الضيف: د. يونس الأسطل
تاريخ الحلقة: 25/2/2012م
https://www.youtube.com/watch?v=AN3N6zl40Ec
المقدمة: نرحب بكم مشاهدينا من استديوهاتنا في غزة وقبل المقدمة نحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشاهدينا ستنطلق محاور هذه الحلقة من خلال الآية الكريمة ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) سورة الأعراف:167 تعهد من الله لبني إسرائيل عامة بأن يرسل عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب، لكن من هم من سيسومون اليهود سوء العذاب؟ وإلى يوم القيامة بالرغم أنهم هم الذين يسوموننا سوء العذاب الآن، وهل يجوز أن نعذبهم طالما أنهم يعذبوننا منذ عشرات السنين؟ أغلب المفسرين يرى أن سوء العذاب أتى هنا بمعنى دفع الخراج الجزائي والجزية، لكن بعض العلماء أيضاً يقول أنه إذنٌ أبديٌ سيظل نافذاً كلما انتعشوا وطغوا في الأرض وبغوا جاءتهم الضربة ممن يسلطهم الله من عباده، التاريخ أيضاً يقدم أدلةً كثيرةً على أن هذا الحكم الإلهي كان ثابتاً على بني إسرائيل برغم وقوفهم على أرجلهم مراتٍ مختلفة في التاريخ، مشاهدينا مخطئ من يظن أن تحرير فلسطين يجب أن يكون من داخلها فشواهد كثيرةٌ تشير إلى أن فتح فلسطين كان دائماً من خارجها.
ضيفنا هنا في الاستديو لنناقش معه هذه المحاور في استديوهاتنا في غزة هو الدكتور يونس الأسطل عضو رابطة علماء فلسطين، وأستاذ في الفقه في الجامعة الإسلامية بغزة.
المقدم: دكتور نستضيفك للمرة الثانية مرة في بيروت والآن جئناك إلى غزة هل لك من كلمة لمشاهدين قناة القدس.
الضيف: حياك الله وحيا الله قناة القدس وبعد أن أبدء بحمد الله سبحانه وتعالى والثناء عليه بما هو أهله وبعد الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يسرني أن أشيد بالدور الإعلامي العظيم لفضائية القدس على حداثة تجربتها إلى أنها تبز القنوات القديمة والعريقة وظني أنه هناك ضعف في إمكانيات لكن صدق النية من ناحية والعزيمة والهمة والكفائة التي يتمتع بها الإخوة في القناة.
المقدم مقاطعاً: ونوعية الضيوف من جهةٍ أخرى وطبيعة الحلقات التي تأتي من غزة نحن صممناها بحيث أنها تناسب غزة تماماً، طرحنا موضوع -كلما أوقدوا ناراً للحرب – موضوع نصرت بالرعب – موضوع من يسومهم سوء العذاب – وموضوع الانتقال من الاستضعاف الى الاستخلاف، فأيضاً هذه المواضيع نحتاج أن نناقشها مع علماء غزة بالذات، وجزاك الله خيراً.
الضيف: بخصوص غزة وفلسطين هي جزء من بركة هذه الارض أن تكون الحلقات التي تغطي الأحداث فيها والحلقات التي تبث منها ذات طابعٍ خاص في الإعلام، إنها جزء من بركة هذه الأرض وقداستها سيما وأنها كانت محضن رسالات الله عبر التاريخ في أكثر رسالاتِ الله سبحانه وتعالى.
المقدم: جميل ننطلق في الحلقة، الآن الإذن ( وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم ) لو ربطنا للسادة المشاهدين هذه الآية بما قبلها – قصة أصحاب السبت وصيد السمك – ولماذا يستحقون هذا الوعد من رب العالمين أن يبعث عليهم من يسومهم سوء العذاب يعني ليس العذب فقط سوء العذاب.
الضيف: بعد أن أتوجه لكم بالشكر على هذه الإستضافة أود أن أقول أن سورة الأعراف التي فيها هذه القصة وتلك الآية حدثتنا عن تاريخ طويل لبني إسرائيل منذ المباراة التي وقعت بين سيدنا موسى من ناحية وسحرة فرعون من ناحية أخرى ثم المجاوزة ببني إسرائيل البحر والنعمها التي أنعمها الله عليهم وبنوا اسرائل في تاريخم هناك ثغرات قاتلة مثلاً تجاوزوا البحر وهي آية عظيمة فإذا بهم يمرون على قومٍ يعكفون على أصنام لهم فيقولون لسيدنا موسى إجعل لنا إلهً كما لهم آلهة، ذهب سيدنا موسى عليه وسلم لميقات ربه فعبدوا العجل في غيابه فإتخذ قوم موسى من حليهم عجلاً جسداً له خوار، أخذ سبعين منهم ليعتذروا عن عبادة العجل فإذا بهم عندما سمعوا تكليم الله لسيدنا موسى قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة.
المقدم: نختصر الأمثلة كي نأتي الى سوء العذاب.
الضيف: ثم نصل إلى قصة أصحاب السبت، المعروف أن الله عز وجل طلب من كل الأمم أن تعظم يوم الجمعة
المقدم: من كل الأمم
الضيف: من كل الأمم ومن اليهود أيضاً، غير أنهم رفضوا يوم الجمعة واختاروا يوم السبت بدعوى أن الله عز وجل لما خلق السماوات والأرض في ستة أيام بدأها بالأحد وانتهى بالجمعة فاستراح يوم السبت ولما كانوا أبناء الله وأحبائه كما يزعمون وتعالى الله عن ذلك علواً كبيرا فقد أرادوا أن يستريحوا في اليوم الذي تقول الأسطورة التي لا حقيقة لها أن الله عز وجل قد استراح يوم السبت وقد قال الله ( لقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ) وقال ( أولم يروا أن الله الذي خلق السماوت والأرض ولم يعي بخلقهن ) بناءً عليه اختاروا تعظيم السبت فعاقبهم الله على هذا الإختيار بأن حرم عليهم كل ألوان العمل يوم السبت
المقدم: لكن قبل أن نصل للخدعة التي كانوا سوف يقومون بها وقبل أن تكمل القصة لكن المشاهدن من خارج فلسطين والكثير منهم لا يعرف ملامح وكيفية تعامل هذا الموضوع بأن اليهود كيف يستريحوا يوم السبت أي كيف يعظمون يوم السبت الان في حياتهم وخاصة أنه هناك علمانيون ومتدينون.
الضيف: لا شك أنه على المستوى الرسمي هناك : لا شك أنه على المستوى الرسمي هناك إجازة بالفعل يوم السبت لهذا الزعماء الرسميون يظهرون التمسك بالسبت لدرجة أنهم كانوا في المفاوضات مع منظمة التحرير إذا جاء منتصف يوم الجمعة تركوا المفاوضات وعادوا إلى فلسطين المحتلة واستأنفوا الرحلة صباح الأحد
المقدم: يعني يجب عليهم أن يقضوا ليلتهم ليلة السبت في الأرض المحتلة أو فلسطين:
الضيف: ليس شرطاً، المطلوب هو من مساء الجمعة لصباح الاحد هو أن يتوقف عن العمل لكن المعروف في قواعدهم أنهم لا يحترمون ذلك كثيراً لأنهم لا يحترموا شعائر دينهم أصلاً.
المقدم: وضحت الفكرة، نكمل الآن موضع صيد السمك ويوم يسبتون.
الضيف: هذه القصة كان الله عز وجل قد عاقب أهل تلك القرية التي كانت حاضرة البحر.
المقدم: أين هي؟
الضيف: المرجح أنها في منطقة إيلات لأن المؤرخين يقولون أنها كانت منطقة أيلا.
المقدم: يعني مطقة أم الرشراش.
الضيف: يعني المرجح أنها هنا وهؤلاء كان الله قد عاقبهم في أن يأتي السمك يوم السبت على وجه الماء كأنه الأشرعة فإذا دخل الأحد ذهب السمك في أعماق البحار حتى لا تكاد تعثر له على أثر.
المقدم معلقاً: يعني كل أنواع العقاب قد جرب بنوا إسرائيل !!
الضيف مكملاُ: وبناءً عليه لم يطيقوا الصبر على هذا الحرمان من هذا اللون من الطعام فراحوا يحتالون لإصطياده فبعضهم حفر حفراً صغيرة على الشاطء حتى إذا دخل فيها السمك أغلقوها بالتراب وتركوا السمك حتى يخرج يدخل الأحد فيستخرجوه أما البعض الآخر رما شباكه يوم السبت واستخرجها يوم الأحد فكانوا بذلك قد انتهكوا حرمة السبت لانه نوع من الإحتيال على أحكام شريعتهم التي شدد فيهم عليها بما كانوا يفسقون، هنا قامت أمةٌ منهم تعظ المعتدين في السبت أن هذا لا يحل لكم لكن طائفةً ثالثة راحت تقول لهم لا تتعبوا أنفسكم هؤلاء لا ينفع فيهم وعظ (وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ
عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) يعني نحن نقيم عليهم الحجة ولعل الموعظة أن تنفع، لكنها لن تنفع.
المقدم: يعني دكتور لو الآن استعرضنا آراء المفسرين ولا أدري كيف تستقيم مع الواقع أو مع النص حتى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ ) بعض المفسرين وكبار المفسرين قالوا هنا أن سوء العذاب هو دفع الجزية أو الخراج أو الذلة، كيف هذا سوء العذاب ؟
الضيف: على مشهد مسخهم قردةً خاسئين هذا عذاب عاجل على انتهاك السبت من أهل تلك القرية لكن الله علم أن هذا النوع من البشر من شياطين الأرض ومن شر الدواب عند الله، ألا ترى أنهم لما تحدثنا عن إبني آدم وأن قابيل الذي قتل أخاه ولم تنفع فيه الموعظة عَقَّبَ على ذلك أن من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل وهذا يعني أن بني إسرائيل من أحفاد قابيل الذي قتل أخاه حسداً له على أمور دنيوية تافهة، لهذا لما كان هؤلاء عنصراً شريراً فقد تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب وفق سننه في عقاب المفسدين في الأرض، يعني هذا يندرج في إطار السنة التي قالت عنها سورة الإسراء (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) وفي اطار السنة التي أكدتها سورة الإسراء فسها في قوله تعالى (وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ) يعني وإن من قريةٍ مفسدتٍ إلا نحن مهلكوها لأن الله (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) على كلٍ سؤالك حول الآية يعني لماذا توعدهم الله أن يستمر تعذيبهم الى يوم القيامة.
