الحلقة (11) عباداً لنا

    

ضيف الحلقة: الدكتور أحمد شكري   أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية

المقدم: د. عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 06/01/2012م
https://www.youtube.com/watch?v=EgvfDUxCPwg\

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام، تحدثت الآية الرابعة من سورة الإسراء، ويرى المفسرون السابقون أن الإفساد الأول كان على يد ملوك بني إسرائيل وانتهى على يد نبوخذنصر، بغض النظر عن خلاف العلماء المتحدثين في هذا الموضوع في موضوع الإفسادين هل وقعا أم لا، الآية الخامسة تذكر أن مفتاح النصر هو {عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} وهنا نسأل هل لفظ عباداً لنا متعلق أساساً بقوم نبوخذنصر حسب قول أغلب المفسرين أم أن عباداً لنا تنطبق على المجاهدين في عصرنا أيضاً، مشاهدينا في النص القرآني نلاحظ أن لفظ عباد ومشتقاتها وردت في القرآن 104 مرات فمن هم هؤلاء العباد؟ وما هي مواصفاتهم؟ وهل هم موجودون في عصرنا الآن؟ إن شاء الله مشاهدينا من خلال تقرير مصور في هذه الحلقة سنسلط الضوء على تجارب عملية تبين دور العبودية لله عز وجل كتجربة الفاروق عمر في فتح بيت المقدس وسنعرف كيف ربى نور الدين زنكي الجيل على العبودية والإعداد ليستطيع بعد ذلك صلاح الدين الأيوبي أن يحرر بيت المقدس، وكذلك سنسلط الضوء على تجربة المجاهدين في فلسطين وتجربة ثورة المسجد والانتفاضة وحرب الفرقان ودور تحفيظ القرآن والصحوة والربيع العربي، وهل كان كل ذلك من لوازم العبودية لعباد أولي بأس شديد، هل ما زال عامل الالتزام الديني لدينا وعبودية اليهود المحرفة وارتفاع نسبة المتدينين في دولة الاحتلال هل هي من عوامل النصر ومن عوامل إنهاء فساد دولة إسرائيل؟ مشاهدينا لمناقشة هذه المحاور يصحبنا في الأستوديو الدكتور أحمد شكري أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية، أهلا بك دكتور

الضيف: أهلاً بكم حياكم الله

المقدم: حياك الله، للتعليق على التقرير المصور سيصحبنا إن شاء الله الشيخ وائل الزرد صاحب كتاب رحلتي مع الشيخ نزار ريان من البداية حتى استشهاده، نعود إليك ضيفنا الكريم الدكتور أحمد شكري

الضيف: أهلا وسهلا حياكم الله

المقدم: إذا كان لك من كلمة في البداية قبل أن ندخل إلى الموضوع

الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا وإمامنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، فأنا في الحقيقة أبدأ الشكر لقناة القدس الفضائية على البرامج الهادفة والقيمة التي تبثها والتي سيكون لها بإذن الله تعالى دور كبير في حصول جيل النصر والتحرير بإذن الله تعالى، ولتسمح لي أن أخص بالذكر حضرتك مقدم البرنامج والأخوة الكرام الذين يقوموا على إعداده والجهة التي تقوم على رعاية هذا البرنامج وهي هيئة علماء فلسطين في الخارج، الشكر الجزيل لكم جميعاً

المقدم: ولكم أيضاً، على كل نحن إن شاء الله وإياكم مشاهدينا سننطلق في محاور هذه الحلقة من خلال الآية الكريمة التي تظهر على الشاشة {فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً} دكتور هذه الآية الخامسة من سورة الإسراء بعد أن تحدثت الآية الرابعة عن الإفسادين، هذه الآية تبشر أن هناك نهاية لهذا الإفساد وبأنه وعد منجز في نص هذه الآية من الله عز وجل، عباد لنا، سورة الإسراء تحدثت عن مفردات متعلقة بآخر الزمان وركزت على موضوع العبودية، لماذا سورة الإسراء تبدأ بالتسبيح وتنتهي بالتهليل والتكبير، هل هذا موضوع مرتبط بعباد لنا؟

الضيف: أكيد، أكيد في الحقيقة سورة الإسراء هي الوحيدة التي بدأت بسبحان، سور أخرى بدأت بسبح وسبح، ولكن سبحان بهذا اللفظ لم ترد إلا في هذه السورة واختتمت بقل الحمد لله وكبره تكبيراً، وفي ثناياها ورد التهليل العبارة المشهورة سبحان الله والحمد لله والله أكبر، الألفاظ الأربعة كلها موجودة في هذه السورة في أولها وفي وسطها وفي آخرها وهذا له دلالة لأن سورة الإسراء نفسها ذكرت العبودية خمس مرات وهذا لا نجده في أي سورة أخرى، في البداية سبحان الذي أسرى بعبده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعلماء لهم وقفة هنا لماذا ذكر بلفظ العبودية لا أي لفظ آخر، لم يذكر بقول الرسول أو النبي، وذكروا عدة أسباب ومنها قولهم أن العبودية هي أشرف وصف يمكن أن يوصف به أي امرؤ كائن من كان، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف بها، ويوجد تفسير آخر لطيف فقالوا حتى لا يغالي بعض الناس ويقولوا محمد ينتقل من مكة إلى بيت المقدس ثم يعرج إلى السموات، إذن أصبح إلهاً، فإلى أن لا يقول أحد هذا الكلام جاء لفظ العبودية في الآية

المقدم: في المواضع الهامة الله سبحانه وتعالى خاطب الرسول عليه الصلاة والسلام بالعبودية {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} في موضوع نزول القرآن وحادثة الإسراء ربما أربع مواطن في القرآن فأهم المواطن يكون الخطاب بها بالعبودية

الضيف: نعم لأن في مثل هذا المقام أيضاً لأن لا يظن ظان أو أن لا يقع في نفس أحد أنه أصبح في مقام أعلى خاصة أننا كما نعلم عيسى نبي الله ورسوله وصف بأنه الإله وما إلى ذلك، الموضع الثاني الذي ذكر فيه موضوع العبودية، لاحظ في الآية الثالثة مباشرة {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} هنا الله تعالى يمتدح نبي الله نوح فامتدحه أنه عبد، عبداً شكوراً، ما قال أنه نبي أو رسول قال أنه عبداً، ثم جاءت هذه الآية، عباد لنا، وسنعود لنتحدث عنها بالتفصيل ثم جاءت الآية، الموضع الرابع في السورة {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ} وهنا لفظ العبودية تقريباً في وسط السورة، ثم بعده بقليل قوله تعالى مخاطباً إبليس {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} فالعبودية في الحقيقة في هذه السورة في غاية الوضوح والظهور

المقدم: ربما اسم السورة الإسراء أو بني إسرائيل، إسراء وإسرائيل، ما اللفتة في ذلك؟

الضيف: اللفتة في ذلك في الحقيقة رائعة جداً، أن كلمة إسراء مكونة من خمسة أحرف وكلمة إسرائيل مكونة من سبعة أحرف، فكلمة إسراء تشكل خمسة أسباع هذه الكلمة

المقدم: إذا كان الحرف بعشر حسنات وإذا كانت إسرائيل مكونة من سبع أحرف يعني سبعة في عشرة أي بعد سبعين سنة من بدايتها تنتهي؟

الضيف: هذا من طريقة تفسير الأحرف والأرقام وكذا، نحن نقول بإذن الله هي ستنتهي بالسبعين أو قبلها أو بعدها بإذن الله هي إلى زوال قطعاً لا شك لنا في ذلك عندنا، فالإسراء وإسرائيل بينهما فعلاً هذا التداخل اللفظي، وهناك التداخل أيضاً العملي والواقعي والحقيقي، لأن الله عز وجل أراد لإسرائيل أن يدخلوا إلى بيت المقدس وكانت هذه أول صلة في الإسلام لبيت المقدس وأول ذكر له، ومن هنا حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام بعد أن انتهت الرحلة وقالوا له صف لنا بيت المقدس، كان هذا السؤال لو كان لغيره لكان مباغتاً ولو كان قائل أو زاعم الإسراء غير محمد لكان كاذباً، قال تجلى لي بيت المقدس فنظرته فوصفته لهم ومن هنا من هذه الحادثة إلى ما شاء الله حصل التداخل والتلاحم بين الإسلام وهذا المكان

المقدم: نعود إلى رأس السؤال، إسراء وإسرائيل، إسرائيل معناها؟

الضيف: الله

المقدم: إسرا بالعبرية عبد، إذن ما معنى العبودية؟

الضيف: لاحظ أن إسرائيل تعطي معنى العبودية، وإسرائيل هو بني الله يعقوب

المقدم: يعقوب

الضيف: كما ورد في الحديث الصحيح، وطبعاً هذه الدولة دولة الظلم والبغي والاحتلال والاعتداء وتجاوز القوانين والأنظمة الدولية، كل هذا لنا أن نصف هذه الدولة المسخ بما نشاء، في الحقيقة نسبتها إلى نبي الله إسرائيل هي نسبة زور وبهتان، ولا ينبغي، وكما معروف نحن نتحفظ على أن نطلق عليها هذا الاسم

المقدم: ناقشنا في هذا الموضوع مع ضيف آخر في حلقة سابقة، لكن معنى العبودية في اللغة والاصطلاح؟

الضيف: العبودية نعم، إسرائيل يعقوب هو عبد الله والعبودية لفي اللغة العربية العبد هو الذليل، العبودية هي التذلل ولذلك نحن نقول في اللغة طريق مذلل أي معبد أي مسخر ومهيأ كي يسير عليه الإنسان، فالعبد اصطلاحاً، حين نقول هذا إنسان عبد لله فنقول هو قائم بأمر الله عز وجل كما يجب، بالمناسبة فكرة العبودية أن الكون ما فيه إلا حقيقتان، الرب والعبد، الرب ليعبد والعبد ليتعبد أي يحقق ما أراده الله عز وجل منه، الآن هذا الأصل الذي يجب أن يكون، نجد في الناس من يتجاوز هذا من يبتعد عنه ومن يطغى إلى آخره هذا ليس موضوعنا إنما موضوعنا أن نحن العباد يجب أن نكون مطواعين لله عز وجل كما يريد ومن هنا فالعبودية هي الالتزام التام والمطلق لأمر الله تعالى

المقدم: جميل، الآن كي نوضح للسادة المشاهدين كيف سندخل إلى عباد لنا، هم جاؤوا ليقضوا على الإفساد، في حلقة سابقة تناولنا موضوع الإفساد أو الإفسادتان وهناك من يرى أن هناك إفساد ثالث ولا نريد أن نغرق في التفاصيل لكن مثلاً الدكتور يوسف القرضاوي يرى كما يرى جمهرة المفسرين أن الإفسادين انتهوا، الآن ترجيحك؟

الضيف: أنا حقيقة كتبت في تفسير سورة الإسراء منذ سنوات، وأنا أحضر لهذه الحلقة رجعت إلى مجموعة من كتب التفسير

المقدم: يعني أنتم بتحضروا للحلقة مثلنا؟

الضيف: لا بد من هذا

المقدم: حتى نأتي بكل جديد،

الضيف: دائماً أنا أقول أن أي شخص يصعد إلى المنبر في يوم الجمعة أو يدخل إلى محاضرة للطلاب أو يدخل إلى مثل هذا المقام مع حضرتك

المقدم: الله يخليك

الضيف: لا بد أن يحضر نفسه، أن يتكلم بما في الذاكرة القديمة، هذا لا يليق، فأنا حضرت نفسي، أنا قرأت أكثر من عشرين تفسيراً أمس في الليل وأول أمس وهكذا،

المقدم: أخذ منك أكثر من ساعة

الضيف: طبعاً وأنا أقول لطلابي دائماً أنا اقرأ أكثر من أربع ساعات لأعطيكم ربع ساعة أو ما شابه ذلك، فالذي اختمر في ذهني أنهما ليسا إفسادين فقط، إفساد بني إسرائيل في التاريخ كثير، ولذلك لا نقتصر على الإفساد الأول والثاني لأنه في الآية الكريمة {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} هذه أيضا تمثل قاعدة

المقدم: هناك من يرى أن احتلال 48 إفساد ولتعلو علوا كبيراً، يعني ما في أعلى من هيك في تاريخ بني إسرائيل؟

الضيف: هو يقيناً لم يحصل فعلاً، لم يحصل مثل هذا العلو الكبير جداً الذي هم فيه

المقدم: الآن ترجيحك؟

الضيف: أنا الآن الذي في ذهني عندنا خمس إفسادات رئيسية لبني إسرائيل  

المقدم: زمن الإفساد الثالث، هيك صار عنا الإفساد الخامس؟

الضيف: في الحقيقة انظر وتابع معي، الإفساد الأول زمن جالوت الذي طغى وبغى وكان كما تحدثت عنه الآيات، وقضى على هذا الفساد نبي الله داوود عليه السلام، الإفساد الثاني عندما طغوا وبغوا وتجاوزوا حدودهم

المقدم: نبوخد نصر

الضيف: قضى على إفسادهم نبوخد نصر في 900 قبل الميلاد

المقدم: ثم طيطس

الضيف: ثم طيطس الروماني، ثم زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم في زماننا الحاضر، فهذه خمس إفسادات، لماذا الآية نصت على اثنين فقط، أنا في رأيي هناك سببان احتمالان، السبب الأول لعظيم أثر هذين الإفساديين، لعظيم أثريهما وضخامتهما أو وقد يستغرب هذا الرأي، هذا يكون الأول والأخير وليس الثاني لأنه قال {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ }

المقدم: أولاهما

الضيف: أولاهما، ثم بعد ذلك قال {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ} إذن كانه ذكر الأول لأنه البداية والأخير لأنه النهاية ولكن لماذا مرتين لأنهما اعظم وأضخم مرتين والله تعالى أعلم، في الحقيقة هذا الآن الجولة التي نراها لهؤلاء القوم في زماننا هذا ما حصلت في تاريخهم أبداً

المقدم: نحن موضوعنا كما قلنا مدخل، قال الله عز وجل عباد لنا، إذا كان الرأي الأول الذي ذكرته الإفساد زمن نبوخد نصر الذي قضى عليهم

الضيف: هذا الوصف

المقدم: قبل الوصف، عباد لنا، هل كان أتباع نبوخد نصر عباد لنا، هل كانوا عباد موحدين؟

الضيف: لا، الوصف أن عباد لله ليس من الضروري أن يكونوا عباد موحدين، إذا قلنا الإفساد الأول زمن نبي الله داوود، الأمر واضح نبي الله داوود ومن كان معه كانوا من عباد الله لأن الله تعالى قال في الآية {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ} فإذا قلنا أن الإفساد الأول قضي عليه على يد نبوخد نصر فإن الوصف لعباد لنا يختلف عن الوصف  لعبادي، عباد لنا، اللام لام الملكية أن الله عز وجل يملكهم، الله عز وجل يملكهم كما يملك غيرهم، لماذا وصفهم بالعباد لأن الإنسان عندما ينتصر في معركة أو في موقف ما الذي يحصل فيه، أنه يزهو يفتخر يتعاظم، فكان من اللائق والمناسب أن يوصفوا بالعباد، يعني مهما انتصرتم ومهما ربحتم أنتم تبقون عباد لي، فكلمة عباد لنا تحتمل الأمرين تحتمل أن يكون تشريف بإضافتهم إلى الله ولكن في أكثر الآيات التي يكون فيها تشريف عندما ينسب العباد إلى الله يكونون بالياء وليس باللام والنون أو باللام والياء، ما في بالياء واللام في القرآن، ولذلك لو اتجه المفسر بالقول عباد لنا أن يكونوا مشرفون بالإضافة إلى الله لها وجه، لها وجه من خلال الآيات الأخرى ومن خلال الفهم اللغوي لها

المقدم: طيب ذكرت أن سورة الإسراء أوردت كلمة عباد خمس مرات أيضاً سورة الصافات أوردتها خمس مرات

الضيف: لكن في الصافات { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا } وليس عباد لنا، لاحظ، من عبادنا يعني فعلاً لما يضافوا إلى الله عز وجل مباشرة تختلف عندما يضافوا إلى الله من بعد حرف الجر

المقدم: من باب التكريم

الضيف: طبعاً { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} هذه للتكريم قولاً واحداً، أما عباد لنا فتحتمل وتحتمل

المقدم: هذا في سياق خصائص سورة الإسراء كيف نفهمه؟

الضيف: سورة الإسراء حقيقة

المقدم: أنت متخصص في سورة الإسراء

الضيف: أنا كتبت في تفسيرها وفي تفسير غيرها، والإنسان فعلا حينما يريد أن يتكلم في هذا المقام يرجع إلى كتب العلماء المفسرين أنا دائماً يعجبني تفسير عاشور، هذا الرجل له نظرات عميقة جدا في فهم الآيات، بالمناسبة هو فسر الإفسادين

المقدم: على فكرة هو الذي ألهمني رسالة الدكتوراه

الضيف: جميل

المقدم: له لفتات تتميز على الكثير من المفسرين

الضيف: أمس كنا في لقاء مع الطلاب وقلت لهم أن المفسر الذي في هذا الزمن الذي لا يقرأ لابن عاشور ينبغي عليه أن يراجع نفسه

المقدم: صحيح

الضيف: لأنه رجل فعلاً عميق ولا تشعر أنه متأخر زمناً، تشعر أنه عالم مثل الرازي والزمخشري وأشباههم، سورة الإسراء هي فعلاً سورة العبودية يعني لاحظ أنها بدأت بعبده ثم بعد مجموعة من الآيات، الله سبحانه أراد أن يبين صفات هؤلاء العباد، ولعلها احد المحاور في حديثنا ويمكن أن نستبق الكلام نبدأ من قوله تعالى {لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً} إلى قوله تعالى {وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا} لاحظ هذه الآيات بدأت بالتوحيد وختمت به ثم في ثناياه المواصفات التي يجب أن يتصف بها الإنسان المسلم، أوامر ونواهي افعل ولا تفعل، ثم في ثنايا السورة أيضا الآية التي قلناها قبل قليل {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} توجيه ثم الشيطان أو إبليس لما قال لله عز وجل أنه يريد أن يحتنك ذرية بني آدم فقال له إن عبادي ليس عليك عليهم سلطان، وهكذا، في آخر الآيات {إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا} أنت تستطيع أن تستلهم وتستخرج وتستنبط جو السورة

المقدم: على كلاً هذا الموضوع لن يغلق الآن وسنتناول أمثلة عملية عليه من واقعنا وماذا حصل، لنرى عباد الرحمن وعباد لنا ومشتقاتها كيف يمشون على الأرض ولكن بعض فاصل

مشاهدينا فاصل قصير ونعود فانتظرونا

أهلا بكم من جديد مشاهدينا في حلقة بعنوان عباد لنا يصحبنا في الأستوديو الدكتور احمد شكري ومن أجل التقرير المصور معنا عبر الأقمار الصناعية في غزة، معنا الدكتور وائل الزرد وقبل أن ننتقل إلى ضيفنا في غزة يسرنا أن نقدم هذا التقرير، لنشاهد معاً هذا التقرير          

إذن مشاهدينا بعد هذا التقرير نعود إلى ضيفنا في غزة الدكتور وائل الزرد، الدكتور وائل الزرد هو مؤلف كتاب “رحلتي مع الشيخ نزار ريان من البداية وحتى استشهاده”، دكتور وائل السلام عليكم

حياك الله ونقدر مجيئك ومشاركتك معنا ولك الآجر بإذن الله في البداية نسأل عن النماذج العملية في عباد لنا كما جاء في النص في الآية الكريمة، نريد أن نبدأ مثلا من مرحلة سابقة نحن نعرف أن القدس فتحها عباد أولي باس شديد لكنهم فتحوها سلماً، وكذلك نريد أن ننتقل من تقريباً 1100م إلى زمن نور الدين زنكي ما هي المقومات التي كانت لدى المسلمون في ذلك الوقت، هل كانوا عباد لنا كما جاء في الآية؟

