الضيف: د. نماء البنا – الاستاذ المشارك في الحديث النبوي في الجامعة الأردنية.
المقدم: د. عمر الجيوسي
تاريخ الحلقة: 13/7/2012م
https://www.youtube.com/watch?v=n3vWp8jkCJo
المقدم: السلام عليكم ورحمة الله مشاهدينا الأحبة في كل مكان، في حلقة اليوم سنناقش حادثةً عجيبة، حبست بها الشمس مدة معينة “ليوشع” حتى يتمكن من إنفاذ أمر الله كما جاء في الحديث، ” إن الشمس لم تحبس لبشرٍ إلى ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس “.
يقول الشيخ الألباني رحمه الله: ” وجلت القول أنه لا يصح في حبس الشمس أو ردها شيء إلى هذا الحديث الصحيح، لكن لماذا تتوقف الشمس ليوشع ولبيت المقدس؟ وهل يوشع هو فتى موسى عليه السلام أم هو نبي؟ وهل حبس الشمس في هذا الحديث يقاس على طلوع الشمس من مغربها في آخر الزمان واعتبار ذلك حدثاً غير فلكي ولا يتبع سنن الكون أبداً؟ ما هو تفسير العلم لخرق الظواهر الطبيعية كما حصل في نار إبراهيم وسكين إسماعيل وعصا موسى وشق البحر ونبع الماء من اصابع النبي صلى الله عليه وسلم وكما يحصل الآن مع بعض المجاهدين؟
مشاهدينا هل تفسر الخوارق بالإعجاز العلمي؟ ما معنى حبس الشمس في هذا الحديث وما هي الكارثة التي نتخيلها لو حصل في مجموعتنا الشمسية مثل هذا التوقف – توقف كائن عملاق عن الجري – .
مشاهدينا من خلال تقرير مصور سنعرضه ثم نستضيف باحثاً فلكياً هو الأستاذ هاني الضليع – عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة والحاصل على ماجستير الفيزياء الفلكية، أم من الزاوية الحديثية فمعنا عنا في الاستديو الاستاذ المشارك في الحديث النبوي الدكتورة نماء البنا، أهلاً بك دكتورة نماء.
الضيف1: أهلاً بكم
المقدم: سنبدأ مشاهدينا من خلال الحديث الشريف التالي: ” عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس “. ( رواه أحمد بن حنبل )
دكتورة نماء يوشع يريد فتح بيت المقدس، تحدث معجزة، تتوقف الشمس عن الجري أو الدوران، فمن الزاوية الحديثية نود أن يكون الحوار من زاوية حديثية لهذا الحديث الذي فيه غرائب وخوارق تكاد تكون معجزة وإن كانت المعجزة لنبي، ونريد أن نعرف لاحقاً هل يوشع نبي أو لا، فجو الحديث الذي تشعرين به والذي قيل به من النبي صلى الله عليه وسلم.
الضيف1: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أشكر بدايةً قناة القدس والعاملين عليها وأشكر حضرتك دكتور عمر على هذا المجهود الرائع وأشكر أهلنا في الداخل والثمانية وأربعين وإخواننا وأخواتنا المسلمات الذين يؤيدون هذه القضية الفلسطينية، حقيقة أنا أقدر تماماً حرص هذا البرنامج على إظهار صورة فلسطين في الكتاب والسنة وهو شيء رائع حقيقة، لكن بطبيعة الحال في القرآن الكريم والسنة المشرفة هناك مادة دسمة لبيت المقدس ويبدو أنني بحاجة في البداية أن أنوه أن هناك أحاديث صحيحة وأن هناك أحاديث أقل منها صحة وأن هناك ضعيفة وأن هناك أحاديث موضوعة، الحديث الصحيح الذي ثبت والذي صح عند البخاري ومسلم ليس فيه لا ليوشع ولا لبيت المقدس
المقدم مقاطعاً: لما قلت دكتورة أن الألباني قال أنه حديث صحيح هو يقصد رواية البخاري.
الضيف1: لا هو يقصد رواية أحمد لأنه تابع لابن حجر وصححه الإسناد وهذه ملحوظة حديثية دقيقة من ابن حجر لأنه صحح الإسناد رواية يوشع – لم تحبس الشمس الا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس – فهو أصح للإسناد، لكن دعني أرجع للرواية الأصلية حتى يعلم المشاهد أن هناك رواية حقيقية صحيحة، فالحديث الصحيح الذي يعتمد علمياً عند البخاري ومسلم هو الحديث المروي في البخاري ومسلم والمتفق عليه ولا يوجد فيه ذكر لا لاسم النبي ولا لاسم المكان يعني لا لاسم النبي الذي سار ولا لاسم الارض التي ذهب ليحررها، يقول البخاري ” غزى نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها، فما وقفت عليه لا يوجد به ذكر لا لاسم النبي الذي سار ولا لاسم المكان الذي سيدخله هذا النبي، فهذا نؤمن به عقيدة وإيماناً، نأتي لرواية أحمد بن حنبل والتي هي موضوع هذه الحلقة – مسير يوشع عليه السلام إلى بيت المقدس – الإسناد حسن لكن عندما نقول أن الإسناد حسن فهذا لا يعني أن الحديث حسن لأن الحديث مكون م إسناد ومتن والمشكلة حقيقة هي في المتن لأن هناك إسناد آخر جاء في متن آخر ولعل حضرتك وقفت عليه أن كعب الأحبار سأل أبا هريرة هل أخبركم النبي صلى الله عليه وسلم باسم النبي؟ قال: لا، فالسؤال هنا كيف يروي أبو هريرة الحديث الأول دون ذكر للاسم ثم بعد ذلك تأتي رواية أحمد يرويها أبو هريرة أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم تحبس الشمس إلى ليوشع هذا معناه أن فيه تصحيح في الاسم فكيف يجيب أبو هريرة كعباً أنه لم يذكر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم الاسم فقال كعب هو يوشع.
المقدم: إذاً لماذا يقول ابن حجر في فتح الباري أنه يوشع عندما شرح الحديث؟
الضيف1: بناءً على الإسناد لأن الشرح يتساهل فيه الشراح أكثر من النصوص فنحن نتكلم الآن عن النص، والجزئية الثانية أن كعب سأل مرة أخرى أبو هريرة هل سألكم عن الأرض التي سيدخلها؟ قال: لا، إذن المتنين فيهما نوع من الاختلاف دعنا نقول وأرجح أنا حديثياً أن السند حسن إلى أن الروية الصحيحة هل التي لا يوجد فيها تصريح لا لاسم يوشع ولا لاسم الأرض التي دخلها، ودعني أبتعد قليلاً وأقول لم أجد في صريح السنة والقرآن ما يدل ويثبت تلك الفترة دخلوا أرض فلسطين.
المقدم: في أي فترة ؟
الضيف1: في فترة موسى عليه السلام بعد التيه فنحن نتكلم عن يوشع فالروايات كلها تقول يوشع عليه السلام أو الرواية التي عند الامام احمد تقول أن يوشع سار بعد موسى إلى بيت المقدس، لم يستطيعوا أن يدخلوها مع هارون عليه السلام لأنه توفاه الله لم يستطيعوا أن يدخلوها مع موسى عليه السلام فقاده نبي من الأنبياء اسمه يوشع إذن اسم يوشع لم يأتي إلى من التوراة.
المقدم: أنت ذهبت بعيداً وأنا أريد أن أذهب أيضاً أبعد، هل يوجد في البخاري إسرائيليات طالما قيل هذا الحديث في زمن الإسرائيليات ؟
الضيف1: لا هو لم يقال هذا الحديث في زمن الإسرائيليات فالحديث هذا بعد وفات الرسول عليه الصلاة والسلام لأن كعب لم يسلم إلا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان في اليمن ثم جاء إلى المدينة.
المقدم: هل هناك خوف من وجود اسرائيليات في أحاديث البخاري ؟
الضيف1: لا يوجد خوف لهذا أنا قلت الرواية التي نعتمدها رواية البخاري ” غزى نبي من الأنبياء … “، ودعني أوضح قضية ممكن أن تهم المشاهدين هو أن ليس كل حديث يتناول بني إسرائيل هو إسرائيليات فهناك فرق بين الحديث الذي يذكره الرسول عليه السلام وعن موسى عليه السلام وعن قومه أو عن بيني إسرائيل هو يتكلم عن بني إسرائيل لكنه قطعاً ليس إسرائيليات فهو حديث نبوي مرفوع، أما الإسرائيليات هي ما استمدت منه المعلومة من الكتب السماوية السابقة أو من المقدسات السابقة، فأطمئن المشاهدين أنه لا يوجد في صحيح البخاري أي حديث من الإسرائيليات، فأعلم أن هناك من بني جلدتنا لهم غيرة على الإسلام يقولون أن في البخاري أحاديث من الإسرائيليات، أقول أخطئوا وأساءوا الفهم لبعض منهجية البخاري في طرح الأحاديث وأخطئوا في فهم الفروق الدقيقة التي لا يدركها إلى المتخصص في العلم الحديثي في الفرق بين المعلقات وبين الموصولات فهناك منهج خاص للبخاري.
المقدم: كي لا يظن بعض المشاهدين أننا متخصصون في علم الحديث نريد أن نذهب للواقع، فكيف تربط الدكتورة نماء بما قرأت في هذا الموضوع بين حدوث هذا الشيء الخارق سواء كان ليوشع أو لغيرة يجري على أرض فلسطين حين تسد كل الطرق إلا طريق السماء ؟
الضيف1: القضية هنا فالحديث المتفق عليه صحة بين البخاري ومسلم أثبت أن هناك خارقة طبيعية حصلت لنبي من الأنبياء هو ولجيشه عندما سار لفتح بلد من البلدان، اما أريد أن أقوله هو أن الله عز وجل لم يؤيد أمة من الأمم بخوارق العادات طالما هي مقصرة في حد ذاتها، فدائماً التأييد بالخوارق يأتي بعد الأخذ بكل الأسباب الممكنة، فهذا نبي وجه قومة أن لا يتبعه أحد له اهتمام بالدنيا ووجه قومه أن لا يخرج معه في هذا الجيش لا زال لديه تعلق بالدنيا سواء كان عن طريق زواج او مال وكان إنجاب الدواب عندهم يعتبر رأس مالهم .. الى أخر الحديث ، بمعنى أني أريد خيرة الخيرة من هذه الفئة المؤمنة أن تخرج معي ثم بعد ذلك تخلص نيتها إلى الله عز وجل فإذا وصلوا إلى قطف الثمرة وواجهتهم مشكلة بقطفها طلب من الله عز وجل العون فأمده الله به، فهذا قطعاً يحدث معنا جميعاً في كل الأماكن والأزمان.
المقدم: إذا أخذنا مثال ذكره المركز الفلسطيني للإعلام لأبو هنود في فلسطين ” حين كان أثناء مطاردة وخلفه جنود من الاحتلال الصهيوني فما وجد أمامه إلا ظل شجرة فوقف فيه فمر عنه الجنود حتى أن أحد الجنود دعس على رجله ومع ذلك استطاع ان ينجى منهم ” فهل لهذه القصة علاقة مع الخوارق؟
الضيف1: طبعاً فسيرة الشهيد محمود فخورة جداً هو إنسان مخلص لله تعالى ولا نزكي على الله أحدا ونسأل الله عز وجل أن يتقبله في الشهداء، بذل كل ما يستطيع من جهد فلا أستبعد أبداً أن يكرمه الله عز وجل بأن يخفيه عن أعين الصهاينة، وهناك زينب الغزالي في مذكراتها ذكرت بأنه عندما أدخلوا عليها كلباً في زنزانتها تكلمت مع الكلب وقالت أنك مأمور من الله عز وجل أن لا تقترب مني فلم يقترب منها.
المقدم: هذا موجود في كتاب من حياتي.
الضيف1: فأريد أن أقول أنه حتى نحن قد تحدث معنا في كثير من الأحيان مثل هذه المسائل لكن يتكتم عنها الانسان خوفاً من الرياء أو كبر أو غرور لكن تحدث معنا في كل الأحول لان من أخلص لله عز وجل وأخذ بالأسباب وقدم كل الأسباب لنصر الله عز وجل بالتأكيد أن الله عز وجل سيهيئ له كل الكون ويسخره له.
المقدم: يوشع هل هو نبي طالما أن القرآن الكريم لم يذكره ولكن الإسرائيليات تقول أنه نبي وكذلك بعض الشراح ؟
الضيف1: التوراة لم تؤمن بنبي بعد موسى إلى بيوشع، منهجنا في هذا وضعه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم” لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم” فنحن نؤمن بأن موسى نبي نعم لأن نصوصنا الإسلامية أثبتت أن سيدنا موسى نبي، ونحن نؤمن بأن سيدنا عيسى عليه السلام رسول نبي نعم وليس لأنه ذكر في الإنجيل ولكن لأن نصوصنا الإسلامية من قرآن وسنة أثبتت أن عيسى عليه السلام رسول نبي نعم ليس لأنه ذكر في الإنجيل ولكن لأن نصوصنا الإسلامية في الكتاب والسنة أثبتت أن عيسى عليه السلام رسول ونبي، يوشع ورد ذكره في التورة ولم يرد ذكره في القرآن أو في السنة فنحن نقف لا نقول كذب ولا نقول صدق كما قال الرسول عليه السلام “لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم” في هذه الجزئيات، إذاَ موقفنا من روايات أو ما يأتينا من أهل الكتاب واضح بأنه ما كان لدينا دليل من نصوصنا الاسلامية الواضحة الصحيحة يؤيده صدقناه وما وجد لدينا من نصوصنا يكذبه كذبناه وما لا نملك تصديقاً أو تكذيباَ نقف ونقول لا نصدق ولا نكذب إذاً أؤمن بأن هناك نبي صار معه هذه الحادثة ويجب علينا أن يؤمن بهذا أما هل أؤمن بأنه هو النبي يوشع فأقول أنها معلومة فلعله كان ولعله لم يكن.
المقدم: أهل الكتاب يكاد يجمعون على أنه نبي ولكن السامرة لا يؤمنون بنبوة أحد بعد موسى إلا يوشع، فلو جئنا إلى بني إسرائيل بعد أن ذكرت تيه بني إسرائيل، فحرص يوشع وحرص موسى عليه السلام على دخول فلسطين وحرص النبي عليه السلام بربط أحاديثه بفلسطين ؟
الضيف1: فلسطين عقيدة فهي ليست مكاناً جغرافياً فقط وهي ليست حقبة تاريخية فقط فهي بالنسبة للمسلم عقيدة، ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم ربط وكل من جاء بعد الرسول عليه السلام ربط وكل من يحتل دول المسلمين يحرص على احتلال فلسطين بالذات لأنه يعلم أنها ثروة للأمة الاسلامية، فحرص سيدنا موسى عليه السلام لأنه نبي مرسل فالرسالة التي أنزلت عليه هي ذات الرسالة التي أنزلت على سيدنا محمد عليه السلام كعقيدة، فجزء من عقيدة موسى عليه السلام فلسطين وجزء من عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم .
المقدم: لماذا منع موسى عليه السلام من دخول الأرض المقدسة ؟
الضيف1: لم يمنع موسى عليه السلام وإنما منع قومه لضلالهم ولعصيانهم من دخولها، وهكذا الأمم فتكافئ الأمة المتعبدة لله عز وجل بأن تكون فلسطين أو بيت المقدس في محضنها وتعاقب بالمقابل الأمة التي تبتعد عن نهج الله عز وجل بخروج أرض بيت المقدس من أيديها.
المقدم: أهلاً بكم مشاهدينا مرة أخرى ونذهب لنرى هذا التقرير المصور لنرى هل يمكن للشمس أن تتوقف لبشر أو نبي وهل هذا يعتبر أن له تفسير فلكي، نشاهد التقرير معاً ثم سيكون معنا باحث فلكي، فلنشاهد معاً.
التقرير المصور: تحتوي مجرتنا على حوالي مائتين مليار نجم ولها أنظمة كوكبية بالمليارات، مجرتنا درب التبانة فيها ملايين النجوم، نظامنا الشمسي ليس الوحيد في مجرة درب التبانة وشمسنا إحدى هذه النجوم، نعمة عظيمة من الخالق أن كواكبنا منتظمة، ماذا لو ارتطم كوكب أو نجم بالشمس ؟ ماذا لو توقفت الشمس في فلكها فجأة ؟ هذا الكائن العملاق الذي يفوق حجمه حجم الأرض بمائة وتسعة ملايين ضعف، كيف تتوقف هذه الشمس العلاقة عن الجري من أجل بشر أو نبي ؟
المقدم: إذن بعد أن شاهدنا هذا الجرم العملاق وهذه الشمس الكائن الذي تتعلق به كل مجموعتنا الشمسية وفي هذه الكوكبة من الكواكب وفي حياتنا بتفاصيلها، نستضيف الأستاذ الباحث الفلكي هاني الضليع وهو الحاصل على ماجستير الفيزياء الفلكية، أستاذ هاني السلام عليكم.
الضيف2: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المقدم: لو دخلنا مباشرة في حدث حصل سنة 2003 حين ظن الفلكيون ورسموا سيناريوهات حينما طلعت الشمس من مغربها على كوكب المريخ، فهذا شيء لا يحدث كل ستين ألف سنة كما يقول بعض الفلكيون، فهل هذا يتبع قوانين فلكية أم أنه حدث غير فلكي وخصوصاً إذا ربطناه بالحديث الذي اعتمدنا عليه حينما وقفت الشمس لنبي من الأنبياء سواء كان يوشع أو غيره، فكيف نفسر هذا فلكياً ؟
الضيف2: جزاك الله خير، لكن يمكن اضافة الجزء الأخير أو جزء آخر على السؤال وهو هل هي إشاعة أم أن ذلك لم يحدث بالنسبة لقضية المريخ ؟
فقضية المريخ لم يحدث عليها من هذا الكلام أي شيء فكوكب المريخ أحد الذين تكلموا بهذا الموضوع قام بترجمة كلمة ومصطلح معين بطريقة خاطئة فظن أنها تقعقر دوران المريخ حول نفسه في حين أنها كانت تعني في الحركة بين النجوم وسبب عودته في الحركة بين النجوم هو أن الأرض أسرع من كوكب المريخ في مدارها حول الشمس فكأنك تركب سيارة وحين تتجاوز السيارة التي تجاورك يهيئ لك أن السيارة المجاورة تعود إلى الخلف فتسمى هذه الظاهرة تهيئ الكواكب والذين نقلوها عام 2003 ظنوا بأن الشمس ستشرق على كوكب المريخ من الغرب ولكن هذا الكلام غير صحيح، فلم تشرق الشمس على المريخ من الغرب ولم تغير المريخ من حركة دورانه إنما هي ترجمة خاطئة ولا زلنا نعاني كل سنة من أخطاء الترجمة وعلى كل حال إمكانية حصول ذلك ممكن فكوكب الزهرة يدور حول نفسه بعكس دوران الكواكب الأخرى حول نفسها فالزهرة التي تشرق الشمس من مغربها عليه مثلاً وممكن اعتبار كوكب بلوتو بسبب أن بداية تكون المجموعة الشمسية هناك نظرية تقول أن كوكب الزهرة تعرض لضربة فضائية قوية من جرم سماوي كبير أدى إلى عكس اتجاه دوران الكوكب، أو أنه قلب محور الزهرة مئة وثمانين درجة فأصبح الشمال جنوب والجنوب شمال فأصبحت الزهرة تدور بدلاً من الغرب الى الشرق اصبحت تدور من الشرق الى الغرب.
المقدم: نستوضح فقط فهل كوكب الزهرة يدور مع عقارب الساعة فهل هذا صحيح بسب أنه اصطدم فيه كوكب آخر مثلاً ؟
الضيف2: يدور مع عقارب الساعة بسبب النظرية التي تقول بأنه بجرم سماوي في بداية تشكل المجموعة الشمسية فهذا أفضل تفسير مقبول بين العلماء حتى الآن أما لم يشاهد أحد تلك الظاهرة في ذلك الوقت ولكن كل المجموعة الشمسية تدور بعكس عقارب الساعة الى كوكب الزهرة فيجب أن يكون هناك تفسير فيزيائي لهذه الظاهرة.
المقدم: أنت لم تقف على تفسير تقتنع به ؟
الضيف2: بالنسبة للزهرة نحن مقتنعون بالنظرية أنه جرم سماوي ولك أن يضربها جرم سماوي فهذا يؤدي إلى كارثة طبيعية تدمر على الأقل سطح الكوكب فالأرض تتباطأ في دورانها 1.4 في كل جزء من ألف جزء في كل مئة سنة فالتباطؤ ضئيل جداً جداً فإذا أردت أن أحسب كم سنة تحتاج حتى تقف الكرة الأرضية عن دورانها بهذا التباطؤ فنتكلم عن أكثر من ست مليارات سنة.
المقدم: كيف نربط هذا بحبس الشمس لنبي من الأنبياء إذا كان هذا التباطؤ يحتاج لست مليارات سنة ؟
الضيف2: إذن أنا مضطر للعودة للتعريف في الفرق بين المعجزة والإعجاز فالمعجزة أمر خارق يعطى أو يرسل على يد نبي كبرهان لقومه حتى يؤمنوا به أنه نبي وكدليل على نبوته والأمر الخارق وضعه رب الأمر الخارق الذي هو الله سبحانه وتعالى فيقول للأرض قفي دون أن تتأثر الكائنات الحية على سطح الأرض فتقف بأمر الله، فمثل الإسراء والمعراج مثلاً فهي معجزة وليست إعجاز علمي فنقول في الإسراء والمعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يصعد إلى السماء السابع ثم إلى سدرة المنتهى في ليلة واحدة في أقل من سويعات ساعتين أو ثلاث ثم يعود هذه مستحيلة لأنه أول نجم بعد الشمس إذا أردنا أن نسافر له بسرعة صاروخ وليس طائرة الذي تبلغ سرعته مئة ألف كيلو متر في الساعة أي ما يقارب المئة ضعف سرعة الطائرة فهذا أول نجم سأصله بعد خمسة وأربعين سنة فقط الوصول وإذا أردت أن أقطع السماوات فأنا أحتاج إلى مالا نهاية من الزمان، أما كيف صعد النبي هذه قوانين وضعها الله عز وجل فوضعها وأبطأها بطريقته وقدرته ثم ذهب النبي وعاد وأنا أرى أن قضية وقوف الشمس إذا صح حديث – حبست الشمس – كما ورد في روايات البخاري ومسلم.
الضيف1 مضيفة: إن الحديث صحيح ولا شك فيه.
الضيف2 مكملاً: فإن الله عز وجل يقول للشمس قفي فتقف ولكن إذا أردنا أن نبحث عن ذلك فيزيائياً فقضية قفي قضية تترتب عليها مشاكل كبيرة جداً فإذا وقفت الأرض فجأة فنتكلم عن سرعة الكرة الأرضية حول نفسها 1670كم فهذا يعني أن الرياح التي ستتحرك نتيجة سكون الكرة الأرضية أو وقوفها المفاجئ ستتحرك بهذه السرعة أي ما يعني أنه سيقتلع كل شيء على سطح الكرة الأرضية وستدمر الحياة في لحظة واحدة فمن حكمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل الغلاف الجوي يدور مع الأرض وإن لم يكن يدور مع الأرض معناه أن الحياة تستحيل على وجه الأرض، أما قضية المعجزة فأنا أؤمن بأن المعجزة للأنبياء هي معجزات خارقة لقدرات الإنسان ولا يمكن للإنسان أن يأتي بمثلها ولا يمكن أن نبحث عن آثار لها. فعندما أؤمن بأن انشقاق القمر حدث والذي هو من علامات القيامة فلا يمكن أن أبحث عن أثر له لأنه معجزة خارقة لا يمكن أن يأتي بشر بمثلها فعن ماذا أبحث عن شيء خارق؟ فهذا مستحيل وحتى لو أتينا مثلاً بعصا سيدنا موسى الآن وضربنا بها البحر لن تعطي النتيجة نفسها لأن كانت مسخرة لهذه المهمة بين يدي سيدنا موسى فقط وكذلك بقية معجزات الأنبياء، أما قضية أن تقف الشمس فهي تقف ولكن لم نبحث عن آثار لهذا الوقوف.
المقدم: شيء مثير للمشاهدين والمستمعين أنه كيف يمكن أن يستوعبوا هذا الشيء، فدكتورة نماء إن كان لك تعليق لأن الأستاذ هاني قال أنه يمكن طالما أنه أمر الله عز وجل ولكن لا يمكن أن نبحث عن الآثار المترتبة على ذلك ؟
الضيف1: هو أعتقد أنه يقصد ليس الآثار بل هو التعليل ففي أدواتنا الراهنة لا يمكن التعليل بها لكن بعض المعجزات قد يمكن تعليلها بعد انتهاء فترة زمنية أي بعد وجود تطور زمني معين أو تطور تقني معين، فمن المعجزات التي كانت للرسول عليه الصلاة والسلام أنه بعد الإسراء والمعراج عندما كذبته قريش يقول زوى لي الله الأرض فوصفته وكأنه أمامي وفي زمانهم كان هذا الشيء مذهل معجزة حقيقية، الآن يمكن أن نتخيله عبر الأقمار الصناعية فما هو موجود لدينا من التقنيات اليوم جعلت الأمر ممكن حقيقة، وبعض المعجزات التي حصلت مع الرسول عليه السلام وأقول هنا قد تكون بعد مضي فترات من الزمن ممكنه أي قد يخترع آله بكيفية معينة بحيث أنه لو ضغط على زر يقسم البحر قسمين ويفرق لكن في زمن موسى عليه السلام كانت معجزة.
المقدم: أستاذ هاني معنى الكلام أن نذهب معك إلى سؤال ما هو الفرق بين التفسير العلمي طالما الدكتورة تقول إذا توقف الزمن في ذلك الوقت فالحاجة لتلك المعجزة تكون لا تلزمنا ولكن يمكن فهمها بعد فترة، فهل كل اعجاز علمي هو تفسير علمي وليس العكس ؟
الضيف2: لذلك اريد أن أعلق إذا تكرمت على قضية الإعجاز العلمي والفرق بين الإعجاز والمعجزة فما تفضلت به الدكتورة هو تعريف الإعجاز العلمي الذي هو نص جاء به النبي صلى الله عليه وسلم سواء من الحديث النبوي أو من القرآن الكريم لم يكن بالإمكان الكشف عن صحته بذلك الزمان لقلة التقنيات والأدوات وكشفنا عنه بعد حين بسبب التقنيات وهذا ما نسميه الإعجاز العلمي، أما الآن أن أبحث عن كيفية تكلم الجذع أو كيف نبع الماء من بين أصابع النبي فهذا لو أبقى أبحث آلاف السنين لا يمكن تفسير هذا الكلام أما ما تناولته الدكتورة عن الجزئية في حادثة الإسراء والمعراج أن الله تعالى زوى للنبي الأرض فهذه نفسرها بالإعجاز العلمي فقضية رحلة الإسراء والمعراج هذه لا تفسر وهي خارقة لا يمكن لإنسان أن يأتي بها.
المقدم: استاذ هاني إذا كنت شاركت في مؤتمرات فيها غير مسلمين فكيف تناقشون هذه المسألة إذا كان لا يمكن تفسيرها فيزيائياَ ولا علمياً ؟
الضيف2: الخوارق لا نناقشها فنحن نناقش قضية ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوية ولم يمكن التأكد من صحتها بذلك الوقت مثلاً مسجد صنعاء عندما قال النبي عليه السلام: اجعلوه قبلتنا مسجد صنعاء بين الجبلين، ففي عام 2008م عند نزول خدمة الجوجل إرث أوصلنا خط بين الجبلين فأعطى عين القبلة مئة بالمئة فأتت باركن اليماني فمن أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بهذا، والتصاعد في السماء عندما ذكره القرآن الكريم ” فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ
فِي السَّمَاء ” سورة الانعام 125، ففي ذلك الوقت لم يكونوا يعرفوا البالونات ولا أقمار صناعية ولا مركبات فضاء ومع ذلك القرآن قال ” يجعل صدره ضيقاً حرجاً ” فاكتشفنا أنه كلما ارتفعنا انخفضت نسبة الأكسجين فيصبح الصدر ضيق حتى الاختناق وممكن أن تؤدي للوفاة، وكيف عرف سيدنا محمد عليه السلام أنه إذا تجاوزنا الغلاف الجوي تصبح الدنيا ظلمة الذي ذكره القرآن بالآية الكريمة ” وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ ” سورة الحجر 14-15، فهذه نصوص وردت في ذلك الوقت ولم يكن بالإمكان التأكد من صحتها فتأكدنا نحن من ذلك عندما أصبحت الوسائل ممكنة لدينا، فأقول أن الإعجاز العلمي أنه نص لم يكن بالإمكان التأكد منه والآن نحن بالوسائل الحديثة تأكدنا من تطابق ذلك النص مع الاكتشاف العلمي، أما المعجزة فيه شيء أعطاه الله للنبي تأييداً لنبوته ولا يمكن لبشر أن يأتي بمثله مثل ما تكرمتم ببعض الكرامات التي تعطى للأولياء فهي نوع من أنواع المعجزات، فكيف اختبأ صاحبنا ابو هنود في ظل الشجرة وسار من جنبه اليهود ولم يروه فكرامات كثيرة يعيطها الله لعباده، فكيف تفسر كرامة يعطيها الله للشهداء أو لأوليائه ببقاء جسمه دون تحلل أجسامهم فكيف لا يتحلل جسمه دون الناس الباقين فما الذي حما هذا الجسم عن التحلل دون غيره من الأجساد فهذه كرامة والكرامة لا تفسر، ومثلاً جسم فرعون بقاءه لغاية الآن معجزة ففيه آية للناس، فهناك أشياء ممكن أن أفسرها وهناك أشياء أخرى من المستحيل أن أفسرها حتى لو جاء كل العلماء فلا مجال لتفسيرها.
المقدم: نرجع استاذ هاني للنقطة البداية ففي حبس الشمس ليوشع أو لنبي من الانبياء كما جاء في رواية البخاري فأريد أن أسأل من الزاوية العلمية لك ومن الزاوية الحديثية للدكتورة، فكيف تفسر حبس الشمس وهل هذه المصطلحات كالجريان والحبس والدوران تدرسونها بعلم الفلك ؟
الضيف2: الجريان كما هو معلوم يتحدث عن حركة الكواكب والنجوم بأنها تجري كما قال تعالى: ” وكل في فلك يسبحون ” ” فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ” ” والشمس تجري لمستقر لها ” فالجريان هو الحركة السريعة وهذه من خصائص النجوم أما الدوران فأتكلم عن دوران الكرة الأرضية الأن حبس الشمس بالطريقة التي ذكرها الحديث هو وقوف الكرة الأرضية عن دورانها حول نفسها لأن الشمس ليس لها علاقة.
المقدم: لو توقفت الكرة الأرضية عن الدوران فجأة ماذا يحصل ؟
الضيف2: نحن لماذا نقول أن المعجزة من الصعب أن تبحث عن آثار لها لأني لا أستطيع أن أرى آثارها الفيزيائية لأنها معجزة خارقة وكما ذكرت إذا وقفت فيزيائياً فالكرة الأرضية ستدمر أما إذا وقفت بمعجزة وبأمر الله فلن نشعر بها أبداً لأن الله هو مسيرها فلن نحس بأن الكرة الأرضية قد توقفت ولا توقف الشمس لكن ما سبب توقف الشمس أكيد توقف الكرة الأرضية عن دورانها الآن هل توقفت الكرة الأرضية هل جمد الله عز وجل منظر الشمس أمامنا بحيث توقفت الشمس وبقيت أشعتها فنحن لا نعلم ؟
المقدم: الدكتورة نماء تريد أن تطرح عليك سؤال ؟
الضيف1: هل هناك تفسير علمي أستاذ هاني أن القرآن الكريم دائماً يعزو الجريان للشمس والأحاديث النبوية دائماً تعزي الجريان والوقوف والحبس للشمس وليس للكرة الأرضية ؟
الضيف1: هو الآن ذكرت الآية الكريمة التي تقول: ” فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ” وهي الكواكب .
الضيف2: نعم لكن في هذا الحديث سأل الله عز وجل أن تحبس الشمس فحبست الشمس وفي القرآن الكريم يقول: ” والشمس تجري لمستقرٍ لها ” وفي الحديث النبوي الشريف: ” أن الرسول عليه السلام خاطب أحد أصحابه قائلاً هل تعلم أين تذهب هذه الشمس ” فالإسناد كله للشمس ولا يوجد لدينا حديث أو آية تصرح أن الأرض التي يعيش عليها الأنبياء و الرسل السابقين والتي نعيش عليها الآن هي التي تأخذ هذا الفعل فهل هناك تفسير علمي أو مؤشرات أو فرضيات أو ما يفسر هذا ؟
الضيف2: جميل، ألم يأت القرآن ليخاطب عقول الناس في جميع الأزمنة والأمكنة، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الصحابة وقالوا: يا رسول الله ما بال الأهلة تبدو صغيرة ثم تكبر ” فنزل القرآن يذكر” يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس ” فل يجيب على سؤالهم بل جاوبهم على شيء يفيدهم بحياتهم، الآن لو قال سيدنا محمد عليه السلام في عصر لا يعلمون فيه أن الكرة الأرضية كوكب ولا أن الشمس نجم ولا أننا ندور حول نجم وأنه يوجد كواكب أخرى تدور حول هذا النجم ولو قال لهم أن الأرض هي التي تدور فيمكن أن تكون قضية التكذيب للنبي سهلة، فعلى سبيل المثال الإعجاز في الآية الكريمة ” إني رأيت أحد عشر كوكباً ” فقال إني رأيت أحد بالتنكير وبالتالي لو قال – إني رأيت الأحد عشر كوكباً – يقولون من أين أتيت بأحد عشر فنحن لا نعرف إلى خمسة، فدرجها القرآن بما يناسب العقول بما يناسب الأفهام في ذلك الوقت وفي كل زمان فنحن ننظر إلى الشمس فنراها هي التي تتحرك وهذا في الحركة الظاهرية ونقول هل سبب الحركة الظاهرية هو حقيقة حركة الشمس طبعاً لا فالشمس تجري ليس بسبب جريانها بحركتها الظاهرية التي هي الأرض – الليل والنهار – بل هي تجري حول مركز المجرة الجريان السريع جداً فنتكلم هنا عن اثنان وعشرون كيلو متر في الثانية أو أكثر من ذلك يعني سرعة هائلة جداً جداً وهذا هو الجريان بسرعة هائلة.
المقدم: لا بد أن لديك وجهة نظر في الحوار الذي جرى فما هي مداخلتك ؟
الضيف1: اريد أن أنوه للمشاهدين فقط نعم هناك فرق بين المعجزة والإعجاز ولكن علينا أن نكون جداً حريصين أن لا نتلقف أي نظرية أو فرضية تأتينا ونفسر فيها قضايا بما احتوته الآيات والأحاديث لئلا نقع في مطب أكبر بكثير من المطب الذي نخرج أنفسنا منه فلا ينبغي أن نفسر الآيات والأحاديث إلى على الحقائق العلمية وليس على الفرضيات وليس على النظريات.
المقدم: وربما يساعد في ذلك أن لا يكون هناك رأي فرد، وطالما الأستاذ عضو في هيئة عالمية وهيئة فلكية وكونه في مؤتمرات وهيئات تخرج في توصيات فيبدوا هذا الأفضل … وحتى لا نقع في مطب أكبر أيضاً هل مطلوب من امتنا وشعبنا الفلسطيني في جهاده ضد الاحتلال أن ينتظر مثل هذه المعجزات التي ذكرناها حتى يقوم بواجبه وألا يكون متواكلاً ؟
الضيف1: نحن سبب انهيار أمتنا وسبب ضعفها وسبب سقوطنا في هاوية التاريخ أننا باستمرار ننتظر معجزة ننتظر أمر من السماء خارق للعادة يخرج الأمة مما هي فيه ونغفل عن تاريخنا وعن سنن الله في الكون، إن لله عز وجل في الكون سنن لا تتغير ولا تتبدل، الأمة المعجزة هي التي تأتي لها المعجزة، الأمة التي أخذت بكل الأسباب المادية وبكل الأسباب الدينية وبكل أسباب التوكل هذه إذا رفعت أكفها إلى السماء يستجيب لها الله عز وجل وهذا مصداقه الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم أن هذا النبي بعد أن أخذ بكل الأسباب المادية وأخذ بكل الأسباب الإيمانية دعا الله عز وجل لنصرة دينه وليس لنصرة جيشه وليس لنصرة وطنه، وعلى إخوتنا في فلسطين أن يعلموا أنهم لا يجاهدون عن أرض فلسطين لأنها أرضهم بل لأنها عقيدتهم وهذا يجعل بالنتائج فرق كبير جداً، وعلى كل من ينتمي للحركة الجهادية أياً كانت خلفيتها الفكرية أن يدرك أنه يجاهد عن عقيدة وليس عن تراب ولد فيه أو نشأ فيه، وعلى الأمة الإسلامية أن تدرك أن جهادنا لفلسطين هو جهاد لعقيدة وليس جهاد لأرض وحتى الأرض لم تأخذ قدسيتها من مكانها الجغرافي ولا من ترابها ولا من مبانيها ولا من بشرها، بل أخذت قدسيتها من الله عز وجل إذن إيماننا بقدسية هذه الأرض نابع من إيماننا بالله عز وجل فعلينا أن نجاهد لاسترجاع هذه الأرض لأنها جزء من عقيدتنا مأخوذ منا وعلينا أن نستعيده.
المقدم: لو سألنا هذا السؤال لكل إنسان يعيش على أرض فلسطين ربما يسمع بقصة أو رأى حدث معين يدل على ما حصل مع القصة التي ذكرناها واستشهدنا فيها وضفنا في المداخلة أيضاً قصة أبو هنود، فهل هناك شواهد تدل على أن السنن الكونية هذه تخرق لأناس على أرض فلسطين ؟
الضيف1: على أرض فلسطين قطعاً وأنا لست مطلعاً عليها والأصل في الإنسان إذا حصلت معه مثل هذه الخوارق أن لا يتكلم ولهذا نحن لا ندرك ولا نعلم الكثير من القصص وأنا متأكدة أن هناك الكثير من القصص ولكن إذا رءاها أحدهم حدثت مع غيره تكلم بها وإن لم يره أحد فلسان هذا الصالح لا يتكلم لأن هذه الكرامة لا تأتي إلى لإنسان صالح فالأصل فيه أن لا يتكلم وهو في الغالب لا يتكلم، من لدن الأنبياء عليهم السلام إلى وقتنا هذا والصحابة رضوان الله عليهم ألم تحدث معهم خوارق .
المقدم: أريد أن أسأل هذا السؤال فكانوا لا يتكلمون بكراماتهم ؟
الضيف1: نعم الأصل أن لا يتكلم بها ولكن إذا رءاها غيرهم قد يتكلم بها لكن الأصل في الإنسان لا يتكلم ما يحصل معه من هذه الكرامات، فخبيب رضي الله عنه عندما جاءه قطف العنب في زمن لم يكن فيه عنب وكان مأسوراً وكان حبيساً مقيداً والتي روت القصة هي الزوجة التي تبعت ابنها لترى أين هو فقالت وجدته عند خبيب وقالت وجدت بين يديه قطفاً من العنب في زمن لم يكن فيه ذلك العنب، فالأصل إذن أن الإنسان لا يتكلم وأنا متيقنة أن المجاهدين سواء كانوا في فلسطين أو في سوريا أو في العراق أو الشيشان أو كوسوفا أو أي أرض أو أي إنسان أحدث معجزة في داخله بإيمانه بالله عز وجل وتوكله توكل سليم على الله عز وجل وأخذه بالأسباب إذا دعا الله عز وجل حتى لو كان بأمر معجز سيحققه الله عز وجل، لكن لا يصلنا من هذه الأحداث إلى القليل حقيقة.
المقدم: لو أخذنا الأمثلة التي ذكرناها أيضاً وموجودة في القرآن الكريم- نار ابراهيم وسكين اسماعيل عصى موسى شق البحر ونبع الماء من أصابع النبي عليه السلام – فهذه كلها ثابتة في القرآن والسنة، فما الحكمة التي يذكرها الله لنا في القرآن الكريم والتي يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في السنن وفي المقابل الكرامة للولي التي لا يتكلم بها وأليس من الأولى أن يتكلم بها ؟
الضيف1: الأصل أنه لا يتكلم لأنها بينه وبين الله عز وجل وحتى الإنسان الصالح إذا حصلت معه كرامة تراه أميل إلى الحياء من الله من أن يتكلم بها لأن هذا الإنسان الصالح يوجد فرق بينه وبين المشعوذ الذي يقول أنا أوقف السيارة عند النزول وأنا أفعل كذا وكذا فبمجرد ما يتكلم ويقول أنا أستطيع أن أعمل كذا وكذا فاعلم أنه مشعوذ، لكنن هؤلاء أنبياء جرت على أيديهم رسالات وآمن بهم أقوام كان لا بد أن نعلمها لأننا لم نرى معجزة مادية لأننا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم اختلفنا عن الأمم السابقة جميعاً أننا لم نعش في زمن الرسول ولم نرى معجزات مادية وإيماننا بالقرآن حتم علينا أن نؤمن بما جاء به من معجزات مادية واننا ندرك أن الله عز وجل الذي وضع خاصية القطع في السكين قادر أن يسحب هذه الخاصية منها بالحظة وأن الله عز وجل الذي وضع خاصية السيلان بالماء في بحر موسى عليه السلام قادر على أن يوقف هذه الخاصية في هذه اللحظة لأن موضع السبب قادر على إزالته من الأمر.
المقدم: طالما نتحدث عن حبس الشمس والحلقة في نهايتها هناك رأي أن الشمس حبست أكثر من مرة وليس للنبي الذي نتحدث عنه إن كان يوشع او غيره ، فحبست صبيحة الإسراء والمعراج كي يصف النبي صلى الله عليه وسلم المشهد والجمل الأورق الخ وإن كان هناك انقطاع في الرواية أو السند، أيضاً حبس الشمس لسيدنا سليمان حتى يصلى العصر ولما فاتته فطاف عليها مسحاً بالسوق والأعناق.
الضيف1: والشيعة تعتمد إعادة الشمس لعلي رضي الله عنه لما فاتته صلاة العصر فكل هذا لم يصح في هذه الرواية لا للخندق ولا لسيدنا سليمان ولا لبلال رضي الله عنه ولا لعلي كرم الله وجهه لم يصح لنا على وجه التحديد إلا ما جاء لنا في صحيح البخاري ومسلم وما هو متفق عليه أنها حبست لهذا النبي الذي خرج بفئة مؤمنة صابرة مجاهدة لفتح البلاد لإعلاء كلمة الله عز وجل، وكان بينه وبين الفتح مدة زمنية أراد ان يستثمرها فلب من الله عز وجل أن يحبس الشمس فحبست.
المقدم: لو كان يوشع صاحب هذه القصة كما ورد في رواية أحمد بن حنبل كما أوردناها أو ورد في صحيح مسلم والبخاري التي ذكرناها بتفصيل الشرح واعتمدنا عليها في ثنايا الحلقة، فلو افترضنا أنه يوشع هل عندك فكرة عن علاقة يوشع بفلسطين في زمنه ؟
الضيف1: أنا قلت أنني لم أقف على معلومة صحيحة تقول أن يوشع دخل ببني إسرائيل وأن بني إسرائيل دخلوا فلسطين وأن المعلومة التي نرددها المسلمون قبل غيرنا أنهم دخلوا مع يوشع عليه السلام وبعضوا يقول أنهم دخلوا أريحا والبعض يقول أنهم دخلوا لبيت المقدس فلا يوجد لدينا نص صريح غير توراتي يقول أنهم دخلوا – وصحيح – والصحيح لا يصرح والصريح غير صحيح.
المقدم: يهذه الجملة الملخصة نشكرك دكتورة نماء الأستاذ المشارك في الحديث الشريف وان شاء الله في الحلقة المقبلة تكوني استاذ وليس استاذ مشارك، وباسم مشاهدينا أيضاً نشكرك مرة أخرى ونشكركم مشاهدينا وإلى الملتقى في حلقة قريبة من برنامج فلسطين في الكتاب والسنة، هذه تحياتي عمر الجيوسي دمتم في أمان الله والسلام عليكم.
انتهت الحلقة