الحلقة (40) نخل بيسان

    

ضيف الحلقة: د. عبد الله معروف

المقدم: د. عمر الجيوسي

https://www.youtube.com/watch?v=CKVSf5IlBaI

ترتبط فلسطين بأحداث ضخمة آخر الزمان فيها ينتهي امر اليهود وفي مدينة اللد يقتل الدجال والدجال هو صاحب اعظم واخطر فتنة في التاريخ قصة هذه الفتنة يرويها أول فلسطيني أسلم وهو تميم الداري وهو الصحابي الوحيد الذي روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم والقصة هي قصة الجساسة والمسيح الدجال حين ركب تميم الداري في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا ودخلوا جزيرة فتقول رواية مسلم : {فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لايدرى قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدو الى هذا الرجل في الدير انه الى خبركم بالأشواق فاقبلنا اليها سراعاً وفزعنا منها ولم نأمن ان تكون شيطانا فقال اخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يثمر قلنا له نعم قال أما انه يوشك ألا يثمر قال أخبروني عن بحيرة طبرية قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيها ماء؟ قالوا هي كثيرة الماء قال أما إن ماءها يوشك ان يذهب قال أخبروني عن عين زغر قالوا عن أي شأنها تستخبر قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها ….} (صحيح مسلم)

في هذا الحديث الصحيح كان أول سؤال يسأله الدجال كان عن نخل بيسان ثم عن بحيرة طبرية ثم عن عين زغر فما سبب تخصيص هذه المناطق الفلسطينية بالذات وما علاقة ذلك بنهاية الدجال على أرض فلسطين وكيف اختفت الملامح العربية في بيسان الان ولم يبقى فيها للعرب الا المقبرة ولماذا لم يعلق الدجال على زغر وهي غور الصافي الان وهي جزء من حدود الأرض المقدسة

سيكون ضيفنا على الهاتف المهندس كمال الدويك من الخليل رئيس ادارة جمعية المهندسين الزراعين ونائب رئيس المجلس البلدي وضيفنا في الاستوديو الدكتور عبد الله معروف استاذ التاريخ المشار والاستاذ المساعد في جامعة طيبة في المدينة المنورة

المذيع : نرجو ان تخبرنا دكتور قصة المسيح الدجال فنحن نريد ان نربط بداية القصة بنهايتها من ضوء هذا الحديث

الدكتور : هذا الحديث ورد مروياً عند الامام مسلم عن السيدة فاطمة بنت قيس الفهرية وهي زوجة أسامة ابن زيد ابن حارثة حيث هي طلقت من زوجها وجائها خطاب كثر ومنهم معاوية بن ابي سفيان وغيره فاستشارت النبي صلى الله عليه وسلم واشار عليها بأسامة ابن زيد و هذا الحديث هو الرواية الوحيدة التي روى فيها النبي عن أحد اصحابه وليس العكس والراوي هو تميم الداري والقصة باختصار ان النبي اوقف الناس مرة في اخر حياته في السنة العاشرة للهجرة وقال لهم ليلزم كل مصلاه فلا تفزعو ولكني اخبركم امرا اتاني به تميم الداري وكانت فاطمة بين النساء وسمعت الحديث وهي التي روته واخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان تميم الداري عندما جائه واسلم وبايع النبي في عام الوفود اخبره انه ركب في سفينة مع ثلاثين رجلا وتاهوا في البحر ونحن لا ندري اي بحر فهذا الكلام لم يذكر حيث أنهم تاهوا ستة أشهر ثم رمتهم السفينة على جزيرة وعندما دخلو الجزيرة وجدوا دابة كثيرة الشعر و من المفاجأة قالوا ما أنت والصدمة كانت انها اجابتهم بلغتهم وقالت انا الجساسة اذهبو الى هذا الرجل في الدير فانه  الى خبركم بالأشواق فذهبوا فوجدوا رجلا مجموعةٌ يديه الى عنقه ورجلاه الى عنقه بالسلاسل وضخم الجثة فخافوا منه واخبرهم قد قدمتم على خبري من انتم فاخبروه نحن من العرب وهناك حكمة انه لم يعرف اين المكان وهذا امر من علم الله اطلع عليه تميم الداري حيث جاء الى رسول الله مع وفد من الداريين من اهل الخليل ليخبره القصة واسلم على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألهم الدجال عن نخل بيسان ثم سألهم عن بحيرة طبرية ثم سألهم عن عين زغر ولم يعلق عن عين زغر لكن سألهم بعدها اخبروني عن نبي الأميّن مافعل فقالوا قد خرج وقاتله العرب ثم اطاعوه