المقدم: قبل هذا نريد أن نفهم الجزئية يعني سوء العذاب بالتعبير والمفسرين قالوا الذلة ودفع الجزية والخراج هل مقنع لسوء العذاب.
الضيف: هذا بعض سوء العذاب لأن كل ما من شأنه يكبتهم وأن يؤلمهم وأن يخزيهم هو من العذاب الذي توعدهم الله به.
المقدم: لكن لو أطرح السؤال من الآخر الذي نعيشه الآن، لو افترضنا أن أحد الاشخاص قرأها وهو في غزة يقول نحن الذين أذقناهم سوء العذب والذي هو صواريخ الرعب وهربهم من المستوطنات القريبة والقبة الحديدية .. الخ، يعني الانسان منا اليوم يقول أنه من الممكن أن يكون هذا هو سوء العذاب، أما الجزية فهي من سوء العذاب كما ذكرت – فكيف نوافق.
الضيف: الجزية وغيرها يوم نكون نحن ممكنين في الأرض ولنا الدولة والريادة عند إذن سيكون رعاية في الدولة أو أهل ذمة فيئدون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون فتلك نموذجها لكن يوم نكون مستضعفين ويكون عندهم شيء من العلو بل العلو الكبير في سورة الإسراء يكون مفهومها أن النكاية التي تنزل بهم ولو كانت من النكاية التي تنزل بنا غير أن الآلام النفسية التي تلحق بهم أكبر من الألام النفسية التي تلحق بنا انطلاقاً من قوله تعالى ( وَلاَ تَهِنُوا ْفِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ ) إذ إنه إذا قتل منا مجاهدٌ أو مدني فإننا نعتبره شهيداً..
المقدم مقاطعاً: سنأتي لهذه النقطة بالتفصيل بعد الفاصل لأنها نقطة محورية في هذه الحلقة، لكن لماذا إلى يوم القيامة؟؟
الضيف: لا يمكن أن يستقيم أحدهم لأن الله جزم عندما قال: ( أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ ) وعدد زهاء عشرين جريمتاً اجتمعت كلها فيهم، يستحيل معها أن ينصلح حالهم لدرجة أن قال الله في حقهم: ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ ) فإذا كانوا شر الدواب فهم شر من الوحوش الكاسرة والطيور الجارحة والزواحف السامة والحشرات المؤذية والميكروبات الفتاكة فكل هذه المخلوقات أهون على الخليقة من هذا الجنس البشري، من هنا عندما علم الله أنهم سيتمحضون للشر وأنهم شياطين الإنس في تعبير سورة البقرة عندما قال الله تعالى عن المنافقين: ( وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ ) فشياطينهم في المدينة المنورة التي نزلت فيهم هذه الآية هم طوائف اليهود الذين كانوا المنافون يوالونهم بناءً عليه نحن أمام عنصر شيطاني وسنة الله أن يعاقب المفسدين دائماً لهذا لن يرتفع العذاب عنهم إلا إذا في فترات ضيقة هي التي استثنتها سورة آل عمران في قول الله تعالى: ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ) وحبل الله أن يسلموا لأن الله قال واعتصموا بحبل الله جميعاً فلما لم يسلموا كان حبل الله مبتوتاً، يبقى حبل الناس فهذا مبشرٌ بأن الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يقوم بمقومات ذاتية إنا هو يحتاج لحبال خارجية ليصمد وهذه الحبال باتت تتقطع يعني كانت إيران يوماً ما حبلاً كانت تركيا يوماً حبالً وكان نظام مبارك يوماً ما حبلاً تقطعت هذه الحبال ولا زالت بقية الحبال في طريقها إلى القطع.
المقدم مقاطعاً: لكن أنا لم أصل إلى نتيجة نستخلصها لماذا إلى يوم القيامة لكن ما زلنا مشاهدينا بصحبة الدكتور يونس الاسطل عضو رابطة علماء فلسطين هنا في غزة نتابع معه تفصيلات هذه الحلقة ومحاورها، إنتظرونا بعد فاصل قصير.
المقدم: من جديد نرحب بكم، دكتور يونس يسومونهم سوء العذاب هل إذا كانت طائرات الزنانة في سماء غزة وكانت الأباتشي وسياسة الاغتيالات وكل مقومات الإرهاب التي ينسبونها إليكم تحديداً في غزة هل هذا من الباب الوارد في الآية إساءة العذاب وما أثر ذلك عليهم.
