31/5/2023

أيها الإخوة والأخوات الكرام من أبناء أمتنا الإسلاميّة المعطاءة وشعبنا الفلسطيني الأبيّ:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وبعد:

فإن الاحتلال الصهيوني ما يزال سادراً في غيه مستمراً في جرائمه واقتحاماته لمسرى النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك وممارسة كل صور العدوان ضد أبناء شعبنا ومقدساتنا وهذا العدوان المستمر الذي ينبغي أن يبقى يستنفر جهود أبناء الأمة للعمل والبذل قد تزامن مع أحداث عدة، لا بد لنا فيها من موقف وإنّ موقف هيئة علماء فلسطين لهذا الأسبوع يقوم على أربع تبريكات وتحيات:

فأولًا: فإنّنا نجدد التبريك لتركيا الشقيقة ولفلسطين ولكلّ بلاد المسلمين ولكل المظلوم في الأرض بفوز فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسيّة التي كانت محط أنظار العالم كلّه، بل سعت دولٌ كثيرة من دول العالم للتدخل فيها والتجييش والتحشيد ضد الرئيس أردوغان ولكنّ الشعب التركيّ قال كلمته فاختار الإصلاح واختار البناء واختار طريق الاستقلال وذلك فضل الله تعالى.

وإن هذا الفوز الكبير كان تجلياً لتوفيق الله تعالى وفضله على المؤمنين الذين يبذلون غاية وسعهم في الإعداد أن يأتيهم النصر على الحشود ومهما كانت كبيرة ومتضافرة

وإننا إذ نبارك لتركيا بهذا الفوز الكبير فإننا نجدد دعوتنا لجميع مكونات وأحزاب وتيارات الشعب التركي الأصيل إلى العمل صفا واحدًا ويدا بيد مع القيادة المنتخبة لصالح تركيا وبنائها وانطلاقها في مدارج القوة وإثبات الوجود في هذا العالم الذي لا يحترم إلّا الأقوياء

وثانياً: نبارك للإخوة في مؤتمر فلسطينيي أوروبا نجاح مؤتمرهم الذي شهد نجاحًا لافتًا على الرغم من الهجمة الكبيرة التي تعرض لها من مؤسسات الكيان الصهيونيّ في أوروبا ومن بعض الجهات الفلسطينية مع الأسف.

وإنّنا إذ نبارك هذا الإنجاز الكبير فإننا نؤكّدُ أنّ هذا المؤتمر وأمثاله من الفعاليات الشعبيّة من الأفعال المبرورة في الجملة لأنها تعزز انتماء أبناء شعبنا الفلسطينيّ وأمتنا إلى قضيّة فلسطين؛ هذا الانتماء الذي يعدّ أحد أبرز أدوات مراغمة الاحتلال الصهيوني الذي يسعى جاهدًا لمحو كلّ ما يتعلّق بانتماء شعبنا وأمتنا لهذه الأرض المباركة.

وإننا ندعو كل أبناء شعبنا بفصائله ومؤسساته إلى دعم هذا المؤتمر الذي يحقق هذا الهدف الكبير، وهو موقف يغيظ أعداء الله تعالى كما قال ربنا عزوجل في كتابه الكريم: “وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” التوبة: 120 وضرورة التعامل معه على هذا الأساس وليس على أساس مناكفات داخلية

وثالثًا: نبارك لشعبنا الفلسطينيّ وأمتنا الإسلاميّة العمليّة البطولية التي نفذها مجاهدون أبطال في مدينة طولكرم، فمع بدء الاحتلال مناورته في الضفة الغربيّة التي أطلق عليها “اللكمة القاضية”، وجّه المجاهدون الأبطال إلى الاحتلال لكمةً قويّة أثبتوا بها فشل مناوراته قبل ابتدائها، وذلك في عملية إطلاق نار نفذوها قرب مستوطنة حرميش شمال طولكرم المحتلة، قتل على إثرها مستوطن مغتصب على أقل تقدير.

وإننا ونحن نبارك لشعبنا الفلسطيني وأمتنا هذه العمليّة البطوليّة فإننا نؤكّد أنّ هذا هو السبيل ولا سبيل غيره لقض مضاجع هذا العدو الصّهيونيّ وردعه عن عدوانه القائم على شعبنا وأقصانا وأرضنا ومقدساتنا

قال تعالى: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ” التوبة: 14

رابعاً: نبارك لجميع طلابنا الأحباب وشبابنا الرائع في جامعة بيرزيت وجامعة النجاح الإنجاز الانتخابي الطلابي الذي تجلت فيه الروح الشبابية العالية والنفس التواقة للمعالي واحترام الآخر ونبارك لشباب الكتلة الإسلامية ثقة إخوانهم بهم بهذه الثقة التي تأتي تعبيراً عن توجه الشباب الفلسطيني إلى خيار الجهاد والمقاومة.

وإننا ندعو طلابنا وأبناءنا في جامعة بيرزيت وسائر جامعاتنا الحبيبة إلى تمتين وتوحيد صفهم في مجابهة العدو الصهيوني الذي هو عدوهم جميعاً على اختلاف تياراتهم وكتلهم..

يا أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا الإسلاميّة:

ما تزال الأحداث المتتالية على مستوى فلسطين وبلدان أمتنا الإسلاميّة المستهدفة تؤكّد أن مراكمة القوّة وبنائها شعبيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا هي السبيل لعزة الأمة ورفعتها، وإعدادها واجبٌ شرعيّ يتحمل مسؤوليته أبناء الأمة على مختلف مستوياتهم وفي مختلف مواقعهم قادةً وأحزابًا وجماعاتٍ ومؤسسات وشعوبًا؛ قال تعالى: ” وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ” (59-60)الأنفال.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين