خاص هيئة علماء فلسطين

         

2/11/2023

أيمن خير الله  عضو هيئة علماء فلسطين

في أوقات الأزمات والأحداث الكبرى التي تمرّ بها الأمة؛ كمعركة طوفان الأقصى يكون أهم تساؤل مطروح هو: ما المطلوب منا فعله؟

ويكون الجواب تحت عنوان: واجب الوقت؛ ألا وهو النصرة بكل أشكالها المطلوبة والممكنة ..

وأثناء ذلك ينبغي إيقاف أو تأجيل أو تقليل الأعمال والبرامج الأخرى غير ذات الصلة، كي لا تُستهلك الأوقات والجهود والقدرات في غير واجب الوقت ..

كما ينبغي التأكيد على أن الانشغال بواجب الوقت – المتمثل بالمواجهة المباشرة بالنسبة لمن هم في ساحة المواجهة أو قادرين على ذلك، وبواجب النصرة بالنسبة لباقي المسلمين – هذا الانشغال المهم والعاجل والاستثنائي ينبغي أن يَجمع معه أهلُ النصرة واجباً آخر يُسنده ولا يتعارض معه، وهو ما أسميته بالواجب الاستراتيجي؛ وهو واجب الإعداد الحقيقي والشامل للمواجهة مع الباطل؛ إعداداً يهدف لبناء المجاهد الرباني؛ بناءً شاملاً: إيمانياً وفكرياً وبدنياً، ليكون قادراً على الانخراط الحقيقي في المعركة القادمة مع أعداء الإسلام.

ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق أننا في متابعتنا لأحداث المعركة وتطوراتها لا ينبغي الاقتصار على متابعة ونقل الأحداث المجردة فحسب، بل ينبغي استثمارها في تعزيز بعض المعاني والأفكار، او التحذير من بعضها الآخر، إذْ يُمثل ظرف المعركة فرصة ذهبية للقيام بذلك، ويدخل هذا العمل في جانب الواجب الاستراتيجي سابق الذكر،

 ومن أمثلة ما ينبغي التركيز عليه:

– إحياء روح الجهاد، وترسيخ القناعات والفكر الجهادي لدى أبناء الأمة.

– التحذير من فكر الهزيمة والوهن الذي سيطر على شرائح كبيرة من الأمة.

– تُمثل فترة المعركة فرصة كاشفة لمعادن الرجال، فيظهر الصادقون بمواقفهم الثابتة، كما ويظهر المتخاذلون الجبناء، وكذلك المنافقون .. وينبغي استثمار ذلك في  بيان من هم رموز الأمة الثقات الذين يؤخذ عنهم الدين ويُقتدى بهم.

– التأكيد على أن معركتنا هي معركة حق ضد باطل، وأن مرجعيتها هو الوحي، وأن حساباتنا في ذلك مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه، وليست حسابات مادية بحتة، وأننا نقاتل بإيماننا بالله والثقة بوعده ..

– إبراز نموذج المجاهد القسامي كنموذج وقدوة يقتدي بها أبناء الأمة ويسيروا على نهجها ليصلوا إلى ما وصلوا إليه.

– فضح الكفر العالمي وقيمه الزائفة التي ظهرت على حقيقتها وازدواجيتها.. وتنفير الناس من ذلك.. واستثمار موضوع المقاطعة الاقتصادية في هذا السياق؛ بحيث يستشعر المسلم كراهية العدو، وضرورة مقاطعة أفكاره واقتصاده…

– استثمار تفاعل الشباب مع المعركة وإعجابهم بالأداء الرائع لأبطال القسام في دعوتهم للتوبة والالتزام الكامل بالإسلام..

وغير ذلك من المعاني والأفكار والقيم التي ينبغي التذكير بها في هذه الأيام ..

وبذلك تتكامل الأدوار ولا تتعارض، فنقوم بالواجبات الطارئة مع عدم إغفال الواجبات الدائمة.

مع دوام الدعاء الصادق أن ينصر الله دينه ويمكّن لجنده إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه.