الحلقة (44) عودة الحق

    

ضيف الحلقة: د. مروّح نصار
مقدم البرنامج: د. عمر الجيوسي
https://www.youtube.com/watch?v=LzGa6Mi51bA

عام 1948 صدر في الأمم المتحدة قرار 194 يقضي هذا القرار بوجوب السماح بعودة اللاجئين الفلسطينين الراغبين بالعودة الى ديارهم في أقرب وقت ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم .
الكيان الإسرائيلي بالطبع يستمر في خرق القانون الدولي ويمنع عودة الاجئين منذ العام 1948 الى يومنا هذا .
بدايةً تجمع الأمة ان فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم وهي ومقدساتها ملك الأمة الإسلامية وبما أن كثير من شرائح الأمة يحركها الدين أولاً فإننا في هذه الحلقة نضع موضوع هذه الحلقة في الميزان الفقهي ونطرح اسئلة كثيرة منها:
أولاً : مالحكم الشرعي في التنازل عن حق العودة طالما أن حق العودة واجب شرعي و طالما أن ارض فلسطين أرض خراجية وقفيةٌ مقدسة ومباركةٌ باجماع الصحابة وطالما أن عمر بن الخطاب عند فتحها لم يوزعها على الفاتحين لأنها ملك رقبةٍ ينتفع بها وينتفع بها من يملكها دون حق التنازل عنها
ثانياً : هل يسقط حق عودتنا لفلسطين فيما لو تنازل المفاوضون وتجار الأرض وتجار المقدسات عنها هل تمتلك سلطة ما أو أحد ما أو دولة موعودة ما اسقاط حق العودة هل يجوز تأجير أرض فلسطين أو مقايضتها بوطن بديل وهل يختلف الحكم الشرعي في حق العودة لمن توفي في الشتات طالما ينتقل الحق لورثته أو لو تنازل ورثته حتى أم ينتقل هذا الحق لعموم المسلمين
اليهود يطالبون ببناء الهيكل المزعوم على أرض بيت المقدس بكذبة مزعومة هي ان سليمان عليه السلام اشترى بيدراً من ارنون الكنعاني فكيف بالفلسطيني الذي يحتفظ بمفتاح بيته والشجر الذي زرعه بيده مازال موجوداً كيف
هل يسقط شرعا حق العودة في حال التجنس بجنسية دولة ما وهل يجوز شرعا اخذ تعويض عن حق العودة مشاهدينا اليس من حقنا الشرعي والقانوني ان نطالب بالعودة و بالتعويض المادي عن الأضرار النفسية والمعنوية والمادية التي اصابتنا بسبب اخراجنا من ارضنا بغير حق
محاور حق العودة نستدل بها من خلال الفكرة العامة للآية الكريمة التي توجد في سورة الحج :
يقول الله عز وجل { الذين اخرجو من ديارهم بغير حق الا ان يقولو ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز }
ضيف هذه الحلقة هو الدكتور مروح نصار عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج والمتخصص في تفصيلات القضية الفلسطينية واما تقريرنا في هذه الحلقة فسيكون التقرير ان شاء الله هو تقرير يتناول قصة النكبة كاكبر عملية تنظيف عرقي مخطط لها في التاريخ الحديث ويتناول قضية ثمانية وخمسين بالمئة من الفلسطينين أصبحو لاجئين نتيجة حوالي سبيعين مذبحة كبيرة ارتكبها الصهاينة وسنعرض الكثير من الحقائق والارقام الهامة سيكون ضيفنا ان شاء الله هو الأستاذ ماجد الزير رئيس مركز العودة الفلسطيني
المذيع : كيف نعيش كل ما ذكرناه في المقدمة من خلال جو هذه الآية وقت نزولها
الدكتور: هذه الآية التي نزلت في سورة الحج وقتها الجو العام كان في مكة اضطهاد المسلمين لانهم يقولون ربي الله وحصل قبلها مراحل حتى وصلت الى المرحلة التي نزلت فيها هذه السورة وهذه الآية الصحابة رضوان الله عليهم بدؤا بالدعوة السرية ثم الدعوة الجهرية والنبي كان يبحث عن اي مكان لكي يدعو و ينشر هذا الدين لم يتقبل هذا الامر كفار قريش لامور في نفسهم ففكرو في الاخراج و ذهب النبي الى الطائف وعاد من الطائف محزونا ودعا الى رب العالمين ونزل ملك الجبال ليعذبهم لكنه قال المقولة المشهورة فنقول في هذا الجو جو الاخراج لانهم يقولون ربي الله وفي هذا الجو عندما تنكرت قريش لمن يدعو لهذا الدين اصبحت هداية هذا القوم في مكة وقبولهم لهذا الدين الجديد صعب المنال بل مستحيل عندما ظل النبي يبحث وطلب من الصحابة عندما استمر الايذاء لهم ذهب بعضهم الى الحبشة ثم بيعة العقبة الأولى والثانية ذهبوا الى المدينة عندها قريش فكرت في امر لابد ان يقتلو من يدعو لهذه الفكرة لأنهم عجزو عن صد الناس لقبول هذه الرسالة ففكرو ومكرو في قتل النبي صلى الله عليه وسلم فوجه الشبه ان الاخراج الذي حصل للمسلمين من مكة لانهم قالو ربي الله هو حصل سنة 1948 ان يأتي مشروع صهيوني مدعوم من قبل معظم دول العالم والهدف منه معروف الان لاخراج شعب امن مستوطن منذ مئات السنين من بلده من دون اي حق بظلم وتشريده وتدميره ومجزرة تاريخية حضارية انسانية مستمرة لعدة عقود وما تزال لم تنتهي بدأت قبل سنة 1948
المذيع : هل السبب نفسه وارد في الآية الا ان يقولو ربي الله سواء الصحابة او اهل فلسطين
الدكتور : تقريبا هو نفس السبب وان كان هناك اسباب استيطانية واسباب ادعاء لملك الارض لكن هو ان فلسطين ارض مقدسة مباركة عند جميع الحضارات وعند جميع الاديان والاستعمار الغربي اراد ان يخلق بؤرة استيطانية بداخل فلسطين لكي تصد الاسلام عن دينه اذا نفس النتيجة الان هي الهدف عدم انتشار الاسلام وصد الناس عن دينهم وتفتيت الأمة الإ سلامية واشغالها في امور فرعية بدل ان تكون في تطور حضاري بل شغل الناس في معارك وحروب طاحنة فالفكرة تقريبا هي في النهاية صد عن ذكر الله وصد عن عن سبيل الله واغتصاب ارض لمن لا يملك هذه الأرض
المذيع : الآية تقول من ديارهم لكن الا يوجد شبهة فربما بعض الاسلامين من توجهات وافكار مختلفة بعضهم يقول ان السبب ان فلسطين هي ارض وهي عقيدة والرسول صلى الله عليه وسلم قال كما ذكرت قبل قليل عندما خرج من مكة قال قولته الشهيرة ( يامكة والله انك لاحب ارض لالى الله واحب ارض الله الي لولا ان اهلك اخرجوني منك ما خرجت ) فالموضوع اني ارتبط من اجل ارضي هو مطلوب شرعا بدليل ان الآية قالت من ديارهم اذا هل هناك ثمة رجعة لهذه الشبهة ام ماذكرناه يكفي
الدكتور : وان كانت اعلى مراتب الشهادة هي القتال لكن من مات دون ارضه فهو شهيد ومن مات دون عرضه ودون نفسه اذا الشهادة مراتب انت مثلا الان في بيتك يأتي شخص غريب عن وطنك يريد ان يخرجك من بيتك بدون اي وجه حق بإدعائات باطلة كاذبة ليس لها دليل لا تاريخي ولا شرعي وليس امامك الا ان تصد هذا العدو فهذا العدو شرعا يجوز قتله وان قتلته حتى لو كان مسلما اراد ان يقتلك او يغتصب حقك ويغتصب ارضك
المذيع : البعض يقول مدنين
