16/11/2023

د. محمد سعيد بكر عضو المكتب التنفيذي في هيئة علماء فلسطين

🌹المحاور🌹

✅ في حين يرى البعض أن القوة الأكبر في حسم المعارك والغزوات هي القوى المادية من مال وعتاد وعَدد وعُدد، يجزم العقلاء أن البناء النفسي للفرد والمجموعة هو العامل الأهم في حسم المعارك، دون تقليل من قيمة البناء المادي.

✅ جنباً إلى جنب واجب الإعداد الفكري والفقهي والبدني والأمني والإيماني والسياسي والعسكري وغيرها من صور ومجالات الإعداد؛ فإنه لابد من الاهتمام بالإعداد النفسي .. فما الإعداد النفسي وما صوره ومجالاته؟.

✅ الإعداد النفسي هو؛ الذي يرقي بصاحبه إلى مستوى خوض المعارك بشجاعة، مع الثبات التام وعدم الفرار أثناءها، والتوازن النفسي عند الهزيمة أو الانتصار بعدها.

✅ الإعداد النفسي لا ينفصل مطلقاً عن صور ومجالات الإعداد الأخرى؛ فهو فرع عن الإعداد الإيماني الوجداني؛ لأن القلب المفعم بالإيمان بعد حرص على الصلاة والصيام والذكر والصدقة وقراءة القرآن، قلب ثابت لا يتزعزع .. وهو كذاك فرع عن الإعداد الفكري؛ لأن العقل الواعي راسخ، لاسيما وأنه يعي مقاصد التشريع والحكم الإلهية فلا تربكه الشبهات ويبقى راسخاً عند الأزمات .. والإعداد النفسي كذلك فرع عن الإعداد البدني والمالي وغيرها؛ لأن الملاءة في أي شيء تمنح صاحبها الثقة وتعينه على الاستمرار.

✅ إن من أكبر المعينات على الإعداد النفسي؛ توفر النماذج الصادقة والقدوات الحقيقية أمام الجيل الصاعد، فهم يبحثون عن نجم يهتدون به، فتسمو نفوسهم نحو العلياء وهم يسمعون أو يقرؤون عن أمين الأمة أبي عبيدة، وأسد الله حمزة، وسيف الله خالد، رضي الله عنهم وعمن تبعهم في فلسطين والشام وكل مكان بإحسان إلى يوم الدين.

✅ إن من أشرس المعارك وأخطرها؛ المعركة النفسية .. فأهل الباطل يحرصون على هزيمة أهل الحق نفسياً، فيسعون لتحقيق أهدافهم في الأمة دون أن تراق قطرة دم واحدة، وذلك بأسباب واستراتيجيات عديدة منها:

1️⃣ إظهارنا بمظهر الضعف والجهل والفقر والتبعية التامة لهم.

2️⃣ إبراز أنفسهم على أنهم شعب الله المختار، وأننا مجرد عبيد لهم، وأنهم الذين يستحقون الحياة دون سواهم.

3️⃣ طمس معالم النماذج الإسلامية العظيمة وإبراز قدوات زائفة أو خبيثة.

4️⃣ محاولة الاستعراض بالقوة، وبيان مدى ما وصلوا إليه من الإعداد والتجهيز، وأن لديهم جيوش لا يمكن قهرها.

5️⃣ تخويف الناس على مصالحهم، وتعليق قلوبهم بالدنيا، وهنا نذكر حديث ذاك النبي الكريم الذي رفض أن يخرج معه للغزو أحد وقلبه معلق بالدنيا، فقد روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “غزَا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بهَا ولَمَّا يَبْنِ بهَا، ولَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، ولَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا”.

6️⃣ إثارة الشبهات حول الجهاد وأنه إرهاب وحرام ومنكر.

✅ وفي مقابل محاولات الأعداء التغلب علينا وهزيمتنا نفسياً فإننا نجد في كتاب الله وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ما يبني نفوس المجاهدين، ويعزز لديهم المناعة النفسية اللازمة للمواجهة والثبات، فمن كتاب الله تعالى نجد معالم البناء والإعداد النفسي الآتية:

1️⃣ التحريض على الأعداء؛ ببيان إجرامهم في حق المؤمنين، قال تعالى: “أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” (التوبة: 13).

