24/11/2023

د. إبراهيم مهنا، عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين

ملخص المحاضرة:

لقد قدّمت هذه المعركة المباركة رسائل كثيرة، ومن أهمها تسع رسائل:

الرسالة الأولى: لا تُحسَم معارك الميدان إلا بعد معارك الوجدان

ما هو  سر الثبات الكبير لأبطال العبور العظيم، وهم يعلمون أنهم قد لا يعودون!؟

السر هو بالإيمان العميق الذي سكن قلوبهم .. وهو أهم زاد للمجاهد، وقد كان نتيجة تربية إيمانية في بيوت الله، وطول مكث مع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما كتيبة الحُفّاظ إلا أنموذجاً واضحاً على ذلك..

ويكفي هؤلاء الأبطال استحضار  قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بشّر فيه بالطائفة المنصورة المجاهدة في بيت المقدس وأكنافه!

وخلاصة هذه الرسالة أن الإيمان أولاً..

الرسالة الثانية: ضرورة استفراغ الوسع كاملا

 امتثالا لقوله تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..}

ومع أن الله قادر على أن ينصرنا بدون إعداد إلا أن إرادته شاءت أن نعمل ونعد العدة..

وقد قام أبطال القسام بالإعداد الحقيقي على أتم وجه تخطيطاً وتدريبا وتصنيعا وتسليحا؛ برا وبحرا وجوا، مع مواكبة للتقنية الحديثة، والإبداع في استثمار الإعلام بشكل رائع ..

ومع ذلك فقد وجدنا أن قلوبهم لم تتعلق بهذه الاسباب بل بمسبِّبها سبحانه وتعالى..

الرسالة الثالثة: إعداد البيئة الحاضنة للمقاومة

لله درّ هذا الشعب الذي ضحّى وقدّم واحتضن المقاومة على نحو مذهل لم نجد له مثيلاً إلا في زمن السلف الصالح..

وبالرغم من كل الجراح والألم والقصف والدمار فقد ثبتوا وصمدوا، وذلك نتيجة إعداد وتربية مسبقة لهذه البيئة الحاضنة المباركة؛ جعلت الوالد يحمل جثمان طفله ويقول: (الحمد لله، يا رب خذ من دمائنا حتى ترضى!)، حتى أن الكثير من الغربيين انبهروا من هذا الثبات وهذه السكينة، مما دفعهم لقراءة القرآن بحثاً عن السر، وقد أسلم بعضهم..

الرسالة الرابعة: هشاشة الكيان الصهيوني

لقد تبيّن بوضوح أن هذا الكيان المزعوم الذي أوهمونا أنه لا يُقهر .. تبيّن أنه نمر من ورق، وأن قوّته خرافة ووهم.. وذلك مصداق لقوله تعالى: {وإن يقاتلوكم يُلّوكم الأدبار ثم لا ينصرون}

فهو كيان هش زائل لا محالة، وهذه رسالة لكل المطبعين الأغبياء..

الرسالة الخامسة: الكيان الصهيوني فاقد لكل القيم الإنسانية

وذلك واضح في استهدافه للأطفال والنساء وقطعه للماء والغذاء والدواء والكهرباء عن المدنيين…

وقد عرف العالم ذلك، ورأينا أمم الغرب كيف خرجوا للشوارع بمئات الآلاف يندّدون بهذا الكيان المجرم.

الرسالة السادسة: الكفار بعضهم أولياء بعض، والكفر ملة واحدة

 رأينا كيف استنفرت أمريكا وغيرها من دول أوروبا للوقوف بجانب هذا الكيان المهزوم.. وفي ذلك رسالة لنا أن نتوحد ونجتمع في صف واحد ضد أعداء الإسلام، فنحن أحق وأولى منهم بذلك ، فالنصرة للمجاهدين واجبة على جميع المسلمين في مختلف المجالات الممكنة: الجهادية والفنية والإعلامية والمالية …

الرسالة السابعة: القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة بل للإنسانية

وقد أعادت المعركة هذه القضية إلى مكانتها الصحيحة، وأصبحت الآن على كل لسان في العالم بعد أن غابت لفترة من الزمن .. وهذا يتطلب أن نواكب هذه الحالة ونستثمر فيها بما يليق بهذه القضية المركزية..

الرسالة الثامنة: قُوى الاستبداد والفساد الحاكمة في منطقتنا هي سبب المصائب والعقبة الكأداء أمام الفعل الحقيقي المؤثر

وفهم هذه الحقيقة يحفّز أبناء الإسلام ويوجههم للعمل الحقيقي المطلوب، وأول ذلك هو دور العلماء في الفتوى الصادقة والجريئة في بيان حقيقة هؤلاء المستبدّين، وكذلك واجب أحرار الأمة القيام بأعمال استثنائية في كسر القيود والحدود …

الرسالة التاسعة: “تحريرها كلها ممكن، تحريرها كلها قد بدأ”

لقد أثبتت معركة طوفان الأقصى إمكانية تحرير فلسطين بشكل حقيقي وواقعي، بعد أن توهّم الناس زمناً أن ذلك أمر بعيد!

فلله الحمد الذي يسوق لنا مثل هذه الوقائع المباركة لتثبيت المؤمنين وبعث الحياة والأمل في نفوسهم بانتصار هذا الدين.