الدكتور : لا يوجد مدنين الكل فيهم يقاتل المرآة تقاتل قبل الرجل وبعضهم جاء من بولندا او من اسبانيا او اي دولة مالذي جاء به الان مثلا انا ساكن في بيتي ياتي رجل يخرجني من بيتي حتى لو كان عجوز شرعا يجب ان ادافع عن بيتي وعن ارضي
المذيع : هذا كفلته الآية والآيات وكفله القانون الدولي كما ذكرنا الفقرة 11 من المادة 194 في قانون الأمم المتحدة ولكن تم تغيب هذه القوانين الان وان جسم وجغرافية سورة الحج التي جاء فيها الدفاع القتالي فهناك محاور في سورة الحج وسوف نذهب الى موضوع الجهاد الطلبي
الدكتور : حقيقة جو الآية هو يتوافق مع جو الاخراج حيث بدأت الآية بوصف يقشعر له البدن من الخوف وهذا طبعا خطاب للكفار ولمن جاء بعدهم
{ يا ايها الناس اتقو ربكم ان زلزلة الساعة شيئا عظيم يوم تزهل كل مرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى } قوي جدا ترهيب وتخويف لكفار قريش ولمن جاء بعدهم من الكفار والمعاندين هذا سيكون مصيركم يوم القيامة وان كنتم تشكون في ذلك جاء في المحور الثالث في الصورة الذي يبين قدرة الله على البعث في هذا الجو جاء الخطاب للمسلمين عندما تنكر كفار قريش وتنكروا من هذا الامر وصدوا عن سبيل الله وبعد ان بينت الآيات مصيرهم يوم القيامة وان الله قادر على ذلك وضرب الله لهم امثلة في الصورة عن الزرع وكيف ينبت النبات وخلق الانسان من نطفة جاء هنا انه اذن للذين يقاتلون لماذا اذن لهم عندما انت تحمل مشروع اسلامي وتدافع عن هذا الدين يأتي شخص لا يعترف بك ويصدك عن ذكر الله انا كمسلم مطلوب مني ان ادافع عن هذا الموضوع فالوقت التي نزلت فيه هذه السورة لم يكن عند المسلمين القدرة لكي يقاتلو العدو
المذيع : بدليل الآية والأية التي قبلها اذن للذين يُقاتلون وليس يقاتلون
الدكتور : من وسائل الدفاع والاشياء المطلوبة منا كمسلمين ومن اي الانسان هي الاعداد {واعدو لهم ما استطعتم من قوة } في هذه المرحلة لم يكن عندهم القوة الكافية لكي يكون عندهم جهاد الطلب فكان مطلوب منهم ان يردو العدو ثم هاجرو ا الى المدينة
المذيع : بعد مرور 1500 سنة تقريبا على هذه الآية وبعد سبعين مجزرة هل نكتفي بقتال الدفاع ونرجع الى الآية في سورة الحج بالذات
الدكتور : هناك نوعين من الجهاد جهاد الدفع وجهاد الطلب فجهاد الدفع هو ان تدفع العدو وجهاد الطلب ان تطلب العدو طبعا هذا ألغي الان ولا أحد يتحدث به لان جهاد الدفع غير محقق الان منذ ان ضاعت الأندلس ثم تبعتها فلسطين ثم دول كثيرة حتى البعض يقول لماذا لا يسكت الفلسطينين الان هاهم يعيشون حياة طبيعية
المذيع : من الغريب ان نتحدث عن جهاد الطلب في مكان يمكن ان نعتبره حاملة الطائرات البرية المتقدمة
الدكتور : الحكم الشرعي اذا اغتصب شبر من ارض المسلمين وجب على اهل هذه الارض الدفاع عنها فان لم يستطيعو تتسع الدائرة حتى تشمل كل المسلمين مثلا الاندلس اصبح التحدث عن الاندلس الان جريمة حتى يوصف بالارهاب الان الاندلس اصبحت اسبانيا ولكن حكمها المسلمون 600 سنة واليهود يدعون بانتسابهم لانبياء لا علاقة لهم بهم ومع ذلك اصبح حتى الدفاع عن النفس والذي كفلته كل القوانين الشرعية اصبح ممنوع فجهاد الطلب البعض انكره تماما الان