الدكتور الزرد: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وبعد، لقد كان القرآن الكريم واضحاً عندما قرر من افتتح بيت المقدس ومن هم المؤهلون لاستلام مفاتيح بيت المقدس وتحريرها من أيدي الظالمين، فقد وصف الله تعالى الذين يجسون خلال الديار ويتبروا ما علا الظالمون تتبيرا هم في بيت المقدس ووصفهم بأنهم عباد لنا، ولعل من اقرب الإيضاحات لهذه الآية ما ذكره الله عز وجل في سورة الفرقان، عندما وصف بعض صفات عباد الرحمن قائلاً {وعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} إلى نهاية الآيات، هذه الصفات الكريمة إذا تحققت في أي جيل من الأجيال عبر التاريخ كانوا من عباد الله المستحقين لاستلام واسترداد بيت المقدس، ولذلك لم يكن غريباً أن يفتتح بيت المقدس عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، والمشاهدون الأكارم ربما كانوا في غنى عن أن يتعرفوا على سيرة عمر رضي الله عنه فقد ملأت سيرته العطرة الآفاق، ثم ورث هذه الصفات الخيرة والنطفة الكريمة أجيال المسلمون تباعاً

المقدم: ماذا عن تجربة نور الدين زنكي؟

الضيف: عماد الدين زنكي

المقدم: عماد الدين زنكي ونور الدين زنكي كانوا جيل الإعداد وصلاح الدين قطف ثمرة النصر

الضيف: دكتور عمر أنا حابب أرحب

المقدم: دكتور وائل دكتورنا الدكتور أحمد حابب يضل على تواصل ونقاش أثناء الحوار هذا

الضيف: أخي وائل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور الزرد: يا كل المراحب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الضيف: حيا الله جميع إخواننا وأهلنا في غزة الأبية غزة الصمود غزة النصر، حقيقة نحن هنا في مكان بعيد عنكم ولكن دائما نفتخر ونشرف بكم وبما أنجزتم وبما حققتم لهذه الأمة وننظر إليكم على أنكم فعلاً القوم الذي يجب أن ينظر غليهم بالإكبار والتبجيل والاحترام والتقدير، قبل قليل أنا كنت بقول للدكتور عمر أنا زرت غزة في سنة 2000  قبيل انطلاق الانتفاضة في 15/5، وشرفت بزيارة بيت الأستاذ أحمد ياسين في بيته الذي ذكرنا فعلاً ببيوت العلماء السابقين في البيت المتواضع وبهيئته أيضاً وفعلاً كما كانوا يقولون ليس شيخاً مشلولاً ولكن سيف مسلول

المقدم: سننتقل دكتورنا ودكتور وائل أيضاً إلى النماذج العملية سريعاً، ولكن سنترك فرصة للدكتور أحمد ليأخذ هذا النموذج سريعاً ولكن من قبلك، نبدأ من عند جيل نور الدين زنكي سريعاً، هل تحقق فيهم صفات عباد لنا؟

الدكتور الزرد: حياك الله وحيا ضيفك الكريم ونسأل الله تعالى أن تتحقق فينا جميعا صفات هؤلاء عباد الرحمن، على كلاً نور الدين زنكي وصلاح الدين وهذه العائلة الكريمة عندما أدركت أن بيت المقدس وقعت تحت سيطرة هؤلاء الصليبيين الفرنجة كما كانوا يقولوا عنهم في التاريخ، أدركوا تماما أن القدس لا يمكن أن تعود عبر طاولة المفاوضات وأنها تعود عبر جيل ليس له علاقة بالقرآن وليس له علاقة في النهار بالصيام وليس له علاقة في الليل بالقيام، وقد انبترت وانقطعت علاقته بالناس ولذلك ذهب هؤلاء الأكارم نور الدين ومن معه من عائلته الكريمة ذهبوا لإعادة الأمة إلى أصولها الشرعية التي كان عليها الخلفاء الراشدون أيام النبي صلى الله عليه وسلم، ففعل نور الدين زنكي بعض الأمور التي ربما من المناسب أن يذكر فيها أرباب القرار  في بلادنا العربية والإسلامية اليوم فإنها السبيل ربما نستطيع أن نقول الأوحد لاسترداد بيت المقدس إن شاء الله تعالى، أول ما فعل نور الدين زنكي أنه أدنى العلماء وأهل العلم وجعلهم خاصته وأهل مشورته، والعلماء قد آتهم الله فهماً وحكماً ربما لم يؤتى غيرهم، قال الله تعالى {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} بتقديم نور الدين زنكي العلماء وجعلهم أهل مشورته وخاصته فقد قدم الأولياء وإذا لم يكن العلماء أولياء الله تعالى فليس لله ولي في الأرض، هذا أولاً، أنا ثانيا فما فعله نور الدين زنكي وعائلته الكريمة ومن معه بالمناسبة من الأكارم أنهم فتحوا الباب أمام الناس وطلبة العلم ليأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر وليأخذوا قلوب الناس إلى الله تعالى، وفعلا حينما انطلق الدعاة إلى أرض الله تعالى حيث كانت أرض الخلافة ساعتها استطاعت هذه العائلة الكريمة بقيادة نور الدين زنكي ومن معه من الأكارم استطاعوا أن يجعلوا الشر والمنكر محصورا ولا أقول منعدماً استطاعوا أن يجعلوا الخير مقداما متزايدا متسارع بشكل كبير جداً، كذلك من الأمور التي فعلها نور الدين زنكي أنه كفل أهل العلم المتميزين في كل المجالات سواء الشرعية أو غير الشرعية وفرش لهم حتى يتبوأ هؤلاء وأقصد هنا طلبة العلم حتى يتبوءوا المناصب حينما تدار شؤون الدولة، كذلك مما فعله نور الدين رحمه الله وهذا مما يحسب له أنه جعل من نفسه قدوة لشعبه وأبناء أمته فلم يكن من الذين يقولون ما لا يفعلون ولم يكن من الذين يتكلمون عن سنغافورة وبلاده تعيش في وطأة الجهل وإنما استطاع أن يجعل من نفسه قدوة في الزهد والورع في العدل في العمل في الليل والنهار حتى كان الناس إذا ما نظروا إليه كما قال بعضهم، كنا إذا ما نظرنا إلى نور الدين رحمه الله نتذكر أمجاد الصحابه والتابعين وهذا لأنه كان رجلاً

المقدم: طيب خلينا نتقدم بعقارب الزمن إلى زماننا، تجربة قبل سنوات تجربة عز الدين القسام، هل كانوا في البداية بداية الاحتلال وقبل الاحتلال وقبل النكبة هل تمثلوا هذا الطريق؟

