الضيف: الدكتور صلاح الخالدي – أستاذ التفسير في الجامعة الإسلامية العالمية في عمان
المقدم: د. عمر الجيوسي
تاريخ الحلقة: 6/7/2012
https://youtu.be/NSijdQmcdBc
المقدم: السلام عليكم ورحمة الله، وأهلاً بكم، مشاهدينا هل تحررت أرض عبر التاريخ بالقوة؟ هل توجد القوة فجأة دون إعداد؟ هل توجد قوة وإعداد دون إيمان بفكرة؟ وهل توجد فكرة أقوى من الدين؟ الدين عند الله هو الإسلام، وذروة سنامه الجهاد، الإسلام يجرد الجهاد من كل غاية أرضية ومن كل دافع شخصي، ومن كل شعور قومي أو طبقي ليكون خالصاً لله في سبيل الله ولتحقيق كلمة الله، في الإسلام الحرب لا تقوم على أمجاد الأشخاص والدول وكل حرب تقوم للقهر والإذلال أو لتسويد وطن على وطن أو قوم على قوم لا يعترف بها الإسلام، الإسلام يستبقي نوعاً واحداً من الجهاد هو الجهاد في سبيل الله.
مشاهدينا في مراجعة وتقييم لحرب الفرقان بغزة تبين أن الأتقى هو الأثبت، وقبل الحرب تبين أن أهل غزة قد أعدوا ما استطاعوا من قوة ومن رباط وأننا نحن كأمة نعاقب ونجرم من يساهم للإعداد والجهاد ولو بالتربية والدعوة ونتهمه بالإرهاب قبل أن يتهمه العدو المحتل.
مشاهدينا أحبائنا تقريرنا المصور في هذه الحلقة يستعرض أنواع القوة والإعداد التي سبقت الحرب على غزة، سواءً فوق الارض أو داخل النفس والدعوة، وسيكون معنا للتعليق على التقرير من غزة الباحث في السياسة الشرعية المهندس خميس المصري، أما هنا في الاستديو فضيفنا هو الدكتور صلاح الخالدي – استاذ التفسير في الجامعة الإسلامية العالمية في عمان، والدكتور صلاح مؤلف خمسين كتاب في التفسير وفي القضية الفلسطينية، وسننطلق للإعداد من خلال الآية الكريمة التالية، حيث يقول الله عز وجل: ? وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ? الأنفال:60
دكتور صلاح الخالدي نرحب بك بعد سنوات من الانتظار في غيابك عن الإعلام، فعندك رصيد من الكتب وقد بدأت معنا في أول حلقة تلفزيونية حوارية اليوم وهذا شرف كبير لنا.
الضيف1: أكرمك الله وحياكم ومرحباً بكم.
المقدم: هل لك من كلمة لمن يقرأ لك ولطلابك فهم كثر في فلسطين والشتات وحتى في أنحاء أوروبا ويذكرونك بخير ويرجعون لكتبك كمراجع التي سنتناولها أثناء الحلقة ان شاء الله.
الضيف1: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمين، أخي الكريم أشكرك على استضافتك لي في هذه الحلقة، وأشكر هذه القناة الطيبة قناة القدس على برامجها الطيبة إن شاء الله تعالى وأوجه تحيتي لأحبابي الكرام في فلسطين وفي الداخل الذين هم أساتذتنا وهم تيجان رؤوسنا وهم المرابطون المجاهدون في سبيل الله، أحبابنا في غزة أصحاب القضية وأصحاب الجهاد والرباط في سبيل الله الذين أعدوا واستعدوا وانتصروا بإذن الله تعالى، وأوجه تحيتي لكل أبنائنا في داخل فلسطين من تلاميذي وطلابي الذين كانوا في الجامعة وغيرهم أشكر هؤلاء وأخبرهم أني مشتاق إليهم، فنحن على خطى واحدة وهو الإعداد والجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى سواء كانوا في داخل فلسطين أو كانوا أسرى عند اليهود أو أسرى عند السلطة، كل هؤلاء في داخل فلسطين وفي خارجها وفي الشتات، أوجه تحيتي لكل مجاهد مرابط في سبيل الله في داخل فلسطين وفي خارجها، هؤلاء الذين أعدوا واستعدوا وأجرهم عظيم عند الله تعالى.
المقدم: جزاك الله خيرا، دكتور لو دخلنا إلى الآية في جوها العام في أعقاب غزة بدر وهي في سورة الفرقان يوم التقى الجمعان، أيضاً الفرقان التي سنتناولها في حلقتنا اليوم في غزة عام 2008- 2009 فالمفردات التي في الآية التي فيها إعداد وقوة ورباط وخيل وإنفاق، فهذا الجو نريد أن نعيشه معك.
الضيف1: هذه الآية من سورة الفرقان، والفرقان سورة جهادية، واللطيف في هذه السورة أنها تحدثت عن غزوة بدر وكانت الغزة في السنة الثانية من الهجرة، والألطف أن بعدها سورة التوبة والتوبة كان حديثها عن غزوة تبوك وكانت في السنة التاسعة من الهجرة واللطيف أن السورتين متجاورتين رغم أن سورة الانفال في السنة الثانية والتوبة في السنة التاسعة ومع هذا متتابعتين في المصحف ولعل الدلالة من هذا أن الجهاد أمر مترابط ومستمر، فسورتان اقترنتا معاً في كتاب سبحانه وتعالى، وهناك أخي الكريم سور قرآنية جهادية تؤكد على الجهاد في سبيل الله كسور – آل عمران والحشر والممتحنة والصف وغير ذلك- وننصح في هذا الجو الإيماني أن يركزوا على الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى ..