المذيع : السبب الان في الآية واضح الا ان يقولوا ربنا الله لو طبقنا هذه الآية سبب اخراج النبي صلى الله عليه وسلم انه يقول ربي الله وهل سبب خروج الفلسطينين وسبب المجازر المستمرة هو نفس السبب الوارد في الآية
الدكتور : هو نفس المعني تقريبا لان فلسطين ارض مباركة مقدسة لاتحوي الا المباركين وهي ارض مباركة للمسلمين وعندما فتحها عمر بن الخطاب لم يوزعها فالاصل ان من يسكن فلسطين مسلم لان ميزان ايمان الأمة مرتبط بفلسطين فالهجمة التي حصلت على فلسطين لمكانتها المقدسة فالحكمة من اختيار فلسطين مكانتها المقدسة وتفصل اسيا عن افريقيا فالسبب الرئيسي هنا ان الفلسطيني يقول ربي الله فالشكل الرئيسي ان الفلسطيني مسلم ولو كان يكفل حرية الاخرين كما فعل صلاح الدين حيث كان له علاقات طيبة مع النصارى ففلسطين لم تفتح بالسلام الا في عهد المسلمين فالصليبين قامو بالمجازر واليهود بعدهم فالاسلام كفل الحرية للاديان الاخرى والان اخرج المسلم الذي حافظ على مقدسات الاديان النصرانية و حيث انه لم يثبت وجود اي معلم يهودي في فلسطين مع انهم يدعون وجود 350 معلم الان وبريطانيا في 1948 قالت لهم 49 معلم فالمشروع الصهيوني تهويد مدينة القدس حتى لا ترى اي سمة عربية فيها و كما يقال ان احتلال اليهود لفلسطين وقيام دولة اليهود هو سقطة تاريخية والتاريخ سيصحح نفسه الان اذاً القضية قضية شرعية بداية
المذيع : الان نريد ان نعرف من زاوية قانونية ومن زاوية تجربة احد مراكز العودة في العالم الاسلامي والغريب ان هذا المركز في لندن التي هي سبب المشاكل كلها ووضع فلسطين تحت الاحتلال
(عرض تقرير عن تهجير الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 )
المذيع : نريد ان نعرف المشاهد ما هو حق العودة وهل هذه التسمية انتم راضون عنها وعلى من ينطبق هذا الوصف ومن الفلسطيني الذي يحق له ان يعود
الضيف : صاحب الارض لا يحتاج لان يعطيه احد الحق بالعودة الى دياره فنحن الشعب الفلسطيني بصراعنا الطويل مع العدو الصهيوني لابد ان نستخدم كل الأدوات القانونية والشرعية والدينية وكل الخلفيات لتثبيت حقنا ومفهوم حق العودة هو مفهوم قانوني بمعنى انه لكل انسان الحق في العودة الى دياره دون اي عائق لهذا وبما انه لنا الحق في فلسطين من قبل وجود ما يسمى بالكيان الصهيوني فهذا المفرد يجب ان نتمسك به في المحافل الدولية فيجب ان نفرق بين ما نؤمن به باننا لا ننتظر من احد ان يقول لنا انه لنا الحق بارض فلسطين وبين اللغة التي نخاطب بها الغرب ودول العالم باننا اصحاب ارض وهناك ما منصوص عليه بالقانون الانساني في ميثاق جنيف او القوانين الدولية من هنا جاء مفرد حق الشعب الفلسطيني بالعودة الى دياره ولكن هناك معنى اخر مهم هو تملك الحق وممارسة الحق فهناك فرق بينهما
ونحن نتعامل مع الموضوع من هاتين الذاويتين في مضامين خطاباتنا السياسية والاعلامية مع دول العالم التي تثبت مثل هذه الحقوق فنحن نتعامل مع المفوضية العليا لحقوق اللاجئين فهي تقول انه من اهم الحلول في التعامل مع مشكلة اللاجئين هو ان يرجع اللاجئ الى دياره فمن هذا المفرد القانوني جائت هذه التسمية
المذيع : كيف يتجاوب معكم الأوربيون والأمريكيون هل يعترفون بشيء من حق العودة وهل استطعتم اختراق جدار الصمت معهم
