الحلقة (15) مقاتلة اليهود على أرض فلسطين  

    

ضيف الحلقة: الدكتور عبد الجبار سعيد  الأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج

المقدم: د. عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 03/02/2012م
https://www.youtube.com/watch?v=34vhrHiW-Ns

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله، مشاهدينا الأحبة هل اقتربت نهاية اليهود بناء على ما جاء في الحديث الصحيح (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود)؟ أم إن الحديث ربط ذلك باقتراب الساعة وبتلك الساعة ستقوم؟ وهذا يعني أننا لن نفرح بتحرير فلسطين، مشاهدينا هل نهاية اليهود ستكون على أرض فلسطين؟ وهل رواية أنتم غربي النهر وهم شرقيه صحيحة؟ كيف توفق بين هذا الحديث وبين تعامل المسلمين الطيب مع اليهود عبر التاريخ؟ هل الحديث الشريف هذا يعتبر تحريضاً على قتل اليهود؟ مشاهدينا سنستقبل الدكتور عوض المنصور أستاذ الهندسة الكيميائية والتصنيع الدوائي وسيبين لنا ما هو التركيب الكيميائي للغرقد، وهل يستخدم في العلاج؟ وهل يجوز شرعاً استخدامه؟ ولماذا يحرص اليهود على زراعته وفي أكثر من دولة وفي وسائل الإعلام الكثيرة، مشاهدينا سيكون معنا على الهاتف أيضا الدكتور شرف القضاة أستاذ الحديث في الجامعة الأردنية لمناقشة ثبوت وجود لفظة الغرقد في الحديث، أما ضيفنا في الأستوديو يرى بعد دراسة محكمة منشورة يرى رأياً مختلفاً في ثبوت الألفاظ الواردة في هذا الحديث التي ستعتمد عليه هذه الحلقة، وسننطلق من هذا الحديث: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلاّ الغرقد فإنه من شجر اليهود) رواه مسلم، اسمحوا لنا مشاهدينا أن نرحب بضيفنا أمين عام هيئة علماء فلسطين في الخارج الدكتور عبد الجبار سعيد أستاذ السنة وعلوم الحديث في جامعة قطر مرحبا بك دكتور  

الضيف: أهلا وسهلا

المقدم: هل لك من كلمة في البداية؟

الضيف: بداية جزاكم الله خيرا على هذا اللقاء المبارك وعلى هذا البرنامج بفكرته الطيبة ولعله من المناسب أن نؤكد استمرارية الصراع بيننا وبين أعداء الله اليهود أعداء هذه الأمة ولعل ميزة فلسطين أن تكون محور هذا الصراع وأن نقطف ثمارها، إن شاء الله في نهاية هذه المعركة ونرجو الله أن تكون نهاية هؤلاء قريبة على أيدي عباد الله

المقدم: دكتور أنت أستاذ مشارك في الحديث والسنة نريد أن ندخل إلى جو الحديث الجو المدني في المدينة المنورة لهذا الحديث

الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم أولاً أحب أن أشير إلى أن الصراع مع اليهود بدأ عمليا منذ تنزل الرسالة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام وليس بمجرد الهجرة وثبت في الكثير من النصوص أن لليهود دور في تحريض كفار قريش بالمناسبة على مهاجمة النبي صلى الله عليه وسلم

المقدم: في مكة؟

الضيف: حتى في مكة، لكن بلا شك أن المرحلة المدنية كانت مرحلة محتدمة الصراع فيما بين الطرفين لأن اليهود شعروا باقتراب الخطر منهم في ضوء انتشار الإسلام ونصر المسلمين ونشر الإسلام ولكن كان في المرحلة المكية دور ثابت لهم كما هو معلوم من أسباب نزول سورة الكهف بالمناسبة، بالأسئلة التي أثاروها أمام النبي صلى الله عليه وسلم

المقدم: أنا بس لكي ندخل في التفاصيل الدقيقة المتعلقة بكل لفظة في الحديث، يعني ابو هريرة أسلم في السنة السابعة للهجرة وابن عمر كان صغيرا وهذه رواية ابن عمر، والرواية لأبو هريرة وابن عمر، فما الدلالة الزمنية، القيمة الزمنية التي قيل فيه هذا الحديث، يعني هل كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوذي لليهود وشعر بخطرهم فعلاً؟

الضيف: أولا هذا الحديث فيما يستقبل من الزمان

المقدم: من علامات النبوة؟

الضيف: من علامات النبوة ومن أمرات الساعة كما هو واضح من جملة الطرق التي وضعوه بينه وبين الأحاديث الأخرى في أمرات الساعة وخاصة ظهور المسيح عليه السلام وبالتالي هو بذاته لا يتعلق بالفترة النبوية، ولكن نشوءه وقوله في الغالب وعلى القول الأعم في المرحلة المدنية، الرواة مدنيون أقصد من الصحابة وإن كان ابن عمر رضي الله عنه يحسب بالمكيين ويحسب في المدنيين ولكنه كان صغيراً ولكن أبو هريرة رضي الله عنه أسلم في المرحلة المدنية وحذيفة ابن اليمان وأبو أمامة الباهلي أيضا هم رواة هذا الحديث

المقدم: الأربعة؟

الضيف: الأربعة وجو القتال والحديث عن قتال اليهود هو بالتأكيد كان في المرحلة المدنية والله أعلم، وبالتالي هذا الحديث قيل في جو الصراع مع اليهود وأن هذا الصراع ممتد، بدأ في المدينة من حيث القتال ولكن كما قلت الصراع الفكري والجو الفكري من اليهود ضد رسالة الإسلام عملياً بدأ منذ تنزل الرسالة في مكة المكرمة، ولكن التماس المباشر والاحتدام وهذا الصراع

المقدم: هل كان اليهود في مكة؟

الضيف: في المدينة المنورة، لم يكن هناك يهود في مكة كان لليهود دور في توجيه كفار مكة لقتال النبي صلى الله عليه وسلم فكرياً وثقافياً من خلال طرح بعض الأسئلة وإثارة بعض الإشكالات وتحريض كفار مكة على الرسول

المقدم: دكتور نريد أن نذهب بتفصيلات عملية في الحديث يقول الحديث حتى يقاتل المسلمين اليهود وفي رواية يقاتل المشركين، لماذا قال اليهود ولم يقل بني إسرائيل لم يقل مثلا الصهاينة الإسرائيليين، نحن نعرف أنهم موجودين الآن إذا كنت تتكلم أن هذا الحديث من علامات الساعة ومن علامات النبوة، نحن نتكلم عن اليهود الذين جاؤوا من بحر الخزر هل لهم علاقة بهذه النقطة؟

الضيف: أولاً اللفظة المشهورة والصحيحة في الحديث اليهود في الحقيقة وليس المشركين، لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمين اليهود، بألفاظ متباينة ومتعددة ولكن جميعاً ذكرت لفظة اليهود

المقدم: نعم

الضيف: ولفظ بني إسرائيل أعم الحقيقة من مجرد اليهود وكما هو معلوم في بعض الحالات يشمل النصارى أتباع المسيح عليه السلام

المقدم: كيف يعني؟

الضيف: بني إسرائيل أقصد، وبالتالي اللفظ الأطبق على الحالة، المشركين أعم أيضاً من المشركين ومن النصارى وغير هذا من الألفاظ، اللفظ الدقيق الذي ورد في الرواية الصحيحة هو اليهود وهذا يشمل الذين يتدينون بالدين اليهودي وليس بالضرورة له انتماء بنسب معين

المقدم: ولكن هم، يعني ما علاقة اليهود الموجودين المحتلين، الموجودين في فلسطين ويحتلونها الآن ما علاقتهم بهذا الحديث؟

الضيف: أولاً الحديث حديث عن الصراع مع اليهود والقتال معهم وهذا الحديث لم يحدد فترة زمنية محددة وواضحة وإنما هي إشارة إلى أمارات الساعة، وأمارات الساعة كما هو معلوم الصورة بدأت مبكرا بل أن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هي أمارة من أمارات الساعة، ( أنا والساعة كهاتين)، وبالتالي وجود اليهود في فلسطين هي أحد مبررات هذه المواجهة وهذا الصراع وهذا القتال وبالتالي اليهود يندرجون في هذا بلا شك، أما أن تكون هذه هي المعركة المقصودة في الحديث أو غيرها فهذا شيء آخر، ولكن هذا الصراع بدأ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول شراح الحديث عند البخاري، يقول الخطاب كان موجه للصحابة رضوان الله عليهم ويشمل من كان على سبيلهم أو تبع لهم وإن كانوا هم ليسوا المعنيين مباشرة وهذا أمر معروف في الخطاب النبوي وبالتالي الحديث للصحابة وسيشمل المسلمين من بعدهم في قتال اليهود والحديث عن مواجهة الصحابة أدرى بأنها محتدمة في المرحلة المدنية في إشارة إلى أن هذا الصراع مستمر حتى أن أحفاد المسلمين سيقاتلون أحفاد هؤلاء في إشارة إلى استمرار هذا الصراع حتى يحسم بالقضاء المبرم على اليهود وهي المعركة الفاصلة كما هو معلوم التي تقوم

المقدم: هذا هو سؤالي الآن بالتحديد في هذه الجملة التي انتهيت بها، الآن ما هو الفترة الزمنية بناء على أن فلسطين هي أرض الصراع وسيقتل اليهود فيها بناء على نص الحديث لهذا الصراع، كيف يحسم بالتحديد في هذه الجملة التي انتهيت بها بناء على نص الحديث، يعني هل اليهود الحاليين هم يلي إحنا راح نقاتلهم أم أن هذا مرتبط بأيام المسيح الدجال؟

الضيف: سواء كانوا هم أو أبناءهم نص الحديث لا يجزم بالضرورة أن تكون المعركة الحالية بيننا وبين اليهود هي المعركة الأخيرة وهذا مرتبط بفهم الظهور على بني إسرائيل في الآيات التي في مقدمة سورة الإسراء، وهل سيكون الإفساد مرتين أو هناك عود للفساد وعود لظهور المؤمنين عباد الله في مواجهة هؤلاء اليهود ولكن بلا شك هناك حد فاصل في هذا الصراع ودوراته يتمثل في ظهور المسيح عليه السلام في النهاية كأمارة من أمارات الساعة الكبرى وقتاله للدجال وأتباعه كما دلت على هذا جملة من الأحاديث الذين هم اليهود الفاسدون المفسدون فالقضاء عليهم قضاء مبرم يكون في النهاية وفي أرض فلسطين كما ذكرت

المقدم: دكتور لحد الآن أنا لم آخذ يلي بدي إياه، ذكرت الإفساد والإفساد فيه آراء كثيرة للمفسرين والمفكرين ولكن ذكرت المعركة الفاصلة فهل نحن أهل المعركة الفاصلة في هذا القرن في هذا الزمان؟