المذيع : لماذا يهتم الدجال بشأن نخل بيسان والمناطق الفلسطينية قبل ان يسأل عن نبي الله صلى الله عليه وسلم

الدكتور : الشيء المفاجئ ان الدجال مرتبط مصيره بالمناطق التي ذكرها فالمناطق التي ذكرها كلها تتبع لفلسطين فمنطقة فلسطين بالذات هي المنطقة التي تشهد نهاية الدجال فالرجل يسأل ليتأكد فيما يتعلق بنهاية الزمان فبحيرة طبرية مثلا ليست مرتبطة فقط بالدجال وانما مرتبطة ايضا برواية يأجوج ومأجوج وهي رواية صحيحة وبالتالي الموضوع كان مهماً بالنسبة له

فلما اخبروه عن ذلك سألهم عن النبي باعتبارهم اخبروه انهم من العرب

المذيع : انت ذكرت ان فلسطين فيها المشهد الأخير للقاء الحضارات والدجال وقتل الدجال

الدكتور : هذا واضح تماما من سؤال الدجال لأنه ايضا عندما اخبرهم عن نفسه حيث قال عندما سألهم عن النبي : ان خير لهم ان يطيعوه واني مخبركم عن نفسي اني انا المسيح وطبعا لم يقل لهم اني الدجال والمسيح عليه السلام في عقيدة أهل فلسطين وفي عقيدة المسلمين جميعا عاش في هذه المنطقة ومرتبط بمنطقة نهر الأردن وحتى المسيحيين الذين يؤمنون بالمسيح يؤمنون بمنطقة نهر الأردن بإعتبار مائها ماء مقدسا ويأتون اليها للعماد ليتعمدو بمنطقة نهر الأردن و بالنسبة لهم افضل مكان للعماد هو منبع نهر الأردن عند بحيرة طبرية عندما يزورون فلسطين المحتلة وعندما يزورون الأردن يذهبون الى منطقة المغطس لانه كان فيها كنيسة قديمة من العهد البيزنطي

المذيع : الحديث عن فاطمة بنت قيس الفهرية والحديث روي عن تميم فهل الحديث ان صحابية روت عن صحابي وهل هناك طرق اخرى للحديث غير طريق تميم الداري

الدكتور : ملاحظة الصحابية لم ترو عن تميم بل هي روت عن النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي هو الذي روى عن تميم فهناك طرق روت عن النبي لكن بطرق ضعيفة منها أبي هريرة وعن جابر بن عبد الله

المذيع : لم يرو ولا يمكن ان يروى الا عن طريق تميم الداري لانه هو الوحيد الذي رأى رغم ان معه ثلاثين رجل

الدكتور : تميم الداري هو الوحيد الذي روى الى النبي صلى الله عليه وسلم ثم النبي روى للناس وبالتالي رويت عنه ولم يرو عن أحد من أصحابه

المذيع : عندما قابل الجساسة ثم ذهب الى الرجل الذي ينتظره بالأشواق وهو الدجال كان معه الثلاثين أم انفرد به

الدكتور : الواضح أنهم كانوا لأنه كان يتكلم بصيغة الجمع وأيضا لا يتخيل ان يذهب وحده من شدة الخوف فتخيل عندما دابة تتكلم معهم فهو نفسه قال خفنا منها ان تكون شيطانا ثم ذهبوا جميعا حيث انه لا يجرؤ احد ان يذهب وحده

المذيع : هل لتميم الداري مناقب آخرى

الدكتور : نعم له ثلاث مناقب كبيرة المنقبة الأولى هي انه الصحابي الوحيد الذي روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم والمنقبة الثانية انه أول من أسلم من أهل فلسطين على الاطلاق والمنقبة الثالثة انه الرجل الوحيد الذي أعطاه النبي أرضاً موقوفةً واضحة ومقتطعةً من فلسطين له خاصة ولعائلته

المذيع : حيث ان وقف تميم الداري وهو حوالي ستين بالمئة من مساحة الخليل ومع الأسف انه تأكل هذا الوقف ولم يبقى منه شيء نستطيع ان نصوره وقضمته المستعمرات وأطماع بعض الناس