الضيف : الصراع مع الدول الأجنبية منذ قيام الكيان الصهيوني مر بمراحل وهي مرحلة ما قبل النكبة (انقطع الاتصال )
المذيع : دكتور هل لديك تعليق على موضوع حق العودة حيث تحدث الضيف عن تملك الحق وممارسته وليس لدينا حق في التنازل عنه لانه تملك
الدكتور : هو حق مقدس لكل فلسطيني في 1948 و1967 لا احد يستطيع ان ينتزع منا هذا الحق حتى الشخص لا يملك الحق في التنازل عنه لانه مرتبط حق خاص مع حق عام كمن يركب في سفينة وكما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم {صار بعضكم اعلاها و بعضهم اسفلها } فهذا حق مشترك لجميع الفلسطينين وبالنسبة لفلسطين هي حالة خاصة ملك رقبة وعندما فتحت لم يوزعها عمر على الفاتحين وعندما سئل فقال ماذا ابقي للمسلمين وكونها لم توزع فهي اصبحت ملك عام لكل المسلمين وحتى عندما نبحث الان فان نسبة كبيرة جدا ان معظمها وقف فهو حق مكفول من ناحية شرعية وحتى من ناحية عالمية فهناك قرار صدر من الأمم المتحدة 194 فهو يقول نصا تقرر وجوب السماح للاجئين في اقرب فرصة فضمن شروط القرار الذي لم ينفذ لحد الان من شروط الاعتراف باسرائيل ان يعترفو ويعيدوا اللاجئين فحتى في القانون الدولي هم غير معترف بهم الان وفي النهاية هو حق مقدس لا يجوز التنازل عنه لان الشخص لا يملك حق التنازل فهو يملك حق المنفعة فقط
المذيع : ينص القانون ايضا ان كل فلسطيني خرج من موطنه لاي سبب حتى لو وقعت اي جهة فلسطينية على تنازل وهذا زورا طبعا على التخلي او شطب حق العودة وحتى لو صار لهؤلاء دولة فما حكم هذا التوقيع
الدكتور : هذا حكم باطل لايجوز شرعا لعدة اسباب اولها انه يتناقض مع الشرع {وان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول } ورد هذا الشيء الى الشرع يعني حرمية التنازل عن حق العودة لقدسية فلسطين و مكانتها
والامر الثاني لايسقط كل حق بالتقادم فاذا انا لااستطيع رد حقي واغتصب حقي في الاجبار لايعني اني تنازلت عن حقي فاني من حقي ان اطالب وهنا تتسع الدائرة لتشمل كل المسلمين لو تنازل الشعب الفلسطيني باكمله والشعب العربي والعالم وبقيت عجوز باكستانية او ماليزية او تركية ورفضت ان تتنازل عن حقها في فلسطين يجوز لها ان تطالب شرعا بملكيتها بفلسطين لان فلسطين هي ملك لكل من ينطق بالشهادتين فلا احد يملك حق التنازل مهما كانت الظروف
المذيع : قلنا في المقدمة سبعين مذبحة كبيرة ولكن هم يروجون ان اللاجئين تركو اراضيهم بارادتهم وبتحريض من بعض الدول العربية والواقع يقول انه هناك نكبة عام 1948 وهناك اكبر عملية تطهير عرقي ونحن نريد بعض الحقائق والأرقام والمعلومات حول موضوع النكبة
الدكتور : الذي حصل في 1948 كان له مقدمات حيث بدأت المقدمات منذ الحروب الصليبة ومؤتمر بال بسويسرا وفي عام 1948 وصلت الى قمة الصراع عندما بريطانيا سلحت اليهود ووجدت الظروف ملائمة لاعلان دولة اسرائيل اعلنت انسحابها ونحن نعرف ان العقلية الصهيونية تقوم على مبدأ ارض بلا شعب وفي مؤتمر بال قال هرتزل هناك ارض بلا شعب لشعب بلا ارض فقال بنغوريوم ذهبت ووجدت شعبا فقال له نتدبر الامر حيث حدثت مذابح كبيرة كبيرة في ذلك الوقت حيث قال بيغن لولا مذبحة دير ياسين لم تقم اسرائيل