الضيف: أنا تقديري أن كل جيل من المسلمين ينبغي أن يحرص أن يكون هو صاحب المعركة الفاصلة بمعنى أن كل جيل من المسلمين يواجه هذا العدو خاصة أنه يحتل أرضنا ومقدساتنا ينبغي أن يأخذ بالأسباب غاية الأخذ وغاية الاهتمام ليحرض على أن يقضي على هذا العدو ويحرص أن يكون هو الجيل الذي يقضي على الفساد

المقدم: إذن أنت تستنتج

الضيف: لكن لا نستطيع أن نجزم تماماً من خلال النص أن هذه المعركة القائمة بيننا وبين أعداء الله من اليهود هي المعركة النهائية

المقدم: إذن اسمح لي أن أقرأ رأي الدكتور عمر الأشقر بما أن الموضوع حديثي واستضفنا سابقا في نفس النقطة دكتور متخصص، لكن يقول في كتابه وليتبروا ما علوا تتبيرا، الدكتور عمر الأشقر يقول ” لا يوجد في الكتاب والسنة ما يدل عليه أي الفترة التي يتكلم عنها الحديث، تتبعت ما ورد في أخبار الغيب في السنة النبوية وما كتب فيها ولم أجد حديثاً واحدا في الموضوع ورأيت بعض الخطباء يذكر الأحاديث التي فيها نبأ محاربة هذه الأمة لليهود في آخر الزمان ويحملها على مقاتلتنا ليهود عصرنا وهذا ليس بصواب فالأحاديث صريحة فهذا يقع في مقاتلتنا للسبعين ألف من اليهود الذين يكونوا مع الدجال الأكبر” ما رأيك بهذا الترجيح؟

الضيف: أنا تقديري أن الذي يقوله شيخنا الدكتور عمر لا يتعارض مع ما ذكرته على العكس

المقدم: أنت ذكرت من باب الاستعداد الكلي

الضيف: الكل ينبغي أن يستعد أخذ بالأسباب، ما دمنا لا نعلم أن الزمان محدد وواضح ما الذي يدرينا والساعة غيب، وإن كان الأمارات مقدمات الساعة بعضها ظهر في الصورة وكبرى ربما لم تظهر، ولكن مرة أخرى نحن مكلفون شرعاً بالأخذ بالأسباب في مواجهة اليهود، ولا يصح لمسلم من المسلمين أن يتقاعس عن هذه المواجهة تحت عنوان أن هذه المعركة من أمارات الساعة وهي في آخر الزمان وأنا لست صاحب الشأن فيها، لو سلمنا جدلاً أن هذا الحديث

المقدم: إذن هو آثم إن لم يأخذ بالأسباب؟

الضيف: إذا لم يأخذ بالأسباب ويواجه أعداء الله اليهود المحتلين لأرضنا ومقدساتنا فهو متقاعس آثم مقصر وما بني على هذا الحديث

المقدم: طيب أنت ذكرت

الضيف: تحديد الزمان في هذه المعركة

المقدم: أنا عند تحديد المكان، في دار برد، بصفتك متخصص بالحديث هل هناك ما يدل على أنها أرض فلسطين الحالية؟

الضيف: ظاهر الروايات في هذا الحديث نعم، نهاية اليهود على أرض فلسطين جملة الشراح يذهبون إلى هذا والراجح هذا ولكن مرة أخرى ليس بالضرورة أن هذه المعركة هي نهاية الوجود اليهودي فقد تكون ذلك وقد تكون غير ذلك

المقدم: طيب دكتور أنت لك رأي متفرد تقريبا على كل أهل الحديث وهذا الرأي نشرته في مجلة الأزهر ونريد أن نناقشه مع الدكتور شرف القضاة بعد فاصل قصير، وهو رأيك المتعلق بلفظ الغرقد

مشاهدينا فاصل قصير فانتظرونا

أهلا بكم من جديد مشاهدينا معنا الدكتور عبد الجبار سعيد الأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج وينضم إلينا الآن الأستاذ الدكتور ومن الجامعة الأردنية الدكتور شرف القضاة، دكتور شرف السلام عليكم

الدكتور شرف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المقدم: لا أدري إن كنت قد تابعتنا قبل الفاصل نريد أن نتحدث حول لفظ الغرقد الواردة في هذا الحديث الذي جاء من أربعة طرق، هذه الجملة (إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود) في هذا الحديث هل هي صحيحة على شرط البخاري ومسلم؟

الدكتور شرف: هذه اللفظة صحيحة بالمعنى العام للحديث الصحيح سواء كانت على شرط البخاري أو مسلم أو غيرهما في الصحيح، يعني أعم من البخاري ومسلم

المقدم: دكتور المشاهدين وأنا نريد أن نستوضح ما معنى صحيحة في المعنى العام؟

الدكتور شرف: يعني الصحيح درجات، فهذه صحيحة واردة في صحيح مسلم وفي سند الإمام أحمد وعند أبي داود وعند ابن ماجه وغيرهم ومن عدة طرق عن عدة صحابه، لا يمكن أن تكون هذه اللفظة دخيلة هذه اللفظة جاءت من عدة طرق وحسب قوانين الإسناد لا يمكن

المقدم: طيب دكتور أنا أرى طالما أنك حسمت المسالة وقلت لا يمكن أن تكون هذه اللفظة دخيلة، الدكتور عبد الجبار كما سمعتنا له دراسة محكمة منشورة في هذا الموضوع وله رأي آخر، دكتور عبد الجبار تفضل

الضيف: أولاً تحياتي لأستاذي وشيخي

الدكتور شرف: حياك الله دكتور

الضيف: وأنا عندما أبدي رأيي بحضور الدكتور شرف هو رأي التلميذ بين يدي أستاذه

المقدم: كلنا تلاميذ الدكتور شرف

الدكتور شرف: الله يبارك فيكم

الضيف: الله يكرمك ويبارك فيك، الحقيقة في ضوء هذه الدراسة زيادة الغرقد وردت في إحدى طرق الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه يلي هو من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وبقية الطرق في البخاري طرق الحديث عن ابن عمر بدون زيادة الغرقد رضي الله عنهما وكذلك عند الإمام مسلم رواية ابن عمر الأولى بدون زيادة الغرقد ورواية أبي هريرة من طريق أبي زرعل وغيره بدون زيادة الغرقد، ومذهب الإمام مسلم كما علمتمونا يبدأ بالرواية الأصح، يبدأ بالرواية الأصل ومن ثم يأتي ببعض الشواهد والمتابعات وفي درجتها أقل من الرواية الأصل وكما قال من كتبوا في مناهج الحديث وأنتم في مقدمتهم، الإمام مسلم قد يورد بعض الأحيان في الشواهد والمتابعات لبيان إشكالها أو علتها إن كانت لها علة أو نحو ذلك وهذه الطريق وراية السهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة كما هو معلوم فيها إشكال أولاً أن الزيادة لم ترد إلا من هذا الطريق، بالمناسبة الزيادة الأولى إحدى الطرق السلسلة الذهبية عن مالك عن نافع عن ابن عمر، عند البخاري وغيره بدون زيادة الغرقد، اثنين سهيل بن أبي رافع كما هو معلوم لكم، تغير بآخر واختلط حتى لم يعد يتميز حديثه كما قال الكثير من المحدثون، بالإضافة البعض وثقه أيضا حتى نكون منصفين

المقدم: لكن البخاري

الضيف: لكن البخاري لم يروي له إلا مقرون بغيره كما قال ابن حجر وغيره، فهذه جملة من المؤشرات تؤكد على أن هذه الزيادة فيها إشكال، الطرق الأخرى للحديث، حديث أبي أمامة أو طريق حذيفة، طرق حذيفة وهو ضعيف وشديد الضعف، وطريق أبي أمامة أيضاً فيه راوي مجهول عمر بن عبد الله الخضرمي وهو ضعيف أيضا أما بقية الطرق الأخرى فهي بدون زيادة الغرقد، فضلاً عن مشكلة المتن أستاذنا وأنتم أساتذتنا لا يخفى عليكم، ما الغاية من أن يحمي الغرقد اليهود

المقدم: سوف نرجع إلى المتن والمنطق، بس نضل على نفس المحور دكتور شرف، يعني الدكتور عبد الجبار يقول أن سهيل ابن أبي صالح مختلط حتى في سلسلة الذهب لم ترد رواية الغرقد

الضيف: رواية عن مالك عن نافع عن ابن عمر ليس فيها، معظم روايات البخاري للحديث ليس فيها غرقد

المقدم: كيف الرد العلمي دكتور؟

الدكتور شرف: هناك ملاحظات تخصصية كثيرة وتفصيلية ولكن باختصار رواية ابن عمر رواية مختصرة، إذا نظرت إليها اختصرت الحديث كله، والمختصرة لا تضعف الرواية المفصلة

المقدم: جميل

الدكتور شرف: يعني حديث الغرقد ورد في روايات مختصرة وفي روايات مفصلة، فما قال أحد من العلماء أن الرواية المختصرة تضعف المفصلة، فمن هو في علم الحديث صحح الحديث من غير طريق أبو هريرة أيضا، حسنه في رواية وصححه في رواية أخرى وأظنها رواية حذيفة، كما قلنا عملياً لا يمكن أن ترد هذه اللفظة خطأ وبالصدفة في أربع أسانيد منفصلة، يعني هذا الاحتمال غير وارد، يعني بعدين أنها جاءت في الرواية الثانية الصحيح قلنا أنه درجات، ما قال أحد من العلماء أن الحديث الأول عند مسلم صحيح والباقي ضعيف لا يمكن أن يكون هذا ثم أخيرا أنا ما رأيت من ضعف الحديث سنداً، وعلماؤنا السابقون أعلم مني ومن الدكتور عبد الجبار بارك الله فيه مائة مرة في قضية الأسانيد ولم يضعفه أحد، هذه الملاحظات

المقدم: دكتور عشان الوقت، أنت أعطيتنا جملة مكثفة، لكن نريد أن نرجع إلى النقطة التي انتهى عندها الدكتور عبد الجبار موضوع المنطق

الضيف: عفواً أستاذنا قبل المنطق الذي يطلبه الدكتور عمر، ضعف الزيادة لا يعني ضعف الرواية، أنا الذي أقول به أن هذه الزيادة فيها إشكال وعلى منهج ابن صلاح فيها نوع مخالفة لجملة الروايات وبالتالي أنا لا أقول بضعف الرواية ابتداء كلها وإنما أقول هذه الزيادة لا تصح وبناء على هذا الفهم كل الشجر والحجر بما فيه الغرقد يدل على اليهود ليقتلوا في الحقيقة ولا مبرر لاستثناء الغرقد في الرواية

الدكتور شرف: هذه النقطة الثانية ولكن تذكر يا دكتور عبد الجبار أن الزيادة أقسام والذي يعد هو الزيادة المخالفة

المقدم: دكتور اسمح لي

الدكتور شرف: أما غير المخالفة فلا يعدها أحد من العلماء إطلاقا

المقدم: دكتور لأن الحلقة ليست متخصصة في علم مصطلح الحديث والرواية لكن نتمنى أن ننطلق إلى النقطة الثانية سريعاً لأن معنا ضيف آخر على الهاتف

الدكتور شرف: النقطة الأخرى سريعاً يعني أن يقال لماذا الغرقد فسبحان الله، أو ما ذنب الغرقد حتى أني سمعت البعض يقول، ما ذنب الغرقد، لا يقال ما ذنب الغرقد فنحن نقول ما ذنبه إذا كان الغرقد له إرادة وسيعاقب عليها حتى نقول ما ذنب هذا مثله قوله سبحانه وتعالى {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} لا يقال هنا الحجارة تمس بعذاب عظيم فما ذنبها، أما قولهم أنها من شجر اليهود فهذا كما يقال أن النخيل من شجر العرب والزيتون من شجر الشام، يعني لا توجد أي علة حقيقية في المتن، لا يرد الحديث الصحيح إلا إذا خالف العقل، العقل أي اليقين أو العلم اليقيني أو الواقع اليقيني

المقدم: طيب دكتور شرف شكرا لك، الدكتور شرف القضاة أستاذ الحديث الشريف في الجامعة الأردنية، دكتور عبد الجبار هل لكم تعليق والدكتور عوض من سوريا يسمعنا الآن، هو يقول لك لا يقال ما ذنب الحجارة إذا قيل هذا الكلام من أي إنسان، وما ذنب الغرقد {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ{ ولكن الناس لها ذنب إذا راحوا على النار يعني

الضيف: أنا أود أن أؤكد انسجاماً مع كلام أستاذي الدكتور شرف في قضية الزيادة، الزيادة فيها نوع المخالفة مرة أخرى، وكما يقول ابن صلاح وغيره إذا كان في الزيادة نوع المخالفة يمكن أن ترد وهذه المخالفة من خلال التساؤل الذي طرحته أنا، القضية ليست ذنب الغرقد وأن يكون من شجر اليهود أو لا يكون من شجر اليهود، مرة أخرى ما الغاية في ضوء المتن، هل الغاية أن يقتل اليهود أم أن يحمى اليهود، الحديث يقول أن كل الشجر والحجر سيدعو المسلم لقتل اليهود فما المعنى من حمايته وما الغاية من حمايته حتى يحميه الغرقد، وإذا كانت الغاية من حمايته فإن الغرقد ما علاقته، هذا نوع المخالفة القائم في هذه الزيادة هذا هو الإشكال

المقدم: طيب جميل، الآن إذا أغرقنا في التفصيلات نفقد شريحة من المشاهدين، لكن نريد أن ينضم إلينا الدكتور عوض المنصور أستاذ الهندسة الكيميائية والتصنيع الدوائي في الأردن، دكتور عوض السلام عليكم

الدكتور عوض: وعليكم السلام ورحمة الله

المقدم: دكتور أنت لك حوالي 91 اختراع بعضه مسجل وأجريت دراسة على الغرقد أرجو من الخرج أن يضع صورة الغرقد وثمار الغرقد سواء الغرقد العادي أو الإكليلي حتى، يعني هذا الشجر الغرقد ما تركيبه الكيماوي ما اسمه العلمي؟

الدكتور عوض: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أولا أريد أن أعلق على كلام الدكتور

المقدم: دكتور لأن نحن معنا فقط خمس دقائق، ندخل في الناحية العلمية إذا تكرمت سريعاً

الدكتور عوض: أريد أن أقول هذا الحديث من حيث المتن وما ذنب الغرقد فأنا أقول وما ذنب الخنزير حتى يحرم، العلة غير مرتبطة هنا

المقدم: هو سأل عن الغاية دكتور

الدكتور عوض: بالنسبة لليهود الآن هم يدرسون دراسة دقيقة ونحن نعلم أن اليهود هم أجبن خلق الله في الأرض ومنذ الزمن الأول واليهود يحتمون

المقدم: دكتور عوض اسمح لي، أنا سألتك من الناحية العلمية إذا تكرمت، كان في غيرك وحكينا من الناحية الشرعية

الدكتور عوض: سآتيكم من الناحية العلمية الآن

المقدم: بس ما معنا وقت كافي

الدكتور عوض: اليهود يحتمون بمسالتين أولا يحتمون بالقرى المحصنة والجدار العازل شاهد، والغرقد وكما ورد في النص فإن الغرقد هي شجرة شديدة التشابك وشوكية وتصنف على في عالم النبات بأنها ليس لها فوائد نباتية كثيرة، هذا جانب والجانب الآخر هم يحتمون بالآخرين ليقاتلوا نيابة عنهم، والغرقد بالنسبة للتصنيفات تعتبر نبتة شوكية، وأنا ذهبت إلى حيفا في عام 82 وجدت أن عدد من البيوت تزرع هذا النبات وهناك دراسات كثيرة لليهود حول هذا النبات وفوائد هذا النبات ومنها مسالة الحماية مع أنها تزرع في غير مكانها، في الأصل هي تزرع في الباكستان وتركيا وأفغانستان وغيرها

المقدم: طيب دكتور أنت شاهدته بنفسك في فلسطين والدكتور عبد الجبار عاش سبابه وطفولته في فلسطين

الدكتور عوض: جامعة العلوم والتكنولوجيا

المقدم: في شمال الأردن

الدكتور عوض: لا، العلوم والتكنولوجيا في فلسطين في حيفا، هناك يوجد وأنا دخلت إلى المكتبة هناك يوجد عدد كبير من شجر الغرقد هناك في الجامعة نفسها، واليهود يجرون البحث، الغرقد ورد عندهم في النص أو أن بعد أن ذكره النبي صلى الله عليه وسلم أخذوا يتخوفون

المقدم: دكتور أنا مازلت في سؤالي الأول وأنت طرحت جملة من القضايا الهامة ولكن نريد أن نعرف الاسم العلمي هل هو النتريليا هل هناك له أنواع ما هو تركيبته الكيماوية، أنت أجريت أبحاث على هذا النبات

الدكتور عوض: له ثلاث أنواع ومنه المفيد جدا الذي يفيد حوالي أربعين مرض، وله نوع يعد ساماً علمياً، وهو شجر شديد التشابك أي يمكن الاختباء خلفه تختلف عن باقي النباتات

المقدم: طيب والثمار دكتور؟

الدكتور عوض: الثمار يمكن الاستفادة منها لحماية الكلى والكبد والبواسير، وأنا أجريت عليها الأبحاث وكانت فعالة جداً

المقدم: طيب شكرا لك دكتور عوض منصور أستاذ الهندسة الكيميائية والتصنيع الدوائي، دكتور عبد الجبار هل يجوز الاستفادة طبياً من شجرة الغرقد؟

الضيف: اسمح لي قبل أن أحكي في جواز الاستفادة أنا أود أن أؤكد على مسألة مهمة أرجوا أن تكون واضحة تماما، قولنا أن الزيادة إلا شجر الغرقد فغنه من شجر اليهود، قولنا أن هذه الزيادة ضعيفة، مرة أخرى هذا لا ينفي فكرة أن المسلمين سيقاتلون اليهود، الحديث صحيح

المقدم: جميل

الضيف: ولا ينفي أن الشجر والحجر سيدل على مكان اليهود ويدعو المسلمين عباد الله أن يقتلوا اليهود وبالتالي أنا أقول أن كل الشجر والحجر سيقول يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله، بما فيه شجر الغرقد أرجوا أن لا، لأن ردود فعل الأخوة أوضح أن أنا بدي أضعف الرواية، أبداً هذا ليس وارداً، أنا أقول لا استثناء كل الشجر والحجر سيقول يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله، ثم يا أخي إذا كان شجر الغرقد ميزته أنه متشابك ويخفي وراءه فاحجر يخفي أكثر من أي شيء آخر، وهنا الدكتور يذكر لنا فوائد طبية للغرقد، أنا تقديري مرة أخرى أن زيادة الغرقد ليست صحيحة وبالتالي سيقتل اليهود

المقدم: سنأتي إلى هذا

الضيف: هل يجوز أن نستفيد منه، أنا في تقديري لا أرى بأس في هذا، وكونه سيحمي اليهود فهذا لا يمنع أن نستفاد منه، لأن هذا من باب الخبر، وأخبار وأمارات الساعة كما هو معلوم لا يبنى عليها أحكام

المقدم: جميل، جزاك الله خيراً نتابع معك بعد فاصل قصير

مشاهدينا فاصل قصير ونعود إليكم إن شاء الله                           

أهلا بكم من جديد مشاهدينا نعود إلى الدكتور عبد الجبار أمين عام هيئة علماء فلسطين في الخارج، دكتور في نفس موضوع الغرقد وما ورد من رأيين رأيك أنت والدكتور شرف القضاة حول ثبوت هذه اللفظة في رواية الحديث أو في الرواية هذه على الأقل، أنت ترى عدم صحة وجود لفظة الغرقد، لماذا هذا الحديث إذا سألنا سؤال آخر وقد يكون في صفك هذا السؤال، ما الغاية من الاختباء وراء الغرقد وما الغاية من الاختباء أصلاً؟

الضيف: ولهذا أنا ذكرت في مقدمة بحثي أن مثار السؤال في ذهني الذي انطلقت منه في البحث في هذه الرواية هو هذا الإشكال، هل الغاية أن يقتل اليهود أو أن يحمى اليهود ويحافظ عليهم ولهذا قلت أن الزيادة فيه نوع من المخالفة، الحديث يبشرنا أن المسلمون سيقتلون اليهود وسيعينهم على ذلك كل شيء حتى الحجر والشجر وهذا اليهودي مهزوم حتى أنه يختفي وراء كل حجر ووراء كل شجر، وهذا اليهودي سيتعرض للقتل والهزيمة من المسلمين وحتى من الشجر والحجر، هذا جوهر الرواية الصحيحة وهذا هو الصحيح وكل الحجر والشجر، وكل الشجر والحجر في ضوء فهمي يدل على اليهود، لأن لا معنى أن يجي اليهود، طيب لو طرحنا التساؤل بصورة أخرى، إذا كان الغرقد سيحمي اليهود في النتيجة هل سيقتلوا أم لن يقتلوا، المفروض أن الرواية تشير لنا وكما أشارت غيرها من الروايات أن السميح عليه السلام سيقتل اليهود، هو وأتباعه من المؤمنين المسلمين سيقتلون الدجال وأتباعه من اليهود، إذن ما الغاية من حمايته من قبل الغرقد، ورود الغرقد في هذه الرواية وفي هذا السياق بصراحة غير منطقي ولا مبرر لأن السند كما قلت فيه إشكال

المقدم: طيب نأتي إلى محور آخر، لأن الغرقد أخذ أكبر جزء في هذه الحلقة، ولكن محورها الرئيسي مقاتلة اليهود على أرض فلسطين، لكن بما أنك ذكرت موضوع الحجر والحديث ذكر موضوع الحجر، من وراء الحجر والشجر، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر، ما قيمة الحجر، يعني من وراء جدر، ما قيمة الحجر في الزاوية التي يأخذها في قضيتنا الفلسطينية؟

الضيف: العلماء حين شرحوا هذا الحديث قالوا إما أن يحمل الأمر على أنه مجازي بمعنى أن اليهود حيثما اختبؤا سيجدهم الناس ولن يحميهم اختباءهم خلف الشجر والحجر وقالوا وإما على الحقيقة بحيث أن الحجر والشجر ينطقان وهذا ما رجحه ابن حجر وغيره الحقيقة وغيره، وقالوا أن هذا من علامات النبوة أن الشجر والحجر ينطق حقيقة فيدل

المقدم: ينطق حقيقة

الضيف: ينطق حقيقة كما قال أجمع الحديث وهذا هو الأولى فالأصل أن نحمل الحديث على الحقيقة ولا نصرفه إلى المجازي إلا إذا اقتضى النص ذلك أو صرفه صارف عن ظاهره، فلا داعي لهذا الصرف فلا مانع أن ينطق الحجر والشجر وبالتالي الشجر والحجر وكل شيء كل ما يستطيع المسلم أن يوجهه في مواجهة هؤلاء الأعداء الصهاينة عليه أن يوظفه وعليه أن يواجه به هؤلاء الأعداء

المقدم: وبالتالي اليهود يوظفون المستوطنات والحجر والجدران الفاصلة

الضيف: هم يوظفون كل شيء

المقدم: وهل يوظفون الغرقد أيضاً؟

الضيف: يوظفون كل شيء يوظفون الحجر ويوظفون الشجر

المقدم: أقصد الغرقد هل يوظف الآن فعلاً؟

الضيف: إذا صح أن ما نسميه الغرقد هو الغرقد وأنا لدي تحفظ في التسمية لأن في المناسبة في التوراة لم ترد كلمة الغرقد، وزعم البعض أنها وردت بلفظة العوسج في التوراة في القضاء في سفر القضاء في السفر التاسع وأنا رجعت لها في الحقيقة، وبالتالي هذا مثار إشكال آخر اليهود أخذوا الحديث النبوي وآمنوا به ثم بدؤوا يزرعون الغرقد ليحتموا به

المقدم: طيب، عموم الفساد كان في سورة الإسراء هل عموم التطهير سيكون في هذا الحديث؟

الضيف: هذا أجمل ما في النص فساد اليهود عام وشامل ومتكرر وسيقضى عليهم بصورة كاملة ربما يشارك في هذه المعركة كل شيء حتى الشجر والحجر، تطهير كامل، لن يبقى لهم أثر في فلسطين وستختم الحياة الدنيا قبل الساعة بزوال هؤلاء المفسدون زوالاً نهائياً لا يبقى فيه أثر بإذن الله تعالى

المقدم: طيب دكتور في روايات تذكر أنتم شرقي النهر وفي رواية أنتم شرقي الأردن والخطباء يخلطون وفي الإعلام أيضاً يخلطون بين الروايات مجتمعة، هذا الخلط عند الخطباء، أنتم شرقي النهر وهم غربيه هل هي صحيحة؟

الضيف: هذا وكما قلت بالضبط من خلط الروايات بعضها ببعض وهذا من الأخطاء الشائعة على ألسنة الوعاظ، هذا حديث آخر مختلف تماما وهو بالمناسبة يتحدث عن الدجال والرواية (لتقاتلن المشركين حتى تقتل بقيتكم الدجال ومن معه بالأردن أنتم شرقيه وهم غربيه) وفي بعض الروايات يقال يومئذ ما الأردن؟، هذا الحديث ضعيف وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة وغيره، وإن رأى البعض أنه صحيح كما هو معلوم، لكن سواء قبلنا التصحيح أو التضعيف فهو حديث آخر لا علاقة له بحديث لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعالى فاقتله، أنا أميل إلى القول بضعف الرواية الأخرى في الحقيقة لأن وفق أصول الحديث والقواعد الرواية ضعيفة ولكن لو أردنا أن نأخذ بصحتها

المقدم: دكتور أنا أعجبني في بداية الحلقة أنك ركزت على دورنا على ألأخذ بالأسباب ومن هنا أفتح موضوع الركون إلى الروايات وبمعنى أنه آت والأمور التي تعتمد على الرغبات في الدرجة الأولى ويأخذون من الحديث ما يشاءون أين يجب أن نكون نحن كبرامج مثل هذه البرامج وأنتم كهيئة ما المطلوب لتوضيح ذلك عملياً، لا يكفي أن نقول لكل الناس ابتعدوا عن النبوءات فقط

الضيف: المسألة هنا

المقدم: حتى عند الخطباء

الضيف: هذا يقتضي منهجية بغاية الأهمية، ولهذا أنا ذكرت في معرض حديثي أن أخبار الساعة وأحاديث الساعة وأحاديث الفتن، أخبار كما نص على هذا الإمام النووي وغيره، أخبار لا ينبني عليها أحكام فنقول حلال أو حرام ولذلك لا يجوز أن نأتي ونقول حلال استنادا على كذا، يعني مثلا حلال أن تلد الأمة ربتها أو حرام أن تلد الأمة ربتها كما ورد في أخبار الساعة، حلال أن يصدق الكاذب وإلى آخره، الجمهور على هذا، الفكرة أين تكمن، كما قال حذيفة رضي الله عنه، كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير إلا أنا كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فمنهج الصحابة كانت قائمة على الأخذ بالأسباب فحتى لو كانت الفتنة ستدركنا فنحن مدعون شرعاً للأخذ بالأسباب وبذل غاية الجهد لمواجهة هذه الفتن ولا يجوز أن نبقى جالسين مستسلمين ننتظر أن تصيبنا الفتن ثم يقضي الله أمرا كان مفعولاً، الله سيحاسبنا على أخذنا بالأسباب فالمعركة مع اليهود لا يجوز أن تهمل تحت ذريعة انتظار هذه الأمارة أو تلك لا في الأحاديث ولا في الآيات الله سبحانه وتعالى يكلفنا أن نأخذ بالأسباب في المعركة وهذه المعركة محتدمة وهذا فصل من فصولها، نحن مكلفون بأن نأخذ بالأسباب

المقدم: طيب الأخذ بالأسباب أحداها الأسباب التي ذكرتها سورة الإسراء والتي ذكرها الحديث، الحديث قال يا مسلم يا عبد الله، وسورة الإسراء قالت عباد لنا وهنا التركيز على العبودية، ما هي شروط من سيقاتل اليهود من زاوية، والشروط أثبتت أن الذين سيقاتلوا اليهود ويحققوا التحرير تتمثل فيهم هذه الشروط

الضيف: شوف دكتور المعركة مع اليهود بل على ساحة فلسطين على اليهود وغير اليهود عبر التاريخ لم تكن تحسم سابقا إلا عبر عباد لنا، بدأ من قيادة عمر رضي الله عنه للفتح العمري

المقدم: أليس قبل ذلك داود عليه السلام؟

الضيف: وحتى داود عليه السلام وهو نبي الله والذين آمنوا معه، الذين قالوا كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة إلى صلاح الدين وجيل النصر الذي شكله وصنعه صلاح الدين إلى ما نراه اليوم من إقبال أهلنا في كل فلسطين في الداخل والخارج على العودة إلى الدين والارتباط بجذورهم الإسلامية ودور العقيدة والدين في المعركة، وفي الحقيقة ما شعرت إسرائيل بالخطر إلا عندما عادت العقيدة والدين وأصبح الناس يستندون إلى الإسلام في رؤيتهم لهذه المواجهة وبنو إسرائيل يعلمون هذا جيدا، والحديث يؤكد كما أكدت الآيات أن عباد الله الذين يستحقون هذا الوصف المسلمون عباد الله،  الذين تنطبق عليهم أوصاف العبودية لله، ثمة مسلمون بالاسم يدعون الإسلام ولا تنطبق عليهم أوصاف العبودية ليسوا المقصودين بهذه الرواية، الرواية تؤكد أن نوع خاص من المسلمين الذين كانوا خلص لله سبحانه وتعالى هم الذين يحسمون المعركة

المقدم: طيب على الأرض الآن هناك من يقاوم من الفصائل الفلسطينية وأضيف لهم خارج فلسطين ربما يتشكلون في رحم الغيب قريباً ربما، هناك دور لناس لا يرفعون شعار يا مسلم يا عبد الله وربما يقولون أننا سنحرر فلسطين، يعني هناك ربما في رحم الأمة وما زال بعض الأفكار القومية والأممية وغير ذلك، فأين هم من النص الذي اشترطه الحديث يا مسلم يا عبد الله؟

الضيف: أولا نحن هنا نتحدث عن قضية الغالبية وحتى صلاح الدين رحمه الله استعان بالمسيحي عيسى العوام في المعركة كما هو معلوم، نحن نرحب بكل جهد في مواجهة هؤلاء الأعداء الصهاينة ونؤكد على كل دور سواء مما كان يوصف بالعبودية لله أو غير مسلم إذا كان نصرانيا أو نحو ذلك فهؤلاء جميعا لهم دور في المواجهة وهو مطلوب ولكن الحديث يتحدث عن غالبية من يواجه ومن يحسم ويحصد

المقدم: غالبية

الضيف: نعم الغالبية وهذا لا ينفي وجود العناصر الأخرى بالمناسبة

المقدم: سؤالي الأخير، هل اقترب هذا الوعد الحق، هل هو في زماننا مرة أخرى، يعني هل هناك مبشرات على الأرض تنبأ بهذا بالإضافة إلى هذه النصوص؟

الضيف: أنا موقن أن نصرنا على أعدائنا الصهاينة بات قريبا ووشيكاً

المقدم: الصهاينة، واليهود؟

الضيف: المحتلين لفلسطين

المقدم: ربما يعود اليهود مرة أخرى يعني؟

الضيف: لكن ليس بالضرورة أن تكون هذه هي المعركة الأخيرة ولكن هذه المعركة حسمها قريب بإذن الله ونصرنا على اليهود في غاية القرب في ضوء ما نراه من مبشرات في عالمنا العربي والإسلامي وهذا الموضوع فيه تفصيل طويل، الدولة تتآكل من الداخل

المقدم: طيب، الدكتور عبد الجبار سعيد الأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج والأستاذ المشارك في الحديث في جامعة قطر نشكره باسمكم جميعا مشاهدينا وباسم فريق البرنامج أيضاً نشكركم أنتم وإلى اللقاء في حلقة قادمة هذه تحيات فريق البرنامج دمتم في أمان الله والسلام عليكم.