الدكتور : لكن خريطة الوقف مازالت موجودة ومسجلة في دفتر الأوقاف في تركيا وهو ثابت تماما ولم يتغير وهذا الوقف له قصص كثيرة بالتاريخ

المذيع : يوجد روايات آخرى ان هذا النخل في المنطقة بين عمان وبيسان وفي رواية انه قال انا الدجال ولم يقل انا المسيح

الدكتور : هاتان الروايتان ضعيفتان وهما وردتا في المناقب ولكن ان ذكرنا انه لايوجد نخيل بين عمان وبيسان الا النخيل في منطقة الغور وهو نفسه النخيل الموجود في بيسان لأن بيسان اصلا في الغور وبالتالي تكون منطقة واحدة ولفظ انا الدجال هذا بالتأكيد لم يرد فلا يصح ان يذكر لهم انه الدجال والأعجب من ذلك رواية أبو يعلا الموصلي فهذه رواية غريبة لأنه قال فيها من أنتم فقالوا أمة محمد ففرح وقال ا وبعث محمد فهذا كلام معناه ان المسيح الدجال مؤمن وهذا كلام غير صحيح فالمسيح الدجال هو أخطر فتنة تمر على البشرية وهو رجل يدعي الألوهية وبالتالي كيف يفرح ويقول لهم اوبعث محمد وكيف يقولون نحن أمة محمد وهم لم يكونوا على الإسلام في تلك المرحلة

المذيع : الجساسة دابة شكلها غريب تتكلم ورجل غريب مصفد في مكان مجهول وربما محبوس لغاية الان فعقلاً ونقلاً كيف نتكلم للناس عن هذا الموضوع

الدكتور : هذا يعتبر من أمور الغيبيات التي أختص الله سبحانه وتعالى فقط بها فبعض الناس تقول ان الأقمار الصناعية اليوم كشفت كل شيء فكيف لم نعرف أين هذه الجزيرة فالشاهد هنا ان هذه الجزيرة قد تكون ظهرت في مرحلة معينة انحسر عنها بحر ثم اختفت وكيف سيظهر الدجال منها فهو يقول انه يوشك ان يؤذن لي فأخرج فلا اترك مكان الا دخلته الا مكة وطيبة والنبي صلى الله عليه وسلم فرح و قال هذه طيبة هذه طيبة التي هي المدينة المنورة فهل سيخرج الدجال فجأة من جزيرة لا يعرفها أحد أم سيولد فهناك روايات للامام احمد ابن حنبل رغم ضعفها حيث يذكر فيها النبي حسب هذه الروايات ان المسيح الدجال يولد لأبويين يهوديين وفي أحد الروايات للامام أحمد يذكر فيها وصف ابيه ووصف امه وبالتالي المسيح الدجال معروف انه يولد مثل  بقية البشر لكن مالذي رأه في هذه الحالة تميم الداري هذا امر من الغيب فقد تكون مسألة روحانية خاصة من الله تعالى أختص فيها هذا الرجل لماذا لأنه يريد لهذا الخبر أن ينتشر ويصل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم

(تقرير مصور يستعرض منطقة طبرية و وزغر وهي غور الصافي الأن ومنطقة نخل بيسان )

( لم نستطع الاتصال بضيفنا عبر الهاتف )

المذيع : لو اخذتنا دكتور الى مدينة بيسان ونحن نعرف انه لا يوجد فيها الأن ملامح عربية فهي وقعت في براثم التهويد

الدكتور : بالنسبة لمدينة بيسان فهي مدينة معروفة في فلسطين وهي مدينة من اشهر مدن الغور وتقع على بعد 83 شمال شرق مدينة القدس على نهر الأردن وبإمكاننا ان نراها بشكل واضح جدا كمدينة متكاملة من جبال مدينة عجلون في الأردن فإذا وقفنا عند قلعة عجلون نستطيع أن نراها مباشرة وهذه المدينة العريقة هي مدينة قديمة جدا فيها أثار رومانية كثيرة جدا فهي كانت من المدن العشرة المشهورة جدا في ذلك العهد ولكن للأسف الشديد تم احتلالها عام 1948 وهجر سكانها جميعا وبعضهم انتقل الى الأردن وبعضهم في سوريا وبعضهم في لبنان وارتكب فيها الكثير من المذابح ولم يبقى فيها أي فلسطيني وغيروا اسمها اليوم وهو بيت شآم وهو الاسم العربي الكنعاني القديم لها لكنهم يقتنعون انه هذا الاسم العبري ولم يبقى فيها الان من أثار العرب المسلمين الان الا المقبرة فقط وبيوتها هدمت بالكامل وبقيت أثارها الرومانية وتعتبر اليوم مقصد سياحي و هي بلدة زراعية وسياحية ولكنها بلدة زراعية أكثر من كونها سياحية  وتشتهر بزراعة الحبوب ومنها القمح وتشتهر بالنخيل وهو أكثر منتج زراعي موجود في بيسان فنحن داخلين الى بيسان من الناحية الجنوبية تكون مزارع النخيل على اليمين واليسار على امتداد البصر من بداية الطريق حتى نهر الأردن في الجهة الشرقية وعلى امتداد المنطقة الغربية حتى بداية جبال الضفة الغربية وهي مشهورة بنوع خاص من التمر وهو تمر المجول