531 قرية دمرت من اصل 1300 قرية
70 مجزرة ووصل عددها الان الى 119 مجزرة
السيطرة 774 مدينة وقرية
تشريد 800000 فلسطيني من 1400000
44% من مجمل السكان ذهبوا
واستمرت هذه العقلية في القدس الغربية كان الفلسطيني يملك 87,4% منها و75% من نسبة السكن الان القدس لايوجد فيها احد ولا يملكون فيها شيء
المذيع : انضم الينا الان الاستاذ ماجد الزير هل يمكن لاي جهة فلسطينة سواء كانت سلطة او دولة في المستقبل ان تستلم هذه الحقوق وتوزعها كما تريد
الضيف : مرت القضية بمراحل عديدة منذ قبيل النكبة وما بعدها ففي المرحلة المباشرة بعد نكثة فلسطين كانت النظرية الصهيونية معشعشة في الذهن الغربي ومؤثرة عليه حيث كانت الفكرة معاكسة ان اليهود يحررون فلسطين من العرب المحتلين لفلسطين ثم بدأ التحول النوعي منذ نكثة عام 1967 حيث بدأ العالم يعيش نكثة الشرق الاوسط ويحاول ان يطوقها ثم بدأت المرحلة المفصلية وهي ثورة الحجارة وتلتها لاحقا انتفاضة الأقصى ثم دخول التكنولوجيا حيث تنقل جرائم لاسرائيل وقت حدوثها دون تلاعب او مونتاج ثم اجرائات فلسطينية عربية
المذيع : ياريت ندخل بشيء عملي عن نماذج عملية لهذا التجاوب
الضيف : كل هذه الاسباب ادت الى التحول من حالة عدم المعرفة الى المعرفة والتجاوب وهذا التجاوب توج في مشاريع فك الحصار عن غزة وتوجت في الوصول الى الحقيقة في الضفة الغربية والمخيمات وتوجت في معرفة حق العودة وهذا حث الفلسطينين المطالبين بحق العودة ان يزيدو من نشاطهم ومن همتهم باتجاه هذا المجال
المذيع : هذا من الناحية الشعبية والمؤسسات المتضامنة لكن ماذا عن احتكاكم بالمؤسسات شبه الرسمية ولو سألناك عن منظمة التحرير والسلطة هل من ممكن ان تستلم حق العودة كتعويضات وتتعامل معه كمبلغ من المال
الضيف : حق العودة له عنصران قويان هما الحق الجماعي والحق الفردي وهذه متلازمة مما يجعل انه لايمكن لأي مسؤول ان يتنازل عن حق فردي
حيث ان صاحب الحق الفردي لا يملك الحق في التنازل عن الحق الجماعي ومما جعل الفلسطينين بعد اتفاق وارسو ينهضو بحقوقهم وان يضعو العناوين الرئيسة في القضية الفلسطينية سواء القدس او موضوع حق العودة
المذيع : الكيان الصهيوني يعطي مواطنيه حق المواطنة في المقابل يقال اذا حصل الفلسطيني على جنسيات في بلاد مختلفة فليس له حق العودة فماذا يقول القانو ن الدولي
الضيف : القانون الدولي يقول ان النظام الاسرائيلي عنصري واخطأ السياسي الفلسطيني انه لم يطرح هذا القانون في وجه الصهاينة فعلى الفلسطيني محاربة القانون الاسرائيلي فهناك نقطة يجب ان تكون واضحة ان المهاجرين اليهود مقابل اللاجئين الفلسطينين والتعويضات اليهودية مقابل التعويضات الفلسطينية ونحن لا نستفيد من اي من نقاط القوة في تجريم القانون الاسرائيلي من اجل العودة واظهار عدم قانونيته واظهار الوجه العنصري لهذا الكيان الذي لا نعترف به
المذيع : هناك ضغوطات على اجبار الفلسطين على اتخاذ منفاه كوطن
الضيف : لم يتوقف الصهاينة والداعمين لهم عن طرح مشاريع من شأنها ابعاد الفلسطيني خارج ارضه وتلغي حق العودة وتنهي القضية الفلسطينية من هنا السياسي الغربي ترجم هذا و عندما يتعامل مع اي سياسي عربي او فلسطيني
