الضيف: د. صلاح الخالدي
المقدم: د. عمر الجيوسي
https://www.youtube.com/watch?v=cRbltOckPck
يقول الله عز وجل { وحشر لسليمان جنوده من الجن والأنس والطير فهم يوزعون حتى اذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون }
في هذه الآية موكب سليمان محشود ومحشور طوائف من الجن والأنس والطير وفي هذه الآية مشهد نملة في فلسطين تتقدم جيشها وتخاطب ملكاً نبياً وأغنى رجل في تاريخ البشر فهذه النملة رأت من بعد ونطقت عن حق وحكمت بعدل فلهذا كله تبسم سليمان عليه السلام ودعا الله عز وجل ان يعينه على شكر النعم التي أنعم بها عليه وبعض المفسرين اهتم باسم هذه النملة فقيل اسمها طاخية أو طاحية وقيل أنها بحجم الانسان ولها جناحان وانها كانت عرجاء وفي المقابل البعض الآخر ينكر هذه التفصيلات ويركز على منهج علمي اخر في التعامل مع الاسرائيليات والمبهمات في القرآن ويحذرون من المعلومات التي ترد عن كعب الأحبار ووهب بن منبه
ولا يتصور في الحقيقة ان يكون وادي النمل موجوداً في منطقة غير فلسطين حيث ان سليمان عليه السلام كان يعيش في فلسطين ومقر حكمه في بيت المقدس
معنا ضيفنا عبر الهاتف الأستاذ محمود فواقة وضيفنا في الأستوديو الدكتور صلاح الخالدي استاذ التفسير في الجامعة الإسلامية العالمية وعضو هيئة علماء فلسطين في الخارج ومؤلف خمسين كتاباً في التفسير وفي بني اسرائيل
المذيع : سورة النمل كل مافيها يتكلم من الطير والجن والأنس والنمل والملك وهذه السورة تتحدث عن أنبياء بني اسرائيل وهناك آيات كثيرة تتحدث عن سيدنا سليمان في هذه السورة فنحن نريد ان نعيش جو هذه الآيات وهذه الآية بالتحديد
الدكتور : رب العالمين سمى هذه السورة بهذا الاسم لان قصة النملة مذكورة فيها وكما نعرف ان اسماء السور توقيفية من الله سبحانه وتعالى حيث يؤخذ اسم السورة من شيء بارز فيها وهذه السورة كل مافيها يتكلم حيث تبدأ السورة باثبات مصدر القرآن انه كلام الله تعالى ثم اشارة الى قصة موسى عليه السلام مع فرعون ثم اشارة الى قصة داوود وسليمان ثم قصة سليمان مع النملة وقصة سليمان مع الهدهد وشرحت الآيات قصة سليمان مع ملكة سبأ بالذات حتى اسلمت ودخلت في الاسلام ثم اشارة الى قصة ثمود ثم قصة لوط وبعد ذلك تقرير عن اليوم الاخر في كتاب الله سبحانه وتعالى فهذه السورة نكاد ان نسميها سورة ناطقة فلغز السورة هو في قوله تعالى { علمنا منطق الطير } فرب العالمين اعطى سليمان كرامة ومعجزة انه علمه منطق الطير فكل ماكان يتكلم من الطيور او الحيوانات او الحشرات كان سليمان يفهم لغتهم ولهذا عندما تكلمت النملة فهم سليمان عليه السلام كلامها وعندما تكلم الهدهد ودافع عن نفسه فهم عليه سليمان عليه السلام
المذيع : هذا الفهم لهذه النملة بالذات ام لفصيلتها ولهذا الهدهد بالذات ام لفصيلته
الدكتور : هو فهم كل اللغات اي منطق الطير يعني ليس هذه النملة فقط بل كل بني النمل وكل الهداهد و يوم القيامة الدابة والنملة غيرها سوف يكلمون الناس ونحن سنفهم كلامهم فالمخلوقات الحية تتكلم لكن نحن لانفهم كلامها كما قال الله سبحانه وتعالى { ولكن لا تفهمون تسبيحهم }
وعندما تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم { قال كان أحد السابقين عنده بقره فحملها حملا ثقيلا فتكلمت معه البقرة فقالت له انا لم اخلق لهذا فقال بعض الصحابة ياسبحان الله بقرة تتكلم فقال عليه السلام افي شك انت من هذا انا أؤمن بهذا انها تكلمت ومع يؤمن ابو بكر وعمر انها تكلمت } فربنا يعلم بعض عباده على لغة أقوام اخرى فقال ابن مسعود رضي الله عنه كنا نسمع تسبيح الطعام زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعوا تسبيح الحصى بيد النبي عليه السلام فتكلم النملة والهدهد هو شيء طبيعي في كون الله سبحانه وتعالى
المذيع : في ظل ثلاثين آية تتحدث عن سيدنا سليمان في اربع سور فقصة سيدنا سليمان لم يفصلها القرآن مثل قصة آدم وغيره من الأنبياء فماهو السياق التي جاءت فيه قصة سيدنا سليمان
الدكتور : قصة سليمان مذكورة بشكل مجمل في سور الأنبياء والنمل وسبأ وص ففي باقي السور الآخرى جاء فقط ذكر اسم سليمان فلم تفصل قصته لحكمة الله سبحانه وتعالى فتخبرنا الآيات هنا ان سليمان ورث داوود عليه السلام وورث سليمان داوود وقال ايها الناس علمنا منطق الطير فهنا وراثة سليمان لداوود عليهما السلام ليست وراثة دنيا وليست وراثة ملك ولكن وراثة نبوة ورسالة ودعوة فنحن نعلم ان الأنبياء لا يورثون مالاً ولا دنيوياً كما قال الحديث
{ نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة } فداوود كان نبياً رسولاً اتاه الله الزبور وسليمان كان فقط نبياً لم يكن رسولاً فكانت وراثته وراثة ايمانية دعوية
المذيع : لماذا سميت هذه السورة بسورة النمل
الدكتور : لأن قصة النملة مذكورة في هذه السورة
المذيع : ما العلاقة بين قصص سيدنا سليمان في هذه السور
الدكتور : تركز السور الأربعة انفة الذكر على جانب الملك لسليمان عليه السلام انه كلن نبيا ملكاً وتخبر هذه السور الأربعة ان الله اتى سليمان مالاً لم يؤته احداً للعالمين فحكم فيه الريح اولا وكان في جيشه الجن والأنس والطير فاعطاه الله ملكا لم يعطه لأحد لا من قبله ولا من بعده فأنا اقول ان اعظم ملك في التاريخ كله وفي المستقبل هو سليمان عليه السلام ووظف سليمان كل هذا في شكر الله تعالى
المذيع : مالعلاقة بين الأنبياء الذين ذُكرو في هذه السورة
الدكتور : السورة تركز على موضوع الايمان والدعوة فسيدنا صالح مع قوم ثمود حيث دعاهم الى الله سبحانه وتعالى فلما كذبوه وتأمروا عليه وارادوا ان يقتلوه انجاه الله منهم ودمرهم وقصة سيدنا لوط بنفس الاعتبار والمهم هنا الجانب المعروض من قصة سيدنا سليمان بعد قصته مع النملة وبعد قصته مع الهدهد ركزت الآيات على قصته مع ملكة سبأ فنحن نعلم ان سليمان كان يقيم في بيت المقدس وملكة سبأ في صنعاء في اليمن فماذا جرى بينه وبين ملكة سبأ من مراسلات عن طريق الهدهد وبعد ذلك كيف اتت اليه وفي النهاية كيف دخلت في دين الله واسلمت لله سبحانه وتعالى فالسورة تركز على موضوع الدعوة فالنملة تدعو قومها والهدهد يدعو الى الله تعالى فهو يقوم بواجب تبليغ دعوة الله وهذا امر مهم ان يقوم طائر في الدعوة الى الله تعالى فالتركيز في هذه السورة على نقطتين النقطة الأولى التركيز على كلام الصامتين والنقطة الثانية نقطة الدعوة الى الله سبحانه وتعالى والعدل بين الناس ورحمة الناس الآخرين
المذيع : نريد ان نعيش مشهد نملة تكلم ملكاً ويقف جيشها ورائها ويقف جيش سليمان ورائه وهو يستمع لها متبسما
الدكتور : كان سليما عليه السلام يحكم في الارض المقدسة وكانت عاصمته بيت المقدس فكان في فلسطين وكان هنا في جولة داخلية وكان في جيشه مجموعات الجن والأنس والطير واتوا على وادي النمل وهذا الوادي سمي بهذا الاسم لأنه مستوطنة للنمل والنمل له مستوطنات كبيرة تمتد لمسافات كبيرة فهذا الوادي كان في فلسطين ولكن في أي مكان فعلمه عند الله تعالى ويقول المفسرون ان وادي النمل قرب عسقلان وقال اخرين قرب بيت المقدس فهذا الشيء من مبهمات القرآن ولكن المهم انه كان وادي في فلسطين
(تقرير مصور يأخذنا الى وديان فلسطين )
المذيع : نريد ان تحدثنا استاذ عن بعض جبال فلسطين كجبل الطور او جبل الزيتون الذي شهد مواقف تاريخية كثيرة
الضيف : من اهم جبال القدس جبل الطور ويسمى بجبل الزيتون وعلى هذا الجبل حطت جيوش الرومان عندما جاء القائد الروماني توتوس ودمر القدس وهيكلها وعنه غادر سيدنا داوود مدينة القدس وعلى هذا الجبل ايضا تردد السيد المسيح عليه السلام مع تلاميذه وعلى هذا الجبل تقام العديد من الكنائس ومنها كنيسة الدمعة تعبيرا عن بكاء سيدنا عيسى على هذا الجبل وعلى هذا الجبل عسكر جيش الفتح الاسلامي الذي كان يقوده ابو عبيدة وعندما وصل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اقام ايضا على هذا الجبل
المذيع : نريد ان نسأل عن وادي قدرون الممتد بين القدس وجبل الزيتون وله اسم عند اليهود وله اسم عند المسيحين وانتم تسمونه وادي جهنم واثبتنا في احدى الحلقات ان ميلاد سيدنا عيسى كان في القدس وكانت مريم لحظة ولادتها اقرب الى القدس من بيت لحم
الضيف : هذا الواد يسميه الفرنجة وادي قدرون ويسميه اليهود ياهو شافار والمسيحيون يسمونه وادي ستنا مريم ونحن نسميه وادي جهنم وبعض الناس يعتقد انه يوم القيامة سيقام السراط هناك ويحاسب الناس في هذا المكان فيوم ينادي المنادي من مكان قريب فقالوا الوادي القريب هو صخرة بيت المقدس وعلى هذا الوادي ينصب السراط
المذيع : ماطول هذا الوادي
الضيف : يمتد هذا الوادي في داخل القدس بمسافة حوالي ثلاثة كيلومترات ثم يكمل الى ان يصل الى غور الاردن عند البحر الميت
المذيع : مريم عليها السلام هل مشت في هذا الوادي
الضيف : سياق الحديث في سورة مريم يثبت ذلك انها مشت في هذا الوادي عندما حملت عيسى عليه السلام واختارات مكان موقعه شرقي فسياق الآيات يدل انه في هذا الوادي
المذيع : يقولون ان النخلة التي ولدت مريم ابنها عيسى عليه عندها السلام مازالت موجودة او هناك رأي ان هذه النخلة تموت و يخرج مكانها نخلة
الضيف : تحدث لي جدي انه كان يزور الدير الذي توجد فيه هذه النخلة وهو دير مارسابا وان هذه النخلة كانت تثمر بدون ذكر والمعروف ان النخل يحتاج الى ذكر حتى يثمر وتحت هذه النخلة توجد عين ماء بسيطة جدا وهذه الشجرة في فترة من الفترات قصت ثم نبتت من جديد وبعض الناس تأخذ من عروقها للاستشفاء
المذيع : يوجد شيء اسمه الصوانة في المنطقة ماهو
الضيف : الصوانة هي حي من أحياء القدس التي تقع بين جبل الزيتون ومدينة القدس وبجواره اكبر أحياء القدس السكنية وهو وادي الجوز
المذيع : ماذا عن جبل المكبر
الضيف : اذا كان جبل الزيتون المطل على قبة الصخرة ومدينة القدس والمسجد الأقصى من جهة الشمال فجبل المكبر يطل اطلالة رائعة على المدينة القديمة ومقدساتها من الجهة الجنوبية وكما نعلم بأن هذا الجبل سمي بجبل المكبر لأن عمر بن الخطاب عندما جاء من الجهة الجنوبية وصعد الجبل ورأى المدينة ورأى جيش المسلمين حول المدينة بإنتظاره كبر وقال الله وأكبر
المذيع : هذا من جهة عمر بن الخطاب لكن ماذا من جهة سيدنا عيسى ومؤامرة صلبه
الضيف : هو قبل ان يسمى بجبل المكبر كان يسمى بجبل المؤامرة الذي اجتمع عليه اليهود المتهمين بالمؤامرة لصلب السيد المسيح ولكن ربنا عز وجل انقذه بتشبيه احدهم انه عيسى وصلب المشبه ولذلك كانو يسمونه بجبل المؤامرة حتى كبر عليه عمر فتحول اسمه الى جبل المكبر
الدكتور : استاذ محمود ذكرت في كلامك ان بعض الأخوة في بيت المقدس يقولون ان وادي جهنم ستنصب عليه الصراط يوم القيامة وسيعبر عنه الناس الى الجنة بعد ذلك لكن حقيقةً اريد ان اصحح هذا الكلام فالدنيا كلها تنتهي وتنتهي فلسطين والقدس عند نفخة الصعق وعند البعث يوم القيامة ربنا قال { يوم تبدل ارض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار }
فبعد يوم البعث لا يوجد ارض ولا دنيا ولا بيت المقدس ولا وادي جهنم ولا شيء فوقتها يؤتى بأرض جديدة وصراط جديد وجهنم تكون تحتهم فهذا يكون يوم القيامة فأنا احببت ان اصحح هذه المعلومة
المذيع : ان ارض فلسطين ارض تاريخ وحضارات ومقدسات فلذلك تتكاثف القصص حولها التي تحتاج لتدقيق وانا اريد ان اسأل ان بعض اللغويين يقولون ان جمع عمر وعمر عمران وعمر وعمّر عمران ايضا فعندما نقول عائلة خالد ابو العمرين فأين التقى عمر بن الخطاب وعمر بن العاص في هذا الموضوع
الضيف : التقوا قبل ان يصعد الى جبل المكبر في واد قبل الجبل في اتجاه الجنوب باتجاه بيت لحم وفي هذا الوادي كان هناك قلعة من حجر الصوان الكبير ولا يستطاع الصعود اليها الا من جهة الجبل ويعتقد ان العمرين جلسوا في هذه القلعة وعقدا سراً اتفاق وسميت القلعة بالسر الباهر الذي عقد لما سيحدث وسميت القرية بسر باهر ومع الزمن تحول اسمها الى صور باهر
المذيع : لو اخذنا لقطة عن جبل صهيون وما هو الوادي الذي يحتضن هذا الجبل
الضيف : هذا الجبل هو يقع في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة القدس القديمة ويطل على بركة السلطان سليمان من جهة الغرب ويوجد عليه مقام للنبي داوود وهو حي اسلامي ومسجد اسلامي مسجد النبي داوود ولكن اليوم اليهود واضعين يدهم عليه حتى انهم يحرمون المسلمين من الصلاة فيه وعلى الجبل مدرسة صهيون الانكليزية وكنيسة تسمى نياح العذراء
المذيع : اريد ان أسألك عن باب الواد وعن وادي النمل وهو عنوان حلقتنا فنحن نعرف ان الأحداث كانت في فلسطين عندما كلمت النملة سيدنا سليمان
الضيف : واد علي او ما نسميه بباب الواد هو من المناطق التي تفتتح المرتفعات الغربية التي تقع عليها مدينة القدس على ارتفاع 800 متر عن سطح البحر ويسمونه بهذا الاسم لأنه يفتح على منطقة اللطرون وعلى السهول الساحلية ويسمى بواد علي لأنه في منتصف هذا الواد هناك مقام نسميه مقام سيدنا علي وهذا المقام مازال موجوداً بين شارعي الذهاب والاياب الى القدس
المذيع : نريد ان نعيش معك دكتور نظرة اليهود لسيدنا سليمان ونظرة المسلمين لسيدنا سليمان بالرؤية القرآنية والنبوية