المذيع : ما ميزة هذا التمر

الدكتور : تمر المجول هو تمر كبير يشتهر بسمكه وهو لين جدا وقليل السكر فبالتالي هو تمر مفيد للصحة جدا والصهاينة يعلمون قيمة هذا التمر وبالتالي يمنع الفلسطينيون من ادخال اي تمور اثناء قدومهم من الحج او العمرة فيها نوى للمحافظة على نوعية التمر الموجود في فلسطين

المذيع : نعلم انه يوجد في بيسان حركة علماء كبيرة عبر التاريخ

الدكتور : بيسان يكفيها شرفا انها اخرجت اثنين من أشهر العلماء المعروفين في العهد الأموي والعهد الأيوبي ففي العهد الأموي رجاء ابن حيوا الكندي من بيسان وهو المسؤول الثاني عن بناء قبة الصخرة المشرفة بالاضافة الى يزيد ابن سلام من القدس وايضا كان مستشار الخليفة سليمان ابن عبد الملك وهو الذي اشار عليه بتولية عمر ابن عبد العزيز خليفة والعالم الثاني المشهور والقاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني وهو المستشار الأول لصلاح الدين الأيوبي وكان قد هجر اهله من بيسان في عهد الاحتلال الصليبي الى مصر وولد وعاش هناك وانضم الى صلاح الدين عندما قدم مع عمه اسد الدين شيركو للقضاء على الدولة الفاطمية وكان من الناس التي كانت لهم يد طولا في الحرب ضد الصليبين وتحرير بيت المقدس بعد ذلك فبيسان اخرجت الكثير من العلماء فكان هناك الكثير من العلماء في العصر المملوكي وغيره ولكن من الأسف الشديد اليوم لم يبقى فيها اليوم من العرب والمسلمين الا في القبور وحتى هذه القبور مهددة بشق طريق من بيسان الى الحدود

المذيع : الدجال يسأل هل يثمر نخل بيسان واليهود يحرصون على عدم دخول تمرة واحدة فيها نوى فهذا الحرص المشترك بين اليهود والدجال فمالربط بينهم

الدكتور : سأل عن نخل بيسان ثم قال يوشك الا يثمر ثم سأل عن بحيرة طبيرة و قال يوشك الا يكون فيها ماء ثم سأل عن عين زغر اي غور الصافي ولم يعلق عليها فاليوم بحيرة طبرية فيها ماء ونخل بيسان مازال يثمر لكن عين زغر جفت فبالتالي يبدو انه سيحدث انقلاب في اخر الزمان وهذا الوقت في علم الله وحده فالبنسبة للدجال لماذا يسأل عن هذا فنحن نعلم عن النبي انه قبل قدوم الدجال هناك سنوات تحبس السماء مائها ففي السنة الأولى تحبس السماء ثلث مائها وفي السنة الثانية تحبس السماء ثلثي مائها وفي السنة الثالثة تحبس السماء مائها كله فلا تنزل نقطة ماء فوقتها تكون هناك مجاعة ووقتها يظهر الدجال ولتمام الفتنة الدجال يظهر وتتبعه كنوز الأرض كاليعاثيب فبالتالي  المسألة فيها جانب روحاني مرتبط بفتنة المسيح الدجال ومرتبط مباشرة بقدوم المسيح الدجال

المذيع : عين زغر ما سبب التسمية هل هي بنت لوط عليه السلام

الدكتور : هذه تسمية توراتية وكلمة زغر وهي تسمية كنعانية قديمة ونسبها اليهود بأنها اسم ابنة سيدنا لوط عليه السلام ولكن هذا غير مؤكد لأنه لايوجد حديث او في القرآن شيء يؤكد ذلك الا التوراة والتوراة ليست دليلا معتمدا لكن عين زغر ذكرت في التوراة باسم صوعر و ظوعر  وذكرت في الكتابات القديمة وذكرت ايضا في كتابات بعض المؤرخين والجغرافين المسلمين على انها جزء من الارض المقدسة مثل ما تحدث المقدسي البشاري عندما قال وزغر ومأب وخمسة اميال من البادية زغر فعليا تقع على بعد 80 كم بالضبط من مدينة القدس جنوب شرق وهذه المنطقة كان متعارف عليها انها منطقة كثيرة الخيرات ولكنها اليوم منطقة جافة ملحية لانها تقع جنوب البحر الميت وهذه المنطقة كانت معروفة قديما باسم مؤتفكة اي قرى سيدنا لوط عليه السلام ولكن اليوم لايوجد اي جزء من البحر الميت فيه زرع لان المنطقة الجنوبية من البحر الميت كلها جفت وبقيت منطقة ملحية

المذيع : المسيح الدجال سئل عن بحيرة طبرية وعن نخل بيسان قبل ان يسأل عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو اذاً مهتم بالشأن الفلسطيني

الدكتور : لأن الشأن الفلسطيني يخصه هو لأنه يدعي أنه المسيح المرتبط بالشأن الفلسطيني وبالنهاية هو يعلم ان نهايته ستكون هناك وايضا هناك مسائل خطيرة يخشى منها فبالنسبة لبحيرة طبرية فهي تسمى في الانجيل والتوراة ببحر الجليل باعتبار انها عند منطقة الجليل وبالذات الجليل الأعلى فبحيرة طبرية هي بحيرة كبيرة جدا فمساحتها 166 كم مربع ومجموع شواطئها 53كم واقصى عمق للمياه فيها 46 متر وهي معروفة بحلاوة مائها ومعروفة بكثرة السمك فيها حتى انها مرتبطة بالمسيحين وهذا يؤكده ماقال النبي للصحابة وذلك ان تميماً الداري كان نصرانياً فجاء اسلم وبايع فالدجال يحدثهم عن المسائل المرتبطة بديانتهم وعقيدتهم ومن أجل ذلك قال له اني انا المسيح فبحيرة طبرية مرتبطة لدى المسيحين بقصة لعيسى عليه السلام عندما يذكرون ان النبي عيسى عليه السلام جاء من الجليل وركب في قارب وهناك هاجت بهم البحيرة فأوقفها ويذكر البعض انه مشى على الماء في تلك المنطقة ويذكر البعض ان هناك أمن به احد اتباعه وهو بطرس سمعان فذكر بحيرة طبرية خاص بهم من ناحية وخاص بنا من ناحية آخرى ان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر في حديث شريف ان الله يوحي الى عيسى عليه السلام بعد ان يقتل المسيح الدجال عند باب لد اني قد اخرجت عبادا لي لا طاقة لأحد بهم فحرز عبادي الى الطور فيخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون مصداقا لقول الله عز وجل                           

{ وفتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } فيأتي اولهم على بحيرة طبرية فيشربون مافيها فيأتي اخرهم عليها ويقول لقد كان في هذه مرة ماء وبالتالي هذا يكون مصداق كلام الدجال لأنه يقول يوشك الا يكون بها ماء لكن الدجال يموت وفيها ماء فهذا يدل ان الدجال يتحدث لهم عن اقتراب الساعة لأنه قبل ان يأتي يوم القيامة ستجف بحيرة طبرية حيث سيشربها يأجوج ومأجوج

المذيع : للأسف بحيرة الحولة ومياه الغور في الأردن الان يسقى نخيلها من مياه عادمة معالجة من بقايا الصهاينة

الدكتور : بركة الحولة قامت قوات الاحتلال في أواسط القرن الماضي بتجفيفها بالكامل على أعتبار انها ستتحول الى ارض زراعية لكنهم قاموا بخلط بيئي خطير جدا تتضررت منه بحيرة طبرية وتتضررت منه البيئة الفلسطينية في تلك المنطقة

المذيع : بالنسبة لموضوع تحليل فتنة المسيح الدجال من بدايتها الى مقتله في باب لد فنحن كيف نستفيد من هذه القصة كمسلمين وفلسطينين فهناك ابعاد دينية وابعاد جغرافية لهذه القصة