الضيف: لا شك أنه جزء منه ألم يقل الله تعالى: ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَو مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ) فمن فوقكم هذه الصواريخ هي جزء من فوقكم ومن تحت أرجلكم هي العبوات الناسفة وما إلى ذلك، فمن هنا يجب أن نعتقد أن اليهود لن يفلتوا من الذلة لأنها مضروبةٌ عليهم فعبر التاريخ أو من خلال الواقع كل ما يحيط بهم هو جزء من العذاب حتى لو كان ظاهره مختلفاً، فمثلاً عبر الطيف كانوا معظمهم أولياء للقوى العالمية ولا زالوا فهذا في حد حاله ذله في أن يكونوا خدماً ينفذون سياسة القوى العالمية فهم هنا في دور العبيد أو الخدم أو الجنود الذين ينفذون سياسة الكبار في مقابل شيء من الدعم وما إلى ذلك فهذا في حد ذاته ذلة في أن يكون خادما ً لغيره.
المقدم: وهذه الصواريخ تعتبر من سومهم سوء العذاب؟؟
الضيف: هذا جزءٌ من ذلك لأن النظرية الصهيونية كانت تقوم على أنا إمكانياتنا لا تستطيع أن تواجه إلا عبر المواجهة على الأرض فلهذا أقاموا المستوطنات وأحكموها كما قال تعالى: ( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى
مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ ) جاءت هذه الصواريخ في إطار فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا فكل الإستعدادات الإرضية كالأسلاك الشائكة والمكهربة وحقول الألغام وكاميرات المراقبة شبكات التجسس فكل هذا التحصينات الصواريخ تتعداها حتى القبة الحديدية التي زعموا أنها نجحت في التصعيد الأخير قد نجحت بواقع 90% ففضحتهم الصحف الاسرائيلية نفسها عندما قالت إنها لم تستطع أن تصد أكثر م ستة وخمسين صاروخاً من مجموع ثلاثمائة وخمس عشرة صاروخاً قذفت عليهم في أربعة أيام فهذه القبة الحديدية ثبت فشلها، أضف إلى ذلك أن تحصين الداخل في القبة الحديدية وفي الجدار يعني فشل المشروع الصهيوني لأن المشروع الصهيوني كان من الفرات إلى النيل ثم وسعوا آمالهم للشرق الأوسط الكبير في إطار الدولة العالمية، فجائت المقاومة الفلسطينية فبدئوا يطوقون أنفسهم في الجدار فظهرت تكنولوجيا الصواريخ فأصبحوا يطوقون أنفسهم بالقبب الحديدية، فكل هذا لن يفلح لشيء واحد وهو أننا نقاتل في سبيل الله فحينما نرمي يكون الله هو الرامي بمعنى أنه هو الذي يسدد الرمي ( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى ) فإذا كانت المعادله كذلك فأنا لهم أن يغلبوا رب العرش العظيم قيوم السماوات والأرض الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
المقدم: كنت اريد أن أستوضح منك إلى يوم القيامة هل هذا الرمي وهذه الصواريخ وهذا الرعب الذي في قلوبهم سيستمر إلى يوم القيامة ويبقى المسلمون يسومونهم سوء العذاب ويبقى هذا المشهد ليوم القيامة أي أنه لا يوجد نصر.
الضيف: لا ليس كذلك فها هو الكيان الصهيوني اليوم إلى زوال ولكنهم بعد ذلك ستكون نتيجتهم كنتيجة بني قريضة لأن هذه هو حكم الله فيهم من فوق سبع سماوات فعندما قال: ( وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ) فهذا حكم الله فيهم الذي لا مفر منه حتى بنوا قينقاع وبنوا النضير لما أجلوا كان هذا بسبب أن الله كتب عليهم الجلاء فلولا ذلك لكان مصيرهم كمصير بني قريضة ولولا كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم بالدنيا كما عذب بني قريضة من بعد هذا حكم الله فيهم لهذا فإن قوله تعالى إذا جاء وعد الآخرة ليسوئوا وجوهكم يعني لينزل عباد الله أولوا البأس الشديد بهم من الإثخان ما تسود معه وجوههم من الكبت والحزن والهموم والغموم وما إلى ذلك، فمن هنا اليهود على وشك الزوال من فلسطين لكنه عندما يشتتون في الأرض من أفلت منهم من القصاص سيعيشون أذلاء وسيظطرون أن ينضموا إلى الدجال ليتقووا به في خذيعته للناس ويعودون إلى فلسطين لكن في هذه الحالة الله عز وجل يكون قد أذن لعيسى ابن مريم أن ينزل ثانيتاً ليكسر الصليب ويذبح الخنزير ثم يطارد الدجال إلى باب لُدٍ فيقتله ثم يتفرغ لليهود فيطاردهم جنود سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام فيختبء اليهودي وراء الحجر والشجر فينادي الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهوديٌ ورائي تعال فاقتله..
المقدم مقاطعاً: نحن تناولنا حلقة كاملة عن الغرقد، لكن أقوال المفسرين أن سومهم سوء العذاب هو الذلة والصغار والجزية هل بحكم الواقع والمستقبل الذي ذكرته هل سيأتي يوم يدفعون فيه الجزية؟؟
الضيف: وهو قريب جداً لأن الله قال لنا ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ
اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) فإ ذا قاتلناهم وكان قتالنا في سبيل الله سنصل لهذه النتيجة حتماً وبناءً عليه فإن الغنائم من ناحية والجزية من ناحية أخرى هي كانت المصادر الأساسية لبيت المال بل إن العلماء يقولون إنها أطهر الأموال على الإطلاق لأنها جائت في إطار الجهد المبذول لإعلاء هذا الدين كله ولو كره المشركون.