المقدم مقاطعاً: هذه تركز على الجهاد لكن هل هناك سور تركز على الإعداد ؟
الضيف1: تكرز على الإعداد والجهاد لأن الجهاد يحتاج إلى إعداد، حتى هذه السور آل عمران والأنفال وغيرها فيها كلام عن الإعداد والجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى وأقول أن هذه السورة فيها كلام عن غزة وبدر وفيها مشاهد من تلك الغزوة، ما جرى فيها من آيات الله سبحانه وتعالى واللطيف أن الله تعالى سمى هذه الغزوة غزوة بدر – يوم الفرقان – في قوله تعالى:? وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ? سورة الانفال:40، سماها يوم الفرقان يوم التقى الجمعان جمع المؤمنين وجمع الكافرين، فلماذا سميت بدر يوم الفرقان: لأنها فرقت بين الحق وبين الباطل، فالباطل كان يقوله كفار قريش والحق كان يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان التفريق بين الحق والباطل على أرض المعركة في الميدان كان تفريق ميداني عملي واقعي وفي هذا دلالة أخي الكريم بأن نجمع بين الفرقان باعتبار – القرآن فرقان، وغزوة بدر يوم الفرقان، والجهاد أيضاً فرقان – فهذه حقيقة وأمور متكاملة مع بعضها البعض، فالقرآن فرقان نظري بين الحق والباطل فهو فرقان فكري يقوم على الفهم والالتزام والتطبيق وغير ذلك وهذا الفرقان النظري يبقى نظرياً لا بد له من ميدان يتم فيه على أرض الواقع، فالله سمى غزوة بدر يوم الفرقان يوم التقى الجمعان بمعنى أن الفرقان النظري لن يتحقق في عالم الواقع إلى بعد أن يتم على أرض الواقع في معركة فاصلة بين المؤمنين وبين الكافرين ولذلك كانت غزوة بدر لها من اسمها نصيب في سماء الأمة فرقت تفريق كبير بين الحق والباطل في هذا الاعتبار وبعدها ماذا قال تعالى، قال: ? لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ? الأنفال: 42، هذه ملاحظة، أما الملاحظة الثانية هي أننا نعيش في أيامنا هذه فرقاناً آخر وهو فرقان إخواننا في غزة – معركة الفرقان – التي فرقت أيضاً بين الحق وهو الإسلام والجهاد وبين الباطل اليهودي الزائف، بمعنى آخر أن أبطالنا في غزة هؤلاء المجاهدون الأبطال الشجعان فرقوا في هذا القرن وهذه السنوات والأيام بين الحق والباطل وكأن غزوة بدر يوم الفرقان تعود لنا من جديد في فرقان في غزة بين الحق والباطل هناك.
المقدم: لو دخلنا قبل الغزوة فالقافلة تمر والرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منهم وخرجوا من غير اعداد ثم جاءت آية الإعداد كي تنبه أيضاً لأن المسلمون لم يعدوا ولا أقصد التقريع طبعاً ؟
الضيف1: الإعداد في المفهوم المباشر أن نكون مستعدين لخوض المعركة لكن الإعداد بمفهومه العام كان موجوداً، فأحب أن أفرق بين نوعين من الإعداد، الإعداد المباشر لخوض المعركة لم يستعدوا له فكان هناك قافلة، لكن الإعداد المفهوم والمطلوب والواجب هذا كان موجود في مكة قبل الهجرة وفي المدينة قبل غزوة بدر كان إعداد النبي على لسان أصحابه مستمر ومتواصل فكانوا قد دخلوا في هذا الإعداد لكن الله تعالى أرداد أن يريهم آية من آياته، فأخرجهم من دون تخطيط مباشر لخوض المعركة وأجرى لهم آية من آياته سبحانه وتعالى فلذلك كان أمر هذا آية وانتصار من الله تعالى في هذا الاعتبار.
المقدم: إذا كانت غزوة بدر ذات أهمية كبرى كما ذكرها القرآن بالفرقان وكما شرحت ذلك، ما أهمية أن تكون الفرقان في غزة أيضاً لها أهمية بعد 2006 هنا في لبنان والفرقان في 2008 فأصبح هناك موقف آخر للجندي الصهيوني في توازن الرعب وغيره، فما أهمية غزوة بدر ونقيس عليها غزوة الفرقان في غزة إن جاز التعبير ؟
الضيف1: كانت غزوة بدر لها ما بعدها كانت البداية الإيمانية العجيبة كانت أول معركة بين الصحابة وبين الكفار نتج عنها بعد ذلك غزوت أحد والخندق ثم كان فتح مكة وبعد ذلك أمور انتصار من الله سبحانه وتعالى فكانت البداية ولها تبعات .
المقدم: لو هزم المسلمون في الفرقان في أول معركة ؟
الضيف1: قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزوة: ” اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض ” فكانت لها نقطة أساسية في الميدان، والذي أريد أن أقوله في هذا المقام أنها كانت لها ما بعدها فكانت خطوة أولى على طريق النصر – الإعداد والجهاد والرباط ثم النصر – الذي انتهى بفضل الله تعالى بفتح مكة ثم دخول الناس في دين الله أفواجا، وكانت الفرقان في غزة خطوة لها ما بعدها، في عام 2008 كانت المعركة عنيفة شديدة قاسية دفع إخواننا هناك وأهلنا ثمن كبير ثمن صعب لكنهم بثباتهم وجهادهم وانتصارهم انتصروا وحققوا فرقان كبير بين الحق وبين الباطل في هذا الاعتبار، ولهذا أقول لأحبابنا الكرام إن فرقان غزة أعتبر أنها مرحلة أو خطوة أولى لها ما بعدها والخير آتٍ بإذن الله سبحانه وتعالى وستكون غزة إن شاء الله منطلق لتحرير فلسطين بإذن الله، فقبل فترة أخيرة الأستاذ اسماعيل هنية ذكره الله بالخير ووفقه لذلك يقول قبل فترة قصيرة قال: ستكون غزة منطلق لتحرير فلسطين كلها وعلى رأسها القدس بإذن الله، فإخواننا في غزة هؤلاء الأبطال المجاهدون يعدون إعداد كبير في أن تكون هذه الفرقان قبل سنوات قليلة خطوة لها ما بعدها من تحرير كامل التراب الفلسطيني بإذن الله سبحانه وتعالى.
المقدم: خطابات اسماعيل هنية أو قادة المقاومة أو أهل غزة أثناء كلامهم وخطاباتهم وكتاباتهم لا يشعرون أنه من اللازم أن نتوقف عند تجربتهم بل يربطون تجاربهم بالقدس هي البوصلة، إذن الآية من طرفها إلى طرفها -وأعدوا لغاية الإنفاق في سبيل الله من غزوة الفرقان إلى غزوة الفرقان في غزة – فهذا الإنفاق له علاقة بالإعداد وهو وجه من أوجه الإعداد وله طرق كثيرة من كفالة أسرة مجاهد أو شهيد او مرابط أو الخ، فالآية تلفتنا إلى أن يكون في سبيل الله والتي تقول ” وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ ” والإعداد في سبيل الله والجهاد في سبيل الله ؟
الضيف1: لا بد أن يكون هذا العمل خالصاً لوجه الله وأن يكون في سبيل الله تعالى، لكن دعني أنظر نظرة سريعة لكلمات الآية حتى نقدمها للمشاهدين الكرام ليجدو بعض اللطائف والأحكام الدقيقة في كتاب الله تعالى، فكلمة أعدوا في الآية الكريمة هي فعل أمر ولي إشارتين سريعتين، أما الإشارة الأولى أن الأمر هنا على ماذا يدل فالأمر يدل على الوجوب، والوجوب هو الإعداد لمواجهة الأعداء وهو واجب فرض عين على كل مسلم لأن الأعداء لن يتوقفوا في محاربتنا ويبقون يعادوننا، وقال الله تعالى: ” ولا يزالون يقاتلونكم “، فاستمرار المعركة ومحاربتهم لنا توجب علينا للإعداد لمواجهته، فالإعداد هنا واجب ومن لم يعد فقد ترك واجباً في دين الله سبحانه وتعالى.
المقدم مقاطعاً: هل يأثم ؟
الضيف1: يأثم فترك الواجب يعتبر إثم، أما الأمر الآخر لمن يوجه أمر أعدوا، طبعاً للمسلمين جميعاً.
المقدم: لماذا قال أعدوا ولم يقل أعد ؟
الضيف1: لأن الإسلام دين جماعي وليس فردي والإسلام لا يقر الانعزال والعزلة في أن أجلس في بيتي وأغلق الستائر والنوافذ وأعبد الله تعالى ولا أرى الآخرين فهذا ليس دين الإسلام، فالإسلام دين جماعي يخاطب أمة يخاطب المجتمع فأمة لها أفراد ولها قيادة ولها مسؤولون فالذي يدير أمر الأمة هم المسؤولون، فعندما قال الله أعدوا فكان أمر موجه في المقام المباشر إلى المسؤولين الذين سلمهم الله أمر هذه الأمة، فأقول أن الشعوب المسلمة شعوب طيبة وفيها خير كثير وفيها طاقات كبيرة لكن ليس عندها قرار من المسؤولين في تنفيذ أمر الله سبحانه وتعالى، فيخاطب الله سبحانه وتعالى ولاة الأمر، الحكام في بلاد المسلمين أن يعدوا للأعداء إذن هنا أعدوا بشكل مباشر لأعداء الله فهذه ملاحظة لا بد أن نعرفها، وعندما قال ما استطعتم من قوة فأنت تنفق بمقدار ما تستطيع تبذل طاقتك والباقي يكمله الله سبحانه وتعالى لكن أقول أن الأمة المسلمة عندها من الطاقات والإمكانيات والقدرات ما تصنع به من مختلف الصواريخ والقنابل الذرية وغير ذلك لكن المشكلة أنه لا يوجد أصحاب قرار ينفذون أمر الله تعالى ويستخدمون هذه الطاقات في نصرة الأمة.
المقدم: هذه المشكلة هنا لكن الحل هناك كان في غزة في حرب الفرقان نموذج نريد أن نستعرضه عبر تقرير مصور.
في التقرير المصور سنشاهد مراحل إعداد ما قبل وبعد حرب الفرقان كنموذج الإعداد والجهاد في سبيل الله:
التقرير المصور: ” تنتشر معسكرات التدريب في كل أنحاء غزة، الحرب المسعورة والاستهداف الدائم لغزة جعلت كل شخص في غزة له مهمة إعداد، كانت الضربة الأولى، وبحسب الخطة مباشرةً إن طلق كل واحد إلى مهمته الموكلة إليه – الرباط – الدعم اللوجستي – حفر الأنفاق – تصنيع السلاح وتطويره – إطلاق الصواريخ – الدورات الأمنية – العمل الاستخباراتي – التغذية الروحية – عشرات الآلاف من حفظة القرآن- العلماء والإعلام – الإسعاف والطبابة – فأعد أهل غزة ما استطاعوا من قوة مع حرب الفرقان وما بعدها، هذا الإعداد واكتساب الخبرات وازدياد أعداد المجاهدين والمرابطين والمربين والمقاومين الذين يرهبون عدو الله وعدوهم جعل الصهاينة يترددون في شن حرب جديدة على غزة “
المقدم: نستضيف الآن مشاهدينا المهندس الأستاذ في السياسة الشرعية خميس المصري.
المقدم: أستاذ خميس السلام عليكم.
الضيف2: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المقدم: أنت كداعية ومتابع لأخبار حرب الفرقان في غزة وأنت الآن مقيم في غزة نريد منك أن نسمع عن تجربة الإعداد سواء قبل هذا العدوان على غزة أو ما يسمى بحرب الفرقان وكيف أن مبدئياً نبدأ في نقطة أن ترتقي بأفرادها رجالاً ونساءً ونريد أن نلقي الضوء على ما قبل حرب الفرقان من نماذج وإعداد ؟
الضيف2: بسم الله الرحمن الرحيم، بدايةً أحيي المشاهدين الكرام وأحيي الأستاذ صلاح الخالدي نسأل الله أن يجمعنا في باحات الأقصى قريباً إن شاء الله ونحن والمشاهدون جميعاً، بدايةً حركة حماس في قطاع غزة كونها تمتد وهي امتداد لدعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم اتخذت نفس المنهج في الإعداد للمرحلة والملحمة الفاصلة مع العدو حيث قامت بإعداد أبناءها طويلاً منذ تأسيس الحركة عام 87.
المقدم مقاطعاً: يقتصر الإعداد على حركة حماس ؟
الضيف2: حركة حماس كنموذج وكقدوة للشعب الفلسطيني وهي قامت بإعداد أبنائها ومن ثم هؤلاء الشباب قاموا برفع معنويات الشعب الفلسطيني بشكل عام وقاموا كذلك بالتربية لهذا الجيل بشكل عام فكان الاهتمام بالجانب التربوي لأبناء الحركة وللشعب الفلسطيني بشكل عام من خلال أسلمة المجتمع ومن خلال تفهيم هذا الجيل بشكل عام المفاهيم الإسلامية التي تربى عليها أصحاب الرسول عليه السلام فهذا تجلى من خلال لقاءات تربوية وتعبويه مطولة لجميع أبناء هذه الحركة المباركة مناصريها حيث أن الجميع لا بد وأن يلتزم بهذه التربية الإيمانية وهذا تجلى كذلك بالتربية بالقدوة وكان الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله تعالى يفتح بيته لجميع الناس سواء لحل مشاكلهم أو للحكم بينهم أو لتربيتهم أو تعليمهم، فكان باستشهاده قدوة للتضحية والجهاد وكذلك الشيخ نزار ريان رحمه الله تعالى حرص أن يعتكف في المسجد في العشر أيام الأواخر من كل شهر رمضان لسنوات طويلة فكان لا يخرج وهو يؤم المعتكفين في المسجد وأذكر في ذات مرة أنه قام بعشر أجزاء بركعة واحدة أي ما يقارب بخمس ساعات وكان يعطي هذا كله صورة مشرقة وعظيمة لقيادات الحركة العظيمة مما حذا بالناس للاقتناع بهذه الفكرة وهذه الدعوة الإيمانية حيث وجدوا الأمثلة حية وماثلة أمامهم تمثل هذا المنهج العظيم، كذلك الحركة خدمت أبناء الشعب وهذا واجب عليها لأنها وجدت ما قدمته في الحرب، كذلك استشهاد القيادات بشكل عام…
المقدم مقاطعاً: هذا ما أود أن اسألك عنه استشهاد القيادات وتقديم أبناءهم شهداء أيضاً ما دور هذا في الالتحام الشعبي والتفاف الناس حولهم ومصداقيتهم، فبعض الناس تثير أن هذه القيادات تعيش في رغد من العيش ويخبئون أولادهم ؟
الضيف2: ربما هذه الصورة كانت قبل سنوات يتناقلها بعض الناس وبالأخص المغرضين لكن الواقع أثبت عكس ذلك وغير ذلك حيث كان أبناء القيادات في مقدمة الصفوف وأكبر دليل أمامنا أنا الأستاذ المجاهد محمود الزهار استشهد أبناءه الواحد تلو الآخر في ميادين الجهاد وكذلك الشيخ نزار ريان خرج ولده ابراهيم استشهادياً وكذلك الشيخ المؤسس ابو اسامة دخان قدم ولده طارق مبكراً وهذا الامر تواتر كثيراً حيث أن معظم القيادات قدموا أبناءهم شهداء في الصفوف الأولى وزيادة على ذلك أن هؤلاء القيادات الذين أسسوا والذين قادوا الشعب وحملوا هذه الفكرة استشهدوا على الطريق الواحد تلو الآخر فأدى هذا إلى قناعة لدى الناس بهذه الفكرة والتحامهم بها وخرج الناس خلف جنازات الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد ومن أبناء قيادات هذه الحركة الربانية وهم يحملون قياداتهم على الأكتاف فكانت لها الدور العظيم في التحام الناس وخروج الناس حول هذه الفكرة ويصدق في ذلك قول الأمام أحمد رحمة الله: ” بيننا وبينهم الجنائز ” فخروج جنازات بمئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني كان له دور كبير في التحام هذا الشعب خلف هذه الفكرة كونها فكرة رسخت بالدم والأشلاء في نفوس الناس.
المقدم: فهذا من زاوية الوجدانيات والدم والشهداء والقادة ماذا عن العمل المؤسسي على الأرض أثناء الحرب وقبل الحرب، كان اسماعيل هنية يتحدث عن امور كثيرة حتى لفتة بسيطة كان هناك فرن متنقل على الدواب أجلكم الله لئلا ينقطع الشعب في غزة عن أقل أسباب العيش ؟
الضيف2: صحيح في الحقيقة ظهرت في أثناء الحرب ملحمة من التفاهم والتعاضد والتكافل بين أبناء الشعب حيث تجد أن كل الناس على قلب رجل واحد وبفضل الله سبحانه وتعالى تجد الحدود يقاتل عليها الشباب وفي الداخل تجد كبار المجاهدين والمرابطين يحرسون الثغور في داخل الوطن…
المقدم: أريد أن أسألك عن المرابطين أستاذ خميس المصري، كل دولة لها أقمار تحرسها أو قوات جيش أو دفاع جوي، فغزة لا يوجد بها إلا المرابطون فقط فكيف يلتحم هؤلاء المرابطون وكيف يمدون وهل يتفاخر الناس بإمدادهم باعتبارهم العين الذي إذا غفيت فقد اجتيحت غزة ؟
الضيف2: الناس بفضل الله عز وجل ينظرون للمرابطين نظرة تقدير ونظرة احترام وإجلال باعتبارهم بالفعل أنهم الدرع الواقي والحامي بإذن الله وبعونه لهذا الشعب حتى أذكر أن من الناس ما يقدم من ماله للمرابطين ويكون واجب على كل الناس أن يخدموا ويقدموا ويؤازروا المرابطين لأنهم يحرسوننا بدون مقابل ففي كل دولة تجد تكاليف لهذه الحراسة لكن هؤلاء المرابطين المتطوعين الذين تربوا على موائد القرآن وفي بيوت الله عز وجل وتربوا على أيدي نساء خنساوات حرائر كان لهن دور كبير في الجهاد والتضحية وكذلك الآباء الذين يفتخرون بأبنائهم المرابطين بل وأن كثير من الناس يخرج الوالد وولده وولد ولده للرباط لقناعتهم أن هذا أسما ما يقدمه الإنسان لفلسطين وبفضل الله نجد أن العون والتوفيق من الله تعالى حيث أنه يقوم هؤلاء بحراسة شعبنا الفلسطيني بما تيسر من عتاد والله يحرس شعبنا ويعينه.
المقدم: دكتور صلاح الخالدي أنواع القوة كثيرة وسنتطرق لها، لكن يقول الاستاذ خميس أن الناس هناك مدينون لهؤلاء المرابطون والكل يحرص على هذا الرباط وأنواع القوة الكثيرة وأنت كنت تتكلم عن القوة فإذا لك تعليق يشمل ذلك ؟
الضيف1: عندما قال الله من قوة هنا القوة نكرة، والنكرة عامة تشمل جميع أنواع مظاهر القوة فمهما كان الاختلاف بأنواعها، لكن أرجع لكلمة أعدوا قبل أن أتكلم عن مظاهر وأنواع القوة، أعدوا هنا أذكر ان الامام حسن البنا رحمه الله في شعار الاخوان كان موفقاً وملهماً عندما وضع – القرآن ثم سيفين تحته ثم كلمة أعدو – هذه ملاحظة أما الملاحظة الثانية التي أود طرحها أن الله قال أعدوا لان الإعداد مهم جداً وله آثار إيجابية وألتفت إلى الأعداء فأقول أن الله أمر مسؤولي المسلمين أن يعدوا السلاح بمختلف أنواعه وإن أعداء المسلمين نهوهم عن الإعداد، مفارقة عجيبة فالله تعالى يقول لهم أعدوا والأعداء يقولون لهم لا تعدوا لماذا؟ فالأن الأعداء يعلمون خطورة الإعداد عليهم فحريصون على عدم تملك الأمة أسلحة قوية وجديدة وفتاكة ولذلك ينهون عن إعداد هذا السلاح في مواجهتهم والمصيبة ليست في الأعداء لكن المصيب في مسؤولي المسلمين الذين لا ينفذون أمر الله تعالى وينفذون نهي الأعداء فلا يعدون القوة في مواجهة اعداء الله تعالى.
المقدم: لكن هذا المشهد بعد زوال حسني مبارك يبدو أنه بدء يتغير ؟
الضيف1: عندي مبشرات فغزة والفرقان والآن الربيع الإسلامي في تونس والاستاذ محمد مرسي في مصر ما شاء الله فكل هذه الإيجابية تبشر بالخير الكثير، لكن انتقادي على هؤلاء الذين لا يعدون فينفذون أمر الأمريكان ولا ينفذون أمر الله عز وجل.
المقدم: أستاذ خميس هل أنت متفائل بأن الإعداد سيكون بعد الربيع الإفريقي اجعلنا نسميه فهو أنجح من الربيع الأسيوي، فهل وأنت في غزة تنقل لنا تفاؤل الناس وخاصة في الإعداد بالذات ؟
الضيف2: بالتأكيد الانتصار الإسلامي في ربيع القدس بإذن الله تعالى له دور كبير في رفع معنويات الناس لأن المشروع الإسلامي ينجح وبأن البداية التي كانت من هنا من فلسطين في انتصارها حيث انتصر الاسلاميون بشكل انصار كبير وشكلوا المجلس التشريعي ومن ثم الحكومة الان لنا ظهر وسند في انتصارات الدول العربية بفضل الله وخصوصاً في مصر ام العرب وجارتنا الشقيقة، وكذلك يتفاءل شعبنا بأن الحصار الذي عانى منه لسنوات طوال الآن سيتغير لما هو أفضل وسيكون الأمر بالعكس بإذن الله تعالى كون قادتنا وعلمائنا هم على سدة الحكم بعد ذلك فمن واجبهم ودورهم وهذا مطلب جماهيري وشعبي ..
المقدم مقاطعاً: هناك سؤال عند الدكتور صلاح الخالدي ؟
الضيف1: أستاذ خميس تحياتنا لكم جميعاً في غزة … أوجه لك سؤال حول الإعداد فالإعداد له جانبان جانب إيجابي وجانب سلبي فأنت تفضلت بالكلام عن الجانب الإيجابي فهل للإعداد من جانب المجاهدين المرابطين في غزة وانتصارهم في معركة الفرقان فأحب أن تذر لنا إشارات سريعة على الجانب السلبي للإعداد بمعنى ماذا كان أثر إعدادكم الإيماني المبارك على عدوكم اليهود فكيف كانت آثاره سلبية عليهم ؟
الضيف2: بفضل الله عز وجل كل ما هو سلبي على عدونا هو إيجابي على شعبنا الفلسطيني المجاهد فمن الآثار العظيمة السلبية على عدونا في إعداد المجاهدين أن العدو الآن بفضل الله لا يستطيع أن ينال من المجاهدين والآن يقوم شبابنا ومرابطونا ومجاهدونا بالتدريب تحت ناظري العدو، فالآلاف بل عشرات الآلاف من الشباب في جولات تدريبية ولا يستطيع العدو أن ينال منهم مع أن طائرات العدو وطائرات الاستطلاع فوق رؤوس المجاهدين. لما ؟ لأن الإعداد أوصل العدو إلى مرحلة توازن في الرعب فالآن يعلم العدو أنه إذا مس مجاهداً من المجاهدين فعلى قراه ومدنه أن تكون تحت الأرض، هذا أولاً حيث أدى هذا الإعداد لتوازن الرعب بيننا وبين العدو مع أن العتاد لا يقارن لكن قوة الله وإرادته وجهود المجاهدين للإعداد أوصل الأمور إلى هذه النتيجة.
المقدم: أخي خميس أنت تقيم في بيت لاهية أعتقد أي قريب من بيت حانون التي تذكرنا بدور النساء في تخليص سبعين مجاهد أثناء حرب الفرقان ؟
الضيف2: بالفعل قامت النساء بما لم يقم به الرجال في معركة أهل الجنة في بيت حانون حيث كادت أن تحصل كارثة عظيمة حيث تم حصار سبعين من المجاهدين والمرابطين في بيت حانون فخرج النساء لتحرير هؤلاء المجاهدين وبفضل الله عز وجل قدر الله أن يكون الانتصار لهذه المرأة المجاهدة واستشهدت إحدى الأخوات وأصيب عدد منهن في هذه المعركة وكان النصر المؤزر بتحرير المجاهدين جميعاً.
الضيف1: استاذ خميس في الحقيقة أقول أن حرب الفرقان أدبت اليهود وجعلتهم مرعوبين من المجاهدين في غزة ؟
الضيف2: بحمد الله غز وجل في الواقع شيخنا أن علاقة اليهود معنا كفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة اختلفت بعد حرب الفرقان لأن العدو دخل بعتاد تعلمونه أي تقريباً نصف الطيران الصهيوني ضرب غزة ضربتاً واحدة ناهيك عن ثلاثة ملايين كيلو من المتفجرات أي ثلاث ألاف طن حيث أسقطها على قطاع غزة أي بحاصل اثنين كيلو لكل فرد من غزة من المتفجرات ومع ذلك لم يستأصل هذا العدو هذه الفكرة الربانية ولم يجتث الإيمان والحرص على تحرير مقدساتنا من صدورنا.
الضيف1: تصديقاً لكلامك قبل يومين قال نتنياهو كلمة عجيبة قال: إن صواريخ غزة ستضرب تل أبيب قريباً فهم مرعوبين من صواريخكم في غزة والحمد لله.