الدكتور الزرد: أخي الكريم من تبع نور الدين زنكي من أمثال الشيخ المجاهد عز الدين القسام ومن أمثال الشيخ رحمه الله أحمد ياسين ومن أمثال شيخنا رحمه الله تعالى الشيخ نزار رحمهم الله جميعا، لولا أنهم سلكوا مسلك نور الدين وغيره من العلماء لما كتب الله لهم القبول ولما تربعوا على رؤوس الناس في زماننا، يعني إذا سمحت لي أن نتكلم بالتفصيل، تحدث الدكتور عن تجربته مع الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، فأنا سأقول إشارات سريعة عن الشيخ أحمد ياسين ثم سأنتقل إذا تكرمت لنتحدث قليلا عن بعض المواقف الجليلة والجميلة مع الدكتور نزار رحمه الله تعالى ليعلم الناس جميعا أن هؤلاء ما تقدموا إلا لأنهم قدموا وما رفعهم الله تعالى مكان عالياً إلا لأنهم علوا على شهواتهم ونفوسهم الصغائر بل والكبائر، أما بالنسبة للشيخ أحمد ياسين رحمه الله تعالى فمن المعروف في بلادنا وهذا الشيء متفق عليه أن بيته لم يكن بيته هو فقط بل لقد كان بيت الشيخ أحمد ياسين رحمه الله كان بيتاً لجميع أبناء الشعب كان يفد إلى بيت الشيخ كل الطالبين كل السائلين كل أصحاب الحاجات من المعتازين والمحتاجين كلهم إذا ما أرادوا قضاء حاجة ذهبوا إلى بيت الشيخ، وبالمناسبة من كل الفصائل من كل التنظيمات كانوا يعتقدون أن الشيخ لا شيخ حماس وإنما كانوا يعتقدون أن الشيخ شيخهم جميعاً، وأذكر حادثة بسيطة أحد الأخوة في مظاهرة في التسعينيات كان يقود سيارة ومع إطلاق الحجارة من هنا وهناك انكسر زجاج السيارة الأمامي، هذه الحادثة يقولها لي صاحب السيارة شخصياً وهو ابن جيراننا حفظه الله، وهو يقول لي لما انكسر زجاج السيارة احترت ماذا أفعل فقلت في نفسي، هو يقول لي قلت في نفسي ليس لي إلا الشيخ أحمد ياسين، فذهب بسيارته إلى بيت الشيخ وطلب مقابلته فقابله على الفور وقال له يا شيخ لقد كسر أولادك زجاج السيارة، فقال له الشيخ يا بني أنا أولادي كبار لا يطلقون حجارة، فقال له لا مش أنت أولاد الشعب أولادك، فقال له صحيح أولادي، وفعلا بقي عند الشيخ حتى أصلح له زجاج السيارة وبالمناسبة ما زالت الورقة عنده يحتفظ بها إلى الآن

المقدم: دكتور أحمد لك تعليق على هذا

الضيف: في الحقيقة كلام جميل وأنا شعرت بهذا عندما ذهبت وشرفت بمقابلة الشيخ في بيته كان بالفعل مأهول بالناس وبطالبي قضاء المصالح، وهذا يدل على أن الإمام الرباني فعلا يكون محبوباً من الناس ويكون قبلة لهم لقضاء حوائجهم ومصالحهم، وكما قال هم قدموا لله فوضع لهم الله القبول والرضا بين الناس

المقدم: وما تقدموا إلا لأنهم قدموا

الضيف: نعم، ما تقدموا إلا لأنهم قدموا

المقدم: دكتور وائل نحن معنا دقيقتين أو ثلاثة ونريد تجربتك وأنت عايشت الشيخ ومؤلف كتاب من البداية وحتى استشهاده الشيخ نزار ريان، الدكتور نزار، بدنا يوم عملي وتطبيقي أنت تقدمت به إما مع المجاهدين أو مرافقة الشيخ، الجانب الروحاني جانب العبادات؟

الدكتور الزرد: على عجلة وإن كان الشيخ يستحق برنامج مفصل بارك الله فيكم، ولكن على عجلة أنا ويعلم الله لا أقول إلا بما رأيت لا ما سمعت، لقد سرد الشيخ الصيام سرداً حتى أني كنت أقول أنه لا يفطر، حتى مرة دعينا إلى طعام غداء بعد صلاة الجمعة وفعلاً وضع الطعام وجئنا نأكل وكنت بجانب الشيخ، فكان الشيخ ينزع اللحم ويوزعه علينا، أنا تفاجأت بعد دقيقتين أو ثلاث أن الشيخ لا يأكل فهمست في أذنه يا شيخ لماذا لا تأكل، فقال استر علي أنا صائم، سبحان الله، فقلت له في مثل هذا اليوم، فقال أنا صائم، فكان هذا بصراحة شيء غريب جداً، حتى أني اذكر في يوم استشهاد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله رحمة واسعة في عزائه في ملعب اليرموك أنا قلت في نفسي لعل الشيخ لا يكون صائم، وفعلاً جئت بشيء من الماء لأختبر هل هو صائم أم لا وهذا كان بعد صلاة العصر فجبت له بماء بارد وقلت له يا شيخ اشرب فقال لا لا أريد فقلت له اشرب لا بأس الدنيا حر وكذا فقال لي وبعدين معك أنت تعرف أنا صائم، فقلت له في مثل هذا اليوم وأنت من الصباح واقف وفعلاً بفضل الله قبل المغرب بقليل جئت إليه بشيء من الشراب والبسكويت فقال لي لا تعد لهذا أنا أريد أن لا يكون الصيام إلا لله رب العالمين، أما بالنسبة لطوافه على المجاهدين فحدث ولا حرج، لقد كان الشيخ رحمه الله تعالى مبدعاً أقول والله يا أخي لقد كان مبدعاً في الجهاد وتعداد صور المجاهدين، والله أذكر مرة كان بيني وبينه موعداً في الساعة الثانية عشر والنصف في الصباح يعني ليلاً في صباح اليوم الثاني، فاتصلت به أين أنت يا شيخ، فقال تعال إلى البيت وهو يسكن في جباليا وكان هذا في أوائل الانتفاضة، في أوائل مجموعات المرابطين وفعلاً وصلت إلى البيت واتصلت به أين أنت يا شيخ فقال لي تقدم، امش للأمام، امش للأمام وبقيت أتقدم حتى وجدته مرابطاً يعلم الله وحده ليس معه لا أنس ولا جن، فقلت سبحان الله يا شيخ أترابط وحدك فقال نعم لعل الله تعالى أن يرد اليهود عن بلادنا فلسطين بسبب وجودي وحدي هنا، فكانت هذه إبداعة بأن يقف وحده يجابه اليهود وهو ليس معه إلا القليل من السلاح، ثم كانت له إبداعات كثيرة رحمه الله

المقدم: بشكل عام أنت رافقت المجاهدين أو عايشت المجاهدين في غزة، كيف تقيم الجانب الروحاني، هل يرفعوا شعار عباد لنا في حياتهم العملية حتى يكونوا بعد ذلك عباد لنا أولي بأس شديد؟

الدكتور الزرد: أخي الكريم إن لم يكن المجاهدين في فلسطين تحديداً والمجاهدين في غير فلسطين، إن لم يكن هؤلاء عباد الله تعالى فليس لله عباد في الأرض، إذا لم يكن هؤلاء عباد الرحمن فليس لله عباد في الأرض من أوليائه، المجاهدون في بلادنا في فلسطين ضربوا أروع الأمثلة والنماذج لتحقيق العبودية بشكل كبير، أنا أضرب لك أمثلة سريعة، في ليلة كنا مع إخواننا المرابطين المجاهدين نتكلم معهم كلاماً يسيراً مما فتح الله علينا ومما تعلمناه من قيادتنا حفظهم الله جميعاً، فأحدهم سمعت أن سمعه خفيف جدا، فسألته ما لأذنك لا تسمع بشكل كبير، فقال لي لا عليك هذه مسالة صغيرة وانتهى الموضوع لكن أنا صار عندي حرص أن أتعرف كيف ذهب شيء كبير من سمعه، فسالت عنه بعض الأخوة فقال لي سبحان الله كنت أنا وإياه في الحرب، طبعاً هو قصف في الحرب فذهب شيء من سمعه، فقال لي كنا أنا وإياه في بيت وبجانبه بيوت في الريس أو جبل الريس، فيقول جاءت الطائرة إف 16 وقصفت البيت الذي بجانبنا فسوته بالأرض، صاروخ زلزل الدنيا، أنا كنت مستيقظ ولا أعرف مع هول الضربة قفزت في الهواء وصاحبنا نائم وإذا به بعد قليل يفتح عينيه ويقول إيش يا فلان يا عبادة هل هناك إطلاق رصاص، يقول الصوت كان يملأ الدنيا لكنه كان نائم آمن مطمئن وما شعر بشيء بفضل من الله عز وجل

المقدم: هذا من ناحية المجاهدين لكن الجو العام في فلسطين يعني دور تحفيظ القرآن، هل لديك  إحصائيات تقوم الجانب الروحاني والاهتمام بالقرآن الكريم وكيف إذا قارنه بالشباب المتدينين من الجانب اليهودي أيضا؟

الدكتور الزرد: أخي الكريم ربما لو أي إنسان من غير أهل غزة زار غزة لوجد أمر عجيباً بصراحة، مع احترامنا وتقديرنا لكل البلاد العربية، لكن الذي يدخل غزة وينتقل في كل جوانب شوارعها فسيجد بشكل كبير جداً أبجديات الشريعة الإسلامية قد كسي بها الناس في غزة سواء الرجال أو النساء أو الشباب أو الشابات نحن لسنا ملائكة لسنا معصومين ونحن لا ندعي شيء لأنفسنا ولكن بفضل الله عندما فتحت مؤسسات، وأقول مؤسسات تعليم القرآن الكريم في المساجد وهي بالمئات ورعيت من قبل الحركة ومن قبل كل العاملين في مجال القرآن الكريم أخرجت لنا بفضل الله حفاظ للقرآن عالمين بالسنة النبوية ملؤوا الأرض قسط وعدلاً كما ملأها غيرهم جوراً وظلماً، المساجد أخي الكريم بدأت تخرج الآلاف في كل سنة ولعلكم تتابعون وهناك المهرجانات الكبرى في غزة وفي غير غزة من بلادنا يخرج الآلاف من حفاظ القرآن الكريم وحافظات القرآن الكريم ولهذا ربما لو سرت في غزة ربما وبكل صراحة تجد المتبرجات، وأقصد هنا الغير لابسات اللباس الشرعي معدودات على الأصابع وهذا يدل على أن شعب غزة وشعب فلسطين هو مسلم بالفطرة واستجاب لنداءات العلماء والدعاة وصار الكل يسير في مركب الإسلام العظيم إن شاء الله

المقدم: يعني في نصف دقيقة أو في دقيقة ماذا عن هؤلاء الذين ذكرتهم الذين تخرجوا من دور القرآن الكريم هم يحصدون نتائج مختلفة عن غيرهم خصوصاً في حرب الفرقان، طلبت منك أن تقارن الذين يسيطرون على المشهد الإسرائيلي، هل هي ظاهرة متنامية لتحسم الصراع أم أن التدين عند الشباب اليهودي أو الإسرائيلي في تراجع؟

الدكتور الزرد: أنا لست على علم دقيق بالتدين المتنامي أو غير المتنامي وإنما أنا على علم دقيق بفضل الله تعالى بالتنامي الملاحظ وفي جميع الدول العربية وما الثورات العربية وما تنتجه إلا دليل ملاحظ على أن الشعوب العربية قد ملت من كل الأنظمة الجاهلة الوضعية الطينية وقد آن للناس أن يعيشوا في ظل الشريعة الطيبة المباركة، أما هؤلاء اليهود الظلمة الذين يحتلون أرضنا فتنامى عندهم الحس الديني أو لم يتنامى فسيبعث الله لهم عباد لنا أولي باس شديد وسيجوسون خلال الديار ويتبروا ما علا هؤلاء تتبيرا إن شاء الله رب العالمين

المقدم: عن شاء الله رب العالمين الدكتور وائل الزرد صاحب كتاب رحلتي مع الدكتور نزار ريان وصاحب كتاب مناهج الدعاة شكرا جزيلا لك ولأهلنا في غزة

إذن نواصل معك دكتور أحمد ولكن بعد فاصل قصير

مشاهدينا فاصل قصير ونعود إليكم إن شاء الله

حياكم الله مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة بصحبة الدكتور أحمد شكري أستاذ الحديث في الجامعة الأردنية

الضيف: التفسير وعلوم القرآن

المقدم: التفسير وعلوم القرآن، نحن ضيوفنا هذه الفترة ما شاء الله كلهم الدكتور أحمد والدكتور أحمد وكلهم تفسير وعلوم قرآن، ما شاء الله صار الواحد كثرة الأحامدة أو الأحاميد كيف نجمعها

الضيف: أحمد أحمدون

المقدم: الأحمدون معناها من كثرة الأحمدين، على كلاً كان لك تعليق وشفت لك نظرات

الضيف: نعم أكثر من مرة أردت أن أتداخل مع الشيخ وائل لكن هو كان كالسيل الجرار ما شاء الله

