خاص هيئة علماء فلسطين
نماذج من ألعاب تطبيقيّة طُبقت على مجموعة من الفتيان الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في لبنان (1)
8/2/2025
فكرة وإعداد: د. رمزي كريّم ، عضو هيئة علماء فلسطين – لبنان.
نحتاج إلى تنشأة الأجيال على دروس وقيم من “معركة طوفان الأقصى” تربويّا وسلوكيًا، وتصميم ألعاب تعليميّة تطبيقيّة تربويّة هادفة للفتيان والفتيات، نرجو منها، تحقيق الأهداف التالية:
- تأصيل مفهوم الجهاد في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة،
- بيان صفات اليهود وخصالهم في القرآن الكريم والسنة النبويّة،
- تعريف الفتيان بالمقدسات ، وفي مقدمتها المسجد الأقصى بما يُمثّل من مكانة عقديّة، وهوية انتماء لدى الأمة جمعاء.
- تعزيز مفاهيم : “مقاومة التطبيع”، و” مناهضة مشروع التسوية والسلام”.
- توجيه الفتيان للاقتداء بقادة المقاومة الشهداء.
التعلّم بالألعاب التربوية التطبيقية
تعتبر الألعاب التطبيقية جزءًا من الثقافة الحديثة للفتيان، وخاصة الألعاب الحربية ( الإلكترونية – الميدانية ). إذ أنّهم يستمتعون بممارستها، فهي تجذب انتباههم وتستحوذ على تفكيرهم. وقد أثبتت الدراسات أنّ التعلّم بالألعاب التطبيقية له فوائده، فهو نهج تربوي يعتمد على استخدام الألعاب لاكتساب المعارف وتنمية المهارات وغرس السلوك أو تعديله. ومن خلاله نوظف الحواس جميعها؛ بل نُعزّز التعلم ونجعله أكثر ارتباطًا بواقع الحياة.
وللمعلّم أن يبتكر العديد من الوسائل الإبداعية في غرس القيم في نفس المتعلمين على حسب مستوى الهدف، فالمستوى المعرفي يتطلب وسائل منوعة، ويوفر ما يكفي من القدوات والنماذج البشرية للمتعلمين .
***
الألعاب التعليمية وتوظيف ” معركة طوفان الأقصى”
والسؤال المطروح: هل يمكننا أن نُوظف شغف الفتيان واستمتاعهم بممارسة الألعاب على تنوعها (الحربية: الإلكترونية والتطبيقية والتعليمية، ….) في بناء الشخصيّة، وترسيخ لقيم هادفة، وتعزيز لسلوك ايجابي؟ لاشكّ أن الألعاب التطبيقية لها من الايجابيات الكثيرة، وهذا ما أشارت إليه المختصة في علاج الصحة النفسية والسلوكية للأطفال والمراهقين جوانا عبود للجزيرة نت، بقولها: ” أن الألعاب العنيفة قد تعزّز ثقة الطفل بنفسه، وتنمّي القيم لديه إذا أحسن الأهل التوجيه”[1].
ومن نماذج الألعاب الهادفة، لعبة “فرسان الأقصى”[2] التي تحاكي عملية طوفان الأقصى، وتتضمن مشاهد للحرب، وشخصيات ترتدي شارات خضر وتقتحم قواعد عسكرية إسرائيلية باستخدام مظلات. وكتب مطوّر اللعبة “نضال نجم”، وهو برازيلي من أصل فلسطين، أنّ “اللعبة لا تُشجّع على الإرهاب أو معاداة السامية أو خطاب الكراهية ضد اليهود أو أي جماعة أخرى، إنما هي رسالة احتجاج ضد الجيش الإسرائيلي الذي يحتل الأراضي الفلسطينية”.
من هنا، تكمن الفرصة في توظيف ” معركة طوفان الأقصى” وإنتاج ألعاب تعليميّة وتطبيقيّة وأخرى إلكترونية تُرسخ قيما ومفاهيم قرآنيّة في صراعنا مع اليهود لدى الأجيال، وتُعزز روح وثقافة المقاومة لديهم، وتربطهم بسير ونماذج من الشهداء القادة، أمثال : الشهيد السنوار، الشهيد إسماعيل هنية، وغيرهم من إخوانهم.