المقدم: أريد أن أسألك عن دور من أدوار الإعداد وهو الإعداد عبر الأنفاق وهي طريقة ربما وجدت في فيتنام لكن ماذا عن هذا الاستعداد، فعندما كانت الضربة الأولى لم تفاجئ غزة فكانت هناك خطة بذهاب كل واحد إلى موقعه ؟
الضيف2: بفضل الله عز وجل حرب الأنفاق أمر عظيم جداً حيث استشهد عدد من المجاهدين أثناء الإعداد وأثناء حفر الأنفاق لكن كانت النتائج والحمد لله عظيمة للغاية فنفذت عمليات جبارة وقوية نالت من العدو وكسرت شوكته واضطر العدو للخرج من غزة فسحب من كان في المغتصبات لأنه شعر أنه يعيش فوق خنادق فما كان له إلى أن يخرج من غزة فاراً منها وابتعد عن الحدود كذلك قدر الإمكان حتى لا يصلها أحد من تحت الأرض وكان من أعظم هذه العمليات عملية خطف الجندي الصهيوني التي قدر الله عز وجل تحرير الأسرى فيها.
المقدم: دكتور صلاح كنت قبل الفاصل الأول تتكلم عن لطائف وأريد أن أبقى قليلاً في هذه اللطائف، فحروف الجر في هذ الآية اللام في ” وأعدوا لهم ” أيضاً من ” من قوة، من رباط، من شيء ” فما هي الدلالة هنا ؟
الضيف1: لطائف الآية كثيرة وعديدة ولا تستوعبها الحلقة، الآن كلامنا على الإعداد وليس على البيان أما أعدو لهم أي أعدوا لقتالهم، من هم الأعداء فهذه لام التخصيص إذا أردت أن تسأل عنها بمعنى أن هذا الإعداد كله موجه للأعداء بمعنى أن إعداد الجهاد والتسلح أمر موجه للأعداء أي أن ميزانية الدولة يجب أن تنفق منها جزء كبير على التسلح على الإعداد الجهادي وإنتاج السلاح وغير ذلك حتى توقف تفكير الأعداء على غزو بلاد المسلمين، وميزانيتك بدل أن تصرف في الكماليات اصرفها في الأساسيات اجعل نصفها في التسلح وإنتاج الأسلحة الفتاكة حتى توقف الأعداء عن أمورهم، أما من قوة هنا من تأتي بيانية تشمل جميع أنواع القوة طالما سألت أستاذ عمر عن البيان وأنت استاذ بيان هناك قاعدة تقول – النكرة في سياق الإثبات تدل على العموم والشمول – قوة نكرة أي أعدوا قوة فهنا تشمل جميع أنواع ومظاهر القوة، وخير من يفسر المراد بالقوة هو حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال في الحديث الصحيح: ” ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ” فالرمي هنا له مفهوم واسع، فكان الرمي زمن الصحابة كان رمي السهام عن بعد قريب لكن ليس هنا ليست محصورة بالسهام والرماح ومال الى ذلك بل الرمي هنا كلمة عامة يجب أن ندخل فيها كل مظاهر الرمي المعاصر والتكنلوجي، فالآن القوة القوية هي الرمي أي القصف مثل قصف الدبابات حيث تقذف قذائفها، قصف الطائرات، راجمات الصواريخ المتحكم فيها عن بعد، بمعنى أن تطلق صاروخ من امريكا فيضرب أفغانستان كم آلاف من الكيلو مترات هنا فهذه تعتبر من الرمي فالآن نحن مأمورون أن نستخدم رمي القذائف والصواريخ وغير ذلك، فالحقيقة سألني أحدهم قبل فترة سؤال لطيف وغريب حول الموضوع هذا فقال لي: هب لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حياً في زماننا وكان يحكم المسلمين في زماننا فهل سيصنع قنابل ذرية أم لا ؟ فقلت له لماذا لا يصنع فالنبي صلى الله عليه وسلم كان في غاية الفطنة والذكاء فلو كان في زماننا لصنع آلاف القنابل الذرية، فقال لي: هذا عنف وكذا، فقلت أنت تصنعها لخصمك لعدوك حتى ترهبه حتى تخيفه وحتى لا يفكر في غزو بلاد المسلمين، فمعنى هذا أنه نفتي ونقول ” يجب على المسؤولين في بلاد المسلمين إنتاج وإيجاد مصانع حربية عسكرية تنتج مختلف أنواع الأسلحة الحديثة والفتاكة ومنها القنابل الذرية ” فعندما يكون عندك هذه القنابل الذرية لا تستعملها لكن تخيف فيها أعداء الله سبحانه وتعالى.
المقدم: تكلمت مع الاستاذ خميس قبل قليل عن الإعداد السلبي فأمريكا أعلى نسبة إنفاق عندها على التسلح وعندها ضخامة من الترسانة العسكرية فلو انهارت معنوياً واقتصاديا لكن ما تزال مؤشراتها العسكرية قوية جداً، وأيضاً الجيش الصهيوني الأقوى في المنطقة والسادس في العالم هم الذين استفادوا من الإعداد ؟
الضيف1: ولكن نحن أولى منهم للاستفادة من هذا فنقول: لو حكمنا مسلمون صادقون ربانيون لأنتجوا عندنا قنابل ذرية وغير هذا حتى يخيفوا أعداء الله سبحانه وتعالى.