الدكتور : سيدنا سليمان عليه السلام يعتبره اليهود شخص خاص فلهم له نظرة عجيبة فهم يعتبرونه مجرد ملك لا نبي ولا رسول ولا حاكم عادل ولا شيء وانما يتهمونه اتهامات باطلة في عقيدته واخلاقه وفي ظلمه وفي جبروته وفي تخريبه وتدميره وحتى يعتبرونه زير نساء ويعتبرونه تزوج مشركات وتزوج ابنة ملك صور وكانت مشركة وبنى لها في قصره بيتا لعبادة الأصنام ومات كافرا مشركا بالله تعالى فهؤلاء اليهود مجرمون حتى انبيائهم يعتبرونهم اعتبارات سيئة فهذا يؤثر عليهم وعلى تربيتهم لأبنائهم فهم قتلة انبياء فهم قتلوا بعض الأنبياء وكذبوا آخرين فهذه الجريمة لم يرتكبها غير اليهود حتى عن سيدنا موسى يتكلمون كلام قبيح يتكلمون عن موسى في سفر الخروج كلام مسيء بأنه كان يصيح على ربه ويشتم ربه وكان يقول له ربه لماذا تشتمني هكذا فهل من المنطق انه نبي يشتم ربه فهذا كلام كفر
المذيع : نحن المسلمين لا نستطيع الرد على الرسوم المسيئة لنبينا بأن نسيء الى أنبيائهم وربما هم يستغلون هذا الشيء فرصة
الدكتور : هذا خلقنا وديننا وهناك طرفة فمرة أحد الفلسطينين كان متعصبا لفلسطين فأنا قلت له سليمان عليه السلام فقال انا لا أحب سليمان ولا اؤمن به فهو احتل فلسطين وخرب فلسطين فقلت له يارجل اتقي الله سليمان هو رسول كريم ونبي رحيم واقام في فلسطين حكم اسلامي وبنى المسجد الأقصى فالحقيقة نحن نرد على المسيئين للنبي صلى الله عليه وسلم رداً علميا موضوعياً وفكري منهجي باصدار افلام وروايات ومسلسلات وكتب ودراسات عن اخلاق سيدنا محمد حتى يعرفو من هو نبينا
فسليمان عندنا نحن المسلمين هو نبي ورسول وحاكم عادل وداعية الى الله سبحانه وتعالى ومجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى واريد ان أقول كلمة ان بعض الباحثين في زماننا يقولون ان بني اسرائيل لم يصلوا الى فلسطين ولم يدخلوها وان سليمان لم يكن في فلسطين انما كان في اليمن وأقام حكم يهودي في اليمن وكمال الصليبي يتبنى هذا الرأي فأنا ضد هذا الكلام فأنا أقول ان الأرض المقدسة هي فلسطين وماحولها أقام فيها بني اسرائيل في الماضي لما كانو على دين الله تعالى ولما كانوا موحدين لله تعالى فهم كانوا مسلمين مع داوود وكانوا مسلمين مع سليمان
المذيع : في كتبك تفرق بين استخدام كلمة يهود وكلمة بني اسرائيل
الدكتور : طبعا بني اسرائيل هم ناحية نسبية نسبو لأسرائيل وهو يعقوب عليه السلام فلما كانوا في الماضي مؤمنين مع موسى ومع داوود وسليمان كانوا مسلمين مؤمنين فكانوا يسمّون بني اسرائيل لكن متى سموا يهود بعد انتهاء حكم سليمان عليه السلام فبعد سليمان صار افساد من جديد لهم وصار هناك كفر بالله تعالى فربنا لعنهم وغضب عليهم وشتتهم واخرجهم من الأرض المقدسة
المذيع : أي آية تذكر تعبير يهود هذا يعني بعد سليمان
الدكتور : فبعد ان انتهى ملك سليمان تقسمت مملكته الى اثنين من أولاده نابلس والقدس ثم جرى بينهم معارك كثيرة ثم كفر اليهود بالله تعالى
المذيع : سليمان قال واتوني مسلمين وقالت بلقيس اسلمنا مع سليمان لله رب العالمين
الدكتور : سليمان و داوود عليهما السلام اقاما في فلسطين حكما اسلاميا ً ودعوا لله تعالى فداوود كان نبي مسلم نسبه اسرائيل وسليمان كان نبي مسلم نسبه اسرائيلي بدليل انه كان سليمان داعية الى الاسلام ففي سورة النمل نفسها في الرسالة التي حملها الهدهد الى ملكة سبأ
