الدولة تتش صاحب الشام، وكان له فضل جمع المسلمين لقتال الصليبيين في موقعة الصنّبرة،  وقيادة ‏المسلمين في معركة ساحة الدم، وأسس محور «حلب الموصل» وقضى على هيمنة الحصار الصليبي، ‏وألحق بهم هزائم شديدة، واسترجع أجزاء واسعة من الأراضي المغتصبة.‏

ابن الخشاب مُلهم موقعة الصنبرة

بعد النجاح الذي حققته التعبئة الواسعة التي قام بها ابن الخشاب لوقف الزحف الصليبي، وحماية ‏المسجد الأقصى من تدنيس الصليبيين، سارع أهل الرأي من العلماء والشعراء والقضاة إلى الاستنجاد ‏بخليفة بغداد، فظهرت حركة ضغط واسعة دفعت الخليفة إلى التصدي لهذا الغزو، حيث أصدر ‏السلطان السلجوقي (التركي) محمد بن ملكشاه توجيهاته للأتابكة التابعين له، وخصوصا إلى قائد ‏الموصل مودود بن التونتكين الذي أمره بتجهيز الجيوش لمحاربة الصليبيين، وفك الحصار عن حلب، ‏فلم ييأس مودود جراء تخاذل أمير حلب –رضوان –  وخيانته، بل اتجه للتعبئة ضد الخطر الصليبي ‏مستفيدا من جهود العلماء وتجييشهم لحركة الجهاد الإسلامي، وكان جاهزا عندما استنجد به ‏‏”طقتكين” حاكم دمشق، فسارع لنجدة عاصمة الشام التي كانت معرّضة لهجوم من مملكة بيت ‏المقدس الصليبية، لكنه فك الحصار عنها، وفرض التراجع على الصليبيين في معركة الصنّبرة سنة ‏‏(507هـ/1113م) التي التقى فيها جيش مودود مع جيش “بالدوين” ملك المملكة الصليبية الوليدة ‏في القدس، وانتصر المسلمون في هذه المعركة انتصارا كبيرا.‏

إن موقعة الصِّنَّبْرَة كانت أول انتصار على مؤسس مملكة القدس، أهم ممالك النصارى، فرفعت بذلك ‏معنويات المسلمين، وأحيت في أنفسهم الأمل والثقة بالقدرة على تحرير القدس وبلاد الشام من ‏الغزاة الصليبيين، وشكلت الحجر الأساس للتحولات التي ستشهدها الساحة الإسلامية وإماراتها، ‏وللانتصارات التي سيحققها القادة اللاحقون، ومن بينها انتصار المسلمين تحت قيادة صلاح الدين ‏الأيوبي في معركة حطين، ودخولهم مدينة القدس محررين إياها من الصليبيين.‏

فهل للمسلمين من صلاحٍ جديد يصلح الدنيا بالدين، ويجدِّد للناس دينهم ؟! بوعد الله هذه الأمة ‏أمة ولود، وسيقيض الله لها فاتحين يؤيدهم الله بنصره وعزته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ‏لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء ‏الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي، فتعال ‏فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود».‏

ابن الخشاب قائدا لمعركة ساحة الدم

كان الملك السلجوقي رضوان بن تتش قد توارى عن الأنظار في قلعته بحلب بعد مرضه، وتراجع ‏سلطانه،  وما أن توفي سنة (507 هـ – 1113 م) خلفه في حكمها أبناؤه (آلب أرسلان وولاية ‏أخيه سلطان شاه)، حيث كانوا ضعافا غير قادرين على تسيير شؤون البلاد، فتحكم فيهم ‏أوصياؤهم، وصارت حلب سهلة المنال، كما عرفت مرحلتهم قتال كبير فيما بينهم على السلطة، ‏وسوء تدبير، وكان أهالي حلب يدعونهم لدفع الفرنج عنها فلم يجب أحد منهم إلى القتال، ضمانا ‏لمصالحهم، ومهادنتهم للفرنج.‏

فقرر سكان مدينة حلب بقيادة القاضي ابن الخشاب أن يقبضوا على زمام مصيرهم بأيديهم، وأن ‏يمنحوا حكمها أميرا قويا، يُؤْثِر مصالح الإسلام على مصالحه الشخصية، خصوصا وأن الفرنج ‏يستعدون لحصار المدينة، وبسط نفوذهم عليها، وتعيين حاكم عليها يخدم مصالحهم، ويحمي أنطاكية ‏الإمارة الفرنجية.‏

وكانت أحوال حلب في هذه الفترة غير مستقرة، وبدأ الضعف يدب فيها خصوصا بعد تحالف روجر ‏أمير أنطاكية مع كبار مسؤوليها كي يمنع  إيلغازي الأرتقي صاحب ماردين من الاستيلاء عليها ‏وضمها إلى دولته بعد تحالف وجهاء حلب معه، ووصل الأمر بحلب أن أصبح المسؤولون عنها ‏يعتمدون على روجر الصليبي في رد الطامعين في الاستيلاء عليها من أمراء المسلمين.‏