المقدم: تفضل دكتور لأن الوقت محدد

الضيف: نعم وقد سجلت بعض الملحوظات وأشكره على ما قال وكما قلت وأكرر نحن نفتخر بأهل غزة وأهل فلسطين جميعاً وضربوا لنا أروع الأمثلة في الصمود، يعني الدول العربية والأنظمة التي عرفها الجميع انكشفت سوءتها في حرب الـ48 ما صمدت ولا حرب الـ67  لم يصمدوا حتى ساعات وأهلنا الركام في غزة صمدوا حتى شهر وهذا شيء يفتخر به إلى أبد الآبدين، سجلت فعلاً بعض الملحوظات، لما فتح عمر بن الخطاب بيت المقدس وسيدنا عمر هو الشخص الرباني، في ملحظين، الملحظ الأول لما وصل كان هو وفتاه أي خادمه لما وصل إلى أسوار بيت المقدس كان الدور عليه أن يمشي وكان الدور على الخادم أن يركب الدابة فلما اقتربوا قال الخادم يا سيدي أنا أسير وأنت تركب فقال لا الدور دوري أن أسير ثم كان في ثوبه مجموعة من الرقع فلما وصلوا إلى هناك ونزل سفيطوس ليسلمه المفاتيح قال له لو لم تكن على هذه الهيئة لما سلمتك المفاتيح

المقدم: عندهم نبوءة يعين؟

الضيف: لا عندهم نصوص، ربنا قال في آخر سورة الفتح {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ

فِي الْإِنجِيلِ} عندهم في التوراة في النصوص غير المحرفة صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو أن عمر ذهب وهو بهيئة كبار الضباط والنجم والنياشين على كتفه والثوب المكوي أيضاً لم يكن ليسلمه، وهو ماشي على قدميه أيضاً، فلاحظ وليلاحظ الأخوة المشاهدين أيضا هذه اللفتة الرائعة جداً، عمر وهو بثوبه الرقع وهو يسير على الأرض سلم مفاتيح بيت المقدس هذا ملمح يجب أن نقف أمامه فعلا لنرى كيف هي صفة عباد الله تعالى

 المقدم: جميل

الضيف: الأمر الثاني والملمح الثاني أن نور الدين زنكي وعماد الدين فعلاً أنشؤوا جيل الفتح، الأستاذ الفاضل الشيخ وائل أشار إلى قضية تقريب العلماء وإلى قضية الوحدة، هم عرفوا أن لا يمكن أن نحرر بلادنا ونحرر بيت المقدس إلا إذا كنا يد واحدة، إذا كنا مبعثرين ومشتتين هذا في الجنوب وهذا في الشرق للأسف دويلات أو دول لا يمكن لنا أن نحرر أرضنا لا بد من الوحدة قبل ذلك وهذا ما وضع بنيانه وأسسه نور الدين زنكي فهم الدرس ولذلك قبل أن يبدأ بفكرة التحرير بدأ بفكرة التوحيد، راسل الذين في الشام واتفق معهم على أن يكونوا صفاً واحداً جيشاً واحداً أمة واحدة ثم بعد ذلك ذللت لهم كل الصعاب فحصل ما حصل، وبالتالي هذه نقطة في غاية الأهمية

المقدم: جميل، نرجع إلى تفسير الآية التي معنا اليوم عباد لنا، ونحن مركزين على عباد لنا، كل مرة تذكر عباد الرحمن أو عباد وكذا إلا في هذه المرة في ال144 مرة التي ذكرها القرآن الكريم عباد لنا فما اللفتة في ذلك؟

الضيف: هي وردت عبادي وعباد الرحمن وورد العبيد ولكن العبيد ترد عادة في مقام جميع الخلق المؤمن وغير المؤمن، هنا عباد لنا فيه ملمح ومزية كبيرة جداً فعلا، أي الإنسان حين يصل إلى هذه الدرجة وهي أن ينتصر على غيره، يعني هنا بني إسرائيل طغوا وتكبروا وبغوا كما قالت الآية الكريمة

{وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} فإذا انتصر أي شخص على الكبير على العظيم على القوي ماذا يكون حاله، يكون حاله الخيلاء والإعجاب والكبر، الآن تجد الإنسان ينتصر ممكن على مجموعة من البسطاء تجده يفاخر ويتعاظم فما بالك بالانتصار على القوي، فكأن هذه لفتة من الله تعالى أنكم يا من عبدتم الله تعالى ويا من سرتم على منهج الله أنكم حين تنتصرون إياكم ثم إياكم أن تأخذكم زهوة النصر وأن يأخذكم الخيلاء

المقدم: طيب لنبقى في هذا الموضوع يعني لما احتلت فلسطين في الـ48 بدنا نشوف وضع المسلمين الآن بالتأكيد اختلف الوضع، يعني ل المؤشرات تختلف، الآن من خلال سورة الإسراء ما هي صفات الذين سيحررون القدس؟

الضيف: أدخل من خلال الإشارة التي قلتها وقت الـ48 والـ67 وما حولها كانت الأمة تعاني من هزيمة نفسية كبيرة جدا جدا، طبعاً أنا وأنت لم نعش هذه المرحلة ولكن كما قرأنا وسمعنا، كما حصل مع أجدادنا السابقين أيام التتار كان الواحد منهم يقول لعشرة من المسلمين ابقوا في مكانكم سأذهب وأحضر حبل وكانوا يبقون كأن هذا من التتار له أعين من الوراء يرى بها، للأسف أمتنا

المقدم: هذه القصص حقيقية؟

الضيف: قرأناه في كتب التاريخ وأنا لا أستبعده

المقدم: هزيمة نفسية

الضيف: الهزيمة النفسية هي الهزيمة الحقيقية ولذلك أنا أقول أن أمتنا في تلك الفترة كانت تنظر إلى اليهود على أنهم الجيش الذي لا يقهر ولذلك الهزيمة النفسية للأسف كانت في تلك الحالة ولكن الآن أنا أقول الوضع مختلف تماماً وبالمناسبة من أيام ارسل لي أحد الفضلاء على الإيميل شريط مسجل للشيخ أحمد ياسين مدته دقيقتين فقط ولكن وأنا أنظر فيه تذكرت كلام المفسرين لهذه الفكرة، كان يقول أن دولة البغي والعدوان هذه لن تدوم لأكثر من سنة2030 تقريبا أو 40 أو حتى قبلها 20، قالوا لماذا فقال نحن أخذنا من قوله تعالى {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ} فقال أنا استلهمت واستنبطت من الآية أن الأربعين رقم محوري، وبالمناسبة عند علماء اللغة العربية أو حتى عند غير العرب عند الآخرين الأربعين رقم محوري، وأنا من القديم مرة طلبت من الطلاب أن اجمعوا لي المعلومات في جزئية لماذا أرسل الرسل وهو عمره أربعون سنة، لماذا، فأتوني بمعلومات قيمة جداً، أن الأربعين فعلاً عمر محوري بالنسبة للإنسان ورقم محوري بالنسبة للحياة، كما أن العشرة بعدها يبدأ دور جديد كذلك بعد الأربعين يبدأ دور جديد، فقال الأربعون الأولى مضت لليهود الآن الأربعون الثانية لنا

