الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد: فيا أمّة الإسلام؛ يا أمّة صاحب المسرى محمد صلى الله عليه وسلّم:
لقد أقدم العدو الصهيوني على الزجّ بآلاف المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك منذ فجر اليوم الأحد 9 محرم 1444هـ الموافق 7 أغسطس “آب” من عام 2022م، وإن هذه الاقتحامات اليوم ليست كسابقاتها على الإطلاق؛ ففيها رفعت الأعلام وأدى الصهاينة الطقوس التوراتية والصلوات الملحمية وغيّروا مسارات الاقتحام في محاولة فجّة لتكريس المسجد الأقصى المبارك حقًا صهيونيًا تقام فيه الصلوات اليهوديّة.
يا أمّة الإسلام:
إنّها صيحة نذير تطلقها هيئة علماء فلسطين في قلب وسمع كل مسلم في الأرض؛ فالمسجد الأقصى المبارك في أخطر ساعاته وأحرج أيّامه وقد أفسد فيه الصهاينة وعلَوا عُلُوًّا كبيرا.
يا أمّة الإسلام:
إن العدوان على المسجد الأقصى هو تمامًا كالعدوان على المسجد الحرام والمسجد النبويّ؛ فهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها، وهو مسرى نبينا ومعراجه إلى السموات العلا؛
فعلامَ هذا البرود في التعاطي مع ما يعيشه من تهديدات وجودية؟!
يا أمّة الإسلام:
إنّ المقاومة الباسلة في غزّة العزّة وهي تعيش ما تعيشه من جراح وآلام قد قالت كلمتها فأطلقت الصواريخ إلى مستوطنات القدس صباح اليوم فقذفت في قلوب الذين اعتدوا على الأقصى المبارك الرعب، وإن الأقصى تشرئب منه الأعناق إلى الأمة كلها مؤسسات وأفرادًا لتقول كلمتها.
فيا أيها العلماء ويا أيها القادة ويا أيها السياسيون ويا أيتها الجماعات ويا أيها الإعلاميون ويا أيها الشباب وكل مسلم وحر في هذه الأرض:
إنّ الأقصى اليوم في خطر عظيم وهو في انتظار استنفاركم وأعمالكم وجهدكم وبذلكم وعطائكم وتضحياتكم، فأروا الله من أنفسكم خيرا “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” التوبة: 105
هيئة علماء فلسطين
9 محرّم 1444
7 أغسطس “آب” 2022