الدكتور : بالنسبة لفتنة المسيح الدجال يذكر عنها النبي انها أشد فتنة مرت على البشرية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ما من نبي الا وحذر قومه الدجال واني مخبركم امرا لم يخبره نبيا قبلي انه اعور فالمسيح الدجال يأتي في زمن تحتاج فيه البشرية الى غذاء فهو يأتي في زمان يتميز فيه الذي يقدم حب الحياة على حب الايمان من الذي يقدم حب الايمان على حب الحياة فالنبي يتحدث عن ذلك بوضوح عندما يقول : ليفرن الناس من الدجال في شعاب الجبال اي المؤمنون الحقيقيون يفرون من المسيح الدجال والدجال ستكون له ميزة موجودة في المدينة المنورة عندما يقول النبي : فيأتي المدينة ويقف ويقول اترون هذا القصر الأبيض هذا مسجد احمد فترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج منها كل منافق ومنافقة وبالتالي يبقى في المدينة المؤمنون الحقيقيون ويتمايز الناس بين مؤمن الحقيقي ومؤمن ضعيف الايمان

المذيع : هو لا يدخل طيبة ولايدخل مكة المكرمة ولكن هناك رواية عند أحمد ابن حنبل انه لايدخل بيت المقدس ايضا

الدكتور : انا ارجح صحة هذه الرواية لأنها لا تخالف غيرها فروي عن الدجال انه يقول انه لايدخل اربع مدن لا يخل مكة والمدينة وبيت المقدس ولا الطور وانا لا استبعد انه لن يدخل تلك المدن فبيت المقدس في ذلك الوقت تكون عقر دار المؤمنين ثم ينتقلون منها الى دمشق والطور ذكره الله عندما قال الى موسى عليه السلام { فاخلع نعليك انك في الوادي المقدس طوى } فهو وادي مقدس ولكن لماذا ذكر ذلك الوادي لان النبي قال انه لن يدع مدينة ولا قرية في الأرض الا ودخلها في اربعين يوم فسألوه ما سرعته في الأرض فقال : كالخيل استدبرته الريح

المذيع : تذكر الآية { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل } فالرازي ينكر ان هذه اشارة فماهي اراء المفسرين الآخرين

الدكتور : الذي فهم ان هذا الامر مرتبط بالمسيح الدجال فهمه من قول النبي صلى الله عليه وسلم : فتتطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت من مغربها اغلق باب التوبة وذلك يوم لا تنفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل  فلأن النبي استشهد بهذه الآية قال بعض المفسرين لعلها تشير الى الآيات الكبرى التي هي طلوع الشمس من مغربها والمسيح الدجال وايضا خروج الدابة التي لانعرف عنها شيء وهذه الآيات الثلاث يقول عنها النبي ايما واحدة منهما خرجت فالثانية على اثرها قريبة

المذيع : هناك حديث يقول انه يتبع الدجال من يهود اصفهان سبعون الفا فماذا عن علاقة هذه الفتنة بيهود اصفهان

الدكتور : الان لايوجد عدد كبير من اليهود في اصفهان ولكن هذا الكلام سيكون بعد تحرير فلسطين وسينتشر اليهود في بقاع الارض فلعل جزءاً منهم سيذهب الى اصفهان انتظارا ً لذلك الحدث لكن عندما يتحدث النبي عن هذه الجزئية فهو يقول : سبعون الفا من يهود اصفهان وعليهم الطيالسة فهذا يدل ان عدد اليهود هناك اكثر من سبعون الفا ويوضح انهم سينتقلون الى مرحلة جديدة من الغنى وسيلبسون الطيلسان وهو لباس ملكي فاخر والنبي يذكر ان اغلب اتباع المسيح الدجال من اليهود

المذيع : اذا كانت مكة ارض المبتدأ لهذه الرسالة وفلسطين ارض المنتهى لهذه الاحداث فبماذا تعلق

الدكتور : كما كان الاسراء من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى كانت بداية الامر في المسجد الحرام ونهايته في المسجد الأقصى فاذا كان المسجد الحرام هو الذي كتب بداية  الحياة فالمسجد الأقصى سيشهد نهاية الوقائع التي تتعلق بنهاية الحياة فهذا يدل على شرف المسجد الأقصى وعلى شرف هذه الأرض التي تحوي هذا المسجد وهي ارض فلسطين