{ الا تعلو علي وأتوني مسلمين } لم يقل وأتوني يهوداً وقال بعد ذلك { يا أيها الملأ اي يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين } وفي النهاية بعد ان دخلت ملكة سبأ الى قصر سليمان قالت
{ ربي اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين } فالقرآن يركز تركيز شديد ان سليمان كان من حيث النسب اسرائيلي لكنه ما كان يهوديا بل كان مسلما وداعيا الى الاسلام من خلال آيات قصته مع ملكة سبأ
المذيع : في موضوع العدل والرحمة في سياق السورة كيف تشرح لنا هذا
الدكتور : هناك شيء اريد ان اشير له يدايةً وهو النملة ففي قوله تعالى { قالت نملة ياأيها النمل ادخلو مساكنكم ليحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون } ففي البداية عندما قال ربنا قالت نملة وهنا نملة نكرة فنحن لا نستطيع ان نفرق نملة ذكر او انثى فهنا علمها عند الله والتنكير هنا يدل على الابهام فأنا لست مع الذين قالوا ان لها اسم او وصفوها بحجمها وشكلها وكلمة نملة بالأساس تأتي في اللغة العربية من نمل ينمل ومعنى هذا السير الحسيس للصغير الذي لا يكاد ان يرى وهنا النملة خاطبت قومها فهي حريصة على قومها وناصحة لقومها حتى لا يتحطمو تحت ارجل جيش سليمان فما بالنا نحن المسلمين لماذا لا نحرص على نصح قومنا وعلى ارشادهم وعلى تذكيرهم بالله سبحانه وتعالى فالأوطان تحتاج الى من يصلحها ويقومها فالنملة هنا تهتم بقومها والاف من بني قومنا لا يهتمون بأوطانهم ولا بشعوبهم فهذه مأساة حقيقية والتعبير عن كلمة مساكن لا يعني مسكن فيبدو ان وادي النمل كان كله نمل وكان فيه مستعمرة كلها مساكن وبعد ذلك قالت ليحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون فأساتذة الاعجاز العلمي يقولون ان النملة كأنها كائن زجاجي فالأستاذ زغلول النجار يقول كأن النملة كائن زجاجي لا تباد ابادة بل تحطم تحطيم كما نحطم كأس زجاج والنملة هنا عارفة تعرف ان هذا الحاكم اسمه سليمان وهونبي فمن علمها اسمه ومن علمها جيشه ثم هذه النملة تحب سليمان فهي تعتذر له فقالت وهم لا يشعرون فلا تريد ان تدينهم وهناك خرافة تقول ان سليمان كان يتنقل بالريح فهذه خرافة فالريح التي كان يتحكم بها كانت تأتي بالغيث والمطر فلم يذكر بأي رواية ان سليمان كان يتنقل بالريح وفي النهاية سنتكلم عن العدل والرحمة فسليمان لما حاكم الهدهد ماذا قال او لأذبحنه او ليأتينني بسلطان مبين فهنا سليمان كان عادلاً حتى مع الهدهد فهذا الهدهد غادر الجيش بدون اذن فهو يريد عذر شرعي ونحن نقول لليهود انتم تزعمون الانتساب لسليمان سليمان كان رحيم بالهدهد فأنتم يا يهود تبيدون شعباً بكامله وتقتلون اطفال وشيوخ وعجزة فاقتضو بسليمان على الأقل فسليمان كان نموذج النبي العادل لم يظلم أحد حتى الهدهد لم يظلمه ونموذج الملك الرحيم فهو رحم النملة وتبسم ضاحكاً من قولها فهذا نموذج لكل حاكم ان يكون عادلا صالحا رحيما
المذيع : اخر كلمة وهي يوزعون
الدكتور : الوزع من أوزع هو تجميع المتفرق فكان جيش سليمان منظم ومبرمج فيجمع اولهم على اخرهم هذا يعني انهم يسيرون بخط وتنظيم معتدل ووزع فرق المتجمع