مساء الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك، ومجريات الأحداث في حيّ الشّيخ جرّاح
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين، ولا عدوان إلّا على الظّالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد إمام المجاهدين وقائد الغرّ المحجّلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فقد أسفر العدو الصّهيونيّ من جديدٍ عن وجهه الإجراميّ القبيح، فأقدمت قوّاته الخاصّة على اقتحام المسجد الأقصى المبارك لحظة الإفطار من يوم الجمعة 25/ رمضان/ 1442ه الموافق 7/ أيار “مايو”/ 2021م معتديةً على عشرات آلاف المصلّين والمعتكفين في باحات مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقاموا بإطلاق النّار على المعتكفين مما أدى إلى إصابة مئات المرابطين والمرابطات الأبطال وقد فقد العديد منهم بصرهم لاستهداف رؤوسهم وأعينهم بشكل مباشر، كما قامت قوّات الاحتلال الصّهيونيّ المدجّجة بالسّلاح بسحل المرابطات الحرائر في باحات المسجد الأقصى المبارك وقطع أسلاك مكبرات الصّوت واعتلاء المسجد القبليّ قبل أن يتمّ تفريغ المسجد الأقصى المبارك من المصلّين الذين سرعان ما عادوا مهللين مكبرين إلى باحاته مع ساعات الفجر الأولى.
وفي وقت متزامن مع اقتحام المسجد الأقصى المبارك حاصرت القوّات الصّهيونيّة حيّ الشّيخ جرّاح ومنعت من وصول المتظاهرين المتضامنين من أبناء شعبنا الفلسطينيّ مع أهالي الشّيخ جرّاح المهدّدين بالتّهجير بينما سمحت للمستوطنين بدخول الحيّ والاعتداء على أهلنا أبناء حيّ الشّيخ جرّاح.
وإنّ علماء الأمّة الموقعين على هذا البيان يعلنون أمام هذا العدوان الهمجيّ ما يلي:
أولًا: يتوجّه علماء الأمّة إلى المرابطين الأبطال في المسجد الأقصى المبارك وأهلنا الثّابتين في القدس وفي حيّ الشّيخ جرّاح ببالغ التحيّة والإجلال، فأنتم اليوم عنوان صمود الأمّة كلّها والدّفاع عن كرامتها وعقيدتها ودينها وهويّتها والأمّة كلّها معكم وخلفكم وتتوق لو كانت معكم في باحات الأقصى المبارك وفي حيّ الشّيخ جرّاح، فاصبروا فإنّ النّصر آتٍ وعدًا من الله تعالى، والله لا يخلف الميعاد.
اولاً: يدعو علماء الأمّة أهلنا في فلسطين الحبيبة في أحياء القدس وفي أرضنا المحتلّة عام 1948م وفي الضفّة الغربيّة إلى شدّ الرّحال العاجل إلى المسجد الأقصى المبارك والوصول إليه أو إلى أقرب نقطةٍ منه والرّباط فيها، وكذلك يدعو العلماء إلى النّفير إلى حيّ الشّيخ جرّاح ودخول الحيّ أو الرّباط والاعتصام عند مداخله دعمًا لأهلنا الثّابتين في وجه العدوان الصّهيونيّ، فاليوم هو يوم النّفير ولا عذرٍ لقادرٍ في تخلّفه أو تقاعسه.
قال تعالى: “انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” التّوبة: 41
ثانيًا: يدعو العلماء أهلنا في الضّفة الغربيّة إلى تحويل الأرض لهيبًا تحت أقدام المغتصبين الصّهاينة وقضّ مضاجعهم بالعمليّات الفرديّة والمواجهة الشّعبيّة وإشعال انتفاضةٍ جديدةٍ لأجل الأقصى المبارك يرى فيها العدوّ الصّهيونيّ وبال أمره.
قال تعالى: “آٔذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا اَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” الحجّ: 39،40
ثالثًا: يحيّي العلماء القائد العام لكتائب القسّام على تحذيره الأخير للعدوّ الصّهيونيّ، ويدعون فصائل المقاومة الفلسطينيّة إلى تفعيل العمل الجهاديّ وتنفيذ العمليّات البطوليّة المختلفة في أنحاء فلسطين انتصارًا للقدس والمسجد الأقصى المبارك والمظلومين المهدّدين بالتّهجير، فإنّ هذا العدوّ الغاشم لا يعرف سوى لغة القوّة
قال تعالى: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ” التوبة: 14
رابعًا: يستنكرُ علماء الأمّة هذا الصّمت العربيّ والإسلاميّ الرّسميّ والتّعاطف الخجول إن وجد تجاه ما يجري في المسجد الأقصى المبارك وحيّ الشّيخ جرّاح، ويطالبون حكّام البلاد الإسلاميّة باتّخاذ مواقف تنجيهم من العار في الدنيا والآخرة، وليعلموا أنّ لهم بين يدي الله تعالى وقفة وأنّ التّاريخ لن يرحمهم ولن تغفر لهم الأجيال تخاذلهم وسوء صنيعهم.
خامسًا: يطالب العلماء كلًّا من الحكومة الأردنيّة والسلطة الفلسطينيّة بالتحرك لتقديم الوثائق الخاصّة بملكيّة أهالي حيّ الشّيخ إلى الجنائيّة الدوليّة، وينظر العلماء بعين الرّيبة إلى عدم اتّخاذ هذه الخطوة حتّى الآن.
سادسًا: يطالب العلماء عموم علماء الأمّة ودعاتها إلى الاستنفار الدّعوي في هذه الأيّام بحيث يكونون في نشاط دائب وحركة مستمرّة لحشد النّاس وبيان الواجبات الشرعيّة عليهم وتقدّم صفوفهم في الأنشطة والبرامج المختلفة.
قال تعالى: “وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ” التوبة: 122
سابعًا: يطالب العلماء الشّعوب الإسلاميّة إلى التحرّك في الميادين حيث يتاح لهم ذلك لا سيما في البلاد المحيطة بفلسطين الحبيبة، وإنّ النزول اليوم إلى الميادين والسّاحات حيث يمكن ذلك هو من صور النفير المحمود والمساندة الواجبة.
ثامنًا: يؤكّد العلماء على وجوب الجهاد بالمال نصرةً لأهلنا المرابطين في المسجد الأقصى المبارك والثّابتين في حيّ الشّيخ جراح، فلا خير في مال لا يبذل لنصرة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومواجهة العدوان الصّهيونيّ.
قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ” التوبة: 20
تاسعًا: يوجّه العلماء التحيّة إلى الشّباب والشّابات الناشطين الذين سخّروا وسائل التّواصل الاجتماعيّ لنقل ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، ويشدّون على أيديهم ويدعونهم إلى مواصلة جهدهم وتكثيفه، كما يدعون عامّة الشّباب إلى التحرّك في المساحات المختلفة المتاحة لهم كلّ على حسب طاقته وتخصصه لنصرة المرابطين في المسجد الأقصى المبارك والثّابتين الرّاسخين في حيّ الشّيخ جرّاح.
عاشرًا: يدعو العلماء وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة إلى تكثيف تفاعلها مع ما يجري في المسجد الأقصى المبارك ونقل مجريات الأحداث مع المرابطين في حيّ الشيخ جرّاح، ويؤكّدون على دورها في إساءة وجه الغاصبين المعتدين وأنّه من الجهاد المبرور والجهد الواجب في هذه المرحلة الحرجة.
حادي عشر: يدعو العلماء المنظمات والمؤسسات الإسلاميّة في الغرب إلى التحرّك الفاعل لتحريك الرّأي العام في المجتمعات الغربيّة في مواجهة العدوان الصّهيوني على المسجد الأقصى المبارك وعلى حيّ الشّيخ جرّاح، وتعرية الباطل الصّهيونيّ وفضحه بالوسائل الحقوقيّة والقانونيّة وغيرها.
أيّها المسلمون، أيها الأحرار:
إنّ المسجد الأقصى يستصرخكم، وحي الشّيخ جرّاح يستنجدكم؛ فهبّوا لنصرته وأروا الله من أنفسكم خيرًا “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” التوبة: 105
المؤسسة العلمائية الموقعة على البيان
اتحاد العلماء والمدارس الاسلامية في تركيا
المجلس الاسلامي السوري
الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين
رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق
رابطة علماء المغرب العربي
رابطة علماء أهل السنة
رابطة علماء أهل السنة تركيا
مؤسسة منبِر الأقصى الدولية
هيئة علماء المسلمين في العراق
رابطة العلماء السوريين
هيئة علماء ليبيا
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
التجمع الإسلامي في السنغال
التحالف الوطني لدعم فلسطين والقدس
الرابطة التونسية للدعوة والإصلاح
جامعة دار العلوم زاهدان
جماعة عباد الرحمن – السنغال
جمعية UMAD للعلماء في تركيا
جمعية علماء الإسلام- باكستان
جمعية علماء ماليزيا
دار الإفتاء الليبية
رابطة الأئمة والدعاة في السنغال
رابطة الدعاة الأندونيسيين
رابطة إرشاد المجتمع
رابطة دعاة وعلماء جنوب شرق آسيا
رابطة علماء المسلمين
مجلس الأذكياء العلماء الشباب
مجلس الأئمة الهندية
مجلس الشورى الوطني لمسلمي سريلانكا
مجلس العلماء الأندونيسي
مجلس القضاء الإسلامي في جنوب افريقيا
مجلس علماء جنوب شرق آسيا
مركز تكوين العلماء / موريتانيا
منظمة النهضة الشبابية التشادية
مؤسسة ابن تاشفين
مؤسسة الوحدة الإسلامية
هيئة علماء الصومال
هيئة علماء المسلمين في لبنان
هيئة علماء إكرام
هيئة علماء فلسطين
ملتقى علماء فلسطين
ملتقى دعاة فلسطين
رابطة علماء فلسطين – غزة
الجمعية العلمائية MADAV
دعاة لأجل فلسطين
رابطة علماء أرتيريا
المجمع العلمي لعلماء أفغانستان
جمعية الاتحاد الإسلامي
جمعية النهضة اليمينة
رابطة علماء المغرب العربي