ولم تأت سنة (511هـ – 1118م) حتى صارت حلب تحت رحمة أنطاكية، وهو ما جعل أهلها ‏يستنجدون بإيلغازي بن أرتق، وكان واحدا من أبرز المجاهدين ضد الوجود الصليبي في بلاد الشام، ‏وقامت سياسته على أساس التحالف مع الأمراء المسلمين ضد الصليبيين.‏

في يوم الجمعة (28 يونيو 1119م) ازدادت غارات الفرنج على حلب وأراد أهلوها الاستعجال في ‏القتال؛ وقرر إيلغازي بتشاور مع ابن الخشاب أن يبدأ القتال قبل وصول الإمدادات العسكرية ‏للفرنجة بناء على طلب أمراء جيوشهم، فاستدرج الفرنجة إلى سهل سرمدا وطلب من القاضي أبي ‏الفضل بن الخشاب أن يُحرِّض الجند على القتال.‏

تقدم القاضي الصفوف وألقى على العساكر خطبة حماسية بليغة استنهض فيها العزائم والهمم فأبكى ‏الناس وعَظُم في أعينهم، وركب القاضي ابن الخشاب على فرسه ورمحه بيده، يتزعم جيش المسلمين.‏

ولما شعر “روجر” أمير أنطاكية بالخطر الذي يتهدده اضطر إلى طلب النجدة من “بونز” أمير طرابلس ‏ومن بلدوين الثاني ملك بيت المقدس، وعسكر خارج أنطاكية في انتظار المدد من رفاقه الصليبيين، ‏لكنه لم يصبر لحين وصول النجدة، وتقدم صوب القوات الإسلامية على رأس ثلاثة آلاف فارس، ‏وتسعة آلاف راجل، ومنهم 500 فارس أرمني في “تل عفرين” وهو موضع ظن روجر أنه مانعهم من ‏هجمات المسلمين حتى تأتيهم الإمدادات.‏

وفي الوقت نفسه كانت عيون إيلغازي تأتي إليه بأخبار روجر وجيشه، وكانت جماعة من جواسيسه ‏قد تزيت بزي التجار، ودخلت معسكر الصليبيين لمعرفة استعداداته، وأراد إيلغازي أن ينتظر حليفه ‏طفتكين القادم من دمشق قبل الدخول في المعركة، لكن أمراءه رفضوا وحثوه على قتال العدو، فأسرع ‏بالسير إلى ملاقاة أعدائه، الذين فوجئوا بجيوش  المسلمين تحاصرهم  في فجر يوم  السبت (16 ربيع ‏الأول 513هـ/28 يونيو 1119م)، ودارت معركة هائلة لم تثبت في أثنائها قوات الصليبيين ‏وتراجعت أمام الهجوم الكاسح، وسقط آلاف القتلى، وكان من بينهم روجر نفسه.‏

ولكثرة أعداد القتلى اشتهرت هذه المعركة لدى مؤرخي الصليبيين باسم معركة ساحة الدم، وفضلا ‏عن القتلى فقد وقع في أيدي المسلمين من السبي والغنائم والدواب ما لايمكن إحصاءه.‏

وباسم السادة العلماء المشاركين في هذا المؤتمر أتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى كل القائمين ‏على  فعاليات مؤتمر أسبوع القدس العالمي وأخص بالذكر مركز معراج للدراسات والبحوث، على ‏إتاحتهم الفرصة لنا كي نتشرف بالحديث عن أعلام الأمة، وأبطال العروبة، والمؤسسيين الفعليين ‏لحركات المقاومة الإسلامية، وجيوش تحرير المقدسات الإسلامية.‏

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

أهم المراجع

سير أعلام النبلاء:  الحافظ أبو عبد الله شمس الدين الذهبي

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء: محمد راغب بن محمود بن هاشم الطبّاخ الحلبي

المنتظم في تاريخ الأمم والملوك: جمال الدين محمد الجوزي‎ ‎

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: أبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان

بغية الطلب في تاريخ حلب: الصاحب كمال الدين ابن العديم‎ ‎

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي

الحروب الصليبية كما رآها العرب: أمين معلوف‎ ‎

الصليبيون في الشرق: ميخائيل زابوروف

تاريخ الجهاد لطرد الغزاة الصليبين: أسعد محمود حومد

إمارة حلب السلجوقية: محمد ضامن

الشرق والغرب زمن الحروب الصليبية: كلود كاهن

حلب والحروب الصليبية: جميل جمول

تاريخ دمشق: ابن عساكر

الوافي بالوفيات: صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي

‎ ‎ذيل تاريخ دمشق:  ابن القلانسي أبو يعلى بن حمزة

الكامل في التاريخ تاريخ ابن الأثير: علي بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري

‎ ‎دراسات في تاريخ العالم الإسلامي في العصور الوسطى: د. حامد زيان غانم

إسهامات أسرة بني الخشاب في الحياة السياسية في مدينة حلب ما بين القرن 4-7ه: د.عبد الحسن حلول‎ ‎

مقالات تاريخية على موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة