المفتي: د. محمد سعيد بكر عضو المكتب التنفيذي في هيئة علماء فلسطين

الجواب:

نعم .. ولا شك في ذلك .. فقد يتخلف المرء بعذر أو بغير عذر عن مواقف البطولة والرجولة في وقتها، كما تخلفت الأمة اليوم عن واجب النصرة الحقيقي لفلسطين والشام واليمن وغيرها.

فيعزم المرء وينوي ويبدأ بالإعداد بصوره المتنوعة (الروحي، الفكري، التاريخي، النفسي، البدني، المالي، الأمني، العسكري، …).

حتى إذا جاءت جولة جديدة (وجولات الصراع لا تنتهي) تقدم مقبلاً غير مدبر قاضياً ما فاته من مواقف العز والشرف.

ودليل ذلك كله ما جرى لأنس بن النضر رضي الله عنه الذي علمنا قضاء الغزوات بقوله للنبي صلى الله عليه وسلم: “غِبْتُ عن أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ (غزوة بدر)، لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ المُشْرِكِينَ (مرة أخرى) لَيَرَيَنَّ اللَّهُ ما أَصْنَعُ (فأبلى في غزوة أحد بلاء حسناً حتى استشهد).

وفيه نزل قوله تعالى: ” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” (الأحزاب: 23)