خاص هيئة علماء فلسطين

         

قال تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۭا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” آل عمران: 169

الحمد لله والصلاة والسلام على من بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.

بقلوبٍ يغمرها الحزن، وأفئدةٍ تتقد بالغضب، تزف هيئة علماء فلسطين إلى الأمّة قافلةً جديدة من فرسان الكلمة وأحرار الصورة وعلى رأسهم المراسلان الشهيدان أنس الشريف ومحمد قريقع، الذين اغتالتهم يد الإجرام الصهيوني في غارة وحشية استهدفت خيمة الصحفيين في باحة مستشفى الشفاء بمدينة غزة ومعهم رفاقهم إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومحمد نوفل لينضموا إلى قافلة تجاوزت 232 شهيدًا من أهل الكلمة الحرة منذ اندلاع العدوان.

لقد كان أنس الشريف ناطقًا بآلام من يتعرضون للإبادة كاشفًا بجرأته جريمة الحصار والتجويع؛ يصدح بالحق رغم التهديدات المعلنة. وكان محمد قريقع عينًا صافيةً في ميدانٍ ملبّد بالدخان؛ يقترب من الخطر كسيفٍ في وجه الباطل وثابتًا على العهد حتى لحظة الشهادة.

إنّ هذه الجريمة ليست استهدافًا لأفراد وإنما محاولة خبيثة لإعدام الشهود وإسكات صوت غزة قبل تنفيذ مجازر أفظع بحقها وهي رسالة رعبٍ إلى كل صحفيٍّ حر؛ أن العدوّ الصهيوني يخشى الحقيقة إذا خرجت من بين الركام.

وإزاء هذه الفاجعة، فإنّ هيئة علماء فلسطين:

• تدعو الدعاة والخطباء والعلماء والمفكرين والمؤثرين في العالم الإسلامي إلى تحويل منابرهم ومساحات تأثيرهم إلى جبهةٍ مفتوحة لفضح جرائم الاحتلال وتثبيت الوعي بحقيقة ما يجري وإحياء ضمير الأمة حتى لا تنام على دماء الشهداء.

• تناشد الإعلاميين والأحرار في كل مكان أن يجعلوا من دماء هؤلاء الشهداء عهدًا جديدًا لمواصلة نقل الحقيقة وكشف زيف الاحتلال وكسر محاولاته لاحتكار الرواية.

• تطالب المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية بالتحرك العاجل لإدانة هذه الجريمة النكراء ومحاكمة قادة الكيان كمجرمي حرب ووقف العدوان المستمر على أهلنا في غزة.

إن دماء أنس الشريف ومحمد قريقع ورفاقهم لن تكون مدادًا عابرًا في سجلّ الصحافة إنما هي نداءٌ للضمير الإنساني وصيحةٌ للأمة كلها أن الحق إذا لم يُدافع عنه بالكلمة سيغتاله الرصاص وأن الحقيقة إن تُركت بلا حارس ستدفن تحت الركام مع الشهداء.

رحم الله شهداء الكلمة والصورة وجعل دماءهم منارةً للأحرار ولعنةً على القتلة وبشائرَ نصرٍ يكتبه الله لهذه الأرض المباركة.

هيئة علماء فلسطين

الأحد 16 صفر 1447هـ

الموافق 10 أغسطس “آب” 2025م