انه يجب ان يرفضو حق العودة وكان هذا واضحا في المبادرة العربية في نسختها الاولى ثبت تمسك الفلسطينين بحق العودة وتمسكهم بهويتهم وارتباطهم بفلسطين كان له الدور الاكبر بافشال هذه المشاريع ونحن نؤكد ان هذه المشاريع فشلت وخاصة بوجود مرحلة الربيع العربي الان وهذا سيؤدي الى رفع حق العودة بقوة موقف الشعوب العربية بتحررها من الديكتاتوريات
المذيع : هناك قرى في فلسطين مسحت عن الارض واقيمت مكانها مدن حديثة وهم يروجون ان الفلسطينين في الشتات جنسوا وقامو باعمال وزوجو حتى احفادهم بالغربة لذلك فهم يعتبرون ان الامر الواقع يلغي حق العودة بالتالي ماهي الخطوات العملية التي تثبت ان العودة وحق العودة شيء ممكن على الارض
الضيف : الامر الواقع ان 50% من الفلسطينين لم يروا فلسطين المخيمات مازالت موجودة واكثر من 90% من الشعب الفلسطيني قام بثورة هذا يثبت ان حق العودة مازال موجود وعدم تنازل الفلسطيني عن حقه فالفلسطينين لم ينسوا حقهم وهم موجودين بالمنطقة وهناك دعم عربي ودولي وبالتالي فان القضية لم تنتهي وبالتالي يجب ان نضع هذه الحقائق على الطاولة امام الاسرائيلين بعد ان ثبت هشاشة دولتهم وضعف تركيبها وهذا ليس مجرد امل بل هو واقع سياسي مستند الى حقائق بالتالي الاسرائيلين هم من تنحسر مساحتهم على ارض فلسطين
المذيع : دكتور ما تعليقك على ما قاله ضيفنا الكريم
الدكتور : ان قضية العودة كما ذكرنا هي حق مقدس ومهما عملوا ومهما مكروا لم ينسى الفلسطيني و الفلسطيني مهما غاب يبقى قلبه يحن لارض فلسطين مثلا قبائل المايا في المكسيك رجعوا بعد ثلاثمائة سنة وفي جنوب افريقيا بعد مائة وخمسين سنة من الاستعمار اخرجوا مانديلا من السجن ليحكم جنوب افريقيا بالتالي لا يسقط الحق بالتقادم نهائيا
المذيع : لكن جماعتنا دكتور لا يصبرون
الدكتور : ان صبروا او لم يصبروا هناك حق لا يسقط بالتقادم والحق موجود كما قلنا لو تنازل الجميع هناك حق عام وان كنا ضعفاء الان لن نبقى ضعفاء انشاء الله فالضغوط التي تمارس على الفلسطينين وغيرهم ان اسرائيل تمارس ضغوط على الدول العربية اذا لن تسكتوا الشعوب الفلسطينية عن المطالبة بحق العودة فهناك يهود كانوا في العراق والسعودية وسوريا وغيرها نريد تعويض لهم فاما ان تسكتو الفلسطينين والا نريد ان نثير هذا الموضوع الان هذا الامر يختلف فالفلسطيني صاحب حق والامر الثاني ان اليهود لم يخرجوا عنوة من الدول العربية بل كانو يفتعلو احداث ليخرجو ففي العراق مثلا كان يفعلون احداث وتفجيرات ليجبرو اليهود على الهروب و اغتيال القيصر بروسيا كان بتخطيط يهودي لكي يخرجو اليهود من روسيا فخرج مليونين منهم ربعهم لجؤا الى فلسطين هذا يؤكد ان اليهود لم يخرجوا عنوة لكن الفلسطيني خرج عنوة فهناك فرق بين ان اخرج باختياري وان اخرج مكرها وبالتالي المسلم لايقبل بهذا الشيء
المذيع : حتى لو تجنس الفلسطيني باي جنسية اخرى هل يسقط حقه بالعودة الى فلسطين
الدكتور : لا يسقط ابدا فقضية التجنيس هي عبارة عن ورقة تستفيد منها الدول الاستعمارية فامريكا مثلا قامت على ماذا على مجموعة قوميات السكان الاصلين بامريكا هم الهنود الحمر ففي احد مدارس اللاجئين سئل رجل الطلاب من اي بلد انتم فلم يجب اي تلميذ عن البلدة الذي ساكن فيها في لبنان رغم انهم لم يلدوا في فلسطين فالجميع اجابو باسم مدينتهم في فلسطين
