الحديث الثّالث

عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا مَعْشَرَ المهاجرينَ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ:

لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ؛ حتى يُعْلِنُوا بها؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا

ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم

ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا

ولم يَنْقُضُوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلا سَلَّطَ اللهُ عليهم عَدُوَّهم من غيرِهم، فأَخَذوا بعضَ ما كان في أَيْدِيهِم

وما لم تَحْكُمْ أئمتُهم بكتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويَتَخَيَّرُوا فيما أَنْزَلَ اللهُ إلا جعل اللهُ بأسَهم بينَهم

أخرجه ابن ماجه وسنده صحيح

            1.          إنّ انتشار المعاصي والمجاهرة بها ومصادمة نواميس الكون وتشويه الفطرة التي خلق الله تعالى النّاس عليها؛ سببٌ رئيسٌ في نزول عقاب الله تعالى التّأديبيّ لهم لعلّهم يرجعون ويتوبون ويصلحون.

            2.         الاستهانة بالفواحش من الزّنا واللّواط وغيرها والمجاهرة بها فضلًا عن تشريعها وقوننتها؛ سببٌ من أسباب إنزال الأوبئة والامراض التي لا يعرفها النّاس؛ ليفيقوا من غفلتهم.

            3.          انتشار الظّلم وغياب العدل؛ سببٌ في وقوع ظلم الحكّام وشظف العيش وضنك الحياة؛ ليعود النّاس عن غيّهم وظلمهم.

            4.          منع الزّكاة؛ سببٌ لمنع الغيث من السّماء ووقوع الجدب؛ حتّى يحسّ الأغنياء بطعم الفقر والحاجة فيقلعوا عن معصيتهم.

            5.          نقض العهود والمواثيق التي امر الله تعالى بالوفاء بها؛ سببٌ في تسليط الأعداء على رقاب من استسهلوا ذلك؛ ليشعروا ألم تسلّط العدوّ حتّى يرجعوا إلى رشدهم.

            6.         ترك الحكّام والمسؤولين العمل بكتاب الله تعالى والحكم بشريعته والأخذ بالخير ممّا في سنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم في شؤون الحياة المختلفة؛ سببٌ في حصول الشّقاق في صفوف المسلمين ووقوع العداوة والتّنافر فيما بينهم؛ ليؤوبوا إلى كتاب الله سنة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم

            7.         الواجب على الجميع حكّامًا ومحكومين، قادةً وشعوبًا عند معاينة العقوبات التّأديبيّة من الله تعالى ومنها الأوبئة المنتشرة؛ المسارعة إلى باب الله تعالى وإعلان التّوبة النّصوح والنّدم على المعاصي مع الإقلاع عنها والإصرار على عدم العودة إليها وردّ الحقوق والمظالم إلى أصحابها