خاص هيئة علماء فلسطين

         

19/12/2023

بعد أكثر من خمسة وسبعين يومًا على الحرب الصّهيونيّ صرّح فضيلة الدكتور نواف تكروري رئيس هيئة علماء فلسطين بالآتي:

ما تزال الولايات المتحدة الأمريكيّة ومعها عدد من الدول الأوروبيّة تمارس دورًا رئيسًا في مشاركة العدو الصهيونيّ في حربه على غزّة العزّة؛ فمنذ اليوم الأول للحرب أوفد بايدن وزراء الخارجيّة والدفاع ثمّ وصل بنفسه إلى الكيان الصّهيوني في مشهدٍ تتجلى فيه موالاة أهل الباطل بعضهم بعضًا ويوجب على المؤمنين وأحرار العالم أن يواجهوا هذه الموالاة بمولاة مضادة منعًا للفساد والظلم امتثالًا لقوله تعالى: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ” الأنفال: 73

وإننا نوجه رسالتين ضروريتين أمام هذا الانخراط غير المسبوق لأمريكا ومعها بعض الدول الأوروبيّة في الحرب على أهلنا وشعبنا الفلسطيني:

الرسالة الأولى: إلى أبناء أمتنا الإسلاميّة في كلّ بلدان العالم الإسلاميّ بضرورة اعتبار أمريكا جزءًا من الحرب على أمتنا وشعوبها وقائدة للإبادة الصهيونيّة في قطاع غزة، وهذا يوجب تفعيل حملة إسلاميّة واسعة تقوم على تهديد المصالح الأمريكيّة في بلدان العالم الإسلامي من خلال الفعاليات الشعبيّة الاحتجاجيّة كالإضراب والعصيان المدني والمقاطعة والحملات الإعلاميّة وغيرها، والقيام بالفعاليات المناهضة لجرائم أمريكا من خلال الاعتصامات الواسعة المستمرة التي تحاصر السفارات والقنصليّات الأمريكيّة في دول العالم الإسلامي.

الرسالة الثانية: إلى الجاليات المسلمة في الغرب عموما وفي أمريكا على وجه الخصوص، والأحرار من الشعب الأمريكي الرافضين سياسات أمريكا العدوانيّة؛ فالواجب عليكم كبير ومسؤوليتكم عظيمة في الضغط على هذه الإدارة المنخرطة في الحرب الصهيونيّة الإجراميّة من خلال تهديد هذه الإدارة في مصالحها لا سيما الانتخابات القادمة والضغط عليها في المحافل المختلفة للتوقف عن سياستها العدوانيّة، وإنّ جهودكم الكبيرة والمستمرة في هذا الإطار هي من صميم إحياء الأنفس التي هي رسالة الإنسان السويّ في كل مكانٍ وزمان؛ قال تعالى: “مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ” المائدة: 32

د. نواف تكروري

رئيس هيئة علماء فلسطين