المقدم: نظرت للأدلة أو للأقوال التي ساقها المفسرون وعلى أنهم لم يعيشوا في هذا الواقع إلا أنه لهم نظرة بعيدة المدى.
الضيف: هي بعيدة المدى من ناحية وتحاكي واقعهم من ناحية أخرى يعني هؤلاء كانوا في فترة كان الإسلام فيه ممكناً وكانت الخلافة قائمة فكان اليهود مستضعفين، بل كان اليهود في الفترات التي يضطهدون فيها من العالم الصلييبي يأتون إلى الحماية العربية، هو ما الذي أوجد يهود بني قينقاع وبني النضير وبني قريضة في الحجاز وفي المدينة المنورة وخيبر كذلك هؤلاء اضطهدهم الرومان بعد أن تنصر الإمبراطور واليهود كانوا يفاخرون بقتل عيسى ابن مريم فتنصر الامبراطور فأصبح يعتقد أن عيسى ابن الله وثالث ثلاثة فعاقب اليهود على جريمتهم فهربوا للحماية العربية، كما أنهم في الأندلس لما سقطت الخلافة هناك هربوا للمغرب العربي طلبا للحماية العربية.
المقدم: بالنسبة لما ورد في التقرير وإطلاق الصواريخ والرعب الذي يصيبهم وإن كانت هذه الصواريخ لا تصل إلى للجنوب والاراضي المحتلة والوسط ربما، فهل يتابع العلماء والإعلام ردات الفعل وهل هناك دراسات وما هي مشاعركم التي وصفها القرآن الكريم – في قلوبهم الرعب – لحظة إطلاق هذا الصاروخ رغم أن بعضها لا تأتي بنتيجة.
الضيف: أحب أن أطمئن الإخوة المشاهدين أنه ما من شبر في أرضنا المحتلة الآن إلى وصواريخ المقاومة تستطيع الوصول إليه وإن كان في جنوب فلسطين أو في كان في جنوب لبنان وبناءً عليه فإن اليهود الآن ينقلون القبة الحديدية إلى تل الربيع التي يسمونها تل أبيب ولذلك كل الكيان الان تحت مرمى صواريخ المقاومة بل إن المقاومة من سناء أيضاً ستغطي منطقة الجنوب الشرقي لفلسطين ونحن نعتقد أن الثورات العربية سوف تستوي على سوقها في ظرف قصير لذلك سيتحول الكيان الصهيوني في جزيرة صغيرة في محيط من العالم الإسلامي الموحد على خيار الجهاد في سبيل الله وعندئذ سيعرف اليهود معنى سوم سوء العذاب في أسما معانيه، والصواريخ الآن المحلي الصنع وإن كانت لا تحدث إلا نكايةً جزئية إلى أن النكاية النفسية كبيرة في أن تتعطل المدارس وأن يبيتوا في الملاجئ أن تكون صواريخنا البدائية ليست بذات تكلفة باهضة يعني أن الصورخ عندنا يمكن أن لاتصل تكلفته للألف دولار أحياناً أما صاروخ القبة الحديدية تبلغ قيمة تكلفته الخمسين ألف دولار وتجتاج أحياناً لتطلق صاروخين أو ثلاثة لإعتراض صاروخ محلي الصنع فهذه المعادلة تفتك نفوسهم فتكاً – إن يمسسكم قرحٌ فقد مس القوم قرحٌ مثله فتلك هي المعادلة – فسوء العذاب حاصلٌ مهما كانت صواريخنا متواضعة بل إن بعض صواريخا سر قوتنا فلو كانوا متطورين تكنولوجياً لستطاعوا أن يؤثروا بنا من خلال الحرب الالكترونية.
المقدم معلقاً: دعوهم يصدروا لكم صواريخهم وهذه الفرضية كانت في الإعلام ليتمكنوا من صدها بسهولة !!
الضيف: ياسيدي يد المقاومة حرة في أن تحصل على السلاح من أي مكان في الأرض ولو من العدو لأن في الإنتفاضة الأولى قاتلنا العدو بسلاحه، فكان شباب المقاومة على قلة عددهم يشتبكون مع الدوريات التي تشوب شوارعنا فيقتلون جنودها ويأخذون سلاحهم ليقاتلوا في العملية التالية العدو بسلاحه فمن هنا لا أستبعد أن يأتي اليوم القريب الذي نستطيع فيه أن نحصل على صواريخهم لنقاتلهم بها لأن الله سيخرب حصونهم بأيديهم وأيدي المؤمنين.
المقدم: المجاهدون الذين يطلقون هذه الصواريخ يحتاجون الى مرابطة فكيف نعرف المرابطة وكيف نعرف المقاومة وما هو أجر هذا المرابط وهل أهل غزة مطلوب منهم أن يعيشوا هذه التجارب.
الضيف: ما من شخص يقيم في الشام عامة وفي فلسطين خاصة إلى وهو مرابط إن كانت نيته حسنه، أ يعني يكمن أن يغادر ويعيش في بلاد آمنة لكنه آثر أن يقيم هنا فهو في رباط لأن هذا موطءٌ يغيظ الكفار وقد قال الله في ذلك: ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً ) إلى آخر ما ورد في آخر سورة التوبة، فالصهاينة يريدون فلسطين خالية من أهلها فإذا أقمنا هنا بنية الرباط فنحن مرابطون بإذن الله لكن المرابطون بالفعل أولئك الذين يسهرون في الليل وينتبهون في النهار وفي الأخص أولئك الذين يكونون في نقاط متقدمة وقريبة مع حدود التماس مع العدو فلا شك أنهم في أجل العبادات لأن الجهاد عامة ذروة سنام الإسلام.
المقدم: هل هناك نصوص شرعية يمكن أن تسوقها ؟
الضيف: النصوص في مقدمتها قول الله تعالى: ( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) فأعدوا لهم كل مرصد هي الرباط، كما أن قوله تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ) بعمومه يشمل الرباط قبالة الأعداء.
المقدم: حتى لو كان يوم وليلة هذا الرباط ؟
الضيف: رباط يومٍ وليلة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها
المقدم: هذا هو الأجر
الضيف: وموضع صوت أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ورباط ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه كما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم والأحاديث في فضل الرباط كثيرة
المقدم: على كلً هذه هي النصوص وبعد الفاصل سنرى توجيهكم لمن تدعوهم للرباط والمقاومة
الضيف: ان شاء الله
المقدم: اذن من جديد مشاهدينا نرحب بالدكتور يونس الأسطل عضو رابطة علماء فلسطين وأستاذ الفقه في الجامعة الإسلامية بغزة، دكتور كنت تتحدث عن النصوص التي تطالبنا بالرباط في سبيل الله عز وجل وخصوصاً أن الثغور كثيرة جداً وغزة مرصودة جواً وبحراً وربما هناك توصية من العلماء تتواصون بها مع بقية الشباب ومن يستطيع الرباط.
الضيف: عموماً نحن هنا في الأرض المحتلة الشباب فيهم الكفاية في الرباط وفي المقاومة العسكرية فنحن نحتاج من أمتنا الدعم المادي والسياسي والإعلامي والقانوني وما إلى ذلك ولا نحتاج إلى رباط مادي بمعنى أن يأتي من يرابط معنا إلى إذا كان بنية الرباط لليلة أو ليلتين بنية أن يفوز بهذا الشرف لكن أن يأتي أناس من الأمة ليرابطوا معنا فهذا يشكل عبء بعض الشيء بحكم أن من يأتي من الخارج بحاجة لإيواء ونفقة والخ.
المقدم: ولكن إن كان الرباط من خارج غزة أي مثلاً ولكن إن كان الرباط من خارج غزة أي مثلاً إن كان هناك شخص في جيش عربي ما في بلاد الشام ينوي المرابطة من بعيد كما يحدث نفسة بالغزة كما ورد بأحاديث رسل الله صلى الله عليه وسلم فهل له أجر المرابط المتقدم ؟
الضيف: لا شك أن الرباط في سبيل الله درجات فالمرابط في المقدمة بحكم أنه يخاطر بنفسه في سبيل الله يكون أعظم أجراً، لكن الذين يرابطون في الصفوف الخلفية سواء كان في داخل المدن بالقياس الى النقاط المتقدمة أو الشعوب العربية أوالتي ترابط من خلفنا ونحن عندئذ في الخط الدفاع الأول فلهم أجر المرابطين لكن عليهم أن يستحضروا النية وينتظروا الفرصة لأنها ستتهيء لهم، لأننا مطالبون أن نعلي هذا الدين على الدين كله وأنه بعد أن تستوي الثورات العربية على سوقها وتتهيئ الفرصة لتحرير فلسطين تكون هذه المنطقة عاصمةً للخلافة الراشدة ستبلغ ما بلغ الليل والنهار ولن يكون هذا بغير…
المقدم مقاطعاً: أين بالتحديد ؟
الضيف: القدس كمدينة وفلسطين كمحيطه الذي باركنا حوله هنا ستكون عاصمة دولة الإسلام العالمية.
المقدم: بالنسبة للمشاهدين الذين يشاهدوننا الآن ففيهم النساء والفتيات فهل مطلوبٌ منهن الرباط في سبيل الله أو المقاومة.
الضيف: نحن نريد من الجميع رباط الإعداد، يعني عندما نغرس الإيمان في نفوس الناشئة ومن حولنا في داخل البيوت والمدارس والجامعات والمؤسسات والأحياء إنما نعد الأمة لتكون جاهزة ليوم النفير ولتقدم لمن هم في خط الدفاع الأول ما يحتاجونه من أسباب الصمود والمقاومة وعندئذ ينطبق عليهم أن من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا، فنحن الغزاة في الميدان وهم الغزاة بالإمداد ومن غير الإمداد لا يمكن للمقاومة أن تصمد طويلاً.
المقدم: ربما يقول البعض وأنت منهم أن الحرية التي يعيشها أهل غزة اللآن غير مسبوقة لو استعرضنا تاريخ المنطقة من ال67 لغاية الآن فالحرية في المقاومة وفي الرباط غير مسبوقة وغير موجودة على مستوى العالم، ما علاقة ذلك – بيسوموهم سوء العذاب ؟
الضيف: لا شك أن أهل فلسطين يمثلون الخنجر في الإحتلال الصهيوني وبناءً عيله فإن المقاومة هنا مقاومة الطائفة المنصورة تمثل جزءً من وعيد الله لبني إسرائيل أن ينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وأن يعذبهم بذنوبهم ثم أن يؤكد ضرب الذلة والمسكنة عليهم وكله داخلٌ في قوله يسومونهم سوء العذاب ولهذا الحرية سواءٌ كانت حرية المقاومة أو حرية الكلمة نعمةٌ نحسد عليها من كل الشعوب العربية والإسلامية وكذلك نعمة الأمن بالقياس للفترة السابقة التي كان فيها الفلتان الأمني وما سمي بالفوضى الخلاقة التي لم يكن أحد يأمن أن يخرج من بيته وأن يعود إليه فقد إنتشر المسلحون الموالون للأجهزة الأمنية الفلسطينية الممولة من الخارج والمنفذة لأجندة صهيونية أمريكية فزرعوا الرعب في كل بيت وفي كل شبر وشاء الله في أقل من ثلاثة أيام أن يذوب هذا ذواب الملح في الماء ونعمت غزة من يومها أعني من تاريخ الرابع عشر من يونيو عام 2007 نعمت بأمنٍ غير مسبوق وإن شاء الله أن يديم علينا النعمة بشكرها.
المقدم: آمين، في سورة الإسراء تحدثت عن مرحلة إساءة الوجه وهنا أن يسوئهم سوء العذاب فالسوء الذي يعيشه بنوا اسرائيل، فكيف نربط بين إساءة الوجه وإساءة العذاب لبني إسرائيل.
الضيف: إساءة الوجه من أثر ما ينزل بهم من النكالة لأن إساءة الوجه تعني إسوداد الوجه كما قال الشاعر:
” رمى الحدثان نسوة آل حرب * بمقدار سمدن له سمودا فرد شعورهن السود بيضا * ورد وجوههن البيض سودا ” وفي قوله تعالى: ( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) فسيئت يعني إسودت فاسوداد الوجوه إنما يكون من الكبت والحزن والهم والغم والأذى والخزي ..
المقدم: إذن فهو نتيجة ؟
الضيف مقاطعاً: نتيجة لما ينزل بهم من النكال يوم يقعون في القبضة وينزل بهم القصاص الحتمي لكل الجرائم التي ارتكبوها منذ الإحتلال وإلى لحظة إخضاعهم لسلطان الله وسلطان الامة من بعده.
المقدم: دكتور يونس تكلمت على أن غزة تعيش في حالة غير مسبوقة من الحرية والأمن وبالمقابل هل نعتبر أن الإسرائيليين يفتقدون هذا الأمن وما شواهد ذلك؟
الضيف: لا شك أن الصهاينة عندهم نوع أمن لأنهم يملكون من القوة المادية الخيالية ما يجعلهم متفوقين..
المقدم مقاطعاً: لكن سورة الحشر تقول قذف في قلوبهم الرعب جيلاً فجيلا !
الضيف: هو أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب وهذه في حق بني النضير وفي حق بني قريضة أنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب لكن الأقوى من ذلك لأنتم أشد رهبتا في صدورهم من الله لمجرد أنهم يعلموا أنهم ينازلون المؤمنين يسيطر عليهم الرعب مسيرة شهر لأنهم يعتقدون أنهم يقاتلون أناسً يبحثون عن الشهادة لينالوا الحقيقية فالشهداء أحياءٌ عند ربهم يرزقون، وهم أحرص الناس على حياة فإذا قتلوا فكأنما خسروا جنتهم – والدنيا جنة الكافر – لذلك الشعور النفسي الذي يسطر عليهم عندما يشعرون أنهم يقاتلون رجالاً أولي قوة وأولي بأس شديد فالشعور النفسي الذي يعذبهم الله به عذاباً أليما وما يحدث من نكاية مهما كانت متواضعةً تضاف للشعور النفسي ليكون نوعاً من سوء العذاب الذي توعدهم الله به.
المقدم: إذا كان المفسرون قد ذكروا وربطوا هذا بموضوع الذلة هل لكم أن تعطونا كم هي جرعة الذلة التي يعيشها بنوا إسرائيل منذ زمن فرعون ولغاية الذي يذوقونه من الذي يسومونهم سوء العذاب.
الضيف: أنت تعرف أن الفراعنة إبتداءاً سموهم سوء العذاب يذبحون أبناءهم ويستحيون نسائهم قال الله وفي ذلكم بلاءٌ من ربكم عظيم، ثم بعد ذلك قامت لهم دولة بقيادة يوشع بن نون وارتفعت الذلة يوم تمسكوا بالدين فقال الله فيهم: ( وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) ويوم قال فيهم: ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) يعني لما كانوا أمناء على رسالة الله في جيل يوشع بن نون إرتفعت الذلة وهذا حبل الله ولكن بعد ذلك تراخت الأجيال ففسدوا فسلط الله عليهم جالوت وجنوده فأخرجوهم من ديارهم وأبنائهم وبعد حين تحركت فيهم النخوة وقادهم طالوت وقصته معروفة وكان سيدنا داوود جندياً في جيش طالوت وهو الذي قتل جالوت طاغية القوم الجبارين الذين كانوا بجبورتهم وظلمهم قد أحالوا فلسطين دار الفاسقين لأن الله قال لسيدنا موسى سأريكم دار الفاسقين وكانت فلسطين هنا بحكم الذين يقيمون عليها إذا بطشوا بطشوا جبارين كانت تسمى دار الفاسقين كما كانت مكة قبل الفتح دار حرب ودار كفر ثم بالإسلام آلت دار إسلام بعد تحريرها، وقامت مملكة إسلامية وكان الخليفة فيها سيدنا داوود ثم ورث سليمان داوود فارتفعت الذلة عن بني إسرائيل قليلاً فلما تراخت الأجيال وأفسدوا سلط الله عليهم البابليين والأشوريين وكل فريق أطاح بالمملكة وأسرهم ثم لم يستطيعوا العودة إلا يوم والوْ الفرس واستطاع الفرس أن يعيدوهم إلى فلسطين ثم لما غلب الفرس وجاء الرومان مسيطرين والوْ الرومان وقال الله عن اليهود: (تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ) فهم يعيشون يوالون الدول العظمى ويخدمون كالعبيد لينالوا شيءً من رضاهم.
المقدم: لكن هنا طالما تحدثت عن مسيرة الإذلال لهم في العصر الذي نعيشه الآن وهم المحتلون هناك ملامح إذلال في وجوههم.
الضيف: بمجرد قيام كيان صهيوني على أرض فسطين خِدمةً للصليبية العالمية بدءً بالإنجليزية ومروراً بالأمريكية ثم الأوروبية، هذا في حد ذاته إذلال، فإذلال أن يعيشوا خدماً ينفذون السياسة الصليبية في مقابل هذا الدور دور العملاء دور الخونة دور العبيد فهذا في حد ذاته ذلة لكن زيادة على ذلك أن كل ما ينزل بهم من النكال هو زيادة على دور العبيد الذي يقومون به الآن نيابة عن الصليبية العالمية.
المقدم: دكتور يونس – الإذلال وفقدان الأمن – هل هما متلازمتان لتحقيق ما في الآية من يسوئهم سوء العذاب.
الضيف: لا شك في ذلك ولكن ينبغي ونحن نستحضر آية الأعراف أن نستحضر آية آل عمران بقوله تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ) يعني هذه الحبال ترفع عنهم الذلة كلياً أو جزئياً، حبل الله مبتوت يبقى حبل الناس حبل الناس قوياً إلى آخر السبعينات ثم بدء هذا الحبل يتفكك أو ينقطع فانقطع حبل إيران كما قلنا وانقطع حبل تركيا ومبارك وزين العابدين .. الخ.
المقدم: في نصف دقيقة إنتهى الوقت إجمالاً لو إفترضنا عنوان الحلقة الرئيس من يسومهم سوء العذاب بعد مثلاً أربع خمس سنوات.
الضيف: لا شك أن عباد الله المؤمنين هم المرشحون الأن لسومهم سوء العذاب لماذا؟ لأن تورطهم في إحتلال فلسطين هذا البلد الذي ستظل فيه طائفةٌ تقاتل على أمر الله حتى يأتي أمر الله، فقد وضعوا أنفسهم أمام المقاومة الإسلامية التي لا تلين وجهاً لوجه وهي لن تضرها القلة في العدد والعدد بحكم ارتباطها بالله سبحانه وتعالى وبحكم أن السلاح الأمضى الذي نمتلكه هو أننا نقاتل للآخرة وليس للدنيا، قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة.. فنحن نقاتل ولا ننتظر لا دولةً ولا أمناً ولا استخلافاً ولا تمكيناً نقاتل من أجل أن يرضى الله عنا وأن نفوز بجنة عرضها السماوات والإرض وإذا خلصت نوايانا ستكون المكافئات الدنيوية زيادة على أصل ما بايعنا الله عليه ” يَقْتُلون وَيُقْتَلون “
المقدم: جميل إذاً القتال من أجل رضا رب العالمين وإن شاء الله أن يكرمنا ربنا بحلقة عنوانها “يومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله”
المقدم: الدكتور يونس الأسطل عضو رابطة علماء فلسطين، نشكرك شكراً جزيلاً، أما أنتم مشاهدينا فابإسم فريق البرنامج هنا في غزة وفي بيروت نشكركم وإلى الملتقى والمرتقى في حلقة قادمة إن شاء الله، هذه تحياتي عمر الجيوسي ودمتم في أمان الله والسلام عليكم ورحمة الله.
إنتهت الحلقة