فمن خلال هذه الألعاب نستطيع توعية الفتيان، بالقضايا العربية والإسلامية، وتدريبهم على الإقدام والشجاعة ، ونُعلّم الأجيال حقيقة صراعنا مع اليهود ، ونُعزّز فيهم ثقافة المقاومة. فالفتى الفلسطيني وقف أمام الدبابة الإسرائيلية منذ سنوات ورماها بحجر، هو اليوم المقاتل الذي دمر الدبابة بقذيفة محلية الصنع.
***
مقترح برنامج تطبيقي لألعاب تربويّة للفتيان، من وحي معركة الطوفان
نموذج: ” لعبة عصا الشهيد السنوار “
- تعريف باللعبة: مشهد يُظهر قادة المقاومة في دفاعهم عن أرض فلسطين، وتقدمهم الصفوف الأمامية للمقاومة، وتصديهم لقوات الاحتلال الصهيوني بكل الامكانات المتاحة.
- توصيف اللعبة: يجلس فتى على كرسي محاكيا جلسة السنوار عند استشهاده، ويضع على رأسه ” الكوفية البيضاء المنقطة بالأسود”، وفي يده عصا يلقي بها على الطائرة الاسرائيلية الصغيرة دفاعا عن نفسه وقد أثخنته الجراح.
- أهداف اللعبة:
- أن يترسخ لدى الفتيان /الفتيات الحق في المقاومة للمحتل الذي خالف كل الشرائع والقيم والأعراف الدولية والانسانية، فقد أفسد ودمر وقتل ولم يُراع حرمة مسجد وكنيسة أو مستشفى أو بشر طفل كان أم إمرأة أو رجل مُسن، أو حتى حجر وشجر.
- أن يقتدي الفتيان /الفتيات برموز المقاومة المرابطين الثابتين ويتعرفوا على سيرهم العطرة بالعطاء والتضحية والبذل.
- أن يتعرف الفتيان/ الفتيات على الآيات والأحاديث النبوية الشريفة عن خصال وصفات اليهود.
- الفئة المستهدفة : ( الأعمار من : 8- 12 )
- خطوات اللعبة :
- يجلس فتى ملثم يحاكي شخصية الشهيد السنوار، وبيده عصا ، وبحضور الفتيان والفتيات.
- يلقى الفتى السنوار عصاه جهة الفيتان بجو من التنافس والفرح.
ج- من يمسك العصا من الفتيان/ الفتيات، يطرح عليه سؤالا عن:
- مكانة فلسطين في القرآن الكريم والسنة النبوية ( بما يتناسب مع أعمارهم)،
- صفات اليهود في القرآن الكريم،
- خصالههم وأفعالهم في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
د- تقدم هدية لمن أجاب إجابة صحيحة من الفتيان /الفتيات، مع تقديم هدايا تشجيعية لهم.
- مسك الختام : يُعرض فيديو ختامي عن سيرة الشهيد السنوار، وتعريف بمكانة فلسطين في القرآن الكريم والسنة النبوية من الأستاذ / ة المشرف على النشاط.
***
تنفيذ البرنامج التطبيقي للألعاب :
تمّ تطبيق البرنامج خلال الفترة الزمنيّة من: 22-12-2024 إلى 5-1-2025، واستفاد منه ( 571) من الفتيان الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية- لبنان، من الشمال إلى الجنوب خلال العطلة الشتوية المدرسية بالتعاون مع دور تحفيظ القرآن الكريم ولجان دعويّة مسجديّة، ودعاة ومشايخ كرام من هيئة علماء فلسطين، فرع لبنان، وقد حقّق البرنامج ( الألعاب ) أهدافه بعد توفيق الله تعالى .
من صور البرنامج:




[1] أنظر المقال: ما تأثير الألعاب الحربية على سلوك الأطفال؟ https://www.aljazeera.net/women/2024/1/13/%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%83
[2] وفق موقع فرسان الأقصى، تدور اللعبة حول قصة البطل أحمد الفلسطيني، الذي “تَعرَّض للتعذيب والسجن ظلماً” من الجيش الإسرائيلي لمدة خمس سنوات وفقد عائلته في غارة جوية للجيش الإسرائيلي. والآن هو فلسطيني محرَّر من السجن، خرج للانتقام واستعادة وطنه من خلال الانضمام إلى فرسان الأقصى، وهي حركة مقاومة فلسطينية جديدة.