المقدم: علاقة الإعداد بالقوة فتكلمنا عن الإعداد وبدأنا في محور القوة، فالطيارون الكاميكاز اليابانيون كان الواحد يأتي به إلى بارجة حربية أمريكية فيفجر نفسه بالطائرة، فالفكرة ليست عند الفلسطينيين حيث يتهمونهم بالإرهاب، فعلاقة الإعداد والتضحية والعمليات الاستشهادية وهذا القبيل ؟
الضيف1: هذه من مظاهر القوة المطلوبة فالحقيقة أن القوة إن لم يكن هناك شيء يحركها كقوة الجسم والبدن والتدريب والسلاح إذا لم يكن هناك شيء من الداخل لا يتحرك الإنسان، فأهم شيء بالقوة قوة العقيدة قوة الفكرة وقوة الإيمان بالله وقوة الإقبال على الله سبحانه وتعالى قوة طلب الشهادة قوة الرغبة في الآخرة وقوة الإخلاص في الجهاد فهذه القوى مطلوبة ثم قوة اللياقة البدنية فالجسم القوي للمؤمن القوي في هذا الميدان ثم قوة المجتمع قوة روابطه وقوة تنظيمه قوة وزاراته ومؤسساته أن تكون مبنية على أساس متين ثم أخي الكريم قوة الاقتصاد القوي الذي ينتج مجتمع قوي أما إذا كانت الدولة تعيش على المساعدات والهبات فأين قوتها في هذا الاعتبار وفي هذا الميدان فهذه مشكلة في الحقيقة.
المقدم: لو نظرنا نظرة فاحصة في حديث الذي ذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إن القوة الرمي، فالمجاهدون في فلسطين انتقلوا من مرحلة العليات الاستشهادية بالنفس والحزام الناسف إلى الرمي من بعيد، و كما قلت وتخوف نتنياهو قبل أيام قليلة، فما هي حكمة النبي صلى الله عليه وسلم إذاً في التركيز على الرمي وهل أن – ألا إن القوة الرمي – اختصار وحصر للموضوع للرمي أي أنه ملخص لقوتنا التربوية والثقافية والعسكرية في أن نكون عندنا القدرة على الرمي من بعيد ؟
الضيف1: هنا موضوع القوة ذكرت كنموذج ومثال فلم يحصرها في الرمي فقط بل ذكر أبرز أمثالها أما القوة شاملة لكل أنواع القوة لكن عندما ركز على الرمي في الحقيقة فلها إشارة مهمة وهي أن نحرص على جنودنا ألا ندفعهم ليموتوا بدون مقابل، فالرمي عن بعد في الحقيقة يحفظ جنودك فيكونون في خنادقهم ومواقعهم العسكرية، فأنت تقذف في الصواريخ معسكرات الأعداء وخاصة الراجمات وغير ذلك أنت تحرص عليهم لأنك تعدهم لأخطر من هذا، فإذا كان هناك مجال لتهديد العدو وتضعف العدو وتحافظ على جهودك فهذا شيء طيب وجيد فهذا معنى الرمي وهذا الرمي من آيات الله سبحانه وتعالى، فالله تعالى يقذف في قلوب الأعداء الرعب والرعب عبارة عن صاروخ يقذف ويدخل في صدور أعداء الله تعالى.
المقدم: لك دكتور صلاح كتاب جذور الإرهاب اليهودي في العهد القديم، الآن يتهم كل إنسان متدين في الإرهاب، فما مفهوم الإرهاب – ترهبون به – وإن كان هناك قراءات أخرى للآية ؟
الضيف1: واحدة فقط، فأخي الكريم تحتاج هذه الجملة لكلمة، عندما قال الله: ” ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ” إذن هنا هذه الجملة عجيبة تأمر المؤمنين أن يرهبوا الاعداء، وأنت تسأل عن البيان، فهذه الجملة في محل نصب حال وكلمة ترهبون عليها حديث كثير وتحتاج لنوع من التوضيح، فأمريكا تزعم بأنها تعلن حرب عالمية على الإرهاب والآن قرارات عالمية تتحدث عن الإرهاب ومواجهته، فأتحدى والقانونيون يتحدون أمريكا والعالم ويقولون لهم نتحداكم أن تقدموا لنا تعريفاً قانونياً مضبوطاً للإرهاب، فلا تكيلوا بمكيالين فالإرهاب مصطلح محدد.
المقدم: فهل هناك إرهاب مفروض وإرهاب مرفوض ؟
الضيف1: طبعاً فالمصيبة في العالم الآن أن الإرهابيين هم الذين يزعمون الحرب على الإرهاب، أكبر عالم إرهابي هم اليهود فهم رقم واحد في الإرهاب ورقم اثنين أمريكا الإرهابية التي تزعم أنها تحارب الإرهاب، فالإرهاب هنا نوعان إرهاب مفروض وإرهاب مرفوض، أما الإرهاب المرفوض الباطل فمن هو الإرهابي هو من يقوم على التخريب والتدمير والإفساد فاليهود احتلوا البلاد والعباد فهم الإرهابيون فعندي رسالة أسميتها جذور الإرهاب اليهودي في أسفار العهد القديم، أما الإرهاب المفروض التي أنهي بها حلقتي وهي أنه يا سادة ويا مشاهدين الإرهاب الإسلامي واجب أفتيكم وأقول لكم أنه يجب أن تكونوا إرهابيين على الأعداء تخيفونهم وترعبونهم وتواجهونهم وتقاتلونهم فمن دافع عن حقه هذا يرهب أعداء الله.
المقدم: جزاك الله خيرا، فتكلمت عن الإرهاب الإسرائيلي ولكن هناك كتاب لك عنوانه – أمريكا من الداخل – لعل وعسى أن نلتقيك في حلقات أخرى وقريباً جداً ان شاء الله.
مشاهدينا نلتقي في حلقة قادمة فهذه تحيات فريق البرنامج، دمتم في أمان الله والسلام عليكم، وهذه تحياتي عمر الجيوسي.
انتهت الحلقة