المذيع : هل من حقي كفلسطيني شرعا ان اخذ تعويض عن ما لحقني من ضرر
الدكتور : التعويض الذي تاخذه هو تعويض عن الضرر الذي لحق بك دون التنازل عن الارض فالفلسطينين هجرو من ديارهم فاذا سمح بالتعويض الان سيكون عن المضرة التي لحقت بالفلسطيني مقابل اخراجه من بيته فلا يكون التعويض بالتنازل عن ارضه بفلسطين اما اذا كان التعويض من اجل التنازل فلا يجوز شرعا
المذيع : هل يجوز تأجير ارض فلسطين او مقايضتها بوطن بديل
الدكتور : معروف الوقف الاسلامي انه لا يجوز بيعه او التنازل عنه او اهدائه فالبعض احل المقايضة بالفائدة للمسلمين كمثال السعودية اعطت ارض للاردن فهي لم تكن تملك منفذ على البحر ففي هذا فرق فهذه مقايضة بين دول اسلامية لفائدة المسلمين
المذيع : اذا مات فلسطيني بالغربة فهل ينتقل حق العودة الى ورثته
الدكتور : نعم اذا توفي شخص في الشتات ينتقل الحق للورثة بان يطالبو بملكيتهم في فلسطين ولا يموت الحق لا بالتجنس ولا بالوفاة ولا يسقط بالتقادم ويبقى حقا الى الابد فالفلسطيني منتفع الان وليس مالك فلا يحق له التنازل وبعض الفقهاء قالو انك تستطيع السكن باي بيت في فلسطين دون اجرة لانه لايوجد مالك بل يوجد منتفع ومن استفاد من هذا الشيء هم اليهود فهم لديهم ورقة ساكن غير مالك فملكية الفلسطينين لفلسطين هي ملكية انتفاع فهي لعموم المسلمين
المذيع : بعض الصهاينة وبعض من يقف بصفهم يقولون انني اذا رجعت الى غزة او الضفة اي الى غير مكاني الاصلي بفلسطين فهذا يعتبر عودة ولا يحق لي بالمطالبة بالعودة الى المكان الذي املكه فعلا فما رأيك دكتور
الدكتور : هنا الامر مختلف فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة استقر في المدينة فانا كمسلم عندما نحرر فلسطين وترجع فلسطين الى عموم الفلسطينين من حقي العيش باي مكان في فلسطين اما قضية ان ترجع نصف فلسطين ويبقى النصف الاخر من اعطاهم ملكية هذا النصف فاذا رجعت كل فلسطين فلك الخيار ان تسكن في مكان في فلسطين كما حصل مع سيدنا محمد استقر في المدينة ومات في المدينة مع انه فتح مكة ونشر فيها الاسلام وبالتالي اي بلد يرفع فيه شعار لا اله الا الله محمد رسول الله هو بلد لسائر المسلمين
المذيع : كما ذكر بسورة الحج هل التدافع ضرورة اي هل مطلوب منا خطوات عملية من اجل حق العودة
الدكتور : بالنسبة لفلسطين فان حق التدافع سنة ربانية احيانا تكون سلبية واحيانا ايجابية فممكن ان يدفع كفار المسلمين ويخرجوهم من ديارهم و لكن دوري كمسلم بعد ان اخرج ان افعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فاول مادخل الى المدينة وبنى المسجد وآخى بين المسلمين والانصار واقام معاهدات مع اليهود بدأ يخطط فقام بخمسن وعشرون معركة ثم عاد الى مكة ونحن كفلسطينين علينا ان نعمل من اجل ارجاع فلسطين وانشاءالله سيرجع بيت المقدس فعلينا اما ان نغير الواقع الذي نعيشه ليغير الله ما نحن فيه فاذا لم نغير فسوف نستبدل بقوم غيرنا وعلى يدهم تكون عودة فلسطين ونصر الاسلام انشاءالله