الكاتب: د. محمد سعيد بكر  عضو المكتب التنفيذي في هيئة علماء فلسطين والمقيم حالياً في الأردن

هي ليست رسالة مناشدة ورجاء، بقدر ما هي رسالة نصح .. فالنصيحة واجبة للأئمة والعامة .. وقد تعلمتُ في جامعات الأردن الحبيب؛ أنه من واجب العلماء وطلبة العلم البيان والنصح بلا خوف ولا وجل.

وقد قرأت كتابك المسمى: “فرصتنا الأخيرة” فوجدت فيه توجيها مباشراً منك إلى زعماء العالم بضرورة إنهاء الصراع في المنطقة، وهذا أمر محمود .. وإن كنا نؤمن أن الصراع لن ينتهي بين الخير والشر والحق والباطل .. وأن الواجب التفكير في إدارة الصراع وليس إنهاؤه.

وعلى ضوء ما ترى من تسارع الأحداث في أرض الإسراء فإنني أقول:

 بأنها اليوم فرصتك الأخيرة باعتبار أنك ولي الأمر في أرض الأردن، أرض الرباط، أرض المجد والكرامة، الأرض التي شرفها الله بأن تكون في أكناف بيت المقدس، وعلى أطول خطوط المواجهة مع يهوووود .. وباعتبار ما تعلم من خطورة هؤلاء المفسدين على أرض الأردن وليس على أرض فلسطين فحسب .. حقاً إنها فرصتك الأخيرة لإثبات النظرة الإيجابية نحوك ورد النظرات السلبية .. فثمة في الأردن وخارجه من يراك حفيداً للنبي صلى الله عليه وسلم وصاحب رأي ورؤية وهيبة ومكانة وصاحب الولاية على المقدسات .. وثمة من يراك حفيداً لأبي لهب ويصفك بصفات العمالة والخيانة لمصلحة أمريكا والغرب وأنك مجرد عميل تعمل على حماية يهووود وتقديم المعلومات اللازمة لهم!

فهذه فرصتك الأخيرة للانفكاك من معاهدات ما زادت الأمة إلا رهقاً .. وتحريك جيش طالما تمنى مواقف العز والكرامة .. كل ذلك لتأكيد استحقاقك للأوصاف الحميدة .. وإلا فكل تأخر عن نصرة المستضعفين وأنت ترى دماءهم تسيل، ودعم المرابطين وأنت ترى قدرتهم الفائقة في هذه المعركة وتفوقهم على هؤلاء الجبناء .. إنما يزيد من عدد الذين يرون فيك النظرات السلبية .. ولا عليك من المادحين المنافقين .. ولا حتى القادحين الغاضبين .. طالما أنك ستقف يوم القيامة فرداً بين يدي رب العالمين فيسألك:

يا عبد الله .. هل نصرت دين الله.

يا عبد الله .. على دافعت عن أولياء الله.

يا عبد الله .. هل سهلت مهمة المرابطين.

فإن كان جوابك إيجابياً فهنيئاً لك .. وإلا فوالله لن ينفعك مالك وسلطانك … فقد ملك الذين من قبلك ثم هلكوا، وسادوا ثم بادوا .. والتاريخ يكتب بماء الذهب أسماء الشرفاء .. ويُلقى في مزابل التاريخ الخبثاء والعملاء.

اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد

نقلاً عن صفحته الشخصية فيسبوك:

https://www.facebook.com/mohdsaedbaker/posts/652790806953702