المقدم: هذا كلام الشيخ أحمد ياسين؟

الضيف: نعم هذا كلام الشيخ أحمد ياسين وأنا رأيته وهو موجود عندي وممكن أن أرسله لك، قال الأربعون الثانية بدأت من الـ87 أربعون بعدها إن شاء الله أربعين تقريباً 27 أو نحو ذلك، طبعاً لا أقول أن هذا رجم للغيب هو يدخل في دائرة الاحتمالات ولكن كل شيء يبنى على أسس وقواعد وأظنك تعلم أن الدكتور بسام جرار له نظرات في هذا الأمر فأنا أقول بدأنا في المرحلة الثانية الشوط الأول كان علينا نعم والشوط الثاني بإذن الله هو لنا وما نشاهده وما سمعناه من أخينا وائل، وأنا رأيته بعيني لما زرت غزة في الحقيقة وقبل أيام لما كان في احتفال وكان رئيس الوزراء الفلسطيني الأستاذ الفاضل أبو العبد إسماعيل هنية أحد هؤلاء الذين أخذوا الإجازة في تلاوة القرآن وحفظه وكان عددهم كبيراً جداً

المقدم: وهو يؤم المصلين

الضيف: ويؤم المصلين ويجلس على الرضيف، أحد الأخوة أرسل لي الصورة وقال لي هل يوجد رئيس وزراء آخر عربي أو غير عربي يجلس على الرصيف كما هو الحال مع الأخ أبو العبد

المقدم: وقضى في السجون

الضيف: هذه قضية

المقدم: الثورات العربية قلبت المعادلة، طيب الآن، ما هي صفات عباد الله الذين سيحررون القدس؟

الضيف: الله عز وجل يريد ممن يحمل رايته وممن ينتسب إليه أن يكون أهل لذلك أن يكون من عباده الذين يستحقون أن يكونوا من عباد الله تعالى ومن هنا فجيل النصر الذي بدأ الآن يتكون أو يتحرك هو الجيل الرباني رأينا عمر ورأينا زنكي ورأينا صلاح الدين ورأينا القسام ومن سار على هذا الدرب من بعده إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله هم الذين ساروا على دين الله وأطاعوا الله، يعني نزار ريان أنا لم أشرف بلقائه ولكني علمت أنه كان من خريجي الجامعة الأردنية في سنة من السنوات وتابعت أخباره ولما علمت باستشهاده واستشهاد عدد من الأخوة القياديين، لأن بعض الناس أحياناً يطعنون فينا وفي غيرنا فيقولون القادة يكونون في بيوتهم أو في الخارج أو في الرفاهية

المقدم: والآخرون يكونون

الضيف: والآخرون يكونون في الخنادق أو تحت القصف، فانظر وشاهد أحمد ياسين كيف كان خارج من صلاة الفجر فآتاه الصاروخ، في الصفوف الأولى دائماً وكذلك نزار ريان وكذلك إسماعيل وكذلك أبو شنب وهذه هي سمتنا نحن فدائماً قادتنا في الصفوف الأولى وليسوا في الصفوف الخلفية أو من وراء المتاريس أو من وراء الجدر كما يفعل الآخرون

المقدم: كيف نستفيد من عنوان الحلقة عباد لنا، كيف نستفيد من هذا في صراعنا مع الصهاينة والكثير منهم متدينون وملامح التدين موجودة، هل هذا يقربنا من حفلة الصراع الرئيسية؟

الضيف: لازم تكون قريبة، وكل آت قريب، ولكن نحن يجب أن نكون مستعدين دائماً لكل شيء ويجب أن نكون مستعدين دائما لمعركة التحرير، عند النداء للجهاد يجب أن نأتي ونلبي، وبالمناسبة ليس نحن فقط من في داخل فلسطين، نحن من على خط الدفاع الأول إنما أيضا الآخرون، أنا زرت بعض البلاد الإسلامية مثل أندونيسيا والباكستان ومن تركيا ونقول لهم نحن من الأردن من أفياء بيت المقدس وما حوله، والله أحياناً يقولوا لنا عبارات ممكن أن تبكينا، يقولوا مثلاً ليتنا كنا مكانكم ليتها تفتح لنا الحدود لنزحف بصدورنا العارية

المقدم: الشارع الرئيسي في دولة مالي في العاصمة اسمه شارع القدس

الضيف: جميل جداً، أنا حقيقة الشيء بالشيء يذكر، أنا حضرت محاضرة للشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله العالم الكبير الجليل الهندي لما كنت طالبا في الجامعة وعنوان المحاضرة كان أينقص الدين وأنا حي، عبارة موجعة جدا

المقدم: نعم والله

الضيف: فمن الكلمات التي قالها، وهذا الكلام مضى عليه 25 سنة، قال يا معشر المسلمين كيف نرضى لأنفسنا ونحن بهذا العدد وبهذه الكثافة وهؤلاء الشراذمة الحقيون القليلون ينتصرون علينا والله لو كنا ذباباً، ذباباً فقط ولكن أن نكون فاعلين والله لأخرجناهم منها، يعني أنا هذا الكلام لما أسمعه من واحد منا من أهل فلسطين أو من أهل الأردن أتقبله ولكن لما أسمعه من واحد من أهل الهند كم أكبره وأرى

المقدم: عدد الذين يتمثلون عباد لنا في العالم العربي مع هذه الثورات هل بدأ يحتشد؟

الضيف: بدأ يكثر وينمو مثل الخلايا بدأ يتكاثر وينمو جدا، مثلا تونس التي بدأت هذه الثورات قبل أن تحدث هذه الحادثة كنت أقول في نفسي تونس من آخر البلاد العربية التي يمكن أن يحصل فيها هذا ولكنها كانت المبادرة في كل شيء في بداية الثورة وفي قطف الثمرة الآن أيضا، أنا أدعو للاخوة في مصر بأن الله ييسر أمورهم وبأن يحفظ لهم ثورتهم المباركة، ولكن في تونس كانوا المبادرين وكانوا هم من قطفوا ثمار ثورتهم وبإذن الله عز وجل يستمرون في هذا الطريق، وبالمناسبة قبل أيام رئيس دولتهم

المقدم: وبها نختم

الضيف: الخطاب الذي ألقاه أخذته العبرة وحشرج صوته فوقف جميع من في المجلس صفقوا له تصفيق مطول، هذه كلها بشائر

المقدم: من؟

الضيف: المنصف المرزوقي، هذه بشائر النور وبشائر الخير وبشائر الهداية والعودة إلى الله كما قلت دكتور عمر فعلا جيل النصر بإذن الله بدأ وسار في الطريق

المقدم: على كل الدكتور أحمد شكري هذا ما سمح به الوقت، دكتور أحمد شكري الأستاذ في الجامعة الأدرنية أستاذ التفسير، نحنا عشان ضيفنا عالأقمار الصناعية كان الدكتور وائل كان أستاذ الحديث، على كلاً مشاهدينا باسمكم جميعا نشكر ضيفنا وفي أمان الله.