2️⃣ الحث على الثبات؛ ببيان أجر الثابتين وعقوبة الفارين من الزحوف، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”  (الصف: 11)، وقال تعالى: “وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ” (الأنفال: 16).

3️⃣ بناء النفوس الراسخة؛ بتزهيدها في الدنيا وكشف حقيقتها الفانية، قال تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ” (التوبة: 38).

4️⃣ الحث على الثبات ببيان معية الله ونصرته، وحماية جنوده الظاهرة والخفية للمجاهدين الصادقين، قال تعالى:” إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (40).

5️⃣ الحث على الثبات ببيان نماذج وقصص الثابتين في الأمم السابقة، قال تعالى: “قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ ..” (البقرة).

6️⃣ الحث على الثبات ببيان خوف الأعداء من المؤمنين الصادقين، وجهلهم وجبنهم وتفرق صفهم، قال تعالى:” لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ (13) لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ” (الحشر: 14).

✅ أما سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي حافلة بأسباب وفنون التعبئة والإعداد النفسي، تلك الأسباب التي جعلت من قوم كانوا يعشقون الحياة الدنيا لدرجة نكرانهم ليوم القيامة، يتحولون إلى مجاهدين وعشاق شهادة، لا ينتظر الواحد فيهم أن يتم أكل تمرات في يده وهو على يقين بأن ثمن الشهادة الجنة، فمن تلك الأسباب والقواعد التعبوية النفسية في السيرة النبوية ما يأتي:

1️⃣ قاعدة القدوة؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم إمامهم وفي المعارك أمامهم، يحتمون به عند المعامع، ما جعلهم لا يتأخرون، بل يسارعون ويتسابقون.

2️⃣ قاعدة التحريض؛ فقد استجاب النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ربه القائل: “فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا” (النساء: 84).

3️⃣ قاعدة التعزيز؛ وقد يكون التعزيز النبوي قبل المعارك، ومن ذلك قوله للصحابة الكرام يوم خيبر:” لأُعطِينَّ الرايةَ رجلًا يفتحُ اللهُ على يديهِ فذكرَ أنَّ الناسِ طمِعوا في ذلك، فلمَّا كان من الغدِ قال: أين علِيٌّ؟ ” رواه البخاري .. وقد يكون التعزيز بعدها، ومن ذلك قوله لعبد الله بن أنيس بعد إتمامه لمهمة اغتيال خالد الهذلي: “أفلحَ الوجه، قال: قلتُ قتلتهُ يا رسولَ اللهِ، قال: صدقتَ”.

4️⃣ قاعدة التبشير؛ لاسيما عندما تدلهم الخطوب، وما تبشير النبي صلى الله عليه وسلم بالفتوحات يوم الخندق، والناس في شدة وخوف إلا دليل على ذلك، فقد روي بسند حسن عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: “لما كان حين أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بحَفْرِ الخَنْدَقِ عَرَضَتْ لنا في بعضِ الخَنْدَقِ صخرةٌ لا نأخذُ فيها المَعَاوِلَ، فاشتَكَيْنا ذلك إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فجاء فأخذ المِعْوَلَ فقال : بسمِ اللهِ، فضرب ضربةً فكسر ثُلُثَها، وقال : اللهُ أكبرُ أُعْطِيتُ مَفاتيحَ الشامِ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ قصورَها الحُمْرَ الساعةَ، ثم ضرب الثانيةَ فقطع الثلُثَ الآخَرَ فقال : اللهُ أكبرُ، أُعْطِيتُ مفاتيحَ فارسٍ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ قصرَ المدائنِ أبيضَ .. “.

5️⃣ قاعدة التمني؛ حيث سمع الصحابة الكرام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتمنى المشاركة في الغزوات كلها ونيل الشهادة، فعشقت نفوسهم تلك الأمنية الشريفة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”  والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَوْلا أنْ يَشُقَّ علَى المُسْلِمِينَ ما قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو في سَبيلِ اللهِ أبَدًا، ولَكِنْ لا أجِدُ سَعَةً فأحْمِلَهُمْ، ولا يَجِدُونَ سَعَةً، ويَشُقُّ عليهم أنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أنِّي أغْزُو في سَبيلِ اللهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ” رواه مسلم.

✅ لقد أثمر غرس النبي صلى الله عليه وسلم فأنتج رجالاً لا يهابون الموت، ولا يعشقون الحياة، فكان منهم حنظلة الغسيل، ومصعب بن عمير، والقعقاع بن عمرو، وسلمة بن الأكوع، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم وغيرهم .. رضي الله عنهم أجمعين .. ولكلٍّ حكايات بطولة سجلها التاريخ، لاسيما في غزوة مؤتة التي وقف فيها ٣٠٠٠ رجل عظيم، مقابل ٢٠٠٠٠٠ علج لئيم من علوج الروم، وأخذ ابن رواحة يؤدب نفسه وقد جُرح إصبعه قائلاً:

هَلْ أَنْتِ إِلَّا أُصْبُعٌ دَمِيتِ

وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ

يَا نَفْسُ، إِلَّا تُقْتَلِي تَمُوتِي

هَذَا حِيَاضُ الْمَوْتِ قَدْ صَلِيتِ

وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ لَقِيتِ

إِنْ تَفْعَلِي؛ فِعْلَهَا هُدِيتِ

وَإِنْ تَأَخَّرْتِي؛ فَقَدْ شَقِيتِي

✅ وفي باب البناء والإعداد النفسي يمكننا استحضار أبيات من الشعر ترفع الهمم وتبعث المعنويات، ومن ذلك قصيدة قالها عنترة، وهو يرفض حياة العبيد:

حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ

وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ

وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِماً

وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلِ

وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ

خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ

فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِها

وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ

وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ

أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ

مَوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ

مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ

إِن كُنتَ في عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتي

فَوقَ الثُرَيّا وَالسِماكِ الأَعزَلِ

أَو أَنكَرَت فُرسانُ عَبسٍ نِسبَتي

فَسِنانُ رُمحي وَالحُسامُ يُقِرُّ لي

وَأَنا اِبنُ سَوداءِ الجَبينِ كَأَنَّها

ضَبُعٌ تَرَعرَعَ في رُسومِ المَنزِلِ

قَد طالَ عِزَّكُم وَذُلّي في الهَوى

وَمِنَ العَجائِبِ عِزَّكُم وَتَذَلَّلي

لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ بَل

فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ

ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمِ

وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ

🌹وختاماً🌹

✅ إن من أهم معالم الإعداد النفسي؛ أن يستحضر المسلم أنه سيعيش حياة واحدة وسيموت ميتة واحدة، فإما حياة عز وشهامة وموت شهادة وكرامة .. وإما حياة ذل وموت مهانة.

✅ كما أنه من معالم الإعداد النفسي؛ استحضارنا لمآلات الأمور .. وذلك بأن نسأل أنفسنا؛ ماذا لو تركت الأمة الجهاد والإعداد .. هل يمكن أن يتوقف الطغاة والبغاة عن غيهم وإفسادهم .. فنسأل ونجيب .. صحيح أنه سيترتب على الجهاد مفاسد أو تضحيات .. ولكن رب العزة لما شرع الجهاد ما كان تشريعه إلا لمصلحة العباد، قال تعالى: “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة: 216).

✅ ومن معالم البناء النفسي؛ استحضار الشرف من وراء تلك الكلف، فشرف تحرير مسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والدفاع عن حياض الأمة وقيمها، وتحرير البشرية من العبودية لغير ربها، كل ذلك وغيره لا يدانيه شرف.

✅ ومن معالم البناء النفسي؛ أن ترتقي بنفسك إلى شرف الغيرة على دماء المسلمين وأعراضهم وقيمهم ومقدساتهم .. وأن لا تسمح للدياثة والبلادة أن تتسرب إليك مهما طال الزمان وامتدت الجراح.

✅ ومن معالم البناء النفسي؛ أن ننظر في الجهود الكبيرة التي يبذلها أهل الباطل في سبيل باطلهم وشهواتهم، فنستحي من تقصيرنا وعجزنا، ألا تراهم ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، ويمكرون الليل والنهار، ويتواصون بالباطل كابراً عن كابر، ويمدون أمثالهم في الغي ثم لا يقصرون .. فماذا نحن لنصرة الحق فاعلون؟!

اللهم إننا لا نسألك خفة الحمل .. بل نسألك قوة المنكبين.

نقلاً عن:

https://www.facebook.com/mohdsaedbaker/posts/pfbid02P9TRFBe3u4v4CtqmFU8uL7DRNQLCyRjvSh21J8RB5c7JNVFiGJ3rhx3VYYjBts27l